Saturday, July 13, 2019

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الثالثة عشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الثالثة عشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الثالثة عشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

04 - The Wisdom Of Holiness In The Word Of ENOCH

الفقرة الثالثة عشرة :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
(فمن الطبيعة) الكلية المنقسمة إلى الأربع: حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة في ظهورها بصفاتها وأسمائها قبل أفعالها وأحكامها وهي للحق سبحانه بمنزلة النفس للمتنفس.
ولهذا ورد الإشارة إليها بقوله عليه السلام: "نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن" الحديث . وورد بلفظ «إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن، أو من جانب اليمن».
(ومن) العالم (الظاهر منها) المشتمل على الصور المختلفة في الحس والعقل.
وما رأيناها نقصت بما ظهر منها من الصور التي لا تعد ولا تحصى مما يسمى مخلوقات علوية وسفلية .
(ولا)رأيناها (زادت بعدم ما ظهر)مما فني وزال من المخلوقات بل هي على ما هي عليه لا تنقص ولا تزيد (وما الذي ظهر) منها من جميع المخلوقات (غيرها) بل كل ذلك صورها التي تصورت فيها (وما هي عين ما ظهر منها).
أي من جميع المخلوقات (لاختلاف الصور) في جميع المخلوقات (بالحكم عليها)، أي على تلك الصور أو على الطبيعة فالحكم على الطبيعة سبب الاختلاف صورها، فإنها لا يحكم عليها بحكم حتى تكون متصورة في صورة هي من جهة نفسها لا صورة لها .
(فهذا) شيء (بارد یابس وهذا) شيء آخر (حار يابس) وهذان الشيئان صورتان للطبيعة وقد حكم على هذين الشيئين بالحكمين المذكورين .
(فجمع) بينهما (باليبس)، لأنه وصفهما (وأبان)، أي فرق وأوضح أحد الشيئين من الآخر (بغير ذلك) وهو البرودة في الأول، والحرارة في الثاني
(والجامع) في ماهيتهما (الطبيعة) الواحدة، لأن الجامع وهو اليبس طبيعة، والفارق وهو البرودة والحرارة طبيعة أيضا. والكل طبيعة واحدة (لا بل العين).
أي الذات في كل شيء جمع مع الآخر أو فارقه (الطبيعة) لا زائد عليها .
(فعالم الطبيعة) مجرد (صور) ولا طبيعة الآن من حيث هي طبيعة بل هي الآن صور مسماة بأسماء مختلفة وتلك الصور ظاهرة للحس والعقل (في مرآة واحدة) هي الطبيعة على أصلها كالمرآة الصافية الخالية من كل صورة.
(لا بل) عالم الطبيعة صورة واحدة ظاهرة (في مرايا مختلفة) وتلك المرايا المختلفة هي حضرة الحق تعالى.
فكل حضرة تقتضي أن تظهر فيها الطبيعة بصورة مخصوصة، فكثرة الصور لكثرة المرايا والطبيعة صورة واحدة لا تعدد لها بذاتها.
(فما ثم) في الوجود (إلا حيرة) تعم العقل والحس (لتفرق النظر) الواحد، فإن كل معقول و محسوس صورة ظاهرة في مرآة الطبيعة من تجلي حضرات الحق تعالی المتوجه بما يريد مما يعلم من كل شيء.
فالمعقول والمحسوس الصور والطبيعة والنظر الواحد واقع على الشيئين معا. والصور حاجبة للطبيعة فالمعقول والمحسوس هو الصور وحدها، والطبيعة في غيبه لصور مخفية.
ويشبه أن يكون كل معقول ومحسوس صور مختلفة ظاهرة في مرايا الخطوات الإلهية من تجلي الحق تعالی علی الطبيعة الواحدة.
فالطبيعة ظاهرة بصورة كل شيء في مرايا التجليات الإلهية.
فالمعقول والمحسوس هي التجليات الإلهية مع الصور الطبيعية القائمة بها، والنظر الواحد واقع على هذين الشيئين.
والصور حاجبة للتجليات و للطبيعة، فالمعقول والمحسوس هو الصور وحدها والتجليات غيب في تلك الصور، و كمال الطبيعة غيب في الصور أيضا.
فتارة يقول الحائر في نفسه هذه طبيعة مصبغة بصبغة كل شيء.
وتارة يقول: كل شيء، وتارة يدقق النظر فيقول تجليات الإلهية بصور طبيعته وتردد في هذا كله.
(ومن عرف ما قلناه) من أن الحق المنزه هو الحق المشبه مع تمييز أحدهما عن الآخر كما سبق بيانه (لم يحر) لتحققه بالأمر على ما هو عليه من جهة ان?شافه والتباسه.
(وإن كان) يعني العارف بما قلناه (في مزید علم) مع أن الأنفاس كلما مر عليه نفس زاد علمه بالحق والخلق، فإن زيادة العلم لا تقتضي الحيرة بل هي علوم يقينية بعضها فوق بعض.
(فلیس) ذلك المزيد من العلم داخلا عليه (إلا من حكم المحل) الذي يتوارد به من حيث إطلاقه عليه لا من حيث تقييده .
(والمحل) المذكور (هو عين)، أي ذات (العين)، أي الذات (الثابتة) التي لا تتغير عندنا بتغيير جميع قیودها.
فإن علم المحل يقتضي الانكشاف التام فيما لا نهاية له، فحكمه زيادة العلم مع الأنفاس والعين الثابتة ذات الحق تعالی من حيث معرفتنا بها.
وعين هذه العين ذاته تعالى من حيث ما هو في نفسه غيب عنا (فبها)، أي بعين العين المذكور (يتنوع الحق) تعالى للحس والعقل في المجلی)، أي موضع الانجلاء، أي الانكشاف
(فتتنوع الأحكام) منه (عليه) سبحانه إذ لكل نوع من ذلك حكم خاص به.
(فيقبل) سبحانه وتعالى من حيث ظهوره في كل مظهر (كل حكم) يخص ذلك المظهر الذي يظهر فيه (وما يحكم عليه) تعالى من حيث نحن بتلك الأحكام المتنوعة.
(إلا عين ما تجلى فيه) من المراتب الممكنة المقدرة بعلمه تعالى وإرادته تعالى، لأنه يظهر لنا بها فتحكم عليه من ظهوره عندنا، وهو على ما هو عليه في ظهوره لنفسه من إطلاقه الكلي.
(ما ثمة)، أي هناك في حقيقة الأمر
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
فإذا كان أصل الأمور واحدة (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها) استفهامي أي أخبروني أي شيء هما أي وما أدركتم أي شيء هما .
(وما رأيناها نقصت بما ظهر عنها ولا زادت بعدم ما ظهر) الطبيعة هي القوة السارية في الأجسام كلها .
وأشار إلى أن الأمر الواحد في العدد هو الطبيعة ثم بين بعد الاستفهام حالهما .
ونقل كلامه من الجمع إلى الفرق بقوله : (وما) استفهام (الذي ظهر غيرها وما هي عين ما ظهر) أي ما ظهر من الطبيعة غير الطبيعة وكذلك الطبيعة غير ما ظهر منها (لاختلاف الصور بالحكم عليها) أي على الطبيعة في قولنا .
(فهذا) أي هذا الشيء أو هذا المزاج (بارد يابس وهذا) المزاج (حار يابس فجمع) بينهما (باليبس) أي بسببه .
(وأبان) أي ظهر الجامع (بغير ذلك) وهو البرودة والحرارة فظهر من الطبيعة بعد الجمع البرودة والحرارة اللتين لم تكونا قبل الجمع فاختلفت الصور بالحكم عليها .
فكان ما ظهر منها غيرها وهي غير ما ظهر (والجامع) بين البارد واليابس والحار واليابس (الطبيعة) فكانت الطبيعة سارية في الموجودات ظاهرة بالصور المختلفة (لا بل العين) الواحدة التي ظهرت بصور الموجودات كلها هي عين (الطبيعة فعالم الطبيعة صور) والطبيعة مل?وت تلك الصورة في مرآة واحدة وهي الذات الإلهية. وهذا إذا اعتبر أن الوجود للمخلوق والحق مرآة له وحينئي الطبيعة غير العين الواحدة (لا بل) عالم الطبيعة (صورة واحدة) وهي الذات الإلهية التي تسمى عين واحدة (في مرايا مختلفة) .
وبهذا الاعتبار كانت الطبيعة عين العين الواحدة (فما ثمة) أي ليس في هذه المسالة (الأخيرة لتفرق النظر)، لأنه بالنظر إلى صور في مرأة واحدة يظهر الخلق ويختفي الحق وبالنظر إلى صورة واحدة في مرايا مختلفة يظهر الحق ويختفي الخلق وهذا معنى تفرق النظر.
(ومن عرف ما قلناه) من أن الحي المنزه هو الخلق المشبه (لم يحر) لعدم تفرق النظر فيه أو ما قلناه من أن العين الواحدة ظهرت بالصور المختلفة في المرايا المختلفة .
فلا تفرق النظر يحصل من تفرق الطريق وما بينه طريق واحد حق لا تفرق فيه (وإن كان في مزید علم) أي وإن كان العارف ما قلناه يعلم الحق من وجوه كثيرة فإن ما ذكره من التعريف الإلهي يرفع حيرة المعارف في عرفان كل وجه إذ لا ينفك العلم منه إذا علم .
ولو كان في مزید علم فلم يحر لخلوصه عن تفرق النظر بسبب هذا العلم فإذا كان الحق حقيقة واحدة يظهر بصور مختلفة .
(فلیس) ذلك الظهور المختلفة العين الواحدة (إلا من حكم المحل) لا من جهتها .
(والمحل) وهو الموجودات وأحوالها (عين العين الثابتة فيها) أي فبسبب العين الواحدة (بتنوع الحق في المجلي) وهو عين العين الثابتة .
فإذا كان الحق يتنوع في المجلي (فتنوع الأحكام عليه فيقبل) الحق (كل حكم وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه) الحق وهو العين الثابتة

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟ وما الذي ظهر غيرها.
وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها، فهذا بارد یابس وهذا حار يابس، فجمع باليبس وأبان بغير ذلك، والجامع الطبيعة، لا بل العين الطبيعية.
فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا بل صورة واحدة في مرآيا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر.
ومن عرف ما قلناه لم يحر، وإن كان في مزید علم، فليس إلا من حكم المحل والمحل عين العين الثابتة.
فيها يتنوع الحق في المجلى، فتتنوع الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه.
وكلامه واضح بنفسه ولكن فيه موضع واحد يجب أن أقول فيه بعض القول وهو أن قوله: إنه الجامع لجميع الكمالات، فإن ظاهر ?لامه، رضي الله عنه، يقتضي أن لها جميعا و?لا، وهذا عند من يرى أن العالم عبارة عما حده محدب العرش وهو ظاهره وحده الآخر مركز الأرض" وهي نقطة متوهمة في وسطها.
وما يلحق ذلك مما يرى ومما لا يرى فلا شك أن هذا له كل وجميع وإن تفصل بالجزئيات في المستقبل إلى غير نهاية.
وأما عند من فتح له الفتح الثاني، فالعوالم بالنوع لا تتناهي فضلا عن العوالم بالشخص والكرات غير متناهية وليست بعضها في بعض بل بعض أشخاصها متناهية وبعضها غير متناهية أو ليست كذلك فكل واحد منها غير الآخر ولا شيء منها مغاير للحق تعالى على ما ذكره الشيخ، رضي الله عنه، واعلم أن جميع ما أذكره لا ينسب إليه شيء منه وإنما أقوله شرحا لما فهمته من كلام الشيخ، رضي الله عنه .

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
قال رضي الله عنه : ( فمن الطبيعة ؟ ومن الظاهر فيها وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ، ولا زادت بعدم ما ظهر ؟ وما الذي ظهر غيرها ؟ في ما هي عين ما ظهر ، لاختلاف الصور بالحكم عليها ، فهذا حارّ يابس ، وهذا بارد يابس ، فجمع باليبس ، وأبان بغير ذلك ، والجامع الطبيعة ) .
يعني رضي الله عنه : كما أنّ الطبيعة حقيقة واحدة فإنّها تختلف بعينها وصورها بحسب المادّة ، فتقبل الحكم عليها بالأضداد .
فيقول : إنّ طبيعة كذا باردة يابسة ، وطبيعة كذا حارّة يابسة ، وطبيعة كذا حارّة رطبة ، وطبيعة كذا باردة رطبة ، فتكون الطبيعة في الأضداد عينها ، فتجمعها بحقيقتها وهي حقيقة واحدة من شأنها الظهور في الأضداد أعيانا متضادّة من حيث التعيّن والظهور ، وهي من حيث كلَّيّتها حقيقة واحدة جمعية معقولة مقولة على كثيرين متضادّة في مراتب كثيرة ، والأضداد المختلفة من كونها أضدادا لا تجتمع في مادّة تقبل هذه الصور المتضادّة وليس تعيّنها بأحدها أولى من تعيّنها بغيرها ، وكذلك الطبيعة الجامعة بحقيقتها لكلّ منها ، فإنّها عين الكلّ ، وكذلك الهيولى ، أعني المادّة .
قال رضي الله عنه : " لا ، بل العين الطبيعة ".
يعني رضي الله عنه : العين المظهرة لصور الأضداد في المادّة القابلة لها عين صورها ، عين المادّة ، فإنّ الكلّ في الكلّ ومن الكلّ .
قال رضي الله عنه : ( فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة ، لا ، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة ) .
يعني رضي الله عنه : أنّ الطبيعة حقيقة واحدة ، قابلة لظهور الصور المختلفة فيها مختلفة بموجب حقائقها ، فإنّها بحسب الجميع ، فما لها حسب معيّن يوجب تعيّن الكلّ واحدا معيّنا ، فيظهر كلّ من الأضداد فيها بصورتها كظهور حقائق العالم في مرآة الوجود الواحد الحق بموجب خصوصيّاتها المتكثّرة المختلفة المتباينة والمتماثلة.
وبمقتضى حقائقها ، وهذا مشهد الكمّل ، ومشرب المحقّق الراسخ المكمّل ، أو الطبيعة صورة واحدة في مرائي مختلفة كعكس ما ذكرنا من المشهد ، كظهور الوجود الواحد الحق في أعيان الأشياء بحسب خصوصيّاتها ، وهو مشهد الجمهور من أهل الكشف والشهود من المتقدّمين رحمهم الله .
والحقّ أنّ الأمرين صادقان في حالة واحدة ، وموجبان الحيرة العظيمة في مرتبة الفكر عند العقلاء الوارثين للحقائق بموازين الفكر والنظر العقلي .
قال رضي الله عنه : ( فما ثمّ إلَّا حيرة ، لتفرّق النظر ) .
يعني في نظر أهل الحجاب .
قال رضي الله عنه : ( ومن عرف ما قلناه لم يحر )
يعني رضي الله عنه : إذا عرف أنّ حقيقة الوجود الواحد الحق لذاتها تقبل كلّ ذلك ومن عينها تقتضي الظهور بجميع ذلك ، فإنّه لن يحار أصلا إلَّا الحيرة الأخيرة التي هي عين الشهود الحق
والأمثلة قد تقدّمت ، فانظر وتدبّر ، والله الموفّق ، والعارف ممّا قلنا في مزيد علم ، والله أعلم .  
قال رضي الله عنه : (وإذا كان  في مزيد علم فليس إلَّا من حكم المحلّ ، والمحلّ عين العين الثابتة ، فيها يتنوّع الحق في المجلى ، فتتنوّع الأحكام عليه ، فيقبل كلّ حكم ، وما يحكم عليه إلَّا عين ما تجلَّى فيه ، ما ثمّ إلَّا هذا ) .
يعني رضي الله عنه : أنّ زيادة علم العارف المحقّق في المشهدين جميعا عائدة إلى
العين الثابتة التي ظهر فيها الوجود الواحد الحق بحسبها ، أو ظهرت الأعيان الثابتة فيه بحسبها أيضا كذلك ، إذ لا حيثية ولا خصوصية للوجود الحق ، كما قرّرنا مرارا ، فهو حقّ كلّ حقيقة ، وبه تحقّقت الأعيان في حقائقها بأحكامها وخصائصها وآثارها .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
قال رضي الله عنه : ( فمن الطبيعة ومن الظاهر منها ) يعنى كذلك الوجود الحق الواحد يتعين بتعين كلى يكون بها طبيعة ، ويظهر منها تعينات ثنائية وثلاثية أجسام طبيعية لها كيفيات متضادة ، وليس الطبيعة ولا ما ظهر منها إلا العين الأحدية التي هي حقيقة الحق.
قال رضي الله عنه : ( وما رأيناها نقصت بما ظهر عنها ، وما ازدادت بعدم ما ظهر غيرها ) لأنها كلية طبيعية معقولة لا تزيد ولا تنقص ولا تتغير بنقصان جزئياتها وكثرتها وتغيرها ، فإن الحقائق الكلية كلمات الله التي لا تبديل فيها ( وما الذي ظهر غيرها ) بحسب الحقيقة ( وما هي عين ما ظهر ) بحسب التعين فإن المتعين المخصوص من حيث تعينه غير المطلق وغير المتعين الآخر.
قال رضي الله عنه : ( لاختلاف الصور بالحكم عليها ) فإن لكل صورة من الصور المتعينات حكما خاصا ليس لغيرها .
قال رضي الله عنه : ( فهذا بارد يابس ، وهذا حار يابس ، فجمع باليبس وأبان بغير ذلك ) مثال لاختلاف الصور بالأحكام ، فإن الأصل الواحد جمع بينهما باليبس وفرق بالحر والبرد ، وكذا بارد رطب وحار رطب فإنه جمع بالرطب وفرق بالحر والبرد ، وكذا بارد رطب وبارد يابس .
فقد جمع بالبرد وفرق بالرطوبة واليبوسة ، والجامع الطبيعة  أي الأصل الذي يحفظ في الكثرة جهة الجمعية الأحدية.
قال رضي الله عنه : ( لا بل العين الطبيعية ) أي العين الواحدة التي هي حقيقة الحق هو الطبيعة في الحقيقة ظهرت في العالم العقلي بصورتها وتلبست بتعينها الكلى فتسمت طبيعة.
قال رضي الله عنه : ( فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة ) أي صور متضادة الكيفيات في مرآة الطبيعة الواحدة ، كما أن الطبيعة وسائر حقائق العالم صور مختلفة التعينات في مرآة واحدة هي الوجود الحق الواحد المطلق على ما هو شهود المحقق وكشف الكامل الموحد.
قال رضي الله عنه : ( لا بل صورة واحدة في مرايا مختلفة ) أي صورة الطبيعة الواحدة في مرايا قوابل مختلفة متضادة الكيفيات ، بعكس ما ذكر لظهور الوجود الواحد الحق في مرايا الحقائق والأعيان على ما هو شهود العارف الموحد المعاين.
قال رضي الله عنه : ( فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر ) أي نظر أهل الحجاب الناظرين بالفكر العقلي ، لتحيرهم في أنه واحد في مرايا مختلفة أو كثير في مرآة واحدة .
قال رضي الله عنه : ( ومن عرف ما قلناه لم يحر ) أي من عرف أن الوجود الحق يظهر في الأعيان بحسب التعينات المختلفة بصور مختلفة فيقبل أحكاما مختلفة لم يتحير لصدق الأمرين جميعا ، باعتبار شهود الكثرة في الذات الواحدة لتجليها بصور الأعيان ، ولاعتبار شهود الوحدة في صور الكثرة لتحققها بالحقيقة الأحدية.
قال رضي الله عنه : ( وإن كان في مزيد علم ) أي لم يتحير وإن كان في مزيد علم باعتبار المشهدين.
كما قيل : إن معنى قوله رب زدني تحيرا " رَبِّ زِدْنِي عِلْماً " ، فإن علم العارف المحقق في المشهدين جميعا عائد إلى العين الثابتة لا إلى الحق .
قال رضي الله عنه : ( فليس إلا من حكم المحل والمحل عين العين الثابتة فيها ، يتنوع الحق في المجلى فتتنوع الأحكام عليه فيقبل كل حكم ، وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه وما ثم إلا هذا ).
فالتحير إنما يكون في البداية إذا كان النظر العقلي باقيا والحجاب الفكرى مبتدأ .
فإذا تم الكشف وصفا العلم الشهودى والعرفان الذوقي ارتفع التحير مع زيادة العلم بشهود الوجود الواجد الحق المتجلى في صور الأعيان التي هي مقتضى الاسم العليم والتجلي الذاتي والفيض الأقدس ، أو شهود الأعيان الثابتة في الوجود الواحد الحق الذي لا خصوصية ولا حيثية له .
فإنه حق كل حقيقة وبه تحققت الأعيان في حقائقها بعد التعين الأول الذي ظهر به العين الواحدة المتكثرة بالتعينات المتنوعة ، فيتنوع الحق في الأعيان المختلفة الخصائص والأحكام ، فيقبل حكم كل ما يتجلى فيه من الأعيان ، فيكون كل عين عين حاكمة عليه بما فيه ولا يقبل الحكم إلا من ذاته ، فإن الذات هي الحاكمة أولا على كل عين بما فيه بعالميتها ، وما ثم أي في الوجود إلا هو وحده :

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
قال رضي الله عنه : "فمن الطبيعة؟ ومن الظاهر منها؟ وما رأيناها نقصت بما ظهر منها، ولا زادت بعدم ما ظهر".
أي، إذا كان الأمر في نفسه واحدا، فمن الذي يسمى بالطبيعة سوى الوجود الحق؟
ومن الظاهر من الطبيعة سوى أفرادها من أعيان الموجودات؟
ولا ينقص منها شئ بالظهور، ولا يزيد بعدم الظهور كالإنسانية، إذا النقصان والزيادة من خواص الأجسام.
واعلم، أن (الطبيعة) عند أهل الحق يطلق على ملكوت الجسم. وهو القوة السارية في جميع الأجسام، عنصريا كان أو فلكيا بسيطا كان أو مركبا. وهي غير الصور النوعية التي للأجسام، لاشتراكها في الكل واختصاص الصور النوعية.
وهي للنفس الكلية كالآلة في إظهار الجسم وتدبيره، وفي الحيوان بمنزلة الروح الحيواني، إذ بها يتم الفعل والانفعال، فأفرادها كالآلات للنفوس المجردة الجزئية، كما أن كليها آلة لكليها.
فهي مظهر الاسم (الموجد) الذي هو من سدنة (الرب.)
قال رضي الله عنه : (وما الذي ظهر غيرها؟ وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها، فهذا بارد يابس وهذا حار يابس. فجمع باليبس، وأبان بغير ذلك).
(ما) في (ما الذي) للاستفهام.
والثاني بمعنى (ليس).
والثالث بمعنى (الذي). أي، ما الذي ظهر من الطبيعة غير الطبيعة؟
أي، هي التي ظهرت في صورمراتبها لا غيرها. وليست الطبيعة غير الذي ظهر، لأنها واحدة في الحكم والحقيقة، وماظهر منها مختلف بالصورة والحكم، فهذا بارد يابس وهذا حار يابس. فجمع الحق بينهما باليبس، تنبيها على الأصل الجامع، وأبان بالحرارة والبرودة، تنبيها على فرعيته.
قال رضي الله عنه : (والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعة.)
أي، والحال أن الجامع بينها، أي بين الصور، الطبيعة، لا بل العين الواحدة المعهودة، وهي التي ظهرت بصور هذه الموجودات كلها، هي عين الطبيعة.
قال رضي الله عنه : (فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا بل صورة واحدة في مرآيا مختلفة.)
أي، عالم الطبيعة صور مختلفة حاصلة في مرأة الذات الإلهية من غير حصول التعدد والتكثر فيها.
ثم أضرب بقوله: (لا، بل صورة واحدة) وهي الذات الإلهية في مرايا مختلفة، وهي الأعيان
قال رضي الله عنه : (فما الوجه الا واحد غير أنه إذا أنت عددت المرايا تعددا)
تنبيها بحكم المقامين: مقام الموحد، ومقام المحقق. وقد مر تحقيق المرآتين مرارا.
قال رضي الله عنه : (فما ثمة إلا حيرة لتفرق النظر)
أي، نظر العقل في الوجوه المتعددة المتضادة والمتناقضة وغيرها، فإنه لا يعرف أنه حقيقة واحدة ظهرت في صور مختلفة أو حقائق كثيرة.
قال رضي الله عنه : (ومن عرف ما قلناه، لم يحر). بفتح الحاء.
أي ومن عرف ما قررناه، من أن الحقيقة الواحدة هي الظاهرة في صور المراتب المتكثرة والمظاهر المختلفة، لم يقعفي الحيرة.
قال رضي الله عنه : (وإن كان في مزيد علم، فليس إلا من حكم المحل، والمحل هو عين العين الثابتة).
(إن) هاهنا يجوز أن يكون للمبالغة فلا يقتضى الجواب، ويجوز أن يكون شرطية.
وعلى الأول معناه: ومن عرف ما قلنا لم يحر، إن كان هذا العارف في مزيد العلم بالوجوه الإلهية، كما قال، صلى الله عليه وسلم: "رب زدني علما".
فليس عدم الحيرة هنا إلا من حكم المحل، وهو العين الثابتة التي لهذا العارف، كما أن الحيرة مقتضى عين الحائر.
وعلى الثاني فمعناه: وإن كان التحير حاصلا في مزيد علم، فليس ذلك التحير إلا من حكم المحل وهو عين الحائر.
قال رضي الله عنه : (فبها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع الأحكام عليه، فتقبل كل حكم ولا يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه، وما ثمة إلا هذا).
أي، فبسبب الأعيان الثابتة التي للموجودات، أو فيها، يتنوع الحق في مجاليه وظهوراته، كما يتنوع ظهورات الوجه في المرايا المتعددة، فيتنوع أحكام العين الثابتة على الحق بحسب ما يطلب استعداداتها منه، فيقبل الحق كل حكم يعطيه العين الثابتة التي تجلى الحق فيها، كظهور الوجه في المرآة المستديرة مستديرا وفي المستطيلة مستطيلا.
وما في نفس الأمر إلا ما أشرت إليه لا غير.



خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. وإن كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
قال الشيخ رضي الله عنه  : "فمن الطبيعة و من الظاهر منها ، و ما رأيناها نقصت بما ظهر منها و لا زادت بعدم ما ظهر؟ و ما الذي ظهر غيرها: و ما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها : فهذا بارد يابس و هذا حار يابس: فجمع باليبس و أبان بغير ذلك. والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. ومن عرف ما قلناه لم يحر. و إن كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه"
ظهور الواحد في العدد مع بقاء الواحد على حاله من البساطة. وعدم قبول الكثرة، والتغير في ذاته فإن كنت منكرا لذلك فقل لي (فمن الطبيعة) أي: الماهية الجنسية والنوعية، (ومن الظاهر منها) من الأفراد هل هي عينها، أو غيرها مع بقائها بحالها، وكيف تقول بعدم بقائها بحالها.
"أي من الطبيعة هي جزئياتها التي هي الوجود الحق المتعين بتعيين كلي أولا ثم تعيينات شخصية"
(وما رأيناها نقصت بما ظهر منها، ولا زادت بعدم ما ظهر) منها، وكيف تقول بأن الأفراد عينها أو غيرها، (وما) أي: ليس (الذي ظهر) عنها (غيرها وما هي).
أي: الطبيعة (عين ما ظهر) من الأفراد، وإن كانت تمام ماهيتها عند كونها نوعية. (لاختلاف الصور) أي: صور الأفراد الظاهرة عنها؛ فلا تكون الطبيعة عينها مع وحدتها (بالحكم)، أي: مع الحكم بتلك الطبيعة (عليها)، أي: على تلك الأفراد فلا تكون غيرها؛ لامتناع الحكم بأحد المتباينين على الأخر.
ثم أشار إلى أن بعض أفرادها مع البعض الآخر لا عين، ولا غير من كل وجه؛ ليتوسل بذلك إلى أن الطبيعة لا عينها ولا غيرها.
فقال: (فهذا بارد یابس) للأرض، (وهذا حار يابس) للنار (فجمع) بين الأول والثاني (باليابس) ، المشترك بينهما، وأبان بينها بغير ذلك، وهو برودة أحدهما، وحرارة الأخر.
فبين هذين الفردين من أفراد الطبيعة جمع، وفرق بهذه العوارض (والجامع) مع بينهما وراء الجمع باليبوسة (الطبيعة) الجامعة للحرارة والبرودة أيضا، فقد جمعت بما به الفرق أيضا.
(لا) تقل: أن الطبيعة جامعة على أنها عرض عام (بل عين) أي: عين هذه المختلفات الطبيعة، والاختلافات عوارض وصور.
(فعالم الطبيعة) أي: أفرادها (صور) ظهرت في مرآة واحدة هي الطبيعة هذا على تقدير كونها ذاتية للأفراد (لا) على تقدير أنها عرض عام لها، (بل) على هذا التقدير الطبيعة.
(صورة واحدة) في نفسها ظهرت بصور مختلفة (في مرايا مختلفة) من أفرادها، فكذا الوجود مع الموجودات ليست عينه ولا غيره، وما نقص بظهورها وما زاد بعدمها.
وهو جامع بينها بالكون في الأعيان مع تباينها بالصفات فهي صور مختلفة في مرأة واحدة وجودية لا بل الوجود صور واحدة في مرايا مختلفة من الأعيان.
(فما ثم) أي: في الطبيعة مع أفرادها، والوجود مع الموجودات الأخيرة (لتفرق النظر) أي: نظر صاحب الكشف فلا يدري أهي عينهما أو غيرهما؟
وهل هي صور متعددة في مرآة واحدة أو صورة واحدة في مرايا متعددة؟
(ومن عرف ما قلناه) من بیان وجه العينية والغيرية ووجه مرآتية كل منهما للآخر، (لم يحر) عند الكشف لسابق معرفته بما كوشف منه.
(وإن كان العارف في مزید علم) يعلم أن الأعيان معدومة فكيف يصلح للمرآتية، وأن الحق واحد لا اختلاف فيه فكيف يكون مرآة لصور متعددة مختلفة فإنه أيضا لا يحار (فليس) كل من العينية والغيرية، والمرآتية .
(إلا من حكم المحل) أي: محل صور أفراد الطبيعة، أو محل صور الموجودات (فالمحل) إن كان ماهية، فالوجود والطبيعة صورة واحدة في مرايا مختلفة، والماهية.
(هو العين الثابتة)، ويكفي ثبوتها في العلم الأزلي؛ لكونها محل انطباع الصورة كمرآة تظهر في مرآة عند تقابل المرآتين تظهر فيها الصورة التي للشخص المحاذي لهما، وإن كان المحل نفس الوجود والطبيعة.
فالصور، إنما تنتقش فيهما بعد فيضانها على الأعيان الثابتة، ويحصل الاختلاف في الحق بسببها، وعلى التقديرين المحل عين العين الثابتة.
وإذا صارت الأعيان محال مختلفة (فيها) أي: بواسطتها (يتنوع الحق) مع وحدته، وعدم الاختلاف فيما يظهر فيه باعتبار ظهوره أو (في المجلى) بحسب استعداده (فتتنوع الأحكام عليه) مع امتناع الاختلاف فيه بحسب ذاته (فيقبل كل ح?م) من  أحكام المحدثات باعتبار ظهوره في الأعيان.
وظهور الأعيان فيه مع أنه باعتبار ذاته منزه عنهما، وليس محلا للحوادث.
وذلك لأنه (لا يحكم عليه) بتلك الأحكام الحادثة (إلا عين ما تجلى فيه)، فتلك الأحكام إنما هي في صورته؛ فلا يكون هو من حيث هو محلا للحوادث، هذا على تقدير ظهوره في الأعيان ظاهر.
وكذلك على تقدير ظهور صور الحوادث في مرآة الحق، إذ الصور المرئية في المرآة المحسوسة ليست في جرمها، ولا في سطحها، ولا في ثخنها، لما أنها ترى كبيرة بعيدة فوق قدر ثخنها ومقدارها، فهي معلقة ظاهرة في عالم المثال.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. وإن كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
وإذ قد بيّن - بالقواعد العدديّة عقلا ، والآيات المنزلة السماويّة نقلا - إثبات وحدة العين ، أخذ في تحقيق ظهور الكثرة منها وإبانة ما يتوهّم من تلك العبارة ، وإزالته من التجزية والتبعيض ، فقال مستفهما : ( فمن الطبيعة ) الكل ( ومن الظاهر منها ) في الخارج ؟
إذ لا يمكن أن يكون بعضها على ما هو المتوهّم منها ، وإلَّا لزم أن ينقص الكل بما ظهر منها وخرج من كنه كمونها ، ويزيد بعدم ذلك الظهور .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ، ولا زادت بعدم ما ظهر ) على ما هو مقتضى الجزئيّة ، ولا يمكن أن يكون جزئيّا لها لتحقّق المغايرة بين الكلَّي وجزئيه ، ( وما الذي ظهر غيرها ) بما أشير إليه عقلا ونقلا وذوقا .
ثمّ لمّا تقرّر أنّ المشهد الختمي الكمالي هو أنّ التوحيد الأتمّ ما يجمع بين التنزيه والتشبيه ، والتفرقة والجمع ، أراد أن يشير إلى ذلك بما يكشف عن أصله ومبدئه ، وهو أنّ الطبيعة الكلّ إذا لم تكن مغايرة لما ظهرت فيه لا بدّ وأن تكون عينه ( وما هي عين ما ظهر ، لاختلاف الصور بالحكم عليها ) حسبما تصوّر بها من الأوصاف المتقابلة والآثار المتباينة المتناقضة ، المتسلَّطة في تلك الصور ( فهذا بارد يابس ، وهذا حارّ يابس ) وفي اختيار هذا المثال تنبيه على ما سلف لك من النظم الطبيعي الدوريّ الذي لآخر الكرات الطبيعيّة العنصريّة إلى أوّلها ، فلذلك قال : ( فجمع باليبس ) الذي هو صورة المركز ( وأبان بغير ذلك ) من الكيفيّات التي للكرات المحيطة الأعلى فالأعلى .
وقوله رضي الله عنه: ( والجامع الطبيعة ) إشارة إلى الفرق التنزيهي الذي هو مشهد اولي العقول.
كما أنّ قوله رضي الله عنه:: (لا ، بل العين الطبيعة) إشارة إلى الجمع التشبيهي الذي هو مشهد اولي الذوق والشهود .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة ) إشارة إلى تفصيل معنى الأوّل ، و ( لا ، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة ) إلى تفصيل معنى الثاني .
حيرة العقل النظري  
ثمّ إنّ الجمع بين الطرفين والاحتواء على المتقابلين مما لا بدّ منه في كلّ من هذين المشهدين - على ما لا يخفى - وإذ ليس من وسع العقل بقوّته النظريّة أن يضبطهما ضبطا جمعيا إحاطيّا ، وما أمكن له أن يخوض في تيّار ذلك البحر عندما تتلاطم أمواج المتقابلات والمتناقضات الدافعة للضبط ، الذي به يدرك العقل ما يدركه ، قال :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فما ثمّ إلَّا حيرة لتفرّق النظر ) فإنّه كلَّما استحصل من ذلك المشهد علما حار ورجع مما كان عليه ، فإنّ « الحيرة » لغة هي الرجعة ، فليس له من ذلك إلَّا الحيرة والعجز - كما قيل : « العجز عن درك الإدراك إدراك » - فكلَّما ازداد منه علما ، ازداد فيه تحيّرا ، وعليه ورد: « ربّ زدني تحيّرا » و " رَبِّ زِدْنِي عِلْماً " * [ 20 / 114 ] .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن عرف ما قلناه ) من الجمعيّة الكماليّة الختميّة التي أشير إليها ( لم يحر - وإن كان في مزيد علم ) من تلك الجمعيّة الإطلاقيّة ، وذلك لأنّ العجز والحيرة التي للمحجوبين بالعقول والقوى وإدراكاتها المختصّة بالإنسان وموطن حقيقته - وهو مفترق المتقابلين ، ومثار المتناقضين الذين يوجبان الحيرة .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فليس ) ذلك الحيرة ( إلَّا من حكم المحل ، والمحلّ عين العين الثابتة ، فيها يتنوّع الحقّ في المجلى ، فيتنوّع الأحكام عليه ، فيقبل كلّ حكم ، وما يحكم عليه إلَّا عين ما تجلَّى فيه ما ثمّ إلَّا هذا ) .
أي ليس في موطن الحيرة إلَّا هذا التقابل الذي في الأمر مطلقا ، وهذه الحيرة من جملته ، وهو أنّ الأعيان الثابتة - بما لها من العدميّة والعجز والافتقار - حاكمة على ما ظهر فيها بما ظهرت ، مع وجوده واستغنائه واقتداره ، فالعارف بهذا ما يتحيّر عند تنوّع تلك الأحكام المتقابلة ولا يرجع بظهور أحد المتقابلين عن الآخر ، رجوع المحجوب وتحيّره .
وملخّص هذا الكلام أنّ العالم الذي هو العين الواحدة التي ذات تكثّر وتنوّع ، يمكن أن يشهد الكثرة هي الذاتيّة لها ، والوحدة الجمعيّة إنّما لحقت إيّاها وأحاطت بها بحسب المدارك والمشاهد التي بها يتّحد الكثير - اتّحاد الصور في مرآة واحدة - كما أشار إليه أوّلا ، على ما هو مدرك العقل ويمكن أن يشهد الوحدة هي الذاتيّة لها ، والكثرة إنّما طرأت عليها في المدارك والمشاعر المتنوّعة التي بها يتكثّر الواحد - تكثّر الصورة الواحدة في المرايا المختلفة - كما أشار إليه ثانيا على ما هو مشهد الذوق .
وإلى ذينك الوجهين أشار بقوله نظما :

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك.
والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. وإن كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع  الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه،)
قال الشيخ رضي الله عنه : (فمن الطبيعة ومن الظاهر منها ، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟)
فقال رضي الله عنه: (فمن الطبيعة). أي وإذا كان الأمر في نفسه واحد غير متعدد فما الطبيعة التي حضرت قوابل العالم كلها هو الوجود الحق المتعين بتعين ?لي يؤثر في تلك القوابل به .
قال الشيخ رضي الله عنه : (ومن الظاهر منها) أي من الطبيعة هي جزئياتها التي هي الوجود الحق المتعين بتعين كلي أولا ثم تعینات شخصية (وما رأيناها نقصت بما ظهر منها) من إفرادها (ولا زادت بعدم ما ظهر) منها من الأفراد فإنها حقيقة معقولة نسبتها إلى ما ظهر منها نسبة الكلي إلى جزئیاته لا نسبة الكل إلى أجزانه .
فلا ينتقص بظهور الجزئيات وأفرادها عنها ولا يزيد برجوع الجزئيات إليها كما ينتقص الكل بأفراد الجزئيات عنه ویزید برجوعها إليه.
وكذلك الوجود الحق لا ينقص بظهور المظاهر عنه ولا يزيد برجوعها إليه.
قال الشيخ رضي الله عنه: "بعدم ما ظهر؟ وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك. والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية. فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة. فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر."
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما الذي)، أي ليس الذي ظهر?م من الطبيعة (غيرها) مطلقا بل هي التي ظهرت في صورة مرآتها لا غير كما أن الحق سبحانه نیس غير المظاهر مطلقا بل هو الذي ظهر بصورها .
قال الشيخ رضي الله عنه : (وما هي)، أي ليست الطبيعة (عين ما ظهر منها) مطلقا كما أن الحق سبحانه ليس عين المظاهر كذلك (لاختلاف الصور).
أي صور ما ظهر منها (بالحكم عليها)، أي على الطبيعة (وهي) أي الطبيعة (واحدة) لا اختلاف في حقيقتها وحكمها فلا يكون غيره عين ما وقع فيه الاختلاف. (فهذا) الشيء (بارد يابس) فتحكم صورته على طبيعته بالبرودة واليبس.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وهذا) الشيء الآخر (حار يابس) تحكم صورته على طبيعته بالحرارة واليبس. (فجمع) الحاكم وهو الصورة بين هذين لا الببسين في الحكم (باليبس وأبان) بينهما في الحكم (بغير ذلك) اليبس يعني الحرارة والبرودة فهاتان الصورتان وإن اتفقتا في الحكم باليبس لكنهما اختلفتا في الحكم بالحرارة والبرودة .
فكل منهما بخلاف ما يحكم به الآخر (والجامع) بين هذه الصور المختلفة الأحكام هو (الطبيعة) التي لا اختلاف فيها من حيث ذاتها (لا بل) الجامع (العين واحدة).
و هكذا في بعض النسخ ومعناه ظاهر، وفي النسخة المقروءة على الشيخ رضي الله عنه بل في أكثر النسخ لا بل العين الطبيعة ، أي العين الواحدة المعهودة التي ظهرت بصور الموجودات كلها بعد تعينها بتعين كل هي عين الطبيعة فما تجمعها الطبيعة تجمعها العين الواحدة.
فالجامع العين الواحدة (فعالم الطبيعة) أي الطبيعة المطلقة و جزئیاتها المفيدة والصور الطبيعية الجزئية التي سرت الطبيعة فيها كلها (صور) لأعيانها الثابتة ظهرت (في مرآة واحدة) هي الوجود الحق .
فالصور مشهودة والمرأة غير مشهودة كما هو شأن المرآة (لا بل) عالم الطبيعة (صورة واحدة) وهي الوجود الحق ظهرت (في مرايا مختلفة) .
هي تلك الأعيان الثابتة فتراءت بجمعها مختلفة متعددة (فما ثم)، أي عند تعدد المرآتين (إلا حيرة) للموحد المشاهد (لتفرق النظر): أي تفرق نظر شهوده فإنه يقع تارة على صور كثيرة في مرآة واحدة وتارة على صورة واحدة في مرايا متعددة ، ولا يتمكن من التمييز بين المراتب بل يجهلها في عين علمه بها بطريق الذوق والوجدان فيتحير ويعترف بالعجز .
قال الشيخ رضي الله عنه : (ومن عرف ما قلناه لم يحر. و إن كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، و المحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، و ما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه، و ما ثم إلا هذا. )
ويقول رضي الله عنه : العجز عن درك الإدراك إدراك (و) أما (من عرف ما قلناه) من الفرق بين المرتبتين و ميز بينهما بالعلم والعرفان كما علمهما بالذوق والوجدان (لم يحر) يفتح الحاء المهملة.
أي لم يقع في هذه الحيرة (وإن كان ) منها العارف (في مزید علم) وزيادة العلم توجب الحيرة كما يشعر به قوله عليه السلام: "رب زدني تحيرا" فإنه عليه السلام أراد الزيادة في الحيرة المسببة عن العلم ."وكان الشبلي يقول: يا دليل المتحيرين زدني تحيراً".
فقوله، وإن كان في مزید علم شرطية وصلية (فليس)، أي المزيد في العلم من عدم الحيرة.
قال الشيخ رضي الله عنه : (إلا من حكم المحل والمحل عین العين الثابتة، فبها) أي بالعين الثابتة التي للموجودات وتنوع استعداداتها (بتنوع الحق سبحانه) وتجلياته في المجلى العيني الخارجي الذي هو صورة العين الثابتة .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فتتنوع الأحكام عليه) ، أي على الحق سبحانه بحسب ما تقتضيه استعداداتها (فيقبل) الحق سبحانه (كل حكم) تقتضيه العين الثابتة (وما يحكم عليه) أي على الحق سبحانه.

قال الشيخ رضي الله عنه : (إلا عين ما تجلى فيه ما ثمة) حاكم (إلا هذا).


واتساب

No comments:

Post a Comment