Saturday, July 13, 2019

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة السابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة السابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة السابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

04 - The Wisdom Of Holiness In The Word Of ENOCH

الفقرة السابعة عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
(فإذا فهمت) يا أيها السالك (أن العلي) لنفسه هو (ما ذكرناه علمت) يقينا (أنه)، أي العلو الذي اشتق منه العلي (ليس على المكان)، لأنه في الأمر المحسوس (ولا علو المكانة)، لأنه في الأمر المعقول (فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر) على الناس (كالسلطان والحكام) وهم القضاة والأمراء (والوزراء وكل ذي منصب) في الدنيا (سواء كانت فيه أهلية ذلك المنصب أو لم تكن) فيه أهلية لذلك.
فإن ذلك العلو أمر معقول كما أن علو المكان أمر محسوس، والعلي بنفسه منزه عن معاني العقل والحس وهو الله تعالى.
(والعلو بالصفات) الكمالية الجلالية والجمالية كما ذكر (ليس كذلك)، فإنه لا يختص بولاة الأمر سواء كانت فيهم أهلية أم لا، بل هو مختص بصاحب الكمال المطلق الحقيقي، فهو ليس علوا معقولا ولا محسوس بل أصل للعقل والحس .
(فإنه قد يكون)، أي يوجد (أعلم الناس) ومع ذلك (يتحكم فيه من له منصب التحكم) من ولاة الأمر.
(وإن كان) ذلك الذي لمنصب التحكم (أجهل الناس) فإنه ما حكم على من هو أعلم منه إلا من كونه له منصب التحكم عليه فقط فهذا الذي له منصب التحكم (علئ بالمكانة بحكم التبع) للمكانة التي هو فيها .
(ما هو علي في نفسه فإذا عزل) عن منصب التحكم (زالت رفعته) وسفل علوه (والعالم) الذي علوه بالصفات وهو العلي لنفسه (ليس كذلك).
فإنه ليس عليا بحكم التبع حتى يزول علوه بل هو على لنفسه، فعلوه لا يزول ولا يحتمل العزل. والله أعلم وأحكم.
تم فص الحكمة الإدريسية

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
(فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه) وهو قوله : فالعلي لنفسه الخ (علمت أنه) أي أن علق مسمى الله (ليس على المكان ولا على المكانة) أي ليس سببا لعلو المكان والمكانة وأن وجدا فيه بل سبب علوه ذاته .
فعلوه بالمكان والمكانة عين علوه الذاتي إذ هما من جملة الكمالات التي استغرق الذات بها فالعلم الذاتي هو مسمی الله خاصة (فإن علو المكانة) أي العلو الذي المكانة سبب له في الدنيا (يختص) بما في عالم الشهادة من جنس الإنسان فلا ينافي قوله على المكان بالعمل وعلى المكانة بالعلم .
يدل عليه قوله: (بولاة الأمر كالسلطان والحكام والوزراء والقضاة وكل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية ذلك المنصب) ?العدالة والعقل والعلم (او لم يكن والعلق بالصفات ليس كذلك) وهو علق المسمى الله خاصة وعلو بعض مجاليه وهم العلماء بالله فإن علوهم بالصفات العلمية الباقية أزلا وأبدا.
(فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم وإن كان أجهل الناس فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه). وأما العالم فهو على في نفسه.
ولذلك لا يزال عن رفعة العلم (فإذا عزل) ذلك الجاهل (زالت رفعته والعالم ليس كذلك).

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
فإذا فهمت أن العلى ما ذكرناه علمت أنه ليس على المكان ولا على المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان والحكام والوزراء والقضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية ذلك المنصب أو لم تكن .
والعلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم وإن كان أجهل الناس، فهذا على بالمكانة بحكم التبع ما هو على في نفسه . فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.
وكلامه واضح بنفسه ولكن فيه موضع واحد يجب أن أقول فيه بعض القول وهو أن قوله: إنه الجامع لجميع الكمالات، فإن ظاهر ?لامه، رضي الله عنه، يقتضي أن لها جميعا و?لا، وهذا عند من يرى أن العالم عبارة عما حده محدب العرش وهو ظاهره وحده الآخر مركز الأرض" وهي نقطة متوهمة في وسطها.
وما يلحق ذلك مما يرى ومما لا يرى فلا شك أن هذا له كل وجميع وإن تفصل بالجزئيات في المستقبل إلى غير نهاية.
وأما عند من فتح له الفتح الثاني، فالعوالم بالنوع لا تتناهي فضلا عن العوالم بالشخص والكرات غير متناهية وليست بعضها في بعض بل بعض أشخاصها متناهية وبعضها غير متناهية أو ليست كذلك فكل واحد منها غير الآخر ولا شيء منها مغاير للحق تعالى على ما ذكره الشيخ، رضي الله عنه، واعلم أن جميع ما أذكره لا ينسب إليه شيء منه وإنما أقوله شرحا لما فهمته من كلام الشيخ، رضي الله عنه .

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
وقال رضي الله عنه  : " إذا فهمت أنّ العلي ما ذكرناه ، علمت أنّه ليس علوّ المكان ولا علوّ المكانة ، فإنّ علوّ المكانة يختصّ بولاة الأمر كالسلطان والحكَّام والوزراء والقضاة وكلّ ذي منصب ، سواء كانت فيه أهليّة ذلك المنصب أو لم تكن ، والعلوّ بالصفات ليس كذلك ، فإنّه قد يكون أعلم الناس يتحكَّم فيه من له منصب التحكَّم وإن كان أجهل الناس . فهذا عليّ بالمكانة بحكم التبع ، ما هو عليّ في نفسه ، فإذا عزل زالت رفعته ، والعالم ليس كذلك " .
يعني رضي الله عنه : أنّ أعلى مراتب العلوّ هو العلوّ الذاتي كما مرّ ودونه علوّ الصفات ، كالعلم والقدرة وغيرهما .
فمن كان أعلم ، فهو أعلى بصفة العلم ، وفي هذا العلوّ لا يكون الموصوف والظاهر به عليّا بالتبع ، بل بالصفة النفسية ، وقد يكون عليّا بالذات والصفة والمكانة والمكان ، ويختصّ به الربّ تعالى ، فإنّ له أعلى المكانات والمراتب وأعلى الأماكن كالعماء والعرش.
وأعلى الصفات وهو الأحدية الجمعية الإلهية ، والإنسان الكامل منه أوفر حظَّ ونصيب ، كإدريس عليه السّلام مثلا ، فإنّه من أعلم العلماء ، وهو على الصورة الذاتية ، وله مكانة النبوّة وقد رفعه الله " مَكاناً عَلِيًّا " ، جعلنا الله وإيّاك ممّن جمعت له هذه الحقائق .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
قال رضي الله عنه : ( فإذا فهمت أن العلى ما ذكرناه ، علمت أنه ليس علو المكان ولا علو المكانة ) أي إذا علمت أن العلى لنفسه أي بالعلو الذاتي ما ذكرناه . علمت أن علوه ليس علو المكان ولا علو المكانة.
قال رضي الله عنه : " فإن علو المكانة يختص بولاية الأمر كالسلطان والحكام والوزراء والقضاة وكل ذى منصب ، سواء كانت فيه أهلية ذلك المنصب أو لم تكن ، والعلو بالصفات ليس كذلك فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم وإن كان أجهل الناس ، فهذا أعلى المكانة بحكم التبع ما هو علىّ في نفسه ، فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك)".
هذا دليل على الفرق بين العلو الذاتي والعلو التبعى الذي هو بواسطة المكان أو المكانة.
وقد بينه في علو المكانة فإنه أرفع ليعلم منه الفرق بين الذاتي والتبعى .
وذلك أن العلو التبعى عرضى يزول بزوال متبوعه كما ذكر .
وأما الذاتي فلا يمكن زواله فيكون أعلى مراتب العلو وقد تمثل بالعلو الوصفي الذي هو دونه ، فإنه إذا كان الوصف لازما كان العلو ممتنع الزوال .
فمن كان أعلم كان أعلم بالصفة النفسية لا بالتبعية ، فما ظنك بمن هو أعلى بالذات ؟
قد يجتمع أنواعه من العلو بالذات والصفة والمكانة والمكان ، كما في الحق تعالى.
فإن له أعلى المكانات والمراتب وأعلى الأماكن ، وإن كان المكان في حقه مجازا كالعرش ، وأما علوه بالذات والصفات فظاهر ، وللإنسان الكامل أوفر نصيب منها كادريس عليه السلام في شرف ذاته وعلوها ، وكمال علمه ومكانة نبوته ومكانه. في قوله : ورَفَعْناه مَكاناً عَلِيًّا " .
اللهم ارزقنا حظا وافرا ونصيبا كاملا منها بفضلك يا أرحم الراحمين .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
قال رضي الله عنه :  (فإذا علمت أن العلى ما ذكرناه) أي، الذي له العلو بذاته هو الذي لا يكون علوه بحسب المكان ولا بحسب المكانة بل بذاته. (علمت أنه) أي، أن علوه.
قال رضي الله عنه :  (ليس علو المكان ولا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر، كالسلطان والحكام والوزراء والقضاء وكل ذي منصب عال، سواء كانت فيه أهلية ذلك المنصب) كالسلطان العادل والوزير العاقل والقاضي الغير الجاهل.
(أو لم تكن). كعكس ما ذكرناه. (والعلو بالصفات ليس كذلك) لأن العلى بعلو المكانة لا يبقى عليا عند زوالها عن ساعة، كانعزال السلطان والوزير والحاكم والقاضي عن مناصبهم.
لأن العلو في الحقيقة للمرتبة لا لهم. والعلي بالصفات الإلهية لا يزول ذلك العلو عنه، فما بالك بالعلو الذاتي الذي هو أعلى مرتبة من الكل.
وهذا تنبيه على أن العلو أربعة اقسام:
1 - أعلاها العلو الذاتي.
2 - ثم الصفات،
3 - ثم المرتبي. "المراتب"
4 - ثم المكاني.
والحق (على) بجميع الأقسام، جمعا وتفصيلا، وللإنسان نصيب منها.
ولما كان العلى بالعلو الصفاتي في بعض الصور تحت سلطنة من له العلو بالمنصب، كتحكم السلطان الجاهل والوزير الغير العاقل على من هو أعلم الناس وأعقلهم.
قال رضي الله عنه معللا: (فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم، وإن كان أجهل الناس.)
قال رضي الله عنه : (فهذا على بالمكانة، بحكم التبع، ما هو على في نفسه، فإذا عزل زالت رفعته، والعالم ليس كذلك).
أي، فهذا الجاهل على بعلو المكانة، بحكمالتبعية، وليس عليا في نفسه وذاته، فإذا نزل ونزع منه ثياب المنصب، تزولرفعته، وتظهر فضيحته، والعالم ليس كذلك.
فإن العلم مما يبقى أبد الآبدين، ولا يزال صاحبه من العالمين. والحمد لله رب العالمين.

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
قال الشيخ رضي الله عنه  : " فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس. فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك."
وإنما سيق ذلك الاسم لذلك المعنى لأن ذلك المعنى (ويطلبه) أي: ذلك الاسم لذلك المعنى إذ اسم الذات لا يفهمه مع وجوده في الذات.
والاسم الموضوع لذلك المعنى وحده لا يدل على وجوده في الذات، فلا بد من اسم يدل على الذات من حيث هي محل ذلك المعنى، ويكون المقصود منه فهم ذلك المعنى، وإذا كان كل اسم دالا على الذات.
وعلى المعنى المسوق له (فمن حيث دلالته على الذات له جميع الأسماء) التي اللذات فهذه جهة عينية كل اسم مع آخر، وهي جهة عينيته للذات، (ومن حيث دلالته على المعنى الذي ينفرد به) ذلك الاسم (يتميز عن غيره) من الأسماء بحيث يكونان اسمين مختلفين فلا يحمل أحدهما على الآخر، وذلك باعتبار المفهوم، والتعلق (كالرب والخالق والمصور) فإنها وإن اشتركت في معنى الإيجا.
فلا يقال: الرب هو الخالق أو المصور باعتبار المفهوم أو مفهوم الرب تكميل المربوب، ومفهوم الخالق تقديره بمقدار، ومفهوم المصور تشكيلة بشكل (إلى غير ذلك) من الاختلافات بين الأسامي المتقاربة المفهوم والمتضادة.
(فالاسم) الواحد من الأسماء الإلهية: (هو المسمى)، بجميع الأسماء (من حيث الذات) المسماة بالجميع (والاسم غير المسمى) باسم آخر (من حيث ما يختص به من المعنى الذي سيق له)، إذ بهذا يغاير الذات بتغاير الاسم الأخر أيضا لتحقق وجه الغيرية بينهما أيضا، وإن كان غير الغير قد لا يكون غيرها إذا لم يتحقق وجه الغيرية بينهما.
فمقتضی ?لام أبي القاسم بن قسي هاهنا: أن العلو ذاتي وغير ذاتي لها من حيث مغایرتها للوجود بل قد يكون لها بذلك الاعتبار علو إضافي، وقد لا يكون (فإذا علمت أن العلی) ، بعلو الذات (ما ذكرناه) من مسمى الله تعالی خاصة، ومن الصور الوجودية باعتبار اتحادها به (فهمت أنه) ، أي: ذلك العلو (ليس علو المكان) إذ لا اعتبار له هناك (ولا علو المكانة، فإن علو المكانة مختص بولاة الأمر)، إذ هي صفة عارضة تقتضي مكانة، والذي بدونها إما بالذات، أو بالصفة اللازمة، أو بالصفة التي هي كاللازمة "له".
وهما في حكم العلو بالذات (كالسلطان، والحاكم) كحاكم المظالم، والجرائم، والمحتسب، (والوزراء، والقضاة) وبالجملة (كل ذي منصب) كثر التمثيل؛ ليشعر بالدليل الاستقرائي.
ثم قال: (سواء كانت فيه أهلية ذلك المنصب، أو لم تكن)؛ ليشير إلى أن العلو بالمنصب لیس علوا ذاتيا، إذ ليس علوا بالصفات فضلا عن العلو بالذات.
ولذلك قال: (والعلو بالصفات ليس كذلك) أي: لا يختص بولاة الأمر بل يكون لمن هو أدنى منهم في علو المكانة , فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم، وإن كان صاحب منصب التحكم (أجهل الناس) .
فليس علو ذي المنصب بالصفات فضلا عن أن يكون بالذات، (فهذا علي بالمكانة بحكم التبع) لمنصبه الذي يقتضي على المكانة .
(ما هو علي في نفسه)، وإلا لم يتوقف على المنصب لكنه متوقف عليه (فإذا عزل) عن منصبه (زالت رفعته).

لأنها كانت بتبعية أمر عارض بخلاف من يكون علوه بالصفات اللازمة، وهو (العالم) فإن علوه (ليس كذلك) أي: لا يزول بحال فكيف يزول من كان علوه ذاتيا بالانتقال من مكان عال أو مرتبة عالية إلى مكان أسفل أو مرتبة دنيئة، فافهم والله الموفق والملهم.



شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإذا فهمت أنّ « العليّ » ما ذكرناه ) من أنّه الذي له الكمال الشامل والجمع الإحاطي ( علمت أنّه ليس علوّ المكان ولا علوّ المكانة ) ، ضرورة أنّهما لا يشملان ذلك الشمول ، بل هو الشامل لهما وأيضا فإنّهما يلحقان العالي لحوق نسبة وإضافة ، ولا يلزمانه لزوم جمعيّة وإحاطة .
ثمّ إنّ علوّ المكانة وإن أطلق على العلوّ بالصفات اللازمة - كالعلم مثلا - ويتصوّر فيه حينئذ الشمول والإحاطة ، ولكن ليس ذلك من حيث علوّ المكانة فقط .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإنّ علوّ المكانة يختصّ بولاة الأمر ، كالسلطان والحكَّام والوزراء والقضاة وكلّ ذي منصب - سواء كانت فيه أهليّة ذلك المنصب أو لم تكن - والعلوّ بالصفات ليست كذلك ) .
فإنّه يعطي الأهليّة للموصوف ، بل تلك الأهليّة هي المستجلبة لتلك الصفات.
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإنّه قد يكون أعلم الناس يتحكَّم فيه من له منصب التحكَّم - وإن كان أجهل الناس - فهذا عليّ بالمكانة بحكم التبع ما هو عليّ في نفسه ، فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك ) .
فعلم أن العالم هو العليّ في نفسه باعتبار الشمول للمعلومات والإحاطة بكنه الكلّ .
والذي يلوّح عليه أنّ « الياء » مادّة « الميم » وباطنه لفظا ، كما أنّه صورة تماميّته وهيئة جمعيّة سواده عقدا .
على ما روي من محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم: " أنا مدينة العلم وعليّ بابها " .
وجه ارتباط هذا الفص مع الفص الآتي  
ثمّ إذ قد فرغ عمّا للمبادئ الأول والصدر الأقدم من الحكم الكاشفة عن الحقائق التنزيهيّة والمعارف التقديسيّة - على ما عليه عموم العقول البشريّة والحقيقة الإنسانيّة - أخذ يشرع فيما عليه أولو النهاية من الحكم الكاشفة عن التنزيه الكمالي ، والتقديس الأتمّ الأكمل - على ما هو مقتضى القابليّة الأولى والطلب الأصلي المتوجّه نحو الكمال الختمي .
وذلك هو الذي يسمّيه أكثر المتأخّرين بـ « العشق » ويلزمه الوله والشوق والتهيّم ، وهو مادّة تعطَّش القوابل للفيض الوجوديّ والكمال الشهوديّ ، فلذلك وصف هذه الحكمة بـ « المهيّميّة » في قوله :


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.  فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
قال الشيخ رضي الله عنه :  "فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان ولا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان والحكام والوزراء والقضاة وكل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، والعلو بالصفات ليس كذلك."
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ويطلبه) ذلك الاسم ليتميز به عن سائر الأسماء (من حيث دلالته على الذات له جميع الأسماء ومن حيث دلالته على المعنى) المخصوص (الذي ينفرد به يتميز عن غيره) من الأسماء كـ الرب والخالق والمصور إلى غير ذلك من الأسماء.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فالاسم عين المسمى من حيث الذات والاسم غير المسمى من حيث ما يختص به من المعنى الذي سبق له فإذا فهمت أن العلي) العلو الذاتي (ما ذكرناه) من إله هو الذي يكون له الكمال المستغرق جميع الكمالات (علمت أنه)، أي العلم الذاتي (ليس علو المكان) وهو ظاهر (ولا علو المكانة) يعني العلو بحسب منصب من المناصب.
وعلو المكانة بهذا المعنى أخص مما سبق فإنه كان شاملا للعلو بالصفات أيضا.
وإنما قلنا : العلم الذاتي ليس علو المكانة (فإن علو المكانة) بالمعنى الأخص (يختص بولاة الأمر) الذين يتولون أمور المسلمين بالغلبة أو اتفاق جماعة أو نصب ذي منصب أعلى.
قال الشيخ رضي الله عنه : (كالسلطان والحكام والوزراء والقضاة وكل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية ذلك المنصب) .
كبعض من سلف من هؤلاء المذكورين (أو لم يكن) كأبناء زماننا هذا، ويمكن زوال العلو بالمكانة بهذا المعنى عن صاحبه كما إذا انعزل السلطان والوزير والحاكم والقاضي من مناصبهم.
قال الشيخ رضي الله عنه : (والعلو بالصفات)، أي انتي بنصف بها الموصوف في حد ذاته من غير اعتبار معتبر مع أنه دون العلم الذاتي (ليس كذلك) أي مختصا بولاة الأمر ووقعا في معرض الزوال، فما ظنك بالعلو الذاتي الذي هو أعلى مرتبة من الكل.
فلا يكون العلو بالذات علو المكانة ، وإنما العلو بالصفات ليس ?العلو بالمرتبة.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم وإن كان أجهل الناس. فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه. فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم مع كونه أجهل الناس فهذا). أي من له منصب التحكم مع كونه أجهل الناس (علي بالمكانة) "عالي المكانة" والمرتبة (بحكم التبع ما هو علي في) حد (نفسه) من غير اعتبار أمر خارج عن ذاته وصفاته .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإذا عزل زالت رفعته والعلم ليس كذلك)، فإن العلم مما يبقى أبد الآبدين ولا يزال صاحبه من العالمين .
واعلم أن العلي بالذات وإن لم يكن علوه علو مكان ولا مكانة ولا صفة، فهو بحسب كماله المستغرق يستوعب جميع أقسام العلو بل لا يكون منصفا به إلا هو، فالعلي بجميع أقسام العلو هو الحق سبحانه وتعالى تفضيلا "وتحقيقا" لا غير

"والحمد لله رب العالمين" [الأنعام : 45].


واتساب

No comments:

Post a Comment