Thursday, July 11, 2019

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

10 - The Wisdom Of Unity In The Word Of HUD

الفقرة الثامنة عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
قال رضي الله عنه: ( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، وهو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.  ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام والزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، وما ثم إلا الاعتقادات. فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عنه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.)
قال رضي الله عنه: (ثم إن العبد الكامل) في المعرفة الإلهية (مع علمه بهذا) الأمر المذكور في حق الله تعالى (يلزم في الصورة الظاهرة) التي له (والحال المقيدة) المتصف بها (التوجه بالصلاة) المفروضة وغير المفروضة (إلى شطر)، أي جهة (المسجد الحرام) حيث كان من الأرض (ويعتقد أن الله تعالی) سبحانه (في قبلته) وهو متوجه إليه تعالى (في حال صلاته) ووجهه مقابل له أينما توجه من حيث ظهوره تعالى فيما توجه إليه تعالی ذلك العبد لا من حيث بطونه تعالى بما لا يعلمه إلا هو.
وفي حديث الترمذي بإسناده إلى الحارث الأشعري قال فيه:
«وإن الله عز وجل أمركم بالصلاة، فإذا صلیتم فلا تلتفتوا فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده فى صلاته مالم يلتفت».رواه الحاكم و الترمذي ، الجامع الصحيح.
قال رضي الله عنه: (وهو) ، أي التوجه إلى شطر المسجد الحرام (بعض مراتب وجه الحق) تعالى المأخوذة
(من) قوله سبحانه : (" فأينما تولوا فثم وجه الله" فـ  "شطر المسجد  الحرام") بعض (منها)، أي من تلك الأينيات التي هي مراتب لوجه الحق تعالی (ففيه)، أي في شطر المسجد ("وجه الله") سبحانه .
قال رضي الله عنه: (ولكن لا تقل) يا أيها السالك (هو)، أي الحق تعالی (ههنا) في شطر المسجد الحرام (فقط) دون غيره من الجهات (بل قف) يا أيها السالك (عندما أدركت) وعرفت من أنه تعالى في كل وجهة من حيث ظاهريته كما مر غير مرة (والزم الأدب) الذي أمرت به على لسان الشارع (في استقبال شطر المسجد الحرام) حال صلاتك ولا تستقبل غير ذلك في الصلاة .
قال رضي الله عنه: (والزم الأدب) أيضا (في عدم حصر الوجه) الإلهي (في تلك الأينية الخاصة) شطر المسجد الحرام (بل هي)، أي تلك الأينية (من جملة أينيات ما تولى) من الناس (إليها) فهي وغيرها سواء في كون وجه الحق تعالی ظاهرة فيها من اسمه الظاهر لا فرق بينهما أصلا.
ولكن الخصوص شطر المسجد الحرام أمر تعبدي شرعي لا علة له غير مجرد الأمر الإلهي بالتوجه إلى ذلك، فللخصوص أدب وللعموم أدب، والكامل قائم بكلا الأدبين في ظاهره وباطنه علما وعملا.
قال رضي الله عنه: (فقد بان)، أي ظهر (لك) يا أيها السالك (عن الله) تعالى (أنه) ظاهر سبحانه من حيث تجلي اسمه الظاهر (في أبنية كل وجهة) لكل أحد، وهو سبحانه من حيث اسمه الباطن منزه عن كل شيء بل عن تنزيهنا له.
لأنه حكم منا على محكوم عليه مفهوم لنا، وكل محكوم عليه مفهوم لنا محدود محصور، وكل محدود محصور غیر مطلق وغير منزه عن القيود، فتنزيهنا تشبيه له، والتنزيه اللائق به ما هو عليه في نفسه مما لا يعلمه به عالم أصلا.
وإنما تعلق علم العالمين به من حيث تشبيهه وظهوره في الأينيات المذكورة، وتجليه لقلوب العارفين في كل صورة، ومن هذه الحضرة جاءت الشرائع وانتصبت الوسائل إليه والذرائع ووصف على ألسنة الأنبياء والمرسلين وتعلقت به قلوب السالكين والواصلين.
فمن عرف أنه مطلق في عين کونه مقيدة وصدق وآمن بأنه سبحانه منزه بالتنزيه الذي يعلمه هو سبحانه مما هو معجوز عنه في عين كونه مصورة محدودة .
فكان تعالی عنده جامعة بين النقيضين وموصوفة بالخلافين والضدين فهو العارف الكامل والعالم العامل ومن قيده بالإطلاق أو القيد فهو جاهل به تعالی وعلمه قاصر غير شامل.
قال رضي الله عنه: (وما ثم)، أي هناك في الأينيات المذكورة (إلا الاعتقادات) في الحق تعالی من كل معتقد من الناس (فالكل)، أي كل معتقد من الناس في الحق تعالى بأي اعتقاد اعتقده (مصيب) في اعتقاده ذلك.
لأن الحق تعالی تجلی عليه في ذلك الاعتقاد فخلقه له في بصيرته على حسب استعداده ، فكيف يكون أخطأ في اعتقاده ، وجميع الاعتقادات بهذه المثابة، لا ترجيح لأحدها على الآخر.
وما يتوهمه الجاهل من مطابقة اعتقاده للحق تعالى دون اعتقاد غيره، فإن كل ذي اعتقاد في اعتقاده كذلك، وليس اعتقاد من الاعتقادات مطابقة أصلا ولا مردودة أيضا على معتقده أصلا.
وإنما الكفر والضلال في حصر الحق تعالی من حيث ما هو عليه في ذلك الاعتقاد، ورؤية ذلك الاعتقاد لائقا بالحق تعالی مطابقا لنفس الأمر، خصوصا مع اعتقاد أن ذلك الاعتقاد مخلوق لله تعالى.
مثل الاعتقادات كلها تبارك الله تعالی في ذاته، وتقدس في صفاته وأسمائه عن ذلك علوا كبيرا.
قال رضي الله عنه: (وكل مصيب) من الناس في اعتقاده (مأجور) من الله تعالى على إصابته للحق (وكل مأجور) على إصابته للحق (سعيد وكل سعيد مرضي)، أي الله تعالی (عنه) راض (وإن شقی)، أي اتصف بالشقاوة (زمان) طويلا أو قصيرة (في الدار الآخرة)، وإن لقبه الله تعالى في الدنيا بلقب الكافر والفاسق أو غير ذلك، فإنه تعالى لقب غيره بلقب المؤمن أو التقى أو الصالح من غير علة ولا سبب ولكن بمجرد الحكم الربانی.
والحكمة المقتضية لذلك ولا غرض له تعالى أصلا مع أن الكل مخلوقون نه تعالى ، وهو الذي يخلق لهم ما يفعلونه بحوله سبحانه وقوته في ظواهرهم وبواطنهم، وهو تعالی متجلي على الكل في صور اعتقاداتهم كلهم.
وهو عالم سبحانه بأن جميع اعتقاداتهم غير مطابقة لما هو عليه سبحانه في حضرة اسمه الباطن، وإنما هي كلها مطابقة له تعالى من تجلی اسمه الظاهر.
وأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب الإقامة الحجج في الآخرة ولتمييز القبضتين : قبضة السعادة وقبضة الشقاوة.
وأعد لهم في الآخرة جزاء وفاقا على حسب أعمالهم المنسوبة إليهم.
ومرجع الكل إلى الرحمة العامة التي هم فيها في الدنيا والآخرة مؤمنهم وكافرهم، وأهل الجنة في الجنة خالدون، وأهل النار في النار خالدون.
وما سماه نعيمة في حق هؤلاء لا يزول عنهم أبدا، وما سماه عذاب أليمة في حق هؤلاء لا يزول عنهم أبدا.
والشريعة حق والحقيقة حق ولكن الجاهل في عمر وإن كان إلى العلم انتمى، وشقاوة أهل الشقاوة في الآخرة نظیر شقاوة أهل السعادة في الدنيا وإن لم يسم ذلك شقاوة في حق السعداء ولا عذابا لهم لأجل الحكم الإلهي و التلقيب الرباني بل يسمی ابتلاء قال عليه الصلاة والسلام «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل».


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
(ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا) أي يكون الحق في كل جهة (يلزم) أي يجب عليه انقياد الأمر الحق (في الصورة الظاهرة والحال المقيدة) أي للعبد الكامل وهي الصلاة (التوجه) فاعل يلزم أي ملتبسا (بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته وهي) أي القبلة .
قال رضي الله عنه : (بعض مرائب وجه الحق من أينما تولوا فثمة وجه الله فشطر المسجد الحرام منها) أي بعض من تلك المراتب.
قال رضي الله عنه : (ففيه) أي في المسجد الحرام کان (وجه الله ولكن لا تقل هو) أي الحق (هنا) أي في المسجد الحرام : (فقط بل قف، عندما أدركت) أي عند إدراكك الحق (والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام والزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة بل هي) أي بل الأينية الخاصة (من جملة أينيات ما) أي الذي (تولى متولي إليها) أي إلى تلك الأينيات (فقد بان) أي فقد ظهر( لك على الله) أي فقد عرفت بما أخبر الحق به عن نفسه .
قال رضي الله عنه : (أنه) أي الحق كان (في أينيته كل وجه وما ثمة) أي وليس في عقل كل واحد من أفراد الإنسان في حق الحق من الأينيات (إلا الاعتقادات فالكل) أي فكل واحد من صاحب الاعتقادات (مصيب) في اعتقاده الحق في نفس الأمر سواء طابق ذلك الاعتقاد بالشرع أو لم يطابق.
إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) سورة الفرقان"
لكنه إذا لم يطابق بالشرع لا ينفع ، قال رضي الله عنه : (وكل مصيب مأجور) بحسب اعتقاده فكان أجر من اعتقد الحق على ما يخالف الشرع من الكفار التلذذات الروحانية لمشاهدة ربه مخلدا في النار (وكل ماجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه) وقد علمت معنى السعادة والرضاء في فص إسماعيل عليه السلام .
قال رضي الله عنه : (وإن شقي) أي وإن عذب ذلك السعيد بالعذاب الخالص (زمانا) طويلا (في الدار الآخرة) فكان المؤمنون سعداء خالصين من الشقاء لذلك ادخلوا الجنة والكفار الشقاء لذلك أبقوا في النار وكذلك في الرضاء .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
قال رضي الله عنه : " ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله».
فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   "
ونبه الشيخ رضي الله تعالی عنه: على وجوب الأدب مع الحق من حيث ما استقرت عليه عقائد هذه الأمة الكريمة، صلوات الله على رسولها.
فيولون وجوههم شطر المسجد الحرام مع معرفتهم بأن الحق تعالى في كل وجهة ، فيقومون بوظيفة مقام اتباعه في ظاهر ما ورد به أمره ونهيه ويقومون بوظيفة معرفة باطنه، عليه السلام، وباقي الحكمة ظاهر


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
قال رضي الله عنه : « ثمّ إنّ العبد الكامل مع علمه بهذا » يعني بعدم حصر الحق في إنّيته وجهة وجهه « يلزم في الصورة الظاهرة والحالة المقيّدة التوجّه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ، ويعتقد أنّ الله في قبلته حال صلاته وهو بعض مراتب وجه الحقّ من « أينما تولَّوا فثمّ وجه الله "  فشطر المسجد الحرام منها ، ففيه وجه الله ، ولكن لا تقل هو هاهنا فقطَّ ، بل قف عندما أدركت والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام ، والزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأينيّة الخاصّة ، بل هي من جملة أينيات ما ولَّى مولّ إليها ، فقد بان لك عن الله أنّه في أينية كلّ وجهة " .
يعني : في قوله : " فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه ُ الله".  " وما ثمّ إلَّا الاعتقادات ".
يعني : أنّها هي الجهات المعنوية التي يتوجّه إلى الحق فيها قلوب المعتقدين .
قال رضي الله عنه : « فالكلّ مصيب » لأنّه من المطلق الحقّ له حظَّ ونصيب .
قال رضي الله عنه : « وكل مصيب مأجور ، وكل مأجور سعيد ، وكل سعيد مرضيّ عنه وإن شقي زمانا في الدار الآخرة ،"
يشير رضي الله عنه إلى أنّ أهل جهنّم على ما هم عليه من البعد المتوهّم ينعّمون بما يعذب لهم من العذاب الذي ألفوه مدّة في تلك الدار ثمّ فصّل ذلك النعيم الخاصّ بهم .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
قال الشيخ رضي الله عنه : (ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزمه في الصورة الظاهرة والحال المقيد بوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ، ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته ، وهي بعض مراتب الحق من " فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه الله "  فشطر المسجد الحرام منها ففيه وجه الله ، ولكن لا تقل هو هاهنا فقط ، بل قف عندما أدركت ، والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام ، والزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأينية الخاصة بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها ، فقد بان لك عن الله أنه في أينية كل وجه ).
يعنى أن الكامل مع علمه بلا تقيد الحق بجهة مخصوصة يلزمه بحكم حال التقيد بالتعلق البدني التوجه بالصلاة إلى جهة الكعبة ، فإنه لا يمكنه التوجه حال التقيد إلى جميع الجهات ، بل يختص توجهه بجهة واحدة ، وتلك الجهة هي المأمور بالتوجه إليها من عند الله فتعينت وإلا ثبت العصيان ، والباقي ظاهر
(وما ثم إلا الاعتقادات ) أي وما في أينية كل جهة إلا الاعتقادات ، لأنها هي الجهات المعنوية تتوجه فيها قلوب المعتقدين إلى الحق.
( فالكل مصيب ) لأن للحق في كل معتقد وجها ( وكل مصيب مأجور ) لأن له من الحق المطلق حظا ونصيبا.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضى عنه وإن شقي زمان في دار الآخرة ،)
قوله في الحياة الدنيا متعلق بقوله مرض وتألم ، ثم إن أهل العلم الكشفي يطلعون من طريق الكشف على أن أهل جهنم قد يكون لهم نعيم مختص بهم ولذة تناسب حالهم ، مع كونهم في دار الهوان والبعد المتوهم وبعض الشر أهون من بعض ، ومع ذلك لا يخلد مؤمن في عذاب جهنم وإن كان فاسقا .
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
قال رضي الله عنه : ( ثم ، إن العبد الكامل مع علمه بهذا ، يلزم في الصورة الظاهرة والحالة المقيدة ) وهي حال الصلاة .
قال رضي الله عنه : (التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ، ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته ،وهي بعض مراتب وجه الحق في " أينما تولوا فثم وجه الله " فشطر المسجد الحرام منها ، ففيه وجه الله).
أي ، الكامل أيضا مع علمه بوجوه الحق ومراتبه - وأن الحق متجلي في جميع الجهات - ينبغي أن يلازم شطر المسجد الحرام ، ويتقيد بما يقتضيه حال الصلاة انقيادا لأمر الحق واتباعا لنبيه ، وطوعا لشريعته الذي هو المقتدى للكل من حيث إنه مظهر الاسم الظاهر وتجلياته ، ويعتقد
بحسب الباطن أن هوية الحق في قبلته ، لأنها بعض وجوه الحق لكن لا يحصرها فيها .
قال رضي الله عنه : (ولكن لا تقل هو هيهنا فقط ، بل قف عندما أدركت والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام ، والزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة ، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها ) . ( ما ) بمعنى الذي .
( فقد بان لكن عن الله أنه في أينية كل وجهة ) . ولما كانت الأينيات عبارة عن الجهات - وكان بعضها حسية وبعضها عقلية وهي جهات الاعتقادات -
قال : ( وما ثم إلا الاعتقادات . فالكل مصيب ) . لأن كلا منهم يعتقد وجها خاصا من وجوه الحق .
قال رضي الله عنه : (وكل مصيب مأجور ، وكل مأجور سعيد ،وكل سعيد مرضى عند ربه ،وإن شقي زمانا في الدار الآخرة)


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
قال رضي الله عنه : ( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله. ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر . حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات. فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عنه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.)
قال رضي الله عنه : (ثم إن العبد الكامل) الذي اعتقاده هیولی صور المعتقدات (مع علمه بهذا) أي: بكونه في كل أين لا يكفيه ذلك بحسب الأحوال كلها.
 بل (يلزمه في الصورة الظاهرة) وإن كان في الباطن متوجها إلى ما هو هيولى، صور المعتقدات كلها.
"" قال القاشاني الهيولى: عندهم اسم الشيء بنسبته إلى ما يظهر فيه صورة، فكل باطن يظهر فيه صورة يسمونه هيولى.""
قال رضي الله عنه : (والحال المقيدة) وهي حال الصلاة في الأمن غير النافلة، حالة السير في السفر إلى مقصد معين.
قال رضي الله عنه : (التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام) لكونه أول بيت وضع للناس، أي: لعبادتهم التي خلقوا لها، وقد كان مبدأهم الترابي من تلك الجهة.
فأشبه المبدأ الروحاني، ولذلك يلزمه أن (يعتقد أن الله) ظهر (في قبلته)
ظهورا یوجب التوجه إليها في عبادة الحق، ولكن لا نعبد القبلة نفسها، ولا نعتقد ألوهيتها.
وإلا لم يختص وجوب هذا الاعتقاد (حال صلاته)، ولكن النص خصصه بها.
قال صلى الله عليه وسلم : "إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فلا يبصقن قبل قبلته فإن الله في قبلته ".
وفي رواية: «إن أحدكم إذا قام في الصلاة، فإنما يناجي ربه، وإن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزق أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره أو يمينه" . رواه البخاري ومصنف ابن أبي شيبة و عوالي الحارث بن أبي أسامة ومسند الشاميين للطبراني و ورى مثله الحاكم.
""وفي رواية مسلم "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا، وفي يده عرجون ابن طاب، فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكها بالعرجون، ثم أقبل علينا فقال: «أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟» قال فخشعنا، ثم قال: «أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟» قال: فخشعنا، ثم قال: «أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟» قلنا: لا أينا، يا رسول الله قال: «فإن أحدكم إذا قام يصلي، فإن الله تبارك وتعالى قبل وجهه، فلا يبصقن قبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره، تحت رجله اليسرى، فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا الى آخر الحديث » ورواه أحمد وابو داود وغيرهم.""
قال رضي الله عنه : (وهي) وإن كان موجبا للتوجه إليه والإيمان به (بعض مراتب وجه الحق) كسائر مراتبه الكاملة من الأنبياء والملائكة واليوم الأخر وغير ذلك مما يجب الإيمان به، ولا تكفي الاعتقادات بدونها.
لأنها داخلة (في) قوله تعالى: "فأينما تولوا فثم وجه الله "  [البقرة: 115] .
لكن هذه وجوه خاصة، (فشطر المسجد الحرام منها ففيه وجه الله) بنهج خاص يمنع التوجه إلى ما سواه.
قال رضي الله عنه : (ولكن لا تقل هو هاهنا فقط)، أي: في شطر المسجد الحرام، وكذا لا تقل في تلك المظاهر الملائكة والنبوة كما قالت النصارى في المسيح والصابئون في الملائكة (بل قف عند ما أدركت) من كونه وجها خاصا يوجب التوجه.
قال رضي الله عنه : (والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام)، فلا تجعل المسجد نفس المعبود، ولا يكن كونه مظهرا خاصا موجبا للتوجه إليه لشبهة المبدأ خلاف ما يتوجه إليه عبدة الأصنام مثلا.
قال رضي الله عنه : (والزم الأدب في عدم حصر الوجه) الإلهي (في تلك الأبنية الخاصة)، أي: وإن كان له نوع اختصاص يوجب التوجه إليها في العبادة.
قال رضي الله عنه : (بل هي) أي: أبنية المسجد الحرام (من جملة أينيات ما تولى متول إليها) في طلب الحق، لكن خصت بالجذب إلى الحق دون سائر الجهات .
فإن عبادة الأصنام وغيرها من العنصريات والفلكيات إنما تجذب إلى الشياطين وإنكار النبوة و الأمور الأخروية.
وإذا ورد في القرآن: "فأينما تولوا فثم وجه الله " ؛ (فقد بان لك عن الله أنه في أينيته كل وجهة)، ومعلوم أنه منزه عن المكان والجهة. "قال تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الأسرار : 23 ]".
فتعين أنه (ما ثم) أي: في الأينيات أي: (الاعتقادات)، أي: الصور المعتقدة وقد علمت أن المعتقد إما يصير معتقدا عندما يوجب الجزم به من الدليل عقلي أو شرعي أو كشفي.
فالكل من المعتقدين المتولين إلى الصور قاصدين بذلك التوجه إلى الحق نفسه لا إلى الصور ولا إلى ما يظهر فيها من أرواح الشياطين وغيرها (مصيب)، وإن أخطأ بعضهم في حصر الحق في بعض الصور وهم البراهمة، أو بنفي الصفات عنه أو إثبات ما ليس من صفاته له.
قال رضي الله عنه : (وكل مصيب مأجور) بقدر إصابته إن لم يحيط أجر إصابته باعتقاد إلهية الصور، أو أرواحها أو الإخلال بالإيمان لما يجب به الإيمان فيؤجر لا محالة، وإن عوقب بما أخطأ أو باشر من الكبائر أو الصغائر.
قال رضي الله عنه : (وكل مأجور سعيد)، كيف لا (وكل سعيد مرضي عنه)، والألم يعطي الأجر، والرضا غاية السعادة، فلا تبطل سعادته الباقية بعد تعلق الرضا به.
قال رضي الله عنه : (وإن شقي زمانا) قبله (في الدار الآخرة) بما فاته من نور الاعتقاد الجامع الذي هو هیولی صور الاعتقادات كلها، وكيف تنافي هذه الشقاوة سعادته.
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
ثمّ أخذ يبيّن مبدأ ما عليه الجمهور من العوارض الشاغلة ، والعقائد العائقة قائلا : ( ثمّ إنّ العبد الكامل مع علمه بهذا ) الوجه الإطلاقي ( يلزم في الصورة الظاهرة ) وما هي عليه من حكم الكون وقهرمان القيد ( والحال المقيّدة ) من العوارض المشخّصة الزمانيّة وتطوّراتها المكانيّة.
قال رضي الله عنه : ( التوجّه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ، ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته ) وهو من آثار تقيّد العبد وتشخّصه زمانا ومكانا .
قال رضي الله عنه : (وهو بعض مراتب وجه الحقّ من : " فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه ُ الله " فشطر المسجد الحرام منها) أي من تلك المراتب وجزئيّاتها ( ففيه وجه الله ، ولكن لا تقل « هو هنا فقط » ) .
كما قيل :
لا تقل دارها بشرقي نجد   ..... كلّ نجد للعامريّة دار
فلها منزل على كلّ ماء   ...... وعلى كلّ دمنة آثار
قال رضي الله عنه : ( بل قف عندما أدركت ) من الإطلاق ، ( والزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام ) خاصّة ، وفاء بحقّ العبوديّة من الإذعان والانقياد .
( والزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأينية الخاصّة ) وفاء بحقّ كمال العبوديّة ، وبيّن أنّ كلّ ما يقصده المتحرّك فهو المتوجّه إليه - سواء كان شرحيّة صدريّة ، أو عقديّة عقليّة ، أو كونيّة طبيعيّة ، أو ظهوريّة جوهريّة ، أو حاليّة عرضيّة نمويّة كميّة ، أو استحاليّة كيفيّة ، أو انتقاليّة أينيّة - وهذا أظهر أقسام الحركة وأنزل مراتبها.
ولذلك قال : ( بل هي من جملة أينيّات ) أي منسوبات إلى الأين ، وهي سائر أقسام الحركة وأصنافها ( ما تولى متول إليها ) على ما هو المستفاد من العموم في "أَيْنَ ما".
قال رضي الله عنه : ( فقد بان لك عن الله أنّه في أينية كلّ وجهة ، وما ثمّ ) في الأينيّات ( إلَّا الاعتقادات ) فإنّها أصل سائر الحركات والأينيّات ، ( فالكلّ ) من المعتقدين ( مصيب ) في اعتقاده ، لأنّه ممّا تولَّى إليه متولي .
قال رضي الله عنه : ( وكلّ مصيب مأجور ، وكلّ مأجور سعيد ، وكلّ سعيد مرضيّ عنه وإن شقي زمانا  في الدار الآخرة ) باعتبار إدراكه الأمور الغير الملائمة المنافرة لمقتضى زمانه .
شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد الحرام منها، ففيه وجه الله.
ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات.
فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.   )
قال رضي الله عنه : ( ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا يلزم في الصورة الظاهرة والحال المقيدة التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته، و هو بعض مراتب وجه لحق من «فأينما تولوا فثم وجه الله». فشطر المسجد )


قال رضي الله عنه :  (ثم إن العبد الكامل مع علمه بهذا)، أي بعدم انحصار الحق في أبنية خاصة وجهة معينة (يلزم)، أي يلازم في الصورة الظاهرة الحسية اللدنية لا في الصورة الباطنة القلبية الروحية .
قال رضي الله عنه :  (و) في (الحالة المقيدة) المخصوصة التي حالي الصلاة (التوجه بالصلاة إلى شطر المسجد الحرام) انقيادا لأمر الحق سبحانه واتباع لشريعة نبيه صلى الله عليه وسلم (ويعتقد أن الله في قبلته حال صلاته) غير منحصر فيها .
"" أضاف المحقق : حديث البخاري ومسلم :  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقا في جدار القبلة فحكه، ثم أقبل على الناس فقال: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه إذا صلى الله عليه وسلم" . ورواه غيرهما""
قال رضي الله عنه : (وهي)، أي قبلته (بعض مراتب) ظهور (وجه الحق) المفهومة من قوله تعالى: ("فأينما تولوا فثم وجه الله "، فشطر المسجد الحرام منها)، أي من تلك المراتب
قال رضي عنه : (  الحرام منها، ففيه وجه الله. ولكن لا تقل هو هنا فقط، بل قف عند ما أدركت و الزم الأدب في الاستقبال شطر المسجد الحرام و الزم الأدب في عدم حصر الوجه في تلك الأبنية الخاصة، بل هي من جملة أينيات ما تولى متول إليها. فقد بان لك عن الله تعالى أنه في أينية كل وجهة، و ما ثم إلا الاعتقادات. فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي عند ربه )
قال رضي الله عنه : (ففيه)، أي في شطر المسجد الحرام ("وجه الله") وحقيقته لكنه غير منحصر فيه كما أشار إليه بقوله (و لكن لا تقل هو ههنا)، أي في شطر المسجد الحرام (فقط) وما أحسن ما قيل:
لا تقل دارها شرقي نجد    …… کل نجد للعامرية دار
فلها منزل على كل ماء    ….. وعلی کل دمنة آثار
قال رضي الله عنه :  (بل قف عندما أدركت) من كتابه سبحانه ولا يتجاوزه (والزم الأدب) ظاهرا (في الاستقبال شطر المسجد الحرام) ولا تتجاوزه .
كما أدركت من قوله تعالى : "فول وجهك شطر المسجد الحرام " [البقرة: 144]، (و) كذلك (الزم الأدب) باطنا (في عدم حصر الوجه في تلك الأينية خاصة) أو الجهة المنسوبة إلى الأين المسؤول عنها التي هي شطر المسجد الحرام ما أدركت من قوله تعالى : "فأينما تولوا فثم وجه الله".
قال رضي الله عنه :  (بل هي)، أي تلك الأينية الخاصة من جملة أينيات ما تولى متولي إليها، أي (من جملة أينيات) وجهات (ما تولی متول إليها) .
فقوله : أينيات بالتنوين و لفظة ما زائدة (فقد بان)، أي ظهر (لك عن الله) بهذه الآية (أنه في أينية كل وجهة) يتوجه إليها.
قال رضي الله عنه :  (وما ثمة) أي عند التولي إلى أينية كل وجهة (إلا الاعتقادات)، أي اعتقادات أن ثمة وجه الله ، فإن تلك الأينيات إن كانت أينية معنوية .
فالقول إليها عین اعتقادات وجه الله فيها ، وإن كانت صورته فالتولي إليها صورة لا تكون إلا بعد اعتقاد أن فيها وجه الله .
فالاعتقاد الذي هو التولي المعنوي لازم على كل تقدير بخلاف التولي الصوري، فإنه غير لازم بل غير صحيح إذا كانت الأينية المتوجه إليها من الجهات المعنوية.
فليس عند التولي إلى الأينيات على وجه العموم واللزوم إلا الاعتقادات، فالاعتقاد أيضا تولي، فكل ما يعتقده المعتمدون یکون من الأينيات التي أخبر الله سبحانه بأن ثمة وجه الله (فالكل) من المعتقدين.
أي اعتقاد کان (مصيب) في اعتقاده ، لأن اعتقاده مما تولى إليه متول (وكل مصيب مأجور وكل مأجور سعيد وكل سعيد مرضي) عند ربه فكل من المعتقلين في الله ، أي اعتقاد كان مرضي عند ربه
قال رضي عنه : (  وإن شقي زمانا ما في الدار الآخرة.)
قال رضي الله عنه :  (وإن شقی زمانا في الدار الآخرة)، فإن الشقاوة في بعض الأزمنة لا ينافي السعادة المطلقة .

.

واتساب

No comments:

Post a Comment