Tuesday, July 9, 2019

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

10 - The Wisdom Of Unity In The Word Of HUD

الفقرة السادسة عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)
قال رضي الله عنه : ( فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف. ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف. ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل. وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها : فإذا تجلى له الحق فيها و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها. )
قال رضي الله عنه : (فمن رأى الحق) تعالى (منه)، أي من نفسه وصورته یعني ظاهرة له من ذلك ، لأنه مظهرا له تعالى، أي آلة لظهوره سبحانه من حيث نحن وإلا فهو تعالی ظاهر لنفسه أزلا وأبدا ولا حاجة له في ظهوره إلى شيء أصلا (فيه).
أي في نفسه وصورته على معنى أن نفسه وصورته تفنى وتضمحل بظهوره سبحانه فيبقى هو تعالى الموجود الممسك للنفس والصورة الممكنة العلمية بالعدم الأصلي، ولا نفس ولا صورة في الوجود أصلا (بعينه)، أي بعين الحق تعالی، لأنه سبحانه كان عينه التي يبصر بها لا عينه التي لا يبصر بها التي هي عين القلب أو البصر الحادثة المخلوقة المشتملة على القوة العرضية كما ورد : «كنت بصره الذي يبصر به» (فذلك) العبد حينئذ هو العارف بالله تعالی.
قال رضي الله عنه : (ومن رأى الحق) تعالى (منه)، أي من ذات نفسه كما ذكرنا (فيه)، أي في ذات نفسه على حسب ما بيناه (بعين نفسه) هو لا بعين الحق تعالی (فذلك) العبد
غير العارف بالله تعالى وهو السالك الذي عليه بقية نفسانية (ومن لم ير الحق) تعالى (منه)، أي من نفسه وصورته بأن رأى نفسه وصورته هو موجودة مع الحق تعالی فكان عنده موجودان :
موجود محسوس له وهو نفسه وصورته.
وموجود معقول له وهو الحق تعالى .
قال رضي الله عنه : (ولا) رأى الحق تعالى (فيه)، أي في نفسه وصورته بل ادعى الوجود المستقبل في نفسه وصورته (وانتظر أن يراه)، أي يرى الحق تعالی بعين نفسه في الدنيا أو في الآخرة (فذلك) هو العبد (الجاهل) بالله تعالى المنقطع عنه المعرض بجانبه عن التوجه إلى جنابه غير السالك إليه ولا العارف به تعالى .
وإن قطع إربا إربا في عبادته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإنه عبد محجوب بالطاعة .
كما أن العاصي المذنب محجوب بالمعاصي والذنوب .
والكافر المشرك محجوب بالكفر والشرك.
فإن صدق هذا الجاهل بما عليه العارفون من المعرفة بالله وآمن بكلامهم وبعلومهم، فهو معهم على مشرب من مشاربهم، لأن المرء مع من أحب.
قال الجنيد رضي الله عنه: "الإيمان بكلام هذه الطائفية ولاية".
فإن كلب أصحاب الكهف لما آمن بهم وصدقهم وتبعهم، وهو باق على صفة الكلبية والنجاسة العينية لم يضره ذلك.
وذكره الله تعالى معهم في القرآن كما ذكروا وهو معهم في الجنة أيضا.
كما ورد في الأخبار، وفي الباب السادس والثمانين ومائتان من الفتوحات المكية للمصنف قدس الله سره قال ما ملخصه:
إنه إن قام بك التصديق فيما يتحقق به أهل طريق الله تعالى بأنه حق، وإن لم تذقه ولا تخالفهم، فإنك تكون على بينة من ربك.
وبتلك البينة التي أنت عليها توافقهم في ذلك، فأنت منهم في مشرب من مشاربهم، فإنهم أيضا ممن يوافق بعضهم بعضا فيما يتحققون به في الوقت ، وإن كان لا يدرك هذا ذوقا فيقر له ويسلمه له ولا ينكره لارتفاع التهمة.
 ومجالسة هؤلاء الأقوام الغير المؤمن بهم على خطر عظيم وخسران كما قال بعض السادات وأظنه رویما رضي الله عنه : من قعد معهم وخالفهم في شيء مما يتحققون به في سرائرهم نزع الله نور الايمان انتهى .
وقال سيدي أفضل الدين :
لو أن إنسانا أحسن الظن بجميع أولياء الله تعالی إلا واحدا منهم بغیر عذر مقبول في الشرع لم ينفعه حسن الظن عند الله تعالی .
ولذلك لا تجد وليا حق له قدم الولاية إلا وهو مصدق بجميع أقرانه من الأولياء لم يختلف في ذلك اثنان ، كما أنه لم يختلف في الله تعالی بنیان.
فمن آذى الأولياء بسوء ظنه فقد خرج من دائرة الشريعة.
ومن كلام الشيخ أبي المواهب الشاذلي رضي الله عنه:
من حرم احترام أصحاب الوقت فقد استوجب الطرد والمقت.
وقال الشيخ الأكبر رضي الله عنه المصنف لمتن هذا الكتاب :
معاداة الأولياء والعلماء العاملين كفر عند الجمهور .
وقال : من عادي أحدا من العلماء العاملين أو الشرفاء فقد عادی إيمانه .
وقال سيدي علي الخواص رضي الله عنه :
من عادى أحدا من الأولياء أو العلماء خالفه ضرورة، وفي مخالفة الولي والعالم الضلال والهلاك.
قال رضي الله عنه : (وبالجملة فلا بد لكل شخص) من الناس (من عقيدة) يعتقدها بقلبه (في ربه) سبحانه (يرجع) ذلك الشخص (بها)، أي بتلك العقيدة (إليه)، أي إلى ربه تعالى (ويطلبه) سبحانه .
قال رضي الله عنه : (فيها فإذا تجلی) أي انكشف (له)، أي لذلك الشخص (الحق) تعالى (فيها عرفه)، أي عرف الحق تعالى ذلك الشخص (وأقر)، أي صدق واعترف (به) سبحانه .
(وإن تجلی الحق) تعالی (له)، أي لذلك الشخص (في غيرها)، أي غير تلك العقيدة (نکره)، أي أنكره ولم يقر به (وتعوذ منه وأساء الأدب عليه)، أي على الحق تعالى (في نفس الأمر) من حيث لا يشعر بذلك ولا يدري، وهذا في الدنيا بقلبه أو بلسانه أو بهما، وفي الآخرة كذلك إذا تجلى له في المحشر كما مر ذكره في الحديث .
قال رضي الله عنه : (وهو)، أي ذلك الشخص (عند نفسه أنه قد تأدب معه)، أي مع الحق تعالی باستعاذته منه وإسائته الأدب معه وإنكاره له من كثرة جهله بربه (فلا يعتقد معتقد) من الناس مطلقة (إلها) يرجع إليه و يطلبه (إلا بما جعل).
أي يجعله ذلك (في نفسه فالإله في الاعتقادات بالجعل) وذلك في المتمسكين بالنظر العقلي وما يؤديهم إليه فکرهم، فيقيدون الإله في معنى يفهمونه، ثم ينزهونه عن كل ما سواه من محسوساتهم ومعقولاتهم.
فإذا شعروا بأن الذي ينزهونه معنی مفهوم لهم، أثبتوا معنى آخر فهموه، ونزهوه عن المعنى المفهوم لهم أولا، وعن كل شيء وهكذا، ولا يمكنهم أن يخرجوا عن المفاهيم العقلية أصلا ما دام الحق تعالى في بالهم وهم مستحضرون له.
قال رضي الله عنه : (فما رأوا) حينئذ (إلا نفوسهم وما جعلوا فيها)، أي في نفوسهم من الاعتقادات حيث رأوا قوة استعدادهم في إثبات المفهوم العقلي الذي اطمأنوا إليه أنه الحق تعالی ونزهوه عن مشابهة كل ما عداه من محسوس أو معقول ولو عقلوا لما اغتروا بتنزيههم ذلك المعنى المفهوم العقلي.
وبكشفهم عن كونه منزه عن مشابهة كل ما سواه من المحسوسات والمعقولات، فإن كل معنى عقلي وكل محسوس بتلك المثابة من وجه ما منزه به عن كل ما سواه، ومن وجه ما هو مفهوم عقلي يشبه غيره من المفاهيم العقلية، ومن وجه ما هو محدود يشبه المحسوسات أيضا .
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)
 قال رضي الله عنه : (فمن رأى الحق منه) أي من الحق (فيه) أي في الحق (بعينه) أي بعين الحق (فذلك العارف) لكون الناظر والنظر والمنظور منه والمنظور فيه والمنظور إليه كلها حق في نظره .
قال رضي الله عنه : (ومن رأى الحق منه) أي من الحق (فيه) أي في الحق (بعين نفسه فذلك غير العارف) لعدم علمه أن الحق لا يرى بعين غيره .
قال رضي الله عنه : (ومن لم ير الحق منه) أي من الحق (ولا فيه) أي لا في الحق (وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل) لعدم رؤيته بالحق أصلا  .
بخلاف غیر عارف من حيث أنه يرى بعين نفسه لا بعين الحق
فظهر في هذا المقام ثلاث مراتب عارف وجاهل وغير عارف .
لذلك قال رضي الله عنه : (وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه) أي في حق ربه (يرجع) ذلك الشخص (بها) أي مع تلك العقيدة (إليه) أي إلى ربه (ويطلبه) أي يطلب ذلك الشخص ربه (فيها) أي في تلك العقيدة (فإذا تجلى له الحق) يوم القيامة (فيها) أي في صورة عقيدته (عرفه وأقر به وإن تجلى له في غيرها) أي في صورة غير صورة عقيدته (أنكره) أي الحق (وتعوذ منه وأساء الأدب عليه) أي على الحق (في نفس الأمر وهو عند نفسه) يعتقد (أنه قد تأدب معه) .
فإذا كان الأمر في حق المحجوب كذلك قال رضي الله عنه : (فلا يعتقد معتقد) محجوب (إلها إلا بما جعل) أي تصور المعتقد ذلك الإله (في نفسه) أي في ذهنه فاعتقد كون الحق على تلك الصورة ونفاه عما عداها فحينئذ (فالإله) حاصل (في الاعتقادات بالجعل).
أي بسبب جعل المعتقد فإذا رأوا الحق يوم القيامة (فما) أي فليس (رأوا) أي المعتقدون (إلا) عين نفوسهم (و) رأوا (ما) أي الذي (جعلوا فيها) أي في أنفسهم فما رأوا الحق.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)
قال رضي الله عنه : " فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف. ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.  ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها : فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس  الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)
قال: ولو لا التحديد ما أخبرت الرسل بتحول الحق في الصور ولا وصفته بخلع الصور عن نفسه.
قال: فلا تنظر العين إلا إليه ولا يقع الحكم إلا عليه فنحن له وبه في يديه وفي كل حال فإنا لديه
قوله: لهذا ينكر فينزه ويعرف فيوصف، فمن رأى الحق منه فيه بعين الحق فذلك هو العارف.
قال: ومن رأى الحق فيه منه بعين نفسه فذلك غير العارف، من جهة دخوله في القضية حيث اعتقد أنه يراه بعين نفسه مع أنه لا يرى الحق إلا الحق لكن هذا لا يسمى جاهلا، لأنه عرف الحق منه فيه.
قال: ومن لم ير الحق منه فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه، فذلك هو الجاهل.
ثم ذكر أن لكل أحد عقيدة وكل عقيدة فهي مصادفة وجه ربها، عز وجل، في متوجهها إليه.
لأنه واسع الإحاطة محيط السعة فمن حصره انحصر هو ولم ينحصر الحق تعالى.
ونبه الشيخ رضي الله تعالی عنه: على وجوب الأدب مع الحق من حيث ما استقرت عليه عقائد هذه الأمة الكريمة، صلوات الله على رسولها.
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
 قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)
قال رضي الله عنه  : " فمن رأى الحق منه وفيه بعينه ، فذلك العارف " .
يعني : من رأى الحق من الحق في الحق بعين الحق ، فقد رأى الحق .
قال رضي الله عنه  : "ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه ، فذلك غير العارف " لكون العارف عارفا بأنّ الحق لا يراه إلَّا عينه .
قال رضي الله عنه : « ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه ، فذلك الجاهل ، وبالجملة فلا بدّ لكل شخص من عقيدة في ربّه يرجع بها إليه ، ويطلبه فيها ، فإذا تجلَّى له الحق فيها عرفه وأقرّ به ، وإن تجلَّى في غيرها ، نكره وتعوّذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر وهو عند نفسه أنّه قد تأدّب معه ، ولا يعتقد معتقد إلها إلَّا بما جعل في نفسه " .
يعني رضي الله عنه : أنّ أهل الاعتقادات إنّما يعتقدون الإله بما جعلوا في نفوسهم من الاعتقاد الذي جزموا بهواه على حقيقة وبطلان ما يغايره وإحالته .
قال رضي الله عنه : « فالإله بالاعتقادات بالجعل ، لأنّه هو الذي جعل في نفسه ، صورة يعتقد أنّ الحق على تلك الصورة في نفس الأمر ، فهو مجعول فيه بجعله ، فما رأوا هؤلاء إلَّا نفوسهم وما جعلوا فيها » يعني في نفوسهم من الصور الاعتقادية ، ولكنّ الحق يسع بسعة حقّيّته كلّ ذلك ، فيحقّق جميع تلك الصور ، وينفخ فيها روح الحقّية برحمته وسعته ، فيرحمهم بحسب صحّة معاملاتهم مع ذلك الحق المجعول المتخيّل وإن كانت في الحقيقة أوثانا وأنصابا نصبوها وأصناما وطواغيت متخيّلات بالوهم ، عبدوا الحقّ فيها أنّها هو .




شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فمن رأى الحق منه فيه بعينه ، فذلك العارف ) أي من الحق في الحق لأن الحق لا يرى إلا بعينه ، وعين الحق لا يخطئ في الرؤية .
( ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه ، فذلك غير العارف ) ومن رأى بعين نفسه فقد أخطأ ولم يره لأن الحق لا يرى بعين الغير بل يراه غيره.
( ومن لم ير الحق منه ولا فيه ، وانتظر أن يراه بعين نفسه فهو الجاهل المحجوب ) الذي لم يهتد إلى معنى اللقاء فينظر في الآخرة
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها ، فإذا تجلى له الحق فيها عرفه وأقرّ به ، وإن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر ، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه ) يعنى لا بد لكل شخص من أهل الحجاب المحجوبين بالتقييد أن يعتقدوا إلها معينا لا يقرون إلا به ، فلذلك ينكرون ما عداه ويسيئون معه الأدب .
"" إضافة بالي زادة :  ولهذا ، أي لأجل ظهور الحق في كل صورة ( ينكر ويعرف ) على حسب مراتب الناس ، فإذا لم تنظر للعين إلا إليه صار النظر مختلفا في رؤية الحق ، بأن كان بعضه فوق بعض ( فمن رأى الحق منه ) أي من الحق ( فيه ) أي في الحق ( بعينه ) أي بعين الحق ( فذلك العارف ) لكون الناظر والنظر والمنظور منه والمنظور فيه والمنظور إليه كلها حتى في نظره ( ومن رأى الحق ) فذلك غير العارف لعدم علمه أن الحق لا يرى بعين غيره اهـ بالى .
( الموجب لذلك ) أي لكون مراتب العلم عين مراتب الرؤية ، وذلك السبب المعلم به هو رجوع كل واجد إلى صورة معتقده ، فمن كان صورة معتقده مقيدة لا يرى الحق إلا فيها ، ومن لم يكن صورة معتقده   . أهـ بالي زادة ""
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلا يعتقد معتقدا لها إلا بما جعل في نفسه ، فالإله في الاعتقادات بالجعل ، فما رأوا إلا نفوسهم وما جعلوا فيها )
أي معتقدات أهل الحجاب ألوهية إله غير الذي تصوره في نفسه فالإله عند أهل الاعتقادات إنما هو الذي جعلوه في أنفسهم ويحبونه بأوهامهم وجزموا بحقيته وبطلان ما هو على خلافه ، واعتادوا بهواهم على عبادته فهو مجعول لهم ، فما رأوا إلا نفوسهم للمناسبة لما اخترعوه وما جعلوه فيها من صورة معتقدهم .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)
قال رضي الله عنه : ( فمن رأى الحق منه فيه بعينه ، فذلك العارف ) . أي ، فمن رأى الحق الظاهر على صورته من الحق المطلق في عين الحق بعين الحق ، فهو العارف .
أو فمن رأى الحق من نفسه في نفسه بعين الحق ، فهو العارف .
فالضمائر في الأول عائدة إلى ( الحق ) . وفي الثاني ضمير ( منه ) و ( فيه ) عائد إلى ( من ) . وضمير ( بعينه ) عائد إلى ( الحق ) .
إذ لا يرى الحق بعين غيره ، كما قال : " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " .

قال رضي الله عنه : ( ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه ، فذلك غير العارف ) . أي ، ومن رأى الحق من نفسه بنفسه بعين نفسه ، فذلك غير العارف ، مع أنه صاحب الشهود ، لعدم اطلاعه على أنه لا يمكن إدراك الحق بعين غيره .
قال رضي الله عنه : (ومن لم ير الحق منه ولا فيه ، وانتظر أن يراه بعين نفسه ، فذلك الجاهل ) .
أي ، ومن لم ير الحق من نفسه ولا في نفسه ، وانتظر أن يراه في الآخرة بعين نفسه ، فهو الجاهل ، لأنه " من كان في هذه أعمى ، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " أما من انتظر أن يراه في الآخرة بعين ربه ، فهو ليس من الجهال .
قال رضي الله عنه : ( وبالجملة ، فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع ) ذلك الشخص ، ( بها إليه ) .

أي ، مع تلك العقيدة أو بسببها إلى ربه . ( ويطلبه ) أي ، يطلب ربه ( فيها ) أي ، في صورة تلك العقيدة .
( فإذا تجلى ) يوم القيامة ( له الحق فيها ) . أي ، في صورة عقيدته .
( عرفه وأقر به ، وإن تجلى له في غيرها ) أي ، في غير صورة عقيدته .

قال رضي الله عنه : ( أنكره وتعوذ منه ، وأساء الأدب عليه في نفس الأمر ، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه ، فلا يعتقد معتقدا لها إلا بما جعل في نفسه . فالإله في الاعتقادات بالجعل ، فما رأوا إلا نفوسهم ، وما جعلوا فيها ) .
أي ، فلا يعتقد معتقد من المحجوبين الذين جعلوا الإله في صور معتقدهم فقط ، إلا بما جعل في نفسه ، وتصوره بوهمه .
فإن الإله من حيث ذاته منزه من التعيين والتقييد ، وبحسب أسمائه وصفاته وتجلياته ، له ظهورات في صور مختلفة .
فمن جعل غير المحصور محصورا ونفى غيره واتخذ ما جعله في نفسه إلها ، فإلهه مجعول نفسه ، فما رأى المحجوبون المقيدون إلهتهم في الحقيقة إلا نفوسهم ، وما جعلوا فيها من صور إلهتهم . والإله المجعول بالاعتقادات هو الذي يتخذه المحجوب بالتعمل والتصور إلها .
ولا فرق بين الأصنام التي اتخذت إلها ، وبينه .
وأما إذا تجلى الحق لأصحاب الاعتقادات في الدنيا والآخرة بحسب عقائدهم ، فهو الحق ، والمشاهد لتلك الصورة مشاهد للحق فيها .
فإن الحق ، من حيث هو هو ، لا نسبة بينه وبين أحد من العالمين ، فلا يمكن رؤيته لأحد من
هذه الجهة . ومن حيث أسمائه يتجلى لكل واحد من حيث الاسم الذي هو ربه .
فلا يتجلى الحق لأصحاب الاعتقادات المقيدة ، إلا بحسب الأسماء الحاكمة عليهم ، واستعدادات أعيانهم .
فشهودهم لصور اعتقاداتهم عند التجلي عين شهودهم لربهم . لا يمكن أن يحصل لهم غير ذلك ، كما لا يمكن أن يشاهد العارفون أيضا حال التجلي الذاتي ، إلا أعيانهم - كما مر في الفص الشيثي - وفي التجلي الأسمائي ، إلا ما يعطيهم أعيانهم من العلم بصور التجليات والمعرفة بها ، لا غير .
فشهود أرباب الاعتقادات الجزئية لا يكون مثل شهود من لا يتقيد باعتقاد خاص ويعتقد حقية الاعتقادات كلها ، لكن يحصل لهم الشهود .
كما قال عليه السلام : " سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ".
وفي قوله : ( ربكم ) وفي التشبيه ب‍ ( القمر ليلة البدر ) إيماء بما ذكرنا ، إذ لم يقل : إنكم ترون الرب المطلق أو رب غيركم .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)

قال رضي الله عنه : (فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف. ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف. ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل. وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها : فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه )

قال رضي الله عنه : (فمن رأى الحق منه) فيه قال رضي الله عنه : (بعينه) بأن يكون هو الرائي والمرئي وقوة البصر، (فذلك العارف) الذي عرف أن ما عداه عدم صرف لا يصلح لشيء من ذلك.
قال رضي الله عنه : (ومن رأى الحق منه) فيه (بعين نفسه فذلك غير العارف)؛ لأنه وإن كان جعله الرائي والمرئي لكن أثبت قوة البصر لنفسه، ظنا منه أنها لو كانت أيضا للحق، فهو رأي نفسه بنفسه في الأزل.
فتقول: عينه في الأول صفته، وهذا العين مظهرها كالرائي مظهر الرائي الحق، فلذلك تتفاوت الرؤيتان لا محالة.
قال رضي الله عنه : (ومن لم ير الحق منه) ولا فيه، فلم يجعله الرائي ولا المرئي الآن، (وانتظر أن يراه)

في القيامة (بعين نفسه، فذلك الجاهل) الذي منع القول بظهوره في المظاهر، وانتظر الرؤية من غير مثال في التنزيه المحض ولو حصل انعكست صورة الرائي فيحجبه، ولذلك قال تعالى:"لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" [الأنعام: 103].

قال رضي الله عنه : (وبالجملة) أي: سواء كان الشخص عارفا أو غير عارف، أو جاهلا (فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه) يأخذها من العقل والنقل من الكتاب أو السنة أو الكشف : عن هواه، ولا عن تقليده الجهال.
إذ قصده من ذلك أنه (يرجع بها إليه) في عبادته (ويطلبه فيها) في دعواته، فلا ينبغي أن يتقيد من ذلك بعقد مخصوص مع ورود الشرع والكشف بالجميع.
(فإذا تجلى له الحق فيها) ، أي: في صورة عقيدته (عرفه) بقلبه (وأقر به بلسانه، فاستبشر) وإن تجلى له في غيرها أنكره بقلبه (وتعوذ منه) بلسانه.
وهو بهذا الإنكار والتعوذ (أساء الأدب عليه في نفس الأمر)؛ لأنها صورة نسبها إلی نفسه ، وقد خالفه هذا المنکر .
قال رضي الله عنه : (وهو عند نفسه)، أي: في اعتقاده (أنه قد تأدب معه) إذ نزهه عن الصور التشبيهية ، وليس من هذا القبيل الإنكار على الإنسان والشيطان في دعوت الربوبية؛ لأنهما يدعيان الربوبية لأنفسهما، والصورة المتجلي فيها إنما تدعي الربوبية لربها لا لنفسها.
فإن ادعت فهي دعوی ربها كما في شجرة موسى عليه السلام .
وكذا الإنكار على الشيطان إذا سول للإنسان في خياله صورة وزعم أنها هي الحق؛ لأن الإنكار عليه من حيث إن الحق لم يتجلى عليه في تلك الصورة بنسبتها إليه.
"" أضاف الجامع : جاء في  ذيل طبقات الحنابلة ابن رجب الحنبلي :
عن موسى ابن الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه قال: سمعت والدي يقول: خرجت في بعض سياحاتي إلى البرية ومكثت أياما لا أجد ماء، فاشتد بي العطش فأظلتني سحابة، ونزل عليِّ منها شيء يشبه الندى. فترويت به.
ثم رأيت نورا أضاء به الأفق، وبدت لي صورة، و نوديت منها: يا عبد القادر أنا ربك، وقد أحللت لك المحرمات . أو قَالَ: ما حرمت على غيرك.
 فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. اخسأ يا لعين. فإذا ذلك النور ظلام، وتلك الصورة دخان.
 ثم خاطبني وقال: يا عبد القادر، نجوت مني بعلمك بحكم ربك وفقهك في أحوال منازلاتك. ولقد أضللت بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق.
 فقلت: لربي الفضل والمنة.
قَالَ: فقيل له: كيف علمت أنه شيطان. قَالَ: بقوله: وقد أحللت لك المحرمات.أهـ ""
إذ لو تجلى "الحق" فيها كذلك لحصل في ذلك التجلي خواص من سماع كلامه من كل جهة، وبكل حاسة، ورؤيته المتكلم والمجيب جميعا. كما حكي في قصة موسى عليه السلام ؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.

قال رضي الله عنه : ( فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)

ثم أشار إلى أنه لا وجه للإنكار على تلك الصورة من حيث هي مجعولة، (فلا يعتقد معتقد) من أهل الحق أو الباطل (إلها إلا بما جعل في نفسه) أي: أحدث صورته في نفسه، سلمنا أنه لا يحدث تلك الصورة.

ولكن (الإله) من حيث هو (في الاعتقادات) لا يكون إلا من عوارض النفس أو الروح أو القلب، فلا يكون إلا (با لجعل)؛ لأن معرضه مجعول، فالعارض أولی.
قال رضي الله عنه : (فما رأوا) عند تجلي الحق في صورة معروفة أو منكرة (إلأ نفوسهم وما جعلوا فيها) .
كيف ولو كوشف لهم عن الحق الصریح انعكست صورهم إلى مرآته فما يرون إلا صورهم عند رؤيتهم الحق، فعلم أن التجلي لكل شخص على مقدار علمه.



شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)

قال رضي الله عنه : ( فمن رأى الحقّ منه فيه بعينه : فذلك العارف ) لشهوده الوحدة الجمعيّة والهويّة الإطلاقيّة بإطلاقها .
قال رضي الله عنه : ( ومن رأى الحقّ منه فيه بعين نفسه :  فذلك غير العارف ) لشهوده الوحدة ليس بإطلاقها .
قال رضي الله عنه : ( ومن لم ير الحقّ لا منه  ولا فيه ، وانتظر أن يراه بعين نفسه : فذلك الجاهل ) فإنّ حظَّه من المشهد الجمعي الختمي هو الانتظار ، ليس إلَّا ولذلك ترى سائر الأمم حظَّهم من السعة الساعة الإطلاقيّة هو انتظار ظهور الخاتم ، معبّرا عن اسمه بما أفصح عنه لسان مرتبتهم ، وناطقة عقيدتهم ، ضرورة شمول نسبة الكلّ ، وعدم بلوغ رقيقة قربهم وراء الانتظار .

قال رضي الله عنه : ( وبالجملة ، فلا بدّ لكلّ شخص من عقيدة في ربّه ) ورقيقة نسبية ( يرجع بها إليه ويطلبه فيها ، فإذا تجلَّى له الحقّ فيها عرفه وأقرّ به ، وإن تجلَّى له في غيرها نكره وتعوّذ منه ، وأساء الأدب عليه في نفس الأمر ) ضرورة إنكاره له في بعض مجاليه ومظاهره .
قال رضي الله عنه : ( وهو عند نفسه أنّه قد تأدّب معه ) ونزّهه ( فلا يعتقد معتقد ) من ذوي العقائد الجزئيّة - تقليديّة كانت أو نظريّة ( إلها إلَّا بما جعل في نفسه ) من الصورة التي عقدها من إمامه الذي تقلَّده أو ساق إليها نظره .
قال رضي الله عنه : ( فالإله في الاعتقادات بالجعل ) من المعتقد وما يصوّرون به بواطنهم ونفوسهم ( فما رأوا إلَّا نفوسهم وما جعلوا فيها ) من الصور .
شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :
(فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف.
ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف.
ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل.
وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها :
فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)

قال رضي عنه : (  فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف. ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه فذلك غير العارف. ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه فذلك الجاهل. وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إليه ويطلبه فيها : فإذا تجلى له الحق فيها عرفه و أقر به، و إن تجلى له في غيرها أنكره وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر، وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما )
قال رضي الله عنه :  (فمن رأى الحق) رؤية منشأة (منه)، أي من الحق بأن يكون الرائي هو الحق (فيه)، أي في الحق بأن يكون المجلي أيضا الحق سبحانه (بعينه)، أي بعين الحق بأن تكون آلة الرؤية عين الحق لا عين نفسه.
قال رضي الله عنه :  (فذلك) الرائي هو (العارف ومن رأى الحق منه بعين نفسه فذلك غير العارف) الذي يعرف الحق بجميع اعتباراته.
فإنه وإن كان عارف بأن الراني والمجلى هو الحق لكنه لم يعرف أن عينه عین الحق، بل توهمها غيرها وتخيل أنه رآها بذلك الغير وليس هذا من مقتضیات المعرفة .
لأن العارف يعلم أن الحق لا يراه إلا عينه (ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه) في الآخرة (بعين نفسه) لا بعين الحق.
قال رضي الله عنه :  (فذلك الجاهل)، فإنه ما رآه في هذه البشارة وما أنتظر رؤيته في الآخرة على ما هو الأمر عليه في نفسه . فإن رؤيته في الآخرة تكون بعين الحق لا بعين الرائي.
قال رضي الله عنه :  (وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه برجع بها)، أي بتلك العقيدة (إليه) سبحانه إذا رجع إليه دنيا وأخرى (ویطلبه فيها)، أي في تلك العقيدة إذا طلبه.
(فإذا تجلى له الحق فيها)، أي في صورة عقيدته (عرفه) أنه ربه (وأقر به).
قال رضي الله عنه :  (وإن تجلى له في غيرها)، أي في غير صورة عقيدته (أنكره). ولم يعرفه (وتعوذ منه) أن يعتقده ربه (وأساء الأدب عليه في نفس الأمر) بنفي كونه ربه فإنه من بعض تجلياته (وهو عند نفسه أنه تأدب معه) حيث نفى عنه ما لا يليق به في زعمه.
قال رضي الله عنه :  (فلا يعتقد معتقد) من المحجوبين (إلها) إلا بما جعل، أي (إلا بجعله له في نفسه) وخلقه فيها فإن أصحاب الاعتقادات لا يعتقدون  
قال رضي عنه : (  رأوا إلا نفوسهم و ما جعلوا فيها.)
بالألوهية إلا الاعتقادية المجعولة في أنفسهم التي جرموا بها واعتقدوا حنينها وبطلان ما يغادرها قال رضي الله عنه :  (فالإله في الاعتقادات) المنضوية على عقد القيود وهي اعتقادات المحجوبين لا تكون (إلا بالجعل فما رأوا) حين رأوا إلههم.
قال رضي الله عنه :  (إلا نفوسهم وما جعلوا فيها) من الصور الاعتقادية التي توهموا أن إلههم عليها فهذه الصور الاعتقادية وإن كانت الأصنام المتخذة في الجعل والتعمل .
لكن الحق سبحانه بسعة رحمته ينفخ فيها روح الحقية فرحم العائدين إليها بسبب صحة معاملاتهم معها على أمر ما أمروا به مع الحق الظاهر في تلك الصور الغير المحصورة فيها .

.





واتساب

No comments:

Post a Comment