Saturday, July 13, 2019

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

الفقرة الأولى السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

04 - The Wisdom Of Holiness In The Word Of ENOCH

الفقرة الأولي:
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :

04 - فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية
العلو نسبتان، علو مكان وعلو مكانة. فعلو المكان «ورفعناه مكانا عليا».
وأعلى الأمكنة المكان الذي تدور عليه رحى عالم الأفلاك وهو فلك الشمس، وفيه مقام روحانية إدريس عليه السلام. وتحته سبعة أفلاك وفوقه سبعة أفلاك وهو الخامس عشر.
فالذي فوقه فلك الأحمر وفلك المشترى وفلك كيوان وفلك المنازل والفلك الأطلس فلك البروج وفلك الكرسي وفلك العرش.
والذي دونه فلك الزهرة وفلك الكاتب، وفلك القمر، وكرة الأثير، وكرة الهوى، وكرة الماء، وكرة التراب.
فمن حيث هو قطب الأفلاك هو رفيع المكان. وأما علو المكانة فهو لنا أعني المحمديين.
قال الله تعالى «وأنتم الأعلون والله معكم» في هذا العلو، وهو يتعالى عن المكان لا عن المكانة.
ولما خافت نفوس العمال منا أتبع المعية بقوله «ولن يتركم أعمالكم»: فالعمل يطلب المكان والعلم يطلب المكانة، فجمع لنا بين الرفعتين علو المكان بالعمل وعلو المكانة بالعلم.
ثم قال تنزيها للاشتراك بالمعية «سبح اسم ربك الأعلى» عن هذا الاشتراك المعنوي.
ومن أعجب الأمور كون الإنسان أعلى الموجودات، أعني الإنسان الكامل، وما نسب إليه العلو إلا بالتبعية، إما إلى المكان وإما إلى المكانة وهي المنزلة.
فما كان علوه لذاته. فهو العلي بعلو المكان وبعلو المكانة. فالعلو لهما. فعلو المكان.
«ك الرحمن على العرش استوى» و هو أعلى الأماكن.
وعلو المكانة «كل شيء هالك إلا وجهه»، و «إليه يرجع الأمر كله»، «أ إله مع الله» *.
ولما قال الله تعالى «ورفعناه مكانا عليا» فجعل «عليا» نعتا للمكان، «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة»، فهذا علو المكانة.
وقال في الملائكة «أستكبرت أم كنت من العالين» فجعل العلو للملائكة.
فلو كان لكونهم ملائكة لدخل الملائكة كلهم في هذا العلو.
فلما لم يعم، مع اشتراكهم في حد الملائكة، عرفنا أن هذا علو المكانة عند الله.
وكذلك الخلفاء من الناس لو كان علوهم بالخلافة علوا ذاتيا لكان لكل إنسان.
فلما لم يعم عرفنا أن ذلك العلو للمكانة.
ومن أسمائه الحسنى العلي. على من وما ثم إلا هو؟ فهو العلي لذاته.
أو عن ما ذا و ما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه.
وهو من حيث الوجود عين الموجودات.
فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليست إلا هو.
فهو العلي لا علو إضافة، لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت رائحة من الموجود، فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات.
والعين واحدة من المجموع في المجموع. فوجود الكثرة في الأسماء، و هي النسب، و هي أمور عدمية.
وليس إلا العين الذي هو الذات. فهو العلي لنفسه لا بالإضافة. فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة، لكن الوجوه الوجودية متفاضلة.
فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجود الكثيرة. لذلك نقول فيه هو لا هو، أنت لا أنت.
قال الخراز رحمه الله تعالى، وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته ينطق عن نفسه بأن الله تعالى لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها.
فهو الأول والآخر والظاهر والباطن. فهو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره.
وما ثم من يراه غيره، وما ثم من يبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه باطن عنه.
وهو المسمى أبا سعد الخراز وغير ذلك من أسماء المحدثات.
فيقول الباطن لا إذا قال الظاهر أنا، ويقول الظاهر لا إذا قال الباطن أنا.
وهذا في كل ضد، والمتكلم واحد وهو عين السامع.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وما حدثت به أنفسها» فهي المحدثة السامعة حديثها، العالمة بما حدثت به أنفسها، والعين واحدة واختلفت الأحكام.
ولا سبيل إلى جهل مثل هذا فإنه يعلمه كل إنسان من نفسه وهو صورة الحق.
فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد في المراتب المعلومة.
فأوجد الواحد العدد، وفصل العدد الواحد، وما ظهر حكم العدد إلا المعدود والمعدود منه عدم ومنه وجود، فقد يعدم الشيء من حيث الحس وهو موجود من حيث العقل. فلا بد من عدد ومعدود، ولا بد من واحد ينشئ ذلك فينشأ بسببه.
فإن كل مرتبة من العدد حقيقة واحدة كالتسعة مثلا والعشرة إلى أدنى وإلى أكثر إلى غير نهاية، ما هي مجموع، ولا ينفك عنها اسم جمع الآحاد.
فإن الاثنين حقيقة واحدة والثلاثة حقيقة واحدة، بالغا ما بلغت هذه المراتب، وإن كانت واحدة. فما عين واحدة منهن عين ما بقي. فالجمع يأخذها فنقول بها منها، ونحكم بها عليها.
قد ظهر في هذا القول عشرون مرتبة، فقد دخلها التركيب فما تنفك تثبت عين ما هو منفي عندك لذاته.
ومن عرف ما قررناه في الأعداد، و أن نفيها عين إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، و إن كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلوق، والأمر المخلوق الخالق. كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة.
فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه.
فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. فمن الطبيعة ومن الظاهر منها، وما رأيناها نقصت بما ظهر منها ولا زادت بعدم ما ظهر؟
وما الذي ظهر غيرها: وما هي عين ما ظهر لاختلاف الصور بالحكم عليها: فهذا بارد يابس وهذا حار يابس: فجمع باليبس وأبان بغير ذلك. والجامع الطبيعة، لا، بل العين الطبيعية.
فعالم الطبيعة صور في مرآة واحدة، لا، بل صورة واحدة في مرايا مختلفة.
فما ثم إلا حيرة لتفرق النظر. و من عرف ما قلناه لم يحر. و إن
كان في مزيد علم فليس إلا من حكم المحل ، والمحل عين العين الثابتة: فيها يتنوع الحق في المجلى فتتنوع الأحكام عليه، فيقبل كل حكم، وما يحكم عليه إلا عين ما تجلى فيه، وما ثم إلا هذا:
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... وليس خلقا بذاك الوجه فادكروا
من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته ... وليس يدريه إلا من له بصر
جمع و فرق فإن العين واحدة ... و هي الكثيرة لا تبقى و لا تذر
فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا. وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة.
وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.
وقد أشار أبو القاسم بن قسي في خلعه إلى هذا بقوله: إن كل اسم إلهي يتسمى بجميع الأسماء الإلهية وينعت بها.
وذلك أن كل اسم يدل على الذات وعلى المعنى الذي سيق له ويطلبه.
فمن حيث دلالته على الذات له جميع الأسماء، ومن حيث دلالته على المعنى الذي ينفرد به، يتميز عن غيره كالرب والخالق والمصور إلى غير ذلك.
فالاسم المسمى من حيث الذات، والاسم غير المسمى من حيث ما يختص به من المعنى الذي سيق له.
فإذا فهمت أن العلي ما ذكرناه علمت أنه ليس علو المكان و لا علو المكانة، فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان و الحكام و الوزراء و القضاة و كل ذي منصب سواء كانت فيه أهلية لذلك المنصب أو لم تكن، و العلو بالصفات ليس كذلك، فإنه قد يكون أعلم الناس يتحكم فيه من له منصب التحكم و إن كان أجهل الناس.
فهذا علي بالمكانة بحكم التبع ما هو علي في نفسه.
فإذا عزل زالت رفعته والعالم ليس كذلك.
متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
4. نقش فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية :
العلو علوان :
علو مكان مثل قوله تعالى : " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " [طه : 5] . والعماء والسماء .
وعلو مكانة مثل قوله تعالى : " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " [القصص : 88] .
والناس بين علمٍ وعمل : فالعمل للمكان والعلم للمكانة .
وأما علو المفاضلة فقوله تعالى : " وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ " ، " وَاللَّهُ مَعَكُمْ " [محمد : 35] .
فهذا راجعٌ إلى تجليه في مظاهره .
فهو في تجلٍ ما أعلى منه في تجلٍ آخر مثل : " كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " [الشورى : 11] .
ومثل : " إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى" [طه : 46] .
ومثل : " جعت فلم تطعمني .. الحديث القدسي الشريف " .

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :


4 -  فك ختم الفص الادريسى
1 / 4 - اعلم أنه كما بينا ثبوت المناسبة بين الصفة السبوحية ونوح عليه السلام .
كذلك إنما ذكر الشيخ رضى الله عنه إدريس بعد نوح ، لاشتراك واقع بينهما ، من حيث ان الصفة القدوسية تلى الصفة السبوحية في المعنى والمرتبة .
فان السبوح هو المبرئ والمنزه عن أن يلم به النقص والقدوس هو الطاهر المقدس عما يتوهم فيه من امكان تطرق ما اليه يشينه بحيث تقدح في قدوسيته .
والتنبيه على هذا المقام من القرآن العزيز وارد في آيات شتى :
مثل قوله تعالى : "تعالى الله عما يقول الظالمون " ونحو ذلك .
وكذلك التنبيه عليه وارد في الأحاديث والادعية النبوية .
2 / 4 - ومن جملتها : أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبرائيل أيصلي ربك ؟
قال جبرائيل : نعم !
فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما صلوته ؟
قال : سبوح قدوس سبقت رحمتى غضبى .
فقرن القدوس بالسبوح  ، ففي القدوسية معنى يوهم تطرق وصف ناقص الى ذلك الجناب ، وان لم يعلم الواصف وجه النقص في ذلك التقديس ، ويعلمه من يعلم علو الموصوف به عن ان يلم به مثل ذلك .
3 / 4 - وأما سر اختصاص هذه الصفة بإدريس عليه السلام : فلأجل ان الكمال الذي حصل له إنما كان بطريق التقديس ، وهو تروحنه وانسلاخه عن الكدورات الطبيعية والنقائص العارضة له من المزاج العنصري .
4 / 4 - وأيضا فإنه لما قيل فيه أنه رفع مكانا عليا .
والعلو - كما ذكر الشيخ رضى الله عنه - على قسمين : علو مكان وعلو مكانة .
وأخبر الحق أنه تعالى مع كل شيء ، والأشياء لا تخلو عن أحد العلوين ، وجب من هذا أن يكون الحق منزها عنهما نفيا للاشتراك .
فأما تنزهه عن علو المكان : فواضح لعدم تحيزه .
وأما تنزهه عن علو المكانة : فان كل على بمكانة فإنه يتقيد بها ، وان علوه انما يثبت بها ومن حيث هي - لا غير .
ولهذا الاشتراك المتوهم قال سبحانه " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى " [ الأعلى / 1 ] .
بمعنى انه متى توهم لاحد وأضيف الى الحق بحسب معتقدهم فيه ، فالحق اعلى من ذلك .
5 / 4 - والسر فيه : الحق في كل متعين غير متعين .
فكما ينتفي عنه الإشارة الحسية . كذلك ينتفي عنه الإشارة العقلية .
فتقدس عما يتوهم فيه من الاشتراك بسبب المفهوم من المعية وبسبب المفهوم من علو المكانة ، وكما لم يكن الحق مقيدا بمكانة مخصوصة يتقيد علوه من حيثها ويقتصر عليها .
كذلك كان مقدسا عن مفهوم الجمهور من العلويين .
فعلوه حيازته الكمال المستوعب كل وصف وعدم تنزهه عما يقتضيه ذاته من حيث إحاطتها ، و ارتسام كل وصف بسمة الكمال من حيث اضافة ذلك الوصف اليه .
فاعلم ذلك تعرف سر التقديس وسر العلو الحقيقي اللائق إضافته الى الحق ، وتنزهه عن العلويين المفهومين للجمهور المضافين الى الغير .

واتساب

No comments:

Post a Comment