Saturday, February 22, 2020

23 – شرح نقش فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية .كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن الجامي

23 – شرح نقش فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية .كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن الجامي

23 – شرح نقش فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية .كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن الجامي

كتاب الشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي نقد النصوص فى شرح نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي
قال الشيخ رضي الله عنه :  (لمّا علم لقمان أن الشرك ظلمٌ عظيم للشريك مع الله.)

الإحسان له ثلاث مراتب:
أحدها فعل ما ينبغي لما ينبغي كما ينبغي.
قال عليه السلام، «إنّ الله كتب الإحسان على كل شي‏ء فإذا ذبحتم، فأحسنوا الذبحة وإذا قتلتم، فأحسنوا القتلة» الحديث.
و ثانيها العبادة بحضور تامّ كأنّ العابد يشاهد ربّه، كما قال صلّى الله عليه و سلم، "الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه".
و ثالثها العبادة على المشاهدة دون "كأنّ"، كما قيل لبعض الأكابر، "هل رأيت ربّك"، فقال، "لست أعبد ربّا لم أره".

"" أضاف الجامع :
يقول القاشاني عن مرتبة الإحسان الشهودية :
وهي المختصة بالعبودية على المشاهدة دون حجاب.
وإليه الإشارة بقوله صلى اللّه عليه وسلم «وجعلت قرة عيني في الصلاة». رواه النسائي
وبقوله صلى اللّه عليه وسلم: «الصلاة نور» . رواه مسلم وأحمد والترمذي
كما قيل لعلى كرم اللّه وجهه: هل رأيت ربك؟ فقال: «لست أعبد ربّا لم أره».
ولهذا كان إذا دخل فيها يرى من ورائه كما يرى من بين يديه. أهـ لطائف الأعلام ""

و إنّما خصّت الحكمة الاحسانية بالكلمة اللقمانية لأنّه صاحب الحكمة، بشهادة قوله تعالى، «وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ».
والحكمة وضع الشي‏ء في موضعه. فهي أي الحكمة والمرتبة الأولى من الإحسان من واد واحد. وأيضا الحكمة تستلزم الإحسان. فلذلك نسبت حكمته إليه.

(لما علم لقمان أن الشرك) باللَّه (ظلم عظيم للشريك مع الله)، لأنّه، أي الشريك، وجود متعيّن هو عين الوجود الحق المطلق مع التعيّن الذي هو من جملة شئونه و تجلّياته وقد اعتقده المشرك وجودا مغايرا مشاركا له تعالى في مرتبة الألوهية: فوضعه في غير موضعه وأوقعه في غير موقعه وليس المراد بـ «الظلم» إلّا هذا.

(فهو)، أي الشرك، (من مظالم العباد) عنده، لأنّ الشريك- كائنا ما كان- من جملة عباده سبحانه.
قال تعالى : "إِنْ كُلُّ من في السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً".
فالظلم في حقّه يكون من مظالم العباد. و لهذا بالغ في وصيته لابنه بعدم الإشراك، كما قال، «يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ».

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فهو من مظالم العباد وله الوصايا بالجناب الإلهي وصايا المرسلين. وشهد الله له بأنه " أتاه الحكمة " فحكم بها نفسه وجوامع الخير.)

وكما أنّ الشرك ظلم للشريك، فكذلك هو ظلم للمرتبة الإلهية، فانّه حكم بانقسامها واشتراكها، مع أنّ الأمر في نفسه لا يقبل الاشتراك.

(وله)، أي للقمان، (الوصايا بالجناب الإلهي)، من الايمان به و عدم الإشراك معه و الائتمار بأوامره و الانتهاء عن ما نهى عنه، (مثل وصايا المرسلين) ، كما حكى الله سبحانه بعضها في سورته من القرآن.
(و شهد الله له) ، أي للقمان، (بأنه سبحانه آتاه الحكمة) في قوله تعالى، «وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ».
(فحكم‏ ) لقمان، أي قيّد و ضبط، (بها)، أي بتلك الحكمة، (نفسه).
ومن يقدر على ضبطه عن التصرّفات الغير المرضية والأقوال الغير المفيدة والآراء والتصوّرات الفاسدة؟
(و) لمّا آتاه الحكمة، آتاه (جوامع الخير) أيضا، أي الخيرات الجامعة الشاملة لجزئيات كثيرة، كما قال تعالى، "وَمن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً".
 .
واتساب

No comments:

Post a Comment