Saturday, July 13, 2019

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

04 - The Wisdom Of Holiness In The Word Of ENOCH

الفقرة الخامسة عشر:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
(فالعلی لنفسه) بالعلو الحقيقي دون العلو الإضافي (هو الذي يكون له الكمال) المطلق في كل نوع من أنواع المم?نات (الذي يستغرق به).
أي بذلك الكمال (جميع الأمور الوجودية) وهي الصفات الإلهية والأسماء والأفعال والأحكام، وكونها وجودية كونها ليست غيره تعالى وإن لم تكن عينه باعتبار مفهوماتها (والنسب العدمية) وهي جميع الممكنات الموجودة والمعدومة (بحيث لا يمكن أن يفوت نعت منها) مطلقا لأنها كلها له .
من قوله تعالى : "له ما في السماوات وما في الأرض" [البقرة : 255]، وقوله تعالى: "وله كل شيء" [النمل: 91].
(وسواء كانت) تلك النسب العدمية (محمودة عرفا) كالكرم والشجاعة والكريم والشجاع (وعقلا) كمقابلة الإحسان بالإحسان .
والمقابل بذلك (وشرعا) كقتل القاتل وجهاد الكافرين وفاعل ذلك (أو) كانت تلك النسب العدمية (مذمومة عرفا) كالبخل والجبن والبخيل والجبان (وعقلا) كجحود الإحسان وجاحد ذلك (وشرعة) كالكفر بالله تعالى والكافر .
(وليس ذلك) الاستغراق المذكور لجميع ما ذكروا (إلا لمسمى الله) سبحانه (خاصة) وهو واجب الوجود الموصوف بصفات الكمال المنزه عن صفات النقصان
وأما غير مسمى الله تعالی خاصة (مما هو مجلی).
أي موضع انجلاء، أي ان?شاف حضرة إلهية (له) تعالى (أو) هو (صورة) ممكنة عدمية (فيه).
أي في الله تعالى قائمة به تعالی جامعة لجميع حضراته من قوله عليه السلام: «إن الله خلق آدم على صورته» .
(فإن كان) غير مسمى الله تعالى (مجلی له) تعالى من حيث حضرة من حضراته تعالى (فيقع التفاضل)  في ذلك المجلى ولا يكون مستغرقا لما ذكر (لا بد من ذلك).
أي التفاضل (بين مجلى) لحضرة من الحضرات (ومجلی) آخر لحضرة أخرى (وإن كان) غير مسمى الله تعالى (صورة فيه)، أي في الله تعالى من حيث جمعيته لجميع الحضرات (فتلك الصورة) الجامعة (عين الكمال الذاتي) الإلهي
(لأنها)، أي تلك الصورة (عين ما ظهرت) تلك الصورة (فيه) وهو الله تعالى إذ ليس فيه غيره تعالی.
والمراد بالصورة مجموع الشؤون الإلهية المختلفة، والأمور المتنوعة الرحمانية لأغراضها المميزة بين الزائلة الفانية المنتقلة المتكررة بالأمثال مما تسميه صورة عامة الناس.
ويقال له: زيد وعمرو (فالذي لمسمى الله) سبحانه من ذلك الكمال المذكور (هو الذي لتلك الصورة) الجامعة المذكورة (ولا يقال هي).
أي تلك الصورة من حيث أعراضها الظاهرة والباطنة المميزة بين شؤون الله تعالی المختلفة وأموره المتنوعة (هو) سبحانه وتعالى (ولا) يقال أيضا (هي) من حيث تلك الشؤون الإلهية والأمور الرحمانية (غيره) تعالی بل هي عينه باعتبار ما ورائها مما هو ممسك لها.
وهي غيره باعتبار ما يظهر منها وما يبطن من الأعراض الزائلة والقول الفانية .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
ثم رجع إلى ما كان بصدده فقال : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به) أي بسببه ذلك (جميع الأمور الوجودية) كالموجودات الخارجية (والنسب العدمية) ?الأمور التي لا وجود لها في الخارج وهي الأمور الكلية الشاملة بجميع الموجودات ?الوجود والحياة .
(بحيث لا يمكن أن يفوته) أي أن يفوت صاحب الكمال (نعت منها) أي من الأمور الوجودية والنسب العدمية (وسواء كانت) النعت (محمودة عرفة وعقلا ومشرعة أو مذمومة عرفا وعقلا و شرعا) كلها قائم به وموجود بإيجاده.
(وليس ذلك) الكمال الاستغراقي (إلا لمسمى الله خاصة) وهو الاسم الأعظم الأعلى على جميع الأسماء .
(وأما غير مسمى الله خاصة مما هو مجلی له) أي لمسمى الله (أو صورة فيه) أي أو كان غير مسمى الله صفة ظهرت في مسمى الله هذا ناظر إلى أن صفات الله ليست عین ذاته من وجه.
(فإن كان مجلی له) أي وإن كان ذلك الغير مظهر لمسمى الله (فيقع التفاضل لا بد من ذلك العلق (بين مجلی ومجلی) بقدر نصيبه من الإحاطة.
(وإن كان صورة فيه فتلك الصورة) أي تلك الصفة القائمة بذات مسمى الله (عين الكمال الذاتي) أي عين صاحب الكمال الذي لمسمى الله .
(لأنها) أي لأن هذه الصفة (عين ما ظهرت) هذه الصفة (فيه) وهو مسمى الله.
فكان لها العلو الذاتي لاتحاد الصفة مع الذات فإذا كانت تلك الصفة عين مسمى الله خاصة (فالذي لمسمى الله) من العلو الذاتي (هو الذي تلك الصورة) التي هي عين مسمى الله.
(فعلوه الذي لمسمى الله هو علوه الذي لتلك الصورة ولا يقال هي هو ولا هي غيره) أي لا يقول أهل النظر هي هو ولا هي غيره .
وأما أهل الله فقد قالوا: هي هو وهي غيره من جهتين.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية , بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالی خاصة. وأما غير مسمى الله خاصة مما هو مجلي له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل، لا بد من ذلك، بين مجلی ومجلى، وإن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي، لأنها عين ما ظهرت فيه.
فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة. ولا يقال: هي هو ولا هي غيره.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
قال رضي الله عنه : ( فالعليّ لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجوديّة والنسب العدميّة بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها ، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا ، أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا وليس ذلك إلَّا لمسمّى "الله "خاصّة ) .
يعني رضي الله عنه : أنّ العلوّ الذاتي الحقيقي الذي ليس بالنسبة والإضافة ليس إلَّا للذات المسمّاة بالاسم"الله " فإنّه هو المتحقّق في جميع المراتب والنسب والظهورات والتعيّنات بوجوده ، فإنّ الذات المتعيّنة بالتعيّن الأوّل حقيقة الحقائق ، الظاهرة بالإنسان الكامل الحقيقي الواحد الأزلي الأبدي هو المسمّى بالاسم "الله " خاصّة ، وهو الاسم الأعظم لذات الله ، تعالى الدالّ على أحدية جمع الجمع الكمالي الذاتي .
فمسمّى « الله » تعالى من حيث إنّه متعيّن بالحقيقة الإنسانية الكمالية الذاتية مستغرق جميع الذوات الموجودة والنسب العدمية المفقودة والأفعال والأخلاق والنعوت والصفات المذمومة والمحمودة بحيث لا يخرج شيء أصلا عن حيطته ، ولا يسبق لمتوهّم وهم أنّ مسمّى الله هو المتكثّر في هذه الكثرة ، فإنّه يتعالى عن الظهور بما يناقض الكمالات الإلهية ، فإنّ الله أحدية جمع جميع الكمالات الأسمائية المؤثرة والحقائق الفعّالة الوجوبية الوجودية لا غير .
قال رضي الله عنه : ( وأمّا غير مسمّى الله خاصّة ممّا هو مجلى له أو صورة فيه فإن كان مجلى له ، فيقع التفاضل لا بدّ من ذلك بين مجلى ومجلى ) .
يعني : كلّ عين عين من أعيان العالم ، فإنّه مرآته ومجلاه ، يتجلَّى فيه وجوده ، فيتأتّى للمشاهد شهوده .
قال رضي الله عنه : ( وإن كان صورة فيه ، فتلك الصورة عين الكمال الذاتي , لأنّها عين ما ظهرت فيه . فالذي يسمّى الله هو الذي لتلك الصورة ) .
قال العبد يعني : أنّ الصورة الإنسانية الكمالية الذاتية الإلهية هي صورة الذات المسمّاة باسم الله ، وتلك الصورة هي التي تستغرق جميع الصور المعنوية الغيبية الأسمائية الفعلية المؤثّرة والعينية الكونية المتأثّرة المظهرية ، وجميع الصور الروحانية العقلية والنفسية ، وجميع الصور المثالية الجبروتية البرزخية ، والطبيعية الفلكية والعنصرية ، السماوية والأرضية ، والنسب الإضافية العدمية ، فإنّ العالم بكماله وتمامه صورة تفصيل هذه الصور الإنسانية الكمالية الجمعية الذاتية ، فافهم .
قال رضي الله عنه : ( ولا يقال : هي هو ، ولا : هي غيره ) .
يعني : أنّ هذه الصورة صورة للذات المسمّاة بـ « الله » تعالى ، وصورة الشيء ليست هي المتصوّرة بتلك الصورة ، فالصورة لا تعطي إلَّا مدلول لفظ " الصورة " وإن كانت صورة أحدية جمعية ، فإنّ العقل يفرّق بين الصورة وبين ذي الصورة .
ولا يقال أيضا :إنّها غيره من جميع الوجوه ، فإنّها صورة ذاتية ،لا تنفكّ عن مسمّى الله تعالى.

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
قال رضي الله عنه : ( فالعلى لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية ، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها ، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا ) أي العلى بالعلو الذاتي الحقيقي لا الإضافي ، هو الذي له الكمال المطلق الشامل لجميع الكمالات الثابتة لجميع الأشياء ، وجودية كانت أو عدمية ، محمودة من جميع الوجوه أو مذمومة بوجه .
فإن بعض الكمالات أمور نسبية تكون بالنسبة إلى بعض الأشياء مذمومة ، كشجاعة الأسد بالنسبة إلى فريسته ، والكامل المطلق هو الذي لا يفوته شيء من النعوت والأخلاق والأفعال ، وإلا كان ناقصا من تلك الحيثية.
قال رضي الله عنه : ( وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة ) أي ولا يكون ذلك العلو الذاتي والكمال المطلق ، إلا للذات الأحدى المتعين بالتعين الأول في الحضرة الواحدية الجامعة للأسماء كلها ، وهو الاسم الأعظم الذي هو عين مسمى الله أو الرحمن . باعتبار أحدية جميع الأسماء المؤثرة الفعالة لا باعتبار كثرتها.
قال رضي الله عنه : ( وأما غير مسمى الله خاصة مما هو مجلى له أو صورة فيه ، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل لا بد من ذلك بين مجلى ومجلى ، وإن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه ، فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة ) .
قوله : مما هو مجلى له أو صورة بيان لغير مسمى الله باعتبار المشهدين المذكورين ، فإن شهود الواحد الحق في الأعيان يوجب كونها مجالى له ، فيكون له وجوه بحسبها ، ولا بد من التفاضل بين المجالى بحسب ظهوره .
وفي بعضها بجميع الأسماء كالإنسان الكامل ، أو بأكثرها كالإنسان الغير الكامل أو بأقلها كالجمادات وشهود الصور في الوجود الحق يوجب أن يكون لكل واحدة من تلك الصور عين الكمال الذاتي الذي للكل أي لمسمى الله فإنها عين الذي ظهرت هي فيه فالذي لمسمى الله هو لها .
وفي بعض النسخ : فتلك الصورة عين الكمال الذاتي ، لأن كل صورة ظهرت فيه هي عينه فالذي له هو الذي لها ، وما في المتن أوجه وأظهر .
والفاء في قوله : فإن كان مجلى له ، هي التي تأتي في جواب أما الشرطية ، التي دخلت عليها خبر المبتدأ الذي هو غير مسمى الله.
قال رضي الله عنه : ( ولا يقال هي هو ) باعتبار تعينها وخصوصيتها . ( ولا هي غيره ) باعتبار حقيقتها .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
قال رضي الله عنه : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به).
أي، يستغرق صاحبه بذلك الكمال. (جميع الأمور الوجودية). أي، الموجودات العينية.
(والنسب العدمية) أي، التي لا أعيان لها في الخارج.
قال رضي الله عنه : (بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، سواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا، أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا).
أي، العلى المطلق الذي علوه لذاته، هو الذي يكون كماله مستغرق الجميع الكمالات الوجودية والصفات الحقيقية والنسب الإضافية والسلبية، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت من النعوت، سواء كانت تلك النعوت محمودة، بحسب العرف أو العقل أو الشرع، أو مذمومة فيها، لأن من فاته منها شئلا يكون له العلو بحسب ذلك الفائت، وذلك المقدار من العلو يكون لمن هو متحقق به، فالعلي المطلق لا يكون عليا مطلقا.
و (الفوت) يعدى بـ (من) وبنفسه، كما يقال: فات منه الحزم وفاته الحزم.
وإنما عمم بقوله: (محمودة... أو مذمومة) لأن الوجود خير محض، والعدم شرمحض. فكل أمر وجودي من حيث وجوده خير، ومن حيث العدمية التي تلحقه شر، فيصير مذموما كالزناء، مثلا، فإنه من حيث إنه كمال للقوة الشهوية خير، ومن حيث تأديه إلى انقطاع النسل ووقوع الفتن الموجب لعدم النظام الأصلح، شر.
فالخير للموجود ذاتي، والشر عارضي نسبيفكل مذموم، عقلا أو عرفا أوشرعا، محمود من جهة أخرى، ومن هذه الحيثية ملحق بالحق، لازم للوجود المطلق، فلا ينبغي أن يفوته شئ منها.
(وليس ذلك) أي، الكمال المستغرق لجميع الكمالات.
(إلا لمسمى الله خاصة). أي، للذات الأحدية الجامعة لجميع الأسماء والصفات.
(وأما غير مسمى الله خاصة مما هو مجلي له، أو صورة فيه، فإن كان مجلي له فيقع التفاضل  - لا بد من ذلك - بين مجلي ومجلى، وإن كان صورة فيه، فتلك الصورة عين الكمال الذاتي، لأنها عين ما ظهرت فيه). الشرطية خبر المبتدأ الذي دخل عليه (أما).
و (الفاء) الذي دخل عليها، جواب (أما). أي، وغير الذات الأحدية فما هو مجلي،
أي مظهرا لها من جملة المظاهر، فليس له ذلك الكمال المستوعب، بل له نصيب منه.
وبحسبه يقع التفاضل بين المجلى والمجلى، على قدر الحيطة وعدم الحيطة، فنصيبه من العلو لا يكون إلا كذلك.
وقوله: (أو صورة فيه) أي، اسم إلهيأو صفة ذاتية حاصلة في الذات الأحدية التي هي مسمى (الله). وإنما أطلق عليه (الصورة)، لأن الذات مختفية فيه اختفاء المعنى في الصورة، لذلك تعد الأسماءمن جملة حجب الذات.
أو لكون الذات مع صفة من الصفات تظهر بالصورة الاسمية المسماة بـ (المهية) "الماهية"، وهي التي تظهر في المظاهر الشخصية.
وقوله منبعد: (ولا يقال هي هو، ولا هي غيره).
وما نقل عن (أبى القاسم) يدل على أن المراد بالصورة، هنا (الاسم). أو نقول، المراد بالمجلى هو الاسم، وبالصورة الصفة. لكن الأول أنسب.
والحاصل، أن غير مسمى الله إما مجالي ومظاهر، أو أسماء. فإن كان من
المجالي، فلا بد أن يقع بينهما التفاضل في مراتب العلو، وإن كان من الأسماء، فله ذلك الكمال الذاتي لاشتماله على الذات، أو لكون الاسم عين المسمى.
وإليه الإشارة بقوله: (لأنها عين ما ظهرت فيه).  أي، لأن تلك الصورة عين تلك الذات التي ظهرت فيها.
واعلم، أن هذا الكلام إنما هو باعتبار أن الاسم عين المسمى.
وأما باعتبار أنه غيره، فليس له ذلك الكمال المستوعب، بل نصيب منه، فيقع التفاضل في الأسماء كما يقع في المظاهر.
قال رضي الله عنه : (فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة. ولا يقال، هي هو، ولا هي غيره).
أي، فالعلو الذي لمسمى الله هو العلو الذي لتلك الصورة، أي الاسم، وإن كان لا يقال، إن تلك الصورة هي مسمى الله، ولا يقال أيضا إنها غيره.
فكل من الأسماء الإلهية عليه لذاته.



خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : "فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا و عقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا. و ليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. و أما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة. ولا يقال هي هو ولا هي غيره. "
(فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية) التي هي كمالات في نفسها، وإن كان في بعضها نقص نسبي، (والنسب العدمية) كالوحدة، والكثرة، والوجوب، والقدم، وتنوع التجليات، وقبول الأحكام من المجالي.
(بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها سواء كانت) تلك الأمور أو النعوت (محمودة عرفا، وعقلا، وشرعا) كإعطاء المال , مستحقا من المال الحلال ما يسد به رمقه.
(أو مذموم عرفا، وعقلا ، وشرعا) كإساءة الشخص من غير موجب إلى من أحسن إليه ولا يلحقه ذم ما ذم منها باعتبار جمعيته لها كما يلحق الفلك المحيط بالقاذورات قذرها.
ولا باعتبار تجليه عليها كما لا يلحق الشمس باعتبار إشراقها عليها، ولا باعتبار ظهور صورة في الأعيان أو ظهور صور الأعيان في مرآته، كما لا يلحق الشخص اعوجاج عند ظهوره في المرأة المعوجة، ولا يلحق المرأة نقص بظهور صور الناقصين فيها؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.
(وليس ذلك) الكمال المستغرق لها (لمسمى الله خاصة) لاختصاصه من بين الأسماء الإلهية بالجمع بين الذات والصفات التي بعضها متجلية في سائر الموجودات، فله ذلك الكمال بذلك الجمع.
(وأما غير مسمى الله) خاصة بألا يكون من أسماء الله تعالی أصلا، ولذلك قال: (مما هو مجلی له)، وهو العين الثابتة، (أو صورة) له ظهرت في مجلى، فلا يكون له العلم الذاتي المستغرق للكمالات من كل وجه.
(فإن كان مجلى له فيقع التفاضل) الموجب للعلو الإضافي لبعضها (لا بد من ذلك) للاختلاف الذاتي (بين مجلی ومجلی).
ولا وجود لها أصلا فلا علو لها بالذات أصلا، (وإن كان صورة) للحق (فتلك الصورة عين الكمال الذاتي) باعتبار اتحادها بذي الصورة؛لأنها من وجه (عين ما ظهرت) صورته (فيه فالذي لمسمى الله) من العلم الذاتي .
(هو الذي لتلك الصورة) على نهج الاستغراق لو كمل ظهوره فيها لكن ينقص من الاستغراق بقدر نقصان الصورة عن مطابقة ذي الصورة، ولا بد من المغايرة أيضا.
كما قال: (ولا يقال هي) أي: تلك الصورة (هو) الله من كل وجه؛ لاشتمالها على جملة من الوجوه الإمكانية، (ولا هي غيره) من كل وجه لامتناع ذلك فيما بين الصورة، وذي الصورة فهي في حكمه بقدر مطابقتها إياه.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالعليّ لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجوديّة والنسب العدميّة ، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها ، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا وشرعا ،أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا ،وليس ذلك إلَّا لمسمّى « الله » خاصّة) .
ومما يلوّح إلى شمول مسمّى « الله » لسائر النعوت - وجوديّة إلهيّة محمودة بسائر الألسنة الثلاثة كانت ، أو عدميّة كونيّة مذمومة بها - اشتمال هذا الاسم على ذلك التفصيل رقما وعددا :
أمّا الأوّل : فلاشتماله على اللامين المشيرين إلى تلك الألسنة .
وأمّا الثاني : فلاشتماله على العقدين التامّين في المرتبتين ، الدالين على ما يمكن أن يخرج من القوّة إلى الفعل ، وتمام تفصيل ذلك وتحقيقه يطلب في الشجرة السينيّة  - وهذا مشهد الكمّل الختميّ .


صورة الشجرة السينية
60
30 30
20 20 20
15 15 15 15
12 12 12 12 12
10 10 10 10 10 10
6 6 6 6 6 6 6 6 6 6
5 5 5 5 5 5 5 5 5 5 5 5
4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4
3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3 3
2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2
111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111

قال الشيخ رضي الله عنه : ( وأمّا غير مسمّى « الله » خاصّة ) - وهو مشهد العامّة - ( مما هو مجلى له ) يعني الأعيان - كما هو مشهد العقل وإيقانه - ( أو صورة فيه ) يعني الأسماء - على ما هو مشهد الذوق وعيانه .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإن كان مجلى له ، فيقع التفاضل ، لا بدّ من ذلك بين مجلى ومجلى ) حسبما يتنوّع منه الأحكام على الحقّ المتجلَّى فيه وقبوله إيّاها - كما بيّن - وعند ما وقع التفاضل بين تلك الأحكام تمايزت المذمومات الثلاث عن المحمودات فانحرف مستوى الإحاطة عن استقامته وعلوّه .
فلا يكون له الكمال الذاتيّ بعينه - بل بمثاله وعكسه - وإلى ذلك أشار بقوله رضي الله عنه: ( وإن كان صورة فيه فلتلك الصورة عين الكمال الذاتي ) وهو الشمول الإحاطي الجمعي الوحداني ، المستوي على عرش استقامته .
وذلك لأنّ من شأن الصورة أنّها تصير عين المرايا والمجالي ، ظاهرة بنفسها مخفية إيّاها ، فإذا كان المشهود هو الصورة فله الكمال الجمعي الوحداني ( لأنّها عين ما ظهرت فيه ) بخلاف ما إذا كان المشهود هو المجلى ، فإنّه حينئذ منشأ التفرقة والتكثّر على ما هو الظاهر في المرآة ، فإنّه إذا كان الملحوظ فيها هي الصورة الظاهرة فيها لا تفرقة هناك ، وإذا لوحظ المرآة ظهرت التفرقة لامتياز الصورة عنها .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالذي لمسمّى « الله » ) من الجمعيّة والكمال ( هو الذي لتلك الصورة ) من الإحاطة الاستوائيّة المستقيمة التي لا ينحرف ميزان استقامته بتميّز أحد المتقابلين ، ورجحان إحدى كفّتيه - من العينيّة والغيريّة .
وملخّص هذا الكلام : أنّ العلوّ الذاتي إمّا أن يكون لمسمّى « الله » خاصّة ، أو لغير مسمّى « الله » خاصّة ، والذي لغير مسمّى الله خاصّة إمّا أن يكون باعتبار كونه غيرا - كما هو موطن إدراك العقل - وذلك موطن التفاضل ، الذي يأباه العلوّ الذاتي والكمال العيني - كما أشار إليه إيماء أوّلا - بل من حيث الجمعيّة الذاتيّة التي هي مشهد الذوق ، وذلك موطن الإحاطة والشمول ، الذي يلزمه العلوّ الذاتي ، فيكون العين والغير.
ولذلك قال رضي الله عنه: ( ولا يقال : « هي هو » ) باعتبار خصوصيّتها الصوريّة ، ( ولا : « هي غيره » ) باعتبار أنّها هي العين الشاملة الكاملة المحيطة بالكل .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية و النسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، و سواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا و عقلا و شرعا.
وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل- لا بد من ذلك- بين مجلى و مجلى، و إن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة.
ولا يقال هي هو ولا هي غيره.)
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : "فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفا وعقلا و شرعا أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا."
أشار حيث قال رضي الله عنه : (فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية).
أي الصفات الحقيقية الموجودة (والنسب)، أي الصفات (العدمية)، أي المعدومة في ذاتها سواء كانت إضافية أو سلبية ويستوعبها بحيث لا يمكن أن يفوت نعت منها)، أي من تلك الأمور والنسب سواء كانت تلك الأمور والنسب (محمودة عرفا وعقلا وشرعا) .
أراد رضي الله عنه سواء كانت محمودة عرفا.
و سواء كانت محمودة عقلا (او مذمومة) عقلا .
وسواء كانت محمودة شرعا أو مذمومة شرعا .
لكنه رضي الله عنه جمعها وما للاختصار وإنما صحت إضافة "مظاهر صور تجليات" المذام إليه تعالى لأن إضافتها إليه إكسير ينقلب به النقصان ?مالا والمذمة مدحا .
فالمضاف إليه تعالى إنما هو ذوات المذام مجردة عن صفة المذمة بل ملتبسة بصفة المحمدية.
وبيان ذلك كل موجود هو صورة حقيقة مخصوصة ومظهر اسم خاص من الأسماء الإلهية يكون ظهور أحكام حقيقة , وأنار الاسم الظاهر فيه محمدة وكمالا له وإن كان بالنسبة إلى من لا يلائمه مذمة ونقصانا وعدم ظهورها والخلل فيه بالع?س ?الهداية للأنبياء والأولياء الكاملين والإضلال للشياطين.
فكل منهما كمال نسبي بالنسبة إلى ما خلق له لا إلى ما يقابله أو يضاده فمنشا المذمة إنما هو خصوصية المحل الذي يقتضي
عدم الملاءمة فمن لا يكون له خصوصية الاقتضاء, بل يكون بذاته مستغني عن الكل وبحسب شروطه مقتضية للكل .
يكون كل في محله تقتضي حكمته ودلیل قدرته وفضيلته حيطية وأنه كماله مع فرط نزاهة جلاله.
ولا يتصور فيه عدم الملائمة أصلا فلا يتطرق إليه مذمة بل صاحب كمال الحيطة واستيعاب الوجود .
لو لم يوصف مظهر من مظاهره ?ان فادح في صفة إحاطته وكمال استيعابه .
قال الشيخ رضي الله عنه : "وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة. وأما غير مسمى الله مما هو مجلى له أو صورة فيه، فإن كان مجلى له فيقع التفاضل لابد من ذلك بين مجلى ومجلى، وإن كان صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي لأنها عين ما ظهرت فيه. فالذي لمسمى الله هو الذي لتلك الصورة. ولا يقال هي هو ولا هي غيره."
قال الشيخ رضي الله عنه : (وليس ذلك) العلم الذاتي والكمال المستغرق (إلا المسمى) الاسم (الله خاصة) يعني الذات البحث والوجود المطلق , فإن الاسم الله كما يطلق على مرتبة الإلهية .
كذلك يطلق على الذات البحت والوجود المطلق.
ولا شك أن هذا الاستغراق للمطلق لا للمقيد بمرتبة الإلهية .
قال الشيخ رضي الله عنه : (وأما غير مسمى الله خاصة مما هو مجلى ) من المجالي المتميزة عنه بالوجود الخارجي (له أو صورة) اسمية حاصلة (فيه) تنعين به الذات تعيين الهيولي بالصورة ولكن تعيينا عقليا  لا خارجيا .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإن كان)، أي عين مسمى الله، (مجلى له فيقع التفاضل لا بد من ذلك)، أي من وقوع التفاضل بين مجلى ومجلی بحسب ظهوره في بعض المجالي بجميع الأسماء كالإنسان الكامل .
وفي بعضها ببعضها وما يظهر فيه ببعضها أيضا يقع فيه التفاضل (وإن كان)، أي غير مسمى الله (صورة فيه فتلك الصورة عين الكمال الذاتي) المستغرق بجميع الكمالات .
قال الشيخ رضي الله عنه : (لأنها)، أي تلك الصورة (عين ما ظهرت تلك الصورة فيه) بحسب الوجود والتحقق وإن كانت غيره بحسب التعقل، بخلاف المجالي فإنها متمایزة بعضها عن بعض بالتعيينات المختلفة تحققا و مختلفا .
ومتميزة عن الوجود الحق أيضا بالتعين والإطلاق، ولظهور غلبة حكم المغايرة بين مسمى الله و مجاليه .
وغلبة حكم الاتحاد بينه وبين أسمائه أثبت رضي الله عنه التفاضل بين المجالي. وقال : لا بد من ذلك ونفاه عن الأسماء مع أنه أثبت فيما سبق العلو الذاتي للمجالي أيضا .
حيث قال : وهو من حيث الوجود عين الموجودات، فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها ولا شك في وجود التفاضل بين الأسماء باعتبار خصوصياتها المتميزة بعضها عن بعض .
كما صرح به رضي الله عنه فيما سبق حيث قال : فعلو الاضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجوه الكثيرة .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فالذي لمسمى الله) من العلم الذاتي والكمال المستغرق (هو الذي لتلك الصورة ولكن لا يقال هي)، أي تلك الصورة الاسمية (هو)، أي مسمى لمغايرتها له في التعقل (ولا هي غيره) لاتحادهما في التحقق والوجود.


.


واتساب

No comments:

Post a Comment