Wednesday, July 10, 2019

السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية الفقرة التاسعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية الفقرة التاسعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية الفقرة التاسعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله


02 - The Wisdom Of Expiration In The Word Of SETH


الفقرة التاسعة عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء.)
قال رضي الله عنه : "كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا و هو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول.  فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء."
قال رضي الله عنه : (كما هو)، أي خاتم الأولياء (أخذ عن الله) سبحانه لا غير (في السر) بنور إيمانه الذي هو وراء حسه وعقله.
(ما)، أي جميع الحكم الذي (هو بالصورة الظاهرة)، التي هي مجموع الحس والعقل (متبع فيه) لخاتم الرسل من الأحكام ونظيره ما أفصح عنه الصديق رضي الله عنه وفاة النبي عليه الصلاة والسلام فقال : "من كان يعبد محمد، فإن محمدا قد مات, ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" .
فإن فيه إشارة إلى أنه رضي الله   عنه كان يأخذ عن الله تعالى في السر ما كان يأخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم له في الظاهر (لأنه)، أي خاتم الأولياء (يرى)، أي يشهد (الأمر) الإلهي (على ما هو عليه) في حال تنزله إلى مرتبة الخلق ولا ينحجب بالخلق عن الأمر.
(فلا بد أن يراه)، أي الأمر (هكذا)، أي على الصفة المذكورة من الأخذ عن الله في السر (وهو)، أي الأخذ عن الله في السر (موضع اللبنة الذهبية) المذكورة
(في) جهة (الباطن)، أي باطن خاتم الأولياء (فإنه) بسبب باطنه (أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك) المنزل بأمر الله تعالى على الأنبياء بالوحي وعلى الأولياء بالإلهام (الذي) نعت لمفعول محذوف ليأخذ تقديره الوحي.
الذي (يوحى به)، أي يوحيه (إلى الرسول)، فإنه يتلقاه من باطن الرسول في حضرة الأمر الإلهي وينزل عليه به في ظاهره في حضرة الخلق، فيكون ناقلا للوحي منه إليه .
ولهذا اختلفت النبوات وتفاوت الوحي والملك النازل بذلك واحد لم يختلف وهو جبريل عليه السلام (فإن فهمت) يا أيها المريد (ما أشرت به في هذا الكلام من الأسرار الإلهية فقد حصل لك العلم النافع) جدا في الدنيا والآخرة فاشكر الله تعالى على ذلك .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء. )
قال رضي الله عنه : (كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه) أي كما أن خاتم الأولياء متبع لختم الرسل بالصورة الظاهرة فيما أخذه عن الله في السر فيرى صورة أخذه وصورة اتباعه فيما أخذه.
فقوله بالصورة يتعلق بمتبع وإنما وجب الرؤية هكذا (لأنه) أي لأن خاتم الأولياء (يري الأمر) أي يرى جميع الأمور (على ما هو عليه ولا بد أن يراه) أي أن يرى أمر نفسه (هكذا) أي على ما هو عليه من أخذ واتباع ومشکاتية وختمية وغير ذلك من الأمور التي كانت في حق نفسه.
(وهو) أي أخذه هذا العلم عن الله (موضع اللبنة الذهبية في الباطن) وإنما أخذ هذا العلم عن الله (فإنه) أي لأن خاتم الأولياء (أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي) الحق ما أخذه الملك من هذا المعدن (به) أي بواسطة الملك (إلى الرسول) فهذا المعدن ليس إلا هو الحق فإن كان معدن العلمين واحدا فما كان علم الباطن إلا وجها خاصا من وجوه الشريعة.
وهو الذي لا يعلم إلا عن الكشف الإلهي الذي لا يحصل إلا بعد تحصيل الولاية فهما متحدان في المآل.
لذلك يسمى علم التأويل بل هو أصل علم الشريعة وروحه ولا مخالفة بينهما إلا عند أهل الحجاب (فإن فهمت ما أشرت به) من الختم والمشكاة وغير ذلك.
فخذ واعمل به (فقد حصل لك العلم النافع) الذي تفتح منه علوم كثيرة نافعة لك في الدنيا والآخرة ، إذ هو العلم الكلي الذي هو أجل العلوم


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء. )
قوله رضي الله عنه : "كما هو أخذ عن الله تعالى في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه لا يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول. فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع."
قلت : وهي ما يأخذه عن الله تعالی بلا واسطة.
ولما كان مقام الولاية أعلى من مقام النبوة، كما ذكر، جعل اللبنة المختصة بالنبوة لبنة فضة والأخرى لبنة ذهبية.
ولم يقل: ذهب، ليسلم ختم الأولياء، الولاية للرسول أيضا وليسلم أيضا ما رأوه من لبنة الذهب إليه ويصف ما حصل له بصورة النسب، هكذا ينبغي أن يقال ويسطر في الكتب، وفي المشافهة يمكن أن يتبين بيانا أكثر من هذا.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء. )
قال رضي الله عنه : "كما هو آخذ عن الله في السرّ ما هو في الصورة الظاهرة متّبع فيه ، لأنّه يرى الأمر على ما هو عليه ، فلا بدّ أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن ، فإنّه أخذ عن المعدن الذي أخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول " .
قال العبد أيّده الله به اعلم : أنّ لخاتم الولاية الخاصّة ظاهرا أن يتّبع ظاهر الأمر النازل بالشريعة الطاهرة لإقامة ظاهر النشأة الإنسانية البشرية ، وباطنا تأخذه حقيقة الأمر ومعنى السرّ وروحه وكذلك باطن الجمعية الأحدية الكمالية .
فله من حيث تبعيّته الظاهرة لظاهر الشرع الطاهر المقتضي لإقامة ظاهر النشأة الدينية والطينية نسبة الفضّة ، لتبعية الفضّة للذهب في صفائها وصفاتها وطهارتها وكمالها في ذاتها وفي المعاملات والمبايعات العرفية الشرعية في جميع حالاتها .
فإنّ الفضّة تنوب عن الذهب في أكثر مراتب كمالاتها ، ولكنّ الذهب أصل به تعدّ الفضّة ، ويثمّن بأضعاف أضعاف ثمن الفضّة ، ولهذا السبب تتجسّد هذه النسبة الظاهرية الوضعية والوصفية على صورة اللبنة الفضيّة .
ثم الخاتم المذكور رضي الله عنه من كونه آخذا للأمر حقيقة ومعنى بلا واسطة عن المعدن الذي أخذ عنه الملك الموحى إلى الرسول له حقيقة اللبنة الذهبية ، وهي العلم بما هو الأمر عليه في نفسه وعند الله ، فهو عالم به في السرّ ، عامل بموجبه في الجهر من كونه جامعا بين التابعية والمتبوعية ، فافهم. فإنّك إن فهمت هذا حصل لك العلم النافع ، والسرّ الجامع ، والمعنى المحيط الواسع .
قال الشيخ رضي الله عنه : " فإن فهمت ما أشرت إليه ، حصل لك العلم النافع " .
يعني رضي الله عنه لكونه مفيضا إلى كمال التبعية المنتج لكمال التحقّق بالحقيقة ، فإنّ حصول هذا العلم النافع إنّما هو بكمال التبعية لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المنتجة لمحبّة الله من قوله تعالى : " فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ".
فمن كان أكمل في تبعيته والتخلَّق بأخلاقه صلَّى الله عليه وسلَّم فهو الأفضل في التحقّق والأكمل في التخلَّق بحقائق الأخلاق الإلهيّة .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء.)
قال رضي الله عنه :  "كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه لأنه يرى الأمر على ما هو عليه فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن فإنه آخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسل ، فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع "
فتمثل حال النبي عليه الصلاة والسلام في نبوته في صورة اللبنة التي يكمل بها بنيان النبوة فكان خاتم الأولياء .
ولما لم يظهر بصورة الولاية لم يتمثل له موضعه باعتبار الولاية فلا بد من خاتم الولاية باعتبار ظهوره وختمه للولاية أن يرى مقامه في صورة اللبنة الذهبية من حيث أنه متشرع بشريعة خاتم الرسل .
ويرى مقامه في صورة اللبنة الفضية باعتبار ظاهره فإنه يظهر تابعا للشريعة المحمدية على أنه آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء.)
قال رضي الله عنه : "ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﺘﺒﻊ ﻓﻴﻪ". ﺃﻱ، ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﻇﺎﻫﺮﺍ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺁﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ. فـ "ﻣﺎ" ﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻔﻌﻮﻝ (ﺁﺧﺬ).
(ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻫﻜﺬﺍ) ﺗﻌﻠﻴﻞ ﻟﻘﻮﻟﻪ: (ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ) ﺃﻱ، ﻷﻧﻪ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭ ﺇﻻ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﺎﺗﻤﺎ.
(ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ) ﺃﻱ، ﻛﻮﻧﻪ ﺭﺍﺋﻴﺎ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ.
قال رضي الله عنه : (ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺣﻰ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
(ﻓﺎﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ) ﺃﻱ، ﺇﻥ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻭ ﻗﺒﻠﺖ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ، ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﺃﻭ ﺇﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﺕ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺁﺧﺮﺍ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺃﻭﻻ، ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻞ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء.)
قال رضي الله عنه: "كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول.
فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء."
قال رضي الله عنه: (كما هو آخذ عن الله تعالى في السر) أي: بطريق خفي ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه إلا أن أخذه ليس باعتبار الأصالة، بل باعتبار متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان أحدا عن الله في السر.
(لأنه يرى الأمر بالكشف على ما هو عليه، ولا بد أن يراه هكذا)، وإن لم يبلغ إليه خبر ما شرع النبي صلى الله عليه وسلم .
(وهو) أي: الأخذ عن الله (موضع اللبنة الذهبية) لما فيه من الخفاء.
ولذلك لا يصح للولي أن يعمل شيئا، لم يعرف أنه شرع لنبيه، وإنما لم يكن له بد من أن يراه هكذا، (فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول)؛ لأنه اتصل بالعلم الأزلي الذي هو مأخذ الملك.
وهذا الملك لأبعد واسطة في حق النبي صلى الله عليه وسلم على الحقيقة؛ لأنه من جملة قواه، ولم يصب من قوى الولي.
وإلا كان صاحب الوحي أيضا مع أنه مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلا بد له أن يكاشف ذلك بقوى نفسه.
فلم يتم تصرف الولي في التام كتصرف النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه بقوى نفسه وقوى العالم.
قال رضي الله عنه: (فإن فهمت ما أشرت به) ، من بيان كيفية ختم النبوة والولاية بالتمثيل، (فقد حصل لك العلم النافع) الداعي إلى متابعة الأنبياء والأولياء الموجب لاعتقاد أن الولي، وإن بلغ ما بلغ من الكمال فلا بد من متابعته النبي.
وإن الولاية من كمالات النبوة حتى رأي النبي صلى الله عليه وسلم اللبنة واحدة لكنها انفصلت عند أتباعه إلى ثنتين، مع بقاء نوع خفاء في الولاية.
وإن ظهرت في خاتم الأولياء على أتم الوجوه حتى رأى لبنة الولاية لبنة ذهب باعتبار خفاء الولاية في نفسها.
وإن كانت شريفة في الأصل الذي هو النبي لاستقلاله بنفسه مع وجوب متابعة الولي، وإذا كان أخذ الخاتمين من معدن واحد، وهو العلم الأزلي بلا واسطة لنهاية كمالهما حتى صار ذلك العلم كأنه ذاتي لهما وغيرهما لما لم يتم له ذلك.
لم يكن له بد من الواسطة، لكن جهة الولاية في حق الأنبياء مندرجة في النبوة.


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء. )
قال رضي الله عنه : " كما هو آخذ عن الله في السرّ ما هو في الصورة الظاهرة متّبع فيه ، لأنّه " بكمال كشفه التامّ ( يرى الأمر على ما هو عليه ، فلا بدّ أن يراه هكذا ) لما عرفت أنّ اللبن صورة علمهم الواقعة في مراتب كمالهم .
ولمّا كان لخاتم الأولياء أنهى الغايات فيه لا بدّ أن يرى صورة ما يكشف له من المتابعة - وهو موضع اللبنة الفضيّة في الظاهر - وأن يرى صورة ما يكشف له عن حقيقة تلك الصور التابع لها ولميّته - ( وهو موضع اللبنة الذهبيّة في الباطن ) فإنّها كمال الفضّة المتبطَّن فيها ، وغايتها المساقة هي إليها ، فيراه على تلك الصورة ضرورة ( فإنّه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسول ) فيكون صافية عن شوائب الوسائط التي بها يتمكَّن أن يظهر على الكافة ، أعني بياض الفضّة ، فإنّه مع كمال الظهور متوسّط في غاية كماله النوعي ، بخلاف صفرة الذهب ، فإنّها مع جامعيّتها بين بياض الظهور وسواد البطون لها الغاية الكماليّة التي لا يتخلَّلها الوسائط .
فلئن قيل : كان الأنسب لرؤية رؤيا اللبنتين خاتم الأنبياء ، لجامعيّته بين الولاية والنبوّة ؟
قلنا : إنّما يكون كذلك لو كان المراد باللبنة الذهبيّة هي الولاية - كما توهّمه من هو ذاهل عن لطائف إشارات الشيخ ودقائق مرموزاته - فأمّا إذا كان  المراد بها ما ذكرناه مما أخذ عن الله في السرّ من الصور المتّبعة فيها - على ما هو صريح عبارة الشيخ - فلا فإنّ الحائط الذي في تمثيل خاتم الأنبياء هو بعينه الحائط الذي يراه خاتم الأولياء من حيث أنّه صورة حيطة النبوّة بأوضاعها ، إلَّا أنّه لاختصاصه بالأخذ من المعدن ، والكشف عن سرّ ذلك لا بدّ وأن يرى الحائط مشتملا على النوعين من اللبنتين ، ويرى نفسه منطبعة في موضع اللبنتين اللتين من متمّماته وأعاليه ، فإنّهما صورة السرّ المأخوذ من المعدن ، الذي هو الغاية الكماليّة ، وصورة الواسطة الواقعة بينه وبين تلك الغاية ، فهو صورتهما بعينهما بخلاف خاتم الأنبياء ، فإنّ الواسطة في موقف نبوّته هو الملك الذي يوحى به إليه ، وهو خارج عنه ، غيره وفي هذا الكلام دقائق إنّما يتفطَّن إليها اللبيب بقوّة ذكائه وذوقه .
وفي تخصيصه التمثيل بخاتم الأنبياء ، والرؤية بخاتم الأولياء ما يطلعك على هذا .
وفي عقدي « الولي » و « النبي » أيضا ما يلوّح على اختصاص خاتم الولاية بالوجهين ، وهما رؤية اللبنة متعددة ، وأنّ إحداها من الذهب ، فإنّ الأولى هي صورة زيادة الكشف على الوضع ، والثانية صورة عدم الواسطة بينه وبين الغاية التي ليس وراءها غاية .
وإلى أمثال هذه التنبيهات أشار بقوله رضي الله عنه : ( فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع ) ضرورة أنّ النافع من العلوم هو ما يختصّ بنيله أهالي كلّ زمان ، من اولي نهايات الكمال فيه ، فإنّه ممّا يترقى به المستعدّ ومن انخرط في سلك المسترشدين منه في ذلك الزمان بالوقوف عليه من مواقف تقاعده وتكاسله إلى معارج الطلب والسلوك ، حتّى يتّصل بهم ، كخصائص خاتم الولاية في زماننا هذا .
ثمّ إنّ في كلام الشيخ ما يدلّ على أنّه هو الخاتم للولاية الخاصّة المحمّديّة.
وأنّه قد رأى الرؤية المذكورة بذلك الوجه المقرّر وقد صرّح في الفتوحات أنّه قد ظهر له ذلك في سنة خمس وتسعين وخمسمائة بمدينة فاس بالمغرب . "الفتوحات المكية : الباب الثالث والسبعون ، جواب السؤال الثالث عشر من أسئلة الترمذي ، 2 / 49 .
"وأما ختم الولاية المحمدية ، فهي لرجل من العرب ، من أكرمها أصلا ويدا ، وهو في زماننا اليوم موجود ، عرفت به سنة خمس وتسعين وخمس مائة ، ورأيت العلامة التي له قد أخفاها الحقّ فيه عن عيون عباده ، وكشفها لي بمدينة فاس ، حتى رأيت خاتم الولاية منه ، وهو خاتم النبوة المطلقة ولا يعلمها كثير من الناس ، وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه فيما يتحقّق به من الحقّ في سرّه من العلم به"
وذلك يدلّ على أنّه مما خصّه الله به من الولاية المحمّدية ، لا الولاية العامّة كما يدلّ إذا حوسب معه زمان ظهور هذا الكتاب أنّه هو لبّ ما ظهر له من المعارف الختميّة وخصائصها ، على ما يتنبّه إليه الفطن .
وإذ قد لا يخفى على من له دربة بأساليب ذوي التحقيق أنّ الغاية هي التي تساوق الفاعل في مطلق الوجود ، لكمالها الخاصّ بها ، فإنّها توجد أوّلا بوجود الفاعل وتتّحد معه وتشوّقه إلى ذلك الكمال الخاصّ بها ، ثمّ تسوقه نحو مباشرة الفعل المفضي إليها ، وأمّا ما توسّط بينها وبين الفاعل ممّا يتدرّج إلى تلك الغاية فإنّما يوجد بكماله بعد مباشرة الفعل إيّاه وجوده بالفعل ، لأنّ وجوده متأخّر عن الفاعل وفعله مباين له غير متّحد به أصلا .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول. فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء. )
قال الله رضي الله عنه : "كما هو آخذ من الله تعالى في السر ما هو بالصورة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن راه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه أتي من المعدني الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول. "
(كما هو آخذ عن الله في السر) بلا واسطة (ما هو)، أي الشرع الذي هو أي خاتم الأولياء (بالصورة الظاهرة متبع) خاتم الرسل (فيه).
أي في هذا الشرع وذلك الأخذ إنما يتحقق (لأنه)، أي خاتم الولاية (يري الأمر)، أي كل أمر (على ما هو عليه) في علم الله سبحانه.
(فلا بد أن يراه هكذا)، أي على ما هو عليه في علم الله سبحانه وإلا لم يكن خاتمة (وهو)، أي كونه رائية لكل أمر على ما هو عليه (موضع اللبنة الذهبية في الباطن) وتحققه بهذه الرؤية انطباعه فيه.
قوله : في الباطن، على ما هو في بعض النسخ متعلق بالرؤية (فإنه أخذ) تعليل للرؤية، أي أن خاتم الأولياء أخذ الأحكام الشرعية التي يتبع خاتم الرسل فيها.
(من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به)، أي بسبب هذا الملك (إلى الرسول) وذلك المعدن باطن علم الله فلا جرم يراه على ما هو عليه.
قال الله رضي الله عنه : "فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء."
قال الله رضي الله عنه : (فإن فهمت ما أشرت به) من أن الأنبياء من كونهم أولياء والأولياء كلهم لا يرون الحق إلا من مشكاة خاتم الأولياء الذي هو مظهر ولاية خاتم الرسل.
(فقد حصل لك العلم النافع) المفضي إلى كمال متابعة خاتم المرسل المنتج كمال التحقيق تحقيقه الولاية.
.

كتاب مجمع البحرين في شرح الفصين الشيخ ناصر بن الحسن السبتي الكيلاني 940 هـ:
قال رضي الله عنه :  (كما هو آخذ عن‏ اللَّه في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه، لأنه يرى الأمر عَلَى ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإِنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إِلى الرسول.  فإِن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شي‏ء.)
قال الشيخ المصنف رضي الله عنه : ( كما هو آخذ من الله تعالى في السر ما هو بالصورة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا و هو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه آخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى  الرسول، فإن فهمت ما أشرت إليه فقد حصل لك العلم النافع.)

قال الشارح رحمه الله :
(كما هو أخذه عن الله تعالى في السرّ ما هو في الصورة الظاهرة متنبع فيه لأنه يرى الأمر ): أي حقيقة الأمر (على ما هو عليه في الواقع، فلا بد أن يراه): أي الحكم الذي قرره الشارع بعينه لأنه ينكشف له الأمر خفية و جلية، و يراه بعينه (هكذا) الذي يقع بين الاثنين .
قيل: إنّ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مجلس الإمام الأعظم الشافعي رضي الله عنه، سئل عن شيبان الراعي قدّس سره وكان أميا، مسألة في الزكاة أراد به الامتحان.
فقال الشيخ: تريد وجه المسألة في مذهبك أو في مذهبي؟
ثم أجاب على الوجهين، و قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات:
إن العارف عارف بجميع المذاهب و الملل، فإنهم أخذوا من حيث أخذ الملك الرسول، فافهم .
فإنه من هذا الذوق الذي نحن بصدد بيانه، و هو: أي الرائي الشيخ رضي الله عنه (موضع اللبنة الذهبية في الباطن) لأنه يرى الغيب كالشهادة مكشوفا بلا لبس، و هو ممن ارتضى من رسول، بل وارث الرسول.
كما قال: لست بنبي و لا رسول، (فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول )، إنما قال رضي الله عنه ذلك لأنه في هذا المقام يثبت بهذا القدر و المساواة، بل السبق، و إلا أين الملك الكريم من الإنسان الكامل الذي على خلق عظيم، و هم قد اعترفوا بذلك حيث قالوا: "وما مِنّا إلّا لهُ مقامٌ معْلومٌ" [ الصافات: 164]، و للخاتم كما للخاتم صلوات الله عليهما مقام : " إن لي مع الله وقتا لا يسعني فيها ملك مقرّب، و لا نبيّ مرسل "و أنت صاحب المقام عمن لا مقام له .
و التنبيه على ذلك في الكتاب لكفاهم التنبيه من أولي الألباب قوله: "يا أهْل يثرب لا مُقام لكُمْ" [ الأحزاب: 13]، فختم الختم أولى بذلك الخطاب .

قال رضي الله عنه في الفتوحات:لا يخلص من المقامات إلا الوارث المحمّدي الصرف، الذي أتاه الحكم بفصل الخطاب، و أوتي جوامع الكلم، و علم الأسماء كلها: أي المؤثرات في الكون و غيرها، و لم يستأثر فكل صيد في الفراء .
( فإن فهمت ما أشرت إليه) من أن أخذ الخاتم العلم من المعدن، و أخذ الأولياء العلم منه قاطبة، إنما قال رضي الله عنه ما أشرت به لأنه رضي الله عنه ما صرّح في الخاتم المساواة في الإفادة في بيان إفادة العلم، بل قال: سبقت لهذا العبد هذه المساواة، و لم يقل أي عبد .
( فقد حصل لك) بالفهم لهذا الأمر الواقع على هذه المثابة (العلم النافع )، و جعلك من الصديقين، بل ألحقك بالصدّيق الأكبر .
و بيان ذلك: إن من صادق العلم في ظنه كان نعته العلم في نفس الأمر، و هذا هو نتيجة الإيمان بالأنبياء عليهم السلام و هذا الذوق .
قال صلى الله عليه و سلم لشخص من الصحابة حين سأله عن أي آية في القرآن أعظم، فقال الرجل و أظن أنه أبي بن  كعب: آية الكرسي، فضرب صلى الله عليه و سلم على صدره وقال: " ليهنك العلم يا أبا المنذر"  يعني: أصبت و صادفت حقيقة الأمر .
وكيف لا إذا كان الفجر عن درك الإدراك إدراك؟
فكيف لا تكون الإصابة علما، و ما ظنك بالمصادفة؟ .

قال رضي الله عنه في الفتوحات: 
من صادق العلم في ظنه كما في نفس الأمر، فقد حصل له العلم في نفسه كما هو في نفس الأمر، و لا يكون ذلك إلا بإعلام الحق، و إعلام من أعلمه عند من يعتقد فيه أنّ الله تعالى و ما عدا ذلك فلا علم بغيب أصلا انتهى كلامه .
أما ترى أن الله مدح من يؤمن بالغيب و يعمل بمقتضاه، قال تعالى:" الّذِين يـؤْمِنون بالغيْبِ و يقِيمُون  الصّلاة" [ البقرة: 3].
فما أقاموها إلا من علمهم و تصديقهم بالغيب، فالأمر قائم بالصادق، و الصديق صاحب عيان، و صاحب إيمان، و ما وراء ذلك خسران و حرمان، فافهم إن هذا فصل الخطاب لأولي الألباب، فطوبى لهم و حسن مآب .

قال رضي الله عنه في الفتوحات: 
من قعد مع هذه الطائفة و لا يصدقهم فيما قالوه، يخاف عليه من سوء الخاتمة.فإذا فهمت ما قرره رضي الله عنه علمت الأمر على ما هو عليه بإعلام صاحب أوسع الكشوفات، و الأذواق المحمدية، و ليهنك العلم .

.
واتساب

No comments:

Post a Comment