Saturday, July 13, 2019

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع فص حكمة قدوسية فى كلمة إدريسية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

04 - The Wisdom Of Holiness In The Word Of ENOCH

الفقرة الثانية عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
(كل ذلك) المذكور الذي هو الأمر الخلق والمخلوق الخالق ناشيء في الظهور (من عين واحدة) غيبية منزهة عن الظهور والبطون لإطلاقها الحقيقي حتى عن الإطلاق لأنه يقيدها وهي عين الذات الأحدية.
فالخالق والمخلوق من جملة تعييناتها، فهما منها كالصفة من الموصوف بها والفعل من الفاعل له (لا بل هو)، أي ذلك الأمر المذكور (العين الواحدة) الذاتية المطلقة لا زائدة عليها إلا بحكم المراتب العدمية التي لا وجود لها معها غيرها.
(وهو)، أي ذلك الأمر (العيون الكثيرة) المختلفة التي لا تتناهى مع قطع النظر عن تلك المراتب العدمية التي ظهر هو بها لأنها عدم محض.
قال الله تعالى حكاية عن إبراهيم وابنه الذبيح عليهما السلام: "فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك" [الصافات: 102] (انظر) ببصرك وبصيرتك ("ماذا ترى")، فإن الأمر واحد فهل تراه خالقا أو مخلوقة فإن كنت تراه خالقة، فهو المراد.
وإن كنت تراه مخلوقة فإن سبب ذلك استيلاء جسدك الطبيعي على بصرك وبصيرتك لرؤيتك الأمر على خلاف ما هو عليه.
فلا بد من ذبحك ورفع ح?م جسدك الطبيعي عنك حتى ترى الأمر على ما هو عليه، ولهذا لما حصل المقصود بانفصاله عن حكم جسده الطبيعي عنه لم يذبحه، وتكون جسده الطبيعي في صورة كبش، فهبط إليه من جنة المعارف فذبحه ونجا ابنه من ذلك عليهما السلام ("قال يا أبت افعل ما تؤمر") [الصافات: 102].
ولم يقل: اذبحني لعلمه أن المقصود غير ذلك، وأن ذلك المقصود قد يحصل بغيره ففعل إبراهيم عليه السلام ما أمر بفعله وهو ات?اء ابنه وإمرار السكين على رقبته، فتحقق ابنه برفع الأسباب وأن السكين لا تقطع بطبعها.
وإنما هي صورة أمر الله تعالى، فحصل المقصود من المعرفة فارتفع الذبح في الحال والولد) من حيث الروحانية الواحدة الظاهرة في كل صورة من العالم (عين أبيه) بل عين كل شيء، وإن اختلفت النفوس التي هي تدبير ذلك الروح الواحد لكل جسد بما يليق به فالروح واحدة.
قال تعالى: "ويسألونك عن الروح" [الإسراء: 85] ولم يقل عن الأرواح.
وقال تعالى: "يوم يقوم الروح والملائكة صفا " [النبأ: 38].
وقال تعالى: "تنزل الملائكة والروح" [القدر: 4].
وأما قوله عليه الصلاة والسلام : «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف». رواه البخاري ومسلم
فقد أراد بها النفوس.
والنفوس كثيرة لكل شيء نفس تليق به، فنفس الانسان ليست ?نفس الحيوان، لیست ?نفس النبات، لیست ?نفس الجماد و نحو ذلك .
قال تعالى : " أفمن هو قائم على كل نفس بما ?سبت" [الرعد: 33].
والنفوس هي التي تموت كما قال تعالى: "الله يتوفى الأنفس حين موتها" [الزمر: 42]، "أخرجوا أنفسكم " [الأنعام: 93]، " كل نفس ذائقة الموت" [آل عمران: 185]، والروح لا يموت لقيامه بالحق تعالى في كل الأمور .
(فما رأى) إبراهيم عليه السلام (في منامه أنه يذبح سوى نفسه) التي هي نفس ابنه والرائي هو الروح الواحد الكلي المسمى إبراهيم عليه السلام باعتبار قید تلك النفوس المخصوصة.
وذلك الجسد المخصوص، فإن توجه المجامع في وقت استفراغ النطفة لم يزل سارية في تلك النطفة حتى يظهر على صورة المستفرغ لها والتوجه يصحبها من حيث روح المتوجه لا من حيث نفسه.
وللروح الواحد الكلي باعتبار كل نفس مخصوصة في جسد مخصوص ظهور خاص، فنفس الابن بسبب ذلك نفس الأب، لأن خصوص الروح توجه فأنتج خصوص روح آخر، فهما نفسان الروحين مخصوصين هما : روح واحدة مخصوصة بمنزلة أطوار الشخص الواحد.
(وفداه)، أي فداء الابن أبوه من حيث كون الأب نفس الأمر الإلهي ظاهرة في مظهر روح مخصوص ?لي متوجه على نفس مخصوصة في جسد مخصوص (بذبح)، أي حيوان يذبح (عظيم) وعظمه باعتبار نیابته عن نبي ?ريم ?نيابة الجسد في الدنيا بالموت والفناء عن الروح الأعظم ذات النفس الزكية.
فالجسد فداء للروح فهو عظیم بعظمها فظهر بصورة كبش في عالم الحس (من ظهر) في عالم الخيال (بصورة إنسان).
وفي عالم الحس أيضا وهو الذبيح عليه السلام، فذبح في صورته الحسية الكبشية ولم يذبح في صورته الخيالية الإنسانية.
لأن الصورة الخيالية صورة وحي لإبراهيم عليه السلام، لأن منام الأنبياء عليهم السلام وحي من الله تعالى لهم بخلاف الصورة الحسية.
فإنها من ظواهرهم عليهم السلام وبواطنهم محفوظة من الخطأ ، فرأى في عالم وحيه المنامي ذبح صورة ابنه الإنسانية ، فظهرت له في عالم حسه في صورة كبش فذبحها، وإنما غسل أوساخ الطبيعة من وجه روحانية ابنه.
وظهر بصورة الولد في عالم الحس وعالم الخيال باعتبار تخلق نطفته بتوجه روحانيته في وقت الجماع على طبق صورته الباطنة والظاهرة.
وهذا التوجه الروحاني من كل ذي روح نظير القبضة التي قبضها السامري من أثر الرسول، فنبذها في العجل الذي صاغه من الذهب، فسرت فيه الحياة بإذن الله تعالى (لا بل بحكم الولد) من حيث إن تلك النطفة المختلفة بالتوجه المذكور نطفة الأب انفصلت عنه روحانياتها التي تدبرها روحانية الأب للتوجه عليها.
فما ثم إلا حكم الولد لا حقيقة الولد (من هو) في عالم الخيال وعالم الحس (عين الوالد) إذ كل من رأى في منامه شيئا إنما رأى نفسه في صورة ذلك الشيء.
وكذلك من رأى شيئا في يقظته رآه على قدر استعداده فما رأي إلا نفسه.
والولادة كمال في هذه العينية المذكورة لإنتاجها أصل الصورة المرئية.
فالعينية في الولد أظهر منها في كل أمر مرئي يقظة ومناما .
قال الله تعالى في آدم عليه السلام: هو " الذي خلقكم من نفس واحدة " ، وهي نفس آدم عليه السلام ("وخلق منها ") ، أي من تلك النفس الواحدة ("زوجها") [الأعراف : 189]، يعني حواء عليها السلام بأن تجلی سبحانه وتعالى لتلك النفس الواحدة بحضرة خاصة غير الحضرة التي تجلي بها.
فكانت تلك النفس الواحدة، فظهرت تلك النفس الواحدة في مرآة تلك الحضرة المخصوصة صورة مماثلة لصورة تلك النفس الواحدة.
كما تظهر صورة في المرآة، والمرأة بنفسها منزهة عن تلك الصورة الظاهرة فيها، فحواء نفس آدم عليهما السلام ظهرت له في مرآة تلك الحضرة الإلهية المخصوصة، وحين نكحها (فما نكح سوى نفسه).
وفي الحقيقة حضرة إلهية توجهت على حضرة إلهية أخرى من قبيل المغايرة بين الواحد ونفسه إذا كان معلومة (فمنه)، أي من آدم عليه السلام (الصاحبة) وهي حواء (والولد) الذي خلق منها بنكاحه لها .
(والأمر) الإلهي (واحد في العدد) وإن كثر بصورة التجلي، لأنه لا يشغله شأن عن شأن.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
(كل ذلك) الأمر المخلوق يحصل (من عين واحدة) لا من عين واحدة (بل) في نفس الأمر (هو) أي كل ذلك من حيث هويته واحدية ذاته (العين الواحدة).
أي عين الحقيقة الواحدة (وهو) أي العين من حيث أسمائه وصفاته (العيون الكثيرة) أي الحقائق المختلفة فما في الكون إلا الحق .
ويجوز أن يكون معناه وهو أي الأمر المخلوق من حيث اختلاف الصورة عليه العيون الكثيرة لكن الأول أنسب إلى المقام .
لأن المراد بقوله لا بل إضراب عن الكلام الذي يشعر المغايرة ولا يكون الإضراب إلا بإثبات أن ليس في الوجود إلا الحق وهذا المعنى ثابت في الأول دون الثاني.
(فانظر ماذا تري) إشارة إلى اهتمامه في بيان الحق وحث لطالب الحق على طلبه (قال) ولد إبراهيم عليه السلام : "يا أبت افعل ما تؤمر" . وفيه إشارة إلى أن الواجب على المرشد ما فعل بالمريد إلا بأمر الحق وإن الواجب على المريد ما فعل إلا بأمر المرشد (والولد عين أبيه) كما سبق وجهه .
(فما رأى) الوالد (بذبح سوى نفسه ونداه بذبح عظيم فظهر بصورة كبش) في عالم الحس (من ظهر) في عالم الرؤيا (بصورة إنسان) وهو ولد إبراهيم .
(فظهر بصورة ولد لا بل بحكم ولد من هو عين الوالد) فالأمر واحد ظهر بصورة الكبش والولد والوالد فهو عين ما ظهر فكان كل واحد من المظاهر عين الآخر بهذا الاعتبار .
(وخلق منها زوجها) فإذا خلق منها (فما نكح) آدم (سوى نفسه فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد) ولا شيء في العدد غير الواحد .
فإذا كان أصل الأمور واحدة

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة.
فانظر ماذا ترى "قال يا أبت افعل ما تؤمر" (الصافات: 102) .
والولد عين أبيه، فما رأى يذبح سوى نفسه، [وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) ] "وفداه بذبح عظيم" (الصافات: 107) فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان، وظهر بصورة ولد لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد "وخلق منها زوجها" (النساء: 1).
فما نكح سوى نفسه، فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
قال رضي الله عنه : "كلّ ذلك من عين واحدة ، لا ، بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة . " فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ " والوالد عين ابنه ، فما رأى يذبح سوى نفسه ، وفداه بذبح عظيم ، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان .
وظهر بصورة ولد ، لا ، بل بحكم ولد من هو عين الوالد "وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها " ، فما نكح سوى نفسه ، فمنه الصاحبة والولد ، والأمر واحد في العدد " .
يعني رضي الله عنه : أنّ الوجود الواحد الحقّ الواحد المتعيّن في الإنسانية المطلقة ، المسمّى إبراهيم في إبراهيم ، والوالد هو المسمّى من حيث تعيّنه في إسحاق أو إسماعيل بإسحاق أو إسماعيل كذلك ، وكذلك المتعيّن في صورة آدم المسمّى بآدم هو المتعيّن في صاحبته المسمّاة بحوّاء ظهر ذلك الوجود الحق الواحد في مراتب عدّة بصور مختلفة ، وصيغ مفترقة ومؤتلفة ، فسمّى في كل مرتبة مرتبة وتعيّن تعيّن باسم غير الآخر ، فمنه الصاحبة ، والوالد ، والولد ، والزوج ، والفرد ، والواحد والعين واحدة ، وهو الوجود الحق الذي لا تحقّق إلَّا له في كل متحقّق معيّن ، مع أنّه من كونه متعيّنا بكذا ، مسمّى بكذا غير المتعيّن بتعيّن غيره وغير مسمّى باسم غيره ، فالمسمّى بعلا من حيث تعيّنه ينكح نفسه من كونها متعيّنة في صورة صاحبته ، وكذلك المتعيّن في صورة إبراهيم متعيّن بصورة ولده الذي أراد ذبحه ،وهو الظاهر بصورة الذبح العظيم.

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
قال رضي الله عنه : (كل ذلك من عين واحدة، لا بل هو العين الواحدة، وهو العيون الكثيرة) على ما بين في الواحد الكثير.
قال رضي الله عنه :  (" فَانْظُرْ ما ذا ترى ؟ قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ " والولد عين أبيه ، فما رأى يذبح سوى نفسه وفداه بذبح عظيم فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان ، وظهر بصورة ولد لا بل بحكم ولد من هو عين الوالد " وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها " فما نكح سوى نفسه ، فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد ) .
أي العين الواحدة بالحقيقة تعدد بكثرة التعينات عيونا كثيرة ، وتلك التعينات قد تكون كلية كالتعين الذي صارت الحقيقة الأحدية به إنسانا ، وقد تكون جزئية كالذي صار به إبراهيم ، فإن المتعين بالإنسانية المطلقة هو الذي صار بعد التعين النوعي بالتعين الشخصي إبراهيم وبتعين آخر إسماعيل ، فالمتعين بالإنسانية المطلقة لم يذبح سوى نفسه " بِذِبْحٍ عَظِيمٍ " هو نفسه بحسب الحقيقة ، قد تعينت بتعين نوعى آخر متشخصة بتعين شخصى ، فالحقيقة الواحدة التي ظهرت بصورة إنسان ، هي التي ظهرت بصورة كبش بحسب التعينين المختلفين نوعا وشخصا . ولما كانت الصورة الإنسانية في الوالد والولد محفوظة باقية على واحدية النوعية أضرب عن غيرية الصورة في الوالد والولد وأثبت غيرية الحكم .
فقال : لا بل بحكم ولد ، فإن صورتهما واحدة وهي الصورة الإنسانية ولم يتغير إلا حكم الوالدية والولدية فحسب ، وكذا بين آدم وحواء فإنهما وأولادهما واحد في الإنسانية ، فالأمر واحد في الحقيقة متعدد بتعينات نوعية وشخصية لا ينافي الوحدة الحقيقية . فهو واحد في صورة العدد.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
قال رضي الله عنه : (كل ذلك من عين واحدة، لا بل هو العين الواحد، وهو العيون الكثيرة.)
أي، كل ذلك الوجود الخلقي صادر من الذات الواحدة الإلهية، ثم أضرب عنه، لأنه مشعر بالمغايرة.
فقال: بل ذلك الموجود الخلقي هو عين تلك العين الواحدة الظاهرة في مراتب متعددة.
وذلك العين الواحدة التي هي الوجود المطلق، هو العيون الكثيرة باعتبار المظاهر المتكثرة، كما قال:
سبحان من أظهر ناسوته    ....... سر سنا لاهوته  الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا      .......     في صورة الآكل والشارب
(فانظر ما ذا ترى) أي، أنظر أيها السالك طريق الحق ما ذا ترى من
الوحدة والكثرة جمعا وفرادى، فإن كنت ترى الوحدة فقط، فأنت مع الحق وحده لارتفاع الإثنينية، وإن كنت ترى الكثرة فقط، فأنت مع الخلق وحده، وإن كنت ترى الوحدة في الكثرة محتجبة والكثرة في الوحدة مستهلكة، فقد جمعت بين الكمالين وفزت بمقام الحسنيين.
(قال يا أبت افعل ما تؤمر) ولما كانت نسبة السالك إلى الشيخ المكمل نسب ةالولد إلى والده، نقل الكلام إلى حكاية إبراهيم، عليه السلام، مع ولده. وقول المريد للشيخ: (إفعل ما تؤمر) عبارة عن تسليمه بين يديه، وإشارة إلى أن فعلهليس من نفسه، بل من ربه، فإنه واسطة بين السالك وربه. (والولد عين أبيه)
بحكم اتحاد الحقيقة وفيضانه من جميع أجزاء وجوده وكونه بعضه، وإن كان غيره من حيث تعينه وتشخصه  (فما رأى يذبح سوى نفسه) وذبحه صورة إفنائه من إنانيته  (و (فداه بذبح عظيم)) (الذبح)، بكسر الذال، ما يذبح. وإنما وصفه بـ (عظيم) لأن الظاهر بتلك الصورة هو الذي له العظمة التامة.
ثم قال إظهارا لهذا السر: (فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة الإنسان).
أي، الظاهر بهذه الصورة الكبشية هو الذي ظهر بجميع الصور الإنسانية وغيرها، لأن الحقيقة الكلية إذا تعينت بتعين كلي، تصير نوعا من الأنواع، وعند تعينها بتعين جزئي، يصير شخصا من الأشخاص.
فالظاهر في تعين شخصي من نوع، هو بعينه ظاهر في نوع آخر وأفراده.
ألا ترى أن الحقيقة الحيوانية كما ظهرت في الصورة الإنسانية، كذلك ظهرت في الصورة الفرسية والغنمية وغيرها. فما فدا من نفسه بما هو أدنى منه، فإن الدنىء لا يكون فداء للشريف.
قال رضي الله عنه : (فظهر بصورة ولد، لا بل بحكم ولد من هو عين الوالد).
أي، فظهر بصورة الولد من كان ظاهرا في صورة الوالد، وهو المتجلي الحقيقي في المظاهر كلها.
ثم أضرب إثباتا لحكم الولدية بقوله: (لا، بل ظهر بحكم ولد). أي،بصورة المرتبة الولدية وأحكامها، لأن صورة الولد والوالد بحكم اتحاد الحقيقة النوعية واحدة، والمغايرة في حكم الولدية والوالدية في الصورة الشخصية لا غير.
قال رضي الله عنه : ((وخلق منها زوجها) فما نكح سوى نفسه، فمنه الصاحبة والولد، والأمر واحد في العدد).
لما كان خلق حواء من عين آدم، عليه السلام، موافقا لما هو فيتقريره، نقل الكلام إليه استشهادا لما ذكره، فإن آدم وحوا يجمعهما حقيقة واحدة، و يميزهما تعين كل منهما من الآخر. فبالاعتبار الأول، ما ظهر بصورة آدمهو الذي ظهر بصورة حواء، وهو المستشهد لقوله: (ظهر بصورة الولد... من هو عين الوالد).
لأنها أيضا ولد آدم وإن لم يسم بالولد. وقوله: (فما نكح سوىنفسه) استشهاد لقوله: (فما رأى يذبح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد) بظهور حقيقته في صورتهما، وليس الأمر إلا واحد، كظهور الواحد في العدد.

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : " كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد و هو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، و الولد عين أبيه. فما رأى يذبح سوى نفسه.  «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان.
و ظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد. «و خلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة و الولد و الأمر واحد في العدد. "
ثم أشار إلى التوحيد فقال: (كل ذلك) أي: الخالق والمخلوق (من عين واحدة) هي الوجوه (لا بل هو العين الواحدة)، إذ لا تحقق لصورة المرآة من حيث الحقيقة في المرآة بل المتحقق ذو الصورة في الخارج.
(وهو) مع وحدته في الخارج هو (العيون الكثيرة) من حيث كثرة الصور، ( فانظر ماذا ترى" [الصافات: 12]) من كون العين الواحدة نفس العيون الكثيرة، وهو الموجب للاختلاط.
إذا كانت العين الواحدة جامعة للموجودات ذاتا، وصفات، ونسبا، وجمعا، وفرقا؛ فلها العلم الذاتي بذلك، إذ لا يمكن اعتباره بالنسبة إلى مكان أو مكانة.
ولذلك رأى إبراهيم عليه السلام الكبش بصورة ابنه بل بصورة نفسه فهذا مع ما بعده يتضمن اقتباسا لطيفا موهما أعني قوله ("قال ياأبت افعل ما تؤمر" [الصافات: 12])، من ذبح ابنك إذ رأيته في منامك الذي ليس إلا من الله لا من النفس، ولا من الشيطان لكنه إنما وجب على إبراهيم ذبح نفسه؛ ليفني في الله ويبقى به، وهو محل التكاليف دون الابن فرأى نفسه في صورة ولده وذلك لأن (الولد عين أبيه) في الوجود، والصور النوعية.
(فما رأی) إبراهيم (يذبح سوى نفسه) في صورة ابنه؛ ولكن لم يكن تعبير رؤياه ذبح نفسه، بل ذبح الكبش؛ وذلك لأنه (فداه) ربه (بذبح عظيم)، هو: الكبش، وما يقع من تعبير الرؤيا في الحس هو المرئي في المنام بالحقيقة في صورة تناسبه بوجه ما فظهر بصورة كبش في الحس (من ظهر بصورة إنسان) في المنام.
ثم أشار إلى أن الفداء أيضا كان على إبراهيم فقال: (وظهر بصورة ولد) في إمرار السكين على عنقه، (بل بحكم ولد) في الفداء (من هو عين الوالد).
إذ كان تحت السكين فنسب الفداء إليه مع أنه فداء عن الوالد الذي وجب عليه ذبح نفسه، وهو أقرب المذكورين في قوله تعالى : "وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا هو البلاؤ المبين وفديناه بذبح عظيم" [الصافات: 14-17].
فعلم أن الولد: هو الوالد، والوالد: هو الكبش، باعتبار أن العين الواحدة هي المتكثرة بالصور المختلفة.
ثم استدل على أن الولد عين الوالد بقوله تعالى: ("وخلق منها زوجها" [النساء: 2])، وإذا كان زوجها من نفسه (فما نكح سوى نفسه)؛ لتحصيل الولد (فمنه الصاحبة) التي ولده جزؤها، ومنه (الولد) أيضا فهو جزئه.
وجزء جزئه، وجزء الجزء جزء. فهو جزؤه بكل اعتبار لكنه على صورة كله.
ولم ينقص منه شيء بخروجه منه فهو عينه ?یف (والأمر) أي: أمر الولد والوالد (واحد) في الحقيقة، والوجود تكثر عند ظهوره (في العدد) كما قلنا من ظهور الواحد في العدد مع بقاء الواحد على حاله من البساطة. وعدم قبول الكثرة,والتغير في ذاته فإن كنت منكرا لذلك فقل لي؟.



شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
قال الشيخ رضي الله عنه : ( لا ، بل هو العين الواحدة ، وهو العيون الكثيرة ) ، فإنّ نسبة الوحدة والكثرة والإطلاق والتقييد ، والخلقيّة والحقّية ، وسائر المتقابلات إلى الواحد المطلق سواء .
فلذلك لمّا قال ذلك العين الواحدة بلسان الوالد : " إِنِّي أَرى في الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ " و  ( فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ " بلسان الولد " يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ " [ 37 / 102 ] .
والمأمور ليس إلَّا الذبح ، ( والولد عين أبيه ) وسرّه ، ( فما رأى يذبح سوى نفسه ، وفداه " بِذِبْحٍ عَظِيمٍ " [ 37 / 107 ] فظهر ) في الخارج ( بصورة كبش من ظهر ) في الخيال ( بصورة إنسان وظهر ) في الخيال ( بصورة ولد - لا ، بل بحكم ولد ) ،  فإنّ المغايرة بين الصورة الوالديّة والولديّة نسبة حكميّة لا حقيقيّة ، سيّما في عالم الخيال - ( من هو عين الوالد ) في الخارج .
فتبيّن من هذه الآية تنوّع العين الواحدة بالصور المتخالفة حقيقة وحكما ، ولكنّ في الخيال والخارج - لا في الخارج - والذي يدلّ على ذلك فيه هو قوله تعالى : " يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ "  ( " وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها " ) [ 4 / 1 ] ) أي من النفس الواحدة ( فما نكح سوى نفسه ) .
فتبيّن من هذه الآيات القرآنيّة الكاشفة عن كنه الأشياء أن لا مغايرة في العين بين الوالد وزوجه ، ولا بينه وبين ولده ، ( فمنه الصاحبة والولد ، والأمر واحد في العدد) فما اتخذت صاحبة ولا ولدا .
وإذ قد بيّن - بالقواعد العدديّة عقلا ، والآيات المنزلة السماويّة نقلا - إثبات وحدة العين ، أخذ في تحقيق ظهور الكثرة منها وإبانة ما يتوهّم من تلك العبارة ، وإزالته من التجزية والتبعيض.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر الطائي الحاتمي رضي الله عنه  : (كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد وهو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»، والولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
«وخلق منها زوجها»: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
قال الشيخ رضي الله عنه :" كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحد و هو العيون الكثيرة. فانظر ما ذا ترى «قال يا أبت افعل ما تؤمر»[الصافات: 102]، و الولد عين أبيه.)
فقلنا : المخلوق حقيقة ووجودا هو الخالق (كل ذلك) المذكور من الخالق والمخلوق (من عين واحدة) فإن الحقائق ثلاث:
1 - حقيقة فعالة مؤثرة واحدة عالية واجبة وهي حقيقة الله الخالق سبحانه .
2 - وحقيقة منفعلة متأثرة متكثرة سافلة ممكنة وهي حقيقة العالم المخلوق.
3 - وحقيقة ثالثة جامعة بينهما فعالة من وجه ، منفعلة من وجه واحدة من وجه كثيرة من وجه ، وكذا في سائر الصفات المتقابلة.
وهذه الحقيقة أحدية جمع الحقيقتين ولها المرتبة الأولية الكبرى والآخرية العظمی وهي العين الواحدة التي انتسب منها نسبنا الخالقية والمخلوقية.
(لا)، أي ليس كل ذلك منتشأ من عين واحدة فإن الانتشاء منها يوم الإثنينية
قال الشيخ رضي الله عنه : (بل هو)، أي كل ذلك (العين الواحدة)، باعتبار ارتفاع النسب الاعتبارية عن العين. (وهو)، أي كل ذلك هو (العيون الكثيرة) إذا اعتبرت تلك النسب ولوحظت أحكامها.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فانظر) العيون الكثيرة في المراد الفضيلية وأمعن النظر فيها لتعلم (ماذا ترى)، أي ما الذي تراه أو أي شيء تراه، أترى وحدة العين الواحدة فقط ؟
فتكون رؤية الحق تعالی مانعة لك عن رؤية الخلق أو كثرة العيون الكثيرة فقط. فتكون رؤية الخلق مانعة لك عن الحق فتكون الوحدة في الكثرة والكثرة في الوحدة من غير أن يمنع إحداهما عن الأخرى، فمن تلك المواد التفصيلية حال إبراهيم مع إسحاق عليهما السلام وما فدی به من الذبح العظيم..
قال الشيخ رضي الله عنه : (والولد عين أبيه. فما رأى يذبح سوى نفسه. «و فداه بذبح عظيم»، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان. وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد. «و خلق منها زوجها»[النساء: 1]: فما نكح سوى نفسه. فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد. )
قال الشيخ رضي الله عنه (قال) إسحاق عليه السلام بل الحق متلبسا بصورة إسحاق عليه السلام مخاطبا لنفسه في صورة إبراهيم عليه السلام ("يا أبت") يا من ظهر الحق بصورتي بواسطة ظهوره في صورتك وصورتي بك ( افعل ) [الصافات: 102]، أي هيىء لظهور فعل الحق فيك لتفعل ما تؤمر به في رؤياك من ذبحي إفناء نيابتي.
(والولد) في الحقيقة المطلقة بل الحقيقة الإنسانية التي هي من التعينات الكلية لها (عين أبيه فما رأى) إبراهيم عليه السلام بل الحق في صورته في المنام أنه يذبح سوى نفسه، ولكن في صورة إسحاق عليه السلام .
(وفداه)، في الحق سبحانه إسحاق عليه السلام (" بذبح عظيم" ) [الصافات: 107]  بكسر الذال أي وهو ما يذبح.
أي صورنا له نفسه في صورة ذبح (فظهر في صورة كبش) تصویر للفداء (من ظهر بصورة إنسان)، يعني إبراهيم و إسحاق عليهما السلام (وظهر بصورة الولد لأبل بحكم الولد)، أي نسبة الولدية وحكمها .
(من هو عين الوالد) وإنما أضرب تصريحا بالتقابل ، لأن الظهور بصورة المتقابلين أبدع.
ثم ترقی رضي الله عنه إلى ذكر من هو أقرب إلى السبر من إبراهيم و إسحاق عليهما السلام وهو آدم عليه السلام وحواء وولدهما.
قال تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من واحدة (وخلق منها زوجها)"، أي الذي أوجدكم بظهوره في صور?م ظهورا منتشأ من ظهوره بصورته (فما نكح)، أي دم حين ن?ح (سوى نفسه).
فإن زوجه من حيث الحقيقة المطلقة أو من حيث الحقيقة الإنسانية النوعية التي هي من التعينات الكلية لها عينه (فمنه)، أي من آدم بالاعتبار المذكور.
قال الشيخ رضي الله عنه : (الصاحبة والولد والأمر)، أي العين الظاهرة (واحد في العدد)، أي في عدد هؤلاء المعدودين و صورة كثرتهم أو الأمر الظاهر في هؤلاء المذكورين من آدم وزوجته وولده مثل الواحد الظاهر في العدد.
فكما أن حقائق العدد وعقوده مراتب ظهور الواحد كذلك آدم عليه السلام و صاحبته وأولاده مراتب ظهور الوجود الحق سبحانه.
ثم ترقي رضي الله عنه من ذكر آدم عليه السلام وصاحبته وولده إلى من هو أقرب منهم إلى المبدأ وهو الطبيعة .

"" تعقيب واجب على الشيخ الجامي رحمه الله يقول العبدلله :
الذبيح الأول هو نبي الله إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام وليس إسحاق عليه السلام الذي لم يكن ولد بعد عندما امر الله تعالي ابراهبم عليه السلام بذبح إبنه الوحيد في التوقيت إسماعيل عليه السلام  الذي يكبر أخوه إسحاق عليه السلام يـ 14 عام .
والذيح الثاني عبد الله ابن عبد المطلب والد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وليس كما يذهب مفسروا التوراة والأناجيل ان ذبيح الله هو إسحاق عليه السلام.
أولا من نصوص التوراة :
أقسم الله بذاته قائلاً لابو الأنبياء ايراهيم :" (16) وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ (17) أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ (18) وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي ." سفر تكوين 22: 16-18
جاء قسم الله ولم يكن إسحاق بعد قد ولِدَ ، حيث إن الفارق فى العمر بينهما هو ( 14 ) عاماَ: (16) كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.) تكوين 16: 16 و (5) وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ.) سفر التكوين 21: 5.
وهو ما يخالف ما ورد في القرآن الكريم في سورة الصافات ويؤيد هذه النصوص من التوراة

ثانيا القرآن الكريم :
قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام :" فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه فى الآخرين * سلام على إبراهيم . كذلك نجزى المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين . وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين".
الصافات : 101 -113 .

ثالثا السنة الشريفة :
وروى الحاكم فى المستدرك: 3512  - عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله عز وجل {وإن من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] قال: " من شيعة نوح إبراهيم على منهاجه وسنته بلغ معه السعي شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل، فلما أسلما ما أمرا به وتله للجبين وضع وجهه إلى الأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي اربط يدي إلى رقبتي، ثم ضع وجهي على الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم يحك المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} [الصافات: 105] فأمسك يده ورفع قوله {وفديناه بذبح عظيم} [الصافات: 107] بكبش عظيم متقبل «وزعم ابن عباس أن الذبيح إسماعيل» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " [التعليق - من تلخيص الذهبي] 3612 - على شرط البخاري ومسلم
وروى الحاكم فى المستدرك: 4038 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال في الذي فداه الله بذبح عظيم، قال: «هو إسماعيل» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " [التعليق - من تلخيص الذهبي] 4038 - على شرط البخاري ومسلم.

وروى الحاكم فى المستدرك : 4036 - عن معاوية بن أبى سفيان قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابى فقال : يا رسول الله ، خلفت البلاد يابسة والماء يابسا، هلك المال وضاع العيال ، فعد على مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين . قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه . [التعليق - من تلخيص الذهبي] 4036 إسناده واه
وقد ذكره الزمخشري في الكشاف ، وقال الزيلعي فى تخريج أحاديثه : غريب .


الخلاصة :
و عليه مما سبق الغلام الحليم هو نبي الله إسماعيل عليه السلام وليس نبي الله اسحاق .
لنص الآية "وبشرناه بإسحاق نبيا "هو نبي الله إسحاق عليه السلام . وفارق 14 سنة كما ذكرت التوراة.

رابعا البشارة :
أتت البشارة باسحاق عليه السلام أتت بعد بعد ان اجتاز رسول الله إبراهيم والغلام الحليم إسماعيل عليهما السلام الإجتبار والبلاء المبين .
خامسا ما سطره الشيخ في كتابه الإسفار عن نتيجة الأسفار:
ماسطره الشيخ على أن الاعتقاد بكون الذبيح إسماعيل عليه السّلام ظاهر مما أورده الشيخ ابن العربي نفسه في كتابه الإسفار عن نتيجة الأسفار ( ص 37 ، سفر الهداية ) : 
« ولما ابتلي بذبح ما سأله من ربه وتحقق نسبة الابتلاء ، وصار بحكم الواقعة ، فكأنه قد ذبح - وإن كان حيّا - بشّر بإسحاق عليه السّلام من غير سؤال ، فجمع له بين الفداء وبين البدل مع بقاء المبدل منه." 


وعليه يكون النص الأصح كالأتي :
قال الشيخ رضي الله عنه : (قال) إسماعيل عليه السلام بل الحق متلبسا بصورة اسماعيل عليه السلام مخاطبا لنفسه في صورة إبراهيم عليه السلام ("يا أبت") يا من ظهر الحق بصورتي بواسطة ظهوره في صورتك وصورتي بك ( افعل ) [الصافات: 102]، أي هيىء لظهور فعل الحق فيك لتفعل ما تؤمر به في رؤياك من ذبحي إفناء نيابتي.
(والولد) في الحقيقة المطلقة بل الحقيقة الإنسانية التي هي من التعينات الكلية لها (عين أبيه فما رأى) إبراهيم عليه السلام بل الحق في صورته في المنام أنه يذبح سوى نفسه، ولكن في صورة إسماعيل عليه السلام .
(وفداه)، في الحق سبحانه إسماعيل عليه السلام (" بذبح عظيم" ) [الصافات: 107]  بكسر الذال أي وهو ما يذبح.
أي صورنا له نفسه في صورة ذبح (فظهر في صورة كبش) تصویر للفداء (من ظهر بصورة إنسان)، يعني إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (وظهر بصورة الولد لأبل بحكم الولد)، أي نسبة الولدية وحكمها .
(من هو عين الوالد) وإنما أضرب تصريحا بالتقابل ، لأن الظهور بصورة المتقابلين أبدع.

ثم ترقی رضي الله عنه إلى ذكر من هو أقرب إلى السبر من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وهو آدم عليه السلام وحواء وولدهما. "" أهـ. 
المقال
 منقول و نشرته كاملا عن ذبيح الله بعد نهاية السفر لمن أراد الزيادة.

واتساب

No comments:

Post a Comment