Tuesday, July 23, 2019

مقدمة الشارح داود بن محمود بن محمد القَيْصَري كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم على فصوص الحكم الشيخ الأكبر

مقدمة الشارح داود بن محمود بن محمد القَيْصَري كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم على فصوص الحكم الشيخ الأكبر

مقدمة الشارح داود بن محمود بن محمد القَيْصَري كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم على فصوص الحكم الشيخ الأكبر

شرح الشيخ داود بن محمود بن محمد القَيْصَري كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

751 هـ  - 1350 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي عين الأعيان بفيضه الأقدس الأقدم  وقدرها بعلمه في غيب ذاته وتمم ولطف برش نور التجلي عليها وانعم وأظهرها بمفاتيح خزاين الجود والكرم.
عن مكامن الغيوب ومقار العدم ووهب لكل منها ما قبل استعداده فأكرم.
وأوجد منها ما كان ممكنا واحكم لذاته باظهار ملابس أسمائه في القدم ودبرها بحكمته فاتقن وأبرم.
فسبحان الذي تجلى بذاته لذاته، فاظهر آدم واستخلفه على مظاهر أسمائه المنعوتة بالعالم وأجمل فيه جميع الحقايق وأبهم ليكون صورة اسمه الجامع العزيز الأكرم وحامل أسرار العليم الأعلم فيدل به عليه فيعلم. وصلى الله على من هو الاسم الأعظم الناطق بلسان مرتبته (انا سيد ولد آدم) المبعوث بالرسالة إلىخير الأمم وعلى آله وأصحابه المصطفين من العرب والعجم  الرافعين بأنوارهم أستار الظلم ، وعلى وارثيه من الأولياء الكمل السالكين للطريق الأمم المطلعين بالحق على الاسرار والحكم.
وبعد :
فيقول العبد الضعيف داود بن محمود بن محمد الرومي القيصري  
مولدا الساوي محتدا، انجح الله مقاصده في الدارين.
فلما وفقني الله تعالى وكشف على أنوار أسراره ورفع عن عين قلبي أكنة أستاره وأيدني بالتأييد الرباني باعلام رموزه والتوفيق الصمداني باعطاء كنوزه.
وساقتني الأقدار إلى خدمة مولانا الامام العلامة الكامل المكمل، وحيد دهره وفريدعصره فخر العارفين قرة عين ذات الموحدين ونور بصر المحققين كمال الملة والحق والدين، عبد الرزاق بن جمال الدين أبى الغنائم القاشاني، أدام الله على المستفيدين بركة أنفاسه وأنار بمعارفه قلوب الطالبين وجلاسه.
وكان جملة من الاخوان المشتغلين بتحصيل الكمال الطالبين لأسرار حضرة ذي الجمال والجلال، شرعوا في قراءة كتاب فصوص الحكم الذي أعطاه النبي، صلى الله عليه وسلم، الشيخ الكامل المكمل قطب العارفين وامام الموحدين وقرة عيون المحققين وارث الأنبياء والمرسلين خاتم الولاية المحمدية كاشف الاسرار الآلهية.
الذي لا يسمح بمثله الدهور والأعصار ولا يأتي بقرينه الفلك الدوار محيي الملة والحق والدين، رضى الله عنه وأرضاه وجعل أعلى جنانه موطنه ومثواه.
ليخرجه إلى الخلق ويبين لهم ما ستر من الحقايق ويكشف عليهم ما انحجب من الأسرار والدقايق، لأنه كاد ان ينجلي الحق بالنور الموجب للظهور.
وقرب ان تنكشف لهم ما ستر من الحقايق ويكشف كل مرموز ومستور وحان طلوع شمس  الحقيقة من مغربها وبروز عرش الربوبية من مشرقها .
وكان الحق قد أطلعني على معانيه المتساطعة أنوارها وألهمني بفحاويه المتعالية أسرارها، وأراني في سرى من بشرني بمعرفتي هذا الكتاب وخصصني بالعلم به من بين ساير الأصحاب .
من غير تأمل سابق فيه أو مطالعة واستحضار لمعانيه، عناية من الله الكريم وفضلا من الرب الرحيم، لأنه هو المؤيد بنصره من يشاء من عباده .
والموفق بالظفر على أسرار مبدئه ومعاده، مع تجوال عقول العقلاء حول فنائه وترجاعهم خاسرين وتطواف فهوم الفضلاء حريم حمائه وتردادهم حاسرين.
لكونه منزلا من سماء يحيط بفلك العقل ولا يحاط، ومقاما ينوط بكل ما يناله الفهم ولا يناط.
مشيرا بحقايق، عجزت العقول عن ادراكها وكاشفا لدقايق وقفت القلوب عن ذرى أفلاكها وحارت أعين ذوي البصائر والابصار في عرايس معانيها المتلألئة من وراء الحجاب.
وشخصت ابصار أهل العلم والفهم في محاسن مجاليها المتجلية لأولي الألباب، يحول عقول الخلق حول جنابه ولم يدركوا من برقه غير لمعة من سرابه.
سنح لي ان اكشف بعض أسراره على طالبيه وارفع القناع عن وجوه عرايس معانيه التي فاضت على قلبه المنور وروحه المطهر من حضرة العليم الخبير الحكيم القدير.
بالتجلي منه عليه والدنو منه والتدلي إليه ، امتثالا لأمره وانقيادا لحكمه حيث قال: هذه الرحمة التي وسعتكم فوسعوا.
ودخولا فيمن قال تعالى، فيهم: "ومما رزقناهم ينفقون".
وأداء لشكره كما قال:"واما بنعمة ربك فحدث".
فشرعت فيه مستعينا بالله طالبا لرحمته، ان أقيد بعض ما فتح الله لي فيه وما استفدت من كتب الشيخ وكتب أولاده ، رضوان الله عليهم أجمعين.
بعبارة واضحة وإشارة لايحة، من غير ايجاز مخل ولا تطويل ممل.
شارطا ان لا انزل كلامهم الا على قواعده ولا أتعرض في معاقده الا بأذيال عقايده.
بل أبين بحيث يتضح للناظر معنى الكتاب ويعلم ما هو الباطل من الصواب، فيحق الحق ويبطل الباطل من غير إشارة منى وخطاب، مع اعترافي بالعجز والتقصير واقراري بأنه هو العليم الخبير.
ولما كان العلم بهذه الأسرار موقوفا على معرفة قواعد وأصول اتفقت عليها هذه الطايفة.
قدمت لبيانها فصولا وبينت فيها أصولا تبتنى قاعدة التوحيد عليها وتنتسب هذه الطريقة إليها بحيث يعلم منها أكثر قواعد هذا العلم لمن وفقه الله تعالى وانعم عليه بالفهم.
وجعلتها اثنى عشر فصلا:
الفصل الأول : في الوجود وانه هو الحق.
والفصل الثاني : في أسمائه وصفاته، تعالى
والفصل الثالث : في الأعيان الثابتة والتنبيه على بعض مظاهر الأسماء في الخارج
والفصل الرابع : في الجوهر والعرض وما يتبعهما على هذه الطريقة
والفصل الخامس : في بيان العوالم الكلية والحضرات الخمس الآلهية .
والفصل السادس : فيما يتعلق بالعالم المثالي .
والفصل السابع : في مراتب الكشف وأنواعها اجمالا.
والفصل الثامن : في أن العالم هو صورة الحقيقة الانسانية بحسب مراتبها .
والفصل التاسع : في بيان خلافة الحقيقة المحمدية والأقطاب.
والفصل العاشر : في بيان الروح الأعظم ومراتبه وأسمائه في العالم الإنساني .
والفصل الحادي عشر : في عود الروح ومظاهره العلوية والسفلية إليه، تعالى .
والفصل الثاني عشر في النبوة والرسالة والولاية
ووشحتها بغرايب قد من الله بها على ولم أر في كتب الطائفة شيئا منها ولطايف استنبطها من قواعدهم.
وسميت الكتاب بمطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم.
وجعلته مشرفا بألقاب المولى المعظم الصدر الأعظم صاحب ديوان الأمم دستور الممالك في العالم مربى ضعفاء العرب والعجم سلطان الوزراء وأكمل من في عصره من الوراء حاوي الشيم الملكية مظهر الصفات الرحمانية مجمع الأخلاق الربانية اللطيف بعباد الله المتخلق بأخلاق الله الذي لم يتشرف مسند الوزارة بمثله في الصدارة ولم يمكن إحاطة صفاته بلسان العبارة والإشارة.
شعر
كملت محاسنه فلو اهدى السنا   .... للبدر عند تمامه لم يخسف
وعلى تفنن واصفيه بحسنه    .... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
أردت له مدحا فما من فضيلة   .... تأملت الأجل عنها وقلت
الصاحب غياث الملة والحق والدين، أمير محمد بن صدر السعيد الشهيد المغفور المرحوم رشيد الدنيا والدين.
أنار الله تعالى، ضريح السلف وضاعف جلال الخلف واعز أنصار دولته وأعوان رفعته.
لا زال الحفيظ  لجنابه حفيظا والرقيب المجيب له رقيبا، لكونه متحليا بهذه الأسرار العلية وحاملا للأنوار السنية سالكا طريق الحق متوجها إلى مقعد الصدق مدبرا بظاهره نظام
العالم مشاهدا بباطنه كمال بنى آدم.
فاستحق ان يخلد بخلود ذكره ويحمد بمحامد خلقه وخلقه، ان قرن بعنايته الجسيمة التامة وألطافه العميمة العامة.
ونظر أصحابه المخاديم الكرام وقدوة فضلاء الأنام، أعزهم الله وحرسهم إلى يوم القيام، وكل ناظر فيه بعين الانصاف تاركا طريق الجور والاعتساف.
إذ لا يستفيد بهذا النوع من العلم الا من تنور باطنه بالفهم وجانب طريق الجدل ونظر بنظر من انصف وعدل وانعزل عن شبهات الوهم الموقع في الخطأ والخلل.
وطهر الباطن عن دنس الأغيار وتوجه إلى الله الواحد القهار وآمن بان "فوق كل ذي علم عليم".
وعلم قصور العقل عن إدراك أسرار العزيز الحكيم.
فان أهل الله انما وجدوا هذه المعاني بالكشف واليقين لا بالظن والتخمين.
وما ذكر فيه مما يشبه الدليل والبرهان إنما جئ به تنبيها للمستعدين من الاخوان.
إذ الدليل لا يزيد فيه الا خفاء والبرهان لا يوجب عليه الا جفاء لأنه طور لا يصل إليه الامن
اهتدى ولا يجده عيانا الا من زكى نفسه واقتدى.
فأرجو من الله الكريم ان يحفظني على الطريق القويم ويجعل سعيي مشكورا وكلامي مقبولا، واسأل الله العون والتوفيق والعصمة من الخطأ في مقام التحقيق.
.
التعرف بالشارح  :شرف الدين داود بن محمود بن محمد القَيْصَري الرومي (ت. 751 ه‍ / 1350 م) 
القرماني الحنفي الصوفي 
هو أديب ومتصوف من أهل قيصرية. 
تعلم بالقيصرية وأقام بضع سنوات في مصر، ثم عاد إلى بلده. 
أخذ عن الشيخ عبد الرزاق القاشاني. 
من آثاره :
كتاب «مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم» 
والذي يسمى أيضا «مقدمة شرح الفصوص» 
و«شرح الخمرية لابن الفارض» 
و«رسالة في أحوال الخضر» 
و«نهاية البيان ودارية الزمان» تحقيق 
تحقيق ماء الحياة وكشف أسرار الظلمات
أصول الوحدانية ومنتهى الفردانية
رسالة في علم الحقائق 

.
واتساب

No comments:

Post a Comment