Tuesday, July 16, 2019

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثامن فص حكمة روحية في كلمة يعقوبية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

08 - The Wisdom Of  Spirit In The Word OF Jacob   

الفقرة الثالثة :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : "وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك. والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه. فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى. فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة. فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك. فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها و بآثارك سميت سعيدا. "
(وجاء الدين) في قوله : " أصطفى لكم الدين" (بالألف واللام للتعريف والعهد) الذهني أو الذكري بلفظ الملة فإنها ترادفه (فهو دين معلوم) عندهم (معروف) بينهم بحيث لا يحتاج إلى بيان (وهو قوله تعالى :" إن الدين ") الكامل الحق ("عند الله الإسلام") (وهو) [آل عمران: 19]، أي الإسلام معناه (الانقياد) لله تعالی بامتثال جميع أوامره واجتناب جميع مناهيه بحوله سبحانه وقوته لا بحول العبد وقوته كما ورد في بعض خطب النبي صلى الله عليه وسلم : «الحمد لله المحمود بنعته المعبود بقدرته»
(فالدين) الذي هو عند الله وهو دين الإسلام (عبارة عن انقیادك)، أي استسلامك وإطاعتك لله سبحانه، في كل ما ورد عنه سبحانه به سبحانه لا بنفسك .
(و) أما الدين (الذي) جاء (من عند الله) إلى الخلق فإنه (هو الشرع الذي انقدت)، أي أطعته واستسلمت (أنت) يا أيها المكلف به (إليه) لا نفس الانقياد الحاصل منك فقد فهمت أحكاما إلهية، وعلمتها وعملت بها على حسب ما تريد فهي الشرع الذي خاطب الله تعالى بها جميع المكلفين .
(فالدين) هو (الانقياد) منك لما شرع لك (والناموس)، أي القانون الوضعي الإلهي (هو الشرع) المحمدي (الذي شرعه) أي بينه وأوضحه ( الله تعالی له ) لعباده على ألسنة الوسائط.
قال تعالى : "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم" [الشورى: 13]، الآية .
(فمن اتصف) من المكلفين (بالانقياد)، أي التسليم والامتثال (لما شرعه)، أي بينه وأوضحه (الله تعالى له) من الاعتقادات والعمليات (فذلك) هو العبد (الذي قام بالدين المحمدي) على وجه العدل (وأقامه) يعني أقام الدين (أي أنشأه)، وأتى به على وجه الكمال قال تعالى : "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا" [الشورى : 13].
وقال عليه السلام: «الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين»، (كما يقيم الصلاة)، أي ينشئها ويفعلها على أكمل الوجوه  (فالعبد) المكلف (هو المنشيء)، أي العامل الفاعل (للدین)، لأن الاعتقادات الصحيحة وترك الباطل منها يصدر عنه بخلق الله تعالى له ذلك، وكذلك جميع الأعمال البدنية فعلا وكفا صادر منه، والله تعالى خلق لجميع ذلك فيه، فالفاعل العامل متصف بما فعله وعمله والخالق غير متصف بذلك (والحق) تعالی (هو الواضع للأحكام) الشرعية التي ينشئها العبد بفعله وعمله، كما ذكرنا .
(فالانقياد) لجميع ذلك والقيام به (عين فعلك) يا أيها المكلف (فالدين من فعلك، فما سعدت) يا أيها المكلف (إلا بما كان منك) من الدين، والدین انقیادك فهو عملك فما سعدت إلا بعملك (فكما أثبت السعادة في الدارين (لك ما كان فعلك) من الدين (كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية له تعالى إلا أفعاله) في مخلوقاته بما يريد على مقتضی حكمته البالغة، فلولا فعله ما ظهر اسمه سبحانه، فأفعالك أثبتت لك السعادة، وأفعاله أثبتت له الكمال، وأفعاله من جملة كماله.
فكذلك أفعالك من جملة كمالك (وهي) أي أفعاله التي أثبتت له الأسماء وأظهرتها بإظهار آثارها (أنت) يا أيها المكلف، أي ذاتك وصفاتك في ظاهر و باطنك وجميع أفعالك في الخير والشر (وهي)، أي أفعاله جميع (المحدثات) أيضا، أي المخلوقات المحسوسة والمعقولة.
و (فبآثاره)، أي مخلوقاته الصادرة عنه من حضرات أسمائه وصفاته (سمي) سبحانه وتعالى (إلها)، أي معبودة بحق في السموات والأرض، لأنه سبحانه ما استحق العبادة إلا من كونه خالقا و رازقا إلى آخر أسمائه ، فعنده حاجة كل عبد فهو الإله الحق وما عداه من الآلهة باطل، لأنه لا تأثير له في شيء أصلا.
كما قال تعالى :" قل أتعبدون من دون" [المائدة: 76]، " ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون" [الأعراف : 191] الآية .
(وبآثارك)، أي أفعالك الصادرة عنك بسبب اتصاف بصفات المعاني وهي:
الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام.
وبالصفات المعنوية أيضا ، وهي: كونك حيا وعالما وقادرا ومريدا وسميعا وبصيرا ومتكلما إلى غير ذلك من الصفات بخلق الله تعالی فيك جميع ذلك.
ولا تأثير لك أصلا مباشرة ولا تولدة (سمیت) يا أيها المكلف (سعيدا) في الدنيا والآخرة، وكذلك تسمى شقية بآثارك في نقيض الخير من أنواع الشر.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف وللعهد وهو) أي المعهود (دین معلوم معروف) عند المخاطب (وهو) أي الدين المعروف (قوله تعالی) أي هو المراد من قوله تعالى: (" إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران: 19] وهو) أي الإسلام (الانقياد) فإذا كان الإسلام هو الانقياد (فالدين عبارة عن انقیادك والذي) جاء (من عند الله هو الشرع الذي أنقدت أنت إليه) .
فقوله تعالی: "إن الله اصطفى لكم الدين " [البقرة: 132] يدل على أن الدين عند الله هو الشرع المصطفوية والإسلام هو الانقياد إليه عز وجل .
وقوله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران : 19] يدل على أن الدين عند الله هو انقياد العبد إلى الشرع فصح إطلاق الدين على المعنيين قېنى كلامه على الفرق .
فقال : (فالدين الانقياد والناموس هو الشرع الذي شرعه الله) أي جعله طريقة ومذهبة لعباده يسلكونه .
(فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك) الشخص (الذي قام بالدين وأقامه أي أنشأه كما بقيم الصلاة فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام) وهي النواميس الإلهية.
فإذا كان العبد هو المنشئ للدين (فالانقياد عین فعلك) وهو الإنشاء (فالدين) حينئذ حاصل (من فعلك) وهو الانقياد .
وهو معنى ثالث للدين مغاير للمعنيين الأولين .
(فما سعدت إلا بما كان منك) أي بما حصل من أنقياد وهو الدين فما سعدت إلا بأثارك (فكما أثبت السعادة لك ما كان إلا فعلك) أي ما كان حاصلا من فعلك إذ نفس الفعل وهو الانقياد معنى مصدري معدوم في الخارج لا تثبت به السعادة بل تثبت بأثره الوجود في الخارج.
(كذلك ما أثبت) أي ما أظهر (الأسماء الإلهية إلا أفعاله) أي أفعال الحق (وهي) أفعال الحق (أنت) فقوله :
(وهي المحدثات) جملة مفسرة لجملة وهي أنت (فبآثاره) أي بآثار الحق هي المألوهات (يسمى) الحق (إلها وبآثارك) وهي إقامتك الدین (سمیت سعيدا) بالسعادة العظمى .
وهي سبب لنجاتك عن النار ودخولك في الجنان ، فما كان أحدا سعيدا ومرضيا عند ربه إلا بالانقياد إلى الشرع .
"" أضاف الجامع  قالوا ان عند الشيخ ابن العربي من نصوص توحي بوحدة الأديان والتي قال بها بعض الباحثين:
أولا : فالشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي لم يقل بوحدة الأديان ، بل أشار إلى عقيدته في ( الدين الواحد ) الذي يقبل في الزمن الواحد شريعة واحدة هي شريعة الزمن .
وهذا الدين الواحد قد ختم بمحمد  وينتج عن هذه الختمية كل ما تحمله من أبعاد تفترض الجمعية وغيرها ، لذلك كل ما نصادفه وغيرها.
لذلك كل ما نصادفه عند الشيخ الأكبر من نصوص توحي ( بوحدة الأديان ) - التي قال بها بعض الباحثين - هي في الواقع نصوص تشير إلى جمعية الدين المحمدي ، ليس إلا .
فهي في الواقع نصوص تشير إلى جمعية الدين المحمدي ، واعترافة بالأديان السماوية اليهودية والنصرانية والصابئة ليس إلا .
ثانيا : اعتمد القائلون بوحدة الأديان عند ابن العربي الطائي الحاتمي غالبا على نصين اشتهرا في هذا الموضوع ، وهما :
النص الأول :
عقد الخلائق في الإله عقائدا ... وأنا شهدت جميع ما اعتقدوه.
لقد صار قلبي قابلا كل صورة ...  وبيت لأوثان وكعبة طائف
النص الثاني :
أدين بدين الحب أنى توجهت ....        فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وألواح توراة ومصحف قرآن   .... ركائبه فالحب ديني وإيماني.
والآن لنرى هل يشير هذان النصان إلى وحدة الأديان ؟
وما مراد ابن العربي الطائي الحاتمي فيهما  طبعا من خلال معرفتنا لمجمل تفكيره ؟
النص الأول :
يشير ابن العربي الطائي الحاتمي إلى أن هذا النص هو من المقام الذي عم المعتقدات ، أي المقام المحمدي ، وفي تلك الإشارة ينبهنا إلى أن المقصود من النص ، ليس وحدة الأديان ، بل إيماء إلى : أن من يدين بالشرع المحمدي لا بد له من أن يعتقد بكل الشرائع التي سبقته ، من حيث أنه لا يلغي ما قبله بل بالعكس جاء متمما ومكملا وخاتما لها .
ومقامه يعم جميع المعتقدات ، لأن الختم صفته : الجمعية والشرع المحمدي خاتم الشرائع ، فله جمعيتها .
فالإيمان بمحمد يفترض من ناحية الإيمان ( بعيسى ) و ( موسى ) و ( داود ) عليهم السلام أجمعين .
ففي الشطر الأول من النص يثبت الحاتمي : إله المعتقدات ، ويؤكد في الشطر الثاني على إنه : عقدها جميعا ، أي يشير إلى كونه ( محمدي المقام ) له جمعية الشرع المحمدي الذي عم المعتقدات واستوعبها جميعا .
النص الثاني :
لفهم هذا النص تجب الإشارة إلى نقطتين :
1. إن الجدل الصوفي في نظرية المعرفة يتلخص في : أن الصوفي بقدر ما يفرغ قلبه من العلوم يحصل عليها ، بل الاستعداد للعلم الإلهي ( على عكس العلوم الأخرى ) يقتضي نقاوة القلب وفراغه ، على حين أن العلوم الكسبية كلها ترتفع بتوافق انسجامي مع ارتفاع درجة الثقافة والتحصيل .
2. إن كمال كل عضو من الأعضاء عند ابن العربي الطائي الحاتمي ، ليس بتنمية مواهبه واكتساب قدرات جديدة ، بل العكس رجوع به إلى حالة القبول المحض والقابلية التامة .
إذن ، في الشطر الأول يشير الحاتمي إلى : بلوغ قلبه مرتبة الكمال ، من حيث أنه صار قابلا كل صورة ، فهذه القابلية التامة هي : كمال القلب ، والنص صريح لم يقل ( قبل ) كل صورة ، بل ( قابلا ) .
فهو هنا يشرح حاله ، ولا يفيدنا النص في وحدة الأديان ، بل نستفيد منه إشارة ابن العربي الطائي الحاتمي إلى المقام الذي وصله ، مقام : كمال القلب بقابليتة التامة ليس أكثر .
ولكن ما الذي دفعه إلى الإشارة إلى مرتبة قلبه من القابلية المحضة لكل صورة ؟
نجد الجواب في البيت الخير من النص ، الذي نعتقد أن جذوره ترجع إلى الآية
الكريمة : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " . "يحبهم ويحبونه". " رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " . " يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ "
فدين الحب : هو هذا الحب المشار إليه في هذه الآية ( تحبون الله ) .
أما قوله : ( أنى توجهت ركائبه ) ، فذلك لأن الآية لم تحدد بوضوح وجهة الإتباع ومضمون شرعته بل ألصقته بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فاتسمت من ناحية الرقعة أي رقعة موضوع الاتباع أيما اتساع ( قرآن - سنة - كل ما نعرفه عن شريعته ) وضاقت من ناحية ثانية أبعد ضيق ( لا سبيل لحب الله إلا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم: باب واحد فقط ) .
إذن ، ابن العربي الطائي الحاتمي يقرر أن قلبه أصبح قابلا كل صورة ، فهو يدين بدين الحب ، فليتجلى له بما يريد ، ولا يتجلى إلا في جمعية الاتباع المحمدي ""

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : "وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك. والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.  فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى. فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة. فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك. فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  "
قلت: مشرع هذه الحكمة هو الآية الكريمة وهو قوله تعالى: "ووصی بها إبراهيم بنيه ويعقوب یا بنی" الآية [البقرة: 132]  وقد قسم الدين إلى قسمين:
الأول: هو الدين الذي هو عند الله تعالى وعند من عرفه الله وعند من عرفه من عرفها الله تعالى، وهو مبني على قاعدتين :
إحديهما الانقياد وهو منا، والأخرى ما انقدنا إليه وهو الشرع.
فنصيبنا سعادتنا بالانقياد ونصيب الحضرة الإلهية كما ذكر، رضي الله عنه، ظهور الألوهية بانقيادنا إلى شرعته فبفعله، وهو خلقه لنا، كانت ألوهيته، وبفعلنا، وهو الانقياد، كانت سعادتنا.
وأما الدين الذي عند الخلق وأعتبره الله تعالى فهو ما شرعه العباد من تلقاء أنفسهم يبتغون به رضوان الله كالرهبانية التي ابتدعوها.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : "والذي من عند الله فهو الشرع الذي انقدت أنت إليه ، فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى ، فمن اتّصف بالانقياد لما شرعه الله ، فذلك الذي قام بالدين وأقامه أي أنشأه كما يقيم الصلاة.  فالعبد هو المنشئ للدين ، والحق هو الواضع للأحكام ، والانقياد عين فعلك ، فما سعدت إلَّا بما كان منك ، فكما أثبت السعادة لك ما كان إلَّا فعلك ، كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلَّا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات ، فبآثاره سمّي إلها ، وبآثارك سمّيت سعيدا ."
قال العبد : لا شكّ أنّ الانقياد لأمر الله هو فعلك ، وسعادتك في الانقياد لأوامره ونواهيه ، والشقاوة في عدم انقيادك لذلك ، لأنّك إذا انقدت لأمره فقد أطعته ، وإذا أطعته فيما أمرك ونهاك ، كذلك أطاعك في إجابة سؤالك ، فما أجابك إلَّا بما أجبت له ، فما أسعدك إلَّا فعلك ، كما هو في الأصل ، فإنّ أفعال الله وهي المحدثات أثبتت له الأسماء الحسنى ، لأنّ المحدثات مخلوقات لله فأثبتت له الاسم " الخالق " وكذلك " الرازق " و " الربّ " و " الإله "


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : ( وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد فهو دين معروف وهو قوله تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِسْلامُ " وهو الانقياد ، فالدين عبارة عن انقيادك ) غنى عن الشرح.
"" إضافة بالي زادة : فقوله تعالى: " ِإنَّ الله اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ " يدل على أن الذين عند الله هو الشرع المصطفوى ، والإسلام هو الانقياد إليه ، وقوله : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِسْلامُ " يدل على أن الدين عند الله هو انقياد العبد إلى الشرع ، فصح إطلاق الدين على المعنيين فبنى كلامه على الفرق فقال فالدين الانقياد اهـ .""

قال رضي الله عنه : ( والذي من عند الله هو الشرع الذي انقدت أنت إليه ، فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى ) فرق بين الدين والشرع الذي هو المسمى بالناموس ، بأن الدين منك لأنه انقيادك لأمر الله ، والشرع من الله لأنه حكم الله تعالى .
قال رضي الله عنه : ( فمن اتصف بالانقياد لما شرع الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه أي أنشأه كما تقيم الصلاة ، فالعبد هو المنشئ للدين ، والحق هو الواضع للأحكام . فالانقياد عين فعلك فالدين من فعلك ، فما سعدت إلا بما كان منك ) لما كان الدين هو الانقياد والانقياد فعلك كنت فاعل الدين ومنشئه ولأن السعادة صفة لك والصفة الحاصلة لك لا تكون إلا من فعلك ، فسعادتك من فعلك ، لأن كل فعل اختيارى لا بد أن يخلق أثرا في نفس الفاعل ، فإذا انقدت لأوامره فقد أطعته ، وإذا أطعته فقد أطاعك وأفاد كمالك .
"" إضافة بالي زادة : ( هو الواضع للأحكام ) وهي النواميس الإلهية ، فإذا كان العبد هو المنشئ للدين ( فالانقياد عين فعلك ) وهو الإنشاء ( فالدين ) حينئذ حاصل ( من فعلك ) وهو الانقياد ، وهو معنى ثالث الدين مغاير للأولين ( فما سعدت إلا بما كان منك ) أي بما حصل من انقيادك وهو الدين فما سعدت إلا بآثارك ( فما أثبت السعادة لك ما كان فعلك ) أي ما كان حاصلا من فعلك إذ نفس الفعل ، وهو الانقياد معنى مصدري معدوم في الخارج لا تثبت به السعادة ، بل بأثره الموجود في الخارج ( فبآثاره ) أي آثار الحق وهي المألوهات ، يسمى الحق إلها ، وبآثارك وهي إقامتك الدين سميت سعيدا ( فأنزلك الله تعالى ) في التسمية وظهور كمالاتك منزلته في التسمية وظهور كمالاته ( فالدين كله ) أي سواء كان عند الحق أو الخلق مختص ( لله ) لا يكون لغيره ( لا منه ) أي من الله ( إلا بحكم الأصالة ) فإن الأشياء كلها بحكم الأصالة لله وباللَّه ، ومن الله وإلى الله . أهـ بالي زادة  ""

كما قال « أنا جليس من ذكرني ، وأنيس من شكرني ، ومطيع من أطاعنى » ( فكما أثبت السعادة لك ما كان فعلك ، كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله ، وهي أنت وهي المحدثان ، فبآثاره سمى إلها (وبآثارك سميت سعيدا ) أي ما أسعدك إلا فعلك .
كما أن الأسماء الإلهية لم يثبتها إليه إلا أفعاله وهي المحدثات ، فإن الخالق والرزاق والإله والرب ، لم يثبتها له إلا المخلوق والمرزوق والمألوه والمربوب التي هي آثار الخلق والرزق والألوهية والربوبية .
فكما أن الأصل بآثاره مسمى بالأسماء فكذلك سميت بآثارك سعيدا


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : ( وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد ، فهو دين معلوم معروف) .
 لأن المعهود لا بد أن يكون معلوما عند المخاطب . ( وهو قوله تعالى ) أي ، ذلك ( الدين ) المعلوم هو المراد من قوله تعالى : ( " إن الدين عند الله الإسلام " . وهو )  أي ، الإسلام . ) الانقياد . ف‍ ( الدين ) عبارة عن انقيادك .
والذي من عند الله هو ( الشرع ) الذي انقدت أنت إليه ) . أي ، إذا كان ( الدين ) عبارة عن الإسلام  و ( الإسلام ) هو الانقياد ، فالدين عبارة عن الانقياد . ولا شك أن الانقياد من العبد ، فالدين من العبد . ( والذي من عند الله هو الشرع ) .
أي ، الحكم الإلهي الذي ينقاد العبد إليه . ففرق بين " الدين" و " الشرع " بجعل الدين من العبد ، والشرع من الحق .
قال رضي الله عنه : (فالدين) الانقياد . و ( الناموس ) هو الشرع الذي شرعه الله  فمن اتصف بالانقياد ولما شرعه الله له ، فذلك الذي قام بالدين وأقامه ، أي ، أنشأه ، كما يقيم الصلاة . فالعبد هو المنشئ للدين ، والحق هو الواضع للأحكام . (فالانقياد عين فعلك ، فالدين من فعلك ) . ظاهر .
قال رضي الله عنه : ( فما سعدت إلا بما كان منك ) . أي ، ما سعدت إلا بما حصل منك ، وهو الانقياد للشرع .
( فكما أثبت السعادة لك ما كان فعلك ، كذلك ما أثبت ) أي ما أظهر .
قال رضي الله عنه : ( الأسماء الإلهية إلا أفعاله ) . أي ، كما أثبت سعادتك فعلك وهو الانقياد للشرع ، كذلك ما أثبت - أي ما أظهر - الأسماء الإلهية التي هي كمالات الذات ، إلا أفعاله .
ولا ينبغي أن يتوهم أن الأفعال سبب الأسماء لأن الأسماء علل للأفعال ومباديها ، لكن لما كانت الأسماء حقائق إلهية مخفية عن العالمين، فظهورها لا يحصل إلا بالآثار والأفعال .
كما لم تظهر سعادة العبد وشقاوته إلا بأفعاله لأنها معرفات لها - أسند رضي الله عنه  الإثبات بالأفعال ، إذ لو لم يظهر من الحق تعالى لطف ما ، ورحمة ، ما كان يظهر لنا أنه لطيف رحيم ، ولا كان يوصف بهما .
قال رضي الله عنه : ( وهي أنت وهي المحدثات ) . الضمير الأولى عائد إلى ( الأسماء ) ، والثاني إلى ( الأفعال ) . أي ، تلك الأسماء الإلهية عبارة عن الأعيان الثابتة .
فقوله : ( أنت ) خطاب لعين كل واحد من الموجودات ، كما مر في قول سهل رضي الله عنه   : أن للربوبية سرا وهو ( أنت ) . " قال الشيخ :كلمات الله ... أعيان الموجودات ."
يخاطب كل عين ، أو خطاب للحقيقة الجامعة الإنسانية لإحاطتها جميع الأسماء وحقائق العالم . أي ، وتلك الأسماء باعتبار الكل المجموعي عينك ، والأفعال الصادرة عنها هي الحوادث .
واعلم ، أنا بينا في فصل الأعيان أن الأسماء لها صور علمية .
وتلك الصور هي الحقائق والأعيان الثابتة ، وهي تارة عين الأسماء بحكم اتحاد الظاهر والمظهر ، وتارة غيرها ، لذلك قال : ( وهي أنت ) . أي ، تلك الأسماء عينك وحقيقتك باعتبار الأول .
قال رضي الله عنه : ( فبآثاره يسمى إلها وبآثارك سميت سعيدا ) . أي ، الحق بآثاره ، وهي المألوه ، يسمى إلها ، كما أن الرب بالمربوب سمى ربا ، والإنسان بالآثار المرضية يسمى سعيدا ، وغير المرضية يسمى شقيا .



خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه :" وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك. والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه."
فقال رضي الله عنه : (وجاء الدين) في قوله: "إن الله اصطفى لكم الدين" [البقرة:32] . (بالألف واللام بالتعريف)، فإن حمل على تعريف الجنس أو الاستغراق كان أمرا بالإتيان بدین من الأديان أو بجميعها، وهو باطل بالضرورة، فهو تعريف .
(العهد فهو) أي: المعهود (دین معلوم) للمخاطبين؛ لأنه (معروف) فيما بين الأنبياء، (وهو) الذي دل عليه( قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام " [آل عمران:19])؛ لأنه الذي أمر به جميع الأنبياء، فلو كان عنده آخر الأمر به بعض الأنبياء، فالدين الإسلام، والإسلام (هو الانقياد)، والانقياد فعل العبد، (فالدين عبارة عن انقيادك)، ولا يناقض هذا ما تقدم من قوله: دین عند الله، ويجب تفسيره بالشرع الذي هو قديم، ولا مجال لفعل العبد فيه، إذ ذلك مجاز.
وذلك لأن (الذي من عند الله هو الشرع انقدت إليه)، فسمى الشرع بالدين مجاز؛ لأنه منقاد إليه فكأنه عين انقیادك.
قال رضي الله عنه : " فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك. فما سعدت إلا بما كان منك. "
قال رضي الله عنه : (فالدين) من حيث سمي به الشرع أيضا (هو الانقياد) الذي هو حقيقة، أي: لو خط به هذا المعنى (والناموس) أي: الحكم الإلهي الواصل من سر الغيب إلى جملة أسراره من قلوب الأنبياء (هو الشرع الذي شرعه الله) .
أي: هو الاسم الحقيقي للشرع من حيث نسبته إلى الله، وإنما يسمى بالدين من حيث نسبته إلى العبد المنقاد إليه، واستدل عليه بأنه يقال: إنه يقيم الدين، فلو كان اسم الشرع حقيقة لم يصح ذلك.
فقال: (فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله فذلك الذي قام بالدين) لا بمعنى أنه قائم به قيام العرض، ولكن الباء للتعدية ومعناه (اقامه)، وليس معنى إقامة الدين مثل إقامة الشرع.
أي: العمل به، بل معناه (أي: أنشأه)؛ فإنه المعنى الحقيقي للإقامة (كما يقيم الصلاة) التي يقال عليها الدين أيضا.
قال رضي الله عنه : (فالعبد هو المنشي للدين فكيف يكون حقيقة في الشرع، وليس قادرا على إنشائه إذ الحق هو الواضع للأحكام)، وإن كانت قد تنسب إلى العبد باعتبار انقياده إليها.
(فالانقياد) الذي سمي الشرع بسببه دين (عين فعلك فالدين) وإن أطلق على تلك الأحكام مجازا (من فعلك) .

أي: لوحظ في إطلاقه على الشرع المعنى الذي هو فعلك، فالدين منك حقيقة باعتبار معناه الحقيقي، ومجازا باعتبار معناه المجازي، وبه الكمال والسعادة للعبد.

قال رضي الله عنه : (فما سعدت إلا بما كان منك) من الانقياد، وإنما وضعه الله من حيث ما وضعه، إذ لا يفيدك وضعه للأحكام شيئا من السعادة ما لم تنقد إليها، فإذا كانت سعادتك التي هي كمالك من أفعالك أشبهت الإله من حيث إن ظهور كماله بأفعاله.



قال رضي الله عنه : " فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا."

قال رضي الله عنه : (فكما أثبت السعادة لك ما كان فعلك) من الانقياد لأحكام الشرع (كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية) من حيث تتميز بعضها عن بعض بعد كونها عين الذات (إلا أفعاله)، إذ بها ظهور صورها وآثارها التي بها تميزها.

(وهي) أي أفعاله (أنت)، فينبغي أن تكون مثبت أسمائه أيضا، ولكن أنت وسائر الأفعال (هي المحدثات)، فلا تكون مثبتة للأسماء الإلهية القديمة من حيث عين الذات، وإنما تثبت تميز بعضها عن بعض وكانت متميزة بالقوة.

ولكن ألوهيته باعتبار هذا التميز لها بأثارها، (فبآثاره سمي إلها) بالفعل، وإن كانت له ألوهية من قبل بالقوة، إذ هي نسبة بين الذات والمحدثات، فلا تتحقق بدون المنتسبين.

(و بآثارك سميت سعيدا) فوقع الاشتراك بين الرب والعبد في تحصيل اسم الكمال بواسطة الآثار الحميدة.




شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  )
قال رضي الله عنه : ( وجاء « الدين » بالألف واللام للتعريف والعهد ، فهو دين معروف معلوم ) ضرورة أنّ الغاية التي هي الحقيقة الآدميّة لما كانت معلومة معروفة في الأزل .
فكذلك الطريقة الموصلة إياها إلى كمالها المتمّمة لها ، لا بدّ وأن تكون معلومة معروفة ، وإلى ذلك في القرآن الكريم إشارة : ( وهو قوله تعالى : " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإِسْلامُ " [ 3 / 19 ] وهو الانقياد ) - كما عرفت - ظاهرا وباطنا .
قال رضي الله عنه : ( فالدين عبارة عن انقيادك والذي من عند الله هو الشرع الذي انقدت أنت إليه ) ، فالانتساب إليه تعالى هو الذي يسمّيه الشرع ، وإلَّا ( فالدين الانقياد والناموس ) أي المستور المضنون به على غير الكمّل ، فإنّ ناموس الرجل هو صاحب سرّه الذي يخصّه بما يستره عن غيره .
وذلك ( هو الشرع الذي شرّعه الله ) للعامّة بحسب التعلَّق به أفعالا ، وللخاصّة بحسب التعلَّق والتخلَّق أفعالا وأوصافا ، ولخلَّص الخاصّة بحسب التعلَّق والتخلَّق والتحقّق أفعالا وأوصافا واستكشافا عمّا ينطويه من الحقائق المضنون بها.
قال رضي الله عنه : ( فمن اتّصف بالانقياد لما شرّعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه - أي : أنشأه - كما تقيم الصلاة ) فإنّ الإذعان والانقياد إنّما هو إعداد الجوارح والقوى الفعّالة لارتكاب الواجبات والكفّ عن المحرّمات ، وليس ذلك سوى فعل من أفعال العبد .
قال رضي الله عنه : ( فالعبد هو المنشئ للدين ، والحقّ هو الواضع للأحكام ) من الوجوب والتحريم ، المستدعي للإتيان أو الكفّ ، ( والانقياد ) والإذعان لهما ( عين فعلك فالدين من فعلك ، فما سعدت ) واتّصفت بكمال العبوديّة ( إلَّا بما كان منك ) .
قال رضي الله عنه : ( فكما أثبت السعادة ) التي هي كمال العبوديّة ( لك ما كان فعلك ، كذلك ما أثبت الأسماء الإلهيّة ) التي هي كمال الالوهيّة الأسمائيّة ( إلَّا أفعاله ، وهي أنت ) يعني العين باعتبار تفرقته في ثنويّة الخطاب وثبوته فيه عيانا ( وهي المحدثات ) .
( فبآثاره سمّي إلها ، وبآثارك سمّيت سعيدا).
"" أضاف الجامع : يقول الشيخ عمر السهروردي : " الدين هو الانقياد والخضوع ".
يقول الشيخ الفضيل بن عياض : " قوام الدين بشيئين بالاتباع ، وترك الابتداع ".
يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : " الدين دينان : دين مأمور به ، وهو ما جاءت به الرسل . ودين معتبر ، وهو الابتداع الذي فيه تعظيم الحق ، فمن رعاه حق رعايته ابتغاء رضوان الله فقد أفلح ".
ويقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي:"الدين المستقيم الحكمي النبوي الاختصاصي ،والدين غير المستقيم الحكمي الممزوج الفكري العقلي".
ويقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي : " قواعد الدين خمسة : معرفة المعبود ، والقناعة بالموجود ، والوقوف على الحدود ، والوفاء بالعهود ، والصبر على المفقود ".

يقول الشيخ الشريف الجرجاني: " القرب هو قرب العبد من الله تعالى بكل ما يعطيه السعادة ، لا قرب الحق من العبد ، فإنه من حيث الدلالة "وهو معكم أين ما كنتم "قرب عام سواء كان العبد سعيدا أو شقيا" .""

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك.
والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه.
فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى.
فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة.
فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك.
فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا.  ) 
قال رضي الله عنه : " وجاء الدين بالألف واللام للتعريف والعهد، فهو دين معلوم معروف وهو قوله تعالى «إن الدين عند الله الإسلام» وهو الانقياد. فالدين عبارة عن انقيادك. والذي من عند الله تعالى هو الشرع الذي انقدت أنت إليه. فالدين الانقياد ، والناموس هو الشرع الذي شرعه الله تعالى. فمن اتصف ."

ثم أكد ذلك الاعتبار بقوله : (وجاء الدين) في قوله تعالی : "إن الله اصطفى لكم الدين " (بالألف واللام للتعريف والعهد فهو)، أي الدين المعرف بالألف واللام (دین معلوم معروف) معهود بين المتكلم والمخاطب .
(وهو)، أي الدين المعروف ما يدل عليه ( قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام " وهو) [آل عمران :19 ]، أي الإسلام .
قال رضي الله عنه : (الانقياد) فالدين عند الله الانقياد وهذا الحكم من قبيل قوله عليه السلام : والحج عرفة.
مبالغة في اعتبار الانقياد في الدين لا أنه عين الدين، فإذا كان الألف واللام في الدين الذي وصى به إبراهيم إشارة إلى الدين الذي في قوله :" إن الدين عند الله الإسلام " كان الانقياد معتبرا هناك كما أنه معتبر ههنا .
قال رضي الله عنه : (فالدين عبارة عن انقياد)، أي عما شرعه الله من حيث انقیادك له، فهو من هذه الحيثية من عندك .
(والذي من عند الله) خاصة من غير مدخلية العبد فيه (هو الشرع الذي انقدت أنت إليه)، أي ذات هذا الشرع من غير اعتبار معنى الانقياد فيه (فالدين الانقياد)، أي ما شرعه الله من حيث الانقياد (والناموس هو الشرع الذي شرعه الله) من غير اعتبار معنى الانقياد فيه.
وإنما سمي ذلك ناموسا، فإن ناموس الرجل صاحب سره الذي يخصه ما يستره عن غيره، ولا شك أن الشرع سر مستور و مضنون به على غير الأنبياء فهو مختص لهم نزولا فسمي بإسمهم.

قال رضي الله عنه : " بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه، أي أنشأه كما يقيم الصلاة. فالعبد هو المنشئ للدين والحق هو الواضع للأحكام. فالانقياد هو عين فعلك، فالدين من فعلك. فما سعدت إلا بما كان منك. فكما أثبت للسعادة لك ما كان فعلك كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية إلا أفعاله وهي أنت وهي المحدثات. فبآثاره سمي إلها وبآثارك سميت سعيدا."

قال رضي الله عنه : (فمن اتصف بالانقياد لما شرعه الله له فذلك الذي قام بالدين وأقامه أي أنشأه)، كما أمر به في قوله تعالی : "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا [الشورى : 13] .
قال رضي الله عنه : (كما يقيم الصلاة. فالعبد هو المنشئ للدين) من حيث الانقياد (والحق هو الواضع للأحكام والانقياد عین فعلك فالدين) من حيث الانقياد (من فعلك فما سعدت إلا بما كان منك) من الانقياد .
قال رضي الله عنه : (فكما أثبت السعادة لك ما كان فعلك) يعني الانقياد، فإن الانقياد للأحكام الإلهية يصف العبد بالسعادة.
قال رضي الله عنه : (كذلك ما أثبت الأسماء الإلهية له تعالی) "الأسماء" الفعلية (إلا أفعاله) فإن الحق سبحانه ما لم يخلق شيئا مثلا لم يتصف بالخلقية .
وإذا لم تقيد الأسماء الإلهية بالفعلية على ما هو الظاهر من كلام الشيخ رضي الله عنه .
فالمراد باثباتها إظهارها (وهي)، أي أفعاله (أنت) يخاطب كل عين فلا تختص بما له صلاحية الخطاب من ذوي العلم ولهذا صرح ثانيا بما هو نص في العموم.
قال رضي الله عنه : (وهی)، أي أفعاله (المحدثات فبأثاره سمي إلها و بآثارك سميت سعيدا).

في التسمية بالأسماء بواسطة الآثار.

.

واتساب

No comments:

Post a Comment