Saturday, July 20, 2019

البحث الخامس عشر من مباحث خطبة الكتاب في " الآل " .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

البحث الخامس عشر من مباحث خطبة الكتاب في " الآل " .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

البحث الخامس عشر من مباحث خطبة الكتاب في " الآل " .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

شرح الشيخ مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي

وأمّا " الآل " فعبارة عن الأقارب الذين يؤول إليهم أموره صلَّى الله عليه وسلَّم ومواريثه العلمية والمقامية والحاليّة ،
وهم على أقسام أربعة كليّة :
منهم : من هو آله في الصورة والمعنى تماما ، وهو الخليفة والإمام القائم مقامه حقيقة .
ومنهم : من يكون آله في المعنى دون الصورة ، كسائر الأولياء الذين هم محمديّون في الكشف والشهود والجمع والوجود ، وإن لم يكونوا شرفاء صورة ، ومنهم الخلفاء والأمناء الكمّل أيضا .
ومنهم : من يكون آله صلَّى الله عليه وسلَّم في الصورة دون المعنى ، بأن صحّت نسبته إليه صلَّى الله عليه وسلَّم من حيث الطينة العنصرية ، ولكنّهم اشتغلوا عن الوراثة المعنوية الروحانية العلمية ، والكشفية الشهودية والحالية والمقامية ، وعن الإقبال على الله بحطام الدنيا .
ومنهم : من يكون له حظَّ يسير في المعنى والخلق ، وهو من السادات والشرفاء ، والكلّ آل ، وذلك لأنّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - له صورة طينية عنصرية ، وله صورة دينية شرعية وصورة نورية روحية ، وحقيقة معقولة معنوية .
فمن قام بصورته الدينية ، وصحّت نسبته إلى صورته النورية الروحية ، وتحقّق بحقيقته المعنوية ، ورثه علما ومقاما وحالا ، وهو له كالولد الصلبيّ حقيقة.
 وفي هذه القرابة والنسبة تفاوت المقامات والدرجات ، وفيها ترتيب الأولياء المحمديّين ، وهم أنبياء الأولياء بالنبوّة العامّة ، لا بالنبوّة الخاصّة التشريعية المنقطعة المختومة برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
وإذا انضاف إلى هذه القرابة الدينية قرابة طينته الطيّبة الطاهر كالمهديّ عليه السّلام والأئمّة الكاملين الطيّبين الطاهرين ، فذلك أكمل وأجمل وأفضل .
وإن انفردت القرابة الطينية ، وصحّت النسبة من صورته العنصرية صلَّى الله عليه وسلَّم تخلَّعت النسبة الروحانية والمعنوية ، فسوف يؤول إلى ذلك ولا بدّ لأنّ الولد على كل حال سرّ أبيه .
وإذا صحّت النسبة ، فلا بدّ أن يكون معها من أخلاقه وعلومه وأحواله سرّ معنوي ، وإن وقعت منهم مخالفة في الصورة الدينية الشرعية ، فلا يجوز لمؤمن أن ينظر إليهم إلَّا بنظر التعظيم والتبجيل والسيادة ، وإن كانوا على خلاف الشريعة ظاهرا ، فقد يكون منهم أهل الابتلاء بحالة المخالفة .
ثم الأحوال لا بدّ لها أن تحول ، وللحقيقة أن ترجع إلى طهارتها الأصلية وتئول ، فافهم واعمل بذلك تعلم أسرارا في هذا المقام مكتّمة ، وتلمح أنوارا على أهل الحجاب محرّمة ، وقد استقصينا القول في ذلك في شرح مواقع النجوم ، وفيما ذكرنا مقنع .
" وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ".
.

واتساب

No comments:

Post a Comment