Monday, July 15, 2019

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الثامنة عشر  .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الثامنة عشر  .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

 06 - The Wisdom Of Reality In The Word Of ISAAC 

الفقرة الثامنة عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق. ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال الشيخ رضي الله عنه :   (وقد أوضحت هنا)، أي في هذا المحل (سرا) من أسرار الله تعالى في مقام المعرفة الإلهية (لم يزل أهل الله) تعالى العارفين به (يغارون على مثل هذا) السر (أن يظهر) عند غيرهم (لما فيه)، أي في إظهار ذلك (من رد دعواهم) في أنفسهم القائمة بالحق (أنهم الحق فإن الحق سبحانه لا يغفل أصلا)، كما قال تعالى عن موسى عليه السلام أنه قال : "لا يضل ربي ولا ينسى" [طه: 52].  وقال سبحانه: "لا تأخذه سنة ولا نوم " [البقرة : 255].
(والعبد) المخلوق وإن كان في أعلى درجات المقربين (لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء) لقصوره وعجزه عن كمال الحق وقدرته، فإن العارف مخلوق بالقوة الإلهية وهي ظاهرة فيه، لأنها قيومة وإن سميت عنده باسم الهمة كما قدمناه.
(فمن حيث إن) منه (الحفظ)، أي حفظ الوجود (لما خلق) بهمته التي هي في حقيقة الأمر نفس القوة الإلهية القيومة عليه (له أن يقول) من هذا الوجه (أنا الحق) .
إذ هذا القول إذا صدر منه إنما يصدر أولا عن تلك القوة الإلهية التي هو قائم بها صدورا حقيقيا ثم يصدر بطريق المجاز عن العارف نفسه صدورا ثانيا هو محل الالتباس وفتنة أهل الظاهر من عامة المؤمنين.
(ولكن ما حفظه)، أي العارف (لها)، أي تلك الصورة التي صدرت عن قوة الله تعالى هو قائم بها المسماة بهمته هو .
(حفظ الحق) تعالی بعينه لتلك الصورة بل بينهما فرق (وقد بينا)، أي كشفنا و أوضحنا (الفرق) هنا بين حفظ الله تعالی لتلك الصورة وحفظ ذلك العارف لها، وذلك ما تقدم من وجود الغفلة في العارف إذا شهد حضرة ما بعد ضبطه جميع الحضرات حيث صارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
وتميز حفظ الله تعالى عن حفظ ذلك العارف، فإن حفظ العارف لمحة من لمحات حفظ الحق تعالی.
وحفظ الحق تعالى هو الباقي الدائم على حسب ما يريد سبحانه ، فإذا لاحظ العارف تلك اللمحة فصدق بها في قوله :" أنا الحق" لا يلزم أن يكون حفظه لتلك الصورة هو حفظ الحق تعالى لها في جميع اللمحات . حتى يصح له قوله : "أنا الحق دائما" .  
وقد بينه بقوله : (ومن حيث ما غفل)، أي غفلته يعني العارف (عن صورة ما) من تلك الصور (و) عن (حضرتها)، أي حضرة تلك الصورة (فقد تمیز) حينئذ (العبد) بالغفلة (من الحق تعالی) الذي لا يغفل أبدا .
(ولا بد أن يتميز) العبد من الحق تعالی أيضا (مع بقاء الحفظ لجميع) تلك (الصور) الصادرة عن العارف (بحفظ) العارف (صورة واحدة منها)، أي من تلك الصور (في) شهود (الحضرة) الإلهية (التي ما غفل عنها فهذا حفظ) من العارف لتلك الصور (بالتضمن)، أي حاصل في الضمن حفظه لتلك الصورة الواحدة منها .
(وحفظ الحق) تعالی (ما خلق) بهمة ذلك العارف من جميع الصور (ليس كذلك)، أي ليس هو بالتضمن (بل حفظه سبحانه لكل صورة) حفظ حاصل منه تعالى (على التعيين) كل صورة بالاستقلال.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله تعالى بغارون على مثل هذا أن يظهروا) وإنما يغارون من أن يظهروا بالخفية بما أوضحه من السر (لما) ثبت (فيه) أي في إظهار هذا السر . (من رد دعواهم أنهم الحق) من حيث إيجادهم شيئا وإنما رد دعواهم بهذا السر (فإن الحق لا يغفل) عن شيء أصلا (والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول أنا الحق) كما قال المنصور رحمه الله ولم يزل من هذا القول لعدم ظهور هذا الفرق له بغلبة نور الحق له .
(ولكن ما حفظه) أي ليس حفظ العبد (لها حفظ الحق) لما خلق (وقد بينا الفرق بين حفظ الحق وحفظ العبد فهم يغارون بهذا الفرق من أن يظهروا بدعوى الربوبية (ومن حيث أنه ما غفل) أي ومن حيث غفلة العبد فما مصدرية (عن صورة ما وحضرتها) .
وعن الحضرة التي ثبت الصورة فيها (فقد تميز العبد من الحق) من هذا الوجه، وهو الغفلة في العبد وعدم الغفلة في الحق (ولا بد أن يتميز) العبد من الحق (مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظ صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل)، العبد (عنها) أي عن الحضرة التي كانت الصورة فيها.  (فهذا) الحفظ (حفظ بالتضمن وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين )


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
واضح
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال رضي الله عنه : « وقد أوضحت هنا سرّا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر ، لما فيه من ردّ دعواهم أنّهم الحق ، فإنّ الحق لا يغفل والعبد لا بدّ له أن يغفل عن شيء دون شيء ، فمن حيث الحفظ لما خلق ، له أن يقول : « أنا الحق » ولكن ما حفظه لها حفظ الحقّ  .
قال العبد : إنّما يغارون على ظهور مثل هذا السرّ على أن يطَّلع عليه الدخيل المدّعي فيعلم الفرق بين الخلقين والحفظين فيردّ عليهم .
قال رضي الله عنه : « فقد بيّنّا الفرق ، ومن حيث ما غفل عن صورة أو حضرتها فقد تميّز العبد من الحق ، ولا بدّ أن يتميّز - مع بقاء الحفظ لجميع الصور - بحفظه صورة ما واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها ، فهذا حفظ بالتضمّن ، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك ، بل حفظه لكلّ صورة على التعيين"
يشير رضي الله عنه : إلى أنّ الإنسان الكامل هو الجامع لجميع الحضرات ، فإذا غاب عن الحسّ ودخل عالم المثال ، فإنّ حضوره يستصحب معه صورة ما غاب عنه في الحسّ بعد خلقه بهمّته ، فيحضر بمثال صورة ما غفل عنه ، فيبقى ذلك المخلوق في الحسّ موجودا ، وهذا ليس إلَّا للجامع الكامل ، وله درجة القرآنية الجمعية الأحدية ، والأبرار والمتّقون بالتقوى العرفي يجعل الله لهم فرقانا ،والمقرّبون لهم القرآن الجامع ، وفرقانهم أرفع فرقان وتقواهم أعظم تقوى.


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة، ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة وصارت الصورة تحفظ بعضها بعضا ، فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات حافظ لما فيها من صورة خلقه انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها ، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص).
قد علمت أن الصورة الحسية الخارجية آخر مراتب الوجود ، والصورة
التي قبلها صورها فهي كالروح لها فإذا كان للعارف الإحاطة بالحضرات كلها يكفيه حضورها في واحدة من تلك الحضرات .
فإن تلك الصور حافظة بعضها بعضا أي العالية تحفظ ما تحتها ، فإذا شهدها في حضرة واحدة منها انحفظت الجميع ، لأن الغفلة ما تعم قط بحيث يغفل عن كل شيء لا يحضر صاحبها شيئا ما ولو نفسه لا في عموم الناس ولا في خصوصهم ففي أي حضرة حضر العارف حفظ صورة فيها فانحفظت الخارجية بها .
أو لأن غفلة العارف لا تعم في العموم ، أي في عموم الصور لشهوده واحدة منها ، ولا في الخصوص لحفظه كل واحدة منها بواسطة حفظ البعض.
""إضفة بالي زادة :    ( بصورة في كل حضرة ) لأن هذا العارف يخلق ذلك الخلق من مقام الجمع ، فيكون موجودا على صورته في كل حضرة بقدر نصيبه وصارت الصور تحفظ بعضها بعضا ، لأنه إذا كان الخلق بصورته موجودا في كل حضرة فقد تحفظ الهمة الصورة التي لا يغفل العارف عن حضرتها ، وتحفظ باقي الصور بالصورة المحفوظة بالهمة لوجوب التطابق بين الصور ، وهو معنى قوله : فإذا غفل العارف إلخ .
الهمة إذا تعلقت بما ليس بحاصل في الوقت فإنها تطلب النفوذ إلى مشاهدة من تعلقت به وتحصيله ، وإذا رأى صاحب الهمة مطلوبه في نفسه زالت همته وانكسرت عن طلب النفوذ ، وهو قوله :قد يرحل المرء لمطلوبه والسبب المطلوب في الراحلفإذا انكشف لك أن مطلوبك ليس غير عينك وعينك ما فارقك ، فما يبقى لهمتك متعلق . ""
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها ، فهذا حفظ بالتضمن ، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين
أي الإنسان الكامل الجامع للحضرات كلها إذا غاب عن مخلوقه في حضرة الحس شهده في حضرة المثال أو في أعلى منها ، فمثل الحضرة التي حفظه فيها مثل الكتاب الجامع لكل ما وقع وما يقع ، فلا بد وأن يكون ذلك الإنسان قرآنا جامعا للحضرات كلها وله مرتبة في القرآنية ، أي الجمعية الأحدية ، وإلا لم يعرف ذلك ولم يمكنه.
""إضفة بالي زادة : ( فهو ) أي الكتاب المذكور الجامع وهذه الحضرة ( مثل ) ذلك ( الكتاب ولا يعرف ) ذوقا وحالا وتحققا ( ما قلناه إلا من كان قرآنا ) جامعا جميع الحضرات بارتفاع حجب أنيته بالفناء في الله ، فمن كان قرآنا ( في نفسه ) يصل هذه المسألة ذوقا وحالا ، وأما من لم يصل إلى مقام الجمع فهو يصل إلى مجهوله علما بسماع هذه المسألة منه ، ثم يطلب الذوق والشهود بالفناء في الله ، وإنما لا يعرفه إلا هذا الشخص ( فإن المتقى باللَّه يجعل له فرقانا ) نورا في قلبه يميز بين العبد والحق ، ويصل إلى مقام القرآنية .اهـ  بالى زاده. ""


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال الشيخ رضي الله عنه  : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر) وهو إيجاد العبد بهمته أمرا ما، وحفظه إياه عند عدم الغفلة عنه. وإنما يغارون عليهمن أن يظهر.
(لما فيه) أي، في ذلك السر من رد دعواهم أنهم الحق.
(من دعواهم أنهم الحق) أي، دعواهم أنهم متحققون بالحق، فانون فيه بفناء جهة عبوديتهم في الجهة الربوبية.
(فإن الحق لا يغفل، والعبد لا بد له أن يغفل عن شئ دون شئ، فمن حيث الحفظ لما خلق)
أي، فمن حيث إيجاده وحفظه لما أوجده. (له أن يقول: أنا الحق). إذا الخالق والحافظ هو الحق. ولما كان العبد لا يزال متميزا من الرب، بين الفرق بقوله: (ولكن ما حفظه لها حفظ الحق المبين). أي، ليس حفظ العبد لتلك الصورة كحفظ الحق لها.
(وقد بينا الفرق) أي، بين حفظ الحق وحفظ العبد. وهو أن العبد لا بد له من الغفلة عن بعض الحضرات، وحفظه لتلك الصورة فيها بالتضمن والتبعية. بخلاف الحق، فإن له الحضور دائما مع جميع الحضرات، إذ (لا يشغله شأن عن شأن.)
(ومن حيث ما غفل عن صورة ما) (ما) مصدرية.
أي، ومن حيث غفلته (عن صورة ما. وحضرتها).
أي، عن تلك الصورة الثابتة في حضرة من الحضرات وحضرتها.
(فقد تميز العبد من الحق، ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور لحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن).
إذ حفظه لها حينئذ إنما هو بسبب حفظه صورة واحدة من تلك الصور التي في الحضرات وفي ضمن حفظها.
(وحفظ الحق ما خلق) أي، الذي خلق. (ليس كذلك، بل حفظه لكل صورة على التعيين). إذ لا يغفل عن شئ من الأشياء أصلا.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق. ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.  ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا) أي في مسألة حفظ العارف صورة ما خلقه عند غفلته عن بعض الحضرات (سرا) وهو أن العارف وإن بلغ ما بلغ في ضبط الحضرات، واتساع القلب الأنواع التجليات المؤثرة فيما سواه، يجوز أن يغفل عن بعضها ابتداء، أو دواما مع ما له من الفعل بالهمة في الحفظ (ولم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه) أي: في إظهاره (لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق) أي: صور كاملة للحق عند خلقهم بالهمة لا يتميزون عنه إلا بالوجوب الذاتي الذي له، والافتقار إليه الذي لهم؛ (فإن الحق لم يغفل) أي: لا تجوز له الغفلة أصلا عن حضرة ما، (والعبد) وإن بلغ ما بلغ (لابد له) من جواز (أن يغفل عن شيء دون شيء)؛ فلا يكون صورة للحق تامة المطابقة معه.
وإن كان أكمل ما يمكن في حق البشر فهو ذو جهتين (فمن حيث الحفظ لما خلق) ولو باعتبار حفظه في بعض الحضرات (له أن يقول: أنا الحق) أي: صورة الحق والمظهر الكامل له، (ولكن) مع كمال مظهريته (ما حفظه) أي: حفظ ذلك العارف (لها) أي: لتلك الصورة مثل (حفظ الحق) لما خلقه بل بينهما فرق، (وقد بينا الفرق) فيما تقدم بأن حفظ الحق بذاته، وحفظ العبد بالهمة وأيضا بينهما فرق آخر.
التعيين، وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب؛ فهي يتيمة الوقت وفریدثه فإياك أن تغفل عنها.
(من حيث ما غفل) أي: من حيث جواز الغفلة على العبد ووقوعها مع عدم ذلك على الحق (عن صورة ما) من صور ما خلق (وحضرتها) أيضا مع كونها كلية بعد أن تقع للكامل الغفلة عن مثلها .
(فقد تميز العبد من الحق) بما ذكرنا من الفروق (ولا بد أن يتميز) العبد من الحق بوجه آخر من حيث هو حافظ، وإن كان له أن يقول من ذلك الوجه: أنا الحق، بالمعنی المذكور؛ فهو متميز عن الحق أيضا (مع بقاء الحفظ لجميع الصور) لا من حيث هو حافظ الجميعها إذ يضعف التميز بينهما حينئذ؛ بل حفظه لجميعها (بحفظه صورة واحدة منها) أي: من الصور التي خلق في الحضرات كلها حيث كان مستحضرا لها.

فلما غفل عن بعضها فحفظ جميعها (بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها، وهذا) أي: (حفظ) العبد جميعها بحفظه واحدة منها حفظ الجميع (بالتضمن وحفظ الحق ما خلق) في أي: حضرة كان، وسواء كان في حضرة أو حضرات (ليس كذلك) أي: ليس بالتضمن (بل حفظه لكل صورة) في جميع الحضرات بقصد حفظها على التعيين، وهذه المسألة التي ذكرنا في حفظ العبد صور ما خلق، وما فيه من الفروق بين الرب والعبد.



شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وقد أوضحت هنا سرّا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر ) فإنّه الكاشف عن الجهة الامتيازيّة الفارقة بين الحقّ والعبد في مرتبة الفعل والخلق .
وذلك ( لما فيه من ردّ دعواهم أنهم الحقّ فإنّ الحق ) لتقدّسه عن التلبّس بأحكام المراتب والمجالي ( لا يغفل ، والعبد ) لجمعيّته واحتيازه للكلّ.
( لا بدّ له أن يغفل عن شيء دون شيء ، فمن حيث الحفظ لما خلق ، له أن يقول : « أنا الحقّ » ) . وقوله حقّ بحسب الذات والعين ، فإنّ التميّز بحسب الأحكام والآثار .
وإليه أشار قوله : ( ولكن ما حفظه لها حفظ الحقّ ، وقد بيّنا الفرق ) بين الحفظين ، ( ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها ) أي العين الواحدة من الغفلة عن الصورة المخلوقة وحضرتها ( فقد تميّز العبد من الحقّ ) .
هذا على تقدير عدم بقاء الحفظ ، ( ولا بدّ أن يتميّز مع بقاء الحفظ لجميع الصور ) أيضا ( بحفظه ) أي حفظ العبد .
(صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها فهذا حفظ بالتضمّن ، وحفظ الحقّ ما خلق ليس كذلك ،بل حفظه لكلّ صورة على التعيين).
فعلم أنّ ملاك الأمر في التفرقة والتمييز بحسب الأحكام والآثار لا غير كما قيل : « العين واحدة ، والحكم مختلف » وذلك أيضا بمجرّد الاعتبار ، فإنّ مخلوقي العبد والحقّ محفوظان ، إلَّا أنّ الأوّل بالتضمّن والثاني بالتعيين ، وذلك تفصيل يعتبره العقل .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.  ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء. فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق. ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.)
(وقد أوضحت هنا سر) و هو عروض الغفلة للعارف عن بعض الدورات (لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا) السر.
(أن يظهر لما فيه)، أي في خلفوز ذلك السر (من رد دعواهم أنهم الحق فإن الحق سبحانه (لا يغفل) عن حضرة ما أبدا (والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء) في وقت دون وقت (فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول: أنا الحق)، لأن خلق ما خلق وحفظه له إنما هو من حيث كونه حقا لا من حيث كونه عبدا.
(ولكن ما حفظه لها)، أي ليس حفظ العبد صورة ما خنته مماثلا من كل الوجوه (حفظ الحق) سبحانه (وقد بينا الفرق) بين الحنين (من حيث ما غفل العبد)، أي من حيث غفلته (عن صورة ما وحضرتها وعدم حفظه لما خلق).
(فقد تميز العبد من الحق) تميزة ظاهرة من وجهين:
أحدهما : عروض الغفلة له.
وثانيهما : عدم انحفاظ مخلوقه هذا على تقدير عدم بناء الحفظ.
وأما على تقدير بناء الحفظ فهو وإن أشار إلى تميز العبد عن الحق ببيان الفرق بين الحفظين لكنه أعاده مرة أخرى لزيادة تفصيل.
فقال : (ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور لحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها فهذا هو حفظه) لما خلق (بالتضمن).
أي حفظ صورة ما خلق في حضرته إنما وقع في ضمن ما حفظ صورة أخرى في حضرة أخرى (وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين

.
 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق 

الفقرة الثامنة عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله



واتساب

No comments:

Post a Comment