Monday, July 15, 2019

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الأولي .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الأولي .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الأولي .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله 

 06 - The Wisdom Of Reality In The Word Of ISAAC 

06 - فص حكمة حقية في كلمة إسحاقية
الفقرة الأولي:
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
06 - فص حكمة حقية في كلمة إسحاقية
فداء نبي ذبح لقربان ... وأين ثؤاج الكبش من نوس إنسان
وعظمه الله العظيم عناية ... بنا أو به لا أدر من أي ميزان
ولا شك أن البدن أعظم قيمة ... وقد نزلت عن ذبح كبش لقربان
فيا ليت شعري كيف ناب بذاته ... شخيص كبيش عن خليفة رحمان
ألم تدر أن الأمر فيه مرتب ... وفاء لإرباح ونقص لخسران؟
فلا خلق أعلى من جماد وبعده ... نبات على قدر يكون وأوزان
وذو الحس بعد النبت والكل عارف ... بخلاف كشفا وإيضاح برهان
وأما المسمى آدما فمقيد ... بعقل وفكر أو قلادة إيمان
بذا قال سهل والمحقق مثلنا ... لأنا وإياهم بمنزل إحسان
فمن شهد الأمر الذي قد شهدته ... يقول بقولي في خفاء وإعلان
ولا تلتفت قولا يخالف قولنا ... ولا تبذر السمراء في أرض عميان
هم الصم والبكم الذين أتى بهم ... لأسماعنا المعصوم في نص قرآن
اعلم أيدنا الله وإياك أن إبراهيم الخليل عليه السلام قال لابنه: «إني أرى في المنام أني أذبحك» والمنام حضرة الخيال فلم يعبرها.
وكان كبش ظهر في صورة ابن إبراهيم في المنام فصدق إبراهيم الرؤيا، ففداه ربه من وهم إبراهيم بالذبح العظيم الذي هو تعبير رؤياه عند الله تعالى وهو لا يشعر.
فالتجلي الصوري في حضرة الخيال محتاج إلى علم آخر يدرك به ما أراد الله تعالى بتلك الصورة.
ألا ترى كيف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في تعبير الرؤيا:
«أصبت بعضا وأخطأت بعضا» فسأله أبو بكر أن يعرفه ما أصاب فيه وما أخطأ فلم يفعل.
وقال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام حين ناداه:
«أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا» وما قال له صدقت في الرؤيا أنه ابنك: لأنه ما عبرها، بل أخذ بظاهر ما رأى، والرؤيا تطلب التعبير.
ولذلك قال العزيز «إن كنتم للرءيا تعبرون».
ومعنى التعبير الجواز من صورة ما رآه إلى أمر آخر.
فكانت البقر سنين في المحل والخصب.
فلو صدق في الرؤيا لذبح ابنه، وإنما صدق الرؤيا في أن ذلك عين ولده، وما كان عند الله إلا الذبح العظيم في صورة ولده ففداه لما وقع في ذهن إبراهيم عليه السلام: ما هو فداء في نفس الأمر عند الله.
فصور الحس الذبح وصور الخيال ابن إبراهيم عليه السلام.
فلو رأى الكبش في الخيال لعبره بابنه أو بأمر آخر.
ثم قال «إن هذا لهو البلاء المبين» أي الاختبار المبين أي الظاهر يعني الاختبار في العلم: هل يعلم ما يقتضيه موطن الرؤيا من التعبير أم لا؟
لأنه يعلم أن موطن الخيال يطلب التعبير: فغفل فما وفى الموطن حقه، وصدق الرؤيا لهذا السبب كما فعل تقي بن مخلد الإمام صاحب المسند، سمع في الخبر الذي ثبت عنده أنه عليه السلام قال: «من رآني في النوم فقد رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل على صورتي» فرآه تقي بن مخلد وسقاه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرؤيا لبنا فصدق تقي بن مخلد رؤياه فاستقاء فقاء لبنا.
ولو عبر رؤياه لكان ذلك اللبن علما. فحرمه الله علما كثيرا على قدر ما شرب.
ألا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي في المنام بقدح لبن: «فشربته حتى خرج الري من أظافيري ثم أعطيت فضلي عمر».
قيل ما أولته يا رسول الله؟
قال العلم، وما تركه لبنا على  صورة ما رآه لعلمه بموطن الرؤيا وما تقتضيه من التعبير.
وقد علم أن صورة النبي صلى الله عليه وسلم التي شاهدها الحس أنها في المدينة مدفونة، وأن صورة روحه ولطيفته ما شاهدها أحد من أحد ولا من نفسه.
كل روح بهذه المثابة فتتجسد له روح النبي في المنام بصورة جسده كما مات عليه لا يخرم منه شيء.
فهو محمد صلى الله عليه وسلم المرئي من حيث روحه في صورة جسدية تشبه المدفونة لا يمكن للشيطان أن يتصور بصورة جسده صلى الله عليه وسلم عصما من الله في حق الرائي.
ولهذا من رآه بهذه الصورة يأخذ عنه جميع ما يأمره أو ينهاه عنه أو يخبره كما كان يأخذ عنه في الحياة الدنيا من الأحكام على حسب ما يكون منه اللفظ الدال عليه من نص أو ظاهر أو مجمل أو ما كان فإن أعصاه شيئا فإن ذلك الشيء هو الذي يدخله التعبير، فإن خرج في الحس كما كان في الخيال فتلك رؤيا لا تعبير لها.
وبهذا القدر وعليه اعتمد إبراهيم عليه السلام وتقي بن مخلد.
ولما كان للرؤيا هذان الوجهان.
وعلمنا الله: فيما فعل بإبراهيم وما قال له: الأدب لما يعطيه مقام النبوة، علمنا في رؤيتنا الحق تعالى في صورة يردها الدليل العقلي أن نعبر تلك الصورة بالحق المشروع إما في حق حال الرائي أو المكان الذي رآه فيه أو هما معا.
وإن لم يردها الدليل العقلي أبقيناها على ما رأيناها كما نرى الحق في الآخرة سواء.
فللواحد الرحمن في كل موطن ... من الصور ما يخفي وما هو ظاهر
فإن قلت هذا الحق قد تك صادقا ... وإن قلت أمرا آخرا أنت عابر
وما حكمه في موطن دون موطن ... ولكنه بالحق للخلق سافر
إذا ما تجلى للعيون ترده ... عقول ببرهان عليه تثابر
ويقبل في مجلي العقول وفي الذي ... يسمى خيالا والصحيح النواظر
يقول أبو يزيد في هذا المقام لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحس بها.
وهذا وسع أبي يزيد في عالم الأجسام. بل أقول لو أن ما لا يتناهى وجوده يقدر انتهاء وجوده مع العين الموجدة له في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحس بذلك في علمه.
فإنه قد ثبت أن القلب وسع الحق ومع ذلك ما اتصف بالري فلو امتلأ ارتوى.
وقد قال ذلك أبو يزيد. ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟
بالوهم يخلق كل إنسان في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها، وهذا هو الأمر العام.
والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة و لكن لا تزال الهمة تحفظه.
ولا يئودها حفظه، أي حفظ ما خلقته.
فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق، إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا، بل لا بد من حضرة يشهدها.
فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.
وقد أوضحت هنا سرا لم يزل أهل الله يغارون على مثل هذا أن يظهر لما فيه من رد دعواهم أنهم الحق، فإن الحق لا يغفل والعبد لا بد له أن يغفل عن شيء دون شيء.
فمن حيث الحفظ لما خلق له أن يقول «أنا الحق»، ولكن ما حفظه لها حفظ الحق: وقد بينا الفرق.
ومن حيث ما غفل عن صورة ما وحضرتها فقد تميز العبد من الحق.
ولا بد أن يتميز مع بقاء الحفظ لجميع الصور بحفظه صورة واحدة منها في الحضرة التي ما غفل عنها. فهذا حفظ بالتضمن، وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين.
وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب:
فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء» فهو الجامع للواقع وغير الواقع ولا يعرف ما قلناه إلا من كان قرآنا في نفسه ، فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» وهو مثل ما ذكرناه في هذه المسألة فيما يتميز به العبد من الرب.
وهذا الفرقان أرفع فرقان.
فوقتا يكون العبد ربا بلا شك ... ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك
فإن كان عبدا كان بالحق واسعا ... وإن كان ربا كان في عيشة ضنك
فمن كونه عبدا يرى عين نفسه ... وتتسع الآمال منه بلا شك
ومن كونه ربا يرى الخلق كله ... يطالبه من حضرة الملك و الملك
ويعجز عما طالبوه بذاته ... لذا تر بعض العارفين به يبكي
فكن عبد رب لا تكن رب عبده ... فتذهب بالتعليق في النار والسبك

متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
06 – متن نقش فص حكمة حقية في كلمة إسحاقية 
اعلم أن حضرة الخيال هي الحضرة الجامعة الشاملة لكل شيء وغير شيء فلها على الكل حكم التصوير وهي كلها صدق وتنقسم قسمين:
* قسمٌ يطابق لما صورته الصورة من الخارج وهو المعبر عنه بالكشف.
* وقسمٌ غير مطابق وفيه يقع التعبير.
والناس هنا على قسمين:
* عالم ٌ.
* ومتعلم.
والعالم يصدق في الرؤيا، والمتعلم يصدق الرؤيا حتى يعلمه الحق ما أراد بتلك الصورة التي حل له.

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :

06 -  فك ختم الفص الإسحاقي
1 / 6  - اعلم ان شيخنا رضى الله عنه لم يلزم في هذا الكتاب مراعاة الترتيب الوجودي في شأن انبياء المذكورين وان وقع كثير من ذلك مطابقا للترتيب المشار اليه ، بل انما التزم التنبيه على المناسبة الثابتة بين النبي وبين الصفة التي قرنتها به ، والإشارة الى محتد ذوق ذلك النبي ومستنده من الحق ، ومع ذلك فقد من الله بمعرفة ثبوت المناسبة الترتيبية الوجودية من اول الكتاب الى هاهنا - كما سبقت الإشارة الى جميع ذلك.

2 / 6 - واما هذا الفص الإسحاقي : فمحتده عالم الخيال الصحيح المطابق والمناسب للمعنى الذي يتجسد به وفيه والسر في استناد مبدئية حال اسحاق عليه السلام الى عالم المثال المقيد هو انه : لما كان أخص احكام الصفات السلبية سلب الكثرة عن وحدة الحق ، كانت الموجودات الصادرة عن الحق من حيث الصفات السلبية التزيهية أقربها نسبة الى الوحدة وأبعدها من مرتبة الظهور ، وهي الأرواح ، بخلاف الصفات الثبوتية ، فإنه بحسب ان يكون الموجودات الصادرة عن الحق من حيثها اقرب نسبة الى الظهور وأتم تحققا به .

3 / 6 وقد بينا ان اول حامل وظاهر بأحكام الصفات الثبوتية الخليل عليه السلام ، فلزم ان يظهر في حال ولده الذي هو النتيجة حكم عالم الخيال وصفته .
لان عالم المثال المطلق مرتبته بين عالم الأرواح وعالم الأجسام .
وقد ذكرت في كتاب النفحات وفي تفسير الفاتحة سر سفر التجلي الوجودي الغيبى من غيب الهوية الإلهية طلبا لكمال الجلاء والاستجلاء :
وان اول منازله عالم المعاني
ويليه عالم الأرواح وظهور الوجود فيه أتم منه في عالم المعاني .
ويليه عالم المثال وهو المنزل الثالث وظهور الوجود فيه أتم منه في عالم الأرواح .
ويليه عالم الحس وهو المنزل الرابع وفيه تم ظهور الوجود.
ولهذا كان العرش الذي هو اول الصور المحسوسة والمحيط بها مقام الاستواء الرحمانى فان عنده تم ظهور التجلي الوجودي واستقر فان الرحمة نفس الوجود والرحمن الحق من كونه وجودا، ولذلك لم يضف الاستواء الى اسم أخر قط سواه حيث ورد.

4 / 6 - ثم أقول : ولعالم الخيال مرتبتان واسمان :
مرتبة مقيدة تختص بالإنسان وبكل متخيل ويسمى باعتبار تقييده خيالا ، وانطباع المعاني والأرواح فيه قد يكون مطابقا وقد يكون غير مطابق.
وذلك بحسب صحة شكل الدماغ واختلاله وانحراف المزاج واعتداله وقوة المصورة وضعفها ، وهذا العالم في مرتبة إطلاقه يسمى عالم المثال .
وكل ما يتجسد فيه يكون مطابقا لا محالة ، فإذا صحت المطابقة في الخيال المقيد كان حقا لشبهه بعالم المثال في حقية ما يتجسد فيه من حيث الصحة والمطابقة .
فلهذا ترجم الشيخ رضى الله عنه هذا الفص بالحكمة الحقية . فاعلم ذلك .
5 / 6 - ثم أقول : وللحقية والمطابقة سر آخر خفى جدا ، من لم يطلع عليه لم يعلم سر الخيال المقيد وحقيقته وسر الرؤيا وسر العالم المثال المطلق وسبب صحة كل ما يتجسد فيه ومطابقته .

6 / 6  فاعلم ان عالم المثال نسبته الى صورة العالم الذي هو مظهر الاسم الظاهر نسبة ذهن الإنسان وخياله الى صورته ، وروح صورة العالم من وجه مظهر الاسم الباطن ، ما لمجسد ثمة لما لا صورة له من الأمور المعقولة هو الاسم الباطن والمدبر ، ولا نقص في العلم هناك ولا في القوة التي القوة المصورة من الإنسان نسخة منها فان الحق " ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " ، فلا يتجسد هناك شيء الا بحسب ما علم ، ولا جهل يتطرق في ذلك العلم ، فوجب المطابقة والصحة ، وهكذا هو الامر بالنسبة الى العقول والنفوس العالية.

7 / 6 - والامر في الإنسان ليس كذلك ، فان قوته المصورة تابعة لنورية روحه وما سبق اطلاعه عليه ، فأملاه بذاته على قوته المصورة ، فيأخذ في محاكاته ، لكن بحسب جودة هيئة الدماغ واستقامة المزاج وانحرافه وخاصية المكان والزمان ، بخلاف ما يتجسد في العالم المثال - كالاسم الباطن اولا ثم العقول والنفوس ثانيا - غير انه ينبغي لك ان تعلم نسبة خيالات الأناسي المقيدة الى عالم المثال نسبة الجداول الى النهر العظيم الذي منه تفرعت وطرفها متصل به ، اعنى طرف كل خيال من الجهة التي تلى عالم المثال متصل به.

8 / 6 فصحة خيال الإنسان ورؤياه له عدة موجبات بعضها مزاجية وبعضها خارجة عن المزاج ، فالمختص منها بالمزاج : صحة هيئة الدماغ وما سبق ذكره 
والخارج عن المزاج : بقاء حكم الاتصال بين خياله وبين جهة عالم المثال عن علم ومناسبة محققة تقتضي اتحاده به من احدى جهتيه وهذا كشف عال قل من يشاهده.
رأيته ودخلت بنفسي في بعض مظاهرها من خيال المقيد الى عالم المثال من باب الاتصال المشار اليه ، وانتهيت الى أخره وخرجت منه الى عالم الأرواح ، ثم الى فيحاء مطالع الاضواء والحمد لله على ما أنعم .

9 / 6 - ثم ليعلم ان الناس في مراتبهم على اقسام مختلفة تنحصر في ثلاثة اقسام :
قسم نازل قد طبع على قلوبهم ، فلا يتصل به من نفوسهم - اى قلوبهم - شيء مما هو منتقش في نفسه سابقا او متجددا الا في النادر كحال عارض سريع الزوال بطيء الإتيان .
وقسم يحصل لقلوبهم أحيانا صفاء وفراغ عن الشواغل واتصال من خياله بعالم المثال المطلق ، فكل ما يدركه نفوسهم في ذلك الوقت فإنه ينعكس انعكاسا شعاعيا الى القلب وينعكس من القلب الى الدماغ فينطبع فيه ، فان وجد في ما يرى اثر حديث النفس ، فللقوة المصورة في ذلك مدخل الالة من المزاج وما ذكرنا .
وان خلت الرؤيا عن حديث النفس وكان هيئة الدماغ صحيحة والمزاج مستقيما كانت الرؤيا  من الله وكانت في الغالب لا تعبير لها ، لان العكس عكس ظاهر بصورة الأصل وهكذا هو رؤيا اكثر الأنبياء عليهم السلام .

10 / 6 وهذا هو السبب في عدم تأويل الخليل عليه السلام رؤياه وأخذ بظاهرها ، ومن صار قلبه مستوى الحق لا ينطبع في قلبه غالبا امر خارج ، بل من قلبه يكون المنبع والانطباع الأول في الدماغ ولما اعتاد الخليل عليه السلام الحالة الاولى وشاء الحق ان ينقله الى مقام من وسع قلبه الحق ، كان انطباع ما انبعث من قلبه الإلهي الى دماغه انطباعا واحدا فلم يظهر بصورة الأصل ، فاحتاج الى التأويل المعرب عن الامر .
المراد بذلك التصوير على نحو تعينه في العالم العلوي وذوات العقول والنفوس تعينا روحانيا او على نحو انبعاثه من القلب المتوحد الكثرة بصفة احدية الجمع.
11 / 6 - فاعلم ذلك وأمعن النظر فيه ، فان هذا الفصل يتضمن علوما خفية يعلم منها تفاوت مراتب النفوس ودرجاتها وشعب إدراكاتها السقيمة والصحيحة.
ويعلم الفرق بين الخيال المقيد والمثال المطلق ويعلم نسبة كل واحد منهما الى الاخر والى الحق.
فان كل خيال مقيد هو حكم من احكام الاسم الباطن تجسد في عالم المثال المطلق تجسدا صحيحا لصحة العلم والقوى المحاكية .
وتجسد في كل كل خيال مقيد ، هذا بحسب القوة المصورة وبحسب المحل وبحسب احوال المدرك والغالب عليه من الصفات الزمان الإدراك .
ويعلم ان الرؤيا التي لا تأويل لها ما أوجبه ، وان الرؤيا التي تحتاج الى التأويل يكون لا نزل الطوائف ويكون لأكمل الخلق .
بخلاف التي لا تأويل لها ، فإنها حال المتوسطين ويعلم غير ذلك مما يطول ذكره مما نبهت عليه في الفصل وما أجملت ذكره. 
.
 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق 

الفقرة الأولى على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله

واتساب

No comments:

Post a Comment