Monday, July 15, 2019

السفر السابع فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية الفقرة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السابع فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية الفقرة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السابع فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية الفقرة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله
07 - The Wisdom Of Sublimity In The Word Of ISHMAEL

الفقرة التاسعة :

جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.)
قال رضي الله عنه : ( فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين   «ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.)
(فلم يبق) حينئذ حيث كانت الوجود كله حقيقة واحدة (إلا الحق) سبحانه وتعالى وحده (لم يبق) معه (?ائن)، أي مخلوق من مخلوقاته أصلا، لأن الوجود
واحد وقد ظهر من كل محسوس، وكل شيء معقول وصورة ?ل محسوس وكل معقول ظاهرة من نفس الوجود، ولا بقاء لها كما هو المشاهد بالتغير والزوال، فلا وجود لها وإن ظهرت ثم استترت ثم ظهرت، فإن الظهور لا يلزم منه الوجود كما أن ظهور الشيء بنور غيره لا يمنع من ظلمته في نفسه.
فقد ظهرت الأشياء بنور الشمس ولا نور لها في نفسها، وقد حققنا هذا في رسالتنا في وحدة الوجود، وإذا لم يكن مع الحق تعالی ?ائن أصلا (فما ثمة)، أي هناك (موصول) بالحق تعالی من ?ل محسوس ومعقول أصلا (وما ثمة)، أي هناك أيضا (بائن)، أي منفصل عن الحق تعالی أصلا من كل محسوس ومعقول ولا يتصور في الحق تعالی شيء في ذلك أصلا.
(بذا)، أي بهذا الأمر المذكور الذي هو انتفاء اتصال شيء بالحق تعالی وانتفاء انفصال شيء أيضا عن الحق تعالی (جاء) إلى قلوب العارفين بالحق تعالی (برهان)، أي دليل (العيان)، أي الكشف والشهود (فما أرى)، أي أشاهد (بعيني) تثنية عين أي غين القلب وعين الوجه والعينين اللتين هما في الوجه أو العين بمعنی الذات وثناهما باعتبار الذات الروحانية والذات الجسمانية والظاهرة والباطنة والغائبة والحاضرة (إلا عينه)، أي ذاته الظاهرة بصورة كل شيء معدوم ولا موجود غيرها، فلا تتغير أصلا، وإن ظهرت بصورة كل شيء كما قال سبحانه : كل شيء مالك إلا وجهه [القصص: 88]، أي إلا ذاته تعالى، وسميت وجها لتوجهها على تكوين كل شيء (إذ)، أي حين (أعاين) من المعاينة وهي الرؤية يعني كلما رأيت شيئا رأيت ذاته تعالى ولا شيء معها كما قال الصديق رضي الله عنه، ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه.
وفي الحديث : «ألا كل شيء ما خلا الله باطل» ، وقال الله تعالى مشيرة إلى الجنة (ذلك)، أي نعيم الآخرة إنما يكون (لمن)، أي للإنسان الذي (خشي)، أي خاف وهاب (ربه)، الذي خلقه وكونه من العدم (أن يكون هو)، أي يقول : أنا هو في نفسه أو يجد ذلك (لعلمه)، أي ذلك الخاشي من ربه (بالتمييز) بينه وبين ربه كما تقدم أنه لا مثل في الوجود فلا ضد، لأن الوجود حقيقة واحدة والشيء لا يضاد نفسه كما أنه لا يماثلها، فلا بد من التميز بالاعتبارات في تلك النفس الواحدة كما قال تعالى: ( "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" ) [النساء: 1]، الآية.
والنفس الواحدة هي نفس آدم عليه السلام وهي واحدة بالنص.
وكثرتها واختلافها بالعوارض الاعتبارية، فقد تميز بعضها عن بعض، ولا يتميز في نفس الأمر.
لأن النفس الواحدة لم تزل في ذاتها واحدة، كما أن النفس تلك النفس الآدمية وهي الحقيقة المحمدية كذلك، كما أن نفس تلك الحقيقة المحمدية وهي الحقيقة الأصلية الإلهية كذلك، ولما كثرت العوارض والاعتبارات على هذه النفوس الثلاثة اختلفت وتعددت بالعرض لا بالذات، ولا بالاعتبار العدمي، لا بأمر له حقيقة الوجود، إذ الوجود واحد لا يتكرر وذلك هو الجنة أمر متميز بالعرض والاعتبار، وكذلك من، فإنها كناية عن الإنسان، وكذلك خشي، فإنه فعل مشتق من الخشية وهي أمر متميز أيضا بالعرض والاعتبار، وكذلك ربه، فإن هذا الاسم ما أطلق على حقيقة الوجود إلا باعتبار أمر آخر.
ومع وجود هذا التمييز لا يكون اتحاد العين أصلا (لما)، أي حين (دلنا على ذلك)، أي وجود التمييز المذكور (جهل أعيان)، أي ذوات إنسانية كثيرة (في) هذا (الوجود) الحاضر (بما)، أي بالعلم الذي ( أتى به عالم).
وقال الخضر لموسى عليه السلام: «ما علمي وعلمك في علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور بفمه من ماء البحر» فجمع بينه وبينه في المشاركة في العلم الواحد. ثم قال له مرة أخرى: «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، وأنت على علم علم?ه الله تعالى لا أعلمه أنا ». الحديث.
فميز بينه وبينه في ذلك العلم الواحد الذي هو كما أخذ العصفور من البحر (فقد وقع التمييز بين العبيد) من عدم التمييز بينهم في أصل الحقيقة، ولكن حيث تذكر القيود ?العبيد فلا بد من اعتبار التميز حتى لا يناقض الأمر (و) حيث وقع التمييز بين العبيد فقد وقع التميير أيضا (بين الأرباب) فرب الجاهل متميز بخصوص تجلي على الجاهل عن رب العالم، وهكذا فالكل متميزون عبيدا وأربابا ، فما في الوجود إلا متميز.
وهذا معنى قوله فيما سبق : فما ثم مثل فما في الوجود مثل.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.)
قال رضي الله عنه : (فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثمه موصول و ما ثم بائن)
(فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن) أي عالم الأكوان للفناء بها في الحق.
(فما ثمة) أي في الوجود (موصول ولا ثمة باين) أي لا موصول ولا واصل ولا مفارق لاستهلاك الكل في عين الوجود عند تجلي وحدة الوجود.
(بذا) أي بما ذكرنا من وحدة الوجود (جاء برهان العيان) وهو البرهان الكشفي (فما أرى بعيني) شيئا (إلا عينه) أي إلا ذات الحق لا غيره لاستهلاك جميع الأشياء في نظري في ذات الحق.
(إذ أعاين) أي إذ أشاهد معانيه حقيقة الأمر وهذا لمن لم يخشى ربه أن يكون هو لعدم علمه بالتميز فهو فوق مقام الخشية .
وأما قوله (ذلك) أي "رضي الله عنهم ورضوا عنه" فهو (لمن يخشى ربه أن يكون هو لعلمه بالتميز) بين الربوبية والعبودية (لما دلنا على ذلك) التميز.
(جهل أعبان في الوجود) يتعلق بجهل وكذا (بما أتي به عالم) يتعلق به والمراد بما أتى به عالم ما ذكره من وحدة الوجود في الأبيات.
فعالم بالله يثبت التميز في مقام ويثبت عدم التمييز في مقام.
وأما من لم يكن عالما بالله فلا يثبت إلا التميز، فدلنا على التميز عدم علمهم بعدم التميز.
(فقد وقع التمييز بين العبيد) فإذا وقع التمييز بين العبيد (فقد وقع التمييز بين الأرباب) ضرورة وجوب وجود العلة عند وجود المعلول لأن التمييز بين العبيد أثر حاصل من التمييز بين الأرباب.
ولما كان في هذا الدليل نوع خفاء عند العقل إذ يجوز للعقل أن يمنع الملازمة أورد.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.) 
أن حضرات الربوبية وحضرات العبودية حصل بينهم التراضي من الأزل إلى الأبد والتضایف بينهما في حقيقة الوجود الواحد حاصل، لأنه ذاتي للواحد فكيف يضاد نفسه ثم ذكر البيتين اللتين بعد هذا في المعنى بعينه فما تحتاجان شرحا
و قوله: "ذلك لمن خشي ربه" [البينة: 8] أن ی?ونه.
يعني ذلك الرضا المذكور هو لمن خشي أن يظهر عليه سلطان الوحدانية الإلهية، فيمحو التمييز مع أنه ثابت، فإن المعز لا يفسر بمعنى المذل، فاختلفت الأسماء و تمایزت الصفات وكذلك تمایزت العبوديات.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.)
قال رضي الله عنه: (فلم يبق إلَّا الحق لم يبق كائن  ..... فما ثمّ موصول وما ثمّ بائن )
قال رضي الله عنه : ( بذا جاء برهان العيان فلا أرى  .... بعينيّ إلَّا عينه إذ أعاين)
" ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه ُ " أن يكونه لعلمه بالتمييز .
يعني رضي الله عنه : لمّا ثبت تميّز مرتبة الربّ عن مرتبة العبد ، خشي ربّه أن يكونه لعلمه بالتمييز فوقف على مركز عبدانيته مرضيّا عند ربّه ، لكونه راضيا بربوبيته له وعليه ، ورضي به ربّه له ، لرضاه بعبوديته وربوبيته ربّه وله وعليه وفيه ، فافهم .
قال رضي الله عنه: "« دلَّنا على ذلك » أي على التمييز « جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم ، فقد وقع التمييز بين العبيد » يعني بين العارف وغير العارف ).وهذا أقلّ ما في الباب.
قال رضي الله عنه: (« فقد وقع التمييز بين الأرباب"  .
يعني رضي الله عنه: أنّه يفسّر الاسم الواحد من جهة أحدية الذات بما يفسّر به غيره ضدّا كان أو ندّا ، لأنّه من حيث أحدية ذاته كلَّها ولا ضدّ له ولا ندّ ، والأسماء أضداد وأنداد ، فافهم .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.) 
قال رضي الله عنه : فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن  ... فما ثم موصول وما ثم باين
بذا جاء برهان العيان فما أرى ...   بعيني إلا عينه إذ أعاين .ذلك " خَشِيَ رَبَّه " - أن يكون لعلمه بالتمييز )
أي ذلك الرضا من الجانبين ، لمن خشي أن يكون الرب لعلمه بامتياز مرتبة العبد عن مرتبة الرب ، فوقف على مرتبة عبد أنيته مرضيا عند ربه راضيا بربوبيته لرضا ربه بعبوديته قضاء الحق التمييز مع كون الحقيقة واحدة .
لما ( دلنا على ذلك ) أي على التمييز ( جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم) ، فقد وقع التمييز بين العبيد ) أي بين العارف وبين غير العارف ( وقد وقع التمييز بين الأرباب ) لأن العبد لا يظهر إلا ما أعطاه الرب ، والرب ما يعطى إلا ما سأله العبد بلسان استعداد عينه ( ولو لم يقع التمييز ) أي بين الأرباب .

"" إضافة بالي زادة :  ( ذلك ) أي  (" رَضِيَ الله عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْه " ، فهو "لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه "  أن يكون ) هو ، وقوله ( في الوجود ) وكذا قوله ( بما أتى به عالم ) يتعلق بجهل ، والمراد بما أتى به عالم ما ذكره من وحدة الوجود في الأبيات ، فعالم باللَّه يثبت التميز في مقام وعدمه في مقام ، وأما غير العالم فلا يثبت إلا التميز ، فدلنا على التميز عدم علمهم لعدم التمييز (فقد وقع التميز بين العبيد) ضرورة وجوب وجود العلة عند وجود المعلول ، لأن التميز بين العبيد أثر حاصل من التميز بين الأرباب . ولما كان في الدليل نوع جفاء أورد عليه قوله ولو لم يقع التميز اهـ بالي زادة  "".


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.) 
قال رضي الله عنه : (فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن فما ثم موصول ولا ثم بائن)
(بذا جاء برهان العيان فلا أرى بعيني إلا عينه إذ أعاين)
أي، إذا ارتفع الأمثال والأضداد وظهرت وحدة الوجود، فلم يبق إلا الحق، وفنى العالم فيه لاقتضائه الكثرة. فما ثم واصل ولا موصول ولا بائن، أي مفارق، لاستهلاك الكل في عين الوحدة الحقيقية. 
قوله: (بذا جاء) أي، بما ذكر يشهد برهان العيان والكشف. (فما أرى بعيني) أي، بعين البصر والبصيرة، أو بعيني البصر، إلا عين الحق وذاته حينأ عاين وأشاهد الموجودات في العقل وفي الخارج.
قال رضي الله عنه : ("ذلك لمن خشى ربه". أن يكون هو لعلمه بالتميز). تتميم الآية.
ولما تكلم (رض) في مقام الجمع، شرع يتكلم في مقام الفرق بعد الجمع، لأن المحقق هو الذي يعطى حق المقامات كلها، لتكون عقيدته هيولى الاعتقادات، ولا يقف في شئ منها وإلا يكون مقيدا.
فقوله: (ذلك) إشارة إلى قوله تعالى: "رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه".
أي، ذلك المقام، الذي هو مقام الرضا عنهم، لا يحصل إلا لمن خشي ربه وانقاد حكمه بقيامه في مقام عبوديته، لعلمه بتميز مقامه عن مقام ربه.
فإن (الخشية) هي التواضع والتذلل لعظمة الرب. ولا يظهر بمقام الربوبية، ليكون عين ربه، فيدعى أنه هو. كما ظهر به أرباب الشطح.
قال تعالى معاتبا للمسيح وتنبيها للعباد: (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟) والفرق بين المحقق وبين أهل الشطح: إذا ظهر كل منهما مقام الربوبية، إن المحقق لا يظهر به إلا وقتا دون وقت، إعطاء لحق المقام لا عنغلبة حكم الوحدة عليه.
ولو قيل له عند ظهوره به: إنك عبد. يقربه ويرجع إليه عن مقام الربوبية. وأهل الشطح لكونهم مغلوبين بحكم المقام، لا يقدرونعلى الرجوع، فتأخذهم الغيرة بالقهر .
قال رضي الله عنه : (دلنا على ذلك، جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم) أي، دلنا على ذلك العلم بالتميز بين المقامين، جهل بعض أعيان الموجودات بما أتى به عين العلم بالله من التميز بين مقام الربوبية والعبودية تارة، والظهور بالربوبية أخرى، مع مراعاة الأدب.
وهذا كما يقال: (تعلمت الأدب ممن لا أدب له.) وفي بعض النسخ: (لما دلنا).
وجوابه: (فقد وقع التميز بين العبيد، فقد وقع التميز بين الأرباب).
فإن التميز بين العبيد معلول للتمييز بين الأرباب، و وجود المعلول يدل على وجود علته، فوقع التميز بين الأرباب وبين عبيدها أيضا،لأن العلل مغائرة لمعلولاتها.
(ولو لم يقع التميز، لفسر الاسم الواحد الإلهي من جميع وجوهه بما يفسربه الآخر. و (المعز) لا يفسر بتفسير (المذل)، إلى مثل ذلك). معناه ظاهر.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.)
قال رضي الله عنه : "فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن. بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين . «ذلك لمن خشي ربه أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب."
قال رضي الله عنه : (فما ثم): أي في الكائنات (موصول) مع الوجود الحق، (ولا ثم بائن)؛ لأن ذلك فرع تحقق المتواصلين والمتباينين (بذا) أي: بعدم بقاء ما سوى الحق، (جاء برهان العيان) أي: الكشف (فما أرى) في كل شيء (بعيني إلا عينه إذ أعاين) بنظر الكشف.
وهذا ما قاله الإمام الغزالي في الباب الثالث من كتاب التلاوة من «الإحياء»: «بل التوحيد الخالص ألا يرى العبد في كل شيء إلا الله»؛ وذلك لأن المرئي إما الوجود أو صورته في مرايا الأعيان وصور المرايا معدومة، سيما إذا كانت المرايا معدومة.
(ذلك) : أي القول ينفي ما سوى الحق لا باتحادهما، وإن رآهما غير متميزين في نظر الكشف "ولمن خشی ربه" [البينة: 8] أن يكون هو الرب، فينفي نفسه ويبقى الرب.
وفيه إيهام لطيف بأنه تفسير لقوله تعالى: "رضي الله عنهم ورضوا عنه" [التوبة: 100]. "ذلك لمن ځشي ربه"، بل لا يبعد أن يقصد ذلك بطريق الإشارة (لعلمه بالتمييز) بينهما في الواقع، وإن لم يحصل في نظر الكشف كما لا يتميز الخمر عن الزجاج في نظر الحس مع علمنا بتميزهما في الواقع، (دلنا على ذلك) التمييز بين العرب والعبد مع عدمه في نظر الكشف (جهل أعيان في الوجود) أي: الواقع (بما أنابه) أي بأمر علمه مختار (عالم) بذلك الأمر، وهذا العالم من الأعيان.
ولا شك أن الموجود واحد بالحقيقة، فلو اتحدت به الأعيان لكان فعل الواحد فعل الأخر، ولكان علم الواحد علم الآخر، وليس كذلك، مع أن الكل فعل الوجود الواحد وداخل تحت علمه، (فقد وقع التمييز بين العبيد) إذ لم يظهر في البعض عن الوجود من الأفعال والعلوم ما ظهر في الآخر، وذلك باختلاف التجلي.
(فقد وقع التمييز بين الأرباب) التي هي صور الوجود الواحد بحسب انتسابه إلى الأعيان المختلفة بذواتها، فاختلفت تجلياته وصوره فيها اختلاف نور الشمس وراء الزجاجات المختلفة الألوان، فاختلفت الأسماء الإلهية التي هي أرباب هذه الصور.



شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (
فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز. دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.) 
قال رضي الله عنه : ( فلم يبق ) في مطمح شهودهم ذلك ( إلا الحقّ ) الوجود الواحد .
( لم يبق ) في ذلك ( كائن ) من الكيان الإمكانيّة التي هي مبدأ التفرقة ومنشأ الكثرة .
( فما ثمّ موصول ، وما ثمّ بائن ) ضرورة أنّ تحقّقهما موقوف على وجود ثنويّة الحجب وتفرقة البعد والقرب .
( بذا جاء برهان العيان ) وحجج الذوق والوجدان ، لا برهان النظر ودلائل العقل والفكر ولذلك قال : ( فما أرى بعيني إلَّا عينه إذ أعاين) معا  إذ المعاينة هي مقابلة العين بالعين وإدراكه به ، وذلك بأن يدرك بالعين عين الشيء الذي منه يتقوّم ويتعيّن معناه ، لا كونه الذي به يتصوّر صورته .
رؤية الوحدة والكثرة في الوجود
ثمّ لما بيّن في مبحثه هذا طرف التشبيه والإجمال ، الذي هي إحدى كفّتي ميزان بيان التوحيد - على ما أنزل إليه جوامع الكلم الختميّة - لا بدّ وأن يعادله بطرف التنزيه والتفصيل ، معتصما في ذلك كلَّه لوثائق التنزيل الختمي وتأويله قائلا : ( " ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّه ُ " ) [ 98 / 8 ] .
أي ذلك المماثلة من الحضرتين - الكاشفة عن الوحدة الحقيقيّة الوجوديّة ، الرافعة للكثرة الحاجبة الكونيّة لمن خشي ربّه - ( أن يكونه ) فارقا في عين تلك الجمعيّة ، حتى يكون توحيده ذاتيّا ، وتحقّقه بالوحدة الحقيقيّة الذاتيّة ، لا الوحدة الرسميّة الوصفيّة - التي في مقابلتها الكثرة ، فلا يحيط بها ولا يجامعها ، بل يعاندها وينافيها .
وذلك الخشية والتفرقة ( لعلمه بالتمييز ) بين الأعيان وتفاوت أقدارهم في مراتب إدراكاتهم ونيّاتهم ( دلَّنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم . فقد وقع التمييز بين العبيد ) .
بذلك ( فقد وقع التمييز بين الأرباب ولو لم يقع التمييز ) بين الأرباب ، ويكون الكلّ في حضرة الأسماء واحدا.



شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن
بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين
«ذلك لمن خشي ربه» أن يكونه لعلمه بالتمييز.
دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود بما أتى به عالم. فقد وقع التمييز بين العبيد، فقد وقع التمييز بين الأرباب.)
قال رضي الله عنه : "فلم يبق إلا الحق لم يبق كائن ... فما ثم موصول و ما ثم بائن. بذا جاء برهان العيان فما أرى ... بعيني إلا عينه إذ أعاين . «ذلك لمن خشي ربه أن يكونه لعلمه بالتمييز."
(فلم يبق) في الوجود (إلا) الواحد (الحق ?ائن) سواه فما ثم شيء (موصول) بشيء آخر بالمماثلة (ولا ثم) شيء (بائن) عن شيء آخر بالمضادة (بذا)، أي بما ذكرنا من الوحدة الصرفة (جاء برهان العيان) والكشف (فما أرى بعيني) البصريين أو البصر والبصيرة (إلا عينه) واحد بالوحدة الصرفة الغير المتكثر بالأمثال والأضداد (إذ أعاين) .
ولما نفى الشيخ رضي الله عنه وجود الأمثال وتقابلها المستلزم نفيها، نفی المتقابلين أعني الراضي والمرضي من الحق والخلق.
وكان ذلك النفي نظرة إلى شهود صاحب مقام الجمع أراد أن يثبتهما نظرة إلى شهود صاحب مقام الفرق بعد الجمع ، ويشير إلى أن في الآية أيضا إشارة إلى إثباتهما إنما هو بالنظر إليه لا مطلقا.

فقال : (ذلك)، أي إثبات التقابل والحكم بكون الرب راضيا والعبد مرضيا وبالعكس ("لمن خشي ربه " [البينة: 8] أن ی?ونه)، أي يتحد به لغلبة شهود الوحدة عليه ويرتفع التمييز بينهما في نظر شهوده فيختل أمر العبودية والربوبية وهذه الخشية إنما هي (لعلمه بالتمييز) بين الرب وعبیده و تضرر إيقاعه المفضي إلى عدم بلوغه إلى مرتبة الكمال


واتساب

No comments:

Post a Comment