Saturday, July 20, 2019

البحث السادس من مباحث الخطبة سرّ" الكلم " .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

البحث السادس من مباحث الخطبة سرّ" الكلم " .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

البحث السادس من مباحث الخطبة سرّ" الكلم " .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

شرح الشيخ مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي

وهي جمع كلمة ، والكلمة في عرف التحقيق هيئة اجتماعية حرفية من حروف النفس الرحماني .
والكلم هاهنا فيما نحن بصدده عبارة عن الأرواح الإنسانية الكمالية الأحدية الجمعية المتعينة من التجلَّيات النفسية الرحمانية بأحديّات الجمعيات الحرفية الكمالية الإلهية .
قال الله - تعالى ” :إِلَيْه ِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ “ آية 10 سورة فاطر.
أي الأرواح الطاهرة ، إمّا بالمعارج والانسلاخ من قانون الطريقة الخاصّة بخلاصة خاصّة الأولياء ، أو على مدرجة العامّة في الموت أو النوم " الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ " آية 42 سورة الزمر.
أي الأرواح الناطقة " حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ "آية 42 سورة الزمر.
» يتوفّاها في منامها .
وقال الله تعالى في المسيح عليه السّلام : إنّه "كلمة "
" إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ "آية 45 سورة آل عمران.
" إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ " آية 171 سورة النساء
 لكونه روح الله .
ولمّا كانت محالّ تنزّلات الحكم الإلهية هي أحدية جمع قابلية الكلم الجامعة بين حروف عالم الطبيعة وبين حروف عالم الأرواح ، جعل إنزال الحكم على قلوب الكلم .
لأنّ الكلم في عرف العربية ثلاث يصحّ إطلاقها على الاسم .
والاسم " يقصد هنا الكلمة الأولى" في طور التحقيق هو الفاعل أو القابل فإنّ كلَّا منهما يخبر به ويخبر عنه ،
وهو لفظ مفرد من الألفاظ النفسية الرحمانية ، دالّ على معنى مفرد بالوضع الإلهي أو الذاتي ، غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة .
إذ الفاعل هو الحق المتعين في أيّ مظهر وقابل من الأعيان الثابتة فرض .
وهو فرد أزلي ليس تعيّنه باقتران الزمان لكون كلّ اسم اسم إلهي متعيّنا في العين الثابتة أزلا قبل وجود جزئيات الأزمنة .
وكذلك القابل لفظ أوّل ذاتيّ مفرد بعينه ليس بالزمان الشخصي ، وكل منهما يخبر به ويخبر عنه ويعرّفان وينكَّران أحدهما بالآخر بأنّ كلَّا منهما لا يستغني عن الآخر في تحقّق وجودهما ، لا في تحقّق أعيانهما .
الكلمة الثانية هو الفعل ، فيخبر به إذا التجلَّي وهو فعل المتجلَّي يخبر به عن الفاعل المتجلَّي بموجب التجلَّي ، وعن القابل أنّه على خصوصيّة قضت بهذا الحكم والتعيّن والتجلَّي ، ولا يخبر عنه من كونه فعلا ، وهو اعتبار التعين فقط مع قطع النظر عن المتجلَّي .
فإن أخبر عنه كما يخبر عن الأفعال أنّها ماضية أو غيرها فذلك باعتبار المتجلَّي وكون التجلَّي عينه .
والثالثة الحرف وهو الرابط ، وهو في طور التحقيق إشارة إلى النسب التي لا تحقّق لها في أعيانها إلَّا بطرفيها .
والحكم لا تنزل ولا تتعيّن إلَّا في الأحدية الجمعية الكمالية ، ولا تظهر إلَّا بها وفيها ، لا على مفرد مفرد لفظا ومعنى فافهم .
فلهذا أضاف إنزال الحكم وأسندها إلى « قلوب الكلم » لا على الكلم لما في القلوب من الأحدية الجمعية الإلهية القابلة للحكم الجمعية الكمالية الأحدية لاختصاص هذا الكتاب بذكر خصوص مشارب أهل الكمال .
" وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ " آية 33 سورة الأحزاب
.

واتساب

No comments:

Post a Comment