Monday, July 15, 2019

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة السابعة عشر  .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة السابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة السابعة عشر  .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

06 - The Wisdom Of Reality In The Word Of ISAAC   

الفقرة السابعة عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا. فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته) المذكورة على حسب ما قلناه (ما خلق) من كل ما پرید (وله)، أي للعارف المذكور ضبط (هذه الإحاطة) لجميع الحضرات الإلهية شيئا فشيئا (ظهر ذلك الخلق)، أي المخلوق (بصورته).
أي بصورة ذلك العارف (في كل حضرة) من تلك الحضرات على معنى أنه تظهر عنه مخلوقات كثيرة على عدد ما شهد من الحضرات الإلهية المضبوطة له، إذ ليس في وسعه أن يشهد جميع الحضرات في دفعة واحدة.
بل معنى إحاطته : ضبطه لذلك وعدم وقوفه عند حضرة دون حضرة، لأنه مكون حادث، والحادث قاصر عن الوسع الإلهي.
وإن كان له وسع بالنسبة إلى من هو دونه من الجاهلين الغافلين عن الحضرات مطلقا .
(وصارت الصور) المخلوقة الصادرة كل صورة منها عن حضرة إلهية (تحفظ بعضها بعضا) بحيث إن الصادرة عن الحضرة القوية في الظهور بهمة العارف تحفظ الوجود على الصادرة عن الحضرة الضعيفة في الظهور بالهمة المذكورة.
(فإذا غفل العارف) المذكور (عن حضرة ما) من تلك الحضرات بحيث وقف عند ما عداها من الحضرات(أو عن حضرات) أكثر من واحدة.
(وهو شاهد حضرة ما من الحضرات) واقف عندها دون ما عداها (حافظ لما فيها) مما توجه بها عليه (من صورة خلقه)، أي مخلوقه .
(انحفظت جميع) تلك (الصور)، أي انحفظ الوجود عليها (بحفظ تلك الصورة الواحدة في الحضرة) الإلهية (التي) شهدها (وما غفل عنها) فتكون تلك الحضرة قائمة مقام تلك الحضرات في حفظ آثارها كلها ، وذلك بسبب أن كل حضرة من الحضرات الإلهية جامعة لجميع الحضرات.
(لأن الغفلة) عن جميع الحضرات الإلهية (لم تعم)، أي ما عمت أحدا (قط لا في العموم)، أي عموم المؤمنين، فإنهم يشهدون آثار الحضرات، فلا يغفلون عن جميع الآثار بل عن بعضها دون بعض .
وإن كانوا غافلين عن شهود المؤثر، فيشهدون أثرة ما من حيث هو أثر على كل حال (ولا في الخصوص) لما تقدم من أنه لا بد للعارف من حضرة يشهدها بعد ضبطه لجميع الحضرات في مقام المعرفة بالله تعالی .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق) (و) الحال أن (له هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة) لأن هذا العارف يخلق ذلك الخلق من مقام الجمع فيكون موجودة على صورته في كل حضرة بقدر نصيبه .
(وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا) لأنه إذا كان الخلق بصورته موجودة في كل حضرة فقد تحفظ الهمة الصورة التي لا يغفل العارف عن حضرتها وتحفظ باقي الصور بالصور المحفوظة بالهمة لوجوب التطابق بين الصورة .
وهو معنى قوله: (فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات حافظ لما فيها من صور خلقه انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل) العارف (عنها لأن الغفلة ما تعم قط) جميع الحضرات (لا في العموم ولا في الخصوص) أي لا في حق العامة ولا في حق الخاصة حتى انعدم تلك الصورة في جميع الحضرات.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قلت : أما أنه سائغ في مقام المعرفة فلأن العارف يظن أنه الحق فيصف نفسه بما يصف به الحق نفسه وهو غلط منه، فإن العارف ما فني كل رسمه ولا شك أن المكاتب عبد ما بقي عليه درهم
قوله: وإن كان العبد ربا كان الرب المتوهم في عيشة ضنك وأما العبد مع فرض ?ونه رباه لا يكون في عيشة ضنك.
و قوله ومن كونه ربا يرى الخلق كله يطالبه.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قال الشيخ رضي الله عنه : فإذا خلق العارف بهمّته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كلّ حضرة ، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا ، فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات » . يعني من حضرات الوجود علوا وسفلا " -وهو شاهد حضرة ما من الحضرات ، حافظ لما فيها من صور خلقه - انحفظت جميع الصور بحفظ تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها ، لأنّ الغفلة ما تعمّ قطَّ لا في العموم ولا في الخصوص".
قال العبد : خلق العارف بالهمّة هو باستجماعه في فكره ووهمه على إيجاد أمر ، وتعليق الهمّة بذلك وتسليط النفس عليه ، فإنّ الهمّة خلَّاقة ، وحيث كان موجب وجود ذلك الخلق جمعيّة الهمّة على وجوده ، وجمعيّة القلب ، واستجماع قواه ، والحضور ، فيجب استصحاب الموجب ، حتى يبقى مخلوق الهمّة ، بخلاف خلق الله .
فإنّه ليس باستجماع القوى ، ولكن لا بدّ من توجّهات الأسماء ثمّ أيضا ، وليس بالحضور الكلَّي معه من جميع الوجوه ، فإنّه لا يعزب عنه شيء أصلا ، بخلاف من يخلق بالهمّة ، فإنّه مهما غفل عمّا خلق ، بطل موجب ظهور المراد في خلقه .
فبطل المخلوق بالهمّة ببطلان موجبه ، ولكنّ العارف إذا لم يغفل مطلقا بل إن غفل عنه من وجه كان حاضرا به من جهة أخرى ، حفظ - بما حضر في حضرة - ما غفل عنه من جهة حضرة أخرى .
مثاله اجتمع عارف بقلبه وعلوّ همّته بكون أو خلق وتكوين كلَّي أو جزوي ، فإنّه - بمداومة تعليق الهمّة وتسليط النفس بجمع الهمّ والوهم - وجد خارج محلّ الهمّة ذلك الأمر المراد ، ولكن استمرار وجوده يتوقّف على استمرار موجبه وهو الحضور والجمعيّة ، فمهما غفل انخلع الوجود عن تلك الأمور ولا سيّما إذا علَّق همّته بكون.
ثمّ غاب عن موطن الحسّ وحضرة الشهادة بالنوم مثلا ، فلا يبقى موجب ظهور ذلك الأمر ، لعدم تعلَّق همّته بذاك إذ ذاك ، فيعدم ، ولكنّ العارف بعالم الحسّ وعالم الخيال والمثال وارتباط بعض هذه الحضرات بالبعض بالحق لا يغفل عن صورة ما خلق في حضرة الحسّ وهو في عالم المثال أو في الخيال ، يشهدها مخلوقة فيها موجودة فيحفظها ، فينحفظ بتلك الصورة المثالية أو الخيالية صورته الحسّيّة ، فافهم ، إن شاء الله ، ففيه دقّة ، فالطف وتلطَّف .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة، ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة وصارت الصورة تحفظ بعضها بعضا ، فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات حافظ لما فيها من صورة خلقه انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها ، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص ) .
قد علمت أن الصورة الحسية الخارجية آخر مراتب الوجود ، والصورة
التي قبلها صورها فهي كالروح لها فإذا كان للعارف الإحاطة بالحضرات كلها يكفيه حضورها في واحدة من تلك الحضرات .
فإن تلك الصور حافظة بعضها بعضا أي العالية تحفظ ما تحتها ، فإذا شهدها في حضرة واحدة منها انحفظت الجميع ، لأن الغفلة ما تعم قط بحيث يغفل عن كل شيء لا يحضر صاحبها شيئا ما ولو نفسه لا في عموم الناس ولا في خصوصهم ففي أي حضرة حضر العارف حفظ صورة فيها فانحفظت الخارجية بها .
أو لأن غفلة العارف لا تعم في العموم ، أي في عموم الصور لشهوده واحدة منها ، ولا في الخصوص لحفظه كل واحدة منها بواسطة حفظ البعض.
""إضفة بالي زادة :    ( بصورة في كل حضرة ) لأن هذا العارف يخلق ذلك الخلق من مقام الجمع ، فيكون موجودا على صورته في كل حضرة بقدر نصيبه وصارت الصور تحفظ بعضها بعضا ، لأنه إذا كان الخلق بصورته موجودا في كل حضرة فقد تحفظ الهمة الصورة التي لا يغفل العارف عن حضرتها ، وتحفظ باقي الصور بالصورة المحفوظة بالهمة لوجوب التطابق بين الصور ، وهو معنى قوله : فإذا غفل العارف إلخ .

الهمة إذا تعلقت بما ليس بحاصل في الوقت فإنها تطلب النفوذ إلى مشاهدة من تعلقت به وتحصيله ، وإذا رأى صاحب الهمة مطلوبه في نفسه زالت همته وانكسرت عن طلب النفوذ ، وهو قوله :قد يرحل المرء لمطلوبه والسبب المطلوب في الراحلفإذا انكشف لك أن مطلوبك ليس غير عينك وعينك ما فارقك ، فما يبقى لهمتك متعلق . ""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
ذكر الشيخ رضي الله عنه : هنا هذا المعنى، ونبهأن العارف يخلق بهمته، أي بتوجهه وقصده بقوته الروحانية، صورا خارجةعن الخيال موجودة في الأعيان الخارجية، كما هو مشهور من البدلاء بأنهم يحضرون به في آن واحد أماكن مختلفة، ويقضون حوائج عباد الله.
فالمراد بـ (العارف) هنا، الكامل المتصرف في الوجود، لا الذي يعرف الحقائق وصورها ولا تصرف له.
وإنما قال: (ما يكون له وجود من خارج محل الهمة) أي، خارج الخيال الذي لنفسه، احترازا عن أصحاب السيمياء والشعبذة، فإنهم يظهرون صورا خارجة من خيالاتهم، لكن ليست خارجة من مقام الخيال، لظهورها في خيالات الحاضرين بتصرفهم فيها.
والعارف المتمكن في التصرف بهمته يخلق ما يخلق في عالم الشهادة قائما بنفسه كباقي الموجودات العينية.
والغيب أيضا كالصور الروحانية التي يخلقها، فيدخل بها في عالم الأرواح.
ولا ينبغي أن تتأبى وتشمأز نفسك من إسناده الخلق إلى المخلوق، فإن الحق سبحانه هو الذي يخلقها فيذلك المظهر لا غيره، إلا أن الخلق يظهر حينئذ من مقامه التفصيلي كما يظهر من مقامه الجمعي.
ومن هنا يعلم سر قوله: (فتبارك الله أحسن الخالقين.) ، (ولكن لا تزال الهمة تحفظه) أي ذلك المخلوق. (ولا يؤدها) أي، لا يغفل الهمة حفظه. أي حفظ ما خلقته.
(فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق). لانعدام المعلول بانعدام علته.
(إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات، وهو لايغفل مطلقا، بل لا بد له من حضرة يشهدها. فإذا خلق العارف بهمته ما خلق، ولهبه الإحاطة، ظهر ذلك الخلق بصورته) أي، ظهر ذلك المخلوق على صورته (في كل حضرة، وصارت الصور تحفظ بعضها بعضا. فإذا غفل العارف عن حضرة ما، أو عن حضرات - وهو شاهد حضرة ما، من الحضرات حافظ لما فيها من صورة خلقه انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها.)
المراد بالحضرات إما الحضرات الخمس الكلية، وهي عالم المعاني والأعيان الثابتة، وعالم الأرواح، وعالم المثال، وعالم الشهادة، وعالم الإنسان الكامل الجامع بين العوالم.
وإما الحضرات العلوية السماوية والسفلية الأرضية وغيرها من العناصر.
وإنما يتحفظ (تلك الصورة)، إذا لم يكن العارف المتحقق بجميع المقامات والمتصف بكل الأسماء والحضرات غافلا عن تلك الصورة في حضرة مامنها، لأن ما يحصل في الوجود الخارجي لا بد وأن تكون له صورة أولا في الحضرة العلمية، ثم العقلية القلمية، ثم اللوحية، ثم السماوية والعنصرية وما يتركب منها.
فإذا كانت همته حافظة لتلك الصورة في حضرة من تلك الحضرات العلوية، تنحفظ تلك الصورة في الحضرات السفلية، لأنها روح الصور السفلية.
وإذا كانت حافظة إياها في الحضرات السفلية، ينحفظ في غيرها أيضا، لكون وجود المعلول مستلزما لوجود علته ووجود الصورة دليلا لوجود المعنى، وإن كانتهمته غافلة عنها، للزوم تطابق الصور بين الحضرات الإلهية.
ويؤيد ذلك أحوال أصحاب الكرامات إذا أخبروا عن حدوث أمر ما، أو زواله.
فإنهم يشاهدون ذلك أولا في الحضرات السماوية، ثم يوجد ما يشاهدون في الحضرات السفلية.
نعم، لو يغفل الكامل عن تلك الصورة في جميع الحضرات باشتغاله إلى غيرها، ينعدم حينئذ، وأما الغفلة عن جميع الحضرات فلا يمكن لأحد، سواء كان كاملا أو غير كامل. (لأن الغفلة ما تعم قط، لا في العموم ولا في الخصوص).
أي، لا في عموم الخلائق ولا في خصوصهم، لأنهم لا بد أن يكونوا مشتغلين بأمر من الأمور التي هي مظاهر الأسماء الإلهية.
غايته أن العارف يعرف أن الأمور كلها مجالي ومظاهر للحق، وغيره لا يعرف ذلك.
فلا يمكن أن تعم الغفلة بحيث لا يكون الإنسان مشتغلا بحضرة من حضرات الحق، لا في عموم الحضرات، يعنى في جميعها، ولا في خصوصها، أي في حضرة خاصة.
فهذا بالنسبة إلى الكامل. وإما غيره، فقد يغفل عن حضرة خاصة وإن كان لا يغفل عن جميعها.

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قال الشيخ رضي الله عنه : فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
وإليه الإشارة بقوله(فإذا خلق العارف بهمته ما خلق) سواء كان مما يتعارف له تأثير في الغير أم لا (وله هذه الإحاطة) بالحضرات حال خلقه، (ظهر ذلك الخلق بصورته) أي: صورة ذلك العارف في الإحاطة بالحضرات، والتأثير في الغير (في كل حضرة)، إذ لا معنى لكونه على صورة ذلك العارف بالإحاطة بالحضرات إلا ظهوره فيها، (وصارت الصور تحفظ بعضها بعضا) لما فيها من أثر جمعية ذلك العارف عند جمعه الهمة بالتأثير.
فكانت هذه الصورة استنارت بنور فاعلها، فتفعل فعله كما تفعل صورة الشمس الظاهرة في المرآة من التأثير في الماء، وصورة الماء في الجدار، و صورة الجدار فيما يحاذيها من مرآة أخرى، وهلم جرا.
فلا تعارض تلك النورانية ظلمة الغفلة عن بعض الحضرات، (فإذا غفل العارف عن حضرة ما) أعلى أو أدنى مما لم يغفل عنها (أو حضرات، وهو شاهد حضرة من تلك الحضرات حافظ) همته (لما فيها من صورة خلقه)، قيد بذلك ليشير إلى أن مشاهدة الحضرة غير كافية في حفظ الصورة، كما يتوهم من كلامه السابق (انحفظت جميع الصور بحفظه) .
أي: العارف (تلك الصورة الواحدة) التي يحفظها (في الحضرة التي ما غفل عنها)؛ لأن الأثر النورانية التي بها شهود الحضرة لا الظلمة التي بها الغفلة؛ فلا يؤوده حفظها في جميع الحضرات باعتبار تلك الحضرة، وإنما يئوده حفظها لو غفل عن الكل؛ لكنه غير واقع.
(لأن الغفلة لا تعم ) قط جميع الحضرات (لا في العموم ولا في الخصوص) .
""أي خصوصهم فإن غاب العارف من حضرة فلا بد أن يحضر مع حضرة أخرى، فلا يغفل عن جميع الحضرات""
أي: عموم الناس وخصوصهم، وأما أرباب الفناء؛ فإنهم وإن عمت الغفلة في شأنهم، فليسوا من أهل الهمة الذين لهم الخلق.


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قال الشيخ رضي الله عنه : فإذا خلق العارف بهمّته ما خلق وله هذه الإحاطة، ظهر ذلك الخلق بصورته في كلّ حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا، فإذا غفل العارف عن حضرة ما، أو حضرات - وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه - انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأنّ الغفلة) عن الحضرات كلَّها ( ما تعمّ قطَّ لا في العموم ) بالنسبة إلى سائر الأشخاص ( ولا في الخصوص ) من الأولياء والكمّل .
فإذا انحفظت الصورة في حضرة من الحضرات العالية لا بدّ وأن تكون محفوظة في العوالم السافلة، لارتباط العوالم بالحضرات بكلَّياتها وجزئيّاتها .و الفرق بين خلق الحقّ وخلق العبد.


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
قال الشيخ رضي الله عنه : فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة ظهر ذلك الخلق بصورته في كل حضرة، وصارت الصور يحفظ بعضها بعضا.
فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات، حافظ لما فيها من صورة خلقه، انحفظت جميع الصور بحفظه تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها، لأن الغفلة ما تعم قط لا في العموم ولا في الخصوص.)
فإذا خلق العارف بهمته ما خلق وله هذه الإحاطة) بالحضرات (ظهر ذلك الخلق بصورته) الخاصة له في كل حضرة وصارت الصور تحفظ بعضها بعض بسرابة جمعية همته من كل صورة إلى سائرها (فإذا غفل العارف عن حضرة ما أو عن حضرات وهو شاهد حضرة ما من الحضرات حافظ لما فيها) أي في تلك الحضرة.
(من صور خلقه) التي في تلك الحضرات (انحفظت جميع الصور) في جميع الحضرات (بحفظ تلك الصورة الواحدة في الحضرة التي ما غفل عنها).
وعدم غفلته عنها لما لا بد له من حضرة يشهدها (لأن الغفلة ما تعم) الحضرات كلها (قط) بأن لا يحضر أحد مع واحدة منها (لا في العموم)، أي عموم الخلائق (ولا في الخصوص)، أي خصومهم فإن غاب أتعارف من حضرة فلا بد أن يحضر مع حضرة أخرى فلا يغفل عن جميع الحضرات و إن لم يعمل عن جميع الحشرات ولهذا ينعدم مخلوق العارف بالإعراض عنه مطلقا.
ومثال ذلك ما إذا خنق العارف بجمعية المهمة خارج محل الهمة كالحس مثلا صورة محسوسة ، وحفظها بدوام شهودها والحضور معنا حسا فمتى طرأ عليه غفلة بالنوم مثلا وغاب عن الحس علمت هذه الصورة المحسوسة عن مرتبة الحس وتم تبق، لأن شرط بقائها إنما هو حضور العارف معها حسا.
وقد زال ذلك الشرط إلا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات فكان عارفا بحضرة الحس و حضرة المثال و الخيال و ارتباط بعضها ببعض وسرت جمعية همته من بعضها إلى بعض .
فإنه حينئذ وإن غفل عن حضرة الحس وعن شهود صور مخلوق و موجود بها لكنه يشهده في حضرة الخيال، أو المثال مخلوقا موجودا فيحفظه فتنحتفظ بصورته الخيالية صورته الحسية .
ومن فروع ذلك الأصل ما ذكره الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات: أن الأبدال أنهم إذا فارقوا موضعا ويريدون أن يخلفوا بدلا منهم في ذلك الموضع الأمر يرونه فيه مصلحة وقربة تركوا شخصا على صورة رجل منهم ولا يشك أحد ممن أدرك رؤية الشخص أنه عين ذلك الرجل وليس هو، بل هو شخص روحاني بتر?ه بدله بالقصد علم منه ومنها أيضا ما هو مشهود عن بعض هذه الطائفة.
أنه حضر في آن في أماكن مختلفة أو دخل بيت مغلقة الأبواب مسدودة الكون أي خرج عنه إلى أمثال من الخوارق
.
 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق 

الفقرة السابعة عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله



واتساب

No comments:

Post a Comment