Wednesday, February 12, 2020

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله22 - The Wisdom of Intimacy in the Word of Elias 
الفقرة الثانية عشر :-
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه :  ( وليست الحيّة سوى نفسك . والحيّة حيّة لنفسها بالصّورة والحقيقة . والشّيء لا يقتل عن نفسه . وإن أفسدت الصّورة في الحسّيّ فإنّ الحدّ يضبطها والخيال لا يزيلها .  وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذّوات والعزّة والمنعة ، فإنّك لا تقدر على إفساد الحدود . وأيّ عزّة أعظم من هذه العزّة ؟ )

(وليست الحية) التي يحب اللّه تعالى الشجاعة في قتلها (سوى نفسك) وهي أنانيتك الوهمية والحية التي هي نفسك (حية لنفسها فليس كونها حية موقوفا عليك فهي حية (بالصورة) ، أي بسبب الصورة التي لها مما يظهر منها الأذى وبسبب (الحقيقة) ، أي ماهيتها التي هي الحيوان المؤذي والشيء لا يقتل بالبناء للمفعول بحيث يهلك (عن نفسه) ،

أي بسبب الصورة تفسد نفسه وتتلف وتنعدم وإنما يقتل غيره وهو صورة الجسد (فإن أفسدت الصورة) الإنسانية الجسمانية الظاهرة (في الحس) فليس ذلك فساد النفس (فإن الحد) ، أي التعريف الذاتي للنفس بأنها الحيوان المؤذي لاتصافها بالغفلة عن خالقها (يضبطها) بعد الموت ، لأنها ليست بعرض حتى تفسد بفساد صورة الجسد ، بل هي باقية بعد الموت وبعد فساد صورة جسدها بالوصف التي كانت فيه حال تصوّرها بالجسد من خير وشر ،

فالغفلة لا تفارقها لم تزل عنها في الحياة الدنيا بالرياضة الشرعية والمعرفة الإلهية (والخيال) الذي كان لها في حياتها وهي منتقشة فيه بجميع أحوالها فإنه (لا يزيلها) ، أي يرفعها منه بعد الموت بل تبقى فيه متخيلة عنده كما كانت (وإذا كان الأمر) في نفسه (على) مقتضى (هذا) الكلام المذكور (فهذا) الحال الذي للنفوس بعد الموت (هو الأمان على الذوات) ، أي نفوس الأشياء كلها حيث قلنا بحياتها وإدراكاتها لأنها مسبحة ، فلا تفسد نفوسها بما هي عليه من الأحوال أصلا وإن فسدت صورها الظاهرة وتفرقت أجزاؤها وفنيت .

وهذه الحالة أيضا هي (العزة) ، أي الرفعة لتلك النفوس (والمنعة) بالكسر أي الحماية والصون لها من الزوال والاضمحلال (فإنك) يا أيها الإنسان (لا تقدر على إفساد الحدود) ، أي التعاريف الذاتية التي للنفوس وهي ماهيتها المقوّمة لها بإفساد أجسادها (وأي عزة) لها (أعظم من هذه العزة ؟) بحيث لا يقدر قاتلها على قتلها ولا إفسادها وإتلافها .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه :  ( وليست الحية ) الكاملة في العداوة المهلكة الواجب القتل المانعة عما ذكرناه من المعارف الإلهية ( سوى نفسك ) فإذا قتلها بالفناء في اللّه فقد وصلت أعلى درجة الشجاعة فاستحقت كمال حب اللّه فلما شجع السالكين إلى محاربة النفس ونفلهم من قتل قتيلا فله سلبه ، وسلب النفس حب اللّه ومعرفته رجع إلى تحقيق القتل والاعدام وجعله مبني لبيان المعارف بعده.

فقال رضي الله عنه  : ( والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة ) أي الحية لا تعدم بالقتل مطلقا بل هي باقية بذاتها وحقيقتها بصورتها النوعية وإن انعدمت بالصورة الحسية ( والشيء لا يقتل عن نفسه ، وإن أفسدت الصورة في الحس ) فنفسه باقية بالصورة البرزخية قال بعض الأفاضل إنما نقل الكلام في هذه الحكمة الايناسية إلى بيان البقاء وكشف المعاد
لأن إلياس كان إدريس فارتفع إلى السماء وبقي فيها وفني صورته الشخصية ثم عاد إلى الصورة الالياسية تم كلامه وليس بصحيح لأن إدريس إنما رفع إلى السماء بعد تحصيل الاعتدال الحقيقي الذي هو سبب للبقاء فينا في فناء صورته الشخصية

وإنما جاءت الصورة الالياسية لتحويل الحق باطنه في النشأة الأخروية فيحشر بالحشر الروحاني مع بقاء صورته الشخصية كما سيأتي تحقيقه تفصيلا في المتن ولا إشارة في كلام المصنف إلى ما قاله ذلك الفاضل بل كلامه كله في هذا المقام يدل على خلافه ومثل هذا الكلام ينشأ من الميل إلى التناسخ وإنما يبقى ذات المقتول أو الميت بالصورة ( فإن الحد ) أي حد المقتول ) يضبطها ) أي الصورة ( والخيال ) البرزخي ( لا يزيلها ) أي الصورة .

قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان من اللّه على الذوات والعزة والمنعة فإنك لا تقدر على فساد الحدود وأيّ عزة أعظم من هذه العزة ) وفيه دلالة على أن الإنسان في الحقيقة هو الروح الباقي أزلا وأبدا ولا يفنى بفناء الصورة العنصرية ، بل يصوّر بصورة بحسب استعداده وينتقل إلى عالم آخر فلا قتل ولا موت عن نفسه فلا خوف من الموت لمن انكشف له هذا المعنى وإنما الخوف للمحجوبين.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه : ( وليست الحية سوى نفسك. والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة. والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قلت : الشيخ رضي الله عنه وصف حال الوهم في الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزيه والتشبيه وما جمعهما إلا عارف .
وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه يقتضي التنزيه دون التشبيه .
وأما الحس فلا يقتضي إلا التشبيه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذكره بعد ظاهر.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه : (وليست الحيّة سوى نفسك، والحيّة حيّة لنفسها بالصورة والحقيقة ، والشيء لا يقتل عن نفسه وإن أفسدت الصورة في الحسّ، فإنّ الحدّ يضبطها والخيال لا يزيلها ) .
يشير رضي الله عنه:  محرّضا على إطلاق العلم بالله عن كلّ قيد وحصر في عقد ، وليس ذلك إلَّا بإفساد الاعتقادات الجزئية التقييدية التحديدية صورة أو معنى أو بهما معا ، ويشجّع الناظر في حقيقة الحق على إفساد صورة التقييد والتحديد ، حتى يشهد الحق الموجود المشهود الشاهد ، كما هو في حقيقته ، وذلك بأن يراه عين كل شيء غير منحصر في تعيّنه به وفيه ،
ولا في الكلّ مطلقا عن الكلّ جامعا بين التعيّن واللاتعيّن مطلقا في جمعه بينهما ، قابلا كلّ وصف وحكم واعتبار من كل حاكم وواصف معتبر ، مع كمال تقديسه ونزاهته في حقيقته عن كل ذلك ، وإطلاقه في ذاته الغنيّة عن العالمين ، فهذا هو العلم المحقّق الصحيح بحقيقة الحق على ما يعلم نفسه ، وفي تفصيل ذلك طول ، فتدبّر وتحقّق إن شاء الله تعالى.

واعلم : أنّه ليس وراء الله مرمى ولا دونه منتهى ، وهو المنتهى والمنتهى ولا انتهاء له إلَّا إليه ، إليه المصير ، وهو الواحد الأحد الذي ليس في الوجود غيره .

قال رضي الله عنه  : ( وإذا كان الأمر على هذا ، فهذا هو الأمان على الذوات والعزّة والمنعة ، فإنّك لا تقدر على إفساد الحدود ، وأيّ عزّة أعظم من هذه العزّة ؟)

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه : (وليست الحية سوى نفسك ، والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة والشيء لا يقتل عن نفسه ، وإن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها والحيال لا يزيلها) .

تشجيع للطالب السالك سبيل الحق على كسر أصنام المعتقدات كلها ، ورفع حجب التعينات بأسرها ، حتى يشهد الحق المحض الشاهد المشهود على الحقيقة في عين كل شيء غير منحصر فيه وفي تعينه ولا في الكل ، بل مطلقا جامعا بين التعين واللا تعين فيكون سويا على صراط مستقيم " صِراطِ الله الَّذِي لَه ما في السَّماواتِ وما في الأَرْضِ أَلا إِلَى الله تَصِيرُ الأُمُورُ "
ولا عوج ولا التواء ولا ميل ولا تعرج في سير الله كالحية ، ولا حية إلا نفسك "أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِه أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ "
"" أضاف بالي زادة :
غنى عن العالمين : أي لا يكون مرآة لأحد ولا يكون أحد مرآة له ، فتكون المرآة المنظور فيها من حيث نفسها واحدة غنية عن الصور الحاصلة فيها ، كذلك ذات الحق من حيث ذاته غنى على العالمين ، وانظر إلى المرايا المتخالفة في المقدار وهو نظرك في الحق من حيث الأسماء فذلك الوقت يكون كالمرائي .اهـ بالى زادة ""

 فالميل إلى اختلاف المذاهب والمعتقدات ومعارج طرق الحضرات ، إنما هو كانسياب الحيات فاجتنبها واتبع الطريقة المحمدية في قوله تعالى :" ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ من الأَمْرِ فَاتَّبِعْها " أي فاتبع الطريقة " ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ".  فاقتل حية نفسك في التقييد بتعينك ،

ومعنى قوله : والحية حية لنفسها أن كل متعين نفسك كان أو غيرها فهو حي بحياته تعالى متعين بحقيقته فكيف يقتل عن نفسه ، وإن أفسدت صورته في الحس فهو باق في العلم بالعين وفي الخيال بالمثال، فلا سبيل إلى إخفائه الطريق ، فالطريق هو التحقيق بالحق ، والنظر إلى العين بالفناء، حتى يتجلى لك فتشهده بفناء الكل به، ويتحقق معنى قوله :" كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ".

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه : (وليست الحية سوى نفسك.) أي ، الحية التي هي عدو لك وينبغي قتلها ليست في الحقيقة إلا نفسك . كما قال ، صلى الله عليه وسلم : (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك).

قال رضي الله عنه : (والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة. والشئ لا يقتل عن نفسه. وإن أفسدت الصورة في الحس ) ( لا يقتل . وإن أفسدت ) هما على البناء للمفعول .
أي ، الذات الحية حية لنفسها ، وذاتها باقية بصورتها النوعية وحقيقتها الكلية .
والشئ لا يفنى عن نفسه ولا يزال . وإن دخل الفساد فيه ، لا يدخل في حقيقته وصورته النوعية بل في صورته الحسية .

وإنما نقل الكلام في هذه الحكمة ( الإيناسية ) إلى بيان البقاء وكشف المعاد ، لأن إلياس ، عليه السلام ، كان إدريس ، فارتفع إلى السماء ، وبقى فيها وفنى صورته الشخصية ، ثم عاد إلى صورته الإلياسية .

فنبه رضي الله عنه : المحجوبين عن العود ، الجاهلين بالبقاء السرمدي ، بحال إدريس عليه السلام .
قال رضي الله عنه : (فإن الحد يضبطها ، والخيال لا يزيلها.) تعليل للبقاء . والمراد ب‍ (الحد) حقيقة المحدود . إذ الحد والمحدود لا يختلفان إلا بالإجمال والتفصيل فقط .
أي ، فإن الحقيقة الثابتة في العلم ، المعبر عنها ب‍ (الحد) ، يضبط حقيقة ما أفسدت صورته عن التفرق والفناء ، والخيال الحافظ للمثال يحفظها عن الفناء ولا يزيلها .
ويجوز أن يكون المراد ب‍ (الحد) الصورة العقلية المثبتة في ألواح الكتب السماوية واللوح المحفوظ .

قال رضي الله عنه : (وإذا كان الأمر على هذا ، فهذا هو الأمان على الذوات والعزة والمنعة . فإنك لا تقدر على إفساد الحدود ، وأي عزة أعظم من هذه العزة . )

أي ، وإذا كان الشأن الإلهي على هذا الطريق ، بحيث لا يفنى شئ ولا ينعدم ذات أصلا بحسب الحقيقة ، فهذا هو الأمان من الله على الذوات . والعزة عين لا يقهرها بالإفناء والإعدام .
ويجعل لها منعة ، أي حرسة تحرسها وتمنعها من طريان الهلاك والفساد عليها . وهي حقائقها وصورها التي في العوالم غير الحسية .

وإذا قتلت نفسا ، فإنك لا تقدر على إفناء حقيقتها ، بل تقدر على إفناء صورتها الحسية .
وتلك الحقيقة باقية مع صورها التي لها في جميع العوالم . وإن أراد الخالق ، يعطيها أيضا صورة أخرى حسية بحيث لا تشعر ، فيجعلها موجودة مرة أخرى .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه : (وليست الحيّة سوى نفسك ، والحيّة حيّة لنفسها بالصّورة والحقيقة ، والشّيء لا يقتل عن نفسه .  وإن أفسدت الصّورة في الحسّيّ فإنّ الحدّ يضبطها والخيال لا يزيلها ، وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذّوات والعزّة والمنعة ، فإنّك لا تقدر على إفساد الحدود ، وأيّ عزّة أعظم من هذه العزّة ؟)

وهو إشارة إلى إفناء النفس إذ ( ليست الحية ) التي تصير بقتلها محبوب الحق ( سوى نفسك ) التي بقاؤها في نظرك حاجب عن رؤية الحق ، وكيف هذا الإفناء إعداما للنفس ، وليس قتل الحية المشبه بها إعداما لها ، إذ المسيئ لا يقبل عن نفسه ،
وإلا لصدق أن يقال : الحية ليست محبة ، وإن فسدت الصورة في الحس ، فليس ذلك إعداما لها من كل وجه ، فإن الحد بسطها ، ( والخيال لا يزيلها ) .

قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر ) أي : أمر الصور المتزايلة ( على هذا ) من عدم الزوال من كل وجه ، ( فهذا هو الأمان على الذوات ) التي ليس من شأنها العدم أصلا ، ( والعزة ) لها عن قول الغير ( والمنعة ) من التأثر ، وكيف تقدر على إفساد الصور بالكلية مع عجزك عن إفساد حدودها ، ( فإنك لا تقدر على إفساد الحدود ، وأي عزة ) للحدود ( أعظم من هذه العزة ) ، فإذا انضمت هذه العزة إلى عزة الذوات كانت في غاية العظمة ، ولكنك قد أمرت بقتل حية النفس ، وهي من الذوات المجردة التي لا صورة لها إلا في الوهم ،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه :  (وليست الحيّة سوى نفسك ) . ثمّ إنّ في العبارة الختميّة - هذه - لطائف قد نبّه إليها إيماء منها أن النفس بقتلها لا تموت في حدّها الذاتي وفي عبارة « الحيّة » دلالة على ذلك وإليه أشار بقوله : ( والحيّة حيّة لنفسها بالصورة والحقيقة ) .

النفس معدومة غير قابلة للعدم
ومنها أنّها إذا كانت النفس حيّة بذاتها فلا تقبل بالقتل سوى فساد الصورة الحسيّة وإسقاط النسبة الوهميّة ، وبيّن أنّهما ليسا من حقيقتها القائمة الدائمة في شيء ، وذلك هو مبدأ محبّة الله تعالى له وإلى ذلك أشار بقوله : ( والشيء لا يقتل عن نفسه ، وإن فسدت الصورة في الحسّ ، فإنّ الحدّ ) العقليّ ( يضبطها ) بذاتيّاتها ، ضبطا جامعا لأفرادها ، مانعا عن غيرها ، (والخيال لا يزيلها) عن الصورة الجسدانيّة التي عليها ، ( وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات ) من الجزع عن فنائها حيث مهّد « فلا تجزع » ، ( والعزّة والمنعة ) من تطرّق النقص إليها ، فلا خوف عليهم حيث مهّد « ولا تخف » ( فإنّك لا تقدر على فساد الحدود ) الذاتيّة التي للحقائق .

قال رضي الله عنه :  ( وأي عزّة أعظم من هذه العزّة ؟ ) التي لا يمكن أن يحوم حول حمى حدوده الذاتيّة تطرّق نقص ولا فساد ، ولكن لما فسدت الصورة الحسيّة التي هي مبادئ حكم الخيال ، بالقتل الذي هو مبدأ ثوران أمر الوهم وسلطانه ، حكم الوهم تابعا للمتخيّلة بذلك القتل فتخيّل بالوهم أنّك قتلت  .
وهذا الوهم الذي يتبع المتخيّلة في أحكامها هو الذي يذمّه الحكماء المحققون وينسبون أحكامه إلى الفساد ، حيث يشيرون إلى الأحكام الفاسدة بأنّها أوهام ، وصار ذلك مزلَّة أقدام المتأخّرين منهم ، وحسبوا أن الوهم مطلقا حكمه باطل وليس كذلك ، فإنّ الوهم المستقلّ بالحكم أو الذي يتبع العقل في حكمه ، فهو من أساطين حكَّام هذه النشأة عند اقتناص الحقائق الذوقيّة ،
ولذلك قال :

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحية سوى نفسك.
والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة.
والشيء لا يقتل عن نفسه. و إن أفسدت الصورة في الحس فإن الحد يضبطها و الخيال لا يزيلها. و إذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات و العزة و المنعة، فإنك لا تقدر على فساد الحدود.  وأي عزة أعظم من هذه العزة؟ )

قال رضي الله عنه :  (وليست الحيّة سوى نفسك. والحيّة حيّة لنفسها بالصّورة والحقيقة . والشّيء لا يقتل عن نفسه. وإن أفسدت الصّورة في الحسّيّ فإنّ الحدّ يضبطها والخيال لا يزيلها)

قال رضي الله عنه :  ( وليست الحية ) التي هي عدولك ويجب قتلها ( سوى نفسك والحية حية لنفسها بالصورة والحقيقة ) ، أي الحية حية في حد ذاتها أمرين :
أحدهما : الصورة .
والآخر : الحقيقة .
( والشيء لا يقتل ) ، أي لا يزال ( عن نفسه ) بأن تنعدم مطلقا ( فإن أفسدت الصورة في الحس فإن ) الحقيقة باقية في العالم العقلي والصورة غير منحصرة في الحسية ،
وإذا زالت الصورة الحسية جاز أن يجعل له صورة أخرى .

وإلى ذلك أشار بقوله : فإن ( الحد ) يعني الحقيقة المحدودة الموجودة في العالم العقلي من حيث أنها موجودة في العلم ( يضبطها ) ، أي يضبط نفسها عن التفرق والسيئات ( والخيال ) المنفصل ( لا يزيلها ) عن الصورة المثالية وإن زالت عنها الصورة الحسية وإنما لم يتعرض للوجود الروحاني ، لأن وجود روح مجرد لكل حيوان زال عن الحس غير معلوم

قال رضي الله عنه :  (وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذّوات والعزّة والمنعة ، فإنّك لا تقدر على إفساد الحدود . وأيّ عزّة أعظم من هذه العزّة ؟ )

معلوم ( وإذا كان الأمر على هذا ) ، أي على أن الحد يضبطها والخيال لا يزيلها ( فهذا هو الأمان ) من اللّه ( على الذوات والعزة ) حين لا يقهرها بالإعدام مطلقا ( والمنعة ) ، أي الحرسة التي يحفظها ويحرسها من طريان الهلاك لها ( فإنك لا تقدر على إفساد الحدود ) ، أي حقائقها ولا على إزالة صورها المثالية عن عالم المثال ، ولا عن إعدامه عن عالم الأرواح إن كانت ذات أرواح مجردة ( وأي عزة أعظم من هذه العزة ) ، بل تقدر على إفناء صورتها الحسية . والحقيقة باقية مع صورها التي لها في سائر العوالم
.
الفقرة الثانية عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
واتساب

No comments:

Post a Comment