Monday, July 15, 2019

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله

 06 - The Wisdom Of Reality In The Word Of ISAAC 

الفقرة الخامسة عشر:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا: يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع  ... تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع .... لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع .... من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
قال الشيخ رضي الله عنه :   قال الشيخ رضي الله عنه : (ولقد نبهنا)، أي أيقظنا من كان غافلا عن ذلك (على هذا المقام) المذكور للعارف بالله تعالى (بقولنا) من النظم.
(یا خالق)، أي مقدر ومصور وموجد والخطاب للحق تعالی أو للإنسان الذي له في نفسه قوة خيالية يقدر بها ما يشاء كما سيذكره (الأشياء) جمع شيء وهو جميع العوالم المحسوسة والمعقولة (في نفسه)، أي بقوة نفسه إذ لا يحل شيء مقدر في نفس من قدره أصلا حيث لم يكن للشيء المقدر في النفس ما للنفس المقدر له من حقيقة الوجود والثبوت.
وإن كان له وجود وثبوت بالمقدر له على حسب ما يليق به مما يناسبه كما هو المعروف (أنت) يا أيها الخالق في نفسه لكل ما يريد (لما)، أي الجميع ما (تخلقه)، أي تقدره في نفسك (جامع)، أي حار ومحيط، ولذلك قال تعالی: والله " بكل شيء محيط" [فصلت : 45]، "وهو على كل شئ قدير" [الروم: 30]، و"على كل شيء وكيل" [الأنعام: 102]، و"على كل شئ حسيبا" [النساء: 86] ونحو ذلك.
(تخلق)، أي تقدر وتوجد (ما لا ينتهي)، أي يفرغ ويكمل (كونه)، أي وجوده على حسب ما تريد (فيك)، أي في نفسك يعني بقوة نفسك بحيث تبقى نفسك متوجهة إلى ما تخلقه بقوتها، ويبقى ذلك المخلوق بها قائمة بتوجيهها عليه موجودة بإيجادها له. (فأنت) حينئذ حيث جمعت ما لا يتناهی من الأشياء (الضيق)، لأنك واحد غیر منقسم ولا متجزئ ونفسك واحدة غير منقسمة ولا متجزئة.
(الواسع) من حيث إنك جمعت ما لا يتناهی من الكثرة المركبة وغير المركبة بالمعنى الذي ذكرناه .
(لو أن ما قد خلق)، أي قدر وأوجد (الله) تعالى من جميع المخلوقات المحسوسة والمعقولة على معنى أن ذلك وجد في قلبي (ما لاح)، أي ظهر (بقلبي فجره)، أي فجر ما لاح، یعنی فجر تلك المخلوقات كلها (الساطع)، أي المشرق يعني لم يتبين له أثر أصلا، لأن قلبي واسع يسع ذلك كله ولا يبين فيه شيء، ثم قال مبرهنة على ذلك (من وسع الحق)، يعني القلب الذي يسع الحق سبحانه على معنی يقبل تجليه فيه هذا التجلي التام إلا كشف الأكمل (فما ضاق)، أي انحصر وعجز (عن) وسع (خلق)، أي مخلوقات الله (فكيف الأمر)، أي الشأن الذي تراه (یا سامع) لهذا الكلام الجامع.
ثم قال في بيان ذلك رضي الله عنه بطريق النثر.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
قال الشيخ رضي الله عنه : (ولقد نبهنا على هذا المقام) أي على وسع القلب (بقولنا شعر : با خالق الأشياء) أي موجد المم?نات  (في نفسه) أي ذاته تعالى لأن مجموع العالم إعراض عندهم قائم بذاته تعالى لا كقيام العرض بالجوهر بل كقيام الظل بصاحبه.
فلا يخلو شيء عن الحق بل هو موجود فيه ومعنى وجود الأشياء فيه عبارة عن إحاطة الأشياء بتعلق قدرته .
وبعضهم فسره بقوله أي في علمه وهو لا يناسب بقوله: يا خالق فإنه لا يقال : إن الله خالق الصور العلمية له بل هو موجب لها ولا يناسب أيضا مراد الشيخ إذ مراده بیان وسعة الحق في الموجودات الخارجية كلها لا بیان سعة علمه .
إذ وسعة علمه ظاهرا بحيث لا يخفى على أحد يدل عليه قوله : (أنت لما تخلقه جامع) لوجودك المحيط بكل شيء (نخلق ما لا ينتهي) أي غير المتناهي (كونه) أي وجوده (فيك) ظرف للخلق أو لعدم الانتهاء أو للكون فإذا خلقت فيك الأشياء التي لا يتناهی وجودها . (فأنت الضيق) لأنه لا يسع معك غيرك في قلب العارف (الواسع) لأنه يسع الأمور الغير المتناهية التي خلقت فيك .
(لو أن ما) زائدة للتأكيد (قد خلق الله) في قلبي حذف في قلبي لدلالة قوله: (ما لاح بقلبي) أي ما ظهر بقلبي فحينئذ يتعلق بقلبي إلى ما لاح لا إلى ما خلق (فجره) الضمير يرجع إلى ما أي نوره (الساطع) أي المرتفع فلو كان كأن الشمس في قلبي مع نورها الواضح الأعلى المرتفع الذي لا يخفى نورها لأحد ما لاح بقلبي نورها فإن الحق يضيق قلبي بدخول الغير معه لاختفاء نور الخلق عند ظهور نور الحق (من وسع الحق فما ضاق عن خلق) استفهام على سبيل التعجب (فكيف الأمر) إن من وسع الحق الواسع لجميع الأمور الغير المتناهية أيضيق عن الخلق الذي في الحق أم لا كيف الأمر في ذلك أحببنا (يا سامع) الدعاء .
ولما انجر كلامه إلى خلق شرع في بيان أحواله بقوله:


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
قوله في الشعر: يا خالق الأشياء في نفسه، معناه أن الموجودات جوهرها هو وجوده ووجوده هو عين ذاته لأنه هو عين وجوده لا أن وجوده زائد على ماهيته، فحصل من هذا أنه خالق الأشياء في نفسه، ويكون معنی خالق الأشياء أن صفاته يتجدد في عين ذاته.
ولا تلتفت هذه الطائفة إلى قول من يقول إنه يلزم أن يكون ذاته محلا للحوادث، لأن ذلك أي ما كان يكون صعبا لو كان المحدث فيه غيره أما إذا كان عين صفاته فلا ضرر في ذلك.
وقوله في الشعر: تخلق ما لا ينتهي كونه فيك"، فقد تقدم شرحه
وقوله: فأنت الضيق الواسع، معناه: أنت الضيق لانحصار معرفة ذاتك للعارف بها في مثل ما انحصرت فيه معرفة النقطة من البحر في نفسها وكانت ?اشفة الحقيقة البحر فكذلك إذا عرفك العارف في حقيقة ذات موجود واحد معرفة ذاتية فقد عرف بها ذاتك التي لا تنحصر


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
قال - رضي الله عنه - : « ولقد نبّهنا على هذا المقام بقولنا :
يا خالق الأشياء في نفسه .... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيك   ..... فأنت الضيّق الواسع
يشير - رضي الله عنه - : إلى الأحديّة الذاتية ، بمعنى أنّه هو الموجود وحده ليس لغيره حقيقة ولا وجود حقيقة ، فليس خلقه للأشياء خارجا عنه ، إذ لا خارج عنه ، لكونه هو هو وحده ، فلا خارج ولا داخل ، فهو جامع بذاته في نفسه لما يخلقه من الصور ،  
لأنّه أحديّة جمع الجميع ، فالكلّ فيك ، ولولاك لما كان له وجود " إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ " النورية الأسمائيّة الإلهية والسماوات الروحانية العلوية " وَالأَرْضَ " الخلقية الجسمانية " أَنْ تَزُولا " أي تزول الصورة العلوية السماوية والسفلية الأرضية - على ما ذكرنا - عن الوجود بانقطاع التجلَّي النوري الوجودي .
فإنّ الكلّ - مع قطع النظر عن التجلَّي عنه - يرجع بالطبع إلى عدميّة عينه " وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما من أَحَدٍ من بَعْدِه ِ إِنَّه ُ كانَ حَلِيماً " عند غلوّ صور الأشياء على الوجود الحق الحامل الممسك لها " غَفُوراً " .
أي ساترا بصور الأشياء وجه الوجود الحق المتعيّن فيها ، وإظهاره لها بظهور وجهه فيها لمن لا يرى غير وجه الحق من كل جهة ووجهة يخلق ما لا يتناهى كونه ، أي من صور الأشياء فيك أي في عين الوجود الحق من نفسك ونفسك.
فإنّه أنت الواسع الذي وسعت ما لا يتناهى من الممكنات غير المتناهية والأسماء الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء كذلك بما لا يتناهى له من وجودك الحقّ المفاض على صور الموجودات وماهيّاتها ومع عدم تناهي الكلّ ، فلا خارج عنك فلا محيص ولا مناص ولا محيد ولا مهرب ولا مخرج لها عنك ، لضيق الأشياء التي وسعتها ، فأنت من كونك عينها تسعها من حيث أنت أحديّة جمعها ، وتضيق عن نفسك من حيث هي وأنت هي حين ضاقت عنك ، فضاق بعضها عن بعضها ، فأنت الضيّق بهذا الاعتبار ، وأنت الواسع بالاعتبار الأوّل .
قال رضي الله عنه :
لو أنّ ما قد خلق الله ما .....    لاح بقلبي فجره الساطع
في البيت تقديم وتأخير ، وتقديره : لو أنّ ما قد خلق الله بقلبي - أي لو كان فيه - ما ظهرت لائحة مع سطوع نوره الوجودي الذي وسع المخلوقات .
قال رضي الله عنه :
من وسع الحق فما ضاق عن  ..... خلق فكيف الأمر يا سامع ؟
يعني  رضي الله عنه: لمّا وسع قلبي الحق الذي وسعت رحمته كلّ شيء فأنّى يضيق عن خلق وسعه من وسعه وهو الله ؟ ،
قال الله : ما وسعني أرضي ولا سمائي ، ووسعني قلب عبدي المؤمن .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
قال الشيخ رضي الله عنه :  "ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا "
يا خالق الأشياء في نفسه  ..... أنت لما تخلقه جامع
""إضفة بالي زادة :   ( يا خالق الأشياء في نفسه ) أي في ذاته تعالى ، لأن مجموع العالم أعراض عندهم قائم بذاته لا كقيام العرض بالجوهر بل كقيام الظل بصاحبه ، فلا يخلو شيء عن الحق بل موجود به وفيه ومعنى وجود الأشياء فيه عبارة عن إحاطته الأشياء بقدرته ( أنت لما تخلقه جامع ) بوجودك المحيط بكل شيء ( تخلق ما لا ينتهى ) أي لا يتناهى ( كونه ) أي وجوده ( فيك ) ظرف الخلق أو الكون ( فأنت الضيق ) لأنه لا يسع معك غيرك شيء في قلب العارف ( الواسع ) لأنك تسع الأمور الغير المتناهية التي خلقت فيك اهـ بالى . ""
تخلق ما لا ينتهى كونه .....  فيك فأنت الضيق الواسع )
لما كان كل ما وجد وجد بوجوده كان الكل فيه ، وهو الجامع لما يتناهى من خلقه في ذاته ، فلا وجود لغيره وهو بأحديته موجود في كل واحد جامع للكل ، فهو الضيق في كل واحد الواسع لكل ما وجد وما يوجد إلى ما لا يتناهى بأحديته الجامع لجميع الجميع .
( لو أن ما قد خلق الله ما ......  لاح بقلبي فجره الساطع
""إضفة بالي زادة :   ( لو أن ما قد خلق الله في قلبي ) حذف لدلالة قوله ( ما لاح بقلبي ) أي ما ظهر بقلبي فحينئذ يتعلق بقلبي إلى ما لاح ( فجره ) الضمير يرجع إلى ما : أي نوره ( الساطع ) أي المرتفع ، فلو كانت الشمس في قلبي مع نورها الواضح الذي لا يخفى لأحد ما لاح بقلبي نورها فإن الحق يضيق قلبي بدخول الغير معه لاختفاء نور الحق عند ظهور نور الحق ( من وسع الحق فما ضاق عن خلق ) استفهام على سبيل التعجب ( فكيف الأمر ) أي من وسع الحق الواسع جميع الأمور الغير المتناهية ، أيضيق عن الحق الذي في الحق أم لا ؟ كيف الأمر في ذلك ؟""

(من وسع الحق فما ضاق عن   ..... خلق فكيف الأمر يا سامع )
في البيت الأول تقديم وتأخير ، أي لو أن ما خلق الله بقلبي ما لاح فجره ، أي ما ظهر نوره الساطع ، أي المرتفع الذي وسع المخلوقات كلها بفنائه مع الكل في الله ، والأولى أن يكون الضمير في فجره عائدا إلى ما خلق الله ، أي ما يفنى من وجوده أثر لقيامه من وسع
الحق ، إشارة إلى قوله عليه الصلاة والسلام حكاية عن ربه « ما وسعني أرضى ولا سمائي  ووسعني قلب عبدي المؤمن» : أي ما وسع الحق الذي وسعت رحمته كل شيء لم يضق عن شيء ، وكيف يضيق عن خلق ما وسعه الواسع المطلق ، أي الله تعالى.


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
إشارة إلى ما مر من قوله: (لو أن العرش وما حواه)... فإنه أيضا يتضمن عدم الارتواء.
(ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا: يا خالق الأشياء في نفسه)
أي، في علمه الذي هو عين ذاته في مقام أحديته، ثم في ظاهرية وجوده المسماة بالوجود العيني.
(أنت لما تخلقه جامع)
لأن كله في علمك وفي عينك كالأمواج على البحر الزخار.
(تخلق مالا ينتهى كونه) أي، وجوده. (فيك) أي، في علمك وعينك.
(فأنت الضيق) لأنه لا يبقى لأحد وجود عند ظهور وجودك. فـ (الضيق)
بمعنى الضائق. أو (الضيق) باعتبار ظهورك في الموجودات المقيدة. (الواسع) الذي يسع الموجودات كلها بالعلم والذات المحيطة للكل.
أو (الواسع) بظهوره في المظهر القلبي الذي يسع كل شئ لما تجلى له الحق باسمه (الواسع.) ،(لو أن ما قد خلق الله) جميعا في قلبي (ما لاح بقلبي فجره الساطع) أي،
نوره المرتفع.
ومعناه: لو أن ما خلق الله جميعا في قلبي، (ما لاح فجره الساطع.) أي، ما ظهر نوره عند نور قلبي وصفاء باطني.
فـ (ما) في قوله: (ما لاح) للنفي. والأول بمعنى الذي.
و (الباء) في: (بقلبي) بمعنى (في). وضمير(فجره) عائد إلى (ما خلق الله.)
(من وسع الحق فما ضاق عن خل فكيف الأمر يا سامع؟  ).


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
قال الشيخ رضي الله عنه: وقد قال ذلك أبو يزيد. ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
ثم قال رضي الله عنه: (ولقد نبهنا على هذا المقام) أي: مقام اتساع القلب لما لا يتناهی من
تجليات الحق في مقر عينه، وفي المظاهر المتناهية (بقولنا: يا خالق الأشياء) أي: مقدرها (في نفسه) أي: علمه (أنت لما تخلقه) في الأبد (جامع) في الأزل (تخلق) أي: بقدر (ما لا يتناهی كونه) من عالم المعاني والأرواح والأجسام (فيك) أي: في علمك مع أنك لا تحل فيك، ولا في صفاتك الحوادث.
(فأنت الضيق) عن حلول الحوادث فيك، (الواسع) لما يتعلق علمك بها، والبيتان ليس من محل الاستشهاد، بل من مقدماته، إذ القلب من مظاهر علمه الأزلي في هذه السعة مع الضيق في نفسه، ومحله البيتان الآتيان، أعني قوله: (لو أن ما قد خلق الله) أي: حصل بقلبي، واستقر فيه؛ (ما لاح) أي: لم يظهر (بقلبي فجره الساطع). أي: نور ذلك الخلق وهو تجلي الحق فيها؛ لعدم إحاطته بالقلب، بحيث لا يكون فيه متسع لتجلي آخر، بل هو في غاية الاتساع بحيث لا يمتلئ أبدا.""فيه تقديم وتأخير ، أي لو أن ما قد خلقه الله بقلبي ما لاح بقلبي فجره من وراء حجابي.
ثم أشار إلى تعليله بقوله: (من وسع الحق) أي: تجليه في مقر عينه مع عدم تناهيه بحيث لا يمكن فرض تناهيه، (فما ضاق عن خلق) أي: عن تجليه في خلق، وإن كان غير متناه إذ يمكن تقدير تناهيه.

(فكيف الأمر) أي أمر القلب في عدم التناهي مع كونه من جملة المخلوقات التي يمكن فرض تناهيها، (يا سامع) يريد أنه لا يتم فهم هذا بالسماع، وإنما يتم بالوجدان والذوق والشهود.



شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
ولذلك قال : ( ولقد نبّهنا على هذا المقام ) أيضا كذلك نظما ( بقولنا ) :
(يا خالق الأشياء في نفسه) لما سبق بيانه أنّ القوابل من فيضه الأقدس. (أنت لما تخلقه جامع).
( تخلق ما لا ينتهي كونه فيه بك) ، لأنّه قد خلق الكلّ فيه . ( فأنت الضيّق ) باعتبار أحديته الذاتيّة التي لا مجال للثنويّة فيها أصلا  وهو الوحدة الحقيقيّة التي هي مبدأ الإحاطة ، فهو المحيط (الواسع) للكلّ.
( لو أنّ ما قد خلق الله ) بقلبي، ( مالاح بقلبي فجره الساطع ) أي ما ظهر عليه ، بل تبطَّن فيه واتّحد به ، لأنّه إنّما يظهر عليه إذا ضاق عنه ، وهو قد وسع الحقّ ، و :
( من وسع الحقّ فما ضاق عن  .... خلق، فكيف الأمر ياسامع ) فإنّه الجامع بين الحقّ والخلق ، فهو الكلّ .
فالعارف يخلق بالهمّة  ولذلك ترى الحقّ فيه قد يخلق الخلق ويحفظه.


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا:
( يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع
لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
قال الشيخ رضي الله عنه : ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا: يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع )
(ولقد نبهنا على هذا المقام بقولنا : يا خالق الأشياء)، يعني مقدر أعيانها الثابتة في العلم ومفيض الوجود على تلك الأعيان في العين (في نفسه)، أي في ذاته (أنت لما تخلقه جامع)، أما بحسب مرتبة الجمع فلكون الأعيان الثابتة والخارجية مندرجة مندمجة فيه بالقوة .
وأما بحسب فقال الشيخ رضي الله عنه : (مرتبة الفرق فلانه سرى في الكل وبهذه السراية يجمعها. تخلق ما لا ينتهي كونه فيه ... بك فأنت الضيق الواسع . لو أن ما قد خلق الله ما لاح ... بقلبي فجره الساطع
من وسع الحق فما ضاق عن ... خلق فكيف الأمر يا سامع؟)
(تخلق) علم وعينة (ما لا ينتهي كونه)، أي وجوده إلى حد لم يبق شيء (فيك) متعلق بتخلق، أي في ذاتك.
(فأنت الضيق) فإن خلقك إياه عبارة عن ظهورك بصورته وتفيدك بحسه والتقيد ضيق بالنسبة إلى الإطلاق (الواسع) لعدم تقيد ظهورك بشيء دون شيء يسع جميع المقيدات، وأنت الضيق باعتبار أحديتك الذاتية التي لا مجال للتنويه فيها أصلا ، الواسع باعتبار تجليك الأحدي الجمعي في الكل (لو أن ما قد خلق الله ما... لاح بقلبي فجره الساطع) فيه تقديم و تأخير.
أي لو أن ما قد خلق الله بقلبي متلبس به متمكن فيه ما لاح فجره أو خبر أن مقدر بقرينة اللاحق.
أي لو أن ما قد خلق الله بقلبي ما لاح بقلبي فجره، أي فجر ما خلق الله يعني نور وجوده الساطع عن مرتبة خفاء العدم (من وسع الحق) الغير المتناهي (فما ضاق عن ... خلق) متناه (فكيف الأمر)، أي أمر سعة القلب (یا سامع)


ثم ذكر رضي الله عنه مسألة غريبة يفهم منها سعة القلب و عدم ضيقه عن الخلق.
.
 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق 

الفقرة الخامسة عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله



واتساب

No comments:

Post a Comment