Monday, July 15, 2019

 السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة التاسعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة التاسعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس فص حكمة حقية فى كلمة إسحاقية الفقرة التاسعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله


06 - The Wisdom Of Reality In The Word Of ISAAC  

الفقرة التاسعة عشر:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :

قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
قال الشيخ رضي الله عنه :  وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
قال الشيخ رضي الله عنه :   (وهذه) المسألة التي هي بيان هذا السر الذي لم يزل أهل الله تعالى يغارون عليه أن يظهر ومسألة خلق العارف بهمته (مسألة أخبرت)، أي أخبرني مخبر من الغيب أو الشهادة (أنه)، أي الشأن (ما سطرها) أي كتبها (أحد) من أهل طريقتنا (في كتاب) أصلا (لا أنا) فيما لي من الكتب قبل هذا الكتاب (ولا غيري إلا في هذا الكتاب) الذي هو فصوص الحكم .
(فهي)، أي هذه المسألة (يتيمة الوقت) حيث ظهرت فيه بلا مثيل لها (وفريدته)، أي الوقت حيث انفردت فيه دون غيره من الأوقات (فإياك) يا أيها العارف (أن تغفل عنها)، أي عن هذه المسألة التي نبهتك عليها .
(فإن تلك الحضرة) الإلهية (التي يبقى لك الحضور فيها مع الصورة التي هي) محفوظة بتلك الحضرة (مثلها) من حيث كونها حافظة بطريق التضمن لجميع تلك الصور كما تقدم بيانه (مثل الكتاب) العزيز (الذي قال الله) تعالى (فيه)، أي في وصفه (ما فرطنا)، أي ما نقصنا وما تركنا (في الكتاب) وهو القرآن العظيم (من شیء) إذ كل شيء فيه من الأزل إلى الأبد.
الأشياء المعلومة له تعالى الموجودة به سبحانه وما سيوجد (فهو)، أي الكتاب (الجامع للواقع)، أي الموجود من جميع الأشياء (وغير الواقع) أيضا من سائر المعلومات الممكنة والممتنعة (ولا يعرف ما قلناه) هنا من الكلام (إلا من كان قرآنا) منزلا من حضرة الحق تعالى (في نفسه)، أي عند نفسه من حيث شهوده الذوقي مما لا يعرفه إلا العارفون.
(فإن المتقي الله)، أي المحترز به تعالی منه بأن احترز من الكفر به بالإيمان به وهي تقوى العوام، ومن معصيته بطاعته وهي تقوى الخواص، ومما سواه بشهوده فيما سواه وهي تقوى العارفين، وهم خواص الخواص.
(يجعل له)، أي للمتقي ما يجمع بين المراتب الثلاث وهي:
التقوى الكاملة (فرقانا) كما قال تعالى : " يا أیها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا" [الأنفال: 29].
والفرقان هو الفارق بين الحق والباطل، ينزله الله تعالى في قلوب الأنبياء عليهم السلام وحيا على قلوب العارفين به من الأولياء والورثة رضي الله عنهم إلهاما ما قال تعالى: "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ، ليكون للعالمين نذيرا" [الفرقان: 1].وهو الروح الأمري.
قال تعالى : " يلقى الروح من أمره ، على من يشاء من عباده " [غافر: 15] الآية. وهو تفصيل كل شيء، والقرآن مجمله، فمن كان قرآنا في نفسه التي إذا عرفها عرف ربه كما ورد في الأثر، كان فرقانا في صورته الظاهرية والباطنية .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
قال الشيخ رضي الله عنه : (وهذه) أي وهذه المسألة التي أخبرتك (مسالة أخبرت) في عالم المثل "المثال" كما أخبرتك في عالم الحس .
(أنه) أي الشأن (ما سطرها احد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب فهي) أي هذه المسألة (يتيمة الوقت وفريدته فإياك أن تغفل عنها) وإنما أوصى أن لا تغفل عن هذه المسألة (فإن تلك الحضرة التي يبقى لك الحضور فيها مع الصورة مثلها) أي مثل تلك الحضرة (مثل الكتاب الذي قال الله تعالى فيه) أي في حقه "ما فرطنا فى الكتاب من شيء" . وقال الله تعالى فيه: "ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب" [الأنعام: 59]  .
فإذا شاهدت تلك الحضرة التي تبقي لك الحضور فيها مع الصورة فقد شاهدت جميع ما في باقي الحضرات من الصور فإنها كتاب جامع لجميع ما في الحضرات (فهو) أي الكتاب الذي قال الله تعالى فيه:" ما فرطنا في الكتاب" [الأنعام: 38].
(الجامع للواقع) أي ما كان في الخارج (وغير الواقع) في الخارج وهذه الحضرة مثل ذلك الكتاب في الجامعية فلا تغفل عنها (ولا يعرف) ذوقا وحالا وتحققا (ما قلناه إلا من كان قرآنا) أي جامعا (في نفسه) جميع الحضرات بارتفاع حجب أنية بالفناء في الله . فمن كان قرآنا في نفسه يصل إلى هذه المسألة ذوقا وحالا .
وأما من لم يصل إلى مقام الجمع فهو بصل إلى مجهوله علما بسماع هذه المسألة منه ثم يطلب الذوق والشهود بالفناء في الله وإنما لا يعرفه إلا هذا الشخص (فإن المتقي الله) أي فإن من يتقي الله بأن لا يشرك معه شيئا في أفعاله وصفاته وذاته بإسناده جميعها إليه تعالى لا إلى غيره .
(يجعل) الله تعالى له (فرقانا) أي نورا في قلبه يعرف به ويميز بين العبد والحق ويصل به إلى مقام القرآنية فيعرف ما قلناه .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
واضحة.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
وهذه مسألة أخبرت أنّه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلَّا في هذا الكتاب ، فهي يتيمة الوقت و فريدته ، فإيّاك أن تغفل عنها ، فإنّ تلك الحضرة - التي يبقى لك الحضور فيها مع الصورة – مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه : " ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْءٍ " ، فهو الجامع للواقع وغير الواقع ، ولا يعرف ما قلناه إلَّا من كان قرآنا في نفسه ".
، وهذه مسألة أخبرت أنّه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلَّا في هذا الكتاب ، فهي يتيمة الوقت و فريدته ، فإيّاك أن تغفل عنها ، فإنّ تلك الحضرة - التي يبقى لك الحضور فيها مع الصورة – مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه : " ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْءٍ " ، فهو الجامع للواقع وغير الواقع ، ولا يعرف ما قلناه إلَّا من كان قرآنا في نفسه ".
يشير رضي الله عنه : إلى أنّ الإنسان الكامل هو الجامع لجميع الحضرات ، فإذا غاب عن الحسّ ودخل عالم المثال ، فإنّ حضوره يستصحب معه صورة ما غاب عنه في الحسّ بعد خلقه بهمّته ، فيحضر بمثال صورة ما غفل عنه ، فيبقى ذلك المخلوق في الحسّ موجودا ، وهذا ليس إلَّا للجامع الكامل ، وله درجة القرآنية الجمعية الأحدية ، والأبرار والمتّقون بالتقوى العرفي يجعل الله لهم فرقانا ،والمقرّبون لهم القرآن الجامع ، وفرقانهم أرفع فرقان وتقواهم أعظم تقوى 
قال رضي الله عنه : "فإنّ المتّقي الله يجعل له فرقانا ، وهو مثل ما ذكرنا في هذه المسألة فيما يتميّز به العبد من الربّ ، وهذا الفرقان أرفع فرقان " .
قال رضي الله عنه :« فوقتا يكون العبد ربّا بلا شكّ » .يعني : الربوبية العرضية - من كونه ربّ المال والملك والملك - عرضت للعبد منه ، فحالت بينه وبين تحقّقه بالعبدانية المحضة التي ما شابها ربوبية ، ولا شأنها تصرّف وألوهية .
قال رضي الله عنه : « ووقتا يكون العبد عبدا بلا إفك »
يشير - رضي الله عنه - : إلى أنّ العبد إذا شاب عبوديته ربوبيّته ، فعبوديته وعبدانيته بالإفك ، ما هي خالصة ، لأنّ العبدانية لو كانت خالصة لله ما شابها ربوبية ، كما يكون العبد في وقت لا يتّصف فيه بالربوبية ، ولم يضف إلى نفسه فعلا ولا أثرا ، وأمسك عن التصرّفات النفسية إلَّا ما أمر به الشرع ، فافهم .
ثم اعلم : أنّ الوقت الذي يكون العبد الكامل فيه ربّا هو وقت خلافته عن الله ، فإذا نصّ على خلافته فهو الجامع إذن بين العبودية العظمى والربوبيّة الكبرى ، عبد لله ربّ للعالمين بالخلافة ، فإنّ الخليفة على صورة مستخلفه ، وربّه يخلقه ربّا للعالمين ، وصورته التي خلقه - أي الخليفة - عليها هي الربوبية ، فافهم .
والوقت الذي يكون العبد عبدا بلا إفك هو زمان استخلافه لله بعد أنّ الله كان مستخلفا له ، وكان خليفة الله ، فصار مستخلفا لمستخلفه تحقّقا بالعبودية العامّة والمعرفة التامّة .
كقوله صلَّى الله عليه وسلم في هذا المقام : «اللَّهمّ أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل» فخلَّف الله على أهله ، وهو صاحبه في سفره إليه ومنه وفيه ، فافهم ، فهو الجامع بين الخلافة والاستخلاف ، وهو مقام الخلَّة العظمى ، الذي أشار إليه الخليل ، إنّما كنت خليلا من قراء وراء ، وهو ظاهر الخلافة المحمدية اذهبوا إلى محمّد ، فإنّه الخليل والحبيب ، فإنّ الخليفة إذا شغل بخلافته لله ، أحبّه الله .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر أمره - وهو على الطرفاء:
"إنّي أبرأ إلى الله أن أتّخذ أحدا منكم خليلا ، ولو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا ، إنّ الله اتّخذني البارحة خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا ، أوتيت مفاتيح خزائن السماوات والأرض".

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
قال الشيخ رضي الله عنه : وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيرى إلا في هذا الكتاب ، فهي يتيمة الوقت وفريدته ظاهر .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإياك أن تغفل عنها ، فإن الحضرة التي تبقى لك الحضور فيها مع الصورة مثلها مثل الكتاب ، قال الله فيه: " ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْءٍ ".فهو الجامع للواقع وغير الواقع فلا يعرف ما قلناه إلا من كان قرآنا في نفسه ) .
أي الإنسان الكامل الجامع للحضرات كلها إذا غاب عن مخلوقه في حضرة الحس شهده في حضرة المثال أو في أعلى منها ، فمثل الحضرة التي حفظه فيها مثل الكتاب الجامع لكل ما وقع وما يقع ، فلا بد وأن يكون ذلك الإنسان قرآنا جامعا للحضرات كلها وله مرتبة في القرآنية ، أي الجمعية الأحدية ، وإلا لم يعرف ذلك ولم يمكنه
""إضفة بالي زادة : ( فهو ) أي الكتاب المذكور الجامع وهذه الحضرة ( مثل ) ذلك ( الكتاب ولا يعرف ) ذوقا وحالا وتحققا ( ما قلناه إلا من كان قرآنا ) جامعا جميع الحضرات بارتفاع حجب أنيته بالفناء في الله ، فمن كان قرآنا ( في نفسه ) يصل هذه المسألة ذوقا وحالا ، وأما من لم يصل إلى مقام الجمع فهو يصل إلى مجهوله علما بسماع هذه المسألة منه ، ثم يطلب الذوق والشهود بالفناء في الله ، وإنما لا يعرفه إلا هذا الشخص ( فإن المتقى باللَّه يجعل له فرقانا ) نورا في قلبه يميز بين العبد والحق ، ويصل إلى مقام القرآنية .اهـ  بالى زاده. ""
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإن المتقى باللَّه يجعل له فرقانا) أي المتقى بالتقوى العرفي يجعل له فرقانا : أي فارقا بين الحق والباطل ونصرا عزيزا على حسب تقواه ، فيتميز به الحق من الخلق في الصفات والأفعال ، وهذا الفرقان هو الفرق بعد الجمع ، وهو درجة المقربين الكمل الذين تقواهم أعظم تقوى وفرقانهم أرفع فرقان .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فهذه مسألة أخبرت) أي، أخبروني في الكشف. (أنه ما سطرها أحد في كتاب، لا أنا ولا غيري، إلا في هذا الكتاب، فهي يتيمة الوقت و فريدته. فإياك أن تغفل عنها). أي، عن هذه المسألة وحقيقتها.
قوله: (فإن تلك الحضرة التي تبقى لك الحضور فيها مع الصورة مثلها) أي، مثل تلك الحضرة.
(مثل الكتاب الذي قال الله تعالى فيه: (ما فرطنا في الكتاب منشئ).) .
تعليل الوصية، وتشبيه تلك الحضرة بالكتاب الجامع الإلهي الذي قالتعالى فيه: (لا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
وهو اللوح المحفوظ. فإن العارف إذا أعطى حق حضرة من الحضرات وتوجه بسره إلى معرفة أسرارها،يلوح منهما أسرار باقي الحضرات، فيكون تلك الحضرة بالنسبة إليه كالكتاب الجامع لكل شئ.
(فهو الجامع للواقع وغير الواقع).  وذلك الكتاب هو الجامع لكل ما وقع ويقع إلى الأبد.
(ولا يعرف ما قلناه إلا من كان قرآنا في نفسه). أي، كتابا جامعا للحقائق كلها في نفسه.
فإنه إذا عرف جمعيته وقرأ من كتاب حقيقته التي هي نسخة العالم الكبير جميع كلمات الله التي هي حقائق العالم مفصلا، عرف جمعية كل من الحضرات، وما أشرنا إليه من أن تلك الحضرة كالكتاب المبين بالنسبة إليه.
(فإن المتقى الله يجعل له فرقانا). أي، فإن الذي يتقى الله، يجعل الله له فرقانا.
وهذا تعليل مشتمل على التعليم. وهو أن من يتق الله ولم يثبت غيرا و لميشرك في ذاته وصفاته وأفعاله، يجعل الله له فرقانا، أي، نورا في باطنه فارقا بين الحق والباطل، ويعلم الحق ومراتبه وأحكامه في مواطنه ومقاماته.
وهو إشارة إلى قوله تعالى(إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ذنوبكم). وقوله: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب.)
وللتقوى مراتب : فإن تقوى العوام، الإتقاء عن النواهي. وتقوى الخواص، الإتقاء عن إسناد الكمالات إلى أنفسهم والأفعال والصفات إليها.
وتقوى الأخص من الكمل، الإتقاء عن إثبات وجود الغير مع الحق فعلا وصفة وذاتا.
وهذه مراتب التقوى لله. وهو قبل الوصول إلى مقام الجمع.
وأما مراتب التقوى بالله وفي الله، فهو إنما يكون عند البقاء بعد الفناء.
ولكل مرتبة من مراتب التقوى فرقان يلزمها. فأعظم الفرقانات ما يكون في مقام الفرق بعد الجمع.

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
قال الشيخ رضي الله عنه : وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب فهي يتيمة الدهر وفريدته.  فإياك أن تغفل عنها )
(مسألة أخبرت أنه ما يسطرها أحد في كتاب)، وإن اطلع بعضهم عليها، (لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب؛ فهي يتيمة) الفرق (والوقت وفريدته، فإياك أن تغفل عنها) إذ ها يطلع على الفرق بين العبد والرب مع الجمع بينهما في الحضرة التي ما غفل عنها، فصار كأنه لم يغفل عن حضرة ما .
""علل الشيخ الوصية بعدم الغفلة عن هذه المسألة بقوله: «فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها  ..""
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء» فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا»  ).
فمن كونه عبدا يرى عين نفسه وتتسع الآمال منه بلا شك ويعجزعما طالبوه بذاته لذا برى بعض العارفين به تبكي فگن عبد رب لا تكن رب عبده فتذهب بالتعليقي في النار والسبك
(فإن تلك الحضرة التي يبقى لك الحضور فيها مع الصورة) الحافظة لصور سائر الحضرات (مثلها مثل الكتاب) أي: القرآن (الذي قال الله فيه: "ما فرطنا في الكتاب من شيء إلى ربهم يحشرون" [الأنعام: 38]) مع أن بعض العلوم وجزئيتها ليس فيه بالتصريح، (فهو) أي: الكتاب هو (الجامع للواقع) أي: المصرح به صريحا (وغير الواقع) أي: غير المصرح به ضما، فكذا هذه الحضرة جامعة لما وقع فيها من الصورة بالتعيين، ولما لم يقع فيها بالتضمن، (ولا يعرف) بالذوق والمشاهدة؛ بل بالعلم في بعض الأحوال
(ما قلناه ) من الفرق بين الحق والعبد من حيث حفظه للصور كلها بحفظه صورة واحدة منها في حضرة ما غفل عنها (إلا من كان قرآنا) أي: مظهرا جامعا يرى كلا من الحق والخلق في الأخر مع أنه يتقي من رؤية حلول أحدهما في الأخر واتحاده به، (فإن المتقي الله) من رؤية الحلول والاتحاد عند اجتماعهما.
(يجعل له فرقانا) أي: يعطيه التفرقة بين الحق والخلق عند اجتماعهما، فيحصل في الفرق مع الجمع.


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
( وهذه مسألة ) هي الفارقة في مرتبة الفعل ، الجامعة فيها لعلوّ حكمها ونفاسة مقصدها ( أخبرت أنّه ما سطرها أحد في كتاب - لا أنا ، ولا غيري - إلَّا في هذا الكتاب ) لعدم بلوغ الزمان إلى ما يقتضي إبراز الحقائق  .
وإظهار أسرارها بما هي عليه ، فإنّه من خصائص الوقت الختمي ، ولطائف مولَّداته ، التي لم يكن يلد الزمان ما يتولَّد منه ذلك ( فهي يتيمة الوقت فريدته ) .
ثمّ لا مرية أنّه إذا كان مبدأ التمايز والتفرقة ، ومنشأ التفصيل والمغايرة ليس إلَّا مجرّد الآثار والأحكام الاعتباري ، فتكون العين الواحدة مما لا يمكن أن يتفرّق ويفصل في نفسها ، فسائر الحضرات إنّما هو العين الواحدة التي تتكلَّم وتخاطب ، وإليه أشار مخاطبا : ( فإيّاك أن تغفل عنها ، فإنّ تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة ، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه :" ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْءٍ "[6/ 38].
وذلك من حيث أنّها هي الجامعة بين كمال تفصيل الصور، وتمام تبيين المعاني، كالكتاب، ( فهو الجامع للواقع ) مما يمكن أن يكون له في النشأة الخارجة عن المشاعر صورة ظهرت ، أو لم تظهر ( وغير الواقع ) مما لا يمكن له ذلك ، كالمعاني العقليّة والمثل الخياليّة التي يمتنع لها البروز عن مواطنها ذلك ، ويستحيل أن يظهر في هذه النشأة الخارجية .
( ولا يعرف ما قلناه ) من أنّ الكلّ إنّما هو من العين الواحدة المسماة بالعبد - وإن اختلفت النسب والعبارات بحسب الاعتبارات .
( إلَّا من كان قرآنا في نفسه ) جامعا بين تمام التفرقة وكمال الجمع ، شاهدا في عين العبد ، الكاشفة عن تمام البعد كنه القرب من الحقّ بعينه ( فإنّ المتّقى ) الذي جعل عينه وقاية للحقّ في الذم ، والحقّ وقاية لعينه في الحمد  ( الله يجعل له فرقانا) حتّى يتمكَّن من التفرقة بين الذمّ والنقص ، والتفرقة والبعد ، وبين الحمد والكمال ، والجمعيّة والقرب.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب: فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء»[الأنعام: 38].  فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا» )  
قال الشيخ رضي الله عنه : وهذه مسألة أخبرت أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في هذا الكتاب)
قال الشيخ رضي الله عنه : (وحفظ الحق ما خلق ليس كذلك بل حفظه لكل صورة على التعيين وهذه مسألة أخبرت) من جانب الحق تعالى (أنه ما سطرها أحد في كتاب لا أنا ولا غيري إلا في في هذا الكتاب فهي يتيمة الدهر وفريدته. فإياك أن تغفل عنها فإن تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه «ما فرطنا في الكتاب من شيء» فهو الجامع للواقع وغير ا قرآنا في نفسه فإن المتقي الله «يجعل له فرقانا»)
هذا الكتاب فهي يتيمة الوقت وفریدنه فإياك أن نغفل عنها) وعلل رضي الله عنه الوصية بعدم الغفلة عن هذه المسألة.
بقوله : (فإن تلك الحضرة التي يبقى لك الحضور فيها مع الصورة)، أي صورة ما خلقه (مثلها)، أي حالها وشأنها (مثل الكتاب الذي قال الله) تعالى (فيه)، أي في شأنه (وما فرطنا في الكتاب من شيء) [الأنعام: 38].
وإذا لم يفرط فيه من شيء (فهو الجامع للواقع) في الماضي والحان (وغير الواقع في الماضي والحال الذي يقع إلى الأبد في الاستقبال فكذلك تكون تلك الحضرة جامعة للصور الواقعة فيها و للصور الغير الواقعة فيها الواقعة في سائر الحضرات فإنها كالأثر من الحضرات التي تخصها فنعلم بها كما يعرف الأثر بالمؤثر.
أو نقول الحشرات كلها صور للحقائق الإلهية مرتبة بعد مرتبة، وكل واحدة منها متحدة مع سائرها من حيث تلك الحقائق.
فمعرفة كل واحدة منها على ما هي عليه تستتبع معرفة الباقية، فالحضرة الخاصة التي يحضر معها العارف مثلها مثل الكتابة الذي لم يفرط فيه من شيء .
(ولا يعرف) معرفة ذوق و وجدان (ما قلناه) من عدم التفريط في الكتاب من شيء ومماثلة الحضرة الخاصة التي يحضر معها العارف لذلك الكتاب (إلا من كان قرآنا في نفسه) جامعا للحضرات كلها تحقيقا و اجدا أحكامها في ذاته وإنما يعرف من كان قرآن في نفسه ما قلناه .
(فإن المتقي الله) يعني المتحقق بحقيقة الاتقاء الحائز بالتحقق بها مرتبة الجمعية القرآنية، فإن حقيقة الاتقاء هی: اتخاذ العبد الحق سبحانه وقاية لذاته وصفاته وأفعاله بإتصافها إليه سبحانه وانقطاع نسبتها من العبد .
وليست الجمعية القرآنية إلا ذلك (يجعل) الله (له فرقانا)، أي نورا في باطنه فارقة بين الحقائق التي من جملتها ما قلناه فلا جرم يعرفه . (وهو)، أي الفرقان الذي يجعله الله تنتقي


.
 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق 

الفقرة التاسعة عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله



واتساب

No comments:

Post a Comment