Saturday, July 20, 2019

البحث الحادي عشر من مباحث خطبة الكتاب "في الهمم" .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

البحث الحادي عشر من مباحث خطبة الكتاب "في الهمم" .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

البحث الحادي عشر من مباحث خطبة الكتاب "في الهمم" .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

شرح الشيخ مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي

وهي جمع « الهمّة » من همّ : إذا اندفع في القصد .
والهمم هي البواعث الطلبية  المنبعثة من النفوس والأرواح لمطالب كمالية ومقاصد غائيّة جمالية أو جلالية.
وتتفرّع الهمم وتختلف بحسب تنوّع أهلها واختلافهم واختلاف مداركهم وعلومهم ومراتبهم ودرجاتهم وطبقاتهم :
فمنهم : من يهتمّ ويتهمّم بالمهمّات الدنياوية وغايات متعلَّقات هذه الهمم والكمالات الدنياوية المنحصرة أحوالها في الملابس والمآكل والمشارب والمناكح والبنين والأموال والجاه الدنياوي .
وعلوّ هذه الهمم عند أهلها بالتكاثر ممّا ذكر والتفاخر فيها فالأكثر مالا وبنين وجاها وملكا ، فهمّته أعلى فيما توهّمه كمالا .
ومنهم : من همّته متعلَّقة بالكمالات الروحانية الأخراوية المترتّبة بين أهلها .
كما قال تعالى : " وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا " آية 21 سورة الأسراء . لأنّها أكثر كمالات وأكثر تفصيلا .
وهؤلاء من قبلهم من أهل الدنيا وأهل الآخرة .
ومنهم : من تتعلَّق هممهم بالله وبما عند الله ، والتفاوت بالتفاضل بين هؤلاء الرجال في حظوظهم من الله ، وهم أضعاف ما تقدّم منهم على كثرة بين الصنفين  الأوّلين.
قال تعالى : " وَفي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ " آية 26 سورة المطففين.
و " لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ " آية 61 سورة الصافات .
وهؤلاء هم أهل الحظوظ من الله ، وأرباب الحظوة منه بحسب علوّ متعلَّقات هممهم من العلم والمعرفة والكشف والشهود والتجلَّي والقربات والمقامات والمراتب الكمالية الاختصاصيّة .
كالولاية والنبوّة والرسالة والخلافة والكمال ودرجات الأكملية .
ومن تعلَّقت همّته من هؤلاء بأمر منها ، فهو مطلبه الغائي وإليه غايته وغاية همّته إن قدّر له الوصول إليه ، وإلَّا فهو سالك فيه وإليه .
والأكمل منهم من لا تعلَّق لهمّته بغير الحق الصرف الخالص من غير نظر والتفات عشقي إلى أمر ممّا ذكر . والواصلون إلى ما ذكر من قبل هم من هؤلاء الذين لا تعلَّق لهممهم إلَّا بالله ، وهو أهل الله خاصّة .
وإمداد جميع هذه الهمم إنّما هو من الحضرة المحمدية الكمالية الكلَّية ، كما قال الله تعالى: " كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ من عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً " ىية 20 سورة الإسراء.
فافهم ، وتدبّر ، واعتبر من أيّ صنف أنت ؟
ولا تتعشّق بأمر متعيّن غير الحق المطلق من كونه فوق الحظوظ المتعيّنة لأربابها ، والله الموفّق .
.


العودة إلى الفهرس
 الموضوع  التـــــــالي    ....    الموضوع  الســـابق 


واتساب

No comments:

Post a Comment