السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

Sunday, January 12, 2020

السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

18 - The Wisdom of Breath in the Word of Jonah

الفقرة الأولي:
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
18 - فص حكمة نفسية في كلمة يونسية
اعلم أن هذه النشأة الانسانية بكمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا يتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بيده وليس إلا ذلك أو بأمره.
ومن تولاها بغير أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فيها وسعى في خراب من أمره الله بعمارته.
وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه.
فالغرض من هذه الحكاية مراعاة هذه النشأة الانسانية، وأن إقامتها أولى من هدمها.
ألا ترى عدو الدين قد فرض الله في حقهم الجزية والصلح إبقاء عليهم، وقال «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله»؟
ألا ترى من وجب عليه القصاص كيف شرع لولي الدم أخذ الفدية أو العفو، فإن أبى حينئذ يقتل؟
ألا تراه سبحانه إذا كان أولياء الدم جماعة فرضي واحد بالدية أو عفا، و باقي الأولياء لا يريدون إلا القتل، كيف يراعى من عفا و يرجح على من لم يعف فلا يقتل قصاصا؟
ألا تراه عليه السلام يقول في صاحب النسعة «إن قتله كان مثله»؟
ألا تراه يقول «وجزاء سيئة سيئة مثلها؟» فجعل القصاص سيئة، أي يسوء ذلك الفعل مع كونه مشروعا.
«فمن عفا وأصلح فأجره على الله» لأنه على صورته.
فمن عفا عنه ولم يقتله فأجره على من هو على صورته لأنه أحق به إذ أنشأه له، وما ظهر بالاسم الظاهر إلا بوجوده فمن راعاه إنما يراعي الحق.
وما يذم الإنسان لعينه وإنما يذم الفعل منه، وفعله ليس عينه، وكلامنا في عينه.
ولا فعل إلا الله، ومع هذا ذم منها ما ذم وحمد منها ما حمد.
ولسان الذم على جهة الغرض مذموم عند الله.
فلا مذموم إلا ما ذمه الشرع، فإن ذم الشرع لحكمة يعلمها الله أو من أعلمه الله، كما شرع القصاص للمصلحة إبقاء لهذا النوع وإرداعا للمعتدي حدود الله فيه.
«ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب» وهم أهل لب الشيء الذين عثروا على سر لنواميس الإلهية والحكمية.
وإذا علمت أن الله راعى هذه النشأة وإقامتها فأنت أولى بمراعاتها إذ لك بذلك السعادة، فإنه ما دام الإنسان حيا، يرجى له تحصيل صفة الكمال الذي خلق له.
ومن سعى في هدمه فقد سعى في منع وصوله لما خلق له.
وما أحسن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أنبئكم بما هو خير لكم وأفضل من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربون رقابكم؟ ذكر الله».
وذلك أنه لا يعلم قدر هذه النشأة الإنسانية إلا من ذكر الله الذكر المطلوب منه، فإنه تعالى جليس من ذكره، والجليس مشهود للذاكر.
ومتى لم يشاهد الذاكر الحق الذي هو جليسه فليس بذاكر.
فإن ذكر الله سار في جميع العبد لا من ذكره بلسانه خاصة.
فان الحق لا يكون في ذلك الوقت إلا جليس اللسان خاصة، فيراه اللسان من حيث لا يراه الإنسان: بما هو راء وهو البصر.
فافهم هذا السر في ذكر الغافلين.
فالذاكر من الغافل حاضر بلا شك، والمذكور جليسه، فهو يشاهده.
والغافل من حيث غفلته ليس بذاكر: فما هو جليس الغافل.
فالإنسان كثير ما هو أحدى العين، والحق أحدى العين كثير بالأسماء الإلهية:
كما أن الإنسان كثير بالأجزاء: وما يلزم من ذكر جزء ما ذكر جزء آخر.
فالحق جليس الجزء الذاكر منه والآخر متصف بالغفلة عن الذكر.
ولا بد أن يكون في الإنسان جزء يذكر به يكون الحق جليس ذلك الجزء فيحفظ باقي الأجزاء بالعناية.
وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال:
فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه.
وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم، ولكن في النار إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون بردا وسلاما على من فيها. وهذا نعيمهم.
فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تعود في علمه وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان. وما علم مراد الله فيها ومنها في حقه.
فبعد وجود هذه الآلام وجد بردا وسلاما مع شهود الصورة اللونية في حقه، وهي نار في عيون الناس.
فالشيء الواحد يتنوع في عيون الناظرين: هكذا هو التجلي الإلهي.
فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم في النظر إليه وفيه مثل الحق في التجلي، فيتنوع في عين الناظر بحسب مزاج الناظر أو يتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلي: وكل هذا سائغ في الحقائق.
ولو أن الميت والمقتول أي ميت كان أو أي مقتول كانإذا مات أو قتل لا يرجع إلى الله، لم يقض الله بموت أحد ولا شرع قتله.
فالكل في قبضته: فلا فقدان في حقه.
فشرع القتل وحكم بالموت لعلمه بأن عبده لا يفوته: فهو راجع إليه على أن قوله «وإليه يرجع الأمر كله» أي فيه يقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شيء لم يكن عينه، بل هويته هو عين ذلك الشيء وهو الذي يعطيه الكشف في قوله «و إليه يرجع الأمر كله».
والتّوفيق من اللّه تعالى .

متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
18- نقش فص حكمة نفسية في كلمة يونسية:
عادت بركته على قومه لأن الله أضافهم إليه وذلك لغضبه.
فكيف لو كان في حاله حال الرضا. فظن بالله خيراً. فنجاه من الغم.
وكذلك ننجي المؤمنين. يعني الصادقين في أحوالهم.
ومن لطفه أنبت عليه شجرةً من يقطين إذ خرج كالفرخ.
فلو نزل عليه الذباب أذاه لمّا ساهمهم أدخل نفسه فيهم.
فعمت الرحمة جميعهم.

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :
18 - فك ختم الفص اليونسى
1 / 18  - اعلم ان كل نبى وولى ما عدا الكمل منهم فإنه مظهر حقيقة كلية من حقائق العالم والأسماء الإلهية الخصيصة بها وأرواحها الذين هم الملأ الأعلى ، على اختلاف مراتبهم ونسبهم من العالم العلوي ،
واليه الإشارة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ان آدم في السماء الأول وعيسى في الثانية ويوسف في الثالثة ويونس في الرابعة وهارون في الخامسة وموسى في السادسة وإبراهيم في السابعة ومن المستبين ان أرواحهم غير متحيزة،
وليس المراد من ذلك الا التنبيه على قوة نسبتهم من حيث مراتبهم وعلومهم وأحوالهم ومراتب أممهم الى تلك السماء التي كانت أحوالهم هنا صور أحكامها، اعنى احكام المراتب والسموات،
 ومن هذا الباب ما يذكره الأكابر من اهل الله في اصطلاحهم بالاتفاق :
يأتى من الأولياء من هو على قلب جبرئيل ، ومنهم من هو على قلب ميكائيل ، ومنهم من هو على قلب اسرافيل - على جميعهم السلام - ونحو ذلك .

2 / 18  - وإذا تقرر هذا فاعلم : ان سر تسمية شيخنا رضى الله عنه هذه الحكمة بالحكمة النفسية هو من أجل ان يونس كان مظهرا للصفة الكلية التي يشترك فيها النفوس الانسانية ، ومثالها من حيث تدبيرها للأبدان العنصرية وأحواله عليه السلام صور احكام تلك الصفة الكلية وأمثلتها بحسب ما يقتضيه مرتبته واستعداده .

3 / 18 -  وبعد تقديم هذه القاعدة أقول : لما كانت النفوس في الأصل منبعثة عن الأرواح العالية الكلية المسماة عند الحكماء بالعقول ، وللنفوس الانسانية شبه قوى بتلك الأرواح من وجوه شتى : من جملتها البساطة ودوام البقاء ، ظنت ان تعلقها بالأجسام من حيث التدبير والتحكم لا يكسبها تقييدا وتعشقا ، وانها متى شاءت أعرضت عن التدبيرات بصفة الاستغناء ، وكانت كالارواح العالية التي انبعثت عنها وذهلت عن نزول درجتها عن درجة تلك الأرواح في هذا الامر وعن عدم استغنائها عن التعلق والتدبير .

4 / 18 -  فلما الفت الأبدان وانصبغت بأحكام الامزجة حتى اثرت فيها ، كما اثرت هي في المزاج وتعشقت بها واشتد تقيدها بصحبة البدن ، أراها الحق عجزها وقصورها عن البلوغ الى درجة من أوجدها الحق بواسطته ،
ورأت فقرها وتعشقها فرجعت متوجهة الى الحق بصفة التضرع والابتهال والافتقار الذاتي من الوجه الذي لا واسطة فيه بينها وبين الحق،
فأجاب الحق ندائها وأمدها من لدنه بقوة ونور استشرفت به على ما شاء الحق ان يطلعها عليه من حضراته القدسية ولطائف اسراره العلية، فانعكس تعشقها الى ذلك الجناب الأقدس واتصلت به وحصل لها بذلك الاتصال الرافع لأحكام الوسائط ما اوجب انتظامها في سلك اولى الأيدي والأبصار، وانفتح لها باب كان مسدودا فصار تدبيرها مطلقا غير مقيد بصورة بعينها دون صورة، بل حصل لها من القوة والكمال ما تمكنت به من تدبير صور شتى في الوقت الواحد، دون تعشق وتقيد .

5 / 18  - وربما ألبستها العناية عزا اتفق به ان تقف في مراتب الأرواح العالية وتكون كهي لما رأت من حسن ما تجلى لها من وراء باب الوجه الخاص الذي فتح لها بينها وبين موجدها وما استفادته من ربها من تلك الجهة ،
وسرى من بركة ما حصنته الى صورتها التي كانت مقيدة بتدبيرها قوى وانوار سارية متعدية في الموجودات علوا وسفلا وصارت حافظة باحدية جمعها من حيثية تلك الصورة التي كانت مقيدة بتدبيرها صورة الخلاف الواقع والثابت في الموجودات صورة ومعنى، روحا ومثالا .

6 / 18   -  وإذا فهمت ما أدرجته في هذه المقامات فاعلم : ان يونس عليه السلام من حيث أحواله المذكورة لنا في الكتاب العزيز مثال ارتباط الروح الإنساني بالبدن ، والحوت مثال الروح الحيواني الخصيص به ،
والسر في كونه حوتا هو لضعف صفة الحياة فيه، فان الحوت ليست له نفس سائلة، كذلك حيوانية الإنسان ذات حيوة ضعيفة، ولهذا تقبل الموت، بخلاف روحه المفارق، فان صفاته ثابتة ابدية، واليم مثال عالم العناصر، ووجه شبهه باليم هو ان تراكيب الامزجة المتكونة من العناصر غير متناهية .

7 / 18 -  واما موجب النداء والاجابة وسر قوله تعالى : " فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه " [ الأنبياء / 87 ] فقد سبقت الإشارة اليه آنفا عند الكلام على احوال النفوس المدبرة للأبدان .
واما سر قوله تعالى : " وأَرْسَلْناه إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ "  [ الصافات / 147 ] ،
 فإنه إشارة الى امهات حقائق العالم وقواه وانه على عدد الأنبياء وهم مائة وأربعة وعشرون ألفا ، فان كل نبى ووارث  من الأولياء مظهر حقيقة كلية من حقائق العالم والأسماء  كما أشرت اليه في اول هذا الفص .

8 / 18  - واما سر قوله تعالى : " لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ في الْحَياةِ الدُّنْيا ومَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ "[ يونس / 98 ] ،
فهو مثال ما ذكرته في فص عزير عليه السلام: النفوس الكمل بركة تسرى في أبدانهم وقواهم، فيحصل لها ضرب من البقاء ولا ينحل صور أبدانهم وان فارقتها أرواحهم بل يبقى الى زمان ابتداء انتشاء النشأة الاخراوية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :ان الله حرم على الأرض ان تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام، وهذا ما يسر الله تعالى ذكره من اسرار اليونسية وأحواله المذكورة، فتدبره والله الهادي.

كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة نفسية في كلمة يونسية :
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" كانت خلوة أيوب في البلاء .
وكانت خلوة إبراهيم في النار .
وكانت خلوة موسى في التابوت في اليم أولا ، ثم بالاعتزال والصيام .
وكانت خلوة يونس وكمال رياضته في بطن الحوت ".

كرامة استجابة الدعاء
جاء في القرآن الكريم : إن من كرامات الذكر للذاكرين أن يستجاب لهم الدعاء وذلك في آيات عدة ومنها في قوله تعالى مخبرا عن نبيه يونس عليه السلام : " فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "،
فكان الذكر سبب الاستجابة ، يقول تعالى : " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " .

الذكر - الذاكرين
في اللغة ذكر الله : أثنى عليه . ذكر النعمة : شكرها .
الذكر هو : 1. الصيت والشرف .
2. الذكر الصلاة .
3. الذكر القرآن .
4. الذكر الدعاء " .

في الاصطلاح الصوفي

يقول الشيخ ذو النون المصري:
" الذكر : غيبة الذاكر عن الذاكر " .

يقول الشيخ أبو سعيد الخراز:
" الذكر : هو اسم جامع لأعمال القلوب كلها من مقامات اليقين ومشاهدة العلوم من الغيب " .
ويقول : " الذكر : هو الإيمان والعلم " .

الشيخ سهل بن عبد الله التستري
سئل الشيخ ما الذكر ؟ فقال : " الذكر : الطاعة .
قيل : ما الطاعة ؟ قال : الإخلاص .
قيل : ما الإخلاص ؟ قال : المشاهدة .
قيل : ما المشاهدة ؟ قال : العبودية .
قيل : ما العبودية ؟ قال : الرضا .
قيل : ما الرضا ؟ قال : الافتقار .
قيل : ما الافتقار ؟ قال : التضرع والالتجاء ، سلم سلم إلى الممات " .

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" للذكر آداب أربعة :
الأول : طلب الحق .
والثاني : الإعراض عن الخلق .
والثالث : إن يجعل شيخه بين عينيه قبل الذكر .
والرابع : إن يقف كالميت لا يتحول عن الباب " .

يقول الشيخ الجنيد البغدادي:
" الذكر : هو منشور الولاية ، فمن أعطي المنشور فقد أعطي الولاية ، ومن سلب المنشور فقد سلب الولاية " .
عقب الشيخ عبد الغني النابلسي على ذلك بقوله : " المنشور : هو المرسوم والحكم والبراءة ، فالحكم السلطاني والبراءة يقال لها بين الناس : منشور " .

يقول الشيخ عبد الله الخراز الرازي:
" الذكر : هو طعام العارفين " .

يقول الإمام القشيري:
" الذكر : هو طريق الحق سبحانه ، فما سلك المريدون طريقا أصح وأوضح من طريق الذكر ، وان لم يكن فيه سوى قوله تعالى : " أنا جليس من ذكرني " لكان ذلك كافيا " .
ويقول : " الذكر : هو استغراق الذاكر في شهود المذكور ، ثم استهلاكه في وجود المذكور ، حتى لا يبقى منك أثر يذكر ، فيقال : قد كان مرة فلان " .
ويقول : " الذكر : هو نطق القلب بنعت الغيب .
وهو  : بيان الفوائد بصدق الاعتقاد .
وهو  : استهتار الأسرار باسم الجبار .
وهو  : امتلاء القلب من المذكور واستيلاء الاسم على الضمير .
وهو : اندراج الذاكر في مذكوره واصطلام السرائر عند ظهوره " .

يقول الشيخ عبد الله الهروي:
" الذكر : هو التخلص من الغفلة والنسيان " .

يقول الإمام أبو حامد الغزالي:
" الذكر : هو حقيقة نمو استيلاء المذكور على القلب ، وانمحاء الذاكر وخفاؤه " .

يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني
الذكر : جلاء رمد العقول ، وهو روح جنان الرحمة ، تهب نسيمه على مشام أرواح الذاكرين ، فتهتز من نشواته أعطاف الأرواح في أقفاص الأشباح  .
ويقول : " الأذكار : هي الحاملة للمحمولين ، ومسكنة الساكنين ، وجاذبة إلى ما وراء سرادقات الجلال من مصون الأسماء ، وبديع الصفات " .

يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير:
" الذكر : حفظ القلب من الوسواس ، وترك الميل إلى الناس ، والتخلي عن كل قياس ، وإدراك الوحدة بالكثرة ، وحسن ملاحظة المعنى " .
ويقول : " الذكر : هو نور القلب " .

يقول الشيخ عبد الرحيم المغربي القنائي :
 " الذكر : هو اضمحلال الذاكر برؤية المذكور ، حتى يبقى محقا في عين المحو ، وسكران في سر الصحو " .

يقول الشيخ نجم الدين الكبرى:
" الذكر : هو حق ، وهو صفة حق ، يفني الحظوظ ويبقي الحقوق ، فلا مضادة بينهم " .

يقول الشيخ عمر السهروردي:
" الذكر : جمعية أعمال القلب " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
" الذكر : هو من نعوت كونه متكلما ، وهو نفس الرحمن الذي ظهرت فيه حقائق حروف الكائنات وكلمات الحضرة " .

تقول د. سعاد الحكيم الذكر عند ابن العربي الطائي الحاتمي  :
"لا يقف عند حدود تلفظ معين مميزا محددا باسم الذكر ، بل كل ما في الوجود يذكر بالحق ، إذ نستطيع أن نعبر من خلاله إلى الحق ، فكل موجود هو مجلى يوصل للمتجلي فيه  .
وتقول : " الذكر عند ابن العربي : هو فعل للحق في محل العبد ، وتنحصر همة العبد في التجرد الكلي عن كل تأثير لتهيئة المحل تهيئة كلية ، فالحق هو الذاكر ، والعبد هو المذكور".
وتقول : " الذكر عند ابن العربي : هو الحضور مع الحق ، والفناء فيه ، والتحقق بالوحدة الذاتية معه ، إذن ينتفي الذكر كنسبة بين ذاكر ومذكور ويسقط " .

يقول الشيخ نجم الدين داية الرازي:
" الذكر : هو الخروج عن ذكر ما سوى الله بالنسيان " .

يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي:
" الذكر : هو ما اطمأن بمعناه القلب ، وتجلى في حقائق سحائب أنوار سمائه الرب " .
ويقول : " الذكر : هو الانقطاع عن الذاكر لا المذكور ، وعن كل شيء سواه "
الذكر : هو الركن الأساسي في طريق القوم ، وهو مؤسس على الإخلاص والتوبة والعبودية والاستقامة ، ومثمر للورع والزهد والتوكل والرضا والمحبة  .

يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
الذكر : هو الدعاء إن لم يقرن مع الطلب  .
ويقول : " الذكر : هو مشاهدة إذا كان من الضمير الأعلى ، بمعنى : أنه يستجيب فيه المذكور ، أي المدرك والمشعور به " .

يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري:
" قيل : الذكر : هو ترديد اسم المذكور بالقلب واللسان ، وسواء في ذلك ذكر الله أو صفة من صفاته ، أو حكم من أحكامه ، أو فعل من أفعاله ، أو استدلال على شيء من ذلك ، أو دعاء ، أو ذكر رسله ، أو أنبيائه ، أو أوليائه ، أو من انتسب إليه ، أو تقرب إليه بوجه من الوجوه ، أو سبب من الأسباب ، أو فعل من الأفعال : بنحو قراءة أو ذكر ، أو شعر أو غناء ، أو محاضرة أو حكاية " .

يقول الشيخ فارس البغدادي:
" الذكر : هو طرد الغفلة ، وليس للمذكور من الذكر إلا حظ الذاكر منه ، وكل من ذكره فبنفسه بدأ ، لأن ثمرته عائدة عليه ، والحق وراء ذلك " .

يقول الشيخ أحمد عز الدين الصياد الرفاعي:
" الذكر هو شهود المذكور من حيث عظمته واضمحلالك بذكره "

يقول الإمام النووي:
" الذكر : هو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده ما لم يقفله العبد بغفلته " .

يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي:
" قال بعضهم : الذكر : هو أن يشهد ذكر المذكور لك بدوام ذكرك له ، قال الله تعالى : " فاذكروني أذكركم " .

يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
" لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه ، لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره ، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود
يقظة ، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور ، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور " .

ويقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" وأجمع القوم على أن الذكر مفتاح الغيب وجاذب الخير وأنيس المستوحش ومنشور الولاية ، فلا ينبغي تركه ولو مع الغفلة ، ولو لم يكن من شرف الذكر إلا أنه لا يتوقت بوقت لكان ذلك كفاية في شرفه " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الذكر إذا لم يرفع الحجاب فليس بذكر ، فلا يعول عليه " .
ويقول : " الذكر منك إذا لم ينتج لك سماع ذكر الحق إياك لا تعول عليه " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الله تعالى جليس من ذكره والجليس مشهود للذاكر ، ومتى لم يشاهد الذاكر الحق الذي هو جليسه فليس بذاكر ، فإن ذكر الله سار في جميع العبد ، لا من ذكره بلسانه
خاصة ، فإن الحق لا يكون في ذلك الوقت إلا جليس اللسان خاصة ، فيراه اللسان من حيث لا يراه الإنسان بما هو وراء وهو البصر فافهم هذا السر في ذكر الغافلين . فالذاكر من الغافل حاضر بلا شك والمذكور جليسه فهو يشاهده . والغافل من حيث غفلته ليس بذاكر فما هو جليس الغافل .
فالحق جليس الجزء الذاكر منه والآخر متصف بالغفلة عن الذكر ، ولا بد أن يكون في الإنسان جزء يذكر به يكون الحق جليس ذلك الجزء ، فيحفظ باقي الأجزاء بالعناية " .

يقول الشيخ سليمان بن يونس الخلوتي :
" إذا ذكر الشخص بلسانه ، ونظر بقلبه إلى الله تعالى ، وداوم على هذا الوجه ، يحصل في الأعضاء والمفاصل بعض مرض ، ويأخذ قلبه في الوجع مع قليل حرق .
اللهم لا تحرم طالبيك من هذا الوجع ، ووفقهم أن يشكروك على هذه الأوجاع .
ومنشؤها : أن الذكر يقطع اللذات والحظوظ التي تمكنت في قلبه وأعضائه وجوارحه أيام الغفلة ، فيكون هذا ابتداء نفوذ الذكر في قلبه ، فإذا زادت مواظبته على الذكر يصل أثر ذلك إلى الروح ، فتذكر الروح وتجلس على سرير القلب بالخلافة ، وتحكم على الحواس الظاهرة والباطنة ، فتنعزل النفس وتكون من رعايا الروح ، ثم يصل أثر ذلك إلى السر " .

يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" الذكر جهرا أنفع لمن غلبت عليه القسوة من أصحاب البداية ، والذكر سرا أنفع لمن غلبت عليه الجمعية من أصحاب السلوك " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" للحق ذكر ودعاء ، وللخلق ذكر ودعاء . فإن ذكرت الحق ذكرك .
وإن قلت : له يا رب ،قال لك : يا عبد ،وإن قلت له : أعطني ، قال لك : أعطني .
فاختر الذكر أو الدعاء ، الدعاء قوله : " وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم " .
والذكر قوله : " فاذكروني أذكركم  " .
ويقول : " الدعاء عبادة ، والذكر سيادة .
فمن دعاه وصل إليه ، ومن ذكره فهو عنده : " أنا جليس من ذكرني " .

يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
"يذكرون الله قياما" في مشاهدات الربوبية .
قعودا في إقامة الخدمة .
وعلى جنوبهم في رؤية الزلف " .

ويقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الذين يذكرون الله " في جميع الأحوال وعلى جميع الهيئات .
قياما في مقام الروح بالمشاهدة ،
وقعودا في محل القلب بالمكاشفة ،
وعلى جنوبهم أي تقلباتهم في مكان النفس بالمجاهدة " .

الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
يقول : " أهل الذكر : هم جلساء الحق ، فما يخبر الذاكر الذي يشهد الله فيه أنه ذاكر له إلا عن جليسه فيخبر بالأمر ما هو عليه ، وذلك هو العلم ، فإنه على بينة من ربه ، ويتلوه شاهد منه ، وهو ظهوره بصورته ، أي : الذي أتى به من العلم فهو صفته التي بها تجلى هذا الشخص الذاكر ، فعلى قدر ذكره يكون الحق دائم الجلوس معه " .

يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري:
" كمال ذكر الله : هو المشاهدة " .

الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
يقول : " ذكر الاستغراق : هو ذكر ( نحن ) ، وإنه ذكر يستغرق الظاهر والباطن ، فيخرج ما في الباطن إلى الظاهر ، ويدخل ما في الظاهر في الباطن ، ويستر الظاهر بالباطن ، والباطن بالظاهر " .

يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني:
" الذكر : هو سيف المريدين ، به يقاتلون أعداءهم من الجن والإنس ، وبه يدفعون الآفات التي تطرقهم " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" إذا أشعرت قلبك ذكر الله دائما في كل حال ، لابد أن يستنير قلبك بنور الذكر ، فيرزقك ذلك النور الكشف ، فإنه بالنور يقع الكشف للأشياء ، وإذا جاء الكشف جاء الحياء بصحبته " .

يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني :
" لابد من الواسطة ، اطلبوا من معبودكم طبيبا يطبب أمراض قلوبكم ، مداويا يداويكم ، دليلا يدلكم ويأخذ بأيديكم ".

ويقول الشيخ عمر السهروردي :
" الذكر على أربعة أقسام : ذكر باللسان ، وذكر بالقلب ، وذكر بالسر ، وذكر بالروح .
فإذا صح ذكر الروح ، سكت السر والقلب واللسان عن الذكر ، وذلك ذكر المشاهدة .
وإذا صح ذكر السر ، سكت القلب واللسان عن الذكر ، وذلك ذكر الهيبة .
وإذا صح ذكر القلب ، فتر اللسان عن الذكر ، وذلك ذكر الآلاء والنعماء .
وإذا غفل القلب عن الذكر ، أقبل اللسان على الذكر ، وذلك ذكر العادة " .

ويقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الذكر على نوعين : ذكر طمس ، وذكر رمس .
فذكر طمس : ذكر إني ، وذكر رمس : ذكر أنا ، يجمعهما قوله تعالى :
" إني أنا " . فذكر إني ، يطمس الأعيان العقلية التي هي محال عيون العقل وبصائره عن شهادة غيب العبد حتى ترجع إليه عيون تلك الأعيان بعينها في شهادة عينه .
وذكر رمس : ذكر أنا ، وإنه ذكر يرمس شواهد تلك الأعيان بإقامة صورها في المحسوسات ، ويرمس أعيان المعينات في المبصرات ، ليقوم عبده بالقسط ، وليتمم السير والطير والمقامات الطمسية والرمسية ، وعند ذلك يجمع الله بين سكينته وطمأنينته ، وبين يمينه وشماله ، وبين طوبى وسدرة المنتهى ، ويرفع حجاب الطمس والرمس عن وجه العبد ، حتى يعلم ما في السماء والأرض ، ويسمع تقديس البشر وتسبيح الملائكة ، ويعلم أن في حقيقة البشرية قوة النظر وفي حقيقة الملكية قوة السمع ... وبما ذكرنا يتم منزلتان من منازل الوصلة " .

ويقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي :
" الأذكار أربعة : ذكر تذكره ، وذكر تذكر به ، وذكر يذكرك ، وذكر تذكر به .
فالأول : حظ العوام ، وهو الذي تطرد به الغفلة ، أو ما تخافه من الغفلة .
والثاني : تذكر به أي مذكور إما العذاب ، وأما النعيم وأما القرب وأما البعد وغير ذلك وأما الله جل وعلا .
والثالث : ذكر يذكرك مذكورات أربع : الحسنات من الله والسيئات من قبل النفس ، ومن قبل العدو وان كان الله هو الخالق لها .
والرابع : وهو ذكر تذكر به ، وهو ذكر الله لعبده ، وليس للعبد فيه متعلق وإن كان يجري على لسانه ، وهو موضع الفناء بالذكر وبالمذكور العلي الأعلى ، فإذا دخلت فيه صار الذكر مذكورا والمذكور ذكرا ، وهو حقيقة ما ينتهى إليه في السلوك ، والله خير وأبقى ".

ويقول الشيخ محمد بن أحمد البسطامي :
" الذكر على ستة أقسام :
ذكر الظاهر والباطن : وهو مقام المبتدىء .
وذكر القلب والسر : وهو مقام المتوسط .
وذكر الروح والخفي : وهو مقام المنتهي .
والمقصود الأصلي من الذكر ، ذكر الروح ، وهو ذكر الذات .
وقال بعضهم :
ذكر النفس : هو ذكر العادة .
وذكر القلب : هو ذكر الأفعال .
وذكر السر : هو ذكر الصفات .
وذكر الروح : وهو ذكر الذات " .

ويقول الشيخ أحمد بن عجيبة :
" ذكر العامة باللسان ، وذكر الخاصة بالجنان ، وذكر خاصة الخاصة بالروح والسر : وهو الشهود والعيان ، فيذكر الله عند كل شيء ، وعلى كل شيء ، أي : يعرف الله فيه ، وهنا يخرس اللسان ، ويبقى كالمبهوت في محل العيان ، ويعد ذكر اللسان في هذا المقام ضعفا وبطالة ، كما قال القائل :
ما إن ذكرتك إلا هم يلعنني   .....  سري وقلبي وروحي عند ذكراك
حتى كأن رقيبا منك يهتف بي  .....     إياك ويحك والتذكار إياك
أما ترى الحق قد لاحت شواهده  .....  وواصل الكل من معناه معناك

وقال الواسطي مشيرا لهذا المقام :
الذاكرون في ذكره أشد غفلة من الناسين ، لأن ذكره سواه " .

ويقول الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي :
" ذكر اللسان ... فهو ذكر النفس ، فهو ذكر مسموع بالحروف والصوت ...
وأما ذكر القلب ، فذكره ضد النسيان : وهو ملاحظة القلب .
وأما ذكر السر : فهو المراقبة لمكاشفة الأسرار الإلهية .
وأما ذكر الروح : فهو مشاهدة أنوار التجليات والصفات الصمدية .
وأما ذكر الخفي : فهو معاينة أنوار جمال الذات " في مقعد صدق عند مليك مقتدر " .

ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي :
" الذكر على ثلاثة أقسام هي :
ذكر العام : وهو باللسان وقلبه غافل .
ذكر الخاص : وهو باللسان وقلبه حاضر .
ذكر الأخص : وهو بالقلب الحاضر " .

يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
" أعلى درجات الذكر : هو ما ثار في الفؤاد من إشارة الحق وقت الاختيار إليه ببقاء العناية السابقة له ، فهذا ذكر دائم ثابت واصب ، لا يقدح فيه نسيان ، ولا تكدره غفلة ، وكان السكون والنفس والخطرة مع هذا الوصف ذكرا ، وهو الذكر الكثير الذي أشار إليه الحق سبحانه في تنزيله " .

يقول الشيخ الحسين بن منصور الحلاج :
" الذكر ثلاثة : ذكر باللسان ، وذكر بالقلب ، وذكر بالروح . فإذا اجتمعت الثلاث كان المؤمن ذاكرا " .

ويقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" للذكر مراتب :
ذكر النفس ، باللسان والتفكر في النعم .
وذكر الروح ، بالمشاهدة .
وذكر الخفاء ، بالمناغاة في المعاشقة .
وذكر الله ، بالفناء فيه " .

يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي:
" الذكر : هو طرد الغفلة ، ولذا قالوا : ليس في الجنة ذكر ، أي : لأنه لا غفلة فيها ، بل حال أهل الجنة الحضور الدائم " .

ويقول : " الذكر : نار لا تبقي ولا تذر ، فإذا دخل بيتا يقول أنا لا غيري ، وهو من معاني لا إله إلا الله ، فإن وجد فيه حطبا أحرقه ، فصار نارا ، وإن كان فيه ظلمة كان نورا فنوره . وإن كان فيه نور صار نورا على نور " .

يقول الشيخ الحسين بن منصور الحلاج :
" أشرف الذكر : ما لا يشرف عليه إلا الحق ، وما خفي من الأذكار أشرف مما ظهر " .

يقول الشيخ أبو علي الدقاق :
" الذكر ركن قوي في طريق الحق سبحانه وتعالى ، بل هو العمدة في هذا الطريق ، ولا يصل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الذكر ... صورته التي في الأقوال على تسعة وعشرين نوعا وهي :
التلبية ، والتوجيه ، والتسليم ، والتفويض ، والإلجاء ، والإيمان ، والإسلام ، والتسبيح، والتحميد ، والتهليل ، والتكبير ، والتمجيد ، والاستعاذة ، والاستغفار ، والاستغاثة ، والتوبة ، والصلاة على النبي ، والسلام والدعاء لنفسه ولغيره ، وقراءة القرآن ، والتلفظ بكلمتي التوحيد ، وذكر كلمة الله ، وذكر هو ، وذكر أنت ، وذكر أنا ، وذكره بطريق النداء مثل أن نقول : يا حي ، ويا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، وذكر الأسماء الحسنى ، والتحدث بنعمة الله والثناء عليه " .

يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي :
" الذكر : وبساطه العمل الصالح ، وثمرته النور " .

يقول الإمام أبو حامد الغزالي :
" الذكر له ثلاث وظائف :
فذكر الظاهر بلقلقة اللسان ، فهذا يستحب في التلاوات من هياكل العبادات .
والذكر الخفي ، هو إكسير العبادات .
وذكر القلب ، ومنه يحدث الغنى عن العالم والاشتغال بالمحبوب " .

ويقول الدكتور أبو الوفا التفتازاني :
" للذكر عند ابن العربي الطائي الحاتمي وظائف ثلاث :
الأولى نفسية : فإن تزكية النفس وتصفيتها ، إنما تكون بكثرة الأوراد والأذكار .
والثانية خلقية ، لأن النفس بترقيها بالأذكار تلهم صاحبها فعل الخيرات ، وتكمل أوصافها ، وتصبح رحيمة لجميع الخلق ، فتحب للكافر الإيمان ، وللعاصي التوبة من العصيان ...
والثالثة ميتافيزيقية : إذ لا يزال المريد يشتغل بالذكر حتى يرتفع عنه عالم الخيال ، ويتجلى له عالم المعاني المجردة عن المادة ، ولا يزال كذلك حتى يتجلى له مذكوره ، ويدرك حقيقة الوجود الواحدة " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" عوالم الذكر عند نفاذ الفكر ثلاثة وعشرون عالما منها :
عالم ذكر الموجود في الواجد ،
وعالم ذكر المشهود في الشاهد ،
وعالم ذكر الوحدة في الواحد .
وعالم ذكر الذكر في المذكور .
وعالم ذكر النور في النور .
وعالم ذكر النفس في النفس .
وعالم ذكر النفس في العكس .
وعالم ذكر الشهود في شاهد الشاهد .
وعالم ذكر الذاكر بلا حروف .
وعالم ذكر المنظور في الناظر بلا صرف .
وعالم ذكره بلا أنا في هو .
وعالم ذكري بلا أنت في أنا .
وعالم ذكرنا بلا نحن في إنا لقادرون .
وعالم ذكر البيان بعد رفع اللسان .
وعالم ذكر الشأن قبل ما كان .
وعالم ذكر الأنس في حضائر القدس .
وعالم ذكر العيان مع فناء الأعيان .
وعالم ذكر الضمير في الضمائر .
وعالم ذكر السر في السرائر .
وعالم ذكر الأخفى من السر في السر .
وعالم ذكر الخير في البر .
وعالم ذكر العالم في العالم .
وعالم ذكر المعلوم بلا عالم .
ثم يترقى من عوالم الذكر إلى بحوره ، وينتفع بروحه وبحوره " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" سر التدرج في الذكر والتوجه والترقي ، هو لإحياء حقيقة المناسبة الثابتة أزلا بين الحق وعبده - أعني المستهلكة الآن والمحجوبة بأحكام الخلقية والخواص والصفات المختلفة الإمكانية - وإنما هي تصح وتحصل وتخلص بقطع التعلقات الظاهرة والباطنة وتفريغ القلب من جملة الارتباطات الحاصلة بعد الإيجاد " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" أي ذكر كان من وجه كوني ، ومن وجه رباني ، لأنه من حيث لفظه والنطق به هو كون . وإنما من حيث مدلوله : هو حق ، فهو كالبرزخ بين الحق والكون " .

يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
" قوم تسبق أنوارهم أذكارهم ، وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم .
ذاكر ذكر ليستنير قلبه ، وذاكر استنار قلبه فكان ذاكرا " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الذكر حجاب عن المذكور ، بمنزلة الدليل ، والدليل متى أعطاك المدلول سقط عنك فمتى كنت مع المذكور فلا ذكر
دع الذكر والتسبيح إن كنت عاشقا   ...   فليس يديم الذكر إلا المنافق  
إذا كان من تهواه في القلب حاضرا  .....  وأنت تديم الذكر كنت منافقا ".

ويقول : في معرفة مقام ترك الذكر
لا يترك الذكر ألا من يشاهده ... وليس يشهده من ليس يذكره
فقد تحيرت في أمري وفيه ... فأين الحق بينهما عينا فأوثره
ما ان ذكرتك ألا قام لي علم ... فحين أبصره في الحين يستره
فلا أزال مع الأحوال أشهده ... ولا أزال مع الانفاس أذكره
ولا يزال لدي الأعيان يشهدني ... ولا يزال مع الاسماء يظهر هو

إن الذكر أفضل من تركه ، فإن تركه إنما يكون عن شهود ، والشهود لا يصح أن يكون مطلقا والذكر له الإطلاق ،
" وترك الذكر أولى بالشهود ..... فذكر الله أولى بالوجود
فكن إن شئت في جود الشهود ..... وكن إن شئت في فضل الوجود " .
وقال أيضا:
بذكر اللّه تزداد الذنوب .....  وتحتجب البصائر والقلوب
وترك الذكر أفضل منه حالا .....  فإنّ الشمس ليس لها غروب

وقد علقت الدكتورة سعاد الحكيم على هذه الأبيات قائلة :
" ازدياد الذنوب بالذكر يحتمل معنيين : أن الذكر يفترض الفقد الذي هو ذنب .
أن الذكر يفترض تثنية بين الذاكر والمذكور ، لأنه إشراك المذكور في الوجود الذي يقفه ابن العربي الطائي الحاتمي على الحق ، وهذا الإشراك ذنب " .

الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
يقول : " ذكر الغيبة : هو ذكر كلمة الله ، وهو ذكر يغيب العبد بغلبة أنوار ذكر الله على القلب ، وهي أنوار المشاهدة ، ويكون ذلك : بانتفاء إحساسك بك : وذكرك
لك ، وخبرك عنك ، حتى تكون مختطفا عن جملتك باستيلائه عليك . فكلما زاد شهودك له زادت أجنبيتك عنك وعن الكون " .

الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
يقول : " ذكر الفناء : هو ذكر ( لا إله إلا الله ) ، وهي ذكر ينفي صفات العبد بغلبة أنوار التوحيد على لب قلبه ، حتى لا يرى صفة من صفات نفسه ، ولا يرى نفسه أيضا بصفاته ولا صفاته بذاته ، وهذه الغلبة تنفي العين بخلاف الغلبة الأولى غلبة ذكر الغيبة ، فإنها تنفي الغير".

يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
" قال بعضهم : الذاكرون على مراتب :
قوم ذكروا الله بألسنة ناطقة وقلوب عارفة ، حتى وجدوا حلاوة الذكر .
وقوم ذكروا الله بأفعال مخلصة وطاعات مرضية ، حتى نسوا أنفسهم لوصولهم إلى ما طابت إليه قلوبهم .
وقوم ذكروا الله بحالاتهم نظروا إلى ذكر المولى إياهم في الأزل وبقاء ذكره عليهم إلى الأبد ، فوجدوا ذكرهم بين ذكرين عظيمين ، فذابوا حبا ، وصار ذكرهم عندهم
هباء " .

ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
" متى ذكرته بلسانك ، فأنت نائب .
فإذا ذكرته بقلبك ، فأنت سالك .
فإذا ذكرته بسرك ، فأنت عارف " .

يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
" قال بعضهم : الذاكرون خمسة : ذاكر ذكره بالثناء ، وآخر ذكره بالدعاء ، وآخر ذكره بالتسبيح ، وآخر ذكره بالاستغفار ، وذاكر ذكره بذكره " .

يقول الشيخ الحكيم الترمذي :
" الناس في الذكر على طبقات :
فمنهم : من يدوم له ذكره في وقت الذكر ، ثم يعلوه غفلة حتى يقع في التخليط ، وهو الظالم .
ومنهم : من يدوم له ذكره في وقت الذكر ، ثم تعلوه معرفته بسعة رحمة الله وحسن معاملته مع عباده فتطيب نفسه بذلك فيصل إلى معاشه ، وهو المقتصد على سبيل
الاستقامة .
وأما أهل اليقين : وهم السابقون المقربون جاوزوا هذه الخطة ، ولهم درجات : فأولها الخشية مرتبة أخرى ، وهي الهيبة والأنس ... مرتبة أخرى ، وهي مرتبة الانفراد بالله .. مقام الأمناء ، ويصير سيد الأولياء والعارفين " .

يقول الشيخ أبو يزيد البسطامي في الذكر بلسان الأبدية:
" إني لأستحي أن يكون ذكري دون الأبد .. وأقول بلسان الأبدية من الأزل إلى الأبد: الله" 

تقول الدكتورة سعاد الحكيم الذكر في اصطلاح الشيخ الأكبر:
" إن الذكر إذا تخطى صورته اللسانية ليعم ( الذاكر ) أوصل موضوعه إلى حال حضور مع ( المذكور ) .
فالذاكر للحق يصل بذكره إلى الحضور في حضرة الحق من حيث ( الاسم المذكور ) . وعندما يصل الذاكر إلى حضرة الحق ، يجلس معه مدة ذكره ، فهو جليس الحق ،

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" لأن أهل الذكر هم جلساء الحق ...  فعلى قدر ذكره “ الذاكر “ يكون الحق دائم الجلوس معه ... فكل ذاكر لا يزيد علما في ذكره بمذكوره فليس بذاكر ، وإن ذكر
بلسانه ، لأن الذاكر هو الذي يعمه الذكر كله ، فذلك هو جليس الحق " ...
ويقول : " لما كان رسول الله يذكر الله على كل أحيانه ، والله جليس من يذكره ، فلم يزل رسول الله جليس الحق دائما " .
إذا الذاكر هو جليس الحق ، وحيث أن التنزيل العزيز أكد أن الحق يذكر من يذكره “ فاذكروني أذكركم “ اصبح الحق كذلك جليس الذاكر ،

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" ما بأيدينا من الحق إلا الذكر ، ولذلك قال : أنا جليس من ذكرني " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" مجالس الحق على نوعين :
النوع الواحد : لا يتمكن فيه إلا الخلوة به تعالى فهذا لا تقع فيه الإشارة وذلك إذا جالسته من حيث هو له على علمه به .
والنوع الثاني : ما تمكن فيه المشاركة في المجلس ، وهو إذا تجلى للعبد في صورة أمكن أن تحضر في تلك المجالسة جماعة قلوا أو كثروا .. ففي هذا المجلس تكون الإشارة " .
يقول الشيخ : " التجلي الذاتي : لا يكون إلا في المظاهر " .

تقول الدكتور سعاد الحكيم:
" التجلي الذاتي “ عند ابن العربي الطائي الحاتمي “ : هو تجلي الحق بذاته في الأشياء ، وفي كلتا الحالتين لا يقبله أهل الحقائق ، إذ أن تجلي الحق لا يكون إلا في صور خلقه ... في المظاهر ، وهو بتجليه في المظاهر يسمى ذاتيا إذا أعطى الكشف بحقيقة الحقائق " .

يقول الشيخ أحمد بن عجيبة تجلي الذات على قسمين:
" تجلي الذات على قسمين :
قسم يكون بوسائط كثيفة ، ظاهرها ظلمة وباطنها نور ، ظاهرها حكمة وباطنها قدرة ، ظاهرها حس وباطنها معنى ، وهو تجلي هذه الدار .
وقسم يكون بوسائط لطيفة نورانية ، ظاهرها نور وباطنها نور ، ظاهرها قدرة وباطنها حكمة ، ظاهرها معنى وباطنها الحس ، وهو تجلي دار الآخرة " .


   .
واتساب

No comments:

Post a Comment