Thursday, September 12, 2019

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

12 - The Wisdom of the Heart in the Word of Shu'aib 

الفقرة العاشرة:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

قال رضي الله عنه : («إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر. فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.  فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر، فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له.  وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،) 

("إن في ذلك ") [ق: 37]، أي ما ذكر من آيات الله تعالى الباهرة وحقيقته الظاهرة في كل صورة في الدنيا والآخرة (" لذكري")، أي تذكر وتحقق ("لمن كان له قلب") [ق: 37]، أي لا نفس لأن النفس ما جمد على حالة واحدة من باطن الإنسان المنافسة الحق تعالى في دعوى الوجود معه سبحانه والاستقلال بالأعمال والأحوال والأقوال، فاقتضى ذلك التباس الأمر عليه السلام.
قال تعالى: "بل هم في لبس من خلق جديد" [ق: 15]
وأما القلب فإنما سمي قلبا (لتقلبه في أنواع الصور)، أي اختلاف الصور عليه في شعور منه بذلك (و) أنواع (الصفات) المختلفة فلا يلتبس عليه الخلق الجديد الذي هو فيه كل لمحة لقيامه بأمر الله تعالى.
قال تعالى: "وما أمرنا إلا وجد كلمح بالبصر " [القمر: 50]، (ولم يقل) سبحانه (لمن كان له عقل فإن العقل قید) يقال : عقلت البعير إذا قيدته بالعقال خوفا من شروده (فيحصر)، أي العقل قال رضي الله عنه : (الأمر) الإلهي (في نعت)، أي وصف (واحد والحقيقة) الإلهية المطلقة (تأبي الحصر)، أي تمتنع منه وتبعد عنه (في نفس الأمر)، لأن لها الإطلاق الحقيقي عن كل إطلاق مفهوم
(فما هو)، أي ذلك الحق تعالى (ذكرى لمن كان له عقل)، لأن العقل يربطه سبحانه في اعتقاد مخصوص وينفي عنه ما عدا ذلك الاعتقاد (وهم)، أي العقلاء الناظرون بعقولهم في معرفة الله تعالى.

قال رضي الله عنه : (أصحاب الاعتقادات) المختلفة يعتقد كل واحد منهم اعتقادا مخصوصا في الله تعالى أداه إليه نظر عقله واجتهاد فكره وهو فرح به مسرور يدعو إليه غيره لجزمه فيه أنه مطابق لنفس الأمر فيما الحق تعالى عليه وهم (الذين يكفر بعضهم بعضا) أي ينسب بعضهم بعضا إلى الكفر بالله تعالى لتصويب اعتقادهم في الله تعالى أنه كذا.
والحكم على اعتقاد غيرهم فيه تعالى أنه خطأ غير موافق لنفس الأمر الذي عندهم، مع أن الاعتقادات كلها مخلوقة فيهم باعترافهم بذلك وإجماعهم على أن الحق تعالى لا يشابه مخلوقاته أصلا.
قال تعالى: "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" " وأضله الله على علم" [الجاثية: 23] الآية (ويلعن)، أي يدعو باللعن والطرد عن رحمة الله وعن القرب إليه سبحانه
(بعضهم بعضا وما لهم) كلهم (من ناصرين) .
كما قال الله تعالى: " ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين" [العنكبوت : 25].
(فإن الإله المعنقد) بصيغة اسم المفعول، أي الإله الذي يعتقده الإنسان ويحصره بفهمه مع نفيه جميع ما يعتقده غيره من كل ما لا يكون مثل اعتقاده هو (ما له حكم)، أي تأثير أصلا لأنه أثر صادر عن توهم معتقده وجهله بالإله الحق سبحانه (في الإله المعنقد) الذي يعتقده (الآخر) الذي يخالفه.
فلأجل هذا لا ينصر معتقده على من يكذب به من صاحب الإله المعتقد الآخر وبالعکس.
قال رضي الله عنه : (فصاحب الاعتقاد يذب)، أي يحمي (عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره)، على من كذب به (وذلك) الإله (الذي) صوره (في اعتقاده لا ينصره)، لأنه أثره الذي قد أثره بقدرة الإله الحق سبحانه (فلهذا لا يكون له).
أي لذلك الذي في اعتقاده أثر (في اعتقاد) صاحب ذلك الإله الآخر (المنازع له وكذلك المنازع) بصيغة اسم المفعول الذي هو قد نازعه غيره بأن جحد عليه إلهه الذي اعتقده في نفسه (ما له) أيضا (نصرة من إلهه الذي في اعتقاده) لما ذكرنا من أنه أثر صادر عن نفسه فلا تأثير له في شيء أصلا، ولهذا إذا دعاه لا يجيب دعاءه لأنه ليس هو الإله الحق تعالى .
والله تعالى يقول : "ادعوني أستجب لكم" [غافر: 60] فلو دعا الله تعالی لاستجاب له (وما لهم)، أي لأصحاب آلهة الاعتقادات (من ناصرين) من آلهتهم التي اعتقدوها وعبدوها في نفوسهم. 
قال الله تعالى : "ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم" [محمد: 3]. 
وقال تعالى: "ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم " [محمد: 11].



شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

كما قال تعالى في القرآن المجيد ("إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب").
فإن كلام الشيخ لمعنى القرآن ففي ذلك أيضا لذكرى لمن كان له قلب وإنما اختص الذكرى لمن كان له قلب (لتقلبه) أي تتقلب القلب (في أنواع الصور والصفات) فيعلم أن الحق هو المتجلي في كل صورة ويعبده فيها فيدرك الأمر على ما هو عليه ولا يحصره في وصف دون وصف بل يعم جميع أنواع الصفات كما هو الأمر في نفسه كذلك .
فالمراد بالذكرى مشاهدة العين الواحدة في صور كثيرة أو التذكر ما نسيه من مشاهدة الحق بسبب ظهوره في هذه النشأة العنصرية فهذه المشاهدة لا تكون إلا لمن له قلب.
قال رضي الله عنه : (ولم يقل الحق لمن كان له عقل فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبي الحصر في نفس الأمر) فلا يعلم ذو العقول الأمر على ما هو عليه في نفسه.
(فما هو) أي ليس القرآن (ذكرى لمن كان له عقل) فإن القرآن أنزل لبيان ما هو الأمر عليه في نفسه والعقل لا يوصل إليه بنظره الفكري.
قال رضي الله عنه : (وهم) أي من كان له عقل (أصحاب الاعتقادات) الجزئية (الذين يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا) لحصرهم الحق في صورة اعتقادهم الخاص ونفيهم عن غيره من الاعتقادات بخلاف أصحاب القلوب فإنهم لا يكفروا أحدا إلا بلسان الشرع لا بلسان الحقيقة.
فلا منازعة عذر أصحاب القلوب في شيء وإنما النزاع والمخالفة بين أصحاب الاعتقادات.
قال رضي الله عنه : (فما لهم من ناصرين) أي ليس لأصحاب الاعتقادات عند عجزهم نصرة من إلههم
قال رضي الله عنه : (فإن إله المعتقد ما) أي ليس (له حكم في إله المعتقد الآخر) حتى ينصر لعبده المعتقد له فإن النصرة دفع المكاره الواصلة له عن يد المعتقد الآخر.
فإذا لم يكن لإله المعتقد حكم إله المعتقد الآخر لم يكن له حكم في معتقد ذلك الإله فلم يكن لإله المعتقد نصرة لمعتقده.
ولا يفيد طلب النصرة من آلهة عند المكاره لأن الحق منزه عن ذلك الاعتقاد فهو ليس بطالب النصرة عن الحق بل طالب عما طابق صورة اعتقاده.
فلا تأثير له أصلا فلا يدفع المضرة عن عبده ولا ينصره (فصاحب الاعتقاد يذب) أي يدفع (عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه) أي اعتقد أن ذلك الأمر إلهه يدفع عنه ما يخالفه في اعتقاده كأصحاب النظر فإن بعضهم يدفع عن الإله الذي في اعتقاده ما أثبت له البعض مما يخالف اعتقاده.
قال رضي الله عنه : (وينصر، وذلك الذي في اعتقاده لا ينصره) فكان صاحب الاعتقاد إلها لآلهة وهو لا يشعر بذلك (وهذا الاعتقاد) أي اعتقاد أصحاب العقول من أهل الشرع (مقبول عند الله) لانقيادهم للشرع واستفادتهم هذا الاعتقاد منه لأنه ليس في وسع كل أحد أن يشاهد الحق على إطلاقه حتى كلف بهذا الاعتقاد "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها".
والمراد بإيراد هذا الكلام بيان مراتب الناس في العلم بالله لا تقبیح اعتقاد أرباب العقول من أهل الشرع.
قال رضي الله عنه : (ولهذا) أي ولأجل أن إله المعتقد لا ينصره عند التجائه (لا يكون له) أي لإله المعتقد (أثر في اعتقاد المنازع له ولا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده فما لهم من ناصرين) من إلههم الذي في اعتقادهم عند إصابة المكاره وأما إلههم في نفس الأمر وهو الإله الحقيقي لا الاعتقادي فهو ينصرهم ويدفع عنهم المكاره.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

قال رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر. فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين. فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين، )
قال: وإنما كان القلب أفضل من العقل لأن العقل يصف الحق في التنزيه وهو وصف واحد والحقيقة تأبى الحصر، والقلب يتقلب فهو يسع الحقيقة، والعقل لا يسعها من حيث هو مفكر أما من حيث ما هو قابل فهو القلب نفسه .
ثم علل رضي الله عنه، كون أرباب الاعتقاد يكفر بعضهم بعضا.
فقال: لأن إله صاحب هذا المعتقد مثلا ما له حكم في إله المعتقد الآخر بل الخلف بينهم قائم.
وأيضا فإذا نصر المعتقد مذهبه، فربه الخاص به لا ينصره، لأنه رب وهمي لا حقيقة له، فلا يكون لنصرة مذهبه أثر ظاهر ينقطع به النزاع وكذلك المقاوم له ولا يزال النزاع قائما .
ولذلك قال: يكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرین، فذكر أنه لا ناصر لهم فقد نفيه الحق تعالى النصرة عن آلهة الاعتقادات.
قال: فالحق عند العارف المعروف الذي لا ينكر ولا يتنكر في نفس الأمر. 

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

قال رضي الله عنه : (إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَه ُ قَلْبٌ " لتقلَّبه في أنواع الصور والصفات.
ولم يقل : لمن كان له عقل ، فإنّ العقل قيد يحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر ، فما هو ذكرى لمن كان له عقل ، وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفّر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا  وما لهم من ناصرين ) .
قال العبد : نسب الله - تعالى - الذكرى من عبيده لمن كان له قلب ، وأضافها أيضا في آية أخرى إلى ذوي الألباب ،
فقال : " إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لأُولِي الأَلْبابِ "  وكذلك قلب كلّ شيء لبّه ، ولا يذكر اللبّ إلَّا اللبّ من ذوي الألباب ، ولبّ كلّ شيء حقّه من الحق ، فالحق الذي في كل شيء وفي كل خلق هو لبّ ذلك الشيء .
وإلى ذلك أشار لأهل الإشارات ، بقوله : "كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ُ " .
 أي لا تحقّق له ولا حقيقة إلَّا حقيقة الحقيّة ، وهو ما يشير إليه المحقّق المحنّك : في كلّ شيء إنّ له وجها ، فذلك الوجه هو لبّ ذلك الشيء وحقّه وحصتّه الخصيصة به من مطلق الحق الساري في حقيقة كل شيء بأحدية الجمع والوجود ، وهو الحق المستجنّ .
الذي يشير إليه شيخنا رضي الله عنه في كتاب « مفتاح غيب الجمع والوجود » وفي « النفحات » و « إعجاز البيان » وغيرها من تصانيفه : والقلب وإن كان هو ذلك اللبّ من كلّ شيء ، ولكنّ الحق الذي هذا القلب عرشه لبّ اللبّ .
ثمّ اعلم : أنّ في معنى القلب مثل ما في لفظ حقيقة القلب لتقلَّب حقيقة القلب في أطوار القبول للتجلَّيات غير المتناهية ، وبين لفظة « القلب » ومعنى « القبول » و « القابلية » اشتراك لفظي ومعنوي وحقيقي ، ولولا قلبيّة بعض حروف للقلب والقابل ، وقبليّته وبعديّته ، لكان هو هو ، وقلب الشيء لغة أن يجعل أوّله آخره أو ظاهره باطنه ، جمعا وفرادى .
وكيف ما قلت وقلبت لفظ القلب فإنّ القبول والقابلية معه بالدوران .

وأمّا العقل لغة فهو القيد والربط والضبط والتشكيك والوشي ، فمقتضاه التقييد ، وحقيقة الذكرى بالحق عن الحق المطلق عن كل قيد حتى قيد الإطلاق الذي يقابله التقيّد ، تنافي العقل الذي حقيقته القيد والضبط .
ولهذا أظهرت هذه الحضرة القيد أوّلا في العقل الأوّل الذي عقل نور التجلَّي المطلق من المتجلَّي المطلق باستعداده الخصوصي التقييدي ، فأقامه الله لمظهرية هذا السرّ وهو القيد بحقيقته تقييد النور المطلق .
فقال له الحق : اكتب ، أي قيّد واجمع علمي في خلقي إلى يوم القيامة ، وذلك قيد لقيد في قيد ، وليس له القبول للمطلق مطلقا على الإطلاق دائما ، وقبول جميع التجلَّيات غير المتناهية دائما أبدا ليس إلَّا للحقيقة الإنسانية الأزلية الأبدية الكمالية الجمعية الأحدية ، فهي قلب الوجود الحق ، وكلّ تجلّ وظهور فإنّما هو قلب ظاهر التجلَّي بباطنه أو بالعكس .
أي تقليبه ، فإنّ باطن التجلَّي هو المتجلَّي بذلك التجلَّي ، وهو الذي ينقلب إلى نفسه وينقلب عند التجلَّي من عين المتجلَّى له ويقبل على المتجلَّي ويقبل تجلَّيه عليه ثانيا وثالثا ورابعا وخامسا وسادسا وسابعا إلى ما ما لا يتناهى.

 وليس ذلك تقلب القلب حتى ينقلب القلب قابلا ، وينقلب الحق إلى نفسه بالقبول ، وينقلب أبدا في أطوار التعيّنات وأنوار تنوّعات التجلَّيات ، فهو كلّ يوم أي كلّ آن من الزمان في شأن ، وما أعظم شأن ذي الشأن الذي هذا شأنه في كلّ آن وأنّ الآن هو يوم الذات لا ينقسم أبدا من الزمان.
ثمّ اعلم : أنّ من بعض صور التقلَّبات القلبية الإنسانية أيضا ضبط ما يرد عليه منه ، وربط ما فيه ومنه وبه ، وحصر ما لكلّ مقام ومرتبة بذلك المقام والمرتبة ، فالعقل للقلب منه فيه ، والقلب للعقل فيه بحسبه ، فللقلب عقل مطلق دائم ، كهو .

وللعقل قلب قابل لما يرد عليه كهو ، فإنّ العقل إنّما يعقل من الله ويقبل ، ويقبل ما يرد عليه من الحق الحقيقة قلبيّة في قابليّته لكنّه قبول معيّن لتجلّ معيّن بقابلية معيّنة إلى أمد مقيّد معيّن لا غير ، ولكنّ قبول كل تجلّ في كل آن وزمان لا يكون إلَّا للحقيقة القلبية الإنسانية الكمالية الإلهية الأحدية الجمعية التي أشرنا إليها وهي حقيقة الحقائق وقد مرّ حديثها مرارا ، فتذكَّر ، إن شاء الله تعالى " فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " ، " وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الأَلْبابِ " جعلنا الله وإيّاك منهم في أهله بفضله .

قال رضي الله عنه : ( فإنّ الإله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر ، فصاحب الاعتقاد يذبّ عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره ، وذلك الذي في اعتقاده لا ينصره ، ولهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له ، وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده ، فما لهم من ناصرين).
يشير رضي الله عنه : إلى أنّ النصّ الوارد بنفي النصرة وارد بنفيها عن كل واحد من أهل الاعتقادات على انفراد نصرة المجموع بقوله : « وَما لَهُمْ من ناصِرِينَ » ولكنّه ما نفى نصرة كلّ واحد لمعتقده ، فالكلّ منصور بنصرة كل واحد واحد من المعتقدين معتقده ، وكذلك كل واحد ناصر لمعتقده لا للكلّ ، فما لكل واحد منهم من ناصرين ، بل ناصر واحد هو هو لا غير .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له.  وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

قال رضي الله عنه: "قال الشيخ رضي الله عنه :  تعالى : "إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَه قَلْبٌ "  لتقلبه في أنواع الصور والصفات ،ولم يقل لمن كان له عقل ، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد ، والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر فما هو ذكرى لمن كان له عقل ،وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم بعضا ،ويلعن بعضهم بعضا ، وما لهم من ناصرين". إنما خص التذكر بالقلب لأنه يتقلب في الصور من عالم الشهادة والصفات والمعاني من عالم الغيب ويتشكل بكل شكل ، وفي موضع آخر باللب لأن لب كل شيء حقه من الحق ، ولم يقل لمن كان له عقل لأن العقل قيد لا يحكم إلا بالتقييد فيحصر الأمر في نعت واحد والعقلاء أصحاب الاعتقادات المقيدون وما في الكتاب ظاهر .

قال رضي الله عنه : "فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر ، فصاحب الاعتقاد يذب عنه : أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره ، وذلك الذي في اعتقاده لا ينصره ، ولهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له ، وكذلك المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده فما لهم من ناصرين "
 إله كل معتقد مقيد مجهول فكيف يكون له حكم في إله المعتقد الآخر فلا قوة ولا نصرة له ، فصاحب كل اعتقاد يذب عن معتقده وينصره ويسعى في بطلان إله المعتقد الآخر ، ومعتقده الذي في اعتقاده لا ينصره فإله كل معتقد باطل عند الآخر ، فلا يكون له قوة ولا أثر في المنازع له لأن إلهه الذي في اعتقاده محتاج إلى نصرة فكيف ينصره ، وكذلك المنازع ما له نصرة من معتقده الذي في اعتقاده ، فما لهم من ناصرين ، فلا تنقطع خصوماتهم ، إذ ليس لكل واحد منهم أنصار يغلبونه على البواقي .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

قال رضي الله عنه : ( "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " . لتقلبه في أنواع الصور والصفات . ولم يقل : لمن كان له عقل ، فإن العقل قيد ، فيحصر الأمر في نعت واحد ، والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر . )
أي ، السر في إسناد ( الذكرى ) إلى ( القلب ) هنا ، وفي  موضع آخر إلى ( اللب ) كقوله : ( إن في ذلك لذكرى لأولى الألباب ) .
و ( اللب ) هو القلب دون العقل ، أن القلب لكونه محلا لتجليات مختلفة من الإلهية والربوبية
وتقلبه في صورها ، يتذكر ما نسيه مما كان يجده قبل ظهوره في هذه النشأة العنصرية ، ويجد هنا ما أضاعه ، كما قال ، صلى الله عليه وسلم : ( الحكمة ضالة المؤمن ) .
والعقل ، أي القوة النظرية ، من شأنه أن يضبط الأشياء ويقيدها ، فيحصر الأمر الإلهي ، الذي لا ينحصر في نفسه ، فيما يدركه ، والحقيقة تأبى وتمنع من ذلك .
( فما هو ذكرى لمن كان له عقل . ) الضمير عائد إلى المشار إليه بذلك ، وهو القرآن ، أي ، القرآن ليس ذكرى لمن يريد أن يدرك الأشياء بالعقل .

قال رضي الله عنه : ( وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم بعضا ، ويلعن بعضهم بعضا ، وما لهم من  ناصرين . )
أي ، أصحاب الاعتقادات الجزئية . وإنما نسبهم إلى العقل ، لكون عقولهم أعطت لهم التقيد بتلك الاعتقادات بحسب إدراكاتهم . ولو كان مبدأ اعتقاداتهم قلوبهم ، لما كانوا مقيدين بها ، كما لم يتقيد القلب ، فكانوا من العابدين للحق في صور شؤونه كلها .
ولما تقيد كل منهم باعتقاد خاص ، ظن أن الحق هو الذي اعتقده فقط ، وغيره باطل ، فكفر بعضهم بعضا ، ولعن بعضهم بعضا ، فما لهم من ناصرين
.
( فإن إله المعتقد ماله حكم في إله المعتقد الآخر . ) لما كان لكل من أرباب العقائد الخاصة ربا خاصا يربه في صورة معتقده ، لا يمكن لكل من أربابها أن ينصر عبد رب آخر ، إذ ليس له تلك الوجهة التي للآخر من الله ، كما قال تعالى :
( ولكل وجهة هو موليها ) . لكن لكل أن ينصر عبده .
فليس المراد ب‍ ( الإله ) هنا ، الرب الحاكم على المعتقد ، بل المراد منه الإله المجعول الذي اتخذه المعتقد بتصوره وتعمله إلها .
وهذا الإله لا يقدر أن ينصر معتقده ، فكيف تقدر أن ينصر معتقدا آخر يضاده وينافيه قد والفرق بين الإله المجعول بحسب الاعتقاد ، وبين الأصنام التي عبدت ، أنها مجعولة في الخارج ، وهو مجعول في الذهن .
بل صاحب الاعتقاد ينصر إلهه ويدفع عنه ، وهو عاجز عن نصرته ودفع المكاره عنه . وإليه أشار بقوله رضي الله عنه  : ( فصاحب الاعتقاد يذب عنه ، أي ، عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره . وذلك الذي في اعتقاده لا ينصره . )
أي ، صاحب الاعتقاد يدفع عن الإله الذي اعتقده ما ينافيه ويخالفه ، وينصره ، وذلك
الإله لا ينصر صاحب الاعتقاد ، لأنه مجعوله ، والمجعول لا يمكن أن يكون أقوى  من جاعله لينصره .

قال رضي الله عنه : "فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له . وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده : "فما لهم من ناصرين". " أي ، فلأجل أن إله المعتقد عاجز
عن النصرة ، ليس له أثر في اعتقاد المنازع له .
وهكذا إله المنازع عاجز عن نصرة معتقده ، وليس له أثر ، أي ، فيمن يضاده وينافيه . فليس لأصحاب الاعتقادات الجزئية من ناصرين .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

قال رضي الله عنه : «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر. فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين. فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، ).
ثم قال الشيخ رضي الله عنه : ("إن في ذلك") أي: فيما ذكرنا من كون الكل عينا واحد متجلية في صور غير متناهية يتجلى الغريب ("لذكرى") بذكره، أنه كذلك في التجلي الشهودي ("لمن كان له قلب" [ق:37]) يعرف بقلبه في تجلياته لتجرده عن الصور(لتقلبه) أي : التقلب قلبه من حيث تجرده الموجب كونه كالمرأة (في أنواع الصور والصفات) المكتسبة من تلك الصور قبل التجلي الشهودي.
فعلم أن الحق يتقلب كذلك، ولا يعرفه العقل، وإن كان مجردا أيضا، ولذلك (لم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد) فلا يمكنه التقلب، فلذلك (ينحصر الأمر) أي: أمر الحق (في نعت واحد) كالتنزيه؛ لأنه يرى منع الجمع بين المتقابلين، بل يفيد كل شيء بأحدهما.
 (فما هو) أي: المذكور من لا تناهی التجليات الغيبية (ذكرى) في لا تناهي التجليات الشهودية.

قال رضي الله عنه : (لمن كان له عقل) مجرد عن الكشف، إذ يخص الحق، إما في التنزيه
المحض أو في التشبيه، ولا يرى الجمع بينهما، ولذلك قال: (وهم أصحاب الاعتقادات) الجزئية من أهل النظر (الذين يكفر بعضهم بعضا)، وإن كانوا جميعا أهل القبلة، وإن لم يكفروا، فلا أقل من أن (يلعن بعضهم بعضا) على البدعة ("وما لهم من ناصرين ") [آل عمران: 22] من الأدلة القاطعة لموجب الكفر واللعن لاختصاصهما بالمخفي من كل وجه.
وهو الكافر والمبتدع مصیب من وجه كما أشار إليه الإمام حجة الإسلام الغزالي بقصة الفيل الملموس لجماعة من العميان، وقد رويت في آخر فص هود، وكيف يكون له ناصر في رفع خصمه؟ 
وهو إما ينزل من الله لقوله تعالى: "وما النصر إلا من عند الله " [آل عمران: 126] وهو الاسم الجامع، ورب هذا المعتقد ليس بالاسم الجامع.
قال رضي الله عنه : (فإن إله المعتقد) أي: الاسم الإلهي الذي يعتقده شخص (ما له حكم في رفع (إله المعتقد الآخر)، أي: الاسم الذي يعتقده الآخر، إذ لذلك الإله من حيث ثبوته حجة مثبتة له بفيضها على معتقده، (فصاحب الاعتقاد يذب) ما يورد خصمه في دفعه (عنه).
ولما توهم عوده إلى الاعتقاد وهو مخل؛ لأن إلهه لا يقصد بما يفيضه من الحجة الذب عن اعتقاد معتقده من حيث هو اعتقاده، بل يقصد الذب عن نفسه، فسره بقوله رضي الله عنه : (أي: عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره)، أي: وينصر ذلك الأمر صاحب اعتقاده، (وذلك الذي في اعتقاده) أي: اعتقاد المنازع الأخر (لا ينصره)، أي: المنازع فیما يورده في دفع هذا الإله بحيث يجعله حجة قاطعة في الدفع، إذ لا حكم لإله في إله هذا الأخر.

قال رضي الله عنه : ( فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين)
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ولهذا) أي: ولعدم حكم إله معتقد في إله المعتقد الآخر (لا يكون) له أي: لا له معتقده (أثر في اعتقاد المنازع) بإثبات نفسه فيه منفردا، ولا ينفي معتقده، (وكذا المنازع  ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده) يؤثر بها في إثبات نفسه منفردا في اعتقاد الأول، ولا في دفع معتقده، (فما لهم) أي للمعتقدين (من ناصرين) على خصومهم بإثبات معتقداتهم في اعتقاد الخصوم، ولا بنفي اعتقادات الخصوم. ولذلك لا يرى مبتدعا يرجع عن بدعته، وإنما يرجع الكافر عن كفره.


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي قال اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

الحقّ تعالى عند العارف واعتقاد أهل النظر
ثمّ إنّ هذه الدقيقة الجليلة لمّا كانت من المسائل الغامضة التي لا يصل إليها العقول بقوتها النظريّة أصلا ، لاستلزامه الجمع بين النقيضين ، واحتوائه للضدّين - وهو من أجلى البديهيّات من المستحيلات عندها .
إلى ذلك أشار بقوله رضي الله عنه  : ( "إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَه ُ قَلْبٌ " لتقلَّبه في أنواع الصور والصفات ) حسب تقلَّب الحقّ وتنوّعه فيها وعدم توقّفه في شيء منها .
قال رضي الله عنه :  ( ولم يقل : « لمن كان له عقل » فإنّ العقل قيد ) ضرورة غلبة قهرمان الكون عليه ، ومقتضاه أن يعيّن ( فيحصر الأمر في نعت واحد ) ويتوقّف هناك ( والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر ) للزومها الإطلاق الذاتي
 .
قال رضي الله عنه :  (فما هو ذكرى لمن كان له عقل ، وهم أصحاب الاعتقادات ، الذين يكفّر بعضهم بعضا ، ويلعن بعضهم بعضا ) على ما هو مقتضى قوّة حكم القيد ونفوذ أمر التقابل فيه فما لهم إلَّا وجه واحد من الجمعيّة الكماليّة ، ودليل واحد ينصره عليه السلام .
قال رضي الله عنه :  ( وما لهم من ناصرين ، فإنّ الإله المعتقد ما له حكم في الإله المعتقد الآخر ، فصاحب الاعتقاد يذبّ عنه - أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه ) حافظا له عن أن يصيبه ما يدفعه أو يزلزله عن عقده من ورود الشبهات والشكوك ( وينصره ) على وثوق ذلك العقد .
والعجب أنّه ينصر ذلك ( وذلك الذي في اعتقاده لا ينصره ) عليه ، ضرورة أنّه الذي جعله وعقد عليه .

قال رضي الله عنه :  ( فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له وكذا المنازع ) له لكونه صاحب عقد مجعول مثله ( ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده فـ " ما لَهُمْ من ناصِرِينَ " )

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له.  وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)

قال رضي الله عنه :  («إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر. فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين. فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك)

(قال تعالى : (" إن في ذلك " )، أي القرآن الناطق بإثبات أمور متخالفة للحق سبحانه من التنزيه والتشبيه (و لأخرى)، أي تذكر بما هو الحق عليه في نفسه من التغلب في الشؤون.
(لمن كان له قل ) سمى به (لتقلبه في أنواع الصور والصفات) المتخالفة لاختلاف التجليات.
وإنما قال : "لمن كان له قلب" [ق : 37] (ولم يقل: لمن كان له عقل فإن العقل) لغة وحقيقة (قید) أما لغة فإنه يقال : عقل البعير بالعقال أي قيده به ، وعقل الدواء البطن أي عنده . 
وأما حقيقة فلأن العقل يقيد العاقل مما يؤدي نظره وفكره إليه (فيحصر القلب في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر)، في نعت واحد (في نفس الأمر فما هو).
أي القرآن (ذكرى لمن كان له عقل) لقيده بما يؤديه الفكر إليه فإنه ليس ممن يتذكر بما وقع في القرآن من الآيات الدال على التنزيه والتشبيه جميعا.
بل تأول ما وقع على خلاف ما يؤديه فكره إليه كالآيات الدالة على التشبيه مثلا.
(وهم)، أي من كان لهم عقل هم (أصحاب الاعتقادات) الجزئية و التتبيدية (الذين يكفر بعضهم) الذي يؤديه فكره إلى عقد مخصوص (بعضا) آخر يؤديه فكره إلى خلاف ما أدى إليه فكره إلى خلاف ما أدى إليه فكر البعض الأول (ويلعن بعضهم بعضا وما لهم)، أي لأصحاب الاعتقادات (من ناصرین) في هذه المخالفة والمجادلة (فإن إله المعتقد) الذي اتخذه بتصوره وجعله إلها (ما له حكم في إله المعتقد الآخر) ليخذله وينفيه فيكون ناصرا للمعتقد الأول.
وكذا له المعتقد الآخر ليس له حكم في إلى المعتقد الأون ليخذله وبنفيه فيكون ناصرا للمعتقد الآخر، وذلك لأنه لا يترتب على الصور المجعولة في الوهم أو الخیال حکم دائر كما يترتب على الأمور الخارجية.
فما هؤلاء المعتقدين من آلهة ناصرین . قال تعالى:" واتخذوا من دون الله ، آلهة لعلهم ينصرون [يس: 74] لا يستطيعون نصرهم بل هؤلاء المعتفدون ينصرونهم بالذب عنهم. 
والى ذلك الإشارة بقوله : وهم لهم جند محضرون لأن الجند إنما هو لنصرة صاحب الجند (فصاحب الاعتقاد يذب)، أي يدفع.

قال رضي الله عنه : ( في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين، )
قال رضي الله عنه :  (عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره وذلك الإله الذي في اعتقاده لا ينصره فلهذا)، أي تعدم نصرته إياه (لا يكون له أثر) وحكم (في اعتقاد المنازع له) بنفيه وإبطاله وإلا يلزم نصرته فإنه لیست نصرته إلا ذلك (وكذا المنازع ما له) ما تأكيد الأول فلا يرد النفي على النفي.
أي وكذلك المنازع ليس له (نصرة من إلهه الذي في اعتقاده ، فما لهم)، أي لأصحاب المعتقدات الجزئية (من ناصرین )

المواقف الروحية والفيوضات السبوحية شرح الأمير عبد القادر الجزائري 1300 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين،
)
وقول سيدنا رضي الله عنه : ("إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب") [ق: 37]. لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قید فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر. فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا فما لهم من ناصرين . فإن الإله المعتقد ما له حكم في الإله المعتقد الآخر : فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي أعتقد في إلهه وينصره، وذلك الذي في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له. وكذا المنازع ما له نصرة من إلهة الذي في اعتقاده، وما لهم من ناصرین، فنفى الحق الضرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد كل معتقد على حدته ، والمنصور المجموع، والناصر المجموع). 
و يقول رضي الله عنه مستدلا بالآية الكريمة: "إن في ذلك لذكرى" [الزمر: 21] الإشارة في الآية تفسير إلى ما ذكر في سورة ق من الوعد والوعيد وخبر الجنة والنار وخبر أهلهما وغير ذلك مما تضمنته السورة. 
وأما الإشارة في ذكر الآية الكريمة في كلام سيدنا فهي إلى ما ذكره من أحوال القلب وأحوال التجليات ونعوتها وتعددها، وأنها لا نهاية لها. 
وتقييد الحق عند من قيده وإطلاقه عند من أطلقه وکون الموجودات حقا كلها أو خلقا كلها، وكون المتجلي والمتجلي له واحدا إلى غير ذلك مما تقدم ذكرى "لذكري" [الزمر: 21] تذكرة لمن كان له قلب خاص، داع للتجليات الإلهية، باق على صفاته وتقديسه عن الأوضار الطبيعة، أو صقلته الرياضيات والمجاهدات، واتباع الكتاب والسنة، فصفا بعد الكدورة وتطهر بعد النجاسة.
فإن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، وجلاؤها ذكر الله كما ورد. 
ثم اعلم أن كل إنسان له قلب، فإن القلب اسم للروح الجزئي، وسمي جزئيا لتدبيره الجسم الجزئي، إذ الروح الكلي لما تنزل من مرتبة كليته إلى تدبير جسم الإنسان صار جزئيا.

وهو سمي قلبا لتقلبه في أنواع الصور التي يتجلى له الحق فيها، فهو دائم القلب مع الأنفاس، لأنه مخلوق على صورة الحق تعالى وصورة الحق لا تعطي الضيق، ولا مجال لها إلا في التقليب. فالحق يتقلب في أحكام أعيان، وأحكام أعيان الممكنات لا نهاية لها.
فالتقليب الإلهي لا يتناهی ولو فتش الإنسان دقائق تغيراته في كل نفس، لعلم أن الحق عین حاله هو تعالى من حيث هويته، وراء ذلك كله، كما هو عين ذلك كله.
 فإن الأحوال في العالم ما هي بأمر زائد عن الشأن الذي الحق فيه، بل هو عين الشأن. 
وقال تعالی: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب" [ق: 37] ولم يقل لمن كان له عقل. 
فإن العقل فيه مأخوذ من عقال البعير، وهو الحبل الذي يمنعه من النهوض والنفور، فيحصر العقل الأمر الإلهي في نعت وأحد واعتقاد مفرد، ويحجر على الحق تعالى  أن يكون على اعتقاد مخالف لمعتقده . 
والحقيقة تأبي وتمنع الحصر بأن يكون الإله الحق على ما يعتقده فيه واحد دون غيره من المعتقدين، فهذا محل المحال في نفس الأمر، وهو مجموع الأمور والأحكام المختلفة الواقعة في جميع الإدراكات العقلية المعنوية والمشهورة الحسية ، فما هو ما تقدم ذكره في هذه الحكمة القلبية ذكرى لمن كان له عقل.
فإن من لازم شهود أهل العقول أنفسهم معه تعالى التمييز والتحديد والحصر، إذ من أعتقد في إلهه أنه مباین له منفصل عنه يلزمه تحديد إلهة ولا بذ، فمعرفته تعالی موقوفة على شهود صفاته، وهذا لا يدرك بالعقل وإنما القلب السليم يدركه ذلك ثم يفيض على العقل بقدر ما يقبله.
 وحظ صاحب العقل العلم بوجود الله ووحدانيته فقط، فأهل العقول المتكلمون في الإلهيات خطأهم أكثر من إصابتهم، سواء كان فیلسوفيا أو معتزليا أو أشعريا أو من كان من أصناف أهل النظر العقلي. 
فالعقلاء وهم أصحاب الاعتقادات المقيدة للحق تعالى من حكيم ومتكلم الذين كل واحد منهم حصر الحق في معتقده وحجر عليه أن يكون على خلاف معتقده.
وهم الذين يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا من جميع الفرق الإسلامية وغيرها من سائر أهل الملل والنحل. 
وما من مذهب إلا والاختلاف واقع بين أهله، فأحرى بينهم وبين غير أهل مذهبهم.
فدليل الأشعري يورث شبهة عند المعتزلي.
ودليل المعتزلي يورث شبهة عند الأشعري.
عكس ما عليه الطائفة المرحومة أهل الله ، فإنهم علموا أن الحق تعالى قابل لكل معتقد من حيث الوجود والشارع بين المقبول من المردود .
وذلك لاطلاع أهل الله على المرآة الكبرى الجامعة لسائر الصور المتفرع منها كل معرفة في العالم، فكانوا يرمون عن قوس واحدة لا اختلاف بينهم ولا تباين يصدق آخرهم أولهم:
مذاهب الناس على اختلاف     …..    ومذهب القوم على ائتلاف
ومن زعم أنهم يختلفون في عقائدهم فذلك لعدم فهم كلامهم وعدم الوصول إلى مرامهم :
وكم من عائب قولا صحيحا       …..    وآفته من الفهم السقيم 
وكم من عائب ليلى ولم ير وجهها  ….  فقال له الحرمان حسبك يا فتى


فأهل الاعتقادات المقيدة للحق تخونهم اعتقاداتهم عند الحاجة إليها "وما لهم من ناصرين" .
 حيث كانت آلهتهم التي اعتقدوها وجوها جزئية من الحضرة الجامعة الكلبة الإلهية. وإن كان كل معتقد من أصحاب الاعتقادات إنما اعتقد الوجه الذي تعرف الحق به إليه فإنه ما جهله أحد من كل وجه. 
فأوجه المعارف على عدد الخلائق  ولكن لما كان المعتقد إثما اعتقد وجها خاصا وقيد إلهه به دون الوجوه التي يتعرف الحق له بها وتعرف بها إلى غيره لم ينفعه إلهه ولم ينصره. 
فإن الإنه المعتقد فيه المقيد المحصور المحجور عليه ما له حكم ولا أثر في الإله المعتقد فيه الآخر.
فإن كلا من الإلهين المعتقدین مقید محصور مخلوق، أعني الصورة المقيدة المعتقدة التي هي مظهر ذلك الوجه الخاص الإلهي .
فصاحب الاعتقاد المقيد بذب ويدفع عنه، أي عن الأمر والوصف الذي أعتقده في إلهه، وينزه بما هو تنزيه عنده وينصره.
وذلك الإله المقيد عنده الذي تخيله لا ينصره لأنه إله مخلوق من حيث الصورة التي ظهر بها الاسم الإلهي، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له، فإنه إله مقيد محصور.
وكذلك صاحب الإله الآخر ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده ، فإنه إله مقيد محصور مثل الإله الآخر. 
فما الآلهة الاعتقادات حكم ولا أثر فينصرون معتقديهم، فلا أخيب من المعتقدين في آلهتهم المقيدين فما لهم من ناصرين .
قال تعالى : " فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شیء لما جاء أمر ربك" [هود: 101].
الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم  يقول له: فما أغنت عنهم ولا نفعت ولا دفعت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله ، وهي الصور التي اتخذوها آلهة واعتقدوها نافعة .
وإن كانت تلك الصور مظاهر الأسماء إلهية جزئية، لما جاء أمر ربك ورب محمد صلى الله عليه وسلم  .
وهي الحضرة الربية الكلية الجامعة للأرباب كلها، فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات المقيدة الجزئية كلها، يعني على انفراد كل إله مقید معتقد على حدته وانفراده، فإن المنصور من المعتقدين هو المجموع، وهم الذين اعتقدوا إطلاق إلههم ولم يقيدوه بمعتقد دون معتقد، فما حصروه في اعتقادهم خاصة. 

.

واتساب

No comments:

Post a Comment