Wednesday, February 12, 2020

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

قال رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الدّاعي عين المجيب فلا خلاف في اختلاف الصّور ، فهما صورتان بلا شكّ .  وتلك الصّور كلّها كالأعضاء لزيد : فمعلوم أنّ زيدا حقيقة واحدة شخصيّة ، وأنّ يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه . فهو الكثير الواحد ، الكثير بالصّور ، والواحد بالعين .  وكالإنسان واحد بالعين بلا شكّ . ولا شكّ أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأنّ أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا . فهو وإن كان واحدا بالعين ، فهو كثير بالصّور والأشخاص . )

(وإن كان ) حينئذ (عين الداعي) من حيث التجلي بالوجود عين المجيب له دعاه (فلا خلاف في اختلاف الصور) لهما في كل لمحة ، لأن الخلق الجديد يقتضي ذلك ، فإذا كانت الصورة للعبد باعتبار استيلاء نفسه عليها كان هو الداعي والحق تعالى متجل عليه بصورته في مفهوم خياله ،
فإذا تحوّلت صورة العبد في صورة المتجلي الحق باعتبار استيلاء الرب تعالى عليه في ظاهره وباطنه غاب العبد فكان هو المجيب الحق ،
(فهما صورتان) صورة عبد داع وصورة رب مجيب ظهر فيها بطريق التجلي وهو على ما هو عليه من إطلاقه الحقيقي وتنزهه وتقدسه بلا شك عند العارف بذلك أصلا وتلك الصور كلها التي هي للداعي وللمجيب الحق تعالى بل لجميع العالم المحسوس والمعقول الصادرة من الأمر الإلهي الواحد الذي هو كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ كما قال تعالى :وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ( 50 ) [ القمر: 50 ].

وقد قال سبحانه :وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ[ الروم : 25 ] فالكل كلمح بالبصر لقيامه بما هو كلمح بالبصر وهو الأمر الإلهي وذلك قوله تعالى :بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ[ ق : 15 ] .
كالأعضاء المختلفة (لزيد) مثلا (فمعلوم) عند العقلاء (أن زيدا حقيقة واحدة شخصية) ، أي متشخصة في الحس وأن صورة (يده) مثلا (ليست) هي صورة رجله ولا صورة (رأسه ولا) صورة (عينه ولا) صورة حاجبه فهو ، أي زيد الكثير ومع ذلك هو الواحد أما الكثير فهو بالصور المختلفة لأعضائه الجسمانية وأما الواحد فهو بالعين ، أي الذات النفسانية الواحدة .

(وكالإنسان) ، أي جنس الآدمي الكلي وهو الحيوان الناطق فإنه (بالعين) ، أي الماهية المشتملة على الجنس والفصل (واحد) كلي (بلا شك) عند العقلاء في ذلك ولا تشك أيضا أن (عمروا) الذي هو جزئي من جزئيات الإنسان الكلي لزيادة التشخص فيه على ذلك الكلي (ما هو زيد) الذي هو جزئي آخر من تلك الجزئيات غير الجزئي الأوّل (ولا هو) أيضا خالد ،
أي الذي هو جزئي آخر ولا هو أيضا جعفر الجزئي الآخر ولا شك أيضا أن أشخاص) ، أي جزئيات (هذه العين الكلية الإنسانية (الواحدة لا تتناهى وجودا) ، أي من حيث دخولها في الوجود شيئا فشيئا .

(فهو) ، أي الإنسان المذكور (وإن كان واحدا بالعين) ، أي الماهية (فهو) ، أي الإنسان (كثير بالصور والأشخاص) المختلفة القائمة كلها بتلك العين الواحدة في الزمان الواحد والأزمنة الكثيرة .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

قال رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب ) في الحقيقة ( فلا خلاف في اختلاف الصور فهما صورتان بلا شك ) فإن قيل لا شك أن المراد بالمجيب هو الحق تعالى الواجب الوجود وبالداعي هو العبد الممكن الوجود فلا يمكن الاتحاد والعينية بينهما في الحقيقة ،

فإن حقيقة الممكن لا يكون إلا ممكنا كما أن حقيقة الواجب لا يكون إلا واجبا قلنا لا شك أن صورة الداعي أثر لصورة المجيب والأثر لا حقيقة له في نفسه بل حقيقته حقيقة من له ذلك الأثر الحاصل منك في المرآة لا شك أنه عينك في الحقيقة إذ لا حقيقة له إلا حقيقتك فعينية الحق والعبد في الحقيقة عينية الأثر بمن له الأثر لا عينية زيد وعمرو في الحقيقة الانسانية فإن هذه الحقيقة حقيقة كل واحد منهما في نفسه بالنسبة إليهما وعند التحقيق تلك الحقيقة أثر للحق فقولنا حقائق الأشياء ثابتة
وإن لم يكن مجعولة لكونها أمورا معقولة لا أعيان لها في الخارج لكنها لا يقال في حقها أنها ليست بفيض الفياض فلا حقيقة في أنفسها لكونها آثارا لا حقيقة الحق الفياض لذلك كان الحق حقيقة الحقائق
خلق اللّه آدم على صورته وهو آدم عليه السلام الحقيقي الذي هو العقل الأول والروح المحمدي لا آدم الصوري العنصري وهو أول ما خلقه اللّه من الأشياء وهو حقيقة الإنسان الكامل عند أهل الكشف الذي خلق اللّه على صفة الكامل ،
وهو أمر لطيف نوري ومن لطافته ينشعب منه الأرواح الكثيرة وما نقص بالانشعاب وما زاد بعدم لذلك قال الرسول عليه السلام : " أنا أب الأرواح وأم الأشياء "

قال رضي الله عنه :  ( وتلك الصورة كلها ) التي تظهر فيها الحقيقة الواحدة اسمائية كانت أو كونية ( كالأعضاء لزيد ) من بعض الوجوه وهو تمثيل بالظاهر لما في الباطن ) فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية ، وأن صورة يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبيه فهو الكثير الواحد الكثير بالصور الواحد بالعين ) أي الكثير باعتبار أجزائه إذ لكل جزء من أجزائه صورة شخصية يمتاز بها عن الآخر فكان بالنسبة إلى أجزائه كثيرا وواحدا باعتبار حقيقته الشخصية إذ هي صورة واحدة ممتازة بذاتها عن الآخر .

قال رضي الله عنه :  ( وكالإنسان بالعين ) أي باعتبار حقيقته الكلية ( واحد بلا شك ولا شك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ) في الصورة ( وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا يتناهى وجودا فهو ) أي الإنسان ) وإن كان واحدا بالعين فهو كثير بالصور والأشخاص ) فكذلك الحق تعالى جل ذكره واحد من حيث ذاته كثير بحسب أسمائه وصفاته فلا تعدد في ذاته بتعدد أسمائه وصفاته.
ولما فرغ عن التمثيل شرع في المقصود من التمثيل .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

قال رضي الله عنه : ( وإن كان عين الداعي عين المجيب. فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك. وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه. فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين. وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا. فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

قلت : الشيخ رضي الله عنه وصف حال الوهم في الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزيه والتشبيه وما جمعهما إلا عارف .
وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه يقتضي التنزيه دون التشبيه .
وأما الحس فلا يقتضي إلا التشبيه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذكره بعد ظاهر.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

قال رضي الله عنه  : ( وإن كان عين الداعي عين المجيب ، فلا خلاف في اختلاف الصور ، فهما صورتان بلا شكّ ، وتلك الصور كلَّها كالأعضاء لزيد ، فمعلوم أنّ زيدا حقيقة واحدة شخصية ، وأنّ يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه ) .

يعني : مع أنّ زيدا ليس إلَّا هيئة اجتماعية من هذه الأعضاء ، فليست صورة عضو منه عين عضو آخر .

قال رضي الله عنه  : ( فهو الكثير الواحد ، الكثير بالصورة ، والواحد بالعين ، وكالإنسان بالعين واحد بلا شكّ ولا نشكّ أنّ عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأنّ أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا شخصيا، فهو وإن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص).

قال العبد : قد صرّح بالحق الموجود المشهود في هذا المثال ، فإنّ عين الحق - تعالى - لمّا تجلَّى في قابلية كلَّية ، يعمّ ظهور هذه الصور الاعتقادية فيها بحسبها ، فلا شكّ أنّ كلّ ناظر يعتقد فيه صورة إذا رأى صورة معتقده فيه أقرّ واعترف ، ذلك التحقيق يقتضي أنّه لم يقرّ ولم يعترف إلَّا بصورة اعتقاده في الحقّ لا بالحق ، فلو أقرّ واعترف بالحق ، لاعترف وأقرّ به في صور المعتقدات كلَّها ، مع إقراره واعترافه أنّه غير محدود ، ولا منحصر في شيء منها ، ولا في الجميع ، ولكنّه إذا رأى صورة غير صورة معتقده أنكره ،

وهو تعالى يقبل إنكاره من حيث خلاف صورة معتقده ، كما يقبل إقراره في عين صورة معتقده ، ويكون عين الكلّ وهو في ذاته تعالى الغنيّة عن العالمين منزّه عن كلّ هذا ، وعن الظهور والتعيّن بها جمعا وفرادى ، وعن نفيك هذه الأمور والصور عنه وتنزيهه عنها .

وأمّا ظهور الصور متغيّرة في مرآة الحق لاختلاف في المرآة فضرب مثل لتجلَّي الحق في صور الحضرات مرائي ، فلا يكون تجلَّيه وظهوره في مرآتية كل حضرة حضرة إلَّا بحسبها ، فإنّ نظر ناظر إلى الحق من حيث تجلَّيه في حضرة ،
فإنّه تظهر صورة الرائي له في تلك الحضرة بحسبه ، وأمّا في تجلَّيه الوجودي الذاتي الأحدي الجمعي ، فلا يرى فيه صورة إلَّا على ما هي عليه ، ولكنّ الناظر إن لم يغلب على نظره التقيّد بصورة دون صورة ، ولا حصره في الصورة المرئيّة في المرآة كلَّها ولم ينفها عنه مطلقا ، فإنّه يرى العين بعين رؤية العين عينها ، فافهم .
 
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

لقوله رضي الله عنه  : ( وإن كان عين الداعي عين المجيب فلا خلاف في اختلاف الصور ، فهما صورتان بلا شك ، وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد ، فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية ، وأن يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه ) مع أن أحدية جمع هذه الأعضاء بحقيقته وهيأتها الاجتماعية صورته الظاهرة
( فهو الكثير الواحد الكثير بالصور الواحد بالعين ، وكالإنسان بالعين واحد بلا شك ) أين هو كالإنسان بالعين أي بالحقيقة الإنسانية من حيث هي لا بالشخصية واحد

قال رضي الله عنه :  ( ولا شك أن عمر إما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا فهو وإن كان واحدا بالعين فهو كثير بالصور والأشخاص )
يعنى وليس في المرآة صورة واحدة من تلك الصور هي مجموع تلك الصور جملة واحدة ، لأن المرآة لا يرى فيها إلا ما قابلها ، وهو الصور الكثيرة.

"" أضاف بالي زادة :
لاختلاف مقادير المرائي فللحق أثر في الصورة الظاهرة في مرآته بحسب تجلياته الذاتية ، وللرائى أثر بحسب اعتقاده إذ الحق لا يتجلى له إلا بصورة اعتقاده ، فكان للحق أثر بوجه ، وما له أثر بوجه فأهل الذوق والتمييز لعلمه بمراتب الأشياء يلحق كل أثر إلى صاحبه ، ويعطى كل ذي حق حقه ، فإن طلبت أنت معرفة الحق بالمثال الشهادى فانظر في المثال مرآة واحدة اهـ .أهـ بالى زادة""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

قال رضي الله عنه : (وإن كان عين الداعي عين المجيب، فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.)  أي ، لا شك أن الإجابة والاستجابة لا يمكن إلا بين عينين متغائرين بالحقيقة ، أو بالصورة .
فإن كان عين الداعي بعينها عين المجيب في الحقيقة ، فلا بد من اختلاف الصور ليكون أحدهما داعيا والآخر مجيبا .
فهما ، أي الداعي والمدعو صورتان بلا شك ، فوحدتهما حقيقة مستندة إلى الواحد الأحد والغنى الصمد ، وكثرتهما صورة مستندة إلى كثرة أسماء الأعيان الواقعة في حظيرة الإمكان .

قال رضي الله عنه : ( وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد.) أي ، وتلك الصور التي في المظاهر الإلهية والكونية كلها كصور الأعضاء للحقيقة الجسمية الظاهرة في شخص زيد ، إذ الحقيقة الجسمية واحدة ، وصورها الحاصلة عليها متعددة .

قال رضي الله عنه : (فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية ، وأن يده) أي ، صورة يده ( ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه . فهو الكثير الواحد : الكثير بالصور ، الواحد بالعين وكالإنسان بالعين.) عطف على قوله : ( كالأعضاء ) .
أي الصور التي يظهر الحق فيها كثيرة مع أحدية عينه ، كتكثر صور أفراد الإنسان مع أن عين الإنسان (واحد بلا شك . ولا شك أن عمروا ما هو زيد) صورة ، ولا صفة .

قال رضي الله عنه : (ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا يتناهى وجودا. فهو ) أي، الإنسان (وإن كان واحدا بالعين) أي ، بالحقيقة والعين الثابتة الإنسانية .
(فهو كثير بالصور والأشخاص.).

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو وإن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

قال رضي الله عنه :  (وإن كان عين الدّاعي عين المجيب . فلا خلاف في اختلاف الصّور ، فهما صورتان بلا شكّ ، وتلك الصّور كلّها كالأعضاء لزيد ؛ فمعلوم أنّ زيدا حقيقة واحدة شخصيّة ، وأنّ يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه ، فهو الكثير الواحد ، الكثير بالصّور ، والواحد بالعين ، وكالإنسان واحد بالعين بلا شكّ ، ولا شكّ أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأنّ أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا فهو وإن كان واحدا بالعين ، فهو كثير بالصّور والأشخاص ).

قال رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي ) من حيث ظهور الحق فيه ( عين المجيب ، فلا خلاف في اختلاف الصور ) ، إذ لا شكّ في أن الداعي إنما أثر في الإجابة بظهور صورة الحق فيه ، والحق إنما تأثر بظهور صورة العبد فيه ؛ لامتناع تأثر الحق من نفسه ، ومن غيره جميعا ،
قال رضي الله عنه :  ( فهما صورتان ) إحداهما في مرآة العبد ، وهي صورة الحق ، والأخرى في مرآة الحق ، وهي صورة العبد ( بلا شكّ ) ، إذ لا حلول للصورة في المرآة ، فإنه يرى الصغيرة جرم السماء بمقدار بعده عنها ، وليس ذلك مقدار سطح المرآة ولا عمقها ، والوهم مستلزم بصور الحق بهما في نفسه ، ولا ينافي وحدة عين الداعي ، والمجيب اختلاف صورتهما ، إذ ( تلك الصور كلها ) أشارت بذلك إلى أن صورة العبد في مرآة الحق صورة الحق أيضا ، ( كالأعضاء ) التي هي صور مختلفة ( لزيد ) مع وحدته بالشخص .

قال رضي الله عنه :  ( فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية ) ، فلا مجال للكثرة في تلك الحقيقة أصلا ، وإنما يكون لها مجال في الحقيقة النوعية ، ولكن كثرة الصور فيها مجال ، ( إذ يده ليست صورة رجله ، ولا رأسه ، ولا عينه ، ولا حاجبه ) ، بل كل منها صورة مخالفة صورة الآخر بحيث لا مقارنة بينها بخلاف الصور الظاهرة لشخص في المرايا المختلفة ؛ ( فهو ) ، أي :
زيد ( الكثير الواحد ) مع تنافي وحدته الشخصية الكثيرة ، لكن ذلك التنافي في ذاته فقط لا في ذاته مع صورة ، فهو الكثير بالصور ( الواحدة بالعين ) ،
وكذلك العين الوجودية واحدة بالذات ، كثيرة بالصور المختلفة بحيث يكون بعضها حقيقة مؤثرة ، وبعضها خلقية متأثرة ، وإن أنكرت كون الأعضاء صورا مختلفة لزيد ، فقل العين الواحدة الوجودية ( كالإنسان ) والصور المختلفة كأفراد ، فإنه ( بالعين ) ، أي : بحقيقته التي هي الحيوان الناطق واحد لما تقرر في الحكمة من أن النفوس الإنسانية متفقة بالحقيقة ، ومع ذلك لها صور مختلفة إذ ( لا شكّ أن عمر ما هو زيد ، ولا خالد ، ولا جعفر ) لوجوب التخالف بين صورهم ، فكذا صور العين الوجودية بعضها حق ، وبعضها خلق ولو باعتبار الظهور ، فلابدّ أن يحكم الوهم بتصويرها في نفسها .

ثم أشار إلى أن هذه العين الإنسانية لما لم تكن ذات صورة في نفسها لم تنحصر في صورة واحدة ، فقال : ولا شكّ ( العين الواحدة ) الإنسانية ( لا تتناهى وجودا ، فهو ) أي :
الإنسان ، ( وإن كان ) في الواقع ( واحدا بالعين ) ؛ لوجوب وجود الكلي الطبيعي في الواقع ، ( فهو كثير بالصور ) ؛ وذلك لكثرة ( الأشخاص ) التي لا تتميز إلا بكثرة الصور ، فكذا العين الوجودية ، وإن امتنع فيها كثرة الأشخاص ، فلا يمتنع أن يكون له صور غير متناهية في
 ظهوره بذاته لنا ، وإن لم تكن في مظاهرنا .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

( وإن كان عين الداعي عين المجيب ، فلا خلاف في اختلاف الصور ) فإنّ العين متّحدة ، فلو لم تكن الصورة منها تتكثّر وتختلف ، لا يمكن ورود المتقابلين لها ، ( فهاتان صورتان بلا شكّ ) .

ثمّ إنّك قد عرفت مما سبق لك آنفا أنّ للهويّة المطلقة كليّتين إحاطيّتين بحسب مشعري الوهم والعقل ، الذي هما مناط أمر التنزيه والتشبيه ، وأنّ الذين هو مدرك الوهم منهما هو المسمّى بالكلّ - في عرف النظر ، والذي هو مدرك العقل يسمّى بالكلَّي - في عرفهم وقد أشار إليهما بقوله : " فارتبط الكلّ بالكلّ " ، فهاتان هما الصورتان اللتان قد أشار إليهما بصورة التمثيل .

فالأوّل من الكلَّين - أعني مدرك الوهم ومناط حكم التشبيه - هو الذي دلّ عليه قوله : ( وتلك الصور كلَّها كالأعضاء لزيد ، فمعلوم أنّ زيدا حقيقة واحدة شخصيّة ، وأنّ يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه، فهو الكثير الواحد الكثير بالصور ، الواحد بالعين ).

والثاني من الكلَّين الذي هو مدرك العقل ومناط حكم التنزيه ، وهو الذي أشار إليه بقوله : ( وكالإنسان : واحد بالعين بلا شكّ ) وحدة نوعيّة ، ( ولا شكّ أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأنّ أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا ، وإن كان واحدا بالعين ، فهو كثير بالصور والأشخاص) .
فقد علم بهذا التصوير والتمثيل أنّ العين الواحدة قد تظهر في الصور الكثيرة ، سواء كان في تنزيه العقل أو تشبيه الوهم .
ثم إنّ هذا التقرير إنما يفيد للمستبصرين بطريق النظر والاستدلال ، وأما أهل الإيمان العقدي فلا نفع لهم فيه أصلا ، ولذلك قال منبّها لهم :

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الداعي عين المجيب.
فلا خلاف في اختلاف الصور، فهما صورتان بلا شك.
وتلك الصور كلها كالأعضاء لزيد: فمعلوم أن زيدا حقيقة واحدة شخصية، وأن يده ليست صورة رجله و لا رأسه ولا عينه ولا حاجبه.
فهو الكثير الواحد: الكثير بالصور ، الواحد بالعين.
وكالإنسان: واحد بالعين بلا شك. ولا نشك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر، وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا.
فهو و إن كان واحدا بالعين، فهو كثير بالصور والأشخاص . )

قال الشيخ رضي الله عنه :  (وإن كان عين الدّاعي عين المجيب فلا خلاف في اختلاف الصّور ، فهما صورتان بلا شكّ.)
( وإن كان عين الداعي عين المجيب ) بحسب الحقيقة ( فلا خلاف في اختلاف الصور فهما ) ، أي الداعي والمجيب ( صورتان بلا شك ) الصورة التي هو الداعي صورة كونية إنسانية .

والصورة التي هو المجيب صورة إلهية أسمائية وقد عرفت كيفية إلحاق الأثر إلى المؤثر الحقيقي الذي هو إلحاق التأثير إلى العبد فيما سبق نفس الحال ههنا عليه ، ثم لما انجر كلامه إلى وحدة عين الحق سبحانه وكثرة مظاهره أورد له مثالين
:  
أحدهما أن نسبة عينه الواحدة إلى الصور المتكثرة المتغايرة كنسبة النفس الواحدة الشخصية إلى بدنها المتكثر بصور أعضائه المتغايرة .
والثاني : أن نسبتها إلى الصورة المتكثرة كنسبة الكلي إلى جزئياته ،

قال رضي الله عنه :  ( وتلك الصّور كلّها كالأعضاء لزيد : فمعلوم أنّ زيدا حقيقة واحدة شخصيّة ، وأنّ يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه . فهو الكثير الواحد ، الكثير بالصّور ، والواحد بالعين .  وكالإنسان واحد بالعين بلا شكّ . ولا شكّ أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأنّ أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا . فهو وإن كان واحدا بالعين ، فهو كثير بالصّور والأشخاص . )

فإن الأول إشارة بقوله : ( وتلك الصور المتكثرة المتغايرة كلها كالأعضاء ) المتكثرة المتغايرة ( لزيد ) ، أي لبدنه ( فمعلوم أن زيدا ) باعتبار نفسه الناطقة ( حقيقة ) مجردة واحدة ( شخصية وأن يده ) ، التي هي واحدة من أعضاء بدنه ( ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه فهو الكثير الواحد بالصور ) ، أي بصور أعضاء بدنه ( الواحد بالعين ) ، أي عين حقيقته المجردة الشخصية ، فكما أن كثرة صور أعضاء البدن لا يقدح في وحدة تلك الحقيقة ، فكذلك كثرة الصور الكونية لا تقدح في وحدة العين الواحدة .

وإلى الثاني أشار بقوله : ( وكالإنسان فإنه بالعين ) ، أي بحقيقته النوعية الإنسانية ( واحد بلا شك ولا شك أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر وأن أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا فهو ) ، أي الإنسان ( وإن كان واحدا بالعين فهو كثير بالصور والأشخاص ) فكما أن كثرة الصور والأشخاص لا تقدح في وحدة حقيقة النوعية ، كذلك كثرة الصور الكونية المظهرية لا تقدح في وحدة العين الظاهرة .
ثم إنه أوضح ذلك زيادة إيضاح بقوله :

.
السفر الثاني والعشرون الفقرة التاسعة على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
واتساب

No comments:

Post a Comment