Wednesday, February 12, 2020

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الخامسة عشر :-
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلّية بهذه المثابة ، فما ظنّك باتّساع النّظر العقلي في غير هذا المضيق ؟  فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه عليهم وقد جاؤوا بما جاؤوا به في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا بما لا يستقلّ العقل بإدراكه وما يحيله العقل رأسا ويقرّ به في التّجلّي الإلهي .  فإذا خلا بعد التّجلّي بنفسه حار فيما رآه : فإن كان عبد ربّ ردّ العقل إليه ، وإن كان عبد نظر ردّ إلى حكمه .  وهذا لا يكون إلّا ما دام في هذه النّشأة الدّنياوية محجوبا عن نشأته الأخراويّة في الدنيا . فإنّ العارفين يظهرون ههنا كأنّهم في الصّور الدّنياويّة لما يجري عليهم من أحكامها ، واللّه تعالى قد حوّلهم في بواطنهم في النّشأة الأخراويّة ، لا بدّ من ذلك . فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن كشف اللّه عن بصيرته فأدرك . )

(وإذا كان الأمر في العلة) عند العقل (بهذه المثابة) يتسع فيها بنظره الفكري تارة ويضيق أخرى (فما ظنك) يا أيها السالك (باتساع النظر العقلي في غير هذا) الأمر (المضيق) من أمور الغيب الأخروي ونحوه (فلا أعقل) ، أي أكثر عقلا (من الرسل) والأنبياء (صلوات اللّه) وسلامه (عليهم وقد جاؤوا) من عند اللّه تعالى بما

(جاؤوا به في الخبر) ، أي في الإخبار (عن الجناب الإلهي) مما يتعقل بمقتضيات الرضوان والغضب منه تعالى في الأحكام الشرعية ، وما يتعلق بأمور الآخرة والبرزخ وأخبار الأمم الماضية والآتية قبل يوم القيامة (فأثبتوا) لأممهم من ذلك (ما أثبته العقل وزادوا) عليه (بما لا يستقل العقل بإدراكه) بل يحتاج في إدراكه إلى معونة من الخبر (وما يحيله) ، أي يحكم باستحالته (العقل رأسا وإنما يقر) العقل (به) ، أي بذلك المستحيل (في) حالة (التجلي) ، أي الانكشاف (الإلهي) عليه .

(فإذا خلا) ، أي العقل (بعد التجلي) الإلهي (بنفسه حار) ، أي العقل يعني أدركته الحيرة (فيما) ، أي في الأمر الذي رآه من ذلك المستحيل عنده (فإن كان) ، أي صاحب العقل بعد ذلك في حال غفلته (عبد رب) ، أي تابعا لربه سبحانه في كل ما أشكل عليه مفوضا في جميع أموره إليه رد ، أي رجع (العقل) الحاكم منه باستحالته ذلك الأمر وامتناعه (إليه) ، أي إلى ربه تعالى ووقف مع إسلامه لذلك وإيمانه به (وإن كان ، أي صاحب العقل (عبد نظر) فكري ، أي تابعا لنظره الفكري معتمدا عليه في جميع أمور دينه ودنياه كعلماء الظاهر المحجوبين عن معرفة ربهم الذوقية ومن تابعهم رد ، أي أرجع (الحق) الذي حار فيه (إلى حكمه) ، أي حكم نظره الفكري وفهمه بمقتضى عقله وجزم به كذلك .

(وهذا) الأمر المذكور (لا يكون) من العبد (إلا ما دام) واقفا (في هذه النشأة ) الظاهرة للحس والعقل (محجوبا عن) القيام بحكم (نشأته) ، أي خلقته (الأخروية) الغيبية وهو كائن (في) حال الحياة (الدنيا) قبل موته منها وانتقاله إلى البرزخ كما قال سبحانه عمن هذا حاله "يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ"[ الروم  : 7].

(فإن العارفين) باللّه تعالى القائمين بأمره سبحانه بعد العبور عن عالم الخلق (يظهرون ههنا) في هذه الدار الدنيا بين الناس (كأنهم) ،
أي حالهم الظاهر منهم للغافلين المحجوبين يشبه أنهم مثلهم قائمون (في الصور) الخلقية (الدنيوية) الجامدة في العقل والحس (لما يجري عليهم) ، أي على ظواهرهم (من أحكامها) ،
أي الصورة الدنيوية من أكل وشرب ونوم وجماع وطاعة ومعصية ومرض وموت ونحو ذلك (واللّه تعالى قد حوّلهم) ، أي العارفين (في بواطنهم) في الدنيا (في النشأة الأخروية) لقيامهم بأمره تعالى ومفارقتهم أحوال الخلق عن كشف منهم وشهود (لا بد من) ثبوت (ذلك) لهم في طور المعرفة الذوقية .

(فهم) ، أي العارفون (بالصورة) الإنسانية ، أي بسببها وسبب أحكامها الدنيوية (مجهولون) بين الناس كما قال تعالى :" وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ[ الفرقان : 7 ] ،
وقالوا :ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ( 34 ) [ المؤمنون : 33 - 34 ] ،
وقالوا :إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً[ المؤمنون : 38 ] ، وقالوا لرسلهم :ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ[ يس : 15]

مع أن القائلين من العقلاء البالغين والمقول لهم ذلك من أكمل أهل الأنوار الإلهية وأفضل أولى الصفوة والخصوصية ، فكيف بمن دونهم من أهل الولاية والوراثة المحمدية (إلا لمن كشف اللّه) تعالى (عن بصيرته) من الناس (فأدرك) مقامات الرجال وميز مراتب أهل الكمال كما وفق اللّه تعالى في الزمان السابق جماعة للإيمان بالأنبياء عليهم السلام فجعلهم عمدة في نقل الحق والشرع وتبليغه بعدهم للأمم المؤمنين بهم .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قال رضي الله عنه :  ( فإذا كان الأمر في العلية ) في حق النظر العقل ( بهذه المثابة ) فإنه لا يدرك الأمر في العلية على ما كان عليه إلا مع التحرز في النظر فلا يسع الأمر في هذا المضيق مع أن الأمر لم يكن خارجا عن طوره في هذا المقام

قال رضي الله عنه :  ( فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ) الذي أضيق منه فإن من الأمور أضيق منه بحيث كانت خارجة عن طور النظر العقلي فكيف يتسع العقل فيها فلا تظن أن العقل يدركها بالنظر فإنما علمها بالتجلي الإلهي

قال رضي الله عنه :  (فلا أعقل من الرسل صلوات اللّه عليهم أجمعين ، وقد جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي فأثبتوا للحق ما أثبته العقل وزادوا فيما لا يستقل العقل بإدراكه) بل يحتاج إلى التجلي الإلهي (وما يخيله رأسا) أي ولا يخيل العقل ثبوته للحق بكلية (ويقرّ به)
من الإقرار ( في التجلي الإلهي ) إذ التجلي يزيل حكم النظر العقلي أي زادوا كل ذلك في الإثبات ( فإذا خلا ) العقل ( بعد التجلي بنفسه ) أي رجع إلى مرتبة عقله ( حار فما رآه ) فإذا كان الأمر كذلك ( فإن كان ) العبد ( عبد رب ردّ العقل إليه ) إلى ربه كالأنبياء والأولياء

قال رضي الله عنه :  ( فإن كان ) العبد ( عبد نظر ردّ الحق إلى حكمه ) أي حكم العقل أو فإن كان المتجلي له عبد ربّ ردّ إلخ ( وهذا ) أي رد الحق إلى حكم العقل ( لا يكون إلا ما دام ) المتجلي له ( في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأة الأخروية في الدنيا فإن العارفين يظهرون هنا ) أي في عالمنا هذا ( كأنهم في الصورة الدنيوية لما يجري عليهم من أحكامها ) أي من أحكام الدنيوية

قال رضي الله عنه :  ( واللّه تعالى قد حوّلهم في بواطنهم في النشأة الأخروية لا بد من ذلك ) التحول لهم وإلا لم يكونوا عارفين ( فهم بالصورة مجهولون ) لا يعلمهم الناس فإنهم ستروا اللّه عن أعين الأغيار فسترهم اللّه عن أعين المحجوبين ( إلا لمن كشف اللّه ) غطاءه ( عن بصيرته فأدرك ) وهم الذين قال تعالى في حقهم : أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قال رضي الله عنه : (وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟ فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي. فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قلت : الشيخ رضي الله عنه وصف حال الوهم في الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزيه والتشبيه وما جمعهما إلا عارف .
وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه يقتضي التنزيه دون التشبيه .
وأما الحس فلا يقتضي إلا التشبيه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذكره بعد ظاهر.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قال رضي الله عنه  : ( وإذا كان الأمر في العلَّة بهذه المثابة ، فما ظنّك باتّساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ؟ فلا أعقل من الرسل - صلوات الله عليهم - وقد جاؤوا بما جاؤوا به في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل » يعني في طور العقل . « وزادوا ما لا يستقلّ العقل بإدراكه وما يحيله العقل رأسا ويقرّ به في التجلَّي فإذا خلا بعد التجلَّي بنفسه ، حار فيما رآه ، فإن كان عبد ربّ ، ردّ العقل إليه ، وإن كان عبد نظر ، ردّ الحق إلى حكمه ، وهذا لا يكون إلَّا ما دام في هذه النشأة الدنياوية محجوبا عن نشأته الآخرة في الدنيا ) .

يعني : يكون في هذه النشأة أبدا مقيّدا فيحار ويجار عن الحق ، ولا يجار إليه ، حتى يجيره عمّا يحيّره ، ويخبر بما يخبره .

قال رضي الله عنه  : (فإنّ العارفين يظهرون هنا كأنّهم في الصورة الدنياوية لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حوّلهم في بواطنهم في النشأة الأخراوية، لا بدّ من ذلك، فهم بالصورة مجهولون إلَّا لمن كشف الله عن بصيرته، فأدرك)
أي جمع ليوم الجمع ونشر من قبره أي انطلق عن قيده ولم يتقيد بتعينه.

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قال رضي الله عنه :  (وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ، فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاؤوا بما جاؤوا في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل ) أي في طور العقل
قال رضي الله عنه :  ( وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه ولا يخيله العقل رأسا ويقربه في التجلي الإلهي ، فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه ، فإن كان عبد رب رد العقل إليه ، وإن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه ، وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا )
يعنى هذه الحيرة لا تكون إلا إذا كان صاحبها في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن النشأة الأخروية ، فإنه فيها مقيد أبدا بعين العقل مقيد للأمر بحسب تقيده فيسعى في قيد ،
فإذا أطلق تحير لتعوده بحكم القيد ، فإن غلب حكم القيد حار عن الحق فأخذ بقيده ، وإن غلب حكم الإطلاق حار عما تحيره وانحاز إلى الحق وأذعن له الحق فراعى حكم الطرفين فكان من الكمل ، وإن بقي في الحيرة كان من الوله ،
وأما الكمل فهم خرجوا عن النشأة الدنيوية باطنا وإن كانوا فيها ظاهرا

قال رضي الله عنه :  ( فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيوية لما يجرى عليهم من أحكامها ، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية لا بد من ذلك ، فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عين بصيرته فأدرك )

قد حشر أي جمع ليوم الجمع فشاهد أحوال القيامة ونشر من قبره أحيا بالحياة الأخروية عن قبر تقيده ، وانغماسه في غواشيه بالمتجرد عن ملابسته .
"" أضاف بالي زادة :
فعجل لهم ما أجل لغيرهم ، فأنشأ الله العارفين نشأتين في حال حياتهم دنيوية وأخروية . أهـ بالى زادة  . ""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قال رضي الله عنه :  (وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة ، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ) أي ، إذا كان الأمر الإلهي وشأنه عند التجلي بهذه المثابة في العلية ، حيث يجعل المعلول علة لعلته ، فما ظنك في غير هذا المضيق من المواضع التي يكون مجال التعقل فيها واسعا ، ويجوز عليها أمورا شتى .

قال رضي الله عنه :  (فلا أعقل من الرسل ، صلوات الله عليهم) ، لأنهم يشاهدون الأمر على ما هي عليه بالتجلي الإلهي .
(وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر) أي ، جاءوا بما جاءوا من المعاني الغيبية في صورة الخبر المروى عنهم .

قال رضي الله عنه :  ( من الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا فيما لا يستقل العقل بإدراكه ، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي الإلهي. ) وإنما كانوا أعقل الخلائق وأكملهم ، لأنهم كانوا منورون بالأنوار الإلهية ، مشاهدون للحقائق على ما هي عليها ، لذلك أخبروا عن الجناب الإلهي بما لا يستقل العقل بإدراكه وما يحيل نسبته إلى الله عقلا لإعطاء التجلي ذلك وإقراره لحقيقته .

قال رضي الله عنه :  ( فإذا خلا بعد التجلي بنفسه ، حار فيما رآه . ) لأنه رجع إلى بشريته بارتفاع حكم التجلي عنه وغلب عليه عقله المانع من ذلك ، وهو لا يشك فيما رآه ، فتحصل الحيرة .

قال رضي الله عنه :  (فإن كان عبد رب ، رد العقل إليه ، وإن كان عبد نظر ، رد الحق إلى حكمه . )
أي، فإن كان المتجلى له عبد الحق، رد عقله إليه، وإن كان عبد العقل، رد الحق إلى حكم العقل ويؤوله. كما نشاهده اليوم في العلماء الظاهريين أنهم إذا سمعوا آية من الآيات، أو خبرا من الأخبار الدالة على طور فوق العقل، يؤولون ذلك وينزلونه إلى ما يحكم به عقولهم .

قال رضي الله عنه : (وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنياوية محجوبة عن نشأته الأخراوية في الدنيا. فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنياوية لما يجرى عليهم من أحكامها ، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخراوية لا بد من ذلك . فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك.) .

أي، وهذا الرد إلى العقل لا يكون إلا ما دام المتجلى له في هذه النشأة الدنياوية محجوبا عن نشأة الأخراوية، فإن ارتفع عنه الحجاب واطلع على ما في نشأته الأخراوية اطلاعا شهوديا ، وهو
في الدنيا، فحينئذ لا يبقى للعقل معه نزاع فيما أدرك من التجلي، ولا يحتاج إلى الرد إلى مقامه ، ولا تحصل الحيرة .

فإن العارفين المكاشفين للحقائق بالتجليات الإلهية ظاهرون في الدنيا بالصورة ويجرى عليهم أحكام ما يتعلق بموطن الدنيا ، والله تعالى حول قلوبهم إلى النشأة الأخراوية . فهم بالصورة في الدنيا وبالباطن في الآخرة .
ولا يعرفهم إلا من كشف الله عن بصيرته الغطاء ورفع عن عينه الحجاب .
كما قال تعالى : ( أوليائي تحت قبابي، لا يعرفهم غيري ).

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلّية بهذه المثابة ، فما ظنّك باتّساع النّظر العقلي في غير هذا المضيق ؟ فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه عليهم ، وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل ، وزادوا بما لا يستقلّ العقل بإدراكه ، وما يحيله العقل رأسا ، ويقرّ به في التّجلّي الإلهي ، فإذا خلا بعد التّجلّي بنفسه حار فيما رآه ؛ فإن كان عبد ربّ ردّ العقل إليه ، وإن كان عبد نظر ردّ إلى حكمه ، وهذا لا يكون إلّا ما دام في هذه النّشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدّنيا ؛ فإنّ العارفين يظهرون هاهنا كأنّهم في الصّور الدنيوية لما يجري عليهم من أحكامها ، واللّه تعالى قد حوّلهم في بواطنهم في النّشأة الأخروية ، لا بدّ من ذلك ، فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن كشف اللّه عن بصيرته فأدرك )
ثم بالغ في بيان قصور العقل من حيث نظره الفكري ( في العلية ) ، أي : كون المعلول علة لعلته ( بهذه المثابة ) من الضيق مع أنها ليست من المضايق المحيرة ، ( فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ؟ ) مما يحير العقول ، وينهر الألباب ، فإذا كان في النظر العقلي هذا القصور ، فالكامل لا يقف معه إذا كوشف بما لا يستقل به ، ولا يحيله أيضا ، بل يأخذ بكشفه ، ويعرف قصور العقل ، فذلك كمال عقله ،

قال رضي الله عنه :   ( فلا أعقل من الرسل ) لثناء اللّه عليهم ، إذ عرفوا كمال الكشف ، وعدم استقلال العقل بأكثر الأمور ، وإن كلامنا فإنه بمثابة الميزان الذي يوزن به اللآلئ وزن الجبال ؛
ولذلك ( قد جاءوا بما جاءوا به ) ( عن الخطاب الإلهي ) بالكشف عن علمه ، ( فأثبتوا ما أثبته العقل ) إذ عرفوا بالعقل صحة مقدماته ، إذ يعتبر الاطلاع عليها قبل ذلك لقصور العقل ،
( وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه ) ، فعجز عن إقامة البرهان على إثباته ، ولكن ( ما يحيله العقل رأسا ) ؛ لأنه صادق في كل ما يحكم بالمقدمات البينة في العقل ، وإن لم ( يقر به ) استغلالا يقر به ( في ) وقت ( التجلي ) ؛ لأنه لا يقدر على إنكار المحسوسات ما لم يكن عنده برهان قاطع على استحالته ، والأمر الكشفي حين الكشف في معنى المحسوسات ؛ لكونه من الوجدانيات .

ومع ذلك ( فإذا خلا ) العبد ( بعد ) زوال ( المتجلي ) الموجب لإفراده بنفسه ليقيم عليه البرهان النظري ( حار فيما رآه ) ؛ لأنه كالمنكر لما فوق طوره ، وقد زال المعارض له ،

قال رضي الله عنه :  (فإن كان ) العاقل الذي كان مكاشفا ( عبد رب ) علم أنه من عباد اللّه المخلصين الذين ليس للشيطان عليهم سلطان ، وعرف بالقرائن أن الكشف لم يكن من تخليط الشيطان ، ( رد العقل إليه ) فألزمه قبول ما لا يستحيل عنده ، وإن لم يكن له عليه برهان لقصوره ،

قال رضي الله عنه :  ( وإن كان عبد نظر ) ، فزعم أن كل ما لا يستقل العقل بإدراكه ، وعجز عن إقامة البرهان عليه فهو باطل في نفس الأمر ، وإن لم يكن على استحالته للعقل برهان ( رد ) الحق المتجلي ( إلى حكمة ) ، وزعم أن كلما عجز العقل عن إقامة البرهان على ثبوته ، فهو من تخليط الشيطان ، ولكنه من قصور التجلي إذ ( هذا ) الرد منه ( لا يكون إلا ما دام ) الرد ( في هذه النشأة الدنيوية ) ، حيث نفى بعد التجلي ؛ لقصوره ( محجوبا عن النشأة الأخروية ) ؛ وذلك لكونه بعد الكشف مستغرقا ( في الدنيا ) التي هي أجل الحجب ، وليس ذلك شأن من كمل في حقه التجلي وهو العارف ، وإن كان مردودا إلى الخلق بعد الفناء .

قال رضي الله عنه :  ( فإن العارفين يظهرون هاهنا ) أي : في مقام الرد إلى الخلق لتكميلهم وإرشادهم ، ( كأنهم في الصورة الدنيوية ) بمجرد المثال ( لما يجري عليهم من أحكامها ) العادية والشرعية ، ( واللّه تعالى قد حولهم في بواطنهم ) عن الدنيا ، فجعلهم ( في النشأة الأخروية ) بكشف جميع الحجب عنهم ، وإنما فعل بهم ذلك ؛ لأنه ( لا بدّ من ذلك ) الظهور لانتظام أمور الدنيا بحيث تصير مزرعة للآخرة ، ( فهم بالصورة ) الدنياوية ( مجهولون ) بحيث لا يرون من العوام ( إلا لمن كشف اللّه عن بصيرته ، فأدرك ) بواطنهم ، وإن لم يصل إلى رتبتهم ، لكن كوشفوا بهذا القدر منهم ؛ ليسترشدوا بهم ،
فلا يعرف ذلك بظهور الكرامات ، فإنها لا تتميز عن الاستدراجات بدون هذا الكشف للبصيرة ، لكنه لا يعد صاحبها عارفا لبقائه في الدنيا من وجه ،
ثم أشار إلى خواص هذه الحيوانية ؛ ليعلم أن من استجمعها كان متحققا بها من كل وجه ، وإلا كان متحققا بها من وجه دون وجه ، ومن ليس فيه شيء منهما ، فكأنه ليس بحيوان أصلا ، وإن عد من الحيوانات ، فقال  

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

ولذلك قال رضي الله عنه : ( وإذا كان الأمر في العليّة ) التي هي أجلى المضايق المتباينة وأقواها حكما للتمانع ( بهذه المثابة ) - حيث حكم العقل بما وصل إليه من الوحدة الذاتيّة وحياطة القلبيّة وسعتها : أنّ العين الواحدة يصلح لأن تكون موردة لحكمي العلَّية والمعلوليّة ، والفاعليّة والقابليّة - ( فما ظنّك باتّساع النظر العقلي في غير هذا المضيق ) ، الذي ليس بهذه الشدّة من الضيق .
وذلك عند طلوع تلك الوحدة على العقل بأنوارها الإطلاقيّة وتجليّاتها الإحاطيّة الماحية لظلام أحكام التعيّنات الفارقة ، وهي مرتبة كمال العقل وبلوغه ، فما دونها من العقول في مواقف النقص ومقام القصور .

قال رضي الله عنه : (فلا أعقل من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم) لبلوغ عقولهم مرتبة كمالها (وقد جاؤوا بما جاؤوا به في الخبر) المنزل (عن الجناب الإلهيّ) ، الكاشف عن الحكم الحقّة ، (فأثبتوا ما أثبته العقل) من الحكم الطبيعيّة والعمليّة أكثرها ، ومن الإلهيّة ، الأحكام التنزيهيّة منها فقط ( وزادوا ما لا يستقلّ العقل بإدراكه ) مجرّدا عن الوهم من الأحكام التشبيهيّة وحكمها اللازمة لها ( وما يحيله العقل رأسا ) ، سواء كان مستقلا بنفسه أو مع غيره ، كاتّصاف العين الواحدة بالأحكام المتنافية من حضرة تعانق الأطراف ومجمع الأضداد ، ( ويقرّ به في التجلَّي ) لظهوره بما لا يمكن أن يتطرّق إليه شبهة من بين يديه ولا من خلفه .

حكم عبد الربّ وعبد النظر
قال رضي الله عنه :  (فإذا خلا بعد التجلَّي بنفسه، حار فيما رآه) مما يخالف نظره الفكري وعقله النظري ، ( فإن كان عبد ربّ ) بتصحيح نسبة العبوديّة إليه عند استفاضة ما يغتذي به ظاهرا وباطنا ، عبادة وعبودة ، ( رد العقل إليه ) ، بما زاد في دائرة إدراكه من السعة القلبية التي عرفت أمرها آنفا ، ( وإن كان عبد نظر ) بتصحيح نسبته إليه عند استفاضة ما يقويه ويغتذي به ( ردّ ) عقله ( الحقّ إلى حكمه ) ، أي حكم النظر الفكري ، الغالب على مشاعره ومداركه أمر التفرقة التعيّنيّة ، ذاهلا عن الوحدة العينيّة ، بعيدا عنها .

العارف مجهول في الدنيا
قال رضي الله عنه :  ( وهذا ) الردّ والتحيّر ( لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنياويّة ) محاطا لأحكامها ، ( محجوبا عن نشأته الاخرويّة في الدنيا ) لغلبة الأحكام الدنيوية على مداركهم من الصور الحسّية والمثاليّة ، وانقهار أحكام الاخرويّات فيهم من المعارف المعنويّة والحقائق الإطلاقيّة ، وهذا إنما هو للمحجوبين في الدنيا ، المحاطين لحكمها ، دون العارفين الذين لا ينحجبون عن أحد المتقابلين بالآخر ،
ولا يحاطون لحكم أصلا ( إنّ العارفين يظهرون هنا كأنّهم في الصور الدنياويّة، لما يجري عليهم من أحكامها) التعينيّة الفارقة ، (والله تعالى قد حوّلهم في بواطنهم في النشأة الاخرويّة) ، تحويل تقلَّبات قلبيّة إطلاقيّة ،

( لا بدّ ) للعارف ( من ذلك ) ، حتى يكون عارفا ( فهم بالصورة مجهولون ) لاشتراكهم مع العامّة فيها قولا وفعلا ، ولا يظهرون من آثار العرفان شيئا ، كما قال ابن الفارض :
سقتني حميا الحب راحة مقلتي ... وكأسي محيا من عن الحسن جلت
فأوهمت صحبي أن شرب شرابهم ... به سر سري في انتشائي بنظرة
وبالحدق استغنيت عن قدحي، ومن ... شمائلها، لا من شمولي، نشوتي
ففي حان سكري حان شكري لفتية ... بهم تم لي كتم الهوى مع شهرتي

فهم في قباب العزة والخفاء في الدنيا على أهلها ( إلا لمن كشف الله عن بصيرته ) المدركة للحقائق ، النافذة في البواطن ، غير الواقفة في مواقف الحسّ والخيال على ما هو موطن إدراك العامّة من أهل الرسوم وأرباب العادات ( فأدرك ) الصور ببواطنها ، وميّزها حقّ التمييز .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلية بهذه المثابة، فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير هذا المضيق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله عليهم وقد جاءوا بما جاءوا به في الخبر عن الجناب الإلهي، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يحيله العقل رأسا ويقر به في التجلي.
فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه: فإن كان عبد رب رد العقل إليه، و إن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه .  
وهذا لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا.
فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيا لما يجري عليهم من أحكامها، والله تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية، لا بد من ذلك.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن كشف الله عن بصيرته فأدرك. )

قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلّية بهذه المثابة ، فما ظنّك باتّساع النّظر العقلي في غير)
( وإذا كان الأمر في العيلة بهذه المثابة ) من التعارض بين العقل والكشف والاحتياج في التقصي عن تناقضهما بأمثال هذه الدقائق ( فما ظنك باتساع النظر العقلي في غير

قال رضي الله عنه :  ( هذا المضيق ؟ فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه عليهم وقد جاؤوا بما جاؤوا به في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا بما لا يستقلّ العقل بإدراكه وما يحيله العقل رأسا ويقرّ به في التّجلّي الإلهي . فإذا خلا بعد التّجلّي بنفسه حار فيما رآه : فإن كان عبد ربّ ردّ العقل إليه ، وإن كان عبد نظر ردّ إلى حكمه . وهذا لا يكون إلّا ما دام في هذه النّشأة الدّنياويّة محجوبا عن نشأته الأخراويّة في الدّنيا . فإنّ العارفين يظهرون ههنا كأنّهم في الصّور الدّنياويّة لما يجري عليهم من أحكامها ، واللّه تعالى قد حوّلهم في بواطنهم في النّشأة الأخراويّة ، لا بدّ من ذلك . فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن كشف اللّه عن بصيرته فأدرك . )

قال رضي الله عنه :  (هذا المضيق ) ، وكثرة أحكام العقل المناقضة لما يحكم به الكشف .
( فلا أعقل من الرسل صلوات اللّه عليهم فقد جاؤوا بما جاؤوا به في الخبر عن الجناب الإلهي فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ) على ما أثبته العقل ( ما لا يستقل العقل بإدراكه ) ولا يحيله ( وقد يحيله العقل رأسا وإنما يقر به في التجلي الإلهي ، فإذا خلا بعد التجلي بنفسه حار فيما رآه )، لأنه رجع إلى حكم عقله بارتفاع حكم التجلي عنه فعقله يأتي من قبول ما رآه وهو لا يشك فيه بحكم التجلي ( فإن كان عبد رب رد العقل إليه ) ، أي إلى ما رآه ( وإن كان عبد نظر رد الحق إلى حكمه ) ، أي حكم العقل .

( وهذا ) الرد إلى العقل ( لا يكون إلا ما دام في هذه النشأة الدنيوية محجوبا عن نشأته الأخروية في الدنيا فإن العارفين يظهرون هنا كأنهم في الصورة الدنيوية لما يجري عليهم من أحكامها ) ، أي أحكام الدنيا ( واللّه تعالى قد حولهم في بواطنهم في النشأة الأخروية ، لا بد من ذلك فهم بالصورة مجهولون ) ، لا يظهرون لأحد ( إلا لمن كشف اللّه عن بصيرته فأدرك ) أشخاصهم وأحوالهم .
 .
الفقرة الخامسة عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
واتساب

No comments:

Post a Comment