Saturday, February 15, 2020

22 -  فك ختم الفص الإلياسى .كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

22 - فك ختم الفص الإلياسى .كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

22 -  فك ختم الفص الإلياسى .كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص أبو المعالي محمد بن إسحاق صدر الدين القونوي
1 / 22  - إنما أضيفت هذه الحكمة بالصفة الايناسية من أجل الصفة الذاتية التي جبل الله بها إلياس حتى ناسب بها الملائكة وناسب بها الأناسي ،
فثبت له الانس مع الطائفتين فكانوا يأنسون به ويجلسون إليه ، وكان هو وايضا إنيسهم وجليسهم ، والسر فيما ذكرنا الذي لا يطلع عليه إلا النذر من عباد الله هو ان بين قوى الأرواح العالية والقوى المزاجية الإنسانية امتزاجات على انحاء يحدث بينهما فعل وانفعال وغلبة ومغلوبية ينتهى الى كيفيات معقولة شبيهة بالإمتحان الواقعة في هذا العالم ، مثل استحالة الماء هواء والهواء نارا ونحو ذلك .

2 / 22  - فمن الأناسي المتروحنين من ينتهى في تروحنه الى الرتبة الملكية فتستهلك قواه المزاجية الطبيعية في قوى روحانية ثابتة الحكم بحسب إستيلاء سلطنة تلك القوى الروحانية على القوى الطبيعية ، كصورة الإستحالات في عالمنا هذا ، وهذا وصف بعض من هذا شأنه ، وظهور من هذا شأنه في هذا العالم إنما هو كظهور الملك هنا بشرا سويا ،
والرائي لمن هذا شأنه إنما يراه بموجب حكم إحدى المناسبات الخمس التي سبقت الإشارة إليها ، فإن ثبتت المناسبة بين الرائي والمرئي من حيث الذات :
يراه في صورته الأصلية التي كان عليها قبل تروحنه ، وان لم تثبت المناسبة بينهما من حيث الذات ، كان رؤيته له بحسب المرتبة التي تجمعها في الأصل او بحسب الصفة التي يشتركان فيها ، او الفعل او الحال ، وكيفية الصورة المرئية يكون بحسب كمال الصفة المشتركة فيها ونقصانها ، وكذلك الفعل والحال .

3 / 22وأما الإشتراك في المرتبة : فيتفاوت الأمر فيها بحسب تفاوت حظوظها منها ، وهذا شأن الخضر عليه السلام ، وعكس ذلك شأن عيسى عليه السلام ، فان نسبته ملكية ،
فظهوره  في الصورة الطبيعية هو من أجل امه التي كانت محل الإلقاء والنفخ لما بينا من ان كينونة كل شيء في شيء إنما يكون بحسب المحل ، سواء كان المحل معنويا أو صوريا .

وأذكر ما أشار الحق سبحانه إليه في كتابه : و " هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ " [ الحديد / 4 ] فأدخل نفسه مع عباده في الأمكنة ، مع انه منزه عن الزمان والمكان .
وقوله صلى الله عليه وآله :ان العبد إذا قام يصلى فإن الله ينصب له وجهه تلقاه ، ونحو ذلك مما تكرر ذكره في الكتاب والسنة .
وتذكر أيضا ما اتفق عليه المحققون من ان تجلى الحق لمن تجلى له إنما يكون بحسب المتجلى له ، لا بحسبه وتذكر أيضا شأن المرآة مع ما ينطبع فيها .

4 / 22  -  وأما إلياس عليه السلام فإنه لما كانت الممازجة الحاصلة بين القوى الروحانية والطبيعية قبل تروحنه واقعة على وجه قريب من التساوي ناسب الملأ الأعلى والأسفل فتأتى له الأنس بهما ، والجمع بين صفتيهما فهو كالبرزخ بين النشأة الملكية والنشأة الإنسانية ، فلهذا كان جامعا بين أحكامهما.

 .
التسميات:
واتساب

No comments:

Post a Comment