Sunday, February 9, 2020

 السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

 السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

قال رضي الله عنه:  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسيّ في الأسماء الإلهيّة : إنّ كلّ اسم إلهي على انفراده مسمّى بجميع الأسماء الإلهيّة كلّها : إذا قدّمته في الذّكر نعتّه بجميع الأسماء ، وذلك لدلالتها على عين واحدة ، وإن تكثّرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها أي حقائق تلك الأسماء .
ثمّ إنّ الرّحمة تنال على طريقين ، طريق الوجوب ، وهو قوله تعالى :فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَوما قيّدهم به من الصّفات العلميّة والعمليّة . والطّريق الآخر الّذي تنال به هذه الرّحمة طريق الامتنان الإلهيّ الّذي لا يقترن به عمل وهو قوله :وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ[ الأعراف : 156 ] ومنه قيل :لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ[ الفتح : 2 ] . ومنها قوله : « اعمل ما شئت فقد غفرت لك » فاعلم ذلك ).

قال رضي الله عنه:  (ولهذا) ، أي لأجل اعتبار هذه الدلالة (قال) الإمام العارف المحقق (أبو القاسم بن القسي) رضي اللّه عنه (في) حق (الأسماء الإلهية إن كل اسم) منها (على انفراده) ، أي بحسب ظهوره بأثره الخاص في الحس أو العقل للمتجلي به الحق تعالى (مسمى) ، أي ذلك الاسم (بجميع الأسماء الإلهية كلها) وذلك باعتبار دلالته على الذات الإلهية الجامعة لجميع الأسماء بحيث إذا (قدمته) ، أي كل اسم إلهي (في الذكر) ، أي ذكرك له في افتتاح الكلام (نعته) ،
أي صفته (بجميع الأسماء) الإلهية بأن ذكرتها بعده أوصافا له ونعوتا ، ويصح منك فعل ذلك ويحسن في الكلام ، بإرادة أن الاسم الأول الذي ابتدأت به أردت به الدلالة على الذات المسماة به ، وحسن منك هذا لما سبق أن كل اسم إلهي دلالة على الذات الإلهية زيادة على دلالته على معناه المخصوص في نفسه ، وعلى حكمه الخاص به ، ثم تورد بقية الأسماء بعدها نعوتا له بإرادة معنى كل اسم في نفسه وصح (ذلك) ،

أي تسمى المذكور (لدلالتها) ، أي الأسماء الإلهية (على عين) ، أي ذات (واحدة) جامعة لجميع الأسماء (وإن تكثرت الأسماء عليها) فإن كثرتها غير مانعة من وحدة الذات ، لأنها مجرد مراتب لها ونسب لا أعيان موجودة وإن (اختلفت) أيضا (حقائقها أي حقائق تلك الأسماء) الكثيرة فكل اسم له حقيقة تميزه عن الاسم الآخر ، فإن ذلك غير مانع أيضا من وحدة الذات المسماة .

قال رضي الله عنه:  (ثم إن الرحمة) الإلهية (تنال) ، أي ينالها من يعامله اللّه تعالى بها من الناس (على طريقين) ، أي جهتين طريق الوجوب بإيجاب اللّه تعالى ذلك على نفسه كما قال سبحانه :كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ[ الأنعام : 54 ] ، وهو قوله سبحانه : (فَسَأَكْتُبُها)، أي الرحمة( لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) الشرك الجلي والخفي ، فإن الكفر نتيجة الشرك الجلي والمعاصي نتيجة الشرك الخفي (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ)[ الأعراف : 156 ] من أموالهم بربع عشرها ومن أنفسهم بفناء أنانيتها ، فإن الرحمة لهم بإيجاب اللّه تعالى ذلك على ذلك وكذلك من طريق الوجوب (ما قيدهم)،
أي الذي قيد الحق تعالى هؤلاء المتقين المزكين من طريق الوجوب به من هذه الصفات العلمية ، وهو ما دعاهم في أنفسهم إلى التقوى والزكاة مما يعلمونه من العظمة الإلهية والجلال (و)الصفات (العلمية) كالتقوى والزكاة فإنه أوجب ذلك لهم أيضا على نفسه الرحمة بهم وهو عين ما كتب لهم ، وأوجب من غير سابقة داعية منهم ، وإن كان يلاحقه الداعية وهي العمل وبهذا يفترق عن القسم الثاني .

قال رضي الله عنه:  (والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة) الإلهية ، أي ينالها من يعامله اللّه تعالى بها من الناس (طريق الامتنان) ، أي الفضل والكرم (الإلهي الذي لا يقترن به عمل) أصلا (و) لا داعية تقتضي ذلك (وهو قوله تعالى :وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [ الأعراف : 156 ] ،
أي منة وفضلا وكرما وهي نعمة الإيجاد لكل شيء والأولى نعمة الإمداد لأهل الاستعداد ، فإن من لا استعداد له لا إمداد له وبقاؤه في الدنيا بطريق الإيجاد المتكرر لا بطريق الإمداد المتأكد ومنه ، أي من طريق الامتنان رحمته تعالى بالنبي صلى اللّه عليه وسلم في (قوله تعالى : لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) [ الفتح : 2 ] ،

وكذلك قوله تعالى في حق غيره من الأمة :وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ[ النساء : 48 ] ، وقوله سبحانه لعباد الاختصاص المضافين إليه تعالى لانقطاعهم عن كل ما سواه والتجائهم إليه سبحانه بالفناء عن كل شيء :" قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( 53 ) [ الزمر:53].

قال رضي الله عنه:  (ومنها) ، أي من رحمة الامتنان أيضا قوله تعالى كما ورد في الحديث في حق أهل بدر "اعملوا ما شئت فقد غفرت لكم" . رواه الهيثمي في موارد الظمآن
"" أضاف المحقق :
نص الحديث : "عن جابر أن ابن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أراد غزوهم فدل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها فأخذ كتابها من رأسها فقال : يا حاطب أفعلت
قال : نعم أما إني لم أفعله غشا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا نفاقا ولقد علمت أن اللّه سيظهر رسوله ويتم أمره غير أني كنت غريبا بين ظهرانيهم وكانت أهلي معهم فأردت أن أتخذها عندهم يدا فقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ألا أضرب رأس هذا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أتقتل رجلا من أهل بدر ما يدريك لعل اللّه اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم. رواه الهيثمي ""

وفي رواية الجامع الصغير للسيوطي ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " كما لا ينفع مع الشرك شيء كذلك لا يضر مع الإيمان شيء ".
 وفي رواية لأبي نعيم : " كما لا يضر مع الإيمان ذنب لا ينفع مع الشرك عمل". رواه الديلمي في الفردوس
حتى قال بعض الشارحين : من أراد الإيمان الحقيقي الكامل الذي يملأ القلب نورا فتستأنس النفس وتصير تحت سلطنته وقهره ،
فهذا الذي لا يضر معه شيء من الأشياء إذ الإيمان كما في الحكم قد يكون في الغيب وقد يكون عن كشف وشهود وهو الحقيقي فاعلم يا أيها السالك ذلك ، أي ما ذكر لأنه يكشف لك خفايا المسالك .  

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) أي ولأجل سوق كل اسم للدلالة على عين واحدة مسماة بكل واحد منها ( قال أبو القاسم بن القيسي ) وهو من كبار أهل الطريق ( في ) تحقيق ( الأسماء الإلهية أن كل اسم إلهي ) على انفراده ( مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء وذلك ) النعت ( لدلالتها ) أي لدلالة الأسماء كلها ( على عين واحدة ) والعين تسمى بجميع الأسماء وكذا ما يدل عليها

قال رضي الله عنه :  ( وأن تكثرت الأسماء عليها ) أي على عين واحدة ( واختلف حقائقها أي حقائق تلك الأسماء ثم أن الرحمة تنال على طريقين طريق الوجوب ) يعني أوجب اللّه هذه الرحمة على نفسه لعباده الصالحين في مقابلة أعمالهم ( وهو ) أي طريق الوجوب

قال رضي الله عنه :  ( قوله تعالى فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) قوله ( وما ) أي الذي ( قيدهم به من الصفات العملية والعلمية ) عطف على قوله وهو قوله ( والطريق الآخر الذي ينال به ) العبد ( هذه الرحمة على طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو ) أي طريق الامتنان ( قوله تعالى :وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) وهو عام في حق كل شيء وهو الرحمة الذاتية ( ومنه ) أي من طريق الامتنان .

قوله تعالى : لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ في حق نبينا عليه السلام وهي رحمة امتنانية خاصة به عليه السلام ( ومنها قوله : « اعمل ما شئت فقد غفرت لك فاعلم ذلك » ) .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها: إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.  ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية. والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

فنقول: إنه إنما يوجد ما يوجده رحمة منه،  فالرحمة نفسها هو قد أوجدها فإن كان رحمها ثم أوجدها فقد كانت الرحمة فيه من حيث هي صفته، والتقدير إنها لم يكن موجودة فهي إذن موجودة لا موجودة فخرج القول إلى إثبات الذوات التي لا موجودة ولا معدومة، 
ثم تقرر أن قبول الحق تعالى للصفات إنما هو نسب واعتبارات وما بعد هذا واضح بنفسه .

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسيّ في الأسماء الإلهية : إنّ كل اسم على انفراده مسمّى بجميع الأسماء الإلهية كلَّها إذا قدّمته في الذكر نعتّه بجميع الأسماء ، وذلك لدلالتها على عين واحدة ، وإن تكثّرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها أي حقائق تلك الأسماء . ثمّ إنّ الرحمة تنال على طريقين : طريق الوجوب وهو قوله : " فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ " وما قيّدهم به من الصفات العلمية والعملية . والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لم يقترن به عمل وهو قوله : " وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " ومنه قيل: " لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ".  ومنها قوله : اعمل ما شئت فقد غفرت لك ، فاعلم ذلك ( .
يشير رضي الله عنه  إلى أنّ رحمة الامتنان ذاتية ، ليست في مقابلة عمل ، تنال الأشياء كلَّها ، فكل ما تناولته الشيئية تناله هذه الرحمة ولا بدّ ، و « اعمل ما شئت فقد غفرت لك » و « غفران ما تقدّم وما تأخّر » من مقتضى هذه الرحمة ، ولسانها يقول ذلك . والباقي واضح

وبهذه الرحمة استظهار الأبالسة والشياطين والسحرة والكفرة والفجرة والمردة والفراعنة ، وقد سبق كلّ ذلك مرارا ، فتذكَّره تذكر ، والله الموفّق .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

قال رضي الله عنه :  (ولهذا قال أبو القاسم بن قسى في الأسماء الإلهية : إن كل اسم على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها ، إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء ، وذلك لدلالتها على عين واحدة وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها أي حقائق تلك الأسماء ، ثم إن الرحمة تنال عن طريقين : طريق الوجوب ،
وهو قوله : " فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ " وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية ، والطريق الآخر الذي تنال به الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل ،
وهو قوله : " ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " ومنه قيل "لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ " ومنها قوله « اعمل ما شئت فقد غفرت لك » فاعلم ذلك ) .

رحمة الامتنان ذاتية تنال الأشياء كلها لأنها ليست في مقابلة عمل ، فكل ما تناولته الشيئية تناله هذه الرحمة ، وبهذه الرحمة استظهار الأبالسة والفراعنة والكفرة والسحرة ، والله المنان وعليه التكلان .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن القسي في الأسماء الإلهية : إن كل اسم على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها ، إذا قدمته في الذكر ، نعته بجميع الأسماء . وذلك لدلالتها على عين واحدة ، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها . )
أي ، حقائق تلك الأسماء . أي ، ولأجل أن الأسماء كلها في دلالتها على الذات لا يختلف ، قال أبو القاسم بن القسي - وهو صاحب خلع النعلين ، وذكر الشيخ في الفتوحات أنه كان من أكابر أهل الطريق - : إن أي اسم من الأسماء إذا قدمته في الذكر ، نعته بجميع الأسماء لأنه دليل الذات ، والذات منعوته بجميع الأسماء والصفات

قال رضي الله عنه :  ( ثم ، إن الرحمة تنال على طريقين : طريق الوجوب ، وهو قوله تعالى : "فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة " . وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية . ) ( وهو قوله تعالى ) أي ، ذلك الوجوب مستفاد من قوله تعالى :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فسأكتبها . . . ) - إلى آخر الآية ." وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) " سورة الأعراف
ومستفاد من الوعد الذي وعدهم في مقابلة ما قيدهم به وكلفهم .

فـ‍ ( ما قيدهم ) معطوف على قوله : ( وهو قوله ) . و ( ما ) بمعنى ( الذي ) أو ( الشئ ) . أي ، الرحمة من الله تعالى تنال على طريقين : طريق الوجوب . أي ، على طريق الذي أوجب الحق على نفسه أن يرحم عباده إذا أتوا به في مقابلة ما قيدهم به وكلفهم من العلم والعمل .

كما قال الشيخ رضي الله عنه :  رضي الله عنه   : ( فسأكتبها ) أي ، أفرضها ( للذين يتقون ويؤتون الزكاة ) . لا أن العبد بحسب عمله يوجب على الله أن يرحمه ، بل ذلك الإيجاب على سبيل الفضل والمنة أيضا منه على عباده .

قال رضي الله عنه:  (والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة على طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل، وهو قوله : "ورحمتي وسعت كل شئ" . ومنه قيل : "ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر". ومنها قوله : "إعمل ما شئت فقد غفرت لك ". فاعلم ذلك.).
( الرحمة الامتنانية ) قد تكون عامة ، وهو الرحمة الذاتية الشاملة لجميع العباد ، كقوله تعالى : ( رحمتي وسعت كل شئ ) .

وقد تكون خاصة كما قيل : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) . في حق نبينا ، صلى الله عليه وسلم ،
وكما قال لبعض عباده : ( إعمل ما شئت ، فقد غفرت لك ) فلا يتوهم أنها شاملة لجميع الأشياء مطلقا . والله الرحيم المنان ومنه الفضل والإحسان .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

قال رضي الله عنه :  (ولهذا قال أبو القاسم بن قسيّ في الأسماء الإلهيّة : إنّ كلّ اسم إلهي على انفراده مسمّى بجميع الأسماء الإلهيّة كلّها ، إذا قدّمته في الذّكر نعتّه بجميع الأسماء ، وذلك لدلالتها على عين واحدة ، وإن تكثّرت الأسماء عليها ، واختلفت حقائقها أي :حقائق تلك الأسماء ، ثمّ إنّ الرّحمة تنال على طريقين ، طريق الوجوب ، وهو قوله تعالى :فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ [ الأعراف : 156 ] ، وما قيّدهم به من الصّفات العلميّة والعمليّة ، والطّريق الآخر الّذي تنال به هذه الرّحمة طريق الامتنان الإلهيّ الّذي لا يقترن به عمل ، وهو قوله :وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [ الأعراف :156]. ومنه قيل : لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ[ الفتح : 2 ] ، ومنها قوله : « اعمل ما شئت فقد غفرت لك » ؛ فاعلم ذلك ). الحديث رواه أحمد في مسنده وابن حبان والحاكم في  المستدرك.

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) أي : ولاعتبار دلالة كل اسم على الذات حتى أنه يصير كمجرد الذات ، ( قال أبو القاسم بن قسي ) ، صاحب كتاب « خلع النعلين ( في الأسماء الإلهية ) » قيد بذلك ؛ ليشير إلى أن أسماء الذات أولى بذلك ، (وإن كل اسم على انفراده ) ، أي : وإن لم يوجد مع الذات ، ولا مع سائر الأسماء ( مسمى بجميع الأسماء ) ، كما أن الذات مسماة بها ، وإن كان في الأسماء ما يدل بخصوصه على ما يقابل المدلول الخاص لهذا الاسم .

والدليل عليه أنك ( إذا قدمته ) فتأكد شبهه بالذات المقدمة على الصفات ( نعته بجميع الأسماء ) نعت الذات بها ؛ ( وذلك لدلالتها على عين واحدة ) بطريق التضمن ، فيجوز إرادة الذات الواحدة منها ( وإن تكثرت الأسماء عليها ) ؛ فإنه لا يبطل وحدتها ، وإن كانت في ضمن كثرتها ، (واختلفت حقائقها ) ، فإن كونها في ضمن هذه الحقائق المختلفة لا يوجب اختلاف حقيقتها ، فلا يكون نعت ذلك الاسم بسائر الأسماء ، كنعت الشيء بنفسه وبما يقابله ،
وبيّن الضمير بقوله : ( أي : حقائق تلك الأسماء ) ؛ لئلا يتوهم عوده إلى الذات مع أن اعتبار ذلك يخل بوحدتها .

ثم أشار إلى قسمة أخرى للرحمة ؛ ليشير إلى أن رحمة زكريا عليه السّلام كانت امتنانية من وجه ؛ لوقوعها على خرق العادة ، ووجوبية من وجه ؛ لترتبها على دعائه وتسبيحه ،
فقال : ( ثم ) ، أي : بعد أن قسمت الرحمة إلى الذاتية والأسمائية ( أن الرحمة تنال على طريقين ) فيه إشارة إلى أن كل رحمة امتنانية  في الحقيقة ، إذ لا موجب على اللّه تعالى ، ولا يذم ترك الشيء ، كما لا يذم بفعل الشيء.

"" أضاف المحقق :
الرحمة الامتنانية : هي السابقة ، سميت بذلك لأن اللّه تعالى امتن بها على الخلائق قبل استحقاقها ، لأنها سابقة على ما يصدر منهم من الأفعال التي توجب لهم استحقاقا ،
والرحمة الامتنانية الخاصة : يعني بها رحمة اللّه تعالى لعبده ، حيث وفقه للقيام بما يوجب له من الأفعال استحقاق الثواب عليها ( لطائف الإعلام  للقاشاني ) .""

لكن لما وعد على اكتساب العلم والعمل ، ووعده صادق لا محالة صار في حكم الواجب عليه ، فأحدهما ( طريق الوجوب ) ، وهو الذي دلّ عليه السلام  ( قوله تعالى :"فَسَأَكْتُبُها ") أي : أثبتها وأوجبها "لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ"[ الأعراف : 156 ].

وفي معنى ذلك سائر ( ما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية ) ، وفي التقييد إشارة إلى أنهما في صورة الاحتياط لا يبقى إنصاف الشخص بهما ، ( والطريق الآخر الذي ينال به هذه الرحمة ) التي وجب مثلها على اكتساب العلم والعمل الصالح مما يوافق الغرض ،
ويلاءم الطبع ( طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل ) ، أي : اكتساب علم أو عمل ، وهو الذي دلّ عليه ( قوله تعالى : وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [ الأعراف : 156 ] .
إذ لا يخلو شيء مما يلاءم طبعه ، ويوافق غرضه ، مع أن في الأشياء ما لا يكتسب علما ولا عملا .

( ومنه ) أي : ومن هذا القبيل لا من عمل يكفر للسيئات ، قوله تعالى :( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) [ الفتح : 2 ] ؛ لأنه عقله ، ففتح مكة ، وليس فيه عمل للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم ،
فإن معناه :إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً[ الفتح : 1 ] لكي يجمع لك بين المغفرة تمام النعمة في الفتح ، وقيل : هو مردود إلى قوله :وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ[ محمد : 19 ] ؛لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ،وقيل : إلى قوله :إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( 1 ) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً ( 2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ[ النصر : 1 - 3 ] ؛ ليغفر لك اللّه ، وبعدهما ظاهر .

ومنها أي : ومن الرحمة الامتنانية ، وإن توهم كونها وجوبية ، وهما مؤكدا ، فلذا أنت الضمير ؛ ليعود إليها صريحا قوله عزّ وجل لبعض خواص عباده : ( « اعمل ما شئت ، فقد غفرت لك » ، فاعلم ذلك ) ،
ولا يتوهم أنه على العمل ، فإنه إنما يوجب الثواب وغفران الذنوب الكبائر ، إنما هو بالتوبة ، « واعمل ما شئت » أعم من الصغائر ، ولكن يكون لبعض الأعمال مزيد نور ينفي ظلمة المعاصي بالكلية ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .

ولما فرغ من الحكمة الملكية التي بها كمال التصرف، وعموم الرحمة وخصوصها، وذلك يوجب كمال المناسبة بين الفاعل والمنفعل، وهو يوجب التأنس الكلي له به عقبها بالحكمة الإيناسية؛ فقال : فص الحكمة الإيناسية في كلمة إلياسية

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

كلّ اسم مسمّى بجميع الأسماء
ثمّ إنّه إذا كان لكل اسم في نفسه - بدون اعتبار الخارج من الوضع والجعل - له دلالة على الذات المسمّاة ، يكون له جهة جمعيّة الأسماء كلَّها ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي ) صاحب كتاب خلع النعلين ( في الأسماء الإلهية : « إنّ كلّ اسم على انفراده مسمّى بجميع الأسماء الإلهيّة كلَّها ، إذا قدّمته بالذكر نعتّه بجميع الأسماء » ) ، أي إذا خصّصته بالذكر - ذكرا وجوديّا ، أو لفظيّا ، أو رقميّا ، أو قلبيّا - لا بدّ وأن يستتبعه النعت بسائر الأسماء .

قال رضي الله عنه :  ( وذلك لدلالتها على عين واحدة ) أي لدلالة الأسماء كلَّها على عين هي واحدة بالوحدة الإطلاقية الجمعيّة ( وإن تكثّرت الأسماء عليها ) أي على العين الواحدة فإنّ كل اسم بخصوصه له دلالة عليها ( وإن اختلفت حقائقها ) - أي حقائق تلك الأسماء .

تقسيم الرحمة بالوجوبيّة والامتنانيّة
قال رضي الله عنه :  ( ثمّ إنّ الرحمة ) لها تقسيم آخر باعتبار وصولها إلى المرحومين ونيلهم منها ، فإنّها ( تنال على طريقين : طريق الوجوب ) أي اللزوم المترتّب على ما يقتضيه اقتضاء ضروريّا ، كما نصّ عليه الشارع في القرآن الختمي ( وهو قوله : “  فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ “  ) [ 7 / 156 ] ،
فإنّه يدلّ على أنّ الرحمة قد أوجبها على نفسه للعالمين ، الذين يجعلون أنفسهم وقاية للحقّ في الذمّ ، والحقّ وقاية لهم في الحمد - كما سبق بيانه –
وللعالمين الذين ينمون بجوارحهم الظاهرة والباطنة عند ازدياد الأعمال منها والأفعال والأقوال ، فإنّه يزيد بها مرتبة أخرى من الوجود على شخصه ، أو الذين يعلَّمون الطالبين ذلك وأصل الزكاة : النموّ ، يقال : زكى الزرع : إذا حصل له نموّ .
وإليه أشار بقوله : ( وما قيدهم به من الصفات العملية والعلمية ) .
قال رضي الله عنه :  (والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهيّ الذي لا يقترن به عمل ) ولا يوازيه من العبد فعل أصلا ، كالوجود وما قبله من مراتب الرحمة . وإليه إشارة من القرآن الختمي ( وهو قوله : « وسعت رحمتي كل شيء » ) ، هذا لسان الإجمال الشامل لمراتب الرحمة إجمالا ، وفيه ما يدلّ عليها تفصيلا ،

قال رضي الله عنه :  ( ومنه قيل : “  لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ “  ) على هذه النشأة ( "من ذَنْبِكَ وَ"  ) وهو ما يتأخّر عن رتبة الاعتبار من الأوصاف الحدثانيّة والأحكام الإمكانيّة ، فإنّ أذناب القوم أراذلهم ، وذنب الدابة : هو ما يتأخّر من أعضائه عن درجة الاعتبار ورتبة الاحتياج ( " وَما تَأَخَّرَ ") [ 48 / 2 ] منها ،

فإنّ الفتح المبين الذي تفرّد به الخاتم يستتبع هذه الرحمة الامتنانيّة التي لا يوازيها عمل من العبد ، وهو الستر لما تقدّم من نشأته هذه من أحكام الإمكان . وما تأخّر عنها منها وإخفائهما في صحائف الظهور وإسقاطهما عن درجة التأثير .

ويمكن أن يجعل هذه الآية إشارة إلى قسمي الرحمة ، فإنّ « ما تقدّم » إشارة إلى الرحمة الامتنانيّة المتقدّمة على الأعمال ،
كما أنّ " ما تأخّر " إشارة إلى الوجوبيّة المترتّبة المتأخّرة عن الأعمال ،
والذنب حينئذ عبارة عن أحكامه صلَّى الله عليه وسلَّم المتمّمة التي بها تمام الأوضاع النبويّة المشعرة ، كما أنّ الذنب تمام الأعضاء ، كذلك إنّ المراد بالغفران في هذا اللسان هو الإظهار الذي يلزمه ضرورة .
ولكن التوجيه الأوّل أوفق بسياق كلامه ، وإن كان الثاني أعلى .

قال رضي الله عنه :  ( ومنها قوله : « اعمل ما شئت فقد غفرت لك » ) وذلك لأنّ الغفر أصله إلباس الشيء ما يصونه عن الدنس .
ومنه قيل : « أغفر ثوبك في الوعاء ، واصبغ ثوبك فإنه أغفر للوسخ » .
وبيّن أن أوضاع محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وشرائعه - لأنّه خاتم النبوّة - لا بدّ وأن يكون هو التامّ الكامل من مراتب الرحمة وصورها الصائنة للكائنات عن دنس النقص والبوار ، وذنب العيب والعوار .

ومن هاهنا ترى الحديث القدسي يفصح عن أنّ العبد المذكور المخاطب مغفور ، ولو عمل من الذنب ما عمل .
وتمام تحقيق ذلك ما أورده الشيخ في الفتوحات ، فإنّه قال فيها : " إنّه ثبت في الأخبار الإلهيّة وصحّ أنّ العبد يذنب الذنب ويعلم أنّ له ربّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم يذنب الذنب فيعلم أنّ له ربّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، فيقول الله في ثالث مرّة أو رابع مرّة : اعمل ما شئت فقد غفرت لك " إلى هنا كلامه .

""أضاف الجامع :
قال الشيخ رضي الله عنه  في الفتوحات الباب الرابع والسبعون في التوبة :
ومما يؤيد ما ذكرناه من أن التوبة اعتراف ودعاء لا عزم على أنه لا يعود
ما ثبت في الأخبار الإلهية وصح أن العبد بذنب الذنب ويعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب
ولم يزد على هذا مثل صورة آدم سواء ثم يذنب الذنب فيعلم إن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فيقول الله له في ثالث مرة أو رابع مرة اعمل ما شئت فقد غفرت لك
وهذا مشروع أن الله قد رفع في حق من هذه صفته المؤاخذة بالذنب على من يرى أن الخطاب على غير من ليس بهذه الصفة منسحب
وأما ظاهر الحديث فإن الله قد أباح له ما قد كان حجر عليه لأجل هذه الصفة كما أحل الميتة للمضطر وقد كانت محرمة على هذا الشخص قبل أن تقوم به صفة الاضطرار
ثم إنه قد بينا أن من عباد الله من يطلعه الله على ما يقع منه في المستأنف
فكيف يعزم على أن لا يعود فيما يعلم بالقطع أنه يعود
ولم يرد شرع نقف عنده أن من حد التوبة المشروعة العزم في المستأنف
فلم تبق التوبة إلا ما قررناه في حديث آدم عليه السلام
ثم يؤيد ذلك قوله تعالى ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ
يعني في الحالتين ما هم أنتم ينظر إليه قوله وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى
وقوله فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ولكِنَّ الله قَتَلَهُمْ
وقوله ما قَطَعْتُمْ من لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ الله . أهـ ""

فقد ظهر من هذا الخبر الإلهي أنّ سبب انطلاق ذلك العبد المذكور عن مؤاخذة التكاليف هو علمه بأنّ له ربّا يغفر الذنب ، والعلم من جزئيّات الرحمة الامتنانية ، والأولياء المحمديّون أصحاب السبق في ذلك الميدان ،

وإليه أشار بقوله : ( فاعلم ذلك ) فإنّه لبّ معنى الرحمة وأصله .
وعلم من هذا الكلام أنّ الرحمة الامتنانيّة هي الفاتحة لغيب الوجود والخاتمة لكمال إظهاره .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسي في الأسماء الإلهية إن كل اسم إلهي على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها:
إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء، وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها، أي حقائق تلك الأسماء.
ثم إن الرحمة تنال على طريقين، طريق الوجوب، وهو قوله «فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة» وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية.
والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل وهو قوله «ورحمتي وسعت كل شيء» ومنه قيل «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فاعلم ذلك. )

قال رضي الله عنه :  (ولهذا قال أبو القاسم بن قسيّ في الأسماء الإلهيّة : إنّ كلّ اسم إلهي على انفراده مسمّى بجميع الأسماء الإلهيّة كلّها : إذا قدّمته في الذّكر نعتّه بجميع الأسماء )

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) ، أي لعدم اختلاف الأسماء الإلهية في الدلالة على الذات ( قال أبو القاسم بن قسي ) صاحب كتاب خلع النعلين ذكره في الفتوحات .
وقال : إنه من أكابر أهل الطريق ( في ) بيان أحكام ( الأسماء الإلهية : إن كل اسم على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها إذا قدمته في الذكر نعته بجميع الأسماء ) ، فتقول مثلا الحي هو العليم المريد القدير أو العليم هو الحي المريد القدير إلى غير الذات

قال رضي الله عنه :  ( وذلك لدلالتها على عين واحدة ، وإن تكثّرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها أي حقائق تلك الأسماء .  ثمّ إنّ الرّحمة تنال على طريقين ، طريق الوجوب ، وهو قوله تعالى :فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَوما قيّدهم به من الصّفات العلميّة والعمليّة .
والطّريق الآخر الّذي تنال به هذه الرّحمة طريق الامتنان الإلهيّ الّذي لا يقترن به عمل وهو قوله :وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [ الأعراف : 156 ] ومنه قيل :لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ[ الفتح : 2 ] . ومنها قوله : " اعمل ما شئت فقد غفرت لك ")

قال رضي الله عنه :  (وذلك لدلالتها على عين واحدة ) ، هي الذات الإلهية ( وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها ، أي حقائق تلك الأسماء ) ، يعني مفهوماتها بخصوصياتها الامتيازية .

قال رضي الله عنه :  ( ثم إن الرحمة تنال على طريقين : طريق الوجوب ) بأن أوجب الحق على نفسه أن يرحم عباده إذا أتوا لما قيدهم به وكلفهم من العلم والعمل وهذا الإيجاب على سبيل الفعل والامتنان ، لأن العبد أوجبه عليه بعمله أو بعلمه.

 قال رضي الله عنه :  ( و ) ما يدل على هذا الطريق ( هو قوله تعالى :فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ [ الأعراف : 156 ] ، وما قيدهم به من الصفات العلمية والعملية ) ، ويفهم من ذلك أن الرحمة الواقعة بإزاء العلم أيضا وجوبية ولا يبعد أن يفرق بين العلم الكسبي والوهبي .

قال رضي الله عنه :  ( والطريق الآخر الذي تنال به هذه الرحمة طريق الامتنان الإلهي الذي لا يقترن به عمل ) ، والمراد بالعمل إما ما يعم العلم أيضا ، أو ترك العمل بقرينة السابق فمنه ما هو عام وهو الرحمة الذاتية الشاملة لجميع الموجودات .

قال رضي الله عنه :  ( و ) ما يدل عليه ( هو قوله :وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ومنه ) ما هو خاص كما ( قيل ) لنبينا صلى اللّه عليه وسلم ( ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فإن الفتح المبين الذي تفرد به صلى اللّه عليه وسلم يستتبع هذه الرحمة الامتنانية التي لا يوازيها عمل منه ومعنى الآية على بعض وجوهها ليغفر لك اللّه ما تقدم على هذه النشأة من أحكام الإمكان من ذنبك وهو ما يتأخر عن رتبة الاعتبار من هذه الأحكام فإن أذناب القوم أراذلهم وذنب الدابة ما يتأخر عن سائر أعضائه وما تأخر عن تلك الشاة من تلك الأحكام ( ومنها ) ، أي من الرحمة الامتيازية الحاصلة ما يدل عليه ( قوله : اعمل ما شئت فقد غفرت لك ) .

أورد الشيخ رضي اللّه عنه في الفتوحات المكية أنه ثبت في الأخبار الإلهية وصح أن العبد يذنب الذنب ويعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فيقول : اللّه له في ثالث مرة أو رابع مرة اعمل ما شئت فقد غفرت لك . انتهى كلامه فقد ظهر من هذا الخبر أن فاعلم ذلك .

سبب عدم مؤاخذة الحق هذا العبد بالذنب علمه بأن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ، وهذا العلم من قبيل الرحمة الامتنانية التي لا يوازيها عمل ،
وكذلك المغفرة المترتبة عليه ، ولكن يشترط أن يفرق بين العلم الكسبي والوهبي كما سبقت إليه الإشارة ويجعل العلم بأن له ربا يغفر ويأخذ وهبيا ( فاعلم ذلك ) ،
واللّه سبحانه هو الكريم المنان ذو الفضل المحسان .
 .
واتساب

No comments:

Post a Comment