Wednesday, February 12, 2020
the-twenty-tow-book-of-fusus-alhikam
السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قال رضي الله عنه : ( فكان الحقّ فيه منزّها ، فكان على النّصف من المعرفة باللّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره ، كانت معرفته باللّه على التّنزيه لا على التّشبيه. وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّي كملت معرفته باللّه ، فنزّه في موضع وشبّه في موضع . ورأى سريان الحقّ في الصّور الطّبيعيّة والعنصريّة . وما بقيت له صورة إلّا ويرى عين الحقّ عينها . وهذه المعرفة التّامّة الّتي جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلّها . ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النّشأة من العقول ، لأنّ العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ لم يخل عن حكم الوهم عليه والتصوّر فيما عقل . )
(فكان الحق) تعالى ظاهرا (فيه) ، أي في إدريس عليه السلام (منزها) عن كل ما لا يليق به سبحانه تنزيها تاما من غير تشبيه أصلا .
(فكان) إدريس عليه السلام الذي هو إلياس (على النصف من المعرفة باللّه) تعالى والنصف الآخر سبق ذكره في الفص الإدريسي ، فكانت معرفته كمعرفة الملائكة باللّه تعالى ، ولهذا يسبحونه ويقدسونه ولا يفترون عن ذلك لأنهم عقول مجرد (فإن العقل إذا تجرد) عن الشهوة (لنفسه من حيث أخذه العلوم) الإلهية (عن نظره وفكره كانت معرفته باللّه) تعالى على جهة (التنزيه) فقط (لاعلى) جهة التشبيه بالصور الظاهرة له (وإذا أعطاه) ، أي العقل (اللّه تعالى المعرفة بالتجلي في الصورة المحسوسة والمعقولة والموهومة (كملت معرفته) ، أي العقل باللّه تعالى حينئذ.
فنزه) اللّه تعالى (في موضع) يقتضي التنزيه لوروده في الشرع وشبه أيضا اللّه تعالى (في موضع آخر) يقتضي التشبيه لوروده في الشرع ورأى ، أي ذلك العقل بعين بصيرته (سريان الحق تعالى بالوجود) المطلق الحقيقي ظاهرا (في الصور الطبيعية) الروحانية والصور (العنصرية الجسمانية (وما بقيت له) ،
أي للعقل (صورة) مطلقا إلا ويرى ذلك العقل (عين الحق) تعالى (عينها) من حيث التجلي بالوجود كما ذكر (وهذه هي المعرفة) باللّه تعالى (التامة الكاملة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند اللّه) بالملك على النبيين عليهم السلام إلى أممهم وإدريس الذي هو إلياس عليه السلام جاء بها أيضا إلى أمته التي أرسل إليهم ولكن لما كذبوه رفعه اللّه تعالى المكان العلي بانفلاق الجبل عن تلك الفرس ونزع منه المقتضيات الجسمانية بغلبة الروحانية عليه كما فعل تعالى بعيسى ابن مريم لما رفعه إليه .
قال تعالى :يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا[ آل عمران : 55 ] . (وحكمت أيضا بها) ، أي بهذه المعرفة المذكورة من حيث اشتمالها على التشبيه (الأوهام) العقلية (كلها) فبلغت منها الغاية (ولذلك) ، أي لأجل ما ذكر (كانت الأوهام أقوى سلطانا) ، أي أشد تسلطا وقهرا (في هذه النشأة) الإنسانية من إدراك (العقول لأن العاقل) من بني آدم (وإن بلغ من عقله ما بلغ) من رتبة كمال العقل (لم يخل عن حكم) ، أي استيلاء (الوهم عليه) ، أي على عقله وبقدر ذلك يكون القصور « التصور » منه (فيما عقل) من الأمور.
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قال رضي الله عنه: ( فكان الحق فيه ) أي في قلب إلياس أو في هذا المقام ( منزها ) اسم مفعول أي كان إلياس ينزه من جهة كونه عقلا مجردا عن الشهوة ( وكان ) إلياس ( على النصف من المعرفة باللّه فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته باللّه على التنزيه ) خاصة
( لا على التشبيه ) والتنزيه فمن كانت معرفته باللّه على التنزيه بلا تشبيه أو على التشبيه بلا تنزيه كانت معرفته على النصف ثم بعد ذلك تجلى اللّه له بالاسم الجامع تكملة له فأعطاه المعرفة بالتجلي فسقط عنه أخذ العلوم عن نظر العقل.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتجلي كملت معرفته باللّه فنزه بموضع ) التنزيه ( وشبه في موضع ) التشبيه ( ورأى ) أي شاهد بسبب هذا التجلي ( سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية وما بقيت له ) أي لإلياس ( صورة إلا ويرى عين الحق عنها ) من وجه ومعنى سريان الحق في الصور ظهور آثار أسمائه وصفاته فيها ولو لم يكن للصورة مع الحق جهة الاتحاد والعينية في وجه خاص لم يكن العالم دليلا على وجوده ووجوبه ووحدانيته
فكان إلياس من هذا الوجه أنس الأناسيّ فسريان الحق في الصور عند أهل الحقيقة كإحاطة الحق بالأشياء عند علماء الرسوم في أن المراد بكل واحد منهما معنى واحد وكون الحق عين الأشياء عند أهل اللّه كاتحاد الحق مع الأشياء في بعض الأمور الكلية عند أهل الظاهر ولا مخالفة بينهما إلا في العبارة لا في المعنى .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وهذه المعرفة التامة ) التي تحصل من تجلي الحق وهي مشاهدة سريان الحق في كل صورة ( التي جاءت بها الشرائع المنزلة ) من التنزيل ( من عند اللّه ) إذ الشرائع كلها جاءت بالتنزيه والتشبيه معا ولم تنفرد بأحدهما ( وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها ) الوهم والعقل قوتان روحانيتان في هذه النشأة الانسانية العنصرية
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ولذلك ) أي ولأجل كون الأوهام حاكمة بهذه المعرفة التامة دون العقول ( كانت الأوهام أقوى سلطانا ) أي قوة وحجة ( في هذه النشأة من العقول لأن العاقل ولو بلغ ما بلغ في عقله ) أي بلغ كمالا في التنزيه تنتهي إليه العقول ( لم يخل ) ذلك العاقل ( عن حكم الوهم عليه والتصور ) أي وعلى تصوره ( فيما عقل ) فإذا حكم العقل بالتنزيه في موضع فقد حكم الوهم بالتشبيه في ذلك الموضع لشهوده سريان الحق في الصور الذهنية والخارجية فشاهد الحق في صورة التنزيه الذي حصل في العقل ويرى أن إثبات التنزيه له تحديد والتحديد عن التشبيه ،
ولا شعور للعقل أن تنزيهه صورة من الصور التي يجب تنزيه الحق عنها عنده فحكم على العقل وعلى إدراكه.
شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قال رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه. وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية. وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها. وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها. ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قلت : الشيخ رضي الله عنه وصف حال الوهم في الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزيه والتشبيه وما جمعهما إلا عارف وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه يقتضي التنزيه دون التشبيه وأما الحس فلا يقتضي إلا التشبيه والجامع هو الوهم أو المحقق وما ذكره بعد ظاهر.
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قال رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزّها ، فكان على النصف من المعرفة بالله تعالى).
فتمثّلت نفسه الناطقة وهي نورية في صورة فرس من نار ، فالصورة النارية لشدّة الشوق والطلب الإرادي لإحراق القوى الشهوية والإخراق لحجبها المانعة عن الانسلاخ والتقديس والطهارة عن الأوساخ ،
والصورة الفرسية لحقيقة همّته المترقّية إلى أعالي ذرى العروج ، وجميع آلاته صورة تكامل قواه الروحانية للانسلاخ والمفارقة عن الأدناس والأوساخ لأجل السير والسلوك الروحاني الذي كان بصدده ، فلمّا أمر بالركوب عليه ، ركبه ، فسقطت القوى الشهوية منه عن التعلَّق بالملاذّ الجسمانية الطبيعية ، فبقي روحا ، والعقول المجرّدة الكلَّية ، وهي نصف المعرفة بالله ، والنصف الآخر ظهر بالنصف الآخر من النفوس ، كما بيّنّا ، فاذكر .
قال رضي الله عنه : ( فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره ، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه ، وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلَّي ، كملت معرفته بالله فنزّه في موضع التنزيه تنزيها حقيقيا لا وهميا رسميا ، وشبّه في موضع التشبيه تشبيها شهوديا كشفيا ورأى سريان الحقّ بالوجود في الصور الطبيعية والعنصرية ، ولا تبقى صورة إلَّا ويرى الحق عينها ، وهذه هي المعرفة التامّة الكاملة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله ، وحكمت أيضا بها الأوهام كلَّها ) .
يشير رضي الله عنه إلى أنّ الوهم يستشرف إلى ما وراء موجبات الأفكار ، ولا ينفعل للقوّة الفكرية العقلية من حيث تقيّدها انفعالا يخرجها عن الإطلاق ، بل الوهم يتعلَّق أبدا بما فوق المدرك بالعقل ، فيجيز الحكم على المطلق بالتقييد مرّة ، ويحكم بالعكس أخرى ، ولا يحيل ذلك ، ويحكم بالشاهد على الغائب تارة ، وعلى عكس ذلك أخرى ، وهذا في جميع من له قوّة الوهم من المقلَّدين والمؤمنين .
قال رضي الله عنه : ( ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقل، لأنّ العاقل وإن بلغ من عقله ما بلغ لم يخل عن حكم الوهم عليه والتصوّر فيما عقل )
يعني رضي الله عنه : نزّه في عين التشبيه ، لأنّه نزّه في مماثلة المثل ما لا يماثله في هذه المثلية وهو عين التشبّه ، لأنّه إثبات المثل ونفي مماثلته ، فنزّه أن يكون شيء من الأشياء مثلا لهذا المثل المنزّه ، فينتفي عن الحق المماثلة بالأحرى والأحقّ ، وذلك على أنّ الكاف غير زائدة ، فهو - كما ذكرنا - تنزيه في تشبيه أو تشبيه في تنزيه ، وكلاهما سائغ فيه ، فتأمّل .
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قال رضي الله عنه : (فكان الحق فيه منزها ، فكان على النصف من المعرفة باللَّه )
كما قال الشيخ رضي الله عنه : ( فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته باللَّه على التنزيه لا على التشبيه ، وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته باللَّه فنزه في موضع وشبه في موضع ) .
أي نزه في موضع التنزيه تنزيها حقيقيا لا وهميا رسميا ، وشبه في موضع التشبيه تشبيها شهوديا كشفيا
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ورأى سريان الحق بالوجود في الصور الطبيعية والعنصرية ، وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها ، وهذه هي المعرفة التامة الكاملة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله ، وحكمت أيضا بهذه المعرفة الأوهام كلها )
لأن الوهم يستشرف ما وراء موجبات الأفكار ولا ينفعل عن القوة العقلية من حيث تقييدها انفعالا يخرج عن الإطلاق ، فيجيز الحكم على المطلق بالتقييد مرة ويحكم بالعكس أخرى ، ولا يحيل ذلك وبحكم بالشاهد على الغائب تارة وبالعكس أخرى ، وهذا في جميع من له قوة الوهم من المقلدين والمؤمنين .
"" أضاف بالي زادة :
( إلا ويرى الحق عينها ) عين من وجه ، ومعنى سريان الحق في الصور ظهور آثار أسمائه وصفاته فيها .
ولو لم يكن الصورة مع الحق جهة الاتحاد والعينية في وجه خاص لم يكن العالم دليلا على وجوده ووجوبه ووحدانيته فكان إلياس مع هذا الوجه آنس الإنسان ، فسريان الحق في الصور عند أهل الحقيقة كإحاطة الحق بالأشياء عند علماء الرسوم في أن المراد من كل واحد منهما معنى واحد ، وكون الحق عين الأشياء عند أهل الله كاتحاد الحق مع الأشياء في بعض الأمور الكلية عند أهل الظاهر ، ولا مخالفة بينهما إلا في العبارة لا في المعنى .اهـ بالى زادة.
( قوله ويرى الحق عينها ) من حيث اتحاد الظاهر بالظاهر والتصور فيما عقل فإذا حكم العقل بالتنزيه في موضع فقد حكم الوهم بالتشبيه في ذلك الموضع لشهوده سريان الحق في الصور الذهنية والخارجية ، فشاهد الحق في صورة التنزيه الذي حصل في العقل ، ويرى أن إثبات التنزيه له تحديد ، والتحديد عين التشبيه ، ولا شعور للعقل أن تنزيهه صورة من الصور التي يجب تنزيه الحق عنها عنده فحكم على العقل وعلى إدراكه .اهـ بالى زادة. ""
قال رضي الله عنه : (ولهذا كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة الإنسانية من العقول ، لأن العاقل وإن بلغ من عقله ما بلغ لم يخل عن حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل)
أي نزه في عين التشبيه حيث نفى عن كل شيء مماثلة في مثليته وهو عين التشبيه. لأنه إثبات المثل .
ولما نفى عن كل شيء مماثلة المثل نزه الحق أن يكون مثلا له لأنه شيء من الأشياء فلا يماثل ذلك المثل ، وإذا لم يكن مثل مثله فبالأحرى أن يكون ذلك المثل ليس مثلا له وذلك في غاية التنزيه ، فهو تشبيه في تنزيه وتنزيه في تشبيه (" وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " فشبه )
أي في عين التنزيه لأنه أثبت له السمعية والبصرية اللتين هما صفتان ثابتتان للعبد وهو محض التشبيه ، لكنه خصصهما بالصيغة التركيبية المفيدة للحصر حيث حمل الصفتين المعرفتين بلام الجنس على ضميره ، فأفاد أنه هو السميع وحده لا سميع غيره ، وهو البصير وحده لا بصير غيره وهو عين التنزيه ، فتأمل
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قال رضي الله عنه : (فكان الحق فيه منزها) أي، كان الحق في المقام العقلي منزها على اسم المفعول .
(فكان) أي إلياس . (على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه، لا على التشبيه.)
لأنه لا يدرك مدرك ما شيئا إلا بحسب ما منه فيه . كما هو مقرر في قواعد التحقيق . ومقامه تنزيه ربه ، لذلك قال الملائكة : ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) . فكان على النصف من المعرفة .
قال رضي الله عنه : (وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي ، كملت معرفته بالله ، فنزه في موضع وشبه في موضع . )
أي ، نزه في موضع التنزيه ، تنزيها حقانيا ، وشبه في موضع التشبيه ، تشبيها عيانيا ، فيكون تنزيهه تنزيه الحق ، وتشبيهه تشبيه الحق .
(ورأى سريان الحق بالوجود في الصور الطبيعية والعنصرية ، فما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها . ) كما هو الأمر عليه في نفسه .
قال رضي الله عنه : ( وهذه هي المعرفة التامة ) أي ، هذه المعرفة هي المعرفة التامة ( التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله ) لأن الشرائع كلها تحكم بالتشبيه والتنزيه ، ولا ينفرد بأحدهما .
قال رضي الله عنه : ( وحكمته بهذه المعرفة الأوهام كلها . ) لأن ( الوهم ) يلبس المعاني ، كلية كانت أو جزئية ، نوعا من الصور المتخيلة في الذهن . وهذا تشبيه في عين التنزيه ،
لأن المعاني من حيث تجردها عن المواد ، منزهة عنها وعن الصور التابعة لها . ومن حيث إنها موجودة مصورة في الذهن ، مشبهة بها .
قال رضي الله عنه : (ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول ، لأن العاقل ولو بلغ ما بلغ في عقله ، لم يخل عن حكم الوهم عليه والقصور فيما عقل . ) أي ،
ولأجل أن الوهم حاكم على المدركات العقلية ، بالتنزيه والتشبيه ، كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة العنصرية من العقول ، لأن العاقل ولو بلغ في عقله كما لا ينتهى العقول إليه ، لا يخلص عن أحكام الوهم عليه ، ولا مدركاته العقلية يتجرد عن الصور الوهمية .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قال رضي الله عنه : (فكان الحقّ فيه منزّها ، فكان على النّصف من المعرفة باللّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره ، كانت معرفته باللّه على التّنزيه لا على التّشبيه ، وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّي كملت معرفته باللّه ، فنزّه في موضع ، وشبّه في موضع ) .
( فكان الحق فيه منزها ) كما في الملائكة ، و ( كان على النصف ) أي : أحد القسمين ، وإن كان أسرف من الآخر بحيث لا بعد ذلك الآخر لو تجرد شيئا ، بل كان كفرا ( من المعرفة ) الجامعة لقسميها التنزيهية والتشبيهية ، فإنها أكمل لا محالة من التنزيهية وحدها ، وإن كانت كافية للإيمان ،
ولها الشرف ، فلم يكن من لم يرفع إلى السماء دونه في الكمالات إذا حصل لهم هذه المعرفة الكاملة في النصفية هاهنا ، كنصفية السماء للجسم ، ونصفية الملك للإنسان إذ الملك هو الباطن ، والإنسان هو الحيوان الناطق ، وكثلثية سورة الإخلاص ، وربعية سورة الكافرون للقرآن ، ونصفية التزوج للدين ، ونصفية الفرائض للعلم .
ثم إن هذا باعتبار ملكيته من حيث هي ملكية لا من حيث ما حصلت له بعد الحيوانية على ما يأتي من بعد ؛ ( فإن العقل إذا تجرد ) عن الوهم والخيال ( لنفسه ) المجردة في نفسها ( من حيث أخذه العلوم عن نظره ) ، وإن كان مع الوهم والخيال لكنهما قد ساعداه ، وصارا في حكم العقل ، ( كانت معرفته باللّه ) الذي هو منزه في نفسه ، وإن لحقه التشبيه باعتبار ظهوره في المظاهر ( على التنزيه ) الذي هو نتيجة نظر العقل في ذاته ،
وكذا إذا نظر إلى ظهوره في المظاهر ؛ لأن الأمر الذاتي لا يتغير عنده ( لا على التشبيه ) الذي هو نتيجة الوهم والخيال إذا نظر إلى ظهوره في المظاهر ؛ فإنه يتوهم من ذلك كونه على تلك الصور في نفسه ، ( وإذا أعطاه المعرفة بالتجلي ) الذي لا بدّ فيه من نظر القوي الظاهرة والباطنة ( كملت معرفته باللّه ) ؛ لأنه أدركه بجميع الوجوه ، ( فنزه في موضع ) ، وهو باعتبار استقراره في مقر غيره أو في مدرك العقل ، ( وشبه في موضع ) ، وهو باعتبار ظهوره في المظاهر الحسية ، وإذا اختلف الموضعان ؛ فلا تناقض .
قال الشيخ رضي الله عنه : (ورأى سريان الحقّ في الصّور الطّبيعيّة والعنصريّة ، وما بقيت له صورة إلّا ويرى عين الحقّ عينها ، وهذه المعرفة التّامّة الّتي جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلّها ، ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النّشأة من العقول ؛ لأنّ العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ لم يخل عن حكم الوهم عليه والتصوّر فيما عقل )
وبيّن موضع التشبيه بقوله : ( ورأى سريان ) نور إشراق ( الحق ) بالوجود ( في الصور الطبيعية ) للملائكة العلوية ، ( والعنصرية ) للمولدات ، والملائكة السماوية ، ويكون بحيث ( ما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها ) ؛ لأنه وإن نزه عن الصور في ذاته ، فلا صور في ظهوراته ، ولكل صورة منها عين ثابتة هي أعيان الممكنات بعينها ، فصور الممكنات عين صورته تعالى .
ثم قال : ( وهذه المعرفة ) ، وإن كان بعضها من الوهم والخيال ، وكان بعضها الذي من العقل كافيا في الإيمان هي المعرفة ( التامة ) ؛ لشمولها على وجوهها ، وليس زيادة المعرفة التشبيهية لمثابة الإصبع الزائدة في كف الإنسان بحيث تكون الزيادة عين النقصان ، بل هي المعرفة الكاملة ، كيف وهي ( التي جاءت بها الشرائع ) ،
كقوله صلّى اللّه عليه وسلّم : «رأيت ربي في أحسن صورة ، وإنّ اللّه خلق آدم على صورته». رواه الدارمي في سننه
وفي رواية : " على صورة الرحمن " ، رواه عبد اللّه بن أحمد في السنة
وقوله : " مرضت فلم تعدني ، وجعت فلم تطعمني " رواه مسلم بنحو وغير ذلك .
والحاصل منها أرجح من الحاصل من العقول المجردة ، وإن كان أصلها المثبت لها ، إذ هي
قال الشيخ رضي الله عنه : (المنزلة من عند اللّه) ، فلا يفاوتها ما لم ينزل من عند اللّه ، وإثبات الشرائع بالعقل لا يستلزم رجحانها ، فإنه كدلالة المحدثات على الصانع تعالى على أن الرجحان إنما يكون في وضع التناقض ، ولا تناقض على نبي ، ولا بأس بكونها من الأوهام ، فإنه من جملة القوى المدركة من الإنسان كالعقل والسمع والبصر ، والغلط فيه كالغلط فيها لأمور عارضة ،
وإليه الإشارة بقوله : ( وحكمت ) أيضا بها ( الأوهام كلها ) ، فلو كان غلطا لم يحكم بها الكل حتى من أرباب العقول .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ولذلك ) أي : ولوجود حكم الوهم في أرباب العقول دون حكم العقل في أرباب الأوهام ، ( كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة ) ، وإن كان لا سلطان لها في الملائكة (من العقول) إذا اجتمعت مع الأوهام ؛
ولذلك لا يقدر العاقل أن يمشي على خشب مرتفع من الأرض قدر مائة ذراع إذا كان عرضه أربعة أصابع ، إلا من ارتاض في اكتساب ذلك حتى وقع الوهم عن نفسه في هذا الأمر ؛ (لأن العاقل) من الإنسان إذا لم يدفع عنه حكم الوهم بالكلية ، وإن ( بلغ ما بلغ ) من مراتب الكمال في عقله ( لم يخل من حكم الوهم ) ، وإن صار في غاية الضعف ما لم يتصور بالرياضة التامة مساعد للعقل من كل وجه ، كيف ولا يخلو عن ( التصور فيما عقل ) ، والعقل إنما يتصور الشيء مجردا ، ولو كان في الخارج مأدبا ، وإذا غلب الوهم الضعيف العقل الكامل المتعقل للمجردات .
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
وكان الحقّ فيه منزّها ) عن الموادّ الجزئيّة والكثائف الأرضيّة السفليّة ، ( وكان ) لقصره النظر على لطائف سماء التنزيه وكليّات حقائق التقديس ( على النصف من المعرفة باللَّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه ) معرّى عن الآلات والجوارح المتمّمة لأمره ، المكمّلة لآثاره ، ( من حيث أخذه العلوم عن نظره ) الخاصّ به ، ( كانت معرفة باللَّه على التنزيه ) فقط - وهي المعرفة الحاصلة من كلَّيات الحقائق بالنظر والاستدلال - ( لا على التشبيه ) المستحصل من اللطائف الجزئية بالذوق والوجدان ، ( وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي ) الكاشف عن وجهه بما عليه في نفسه ( كملت معرفته باللَّه ، فنزّه في موضع ، وشبّه في موضع ) .
وإذ كان تكميل معرفته بالبعثين فصّل في الموضعين ، وأيضا جمع بين التفصيل المصدّر به ، والإجمال المستردف له ، وفاء بمقتضى حكم نبوّته المقدّم فيه أمر التفصيل حيث قال : ( ورأى سريان الحقّ بالوجود في الصور الطبيعيّة ) ، بل ( والعنصريّة ) أيضا والصور كلها إمّا طبيعيّة أو عنصريّة ،
فلذلك قال : ( وما بقيت له صورة إلا ويرى الحقّ عينها ) ، فلا يرى في الوجود صورة ومعنى ، ظاهرا وباطنا ، أوّلا وآخرا ، إلا الحقّ .
خاصيّة الوهم بين المشاعر
قال الشيخ رضي الله عنه : (وهذه هي المعرفة التامّة الكاملة التي جاءت بها الشرايع ) الختميّة ( المنزلة من عند الله - وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها ) ، وذلك لما عرفت من أن الوهم بين المشاعر البشريّة هو البرزخ الجامع بين المعاني الكلَّيّة والصور الجزئيّة ، فهو الذي يتمكَّن من إدراك المعنى المنزّه عن هذه الصورة فيها وعينها ،
فإنّ إدراك الحقّ المنزّه في الصورة عينها إنما يمكن لما له مدرجتان من الإدراك ، مدرجة الإطلاق والتنزيه وهو طرف المعاني وكليّة أحكامها ، ومدرجة القيود المشخّصة وهو طرف الصورة وجزئيّة أحكامها .
وهذان المدرجتان للوهم فقط بين المشاعر البشريّة ، ( ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول ) مع علوّ قدرها وقوّة أمرها لقربها من المبدء وغلبة أحكام الوجود فيها .
الوهم هو السلطان الأعظم في الصورة الإنسانيّة
وأما بيان قوّة سلطان الوهم عليها إنّا : ( لأن العاقل لو بلغ ما بلغ في عقله لم يخل عن حكم الوهم عليه ، والقصور فيما عقل ) بإثارة الشبه المشوّشة له عن الاطمئنان بما حكم به العقل والسكون به .
وأما البيان اللمّي : فهو أنّ مقاليد أزمّة التحريك والتسكين في المملكة الإنسانية ظاهرا وباطنا إنما هو بيد الوهم وسدنته ، فإنّ سائر عمّال القوى المحركة - المنبثّة في الأعصاب والعضل والرباطات - ما لم يبلغهم حكم من الوهم لا يتحرّكون عن أمر ، ولا يسكنون بتّة ،
شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحق فيه منزها، فكان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه لا على التشبيه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله، فنزه في موضع و شبه في موضع، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية.
وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.
وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها.
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ في عقله ما بلغ لم يخل من حكم الوهم عليه والتصور فيما عقل. )
قال رضي الله عنه : (فكان الحقّ فيه منزّها، فكان على النّصف من المعرفة باللّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته باللّه على التّنزيه لا على التّشبيه . وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّي كملت معرفته باللّه ، فنزّه في موضع وشبّه في موضع . ورأى سريان الحقّ في الصّور الطّبيعيّة والعنصريّة. وما بقيت له صورة إلّا ويرى عين الحقّ عينها .
وهذه المعرفة التّامّة الّتي جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلّها . ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النّشأة من العقول ، لأنّ العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ لم يخل عن حكم الوهم عليه والتصوّر فيما عقل .)
قال رضي الله عنه : ( فكان الحق ) المتجلى ( فيه ) من جهة روحانيته ( منزها ) عن أحكام جهة جسمانية فما كان يعرفه من حيث تلبسه بأحكام جهة جسمانيته معرفة ذوق ووجدان في نفسه ( فكان على النصف من المعرفة باللّه فإن العقل إذا تجرد لنفسه ) من غير مدخلية الوهم ( من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته باللّه على التنزيه لا على التشبيه ) ، فإن الدلائل العقلية والمقدمات اليقينية لا تنتج إلا تنزيهه تعالى عما لا يليق بذاته في صرافة وحدته ( وإذا أعطاه ) ، أي العقل ( اللّه المعرفة بالتجلي ) في الصورة ،
أي صورة كانت ( كملت معرفته باللّه فنزه في موضع ) يقتضي نظره الفكري التنزيه ( وشبه في موضع آخر ) ، يقتضي التجلي التشبيه ( ورأى سريان الحق بالوجود في الصور الطبيعية والعنصرية ) ، الشاملتين لجميع أنواعها ( وما بقيت صورة إلا ويرى الحق عينها ) ، من حيث اتحاد الظاهر بالمظهر ( وهذه ) المعرفة الجامعة التي بين التنزيه والتشبيه ( هي المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند اللّه وحكمت بهذه المعرفة ) ،
أي بصحة هذه المعرفة من حيث اشتمالها على تجويز التشبيه ما نزه العقل والناس ليس له صورة عند العقل نوعا من الصور ( الأوهام كلها ) وإن لم يكن في هذه المادة وانقاد أصحاب الأوهام لحكمها ، لأن الوهم يستشرف إلى ما وراء موجبات الأفكار وألا ينقاد للقوة الفكرية فيجوز الحكم على المطلق بالقيد وعلى المنزه عن الصورة بالصورة وبالعكس ، فكذا يحكم بالشاهد على الغائب وبالعكس
قال رضي الله عنه : ( ولذلك ) ، أي لكون صوره عند العقل من التنزيه وإلباس الصور لما ليس له صورة عند العقل وانقياد صاحب الوهم لحكمه ( كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النشأة من العقول لأن العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ ) ، مما هو منتهى مبلغ العقول ( لم يخل عن حكم الوهم عليه ) بخلاف ما حكم العقل عليه ( والتصور ) ، أي ولم يخل عن الدخول في الصور وقبولها ( فيما عقل ) ، أي في معقولاته الصرفة الخالية عن الصور
.
التسميات:
Fusus-AlHikam
،
IbnArabi
،
the-twenty-tow-book-of-fusus-alhikam
مواضيع ذات صله :
the-twenty-tow-book-of-fusus-alhikam
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
اشترك في قناتنا علي اليوتيوب
المشاركات الشائعة
-
شرح النابلسي لخطبة كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي
-
السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
-
01 - فص حكمة إلهية في كلمة آدمية .شرح داود القيصرى متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
-
مقدمة الشارح داود بن محمود بن محمد القَيْصَري كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم على فصوص الحكم الشيخ الأكبر
-
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية الفقرة السابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
-
الفصل الثالث في الأعيان الثابتة والتنبيه على المظاهر الأسمائية من مقدمة كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي ...
-
01 - فص حكمة إلهية في كلمة آدمية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب
-
السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية الفقرة الرابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
-
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
-
02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيئية .كتاب شرح كلمات فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربى أ.محمود محمود الغراب
آخر ما نشر على مدونة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم
فهرس زمني لمدونة فتوح الكلم فى شرح الحكم
-
►
2019
(764)
- ► 06/30 - 07/07 (59)
- ► 07/07 - 07/14 (135)
- ► 07/14 - 07/21 (127)
- ► 07/21 - 07/28 (94)
- ► 07/28 - 08/04 (48)
- ► 08/04 - 08/11 (66)
- ► 08/11 - 08/18 (21)
- ► 08/18 - 08/25 (10)
- ► 09/08 - 09/15 (23)
- ► 11/03 - 11/10 (38)
- ► 11/10 - 11/17 (2)
- ► 11/17 - 11/24 (37)
- ► 12/01 - 12/08 (31)
- ► 12/15 - 12/22 (15)
- ► 12/22 - 12/29 (24)
- ► 12/29 - 01/05 (34)
-
▼
2020
(347)
- ► 01/12 - 01/19 (32)
- ► 01/19 - 01/26 (27)
- ► 01/26 - 02/02 (24)
-
▼
02/09 - 02/16
(71)
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكريا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إليا...
- 20 - فصّ حكمة جلالية في كلمة يحيوية .كتاب شرح فصوص...
- 21 - فصّ حكمة مالكيّة في كلمة زكرياويّة .كتاب شرح ...
- 22 - فصّ حكمة إيناسيّة في كلمة إلياسيّة .كتاب شرح ...
- 20 - فك ختم الفص اليحيوى .كتاب الفكوك في اسرار مس...
- 21 - فك ختم الفص الزكرياوى .كتاب الفكوك في اسرار ...
- 22 - فك ختم الفص الإلياسى .كتاب الفكوك في اسرار م...
- 20 – شرح نقش فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .كتاب ن...
- 21 – شرح نقش فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .كتاب...
- 22 – شرح نقش فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب...
- 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .كتاب شرح فصوص ...
- 21 - فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .كتاب شرح فصو...
- 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب شرح فصو...
- 20 - فصّ حكمة جلالية في كلمة يحيوية .شرح الشيخ مؤ...
- 21 - فصّ حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .شرح الشيخ ...
- 22 - فصّ حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح الشيخ ...
- 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .كتاب فصوص الحك...
- 21 - فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .كتاب فصوص ال...
- 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب فصوص ال...
- 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحياوية .شرح القاشاني ...
- 21 - فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .شرح القاشاني...
- 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح القاشاني...
- 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .شرح داود القيص...
- 21 - فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .شرح داود الق...
- 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح داود الق...
- 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .كتاب خصوص النع...
- 21 - فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .كتاب خصوص ال...
- 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص ال...
- 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .شرح عبد الرحمن...
- 21 - فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .شرح عبد الرح...
- 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح عبد الرح...
- 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية .شرح جواهر النص...
- 21 - فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية .شرح جواهر ال...
- 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح جواهر ال...
- 20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحياوية .كتاب فصوص الح...
- 21 - فص حكمة مالكية في كلمة زکرياوية .كتاب فصوص ال...
- 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب فصوص ال...
- ► 02/16 - 02/23 (35)
- ► 03/01 - 03/08 (20)
- ► 03/08 - 03/15 (14)
- ► 03/15 - 03/22 (41)
- ► 03/22 - 03/29 (10)
- ► 03/29 - 04/05 (21)
- ► 04/12 - 04/19 (39)
- ► 04/19 - 04/26 (13)
تابعونا علي فيس بوك
تغريداتي علي التويتر
التسميات
Abd-al-Ghani-al-Nabulsi
abu-aleila-eafifi
afif-aldin-talmansani
almafatih-alwujudiya-walqurania
alsafar_alkhatum_fusus_alhikam
dawud-bin-mahmud-alqaysary
eabd-alrrazaq-alqashaniu
eabd-alruhmin-aljami
eala'-alddin-ahmad-almuhayimi
Fusus-AlHikam
IbnArabi
IbnArabiو
mahmoud-mahmoud-alghurab
majmae-lbahrayn-fi-sharah-alfasin
muayid-aldiyn-aljundii
mustafaa-baly-zada
naqash
naqash-fusus-alhikam
sadar-aldiyn-alqwnw
sayin-aldiyn-altaraka
the-eighteen-book-of-fusus-alhikam
the-eighth-book-of-fusus-alhikam
the-eleventh-book-of-fusus-alhikam
the-fifteenth-book-of-fusus-alhikam
the-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-first-book-of-fusus-alhikam
the-fourteenth-book-of-fusus-alhikam
the-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-nineteenth-book-of-fusus-alhikam
the-ninth-book-of-fusus-alhikam
the-second-book-of-fusus-alhikam
the-seventeenth-book-of-fusus-alhikam
the-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-sixteen-book-of-fusus-alhikam
the-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-tenth-book-of-fusus-alhikam
the-third-book-of-fusus-alhikam
the-thirteenth-book-of-fusus-alhikam
the-twelveth-book-of-fusus-alhikam
the-twenty-book-of-fusus-alhikam
the-twenty-fifth-book-of-fusus-alhikam
the-twenty-first-book-of-fusus-alhikam
the-twenty-fourth-book-of-fusus-alhikam
the-twenty-seventh-book-of-fusus-alhikam
the-twenty-sixth-book-of-fusus-alhikam
the-twenty-third-book-of-fusus-alhikam
the-twenty-tow-book-of-fusus-alhikam
No comments:
Post a Comment