Sunday, February 9, 2020

 السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

 السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
قال رضي الله عنه :  (فمن ذكرته الرّحمة فقد رحم . واسم الفاعل هو الرّحيم والرّاحم .
والحكم لا يتّصف بالخلق لأنّه أمر توجبه المعاني لذواتها . فالأحوال لا موجودة ولا معدومة .
أي لا عين لها في الوجود لأنّها نسب ، ولا معدومة في الحكم لأنّ الّذي قام به العلم يسمّى عالما وهو الحال . فعالم ذات موصوفة بالعلم ، ما هو عين الذّات ولا عين العلم ، وما ثمّ إلّا علم وذات قام بها هذا العلم . وكونه عالما حال لهذه الذّات باتّصافها بهذا المعنى فحدثت نسبة العلم إليه فهو المسمّى عالما . والرّحمة على الحقيقة نسبة من الرّاحم ، وهي الموجبة للحكم ، فهي الرّاحمة .
والّذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنّما أوجدها ليرحم بها من قامت به .
وهو سبحانه ليس بمحلّ للحوادث ، فليس بمحلّ لإيجاد الرّحمة فيه . وهو الرّاحم ولا يكون الرّاحم راحما إلا بقيام الرّحمة به ، فثبت أنّه عين الرّحمة . )

قال رضي الله عنه :  (فمن ذكرته الرحمة) ، أي تذكرته بمعنى علمته من قوله تعالى :لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى[ طه : 52 ] أو تكلمت به من قوله تعالى للشيء كُنْ فَيَكُونُ.
وقوله سبحانه :هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً [ الإنسان : 1 ] ،
أي متكلما به لأنه ما ظهر إلا بنفس تكلم الحق تعالى به وهو ذكر اللّه تعالى الأكبر في قوله سبحانه :وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ[ العنكبوت : 45 ] ، وقال تعالى :فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ[ البقرة : 152 ] ، أي أكثروا من ذكري حتى يظهر لكم أني ذاكركم بكلامي .

وفي الحديث قال النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول اللّه تعالى : " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ". رواه الترمذي في السنن ورواه أحمد في المسند عن أبي ذر ورواه غيرهما .
إلى أن قال في آخر الحديث : " ذلك بأني جواد واجد ماجد أفعل ما أريد ، عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردت أن أقول له كن فيكون" .

قال رضي الله عنه :  (فقد رحم) ، أي صار مرحوما بمجرد ذكرها له (واسم الفاعل) من صفة الرحمة (هو الرحيم ) بصيغة المبالغة لكمال ظهورها في أهل الخصوص (والراحم) أيضا من غير مبالغة لظهورها في العموم (والحكم) الإلهي المنسوب إلى الرحمة الإلهية باعتبار توجهه على كل متصف بها ومرحوم بها من المراتب الأسمائية والكونية (لا يتصف بالخلق) ، أي بكونه مخلوقا (لأنه) ، أي ذلك الحكم أمر إلهي قديم (توجبه) ، أي تقتضيه (المعاني) الأسمائية والمراتب الصفاتية الأزلية والإمكانية الكونية لذواتها إذ لولاه لما ظهرت اعتباريتها أصلا .
قال رضي الله عنه :  (فالأحوال) الأسمائية الإلهية (لا موجودة) في نفسها ولا في غيرها أصلا ولا (معدومة) أيضا كذلك أي (لا عين لها في الوجود) الحق المطلق غير ذلك الحق الوجود المطلق

قال رضي الله عنه :  (لأنها) ، أي تلك الأحوال المذكورة نسب لذلك الوجود الحق المطلق وإضافات له واعتبارات وهي أمور تقوم بعقل المتعقل لها ، لا زيادة معنى لها فيما هي له في نفس الأمر ، وإن كان لها زيادة معنى في عقل المتعقل لها ، ومن هنا قال المنلا عبد الرحمن الجامي قدس اللّه سره في رسالته : وأما الصوفية فذهبوا إلى أن صفاته تعالى عين ذاته بحسب الوجود وغيرها بحسب التعقل (ولا معدومة) أيضا (في الحكم) ، أي باعتبار الحكم الذي اقتضته لذواتها

قال رضي الله عنه :  (لأن) المحل (الذي قام به) نسبة (العلم) مثلا (يسمى عالما) ، أي يقتضي الحكم عليه بصفة العالمية وهو ، أي كونه عالما الحال الذي اقتضته الصفة القائمة بذلك المحل فأوجبت الحكم المذكور وهكذا قيام القدرة والإرادة يقتضي الحال الذي هو كونه قادرا ومريدا ونحو ذلك فعالم مثلا ذات قامت بها صفة العلم فهي موصوفة بالعلم ما هو ، أي اسم عالم عين الذات الموصوفة بالعلم حيث قام بها ولا هي عين العلم الذي وصفت به تلك الذات لقيامه بها .

قال رضي الله عنه :  (وما ثم) ، أي هنالك فيما يطلق عليه اسم العالم (إلا علم وذات قام بها هذا العلم) فاتصفت به اتصاف الذات بمعانيها القائمة بها (وكونه) ، أي كون من قام به صفة العلم (عالما حال لهذه الذات) التي قام بها صفة العلم (باتصافها) ، أي بسبب اتصافها أي تلك الذات (بهذا المعنى) الذي هو العلم مثلا (فحدثت) للمحل المتصف بصفة العلم (نسبة العلم إليه) بصفة مخصوصة غير صفة النسب المشهورة كعلمي ونحوه (فهو المسمى عالما) ، أي ذا علم يعني المنسوب إليه العلم وهكذا بقية الأحوال المعنوية .

قال رضي الله عنه :  (والرحمة) الإلهية على (الحقيقة) ، أي في نفس الأمر (نسبة) للمرحوم صادرة (من الراحم) وهي ، أي تلك النسبة (الموجبة للحكم) على من صدرت منه بأنه راحم ومن قامت به على معنى أنها ظهرت فيه أنه مرحوم (فهي) ، أي تلك النسبة (الراحمة) لذلك المرحوم (والذي أوجدها) ،
أي النسبة التي هي الرحمة في المرحوم بها سواء كان شيئية الأسماء الإلهية أو الشيئية الكونية كما مر على معنى أنه أظهرها فيه وأقامه بها ما أوجدها فيه (ليرحمه) ،
أي يرحم من أوجدها فيه بها ، أي بتلك الرحمة وإن سمي مرحوما بها شمولها له وظهوره بها وظهورها به (وإنما أوجدها) ، أي أظهرها في المرحوم بها

قال رضي الله عنه :  (ليرحم بها من قامت به) ، أي اتصف بها من الراحم بها لغيره وهو ، أي الحق تعالى (سبحانه ليس بمحل للحوادث) ، أي بحيث تحل فيه الحوادث ، لأنه قديم ، والقديم لا يتغير أصلا وحلول الحوادث تغيير (فليس) سبحانه (بمحل لإيجاد الرحمة) منه (فيه) ، أي حدوث هذا المعنى له بعد أن لم يكن فيه ، ولهذا سبق أنّ أوّل شيء مرحوم بالرحمة نفس الرحمة في تعلقها بإيجاد المرحومين بها ، أي ظهورها فيهم لا ظهورها في نفسها ، لأنه تحصيل الحاصل فلا معنى له (وهو) تعالى (الراحم) ، أي المتصف بالرحمة (ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام صفة الرحمة به) حتى إذا رحم بها غيره يظهرها في ذلك الغير فيرحم بها نفسها كما تقدم أن أوّل شيء مرحوم بها نفسها فثبت بمقتضى كونه تعالى راحما أنه سبحانه (عين الرحمة) الواسعة المذكورة .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( فالأحوال لا موجودة ولا معدومة أي لا عين لها ) أي للأحوال ( في الوجود لأنها نسب ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو ) أي كونه عالما ( الحال فعالم ذات موصوفة بالعلم فما هو ) أي فليس كون العالم ذاتا موصوفة بالعلم

قال رضي الله عنه :  ( عين الذات ) أي عين ذات العالم ( ولا عين العلم وما ثمة ) أي وليس في ذات موصوفة بالعلم ( إلا علم وذات قام بها هذا العلم وكونه ) أي وكون العالم ( عالما حال لهذه الذات باتصافها ) أي بسبب اتصاف الذات ( بهذا المعنى ) وهو ( العلم فحدثت نسبة العلم إليه ) أي إلى العالم بسبب اتصافه بالعلم ( فهو المسمى عالما ) وهو الحال ثم رجع إلى أصل المسألة التي هو بصددها فقال ( والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم وهي الموجبة للحكم)

في الراحم ( فهي الراحمة ) على الحقيقة لا الراحم بل الراحم إنما يرحم بسبب قيامها به ( والذي ) وهو الحق ( أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها ) أي ليجعل الحق ذلك الشخص مرحوما ( وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت ) الرحمة ( به ) ومن فاعل يرحم أي بل إنما أوجدها ليجعل ذلك المرحوم راحما لغيره فصار مرحوما للحق راحما لغيره ،

قال رضي الله عنه :  ( وهو ) أي الحق ( سبحانه ليس بمحل للحوادث فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه وهو ) أي والحال إن الحق ( الراحم ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به فثبت أنه ) أي الحق ( عين الرحمة) والذائق أهل الكشف فإنهم اجترءوا أن يقول إن الصفات عين ذاته تعالى.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
قال رضي الله عنه :  (  فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها. فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال. فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.  فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما. والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة. والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به. وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه. وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
إذا قلنا: إنه إنما يوجد ما يوجده رحمة منه 
فنقول: فالرحمة نفسها هو قد أوجدها فإن كان رحمها ثم أوجدها فقد كانت الرحمة فيه من حيث هي صفته، والتقدير إنها لم يكن موجودة فهي إذن موجودة لا موجودة فخرج القول إلى إثبات الذوات التي لا موجودة ولا معدومة، 
ثم تقرر أن قبول الحق تعالى للصفات إنما هو نسب واعتبارات وما بعد هذا واضح بنفسه 

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
قال رضي الله عنه :  (فمن ذكرته الرحمة ، فقد رحم ، واسم الفاعل هو الرحيم والراحم ، والحكم لا يتّصف بالخلق ، لأنّه أمر توجبه المعاني لذواتها ، فالأحوال لا موجودة ولا معدومة ، أي لا عين لها في الوجود ولا معدومة في الحكم ، لأنّ الذي قام به العلم يسمّى عالما وهو الحال ، فعالم ذات موصوفة بالعلم ، ما هو عين الذات ولا عين العلم ، وما ثمّ إلَّا علم وذات قام بها هذا العلم ، فكونه عالما حال لهذه الذات باتّصافها بهذا المعنى ، فحدثت نسبة العلم إليه ، فهو المسمّى عالما ، والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم وهي الموجبة للحكم ، فهي الراحمة ، والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها ، وإنّما أوجدها ليرحم بها من قامت به ، وهو - سبحانه - ليس بمحلّ للحوادث ، فليس بمحلّ لإيجاد الرحمة فيه . وهو الراحم ، ولا يكون الراحم راحما إلَّا بقيام الرحمة به ، فثبت أنّه عين الرحمة ( .

يعني : الراحم وهو الحق عين الرحمة وإلَّا لزم كونه محلَّا للحوادث . والباقي واضح

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( فمن ذكرته الرحمة فقد رحم ، واسم الفاعل هو الرحيم والراحم ، والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توحيه المعاني لذواتها )
كما ذكر في الفص الأول من حكم الحياة والعلم على الحي والعالم
"" أضاف بالي زادة :
قوله (لذواتها ) أي من اتصف بها من الذوات ، فالرحمة معنى من المعاني لأنها لا عين لها في الخارج توجب الحكم لذاتها الذي لا عين له في الخارج لذلك قال - رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )   - وجودا وحكما ، ولم يكتف بقوله وجودا والأمور التي توجبها المعاني أحوال ، فالحكم حال من الأحوال ، فالأحوال لا موجودة .اهـ بالى زادة

فصفات الحق موجود زائد على ذاته في العقل فإن لها حقائق معقولة ممتازة ، وأما في الخارج فلا أعيان لها فلا وجود فكان وجودها في الخارج عين ذاته تعالى والتحق الحكماء والمعتزلة في هذه المسألة بأهل الحق .اهـ بالى زادة . ""

 قال رضي الله عنه :  ( فالأحوال لا موجودة ولا معدومة ، إذ لا عين لها في الوجود لأنها نسب ، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال ، فعالم ذات موصوفة بالعلم ما هو عين الذات ولا عين العلم ، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم ، فكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى ، فحدثت نسبة العلم إليه فهو المسمى عالما ، والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم وهي الموجبة للحكم فهي الراحمة ) أي الجاعلة للذي نسب إليه راحما
( والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها ) أي ليكون بها مرحوما .

قال رضي الله عنه :  ( وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به ) فيكون راحما
( وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث ، فليس بمحل لإيجاد الرحمة وهو الراحم ، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به فثبت أنه عين الرحمة ).
وهو الأشعري ( وهي عبارة حسنة وغيرها ) أي غير هذه العبارة ( أحق بالأمر منها ) أي ما هو في نفس الأمر من هذه العبارة ( وأرفع للإشكال وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف ، وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة ) وهو قول أكثر العلماء والمعتزلة.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( فمن ذكرته الرحمة ) أي ، الرحيمية لقيامها به ، كما في الكاملين ، أو بالمغفرة وإعطاء الجنة ، كما في العابدين الزاهدين المحجوبين عن معرفة الحقائق . (فقد رحم.) بما يناسب استعداده وتقبل عينه ذلك .

قال رضي الله عنه :  ( واسم الفاعل هو "الرحيم " و "الراحم " . ) أي ، الحاكم هو الرحمة ، وإن كان اسم الفاعل هو ( الرحيم ) و ( الراحم ) . أي ، وإن أضيفت الرحمة إلى الذات الموصوفة بالرحمة في "الرحيم" و "الراحم "  .

قال رضي الله عنه :  (والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجيه المعاني لذواتها. فالأحوال لا موجودة ولا معدومة.) .

لما قال : ( وجدوا حكمها ذوقا ) قال : والحكم أيضا غير موصوف بأنه مخلوق ، لأنه لا عين له في الخارج ليكون موصوفا بالمخلوقية ، بل هو أمر معنوي يستلزمه المعاني المعقولة لذواتها ، وهي المعاني الكلية المذكورة في الفص الأول من أنها باطنة ولا تزول عن الوجود الغيبي بحسب الحكم .
فالأحوال والأحكام كلها لا موجودة في الأعيان ، بمعنى أن لها أعيانا في الخارج ، ولا معدومة ، بمعنى أنها معدومة الأثر في الخارج .
ولو قال قائل : إن الأحوال لا أعيان لها في الخارج أعيانا جوهرية ، ولم لا يجوز أن يكون لها أعيانا عرضية موجودة في الخارج ، لأتجه . وتحقيقه أن الأعيان العرضية بعضها محسوسة ، كالسواد والبياض ، وبعضها معقولة ، كالعلم والقدرة والإرادة وأمثالها ،

والمعقولات من حيث إنها معقولات ليس لها وجود إلا في العقل ولا عين لها في الخارج غيره ، ومن حيث إنها هيئات روحانية مرتسمة في الذات الموصوفة بها ،
لها أعيان عرضية غير أعيان محالها ، واتحاد عين الصفة مع عين الموصوف وعدم اتحادها ، مستفاد من المرتبة الأحدية والواحدية التي للحق ، وقد علمت أن الصفات كلها عين الذات في المرتبة ( الأحدية ) ، وغيرها من وجه في ( الواحدية ) ،  فكذلك حال الصفات الروحانية مع محالها . والله أعلم .

قال رضي الله عنه :  ( أي ، لا عين لها في الوجود ، لأنها نسب ، ولا معدومة في الحكم ، لأن الذي قام به العلم يسمى عالما ، وهو الحال ) أي ، ذلك القيام هو ( الحال ) الذي به يسمى صاحبه عالما .
أو هذا هو المسمى ب‍ ( الحال ) في مذهب المعتزلة ، الذي هو واسطة بين الوجود والعدم

واعلم ، أن النفس الإنسانية البالغة إلى التجرد التام ، لا سيما إذا بلغت إلى المقامات
القلبية ، لها مقام ( أحدية ) ظلية ، أي ، مقام مشاهدة علومه وإدراكاته وأسمائه وصفاته في
غيب وجوده ، شهودا تاما .
وإذا أراد إظهار ما هو الموجود في غيب وجوده بالاستجنان العلمي ، يتجلى في الصور المفصلة ، لأن العقل البسيط الإجمالي خلاق للصور المفصلة .
وإذا تأملت فيما حررناه وتلوناه عليك ، يعرف أن النفس في مقام إجمال الصور وتحققها لوجود واحد جمعي أحدي إذا أراد إظهار ما في ذاته الأحدي ، يظهر الصور بعلم ومشيئة وإرادة وقضاء تكون كلها عين ذات النفس .

وأما المرتبة ( الواحدية ) ، المسمات ب‍ ( الألوهية ) ومقام تفاصيل العلوم والأسماء والصفات ، ليست فيها كثرة خارجية ، لأن الحق بسيط ، ليس فيه شائبة التركيب إلا في المفهوم .
وأهل الفن صرحوا بأن الحق باعتبار اتصافه بالألوهية واحد .
وإن شئت قلت إن الحق باعتبار تعينه باسمه ( الواحد ) واحد بسيط لا تركيب فيه يقتضى مظهرا واحدا مشتملا على جميع القابليات .
ونسمي هذا الواحد ب‍ ( الحقيقة المحمدية البيضاء ) المشتملة على جميع الموجودات من الأزل إلى الأبد .  

قال رضي الله عنه :  ( فعالم ذات موصوفة بالعلم . فما هو ) أي ، فليس ذلك الحال ، أي كونه عالما ( عين الذات ، ولا عين العلم ، وما ثمة إلا علم وذات قام بها هذا العلم .
وكونه عالما "حال"  لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى . فحدثت نسبة العلم إليه وهو المسمى
عالما . )
أي، حدثت من اجتماع الذات والصفة العلمية هذه النسبة وصار الموصوف بها مسمى بالعالم.

قال رضي الله عنه :  ( والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم . ) أي ، من جملة الراحم . ( وهي ) أي ، الرحمة .
( الموجبة للحكم ) على صاحبها بأنه راحم . ( فهي الراحمة ) أي ، الجاعلة لصاحبها راحما ، وهي الراحمة في الحقيقة للأشياء المرحومة ، وإن كانت في الظاهر مستندة إلى صاحبها .

قال رضي الله عنه :  (والذي أوجدها في المرحوم ، ما أوجدها ليرحمه بها ، وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.) .

أي ، الحق الذي أوجد الرحمة في المرحوم ، ما أوجدها ليرحمه بها ، فيكون مرحوما ، وإنما أوجدها فيه ليكون راحما ، لأنه بمجرد ما وجد أولا ، صار مرحوما بالرحمة الرحمانية ،

وعند الوصول إلى كمال يليق بحاله ، صار  مرحوما بالرحمة الرحيمية . فإيجاد الرحمة فيه وإعطاء هذه الصفة له بعد الوجود والوصول إلى الكمال ، إنما هو ليكون العبد موصوفا بصفة ربه ، فيكون راحما بعد أن كان مرحوما .

وإنما كان كذلك ، لأن الصفات الفعلية إذا ظهرت فيمن ظهرت تقتضي ظهور الفعل منه . ألا ترى أن الحق إذا أعطى لعبده صفة القدرة وتجلى بها له ، كيف تصدر منه خوارق العادات وأنواع المعجزات والكرامات .
والرحمة مبدأ جملة الصفات الفعلية ، إذ بها توجد أعيانها . فنسأل الله تعالى أن يرحمنا بالرحمة التامة الخاصة والعامة .

قال رضي الله عنه :  ( وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث ، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه . وهو الراحم ، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به . فثبت أنه عين الرحمة . ).

أي ، الحق سبحانه هو الذي يرحم جميع الأسماء والصفات والأعيان والأكوان ، فهو الراحم ، وليس محلا للحوادث ، ليكون له صفة زائدة عليه حادثة بالذات ،
فرحمته عين ذاته غير زائدة عليها وبها رحم الرحمة الصفاتية فأوجدها والعين التي هي قائمة بها ليرحم الأشياء كلها بها .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
قال رضي الله عنه :  (فمن ذكرته الرّحمة فقد رحم ، واسم الفاعل هو الرّحيم والرّاحم)
( فمن ذكرته الرحمة ) ، أي : تعلقت به تعلق الوقوع ، ( فقد رحم ) ، أي : صار مرحوما ، (واسم الفاعل هو الرحيم ) إن قصد الثبوت ، ( والراحم ) إن قصد الحدوث .

قال رضي الله عنه :  ( والحكم لا يتّصف بالخلق لأنّه أمر توجبه المعاني لذواتها ، فالأحوال لا موجودة ولا معدومة ، أي : لا عين لها في الوجود ؛ لأنّها نسب ، ولا معدومة في الحكم ؛ لأنّ الّذي قام به العلم يسمّى عالما وهو الحال ، فعالم ذات موصوفة بالعلم ، ما هو عين الذّات ، ولا عين العلم ، وما ثمّ إلّا علم وذات قام بها هذا العلم ، وكونه عالما حال لهذه الذّات باتّصافها بهذا المعنى فحدثت نسبة العلم إليه ؛ فهو المسمّى عالما ، والرّحمة على الحقيقة نسبة من الرّاحم ، وهي الموجبة للحكم ، فهي الرّاحمة ، والّذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها ، وإنّما أوجدها ليرحم بها من قامت به ، وهو سبحانه ليس بمحلّ للحوادث ، فليس بمحلّ لإيجاد الرّحمة فيه ، وهو الرّاحم ، ولا يكون الرّاحم راحما إلا بقيام الرّحمة به ، فثبت أنّه عين الرّحمة ).

قال رضي الله عنه :  ( والحكم ) وهو تأثير الرحمة فيما ذكرنا ( لا يتصف ) مع حدوثه ( بالخلق ) ، وإلا احتاج إلى تأثير آخر ، وهلم جرّا ، فيلزم التسلسل في الأمور الموجودة ، وليس تقديم ، وإلا قدم الأثر ولا معدوم ، إذ لا يحصل منه شيء فهو حال ؛ ( لأنه أمر توجيه المعاني ) كالعلم ، والقدرة ، والرحمة ، والضرب ، والقتل ( لذواتها ) ، إذ لا تتصور تلك المعاني بدون أن يسمى من قامت به عالما قادرا راحما ضاربا قاتلا ، والخلق لا تكون من لوازم ذات الخالق بحيث لا يتصور دونه ، والقديم لا يكون موجبا ، والمعدوم لا يكون موجبا لشيء ولا موجبا ، فهو من جملة الأحوال التي قال بها أبو بكر الباقلاني ، وإمام الحرمين في أحد قوليه ، وأبو هاشم .

قال رضي الله عنه :  ( فالأحوال لا موجودة ، ولا معدومة ، أي : لا عين لها في الوجود ؛ لأنها نسب ) أي :
لدخول النسب المعدومة في مفهوماتها ، ( ولا معدومة في الحكم ) إذ يحكم بها المعاني لذواتها ، وبها تحكم على محل صدورها ووقوعها ويقع التأثير والتأثر ؛ ( لأن الذي قام به العلم يسمى عالما ، وهو ) أي : كونه مسمى بالعالم هو ( الحال ) التي ليست موجودة ولا معدومة ؛ لأنها زواجر بعضها موجودة وبعضها معدومة ، ( فعالم ذات موصوفة بالعلم ) ، فهو مجموع من الذات والعلم والنسبة الموجبة ؛ لكون العلم صفة للذات ، ( فما هو عين الذات ، ولا عين العلم ) ؛ لأن المجموع لا يكون عين كل واحد من أجزائه ، وليس جميع أجزائه موجودة ؛ لأنه ( ما ثم ) في الوجود ( إلا علم وذات ) ،
وإن اعتبرت من حيث ( قام بها هذا العلم ) قيده بإشارة ؛ ليدل على وجود الصفة مع أن اتصاف الذات ليس من قبيل الموجودات ، ( فكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى ) ، فهو صفة لموجود لا موجودة ، ولا معدومة أوجبها له هذا المعنى ، وإذا اتصفت الذات بهذا المعنى ( فحدثت نسبة العلم إليه ) ، والنسبة من المعدومات ، والعلم والذات من الموجودات ، اجتمعت في الذات المذكورة
قال رضي الله عنه :  ( فهو المسمى عالما ) ، والمجموع من الموجود والمعدوم لا موجود ولا معدوم ، فهو من الأحوال ، وإن صدق على موجود كزيد ضرورة أن كل حال صفة له ، فإذا كان هذا في العلم ، فكذا الراحم بل أولى ، وذلك أن الذي وإن كانت موجودة باعتبار أن المراد بها رقة القلب ، أو إرادة الإنعام .

قال رضي الله عنه :  ( فهي على الحقيقة ) باعتبار تعلقها بالمرحوم ( نسبة من الراحم ) إليه ، وهي من المعدومات ، ( وهي ) أي : وتلك ( النسبة ) التي هي من المفهوم الحقيقي للرحمة هي ( الموجبة للحكم ) الذي هو تأثير الرحمة بتحصيل الأمر المرحوم به ، وهو الإنعام أو الإيجاد ، وبتسمية من ذكرته بالمرحوم ، ومن صدرت منه بالرحيم أو الرحم ، إذ لا توجبها الإرادة والرقة ،
إذ لا تعدي لهما إلى المرحوم ، ولا المرحوم به ، فكيف لا يكون الراحم المتضمن لهذه النسبة من الأحوال مع تضمنه نسبة هذه النسبة إلى الذات ، ثم إن الذات وإن وصفت بالراحمية ، فراحميتها بواسطة الرحمة ؛ فهي سبب قريب (فهي الراحمة ) ، فمفهومها الحقيقي عين النسبة ، لكن لهذه النسبة نسبة إلى الذات بغرضيها ؛ فهي من الأحوال بلا شكّ .

ثم استشعر سؤالا بأنها لو كان مفهومها الحقيقي نسبة لكانت حادثة ؛ لتأخرها عن المنتسبين ، ولا يختلف هذا المفهوم في حق اللّه تعالى ، وحق الخلق ، فيلزم ألا يكون الحق رحما ، لكنه خلاف ما أجمع عليه الطوائف ممن أقر بالصانع سيما في الرحمة الإيجادية .

فأجاب عنه بقوله : ( والذي أوجدها ) باعتبار هذا المفهوم ( في المرحوم ) في الرحمة التي أثرها عن سؤاله ( ما أوجدها ؛ ليرحمه بها ) ، أي : ليصير الموجود راحما بها ، ( وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به ) ،
 أي : ليصير من قامت به راحما بها على نفسه ، فكذا الرحمة الإيجادية التي أثرها بغير سؤال من المرحوم ، يوجدها الحق في العين الثابتة للمرحوم ؛ ليرحم بها المرحوم على نفسه بإيجادها ، كما قلنا فيما تقدم : إن التكوين للشيء من نفسه بأمر ربه إذ هو ممتثل لأمره في ذلك ، وإلا فكيف يكون الحق موجدا للرحمة الإيجادية في نفسه ، وهي حادثة باعتبار مفهومها الذي لا يختلف ، (وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث ، فليس بمحل  لإيجاد الرحمة فيه ) التي مفهومها ما ذكرنا .

ولكن قد اتفق الكل على أنه ( هو الراحم ، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة ) بذاته لا بإيجادها ، كما لا يكون موجود السواد في جسم أسود ؛
ولذلك قال أهل السنة : لا يكون متكلما إلا بكلام يقوم بذاته ، وأنه لا يكون بإيجاد الزنا والسرقة والكفر ، زانيا وسارقا وكافرا ، فرحمته ليس لها هذا المفهوم الذي يوجب حدوثها ، ولا شكّ أنها إذا غايرت الذات فلها هذا المفهوم ،
قال رضي الله عنه :  ( فثبت أنه عين الرحمة ) ، وهي الراحمة ، فهو الراحم برحمة هي عين ذاته ليس لها مفهوم آخر ، لكن إنما تدرك عينيتها بالذوق ولا بدّ ، فالعقل لا بدّ ، وأن يتصور لها مفهوما آخر .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
وإليه أشار بقوله : ( فمن ذكرته الرحمة فقد رحم ) ، فالمذكور هو اسم المفعول ، ( واسم الفاعل هو الرحيم الراحم ) وقد علم أنّ غاية ما استقرّ عليه أمر أهل الكشف في الأثر السؤالي من الرحمة ، هو وجدان حكم الرحمة ، كما أنّ غاية أمر المحجوبين فيه أن يرحمهم الحقّ المخلوق في اعتقادهم .

الأحوال وأنها لا موجودة ولا معدومة
فظهر أنّ حظَّ أهل الكشف من الرحمة وأثرها أوفى وكعبهم أعلى ، فإنّ حظَّهم من حكم الرحمة ( والحكم لا يتصف بالخلق ، لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها ) ، والخلق إنما يقال لمن تنزّل المبدء فيه بصورة الأثر والفعل . فتكون له مرتبة أخرى في الوجود أظهر وأنزل .

والحكم ليس كذلك فإنّه مقتضى المعاني لذواتها ، فلا تنزل فيه أصلا ، فإنّه في الرتبة الأولى السابقة على الوجود ، فإنّه من الأحوال .
(فالأحوال لا موجودة ولا معدومة أي لا عين لها في الوجود لأنّها نسبة ) والنسبة لا عين لها في الوجود ، ( ولا معدومة ) أيضا لأنّ لها حظَّا من الوجود باعتبار الظهور الذي لها ( في الحكم ) ، فإنّ الأحوال وإن لم تكن لها عين في الوجود - مثل العلم والحياة - إلا أنّ لها ظهورا في الحكم ( لأن الذي قام به العلم يسمى عالما ) ، فحكم العالم موجود - يعني العلم

 ( و ) العالم ( هو الحال ) ليست لها عين في الوجود ، لأن العين الموجودة هاهنا واحدة ، وهي العالم ( فعالم : ذات موصوفة بالعلم ) ، وكونها عالما ( ما هو عين الذات ، ولا عين العلم ، وما ثم الأعلم وذات قام بها هذا العلم وكونه ) - أي كون الذي قام به العلم –
( عالما ، حال لهذه الذات باتّصافها بهذا المعنى ) ، وهو العلم .

"" أضاف الجامع :
قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات الباب الثاني والسبعون وثلاثمائة: 
فعلى الحقيقة لا أثر لموجود في موجود وإنما الأثر للمعدوم في الموجود وفي المعدوم
لأن الأثر للنسب كله وليست النسب إلا أمورا عدمية يظهر ذلك بالبديهة في أحكام المراتب
 كمرتبة السلطنة ومرتبة السوقية في النوع الإنساني مثلا فيحكم السلطان في السوقة بما تريد رتبة السلطانة وليس للسلطنة وجود عيني
وإذا كان الحكم للمراتب فالأعيان التي من حقيقتها أن لا تكون على صورة طبيعية جسمية في نفسها إذا ظهرت لمن ظهرت له في صورة طبيعية جسدية في عالم التمثيل كالملك يتمثل بَشَراً سَوِيًّا وكالتجلي الإلهي في الصور .أهـ  ""

وفي عبارته هذه إشعار بسبب تسمية الحال حالا ، إذ بها تتحول الذوات .
( فحدثت نسبة العلم إليه ) أي إلى الذي قام به بسبب الاتّصاف بالمعنى العلمي الذي هو مبدأ هذه النسبة . وإنما جعل هذين الضميرين للذي قام به دون الذات - مع قربها ،
لأنّ أصل الكلام في مطلق الحال ، وتشخيص هذه الذات وهذا المعنى للتمثيل فقط ، على ما هو الظاهر من عبارته ( فهو المسمّى عالما ) .
فعلم أنّ العالم له حظَّ من الوجود باعتبار العلم الذي هو حكمه .

الحقّ تعالى عين الرحمة
( والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم ) وإن كان بحسب الظاهر الراحم من الرحمة ، وهي مبدؤه كما سبق في بيان العلم والعالم .
( و ) تلك الرحمة ( هي الموجبة للحكم ) ظاهرا وحقيقة ، ( فهي الراحمة ) أي الموجبة لقيام الرحمة بالذات وتسميتها بالراحم ( والذي أوجدها ) من الرحمة ( في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها ) من حيث أنه مرحوم ، ( وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به )

تلك الرحمة على ما بيّن ذلك في العلم : أنّه سبب حدوث نسبة العلم إلى من قام به - فيكون إيجاد المرحوم وغايته ليس ليرحم المرحوم من حيث أنّه مرحوم ، بل لثبوت الرحمة لمن قامت به الرحمة ، يعني الحقّ ، ( وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث ، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه ) من جهة إيجاد المرحوم ( وهو الراحم ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به فثبت أنّه عين الرحمة ) وإلا لم يكن هو الراحم .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  (فمن ذكرته الرحمة فقد رحم. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم.
والحكم لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها.
فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب، ولا معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال.
فعالم ذات موصوفة بالعلم، ما هو عين الذات ولا عين العلم، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم. وكونه عالما حال لهذه الذات باتصافها بهذا المعنى.
فحدثت نسبة العلم إليه، فهو المسمى عالما.
والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم، وهي الموجبة للحكم، وهي الراحمة.
والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به.
وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث، فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه.
وهو الراحم، ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به. فثبت أنه عين الرحمة. ).
 
قال رضي الله عنه :  (فمن ذكرته الرّحمة فقد رحم .)
(فمن ذكرته الرحمة) ، بإيصال أثرها إليهم كالمحجوبين (فقد رحم)،

قال رضي الله عنه :  ( واسم الفاعل هو الرّحيم والرّاحم . والحكم لا يتّصف بالخلق لأنّه أمر توجبه المعاني لذواتها . فالأحوال لا موجودة ولا معدومة . أي لا عين لها في الوجود لأنّها نسب ، ولا معدومة في الحكم لأنّ الّذي قام به العلم يسمّى عالما وهو الحال . فعالم ذات موصوفة بالعلم ، ما هو عين الذّات ولا عين العلم ، وما ثمّ إلّا علم وذات قام بها هذا العلم . وكونه عالما حال لهذه الذّات باتّصافها بهذا المعنى فحدثت نسبة العلم إليه فهو المسمّى عالما .  والرّحمة على الحقيقة نسبة من الرّاحم ، وهي الموجبة للحكم ، فهي الرّاحمة .)

فالمذكور هو المرحوم اسم المفعول ومن ذكرته الرحمة بقيامها فقد رحم والمذكور اسم الفاعل ( واسم الفاعل هو الرحيم والراحم والحكم ) الذي توجبه الرحمة في المرحوم والراحم أعني المرحومية والراحمية .

قال رضي الله عنه :  ( لا يتصف بالخلق لأنه ) ، أي الحكم ( أمر توجبه ) وتنسبه ( المعاني ) المعقولة الغير الموجودة ( لذواتها ) التي هي قائمة بها من غير أن يتعلق به جعل وخلق أو المعنى توجبه المعاني لذواتها من غير مدخلية شيء آخر ، ولا يتعلق به جعل وخلق وبعض الملبين يسمى هذا الحكم وأمثاله أحوالا

قال رضي الله عنه :  ( فالأحوال لا موجودة ولا معدومة ) لا موجودة ( أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب ) ، عدمية لا وجود لها في الخارج ( ولا معدومة في الحكم ) بها على الشيء من معنى الثبوت له ( لأن الذي قام به العلم ) مثلا ( يسمى عالما ) ، أي تثبت له العالمية ، وثبوت شيء لشيء وإن لم يستلزم وجود الثابت لكنه فيه وجود شائبة وجود للفرق البين بين ما لا وجود له في نفسه ولكن يكون موجودا ثابتا لغيره وبين ما لا يكون موجودا في نفسه ولا موجودا لغيره ( وهو ) ، أي كون الذي قام العلم به عالما هو ( الحال ) التي ليست لها عين موجودة ولكن فيها شائبة وجود .

قال رضي الله عنه :  ( فعالم ذات موصوفة بالعلم ما هو ) ، أي كونه عالما ( عين الذات ) لاشتماله على معنى زائد على الذات ( ولا عين العلم ) لاعتبار الذات فيه ( وما ثم إلا علم وذات قام بهذا هذا العلم ) ويلزمها لقيام العلم بها العالمية ( و ) هي ( كونه ) ، أي كون العالم ( عالما حال لهذه الذات باتصافها ) ، أي بسبب اتصاف الذات

قال رضي الله عنه :  ( بهذا المعنى ) الذي هو العلم ( فحدثت نسبة العلم ) ، أي إضافته ( إليه ) ، أي إلى الذي قام به ، ( فهو ) أي الذي قام به العلم هو ( المسمى عالما ) واتصف بالعالمية التي هي الحال ( والرحمة على الحقيقة نسبة ) ، أي نسبي ( من الراحم ) يوجده الراحم في المرحوم ويحكم به عليه ( و ) في الحقيقة تلك الرحمة ( هي النسبة الموجبة للحكم ) بالراحمة على المرحوم ( فهي الراحمة ) ، أي الموجبة لقيام الرحمة بالمرحوم وجعله راحما

قال رضي الله عنه :  (والّذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وإنّما أوجدها ليرحم بها من قامت به . وهو سبحانه ليس بمحلّ للحوادث ، فليس بمحلّ لإيجاد الرّحمة فيه . وهو الرّاحم ولا يكون الرّاحم راحما إلا بقيام الرّحمة به ، فثبت أنّه عين الرّحمة . )
قال رضي الله عنه :  ( والذي أوجدها ) ، أي الرحمة ( في المرحوم ما أوجدها ) فيه ( ليرحمه بها ) ، ويجعله مرحوما ( وإنما أوجدها ليرحم بها من قامت به ) تلك الرحمة ويصير بها راحما .
وجميع ما ذكرناه إنما يصح بالنسبة إلى الخلق وأما بالنسبة إلى الحق سبحانه فهو ما أشار إليه بقوله ( وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه وهو الراحم ولا يكون الراحم راحما إلا بقيام الرحمة به ) ، ووجوهها فيه أو بكونه عين الرحمة ، والأول يستلزم كونه محلا للحوادث أو الاستكمال بالغير

قال رضي الله عنه :  ( فثبت أنه عين الرحمة ومن لم يذق هذا الأمر ) ، أي يعرفه معرفة ذوق ووجدان ( ولا كان له فيه قدم ) يسلك بها مسالك النظر والبرهان ( ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة ) مطلقا كما ذهب إليه الحكماء والمعتزلة
.
واتساب

No comments:

Post a Comment