Sunday, February 9, 2020

 السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة الخامسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة الخامسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

 السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة الخامسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

قال رضي الله عنه :  ( فاعلم أوّلا أنّ الرّحمة إنّما هي في الإيجاد عامّة . فبالرّحمة بالآلام أوجد الآلام . ثمّ إنّ الرّحمة لها الأثر بوجهين : أثر بالذّات وهو إيجادها كلّ عين موجودة .
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض ؛ ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم : فإنّها ناظرة في عين كلّ موجود قبل وجوده ، بل تنظره في عين ثبوته . ولهذا رأت الحقّ المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثّابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد . )

قال رضي الله عنه :  (واعلم) يا أيها السالك (أوّلا أن الرحمة )، أي رحمة اللّه تعالى الواسعة لكل شيء (إنما هي في) شأن (الإيجاد) ، أي التكوين من العدم في كل شيء مطلقا حيث كانت رحمة (عامة) لا خاصة (فبالرحمة) الإلهية (بالآلام) ، أي الأوجاع الدنيوية والأخروية لأنها أشياء فهي مرحومة بالرحمة الواسعة لكل شيء أوجد الحق سبحانه جميع (الآلام) المذكورة في الدنيا والآخرة .

قال رضي الله عنه :  (ثم إن الرحمة) الإلهية (لها الأثر) في كل من أثرت فيه (بوجهين) الأوّل (أثر بالذات) ، أي باعتبار اقتضاء ذات كل شيء في حال ثبوته (وهو) معدوم تأثيرها فيه وهو ، أي هذا الأمر الذاتي إيجادها ، أي الرحمة كل عين موجودة في الحس أو العقل أو الوهم ولا تنظر يا أيها السالك إلى غرض لها في شيء تنفعه أو تضره ولا إلى عدم الغرض أيضا ولا إلى أمر ملائم لأمر آخر ولا إلى أمر غير ملائم لأمر آخر أيضا فإنها ، أي الرحمة ناظرة في عين كل شيء موجود مطلقا قبل وجوده ، أي ذلك الموجود بل تنظره في عين ثبوته في العلم الإلهي وهو معدوم بالعدم الأصلي ويلزم من نظرها إليه ورؤيتها له إفاضة نور وجودها عليه وظهوره موجودا بها .

قال رضي الله عنه :  (ولهذا) ، أي لكون الأمر كذلك رأت ، أي تلك الرحمة الإلهية (الحق) ، أي الصورة في الخيال التي تسمى عند العبد الجاهل والعارف الحق (المخلوق في الاعتقادات) كلها على حسب حال كل معتقد من مؤمن أو كافر
وهو الذي وسعه قلب عبده كما سيأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى في آخر الكتاب (عينا ثابتة) من غير وجود معدومة بالعدم الأصلي (في) جملة (العيون) الكونية الإمكانية (الثابتة) في العلم الإلهي بالعدم الأصلي من غير وجود لها أصلا (فرحمته) ، أي رحمت تلك الرحمة ذلك الحق المخلوق (بنفسها بالإيجاد) له بأن ظهرت فيه كما ظهرت في غيره من العيون الثابتة المذكورة ، أو ظهرت به أو ظهر هو فيها أو بها ، كيف شئت قلت بعد معرفة المعنى المقصود والتحقق به.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

قال رضي الله عنه :  ( فاعلم أوّلا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام ) كما إن الرحمة أوجد الرحمة المطلقة .

قال رضي الله عنه :  ( ثم إن الرحمة لها الأثر بوجهين أثر بالذات وهو إيجادها كل عين موجودة ) وهو أثر الرحمة الرحمانية ( ولا تنظر ) الرحمة في الإيجاد ( إلى غرض ولا إلى عدم غرض ولا إلى ملائم بالطبع ولا إلى غير ملائم فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده بل تنظره ) بنظرة ( في عين ثبوته ) وفي الكلام تقديم وتأخير تقديره بل تنظره في عين ثبوته فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده فقبل بسكون الباء لا على صيغة الماضي .

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) أي ولكون الرحمة ناظرة في عين ثبوت كل موجود ( رأيت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها ) أي رحمت الرحمة الحق المخلوق بنفس الرحمة ( بالإيجاد ) أي بإيجاد نفسها فأوجدت الرحمة نفسها بالرحمة ثم أوجدت الحق المخلوق بنفسها.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة. فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.  ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

ثم قال: إن الايجاد رحمة ومنها ایجاد الآلام أي هو رحمة للآلام أنفسها وأستدام، رضي الله عنه، الكلام حتى انتهى إلى الذوات، فجعلها لا موجودة ولا معدومة وسبب ذلك أنه تعالى، 
إذا قلنا: إنه إنما يوجد ما يوجده رحمة منه 
فنقول: فالرحمة نفسها هو قد أوجدها

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

قال رضي الله عنه :  (واعلم أوّلا : أنّ الرحمة إنّما هي في الإيجاد عامّة ، وبالرحمة بالآلام أوجد الآلام ، ثمّ إنّ الرحمة لها الأثر بوجهين : أثر بالذات وهو إيجادها كلّ عين موجودة ، ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم ، فإنّها ناظرة في عين كلّ موجود قبل  وجوده ، بل تنظره في عين ثبوته ، ولهذا رأت الحقّ المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة ، فرحمته بنفسها في الإيجاد ،)

يشير رضي الله عنه  إلى أنّ الوجود الحق المتعيّن في كل عين عين بعد تعيّنه بالمظهر وقيامه بمحلّ الظهور - يحكم على القابل بمقتضى حقيقته وقيامها ، أعني الرحمة الوجودية الفيضة ، وليست إلَّا الوجود بعينها أوّلا بالذات في حقائق الأشياء وأعيانها الثابتة ، فبنفس تعلَّقها بالحقائق أزلا للإيجاد يوجد الحقّ المخلوق في الاعتقادات بعد تعيّنها في عين نفسها - يعني الرحمة - ونسب ذات الرحمة ،
فإنّ تعيّن الوجود في علوم المعتقدين بعد تعيّنه في علم الله ، فتعلَّق الرحمة الوجودية به كذلك - بحسب تعلَّقه في حقائقهم - متأخّر الرتبة عن حقيقة الرحمة ، ومتقدّم على المرحوم بحسب اعتقادهم .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة ، فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام ، ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين أثر بالذات وهو إيجادها كل عين موجودة ، ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض ، ولا إلى ملايم ولا إلى غير ملايم ، فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده بل تنظره في عين ثبوته ولهذا رأيت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة ، فرحمته بنفسها بالإيجاد )

أثر الرحمة بالذات : إيجادها كل عين ثابتة على العموم ، فرحمة الحق المخلوق في الاعتقادات بتبعية رحمتها أعيان المعتقدين ، فإنه عين ثابتة في أعيان المعتقدين الثابتة ، فرحمت أولا بنفسها في تعلقها بايجاد المرحومين من الأعيان فتعينت بها وظهرت في مظاهرها وانتشرت ، فكان في ضمن تعلقها بإيجاد المرحومين رحمة إيجاد الحق المخلوق فكان أول مرحوم المتعلقة بالأعيان ، لأن الحق المعتقد حال من أحوال أعيان المعتقدين فبنفس تعلقها بالأعيان تعلقت به ، وأما أثر الرحمة بالسؤال ، فهو أن يترتب على سؤال الطالبين ،

وهم : إما محجوبون ، وإما أهل الكشف
فالمحجوبون : يسألون الحق الذي هو ربهم في اعتقادهم أن يرحمهم ، فهم من يرحمون من الراحم المتجلى في صور معتقداتهم بحسب ما يعتقدونه ، فإن تعين الرحمة الوجودية في علم المعتقدين واعتقاداتهم بعد تعينها في علم الله ، فتعلق الرحمة المطلوبة بهم بحسب تعينها في أعيانها متأخر الرتبة عن حقيقة الرحمة متقدم في علم الله على المرحوم بحسب اعتقاده ،
وأما أهل الكشف : فيسألون رحمة الله أن تقوم بهم باسم الله فلها الحكم عليهم ، لأن القائم بالمحل يحكم على القابل بمقتضى حقيقته ، فلا يرحمهم إلا قيام الرحمة بهم فيجعلهم راحمين ، وهو منتهى قوله ( فهو الراحم على الحقيقة ) يعنى المحل القائم بالرحمة.

"" أضاف بالي زادة :
وأهل الكشف يسألون رحمة الله أن تقوم بهم : أي يسألون قيام الرحمة اتصافهم بالرحمة فيسألونها باسم الله ، أي يسألون الرحمة عن الحضرة الجامعة الحكم بين السؤالين .اهـ بالى زادة

فهو الراحم على الحقيقة لا المحل فالراحم هو الرحمة لا من اتصف بها ، قوله وجدوا حكمها في أنفسهم ذوقا فإن الرحمة تحكم عليهم أن يرحموا من طلب منهم الرحمة فعلموا ذوقا كيف يرحم الله عباده فإن الرحمة حاكمة على الحق أن يرحم من يسأل الرحمة من عباده فإذا وجدوا حكم الرحمة فقد ذكرتهم الرحمة ومن ذكرته الرحمة أي قامت به الرحمة فقد رحم غيره .اهـ بالى زادة""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

قال رضي الله عنه :  ( فاعلم أولا ، أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة ، فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام . ثم ، إن الرحمة لها الأثر بوجهين : أثر بالذات ) وهو أثر الرحمة الرحمانية العامة المتعلقة بإيجاد كل الأعيان مطلقا .

وإليه أشار بقوله رضي الله عنه  : ( وهو إيجادها كل عين موجودة . ولا تنظر ) الرحمة . ( إلى غرض ولا إلى عدم غرض ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم ، فإنها ناظرة إلى عين كل موجود قبل وجوده . ) ( قبل ) على صيغة الماضي . أي تنظر الرحمة في كل عين حال كونها قابلة للوجود .
( بل تنظره في عين ثبوته . ) فاعل ( تنظره ) ضمير ( الرحمة ) .

وضمير المفعول عائد إلى ( كل عين ) . لذلك ذكره تغليبا للفظ ( الكل ) . أو باعتبار الشئ . أي ، بل ناظرة فيها ، أي في عين كل موجود منهما ، حال ثبوتها في العدم .

قال رضي الله عنه :  (ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة ، فرحمته بنفسها بالإيجاد .)
( الحق المخلوق ) هو تجلى الحق سبحانه على حسب اعتقاد المعتقدين فيه . وإنما سمى ( مخلوقا ) لأنه مجعول متكثر ، وكل مجعول مخلوق .
ويسمى ( حقا ) ، لأنه حق في اعتقاد المعتقد . ومجلى الحق في نفس الأمر . ومعناه : ولكون الرحمة تنظر في الأعيان حال ثبوتها في العدم فترحم عليها ، شاهدت أعيان الموجودات ورأت عين الحق المخلوق ثابتة في اعتقاد كل عين في جملة العيون الثابتة .
( فرحمته بنفسها ) أي ، فرحمت الرحمة الحق المخلوق بنفس الرحمة الذاتية ، فأوجدته .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

قال رضي الله عنه :  (فاعلم أوّلا أنّ الرّحمة إنّما هي في الإيجاد عامّة ، فبالرّحمة بالآلام أوجد الآلام ، ثمّ إنّ الرّحمة لها الأثر بوجهين  : أثر بالذّات وهو إيجادها كلّ عين موجودة ، ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض ؛ ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم ؛ فإنّها ناظرة في عين كلّ موجود قبل وجوده ، بل تنظره في عين ثبوته ، ولهذا رأت الحقّ المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثّابتة ، فرحمته بنفسها بالإيجاد . )

"" أضاف المحقق :
الحاصل أن للرحمة اعتبارين :
أحدهما : اعتبارها من حيث النظر إلى محلها أعني : الذات الإلهية ، وهي بهذا الاعتبار واحدة لا تميز فيها بين شيء وشيء ، ويقال لها بهذا الاعتبار الرحمانية ،
وثانيها : اعتبارها من حيث النظر إلى متعلقها الذي هو المرحوم ، وهو مختلف متعدد باختلاف استعداداته .  شرح الجامي ""

قال رضي الله عنه :  ( فاعلم أولا ) أن البلايا والآلام ، وإن كانت تقابل الرحمة في حق من فاضت به ؛ فهي من حيث وجودها عين الرحمة في حق أنفسها ، وذلك ( أن الرحمة ) التي هي الجود الإلهي ( إنما هي في الإيجاد ) الذي إعطاؤه إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض ، وهذه الرحمة ( عامة ) لا تختص بما هي أغراض للأشياء أو ملائمة لطبائعها ، إذ قد يكون ما ينبغي غير ذلك ، ( فبالرحمة بالآلام ) من حيث ينبغي إفادتها الوجود ، إذ بذلك يعلم حقيقة اللذة وقدر النعمة ، ويؤجر المخالف ، ويعطى العابر أجره بغير حساب ، ويعرف الاستغناء الإلهي وقهره وقوته إلى غير ذلك من الفوائد ( أوجد الآلام ) إذ لم تؤلم أنفسها ، وكما يتألم بها شخص قامت به ، يلتذ شخص دفعت عنه ، فهما عارضان متعارضان .

قال رضي الله عنه :  ( ثم ) بعد أن علمت أن الرحمة في نفس الإيجاد عامة ، اعلم ( أن الرحمة لها الأثر ) في المرحوم ( بوجهين ) أحدهما ما مرّ ، وهو لا يتعلق سؤال بلسان الحال أو المقال إذ هو ( أثر بالذات ) ؛ لأن الجود الإلهي يقتضي ذلك ، ( وهو ) ، أي : الأثر الذاتي ( إيجادها كل عين موجودة ) ، أي : قابلة للوجود إذ منع القابل حقه بخل ينافي الجود ، ( ولا تنظر ) الرحمة بهذا الاعتبار

قال رضي الله عنه :  ( إلى غرض ، ولا إلى عدم غرض ، ولا إلى ملائم ، ولا إلى عدم ملائم ) ؛ لأن ما ينبغي فعله لا لعوض ، ولا لغرض أعم من موافقة أغراضنا أو ملائمة طباعنا ، كيف وهي أمور عارضة لنا بعد وجودنا ، والجود الإلهي سابق على ذلك ؛ فالرحمة التي منشأها ذلك الجود ؛ كذلك لامتناع تخلف العلة عن المعلول ؛

قال رضي الله عنه :  ( فإنها ناظرة ) إلى ( عين كل موجود قبل وجوده ) من حيث كان الوجود حقه الذي ينبغي أن يفعل به ( بل تنظره في عين ثبوته ) ، وفيه الوجود بالقوة ، فكماله الذي هو إخراجه إلى الفعل مما ينبغي أن يفعل ، ولا غرض ، وملائمة طبع حينئذ ، فكيف يمكن اعتبارهما .

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) أي : ولكون الرحمة في الأثر الذاتي لا يتخلف عنها بحال ناظرة إلى كل عين في ثبوته ( رأت الحق المخلوق ) الذي هو صورة الحق القديم ، وإن اعتبر وجوده ( في الاعتقادات عينا ) ثابتة قابلة للوجود في الجملة ، فباعتبار ذلك صارت داخلة في العيون ( الثابتة ) ، وإن تميزت عينه بقبول الوجود الخارجي ، وإن لم يكن للحق القديم عين ثابتة إذ لا قابلية للوجود فيه ؛ لأنه نفس الوجود الحقيقي ، ( فرحمته بنفسها ) من غير سؤاله بلسان الحال أو المقال ( بالإيجاد ) في الذهن ، إذ بذلك يستر في حقه إذ الأمر الاعتقادي لا يقبل ما وراء ذلك ، وإن كان الحق المخلوق باعتبار آخر أعم من ذلك .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

الحقّ المخلوق أول مرحوم
ثمّ إنّه أخذ في بيان ما يكشف به حجاب التدافع المذكور بقوله :
قال الشيخ رضي الله : ( واعلم أوّلا أنّ الرحمة إنما هي في الإيجاد عامّة ) بناء على ما مهّد في مطلع الفصّ من أنّ الرحمة لها الإحاطة بالوجود ، ( فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام . ثم إنّ الرحمة ) عند انبساطها المسمّى بالإيجاد ( لها الأثر بوجهين : أثر بالذات ) في أنفس الأشياء وذواتها ،
( وهو إيجادها كل عين موجودة ، ولا تنظر ) الرحمة عند تأثيرها بهذا الأثر إلى ما يزيد على نفس الأعيان والذوات فلا تنظر ضرورة حينئذ ( إلى غرض ، ولا إلى عدم غرض ) بالنسبة إلى الموجد ،
قال الشيخ رضي الله : ( ولا إلى ملائم ، ولا إلى غير ملائم ) بالنسبة إلى الموجود ، فإنّها نسب خارجة عن الذوات والأعيان ، وهي غير منظور ولا ملتفت إليها في هذه الأثر ( فإنّها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده ) عند إفضاء حكم الرحمة إليه - على ما عرفت تحقيقه - ( بل تنظره في عين ثبوته ) ، ولا تغفل عمّا نبّهت هناك في وجه تذكير الضمير وتغليب حكم الكل على العين .

قال الشيخ رضي الله : ( ولهذا رأت الحقّ المخلوق في الاعتقادات ) ، يعني الصور المجعولة لكلّ أحد في متخيّلته ، على أنّه الحقّ ، مأخوذة إمّا من الدلائل النظريّة معقّدة بها ، أو من المستحسنات التقليديّة مستوثقة منها فهذه صور الحقّ رأتها الرحمة في هذه الحضرة ( عينا ثابتة في العيون الثابتة ، فرحمته ) ، أي الرحمة عند رؤيتها الحقّ المخلوق في العيون الاعتقاديّة ، رحمه الحقّ ( بنفسها بالإيجاد ) ، أي إيجاد الأعيان فإنّ الأعيان بوجودها يظهر الحقّ المخلوق . فهو المرحوم هاهنا كما أنّه الراحم .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أولا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة.
فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام.
ثم إن الرحمة لها أثر بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة.
ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد. ) .  

قال رضي الله عنه :  ( فاعلم أوّلا أنّ الرّحمة إنّما هي في الإيجاد عامّة . فبالرّحمة بالآلام أوجد الآلام . ثمّ إنّ الرّحمة لها الأثر بوجهين : أثر بالذّات وهو إيجادها كلّ عين موجودة .)

( فاعلم أولا أن الرحمة إنما هي ) بالتحقيق ( في ) ضمن ( الإيجاد عامة ) مستعدة للمرحوم كما عرفت ( فبالرحمة بالآلام أوجد الآلام ثم إن الرحمة لها الأثر بوجهين أثر بالذات ) ، أي بمقتضى ذاته من غير نظر إلى سؤال المرحومين .

والحاصل أن للرحمة اعتبارين :
أحدهما : اعتبارها من حيث النظر إلى محتدها أعني الذات الإلهية ، وهي بهذا الاعتبار واحدة لا تميز فيها بين شيء وشيء ، ويقال لها بهذا الاعتبار الرحمانية .
وثانيها : اعتبارها من حيث النظر إلى متعلقها الذي هو المرحوم وهو مختلف متعدد باختلاف استعداداته ، فهي أيضا مختلفة متعددة باختلاف استعدادات المرحوم وسؤالاته بلسان الحال والمقال ، ويقال لها بهذا الاعتبار الرحمة الرحيمية ، ولكل واحد من الاعتبارين أثر خاص وحكم متميز عن أثر الآخر وهو حكمه ( وهو ) ، أي أثرها بالذات ، أي بالنظر إلى محتدها لا إلى متعلقها ( إيجادها كل عين موجودة ) ، أي مراد وجودها

قال رضي الله عنه :  (ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض ؛ ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم : فإنّها ناظرة في عين كلّ موجود قبل وجوده، بل تنظره في عين ثبوته.  ولهذا رأت الحقّ المخلوق في الاعتقادات عينا ثابتة في العيون الثّابتة فرحمته بنفسها بالإيجاد.)

قال رضي الله عنه :  ( ولا تنظر ) ، أي الرحمة ( إلى غرض ولا إلى عدم الغرض ) بالنسبة إلى الراحم ( ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم ) ، بالنسبة إلى المرحوم ( فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده ) ، في العين في أي مرتبة كان ( بل تنظر في عين ثبوته ) في العلم وهو أعلى مراتب وجوده .

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) ، أي لنظرها في كل عين في عين ثبوته ( رأت الحق المخلوق ) ، أي الإله المجعول ( في الاعتقادات ) يعني الصور المجعولة لكل واحد في خياله على أنه الحق إما مأخوذة من الاستدلال أو التقليد ( عينا ثابتة في العقول الثابتة ) أي فيما بينها قبل وجوده في الاعتقادات ( فرحمته ) ، أي الرحمة ( بنفسها بالإيجاد ) في الاعتقادات .

.
واتساب

No comments:

Post a Comment