Wednesday, February 12, 2020

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني والعشرون فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الفقرة العاشرة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

قال رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أنّ الحقّ عينه يتجلّى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثمّ يتحوّل في صورة فينكر ، ثمّ يتحوّل عنها في صورة فيعرف ، وهو هو المتجلّي - ليس غيره - في كلّ صورة .  ومعلوم أنّ هذه الصّورة ما هي تلك الصّورة الأخرى : فكأنّ العين الواحدة قامت مقام المرآة فإذا نظر النّاظر فيها إلى صورة معتقده في اللّه عرفه فأقرّ به .  وإذا اتّفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره ، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره فالمرآة عين واحدة والصّور كثيرة في عين الرّائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة .
مع كون المرآة لها أثر في الصّور بوجه ، وما لها أثر بوجه : فالأثر الّذي لها كونها تردّ الصّورة متغيّرة الشّكل من الصّغر والكبر والطّول والعرض ؛ فلها أثر في المقادير ، وذلك راجع إليها).

(وقد علمت) يا أيها الإنسان (قطعا) من غير شك (إن كنت مؤمنا) ، أي مصدقا جازما (أن الحق) تعالى (عينه) ، أي ذاته سبحانه (يتجلى) ، أي ينكشف (يوم القيامة)
لأهل المحشر (في صورة) كما ورد في الحديث الصحيح "" اللفظ للبخاري :  
... فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت،

(وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها)، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون،
فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم......"" رواه الستة وغيرهم .
(فيعرف) ، أي يعرف فيها من كان يعرفه في الدنيا بتلك الصورة (ثم يتحوّل) سبحانه (في صورة) أخرى (فينكر) فيها ، أي ينكره من لم يعرفه فيها في الدنيا (ثم يتحوّل) سبحانه (عنها في صورة) أخرى (فيعرف) فيها ،
لأنه كان يعرف فيها في الدنيا من حيث التصوّر في الخيال ومع ذلك كله (هو) سبحانه وتعالى (هو) على ما هو عليه في الأزل من تنزهه وتقدسه (المتجلي) في تلك الصورة المتحوّل فيها (ليس غيره) أصلا (في كل صورة) تجلى بها وتحوّل عنها إلى غيرها .
(ومعلوم) عند العقل أن هذه الصورة التي تجلى فيها ما هي عين تلك الصورة الأخرى التي تحوّل عنها ونحو ذلك (فكانت العين) ، أي الذات الإلهية واحدة في نفسها (وقد قامت) لأهل المحشر يوم القيامة الناظرين إليها (مقام المرآة) المجلوة الظاهرة لهم كلهم على ما هي عليه من إطلاقها الحقيقي بحيث لا ينضبط منها عند ظهورها أمر من الأمور في الخيال ولا في الحس أصلا لعدم تقيدها من حيث هي بوجه من الوجوه غير ما استعد له الناظر من الصورة الناشئة عن مقدار قوّته في إدراك ما استطاع منها في الدنيا وهي غيب عنه ومات على ذلك فيظهر له منها في حضورها يوم القيامة مقدار ذلك .

(فإن نظر الناظر فيها) ، أي في تلك العين التي هي كالمرآة (إلى صورة معتقده) بصيغة اسم المفعول أي ما كان يعتقده (في اللّه) تعالى في الدنيا ومات على ذلك .

عرفه ، أي عرف معتقده الذي مات عليه (فأقر) ، أي اعترف (به) أنه ربه تعالى .
(وإذا اتفق أن يرى فيها) ، أي في تلك العين التي كالمرآة (معتقد) ، أي ما يعتقده (غيره) من صورة استعداد ذلك الغير (أنكره) أن يكون ربه وتعوّذ منه كما ورد في الحديث .
وقد ذكرنا فيما مر وغيره بعكسه (كما يرى) الإنسان (في المرآة) المجلوة (صورته و) يرى أيضا (صورة غيره فيها فالمرآة عين واحدة) لم تتغير أصلا في نفسها ، وإن ظهرت فيها الصور المختلفة وتحوّلت منها وعادت إليها ،
وإنما التغير والتحوّل والاختلاف في الصور فقط لا في المرآة (والصور) الظاهرة في المرآة (كثيرة في عين الرائي وليس) حالا (في) تلك (المرآة صورة منها) ، أي من تلك الصور الكثيرة (جملة واحدة مع كون المرآة لها) أثر محقق في ظهور تلك (الصور) فيها (بوجه) إذ لولا وجود المرآة ما كانت تلك الصور والأشكال الظاهرة أصلا ( وما لها) ،

أي لتلك المرآة أثر في الصور أصلا (بوجه) آخر ، لأن المرآة خالية من تلك الصور الظاهرة فيها ، فهي على ما هي عليه كانت لم تتغير عن حالها الأصلي بحركة ولا سكون ولا انحراف ولا أمر من الأمور حتى ظهرت فيها تلك الصور .

(فالأثر الذي لها) ، أي للمرآة في الصور الظاهرة فيها (كونها) ، أي المرآة المذكورة ترد ، أي ترجع الصورة الظاهرة فيها من الشيء الذي يقابلها متغيرة الشكل عما هي عليه في ذات ذلك الشيء المقابل لها من الصغر كالمرآة الصغيرة تظهر فيها الصور الكبار صغار والكبر كالمرآة الكبيرة تظهر فيها الصور الكبار كبارا على أصلها (والطول) هكذا في المرآة الطويلة تظهر فيها الصور المستديرة طويلة (والعرض) كذلك في المرآة العريضة (فلها) ، أي للمرآة من حيث حضراتها التي هي عليها أثر ظاهر منها (في المقادير) ، أي مقادير الصور الظاهرة فيها وذلك الأثر (راجع) من حيث الظهور (إليها) ، أي إلى المرآة لا إلى تلك الصور فالصور في نفسها على ما هي عليه وقد ظهرت المرآة من تلك الصور بما اقتضت حضراتها أن تظهر به لعين الرائي من صغر الصور أو كبرها أو طولها أو عرضها .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

فقال رضي الله عنه : ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا ) بالشرائع ( أن الحق عينه ) وعينه تأكيدا للحق ( يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف ثم يتحول في صورة فينكر ثم يتحول عنها ) فيتجلى ( في صورة فيعرف وهو ) أي الحق ( هو المتجلي ) وجاء ضمير الفصل لحصر التجلي بالحق ( ليس غيره ) تأكيدا للحصر ( في كل صورة ) تنازعا فيه المتجلي وليس فأيهما أعمل قدّر مفعول الآخر كما أن المتجلي في صورة زيد وعمرو وخالد ليس إلا عين الإنسان لا غير .

قال رضي الله عنه :  ( ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى ) أي الصورة المعروفة ليست عين الصورة المنكرة ولا الصورة المعروفة عين الصورة المعروفة الأخرى ( فكأن ) بالتشديد ( العين الواحدة ) وهي الذات الإلهية ( قامت مقام المرآة ) في ظهور اختلاف الصور فيها بعين الناظرين ) فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقدة في اللّه عرفه فأقرّ به وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره فالمرآة عين واحدة والصورة كثيرة في عين الرائي و ) الحال ( ليس في المرآة صورة منها ).

أي من الصور التي رأى الرائي فيها ( جملة واحدة ) أي أصلا بل الصور إنما تحصل في عين الرائي عند نظره في المرآة ( مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما ) أي ليس ( لها أثر بوجه فالأثر الذي لها ) أي المرآة ) كونها ) أي كون المرآة ( تردّ الصورة ) إلى الناظر ( متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض ) فإذا كان الأمر كذلك ( فلها ) أي للمرآة ( أثر في المقادير وذلك الأثر راجع إليها ) أي إلى المرآة لا إلى الرائي.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

قال رضي الله عنه : ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة. ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به. وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره. فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

قلت : الشيخ رضي الله عنه وصف حال الوهم في الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزيه والتشبيه وما جمعهما إلا عارف .
وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه يقتضي التنزيه دون التشبيه .
وأما الحس فلا يقتضي إلا التشبيه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذكره بعد ظاهر.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

قال رضي الله عنه :  (وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أنّ الحق عينه يتجلَّى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثم يتحوّل في صورة فينكر ، ثم يتحوّل عنها في صورة فيعرف ، وهو هو المتجلَّي ليس غيره في كل صورة ، ومعلوم أنّ هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى ، فكان العين واحدة قامت مقام المرآة ، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقدة في الله عرفه وأقرّ به ، وإذا اتّفق أن يرى فيها معتقد غيره ، أنكر كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره ، فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة مع أنّ المرآة لها أثر في الصور بوجه ، وما لها أثر بوجه ، فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيّرة الشكل من الصغر والكبر ، والطول والعرض ، فلها أثر في المقادير ، وذلك راجع إليها ).

قال العبد : قد صرّح بالحق الموجود المشهود في هذا المثال ، فإنّ عين الحق - تعالى - لمّا تجلَّى في قابلية كلَّية ، يعمّ ظهور هذه الصور الاعتقادية فيها بحسبها ، فلا شكّ أنّ كلّ ناظر يعتقد فيه صورة إذا رأى صورة معتقده فيه أقرّ واعترف ، ذلك التحقيق يقتضي أنّه لم يقرّ ولم يعترف إلَّا بصورة اعتقاده في الحقّ لا بالحق ، فلو أقرّ واعترف بالحق ، لاعترف وأقرّ به في صور المعتقدات كلَّها ، مع إقراره واعترافه أنّه غير محدود ، ولا منحصر في شيء منها ، ولا في الجميع ، ولكنّه إذا رأى صورة غير صورة معتقده أنكره ،

وهو تعالى يقبل إنكاره من حيث خلاف صورة معتقده ، كما يقبل إقراره في عين صورة معتقده ، ويكون عين الكلّ وهو في ذاته تعالى الغنيّة عن العالمين منزّه عن كلّ هذا ، وعن الظهور والتعيّن بها جمعا وفرادى ، وعن نفيك هذه الأمور والصور عنه وتنزيهه عنها .

وأمّا ظهور الصور متغيّرة في مرآة الحق لاختلاف في المرآة فضرب مثل لتجلَّي الحق في صور الحضرات مرائي ، فلا يكون تجلَّيه وظهوره في مرآتية كل حضرة حضرة إلَّا بحسبها ، فإنّ نظر ناظر إلى الحق من حيث تجلَّيه في حضرة ، فإنّه تظهر صورة الرائي له في تلك الحضرة بحسبه ، وأمّا في تجلَّيه الوجودي الذاتي الأحدي الجمعي ، فلا يرى فيه صورة إلَّا على ما هي عليه ، ولكنّ الناظر إن لم يغلب على نظره التقيّد بصورة دون صورة ، ولا حصره في الصورة المرئيّة في المرآة كلَّها ولم ينفها عنه مطلقا ، فإنّه يرى العين بعين رؤية العين عينها ، فافهم .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

قال رضي الله عنه : ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى في القيامة في صورة فيعرف ، ثم يتحول في صور فينكر ، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف ، وهو هو المتجلى ليس غيره في كل صورة ، ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى فكانت العين الواحدة قامت مقام المرآة ، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به ، وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره ، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره ، فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي ، وليس في المرآة صورة جملة واحدة )

يعنى وليس في المرآة صورة واحدة من تلك الصور هي مجموع تلك الصور جملة واحدة ، لأن المرآة لا يرى فيها إلا ما قابلها ، وهو الصور الكثيرة
"" أضاف بالي زادة :
لاختلاف مقادير المرائي فللحق أثر في الصورة الظاهرة في مرآته بحسب تجلياته الذاتية ، وللرائى أثر بحسب اعتقاده إذ الحق لا يتجلى له إلا بصورة اعتقاده ، فكان للحق أثر بوجه ، وما له أثر بوجه فأهل الذوق والتمييز لعلمه بمراتب الأشياء يلحق كل أثر إلى صاحبه ، ويعطى كل ذي حق حقه ، فإن طلبت أنت معرفة الحق بالمثال الشهادى فانظر في المثال مرآة واحدة اهـ .أهـ بالى زادة""

 قال رضي الله عنه : ( مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه ، فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض ، فلها أثر في المقادير وذلك راجع إليها)
قد صرح بالحق المشهود في هذا المثال ، فإن الحق تعالى لما تجلى في صور المعتقدات رأى كل ناظر معتقد فيه صورة معتقده فعرفه وأقرّ به ، وصوّر سائر المعتقدات فلم يعرفها وأنكرها ، فهو في الحقيقة لم يعترف إلا بصورة معتقده في الحق لا بالحق ، وإلا لاعترف وأقرّ به في جمع صور المعتقدات ، لأن العارف للحق المعترف به يعلم أنه غير محدود ولا ينحصر في شيء منها ولا في الجميع ، ولكنه تعالى يقبل إنكاره في غير صورة معتقده كما يقبل إقراره في صورة معتقده وهو عين الكل غنى بذاته عن العالمين ، وعن كل هذه الصور والتعين بها جمعا وفرادى ، وعن نفى هذه الصور والتنزيه عنها جميعا كما هو مذهب العقلاء .

وأما تأثير المرآة في الصور فهي ردها مختلفة المقادير لاختلاف مقادير المرايا في الصغر والكبر والطول والعرض إذا كانت مختلفة ،
وهو ضرب مثال لتجلى الحق في صور الحضرات الأسمائية ، فتصير مرآة الحق مرايا مختلفة الحكم ، فلا يكون تجليه وظهوره في مرآة كل صورة إلا بحسبها ، فإن نظر ناظر الحق من حيث تجليه في حضرة من حضراته فإنه يرى صورته في تلك الحضرة بحسبها لما ذكرنا من تأثير المرآة في الصور .
وأما في تجليه الذاتي الوجودي الأحدى ، فلا يرى فيه صورته إلا على ما هي عليه إذا لم يغلب على نظره التقيد بصورة دون صورة ، ولا حصر في الصور المرئية في المرايا بهذه الاعتبارات .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

قال رضي الله عنه : ( وقد علمت قطعا، إن كنت مؤمنا، أن الحق عينه.) (عينه) تأكيد (للحق) . أي ، الحق عينه
قال رضي الله عنه : (يتجلى يوم القيامة بصورة ، فيعرف ، ثم يتحول في صورة ، فينكر . ثم يتحول عنها في صورة ، فيعرف.) كما جاء في الحديث الصحيح .

قال رضي الله عنه : (وهو هو المتجلي ليس غيره في كل صورة.) أي ، والحق هو المتجلي في هذه الصور المعروفة المقبولة والمنكرة المجهولة .

قال رضي الله عنه : (ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى : وكأن) بتشديد (النون) . وفي بعض النسخ : ( فكانت ) ( العين الواحدة ) التي هي الذات الأحدية (قامت مقام المرآة) التي يظهر فيها الصور المختلفة باختلاف صور الناظرين .

قال رضي الله عنه :  ( فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله ، عرفه وأقر به . وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره ، أنكره . كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره : فالمرآة عين واحدة ، والصور كثيرة في عين الرائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة ) أي ، والحال أنه ليس في المرآة صورة أصلا .
قال رضي الله عنه :  ( مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه ، وما لها أثر في الصور بوجه . فالأثر الذي لها كونها ترد الصور متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير ، وذلك) الأثر (راجع إليها.) أي، إلى المرآة .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

قال رضي الله عنه :  (وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أنّ الحقّ عينه يتجلّى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثمّ يتحوّل في صورة فينكر ، ثمّ يتحوّل عنها في صورة فيعرف ، وهو هو المتجلّي ليس غيره في كلّ صورة ، ومعلوم أنّ هذه الصّورة ما هي تلك الصّورة الأخرى ؛ فكأنّ العين الواحدة قامت مقام المرآة ، فإذا نظر النّاظر فيها إلى صورة معتقده في اللّه عرفه فأقرّ به ، وإذا اتّفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره ، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره فالمرآة عين واحدة والصّور كثيرة في عين الرّائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة ، مع كون المرآة لها أثر في الصّور بوجه ، وما لها أثر بوجه ؛ فالأثر الّذي لها كونها تردّ الصّورة متغيّرة الشّكل من الصّغر والكبر والطّول والعرض ؛ فلها أثر في المقادير ، وذلك راجع إليها ).

وكيف تنكر هذا ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا ) برؤية الحق في القيامة ، فلم تحمل النصوص الواردة فيها على غير معنى الرؤية ( إن الحق عينه ) من غير اعتبار ظهوره في مظهر ، وإلا كان مرئيّا اليوم لكل أحد بلا فرق من رؤية اليوم ورؤية يوم القيامة ، اللهم إلا أن يقال بكمال ذلك المظهر دون هذه المظاهر ، لكنه باطل للاتفاق على أن أكمل المظاهر مظاهر الرسل والملائكة ، لكن رؤية يوم القيامة في مظاهرهم خلاف الإجماع ( يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثم يتحول في صورة فينكر ، ثم يتحول عنها ) ، فيتجلى ( في صورة ) هي المرئية أولا أو أعلى منها ؛ ( فيعرف ) .

وهو ما روى مسلم عن أبي سعيد الخدري : « أن ناسا في زمن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قالوا : يا رسول اللّه ! هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : وهل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب ، وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس معها سحاب ؟
قالوا : لا ، يا رسول اللّه ، قال : ما تضارون في رؤية اللّه يوم القيامة ، إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة ، أذّن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد يعبد غير اللّه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار ، ثم قال بعد أسطر : حتى إن لم يبق إذا لم يبق إلا من كان يعبد اللّه من بر وفاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها ، قال : فماذا تنتظرون ! لتتبع كل أمة ما كانت تعبد ، قالوا : إنا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ، ولم نصاحبهم ،
فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ باللّه منك لا نشرك باللّه منك لا نشرك باللّه شيئا مرتين أو ثلاثا ، حتى أن بعضهم ليكاد أن ينقلب ، فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونها ؟ فيقولون : نعم ، فيكشف عن ساق ، فلا يبقى من كان يسجد للّه من تلقاء نفسه إلا أذن اللّه له بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد رياء إلا جعل اللّه ظهره طبقة واحدة ، كلما أراد أن يسجد خرّ على قفاه ، ثم يرفعون رؤوسهم ، وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فقال : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا . . . إلى آخر الحديث » . رواه مسلم

قال رضي الله عنه :  ( وهو ) أي : اللّه ( هو المتجلي ليس غيره ) متجليا ( في كل صورة ) حتى المنكرة ، خلاف ما يقول بعضهم : إن الملك في الصورة المنكرة ، والمراد بالصورة المعروفة : الصفة أطلق عليها الصورة بطريق المشاكلة فرارا من رؤيته في صورة ، إذ لا صورة له في ذاته مع أنه لا يزيد على ما قبلوه من ظهور جبريل في صورة دحية مع أنه ليس على صورته في ذاته .

ثم أشار إلى أن هذه الصور ليست له في ذاته لاختلافها ، والصورة الذاتية لا تختلف ؛ فقال : (ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى ) .

ثم أشار إلى أنها ليست باعتبار المظهر ؛ فقال : ( وكأن العين الواحدة قامت ) لأهل الرؤية في القيامة ( مقام المرآة ) ، لكن المرآة ترى فيها صور الأشخاص ، والمرئي في مرآة الحق صور الاعتقادات المختلفة ، ( فإذا نظر الناظر فيها ) أي : في مرآة الحق ( إلى صورة معتقده في اللّه ) في الدنيا ، ( وأقر به ) بلسانه ( وإذا اتفق أن يرى فيها ) صورة ( معتقد غيره ) ، ولا استحالة في ذلك إذ ليس بطريق الحلول ، بل ( كما يرى في المرآة ) المتعارفة ( صورته ، وصورة غيره ) من غير حلول تلك الصور فيها ؛
( فالمرآة ) المتعارفة ( عين واحدة ، والصور كثيرة ) ، والواحد لا تحل فيه الصور الكثيرة ، وإلا لجاز أن يكون الشيء الواحد ماء ونارا معا ، وجاز أن يكون الإنسان الواحد زيدا وعمر معا ، فهي إنما توجد ( في عين الرائي ) بشرط مجازاتها للمرآة فنظرها فيها ، وكيف يكون في المرآة جميع تلك الصور .

قال رضي الله عنه :  ( وليس في المرآة صورة منها جملة ) مع كونها ( واحدة ) ، إذ لا يتسع لها مقدار سطح المرآة ، وهي ترى بعيدة فوق مقدار ثخن المرآة ، ثم الصورة الحالة مؤثرة في المحل ، ولا يتأتى ذلك في صور المرآة ( مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه ) ، وهي علة الوجود ، ولكنها غير تامة إذ ( ما لها أثر ) في الصور ( بوجه ) ، فالعلة المجموع منها ، ومن قيام الشخص بحذائها ، ( فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر ، والطول والعرض ) على خلاف ما عليه الشخص ، ( فلها أثر في المقادير ) لا في نفس الصور ، وإلا كانت مثل المرايا لا مثل الأشخاص ، فالمؤثر في أصلها هو الشخص ، ( وذلك ) الأثر التغييري ( راجع إليها )

أي : إلى مقادير المرايا لأنفسها ، والمحل لا يؤثر في نفس الصورة الخالية ، فكيف يؤثر فيها ما هو من عوارض المحل ، وإنما رجع ذلك الأثر التغييري إلى مقادير المرائي ؛ لأنه

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

مثال آخر لرؤية الواحد كثيرا
ثم إنّ هذا التقرير إنما يفيد للمستبصرين بطريق النظر والاستدلال ، وأما أهل الإيمان العقدي فلا نفع لهم فيه أصلا ، ولذلك قال منبّها لهم : ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا حقّا ) ، بما روي في الصحاح من ثقات الرواة عن الحضرة الختميّة ، الكاشفة عن الأمر بما هو عليه ( أنّ الحقّ عينه يتجلَّى يوم القيامة في صورة ، فيعرف ، ثمّ يتحوّل في صورة فينكر ، ثمّ يتحوّل عنها في صورة فيعرف).
( وهو هو المتجلَّي - ليس غيره - في كلّ صورة ومعلوم أنّ هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى ، فكان العين الواحدة قامت مقام المرآة ) في إراءة الصور المتخالفة في القبول والرد عند توجّه المعتقد إليها.
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله ) المأنوسة إليها ، المشغولة بها ، لقوّة الرقائق الارتباطية التي بين تلك الصورة ومعتقدها ، حيث حكمت بتصويره إيّاها ، وجعلها قبلة قبوله بين الصور : ( عرفه وأقرّ به وإذا اتّفق أن يرى فيها معتقد غيره ) من الصور المتمثّلة بها : ( أنكره كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره ، فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي ) لا في العين الواحدة ، فإنّها منزّهة عن الصور كلَّها ( وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة ) فإنّها بمنزلة العين الواحدة التي هي القابليّة الأولى ، وهي من الفيض الأقدس عن الثنويّة مطلقا .

أثر المرآة في الرؤية
ثمّ إنّك قد عرفت أن مبدأ التعيّنات إنما هو القابل ، ومن ثمة قال : ( مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه ) وهو حيثيّة كونها بمنزلة القابل الطالب بلسان الاستعداد أحكام التعيّنات ووجوه التخصيصات ، ( وما لها أثر بوجه ) وهو من حيث أنّها بمنزلة العين الواحدة التي قد اندمجت فيها تلك الأحكام ، وتلاشت وجوه ظهورها .

مبدأ الاختلاف في الخصوصيّات
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فالأثر الذي لها كونها تردّ الصور متغيّرة الشكل - من الصغر والكبر ، والطول والعرض ) ، فإنّها بمنزلة مبادئ الاختلاف الأسمائيّة والشؤون الذاتيّة وإنما تختلف الأسماء بالحيطة والشمول ، والاندراج والكليّة ، وهي التي بمنزلتها الصغر والكبر والطول والعرض ، فإنّها مقادير إنما تتخالف بها الأشياء ، تخالفا عرضيّا نسبيّا لا ذاتيا حقيقيّا .

( فلها أثر في المقادير ) التي هي مبدأ الخصوصيّات وهذا يناسب ما تسمعه من الصدر الأول من الحكماء الفيثاغوريين - أرباب التعاليم – حيث ذهبوا إلى أن العدد أصل الماهيّات ، وما تراه قد عوّل عليه أهل التحقيق من تلامذة الأئمّة المهتدين ، نقلا عنهم ، حيث ذهبوا إلى أنّ استخراج الخواصّ من الأشياء إنما يعلم من العدد المستخرج من أسمائها وهذا من أصول ما ذهب إليه السيد سلام الله على آبائه الكرام وعليه ، على ما أومى إليه في المقدمة .

فعلم أنّ مبدأ خصوصيّات الأشياء وتمايزها إنما هو القابليّة الأولى المتمثّلة هاهنا بالمرآة ، ( وذلك ) الأحكام الخصيصة بكل منها تفصيلا ( راجع إليها ) .

ثمّ إنّك قد عرفت أنّ تلك القابليّة إنما هو من الفيض الأقدس ، الذي لا مجال للثنويّة فيه أصلا فوجّه ذلك المعنى في المثال المذكور بقوله:

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أن الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورة فيعرف، ثم يتحول في صورة فينكر، ثم يتحول عنها في صورة فيعرف، وهو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى: فكأن العين الواحدة قامت مقام المرآة، فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في الله عرفه فأقر به.
وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره.
فالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة، مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه وما لها أثر بوجه: فالأثر الذي لها كونها ترد الصورة متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض، فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها. )

قال رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أنّ الحقّ عينه يتجلّى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثمّ يتحوّل في صورة فينكر ، ثمّ يتحوّل عنها في صورة فيعرف ، وهو هو المتجلّي ليس غيره في كلّ صورة . ومعلوم أنّ هذه الصّورة ما هي تلك الصّورة الأخرى : فكأنّ العين الواحدة قامت)

ثم إنه أوضح ذلك زيادة إيضاح بقوله : ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا ) حقا بما تدل عليه صحاح الأحاديث النبوية صلى اللّه عليه وسلم على مصدرها ( أن الحق عينه يتجلى في القيامة في صورة فيعرف بثم يتحول في صورة فينكر ثم يتحول عنها في صورة فيعرف وهو هو المتجلي ليس غيره في كل صورة .
ومعلوم أن هذه الصورة ما هي تلك الصورة الأخرى فكان العين الواحدة قامت

قال رضي الله عنه :  ( مقام المرآة فإذا نظر النّاظر فيها إلى صورة معتقده في اللّه عرفه فأقرّ به . وإذا اتّفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره ، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره فالمرآة عين واحدة والصّور كثيرة في عين الرّائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة .  مع كون المرآة لها أثر في الصّور بوجه ، وما لها أثر بوجه : فالأثر الّذي لها كونها تردّ الصّورة متغيّرة الشّكل من الصّغر والكبر والطّول والعرض ؛ فلها أثر في المقادير، وذلك راجع إليها.  )

قال رضي الله عنه :  (مقام المرآة ) في إراءة الصور المتخالفة ( فإذا نظر الناظر فيها إلى صورة معتقده في اللّه عرفه فأقر به . وإذا اتفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره ، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره بالمرآة عين واحدة والصور كثيرة في عين الرائي وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة
) .

أما في المثال فلما دل على بطلان القول بانطباع الصور فيها ، وأما في الممثل فلتنزهها عن صور التعينات كلها ( مع كون المرآة لها أثر في الصور بوجه ) ما ( وما لها أثر فيها بوجه ) آخر ( فالأثر الذي لها في الصور كونها ترد الصور متغيرة الشكل من الصغر والكبر والطول والعرض ) ، بحسب تغيرها في هذه الأمور ، فإذا كانت المرآة صغيرة رئيت الصور صغيرة على هذا القياس من الكبر والطول والعرض ( فلها ) ، أي للمرآة ( أثر في المقادير ) ، أي مقادير الصور ( وذلك ) الأثر ( راجع إليها ) ، أي إلى المرآة.
 .
السفر الثاني والعشرون الفقرة العاشرة على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
واتساب

No comments:

Post a Comment