Sunday, February 9, 2020

 السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة الثامنة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة الثامنة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

 السفر الحادي والعشرون فص حكمة مالكية في كلمة زكرياوية الفقرة الثامنة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
 
قال رضي الله عنه:  (ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنّه عين الرّحمة أو عين الصّفة ، فقال ما هو عين الصّفة ولا غيرها . فصفات الحقّ عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنّه لا يقدر على نفيها ولا يقدر على أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي عبارة حسنة، وغيرها أحقّ بالأمر منها وأرفع للإشكال.  وهو القول بنفي أعيان الصّفات وجودا قائما بذات الموصوف وإنّما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة.)

قال رضي الله عنه:  (ومن لم يذق) ، أي يجد في نفسه (هذا الأمر) المذكور هنا (ولا كان له فيه قدم) ، أي رسوخ بمقتضى كشفه ومعاينته وإن فهمه وتخيله بعقله ما اجترأ ، أي قدر (أن يقول إنه) ، أي اللّه تعالى (عين الرحمة) التي هي صفة من صفاته تعالى (أو عين الصفة) الإلهية ويصيب الحق والصواب بذلك القول ، فإن حكماء الفلسفة قالوا بذلك وأخطأوا وكفروا ، فإن الصفات عندهم عين الذات على معنى أنه ليس هناك ذات وصفات بل ذات واحدة إذا قدر بها كانت هي عين ما سمي قدرة ولا رتبة هناك ولا نسبة أصلا وهو باطل عقلا وشرعا ،

قال رضي الله عنه:  (فقال) : وهو الأشعري من علماء الكلام ما هو ، أي اللّه تعالى (عين الصفة) التي له ولا غيرها أيضاف فصفات الحق تعالى (عنده) ، أي عند هذا القائل (لا هي) تلك الصفات (هو) ، أي اللّه (ولا هي) ، أي تلك الصفة أيضا (غيره) تعالى (لأنه) ، أي هذا القائل (لا يقدر على نفيها) عنه تعالى بالكلية لورودها في الشرع فيلزم من ذلك نفي الشرع ، وهو كفر (ولا يقدر) أيضا (أن يجعلها) ، أي تلك الصفات الإلهية (عينه) ، أي عين ذات الحق تعالى ، لأن القول به مع إثباتها له تعالى يحتاج إلى ذوق كشفي ومعاينة وهو من أهل الأفكار والأنظار العقلية ، فلا يتيسر له ذلك إلا ويلزم عليه عنده القول بنفي الصفات مثل مذهب الفلاسفة وهو كفر أيضا .

قال رضي الله عنه:  (فعدل) بالضرورة إلى هذه العبارة التي هي قوله لا الصفات عين الذات ولا غيرها (وهي عبارة حسنة) وإن لزم منها ارتفاع النقيضين وهو محال عقلا لكن هي أداة تنزيه للحق تعالى ولصفاته فليس المراد مفهومها بل الإيمان بما هو الأمر عليه في نفسه من غير أن يستقر له مفهوم في العقل وقول بعضهم بمفهوم هذه العبارة وأنها بمنزلة الواحد من العشرة لا هو عين العشرة ولا غيرها ذهاب منه إلى القول بأن الصفات جزء من الذات الإلهية كالواحد جزء من العشرة فيكون قولا بالتركيب في الذات الإلهية وهو غير قائل به ،

لأنه شرك فلا يصح التمثيل لهذه العبارة بمثل ذلك (وغيرها) ، أي غير هذه العبارة (أحق) أي أولى وأحرى (بالأمر) أي بما هو عليه الأمر في نفسه (منها) أي من هذه العبارة (وأرفع) ، أي أكثر رفعا ، أي إزالة (للإشكال) الذي هو ارتفاع النقيضين أو ثبوتهما معا وذلك محال لأنها إذا لم تكن عينا كانت غيرا ، وإذا لم تكن غيرا كانت عينا فتكون عينا وغيرا أو لا عينا ولا غيرا.

قال رضي الله عنه:  (وهي) ، أي هذه العبارة (القول بنفي أعيان الصفات وجودا) ، أي من جهة الوجود قائما ذلك الوجود بذات الموصوف بها يعني أن أعيان الصفات الإلهية ليست بموجودة وجودا آخر قائما بذات الحق تعالى الموصوف بها حتى يحتاج أن يقال إنها عينه أو غيره أو لا عينه ولا غيره .

قال رضي الله عنه:  (وإنما هي) ، أي تلك الصفات الإلهية نسب جمع نسبة وإضافات جمع إضافة ، أي هي أمور اعتبارية حاصلة (بين الموصوف بها) وهو الحق تعالى (وبين أعيانها) ، أي أعيان تلك الصفات (المعقولة) ، أي تلك الأعيان في عقل المتعقل لها على مقتضى ما وردت بها نصوص الكتاب والسنة وصف اللّه تعالى بها نفسه شرعا ، ولو كانت موجودة بوجود مستقل غير وجود الذات الإلهية أو بوجود فائض عن الذات الإلهية لشاركت الحوادث في وجودها فكانت حادثة ولزم التركيب في الذات الإلهية وقيام الحوادث بالقديم أو عدم قيامها بالذات الأزلية وكله محال ، فتعين أن لا يكون لها وجود في نفسها أصلا مع ثبوتها له تعالى شرعا ،

فكانت مجرد مراتب للحق تعالى كمرتبة السلطان والقاضي ليس في الخارج أمر زائد على ذات الإنسان يسمى صفة السلطنة والقضاء بحيث إذا اتصف بذلك إنسان زاد فيه معنى آخر في الخارج عن عقل المتعقل حاصلا في ذلك الإنسان ، وإنما هي أمور اعتبارية تقديرية والتأثير لا يصدر إلا عنها لا عن الذات .

أرأيت أن السلطان والقاضي لا يحكمان على أحد من حيث كونهما إنسانا أصلا ، ولا فرق من هذا الوجه بينهما وبين غيرهما من بقية الناس ، بل لهما المساواة في ذلك مع الغير وإنما يحكمان من حيث المرتبة التي لهما ، ولا وجود لها في الخارج عن تعقل المتعقل أصلا ، فالسلطان والقاضي موصوفان بوصفين هما مجرد مرتبتين لهما اعتباريتين تقديريتين لا يوصف بهما غيرهما وهما السلطنة والقضاء والتحكم كله للمرتبة لا للذات ، فافهم ترشد إن شاء اللّه تعالى إلى الكشف عن ذلك ومعرفته ذوقا ،
وتدرك من أين قال أهل هذه الطريقة المرضية من المحققين إن صفات الحق تعالى عين ذاته لا بمعنى قول الفلاسفة المنكرين للصفات ، ولا تحتاج أن تقول إنها غير الذات أو إنها لا غير الذات ولا عينها.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( ومن لم يذق ) والذائق أهل الكشف فإنهم اجترءوا أن يقول إن الصفات عين ذاته تعالى ( هذا الأمر ) أي أمر الرحمة ( ولا كان له فيه قدم ) ومن كان له قدم في هذا الأمر أي علم في الجملة وهم الحكماء والمعتزلة فإنهم اجترءوا أن يقول إن ذاته عين صفاته ( ما اجترءوا أن يقول إنه ) أي الحق ( عين الرحمة أو عين الصفة فقال ) الذي لم يقل هكذا ( ما هو ) أي ليس الحق

قال رضي الله عنه :  ( عين الصفة ولا غيرها فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه ) لعدم ذوقه الأمر على ما هو عليه وهم الأشاعرة ( فعدل إلى هذه العبارة وهي عبارة حسنة وغيرها ) أي وغير هذه العبارة ( أحق بالأمر منها ) أي أحق بالدلالة على الأمر على ما هو عليه في نفسه من هذه العبارة

قال رضي الله عنه :  ( وأرفع للإشكال ) وهو كون الحق محلا للحوادث إذا لم يكن عينها فإنه وإن رفع الأشكال بهذه العبارة الحسنة لكنه أرفع بغيرها ( وهو ) أي ذلك الغير ( القول بنفي أعيان الصفات وجودا ) في الخارج ( قائما بذات الموصوف وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة ) فصفات الحق موجودة زائدة على ذاته في العقل فإن لها حقائق معقولة ممتازة وأما في الخارج فلا أعيان لها فلا وجود فكان وجودها في الخارج عين ذاته تعالى والتحق الحكماء والمعتزلة في هذه المسألة بأهل الحق .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
قال رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها. فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف. وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).

فنقول: إنه إنما يوجد ما يوجده رحمة منه،  فالرحمة نفسها هو قد أوجدها فإن كان رحمها ثم أوجدها فقد كانت الرحمة فيه من حيث هي صفته، والتقدير إنها لم يكن موجودة فهي إذن موجودة لا موجودة فخرج القول إلى إثبات الذوات التي لا موجودة ولا معدومة، 
ثم تقرر أن قبول الحق تعالى للصفات إنما هو نسب واعتبارات وما بعد هذا واضح بنفسه .

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ، ما اجترأ أن يقول : إنّه عين الرحمة أو عين الصفة فقال : ما هو عين الصفة ولا غيرها ، فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره لأنّه لا يقدر على نفيه ولا يقدر أن يجعلها عينه ، فعدل إلى هذه العبارة ، وهي عبارة حسنة ، وغيرها أحقّ بالأمر منها وأرفع للإشكال ، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف ، وإنّما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة ( .

قال العبد : جلّ هذه المباحث قد ذكرنا فيه ما يكفي ويشفي فتذكَّر لا يتكرّر .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
 
قال رضي الله عنه :  (ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول : إنه عين الرحمة أو عين الصفة ، فقال : ما هو عين الصفة ولا غيرها فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره ، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه ، فعدل إلى هذه العبارة ) وهو الأشعري.
 ( وهي عبارة حسنة وغيرها ) أي غير هذه العبارة ( أحق بالأمر منها ) أي ما هو في نفس الأمر من هذه العبارة .
قال رضي الله عنه :  ( وأرفع للإشكال وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف ، وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة ) . وهو قول أكثر العلماء والمعتزلة.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ) أي ، من لم يحصل له هذا الأمر بالذوق ليكون راحما بالفعل مالكا لهذه الصفة متمكنا فيها ، ولا له قدم بوجه من الوجوه في هذا المقام .

قال رضي الله عنه :  ( ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة ، أو عين الصفة ، ولا غيرها . فقال ) أي ، الأشعري .

قال رضي الله عنه :  ( ما هو عين الصفة ولا غيرها . فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره ، لأنه لا يقدر على نفيها ، ولا يقدر أن يجعلها عينه ، فعدل إلى هذه العبارة . وهي عبارة حسنة ، وغيرها ) أي ، وغير هذه العبارة .
( أحق بالأمر منها ) أي ، أحق بما في نفس الأمر منها . ( وأرفع للإشكال . ) وهو أن يكون الذات ناقصة بالذات مستكملة لنفسها بالصفات .

قال رضي الله عنه :  ( وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف ) ( هو ) عائد إلى قوله : ( وغيرها ) . أي ، القول بنفي أعيان الصفات الزائدة على الذات القائمة بها أولى وأليق بما في نفس الأمر وأرفع للإشكال من أن يجعل له صفات زائدة على ذاته تعالى قائمة بها ، وهي لا عينها ولا غيرها .
والقول بالنفي مذهب أكثر الحكماء والمعتزلة .
قال رضي الله عنه :  (وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة . ) أي ، وإنما الصفات نسب وإضافات ، تلحق بالذات الإلهية ، حاصلة بين الذات الموصوفة بها وبين الأعيان المعقولة لها ، إذ لكل صفة حقيقة يمتاز بها عن غيرها ، فتلك الحقائق أعيانها

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( ومن لم يذق هذا الأمر ، ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول : إنّه عين الرّحمة أو عين الصّفة ، فقال : ما هو عين الصّفة ولا غيرها ، فصفات الحقّ عنده لا هي هو ولا هي غيره ؛ لأنّه لا يقدر على نفيها ، ولا يقدر على أن يجعلها عينه ، فعدل إلى هذه العبارة ، وهي عبارة حسنة ، وغيرها أحقّ بالأمر منها ، وأرفع للإشكال ، وهو القول بنفي أعيان الصّفات وجودا قائما بذات الموصوف ، وإنّما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة ).

ولذلك قال رضي الله عنه  : ( ومن لم يذق هذا الأمر ) ، أي : عينية الرحمة للحق باعتبار أن ليس لها مفهوم آخر وراء النسبة ، ولا وجود لها ، وإنما هو الراحم ( ولا كان له فيه قدم ) أي : دخل أيضا ، فإن من لا يكون صاحب الذوق قد يعرف هذا في بعض الأشياء ؛ فإنه يعرف أنه ليس في الخارج شيء هو حيوان ، وشيء هو ناطق يتركب منهما الإنسان ، بل هما في الواقع واحد والعقل يتصورهما شيئين ما أخبر ( أن يقول : إنه ) تعالى : ( عين الرحمة ) ، بل هي من جملة أفعاله ، وفعل الشيء ليس عينه ( أو عين الصفة ) كالحياة والعلم ، والإرادة والقدرة ، والسمع والبصر والكلام ، وإلا لصدق أحدهما على الآخر مع أنه لا يقال : اللّه رحمة أو حياة أو علم ؛ ( فقال : ما هو ) أي : الحق ( عين الصفة ولا غيرها) .

وفي الرحمة صرح بعضهم بالغيرة ، وبعضهم قالوا فيها مثل ما قالوا في الصفة ، وفسروا الغيرين بموجودين يجوز انفكاك أحدهما عن الآخر ، فإن أرادوا بحسب التعقل انتقض بالمتضايقين على تقدير وجودهما ، وبالصانع مع صفاته ، وإلا لم ينكرها عاقل ، وإن أرادوا بحسب الخارج من جانب انتقض بالجزء مع الكل ، وإن أرادوا من الجانبين انتقض بالعلة مع المعلول ، ولكن هذا هو مرادهم ، فيكون ذلك في الصفات اللازمة والقديمة في معناها ،

قال رضي الله عنه :  ( فصفات الحق عنده لا هي هو ، ولا هي غيره ) ؛ لأنها إما منفية أو ثابتة ، والأول باطل ؛ ( لأنه لا يقدر على نفيها ) مع ثبوتها بالأدلة القطعية ، ومع ظهور آثارها ، وعلى تقدير ثبوتها ، فإما أن يكون غيره أو عينه ، ولا يقدر أن يقول غيره ، وإلا جاز الانفكاك من جانب أو جانبين في الواقع ، وهو باطل لمنافاة قدمها ذلك ، ( ولا يقدر أن يجعلها عينه ) ؛ لامتناع حملها عليه ، (فعدل إلى هذه العبارة ) ، وهي أنه لا عينه ولا غيره .

قال رضي الله عنه :  ( وهي عبارة حسنة ) ؛ لإفادتها أنها وإن لم تحمل عليه ، فلا ينفك عنه ، ولا ينفك عنها في الواقع مع أنها لا تنافي التحقيق في أنها عين الذات في الواقع ، وهي معان زائدة في نظر العقل مع اعتبار انتسابها إلى أمور معقولة ، ( وغيرها أحق بالأمر ) ، أي : أطبق للواقع ( وأرفع للإشكال ) الوارد على إثبات الصفات ، ( وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا ) أي :
نفي أن يكون لكل صفة وجود في نفسها غير وجود الموصوف ،

وغير وجود كل صفة أخرى ، وإن كان العقل يعتبرها معان زائدة تكون باعتبار وجودها ( قائمة بذات الموصوف ) ، مع أن تلك المعاني ليست موجودة في الواقع حتى تصير قائمة بذواتها أو بذات الموصوف بها ، ( وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها ) أي : بتلك المعاني النسبية ( وبين أعيانها المعقولة ) ، كالمعلوم والمقدور ، والمراد ما يتعقله الحق في الأزل قبل وجودها ، وهذه إشارة إلى أن هذه النسب ثابتة في الأزل ، فلا ينافي قدم الصفات .

ولما كان أحق وأرفع للإشكال ، إذ لا يلزم على هذا التقدير للفلاسفة والمعتزلة أصلا ، وهي من وجوه :
الأول : لو وجدت لافتقرت إلى الذات ؛ لقيامها بها ، فإن كان سببها الذات كانت قابلة وفاعلة معا ، أو غيرها افتقر الذات إليه ؛ لامتناع خلوها عنه .
أجيب : أن لا منع في كونه قابلا وفاعلا معا .

الثاني : إن كانت قديمة تساوت الذات في القدم مع التخالف في الماهية ، فيتركب كل منهما من جزئين ، كل جزء يشارك الآخر في القدم ، ويخالف بالخصوصية ، فيتركب كل منهما من أجزاء غير متناهية ، وإن كانت حادثة ، فلا تكفي الذات فيها لوجوب ذواتها بدوامها ، فلا تكون حادثة ، فتفتقر الذات إلى الغير لوجوب اتصافها بتلك الصفة المفتقرة إلى الغير .
أجيب : بأن الكلام أمر اعتباري خارج ، فالمساواة فيه مع المخالفة في الماهية لا يستلزم التركيب .

الثالث : إنما تمت الإلهية بدونها ، فهي فاصلة يجب نفيها ، وإلا لافتقر في تحصيل صفة الإلهية إلى الغير .
أجيب : بمنع الغيرية والإلهية عبارة عن هذه الصفات ، فلا معنى لافتقارها إلى نفسها
.
الرابع : إن كملت الذات بنفسها ، فلا حاجة إلى الصفات ، وإلا كانت ناقصة بذاتها مستكملة بغيرها .
أجيب : بأن تكون الذات منشأ الصفات الكاملة عين كمالها .

الخامس : لو كانت له صفات كان الإله مجموع الذات والصفات ، فيكون مركبا .
أجيب : بأنه لا تركيب للذات مع صفة لا تغايره .

السادس : كفرت النصارى بتعدد الصفات ، إذ قالوا : إن اللّه جوهر واحد ذو صفات ثلاث هي الوجود ، والعلم ، والحياة ، وسموها أقانيم ثلاثة .
أجيب : بأنهم أنزلوها منزلة الذوات ، إذ جوزوا عليها الانتقال ؛ فإنهم قالوا : إن الكلمة ، وهي أقنوم العلم اتحدت حينئذ بالمسيح ، وتدرعت بناسوته بطريق الامتزاج ، أو الانقلاب ، أو الإشراق ، أو الظهور ، لكنهم جعلوا العلم بمنزلة الشمس من الذوات ، وجعلوا الحياة بمنزلة الملك الظاهر بصورة ، وهو أيضا من الذوات .

فقد قالوا بتعداد الذوات القديمة ، ونحن نجعل الظهور والإشراق للذات مع اعتبار صفة ففارقناهم ، وليس هذا القول من الشيخ رحمه اللّه موافقا لقول الفلاسفة والمعتزلة أنها عين النسب وحدها ، إذ لا معنى لقوله بين الموصوف بها حينئذ ، فإن النسب من المعدومات ، فلا تكون صفة لشيء ، والحال إنما كان صفة ؛ لأنه ليس بمعدوم كما أنه ليس بموجود ، ولا ينتقص بالصفات السلبية ، فإنها معان موجودة تستلزم نفي الشيء ؛ لأنها أعدام ، فإن العدم من حيث هو عدم ليس بصفة ، كما أنه ليس بموصوف ، والعدم المضاف إلى شيء له حكم الموجود مع أنه إن كان صفة ؛ فليس صفة حقيقية ، وكلامنا فيها ، والحال صفة حقيقية ؛ لأن لها نوع تحقق إذ لا يصح نفيها بخلاف العدم على أنه لا وجه لاستحسانه ؛ لقول من قال : أنها لا هو ولا غيره أصلا .

حينئذ قال الشيخ : يجعل الصفات من جملة الأحوال ، إذ يجعلها معاني نظر العقل مع النسب ، والمعاني موجودة والنسب معدومة ، وسياقه يدل على ذلك ، وكذا ما بعده ، فهو لا ينافيها ، ولا يقول بأن الحال هي العالمية والقادرية بدون العلم والقدرة ، كما يقوله أبو هاشم ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .
"" أضاف المحقق :
والأحوال اسم لعشرة منازل ينزل فيها السائرون إلى اللّه تعالى ، وهي :
المحبة ، والغيرة ، والشوق ، والقلق ، والعطش ، والوجد ، والدهش ، والهيمان ، والبرق ، والذوق ،
وإنما سميت هذه المنازل أحوالا لتحول العبد فيها من التقييدات بالأوصاف المانعة له عن الترقي في حضرات القرب ، مرتقيا فيها بسره من دركات نازلة جزئية إلى حضرات عالية كلية ،
وهي التي يشتمل عليها الاسم الظاهر الذي بتجليه ترى الوحدة في عين الكثرة الظاهرة بالنفس وقواها وآلاتها . ( لطائف الإعلام للقاشاني ) ."".

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
 
صفات الحقّ تعالى عين ذاته
( ومن لم يذق هذا الأمر ) بذائقة حصّته الخاصّة به من الرحمة الوجوديّة ( ولا كان له فيه قدم ) في المسالك العلميّة من تلك الرحمة حتّى يفهم ما هو الحقّ في الأسماء والأوصاف - من أنّ الرحمة وسائر الأوصاف الوجوديّة لو لم يكن عين الراحم والموصوف بها يلزم أن يكون الموصوف محل تجدد الحوادث .

 ( ما اجترأ أن يقول : إنّه عين الرحمة أو عين الصفة ) مطلقا - على ما ذهب إليه الحكماء والمعتزلة والشيعة بين المليّين ،
( فقال : ما هو عين الصفة ولا غيرها ) يعني الأشعري ( فصفات الحق عنده لا هي هو ، ولا هي غيره ، لأنّه لا يقدر على نفيها ) لشهادة بديهة العقل بخلافه ، ( ولا يقدر أن يجعلها عينه ) لأنّه يخالف أكثر أصوله ، ( فعدل إلى هذه العبارة ، وهي ) عبارة ( حسنة ) لأنّها تطابق الأحكام الظاهرة وتناسب أوضاعها ، والحسن هي التناسب .

( وغيرها ) من العبارات الكاشفة عن ذلك ( أحقّ بالأمر منها ) على ما بيّن آنفا ( وأرفع للإشكال ) فإن في تلك العبارة إشكالات عند التحقيق ، على ما يعلم من تصفّح كلامهم ، وهي إنما يزيد إجمالا في اللفظ ، والتحقيق ما سبق ( وهو القول بنفي أعيان الصفات ، وجودا قائما بذات الموصوف . وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة ) ، التي هي مبدأ تمايز الأسماء وتخالفها عند تباين أحكامها وتضادّها .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه : ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها.
فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة وهي حسنة، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للإشكال، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف.
وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة. ).
 

قال رضي الله عنه :  ( ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما اجترأ أن يقول إنّه عين الرّحمة أو عين الصّفة ، فقال ما هو عين الصّفة ولا غيرها . فصفات الحقّ عنده لا هي هو ولا هي غيره ، لأنّه لا يقدر على نفيها ولا يقدر على أن يجعلها عينه ، فعدل إلى هذه العبارة وهي عبارة حسنة ، وغيرها أحقّ بالأمر منها وأرفع للإشكال . وهو القول بنفي أعيان الصّفات وجودا قائما بذات الموصوف وإنّما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة.) 

قال رضي الله عنه :  ( فقال ) : من لم يذق هذا الأمر ولا كان له قدمه يعني الأشعري ( ما هو عين الصفة ولا غيرها فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره لأنه لا يقدر على نفيها ) ، كما سيصرح به الشيخ رضي اللّه عنه عن كثب ( ولا يقدر أن يجعلها عينه ) ، كما ذهب إليه الحكماء والمعتزلة ( فعدل إلى هذه العبارة وهي عبارة حسنة ) ، لأنه يدفع بها بحسب الظاهر ما يرد على كل من تقديري العينية والغيرية .

قال رضي الله عنه :  ( وغيرها ) من العبارات ( أحق بالأمر ) ، أي بأمر الكشف على ما هو مطابق للواقع ( منها ) ، أي من تلك العبارة ( وأرفع للإشكال ) الوارد في هذا المقام على ما يفهم من تصفح كلامهم ( وهو ) ، أي ما يغاير تلك العبارة وأحق بالأمر وأرفع للإشكال
( القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة ) ، التي بها تتمايز تلك الصفات التي هي نسب بالعينية أنه ليس هنا أمر زائد على الذات وهذا بعينه القول بنفي الصفات ثم إنه
.
واتساب

No comments:

Post a Comment