Sunday, July 7, 2019

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة الحادية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة الحادية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العاشر فص حكمة أحدية في كلمة هودية الفقرة الحادية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الحادية عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )
قال رضي الله عنه : ( فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما. وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه. أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد. ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عينا.  ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )
قال رضي الله عنه : (فترجم الحق) سبحانه، أي حكى (لنا عن نبيه هود عليه السلام مقالته) تلك (لقومه بشرى لنا) برجوع الكل باطنا إلى عين الرحمة الواسعة .
(وترجم)، أي حکی لنا رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم عليه السلام عن الله) تعالی (مقالته) سبحانه بأنه عین قوانا الظاهرة والباطنة التي بها تقوى في الإدراك والعمل.
وليس إلا وجوده تعالى المطلق عن القيود المميزة فينا بين تلك القوى في الظاهر والباطن، ولهذا قال سبحانه : "كنت سمعه الذي يسمع به"، ولم يقل : كنت سمعه فقط، من غير أن يقول الذي يسمع به.
فقوله: كنت سمعه تشبيه وقوله : الذي يسمع به تنزيه .
فإن كل أحد لا يسمع بالجارحة الجسمانية ولا بقوتها العرضية، وإنما يسمع بالقيوم الحق الممسك بظهور وجوده المطلق لتلك الجارحة وقوتها العرضية.
وهكذا الكلام في البصر وغيره (بشرى) منه تعالى (لنا) بتحقیق مقالة هود عليه السلام وبيانها .
قال رضي الله عنه : (فكمل) صلى الله عليه وسلم  بها (العلم) الالهي (في صدور)، أي قلوب (الذين أوتوا)، أي آتاهم الله تعالى (العلم) كما قال سبحانه : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم (وما يجحد بآيات) " ، أي ينكرها على كل ما أتى بها .
قال رضي الله عنه : ("إلا الكافرون") العنكبوت : 47]، بالله تعالى (فإنهم يسترونها)، أي الآيات.
قال رضي الله عنه : (وإن عرفوها حسدا منهم) لمن أتى الله تعالى تلك الآيات له (ونفاسة)، أي منافسة وعداوة له بقلوبهم (وظلما) له بنفوسهم .
قال رضي الله عنه : (وما رأينا قط من عند الله) تعالى (في حقه تعالى في آية أنزلها) على نبيه عليه السلام (أو إخبار عنه) تعالى (أوصله) سبحانه (إلينا) على لسان رسوله عليه السلام في حديثه (فيما)، أي في الأمر الذي (يرجع إليه) تعالى (إلا بالتحديد) والتقييد (تنزیها ) له تعالی (کان) ذلك الوارد عنه (أو غير تنزيه) له سبحانه (أوله)، أي الوارد عنه فيما يرجع إليه تعالى (العماء)، أي السحاب الرقيق (الذي ما فوقه هواء)، أي فراغ (وما تحته هواء)، أي فراغ كما يكون السحاب المسخر بين السماء والأرض. وذلك ما روى الترمذي بإسناده إلى أبي رزین العقيلي.
قال: قلت: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟
قال: «كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وخلق عرشه على الماء» .والعماء السحاب الرقيق، وقيل : الكثيف.سنن الترمذي و ابن ماجة
وقيل : الضباب.
وقال الإمام أحمد: يريد بالعماء، أي ليس معه شيء.
وروي في عمى مقصورة قال : وهو كل أمر لا يدركه الفطن .
قال الأزهري : قال أبو عبيد: إنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العماء
قال الأزهري : فنحن نؤمن به ولا نتكيف بصفته (فكان الحق) تعالى (فيه)، أي في ذلك العماء (قبل أن يخلق الخلق) كما ذكرناه في هذا الحديث.
قال رضي الله عنه : (ثم ذكر) تعالی في القرآن بعد أن خلق الخلق (" أنه واستوى على العرش") [الأعراف: 54]. قال سبحانه : "الرحمن على العرش استوى " [طه: 50].
(فهذا) الاستواء أيضا (تحديد له) تعالى (ثم ذكر) سبحانه (أنه نزل إلى سماء الدنيا) وهو ما ذكر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم  فيما أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي بإسنادهم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له» . هذه رواية البخاري ومسلم وانفرد مسلم بروایات.
قال إن الله عز وجل : يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ينزل إلى سماء الدنيا فيقول:
هل من مستغفر؟
هل من تائب؟
هل من سائل؟
هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر."
وله في رواية أخرى إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فيعطى؟
هل من داع فيستجاب؟
هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الصبح"
وله في رواية أخرى: حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : " أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له "الحديث إلى آخره. وقال : حتى يصلي الفجر
قال رضي الله عنه :  (فهذا) النزول أيضا (تحديد. ثم ذكر) تعالى (أنه في السماء) كما قال : "أم أمنتم من في السماء" [الملك: 17]، (وأنه) سبحانه (في الأرض) كما أخرج الترمذي وأبو داود بإسنادهما إلى العباس بن عبد المطلب في حديث طويل ذكر في آخره بعد أن بين مسافة كل سماء من سماء، وذكر العرش وأن بين أسفله وأعلاه مثل ما بين السماء، إلى السماء والله عز وجل فوق ذلك.  
وفي رواية الترمذي بإسناده إلى أبي هريرة في حديث آخر طویل قال صلى الله عليه وسلم :
والذي نفسي بيده لو أنكم دلیتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله » رواه الترمذي، ثم قرأ: "هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم " [الحديد: 3] إلى غير ذلك من الأخبار (وأنه تعالى (معنا أينما كنا) كما قال سبحانه وهو معكم أينما کنتم (إلى أن أخبرنا سبحانه (أنه عیننا) كما قال تعالى: "هو أهل التقوى وأهل المغفرة " [المدثر : 56] .
وإن احتمل التأويل وورد في حديث المتقرب بالنوافل في قوله: «كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به» إلى آخره.
وفي حديث مسلم بإسناده إلى أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت لو أنك عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين، قال : أما علمت أنه استطعمك عبدى فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ، قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي».رواه مسلم
قال رضي الله عنه : (ونحن محددون)، أي مقيدون بقيود حسية ومعنوية في الظاهر والباطن (فما وصف) تعالی (نفسه) لنا (إلا بالحد) وهو المطلق عن جميع الحدود على ما هو عليه في نفسه بالبراهين العقلية مما تشير إليه الأدلة النقلية لكن لا من حيث ما وصف به نفسه فإنه ما وصف نفسه إلا بما يقتضي التحديد في الكتاب والسنة كما ذكرنا وقد ورد في حديث أخرجه السيوطي في جامعه الصغير.
قال رسول الله : «سألت جبرائیل هل ترى ربك قال: إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور لو رأيت أدناها لاحترقت» رواه الطبري والديلمي
وفي خبر آخر «أن دون الله يوم القيامة سبعين ألف حجاب»رواه الطبراني فى الكبير.
فإن هذا يقتضي كمال تنزيه الله تعالى عن مشابهة كل شيء لكن بذكر الحجب التي يظهر بها
يأتي التحديد (وقوله) تعالى: ("ليس كمثله ، شيء" حد)، أي تحديد (أيضا له) سبحانه (إن أخذنا الكاف) الداخلة على المثل (زائدة لغير الصفة)، أي صفة المثل بأن كان التقدير ليس مثله شيء فقد اقتضى الكلام تمييزه عن كل شيء وكل شيء محدود.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )
وقد بينا كيفية اتحاد الحق مع الأشياء و عینیه في غير موضع (فترجم الحق لنا عن نبيه هود عليه السلام مقالته لقومه بشرى لنا وترجم رسول الله عن الله مقالته بشرى لنا نكمل العلم).
بهذه البشارات (في صدور "الذين أوتوا العلم" ، "وما يجحد بآياتنا") أي وما بنکر بدلائلنا (إلا القوم الكافرون فإنهم) أي الكافرين (يسترونها) أي بسترون ما جاءت به الشرائع من عند الله (وإن عرفوا بها) أي وإن عرفوا أنها حق لكنهم بسترونها (حسدا منهم ونقامة) أي بخلا (وظلما).
لأن ستر الحق بعد العلم ظلم وبخل وإياك وستر الحق والمراد من إيراد هذا الكلام في هذا المقام تعريض لأهل الحق الذين يعلمون الحق ثم يسترونه ولم يظهروه واعتذار في إظهاره أسرار الحق وتحذير للسالكين في طريق الحق .
حتى لا ينكروا أحوال الأولياء من إظهار أسرار الحق بعد العلم بحقيقتهم وتوطئة لما يذكره من الآيات الدالة على وجود الحق مع كل موجود .
(وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما يرجع إليه) أي إلى الحق يعني وما رأينا قط في آية أنزلها الله من عنده في حق نفسه وما رأينا قط في خبر عنه في حق نفسه الذي أوصله نبينا إلينا.
(إلا) و هر ملتبس (بالتحديد تنزيهة كان) ذلك المنزل أو الخبر (أو غير تنزیه) فإن التنزيه عن التحديد (أوله) أي أول التحديد العماء الذي أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن الله كان في عماء (ما فوقه هواء وما تحته هواء فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق) فكان ذلك المقام أول ما ظهر من التعينات لذلك.
قال أوله (ثم ذكر) الحق في القرآن العظيم (أنه استوى على العرش فهذا تحديد أيضا) ثم ذكر بلسان نبيه عليه السلام ينزل الحق .
(إلى سماء الدنيا فهذا تحديد ثم ذكر أنه) أي الحق (إله في السماء وأنه إله في الأرض وذكر أنه معنا اينما كنا) وقد حدد نفسه حتى أوصل تحديده في المبالغة (إلى أن أخبرنا أنه) أي الحق (عيننا ونحن محدودون به) وهو حدنا (فما وصف نفسه إلا بالحد) في قوله كنت سمعه وبصره» .
(وقوله : "ليس كمثله شئ" حد أيضا إن أخذنا الكاف زائدة لغير الصفة) أي لا تكون لإفادة إثبات المثل فحينئذ قد تميز عن المحدود .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )
قال رضي الله عنه : "فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.  وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه. أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.  ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا. ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. "
ومن هنا إلى الأبيات الشعر التي أولها: فهو الكون كله، فهو مفهوم من لفظ الشيخ غیر محتاج إلى شرح.



شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )
قال رضي الله عنه : "فترجم الحق لنا عن نبيّه هود عليه السّلام مقالته لقومه بشرى لنا وترجم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الله مقالته بشرى فكمل العلم " في صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ " . "وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الْكافِرُونَ ".
فإنّهم يسترونها وإن عرفوها حسدا ونفاسة وظلما .
 وما رأينا قطَّ من عند الله في حقّه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه تعالى إلَّا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه .
أوّله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء ، فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق ، ثم ذكر أنّه استوى على العرش ، فهذا أيضا تحديد .
ثمّ ذكر أنّه ينزل إلى سماء الدنيا ، فهذا تحديد ، ثم ذكر أنّه في السماء ، وأنّه في الأرض ، وأنّه معنا أينما كنّا إلى أن أخبرنا أنّه عيننا . ونحن محدودون ، فما وصف نفسه إلَّا بالحدّ .
وقوله : " لَيْسَ كَمِثْلِه ِ شَيْءٌ " حدّ أيضا إن أخذنا الكاف زائدة لغير الصفة"
قال العبد : يشير رضي الله عنه إلى ما يخطر لبعض المحجوبين من أنّ الحق إذا كان عين سمع أو بصر ،كان محدودا بحدّه وهو غير محدود.
فعرّف رضي الله عنه أنّ الأمر أعظم ممّا توهّم تنزيهه الوهميّ ، وأوسع وأجل عن التقيّد بالمدرك الفكري ، فإنّه الحقيقة التي من شأنها أن تكون عين الكلّ ، فلا يتقيّد بحدّ ولا يتحدّد بما ميّزه هو بتنزيهه عن أن يكون عين المحدودات .
فإنّه لو كان في معيّن بالتعيين أو معيّنا متميّزا عن غيره ، لكان كذلك ، ولكنّه ليس كذلك ، بل محيط بالكلّ قد استغرق الكلّ ، غير منحصر في الكلّ .
لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلَّا أحصاها بعينه ، فكان عينها ، ولم يتعيّن في عين على التعيين ، فلم يتحدّد بحدّ مخصوص على التخصيص والتمييز .
فلم يدركه حدّ ولم يبلغه حصر ، وإن كان محدودا بحدّ كلّ ذي حدّ ، فإنّه غير محصور في ذلك فافهم ، إن شاء الله تعالى .
ثمّ أخذ رضي الله عنه في تعديد التحديد الذي وردت به النصوص الإلهية ممّا يجب الإيمان به في الكتاب والسنّة ، وادّعى أنّه لم يرد في جميع ما ورد في القرآن وسائر الكتب المنزلة وألسنة السنّة إلَّا التحديد .
ثمّ بيّن أنّ التحديد لا يقيّده والتقييد لا يحدّده ، لعدم انحصاره في الكلّ ، ولا في الإطلاق عن الكلّ .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا ، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى لنا فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا القوم الكافرون ) .
أي المحجوبون الساترون ، فإنهم توهموا أنه تعالى إذا كان عين المحدودات كان محدودا ، ولم يعرفوا أنه إذا أحاط الكل من الأرواح والأجسام ، ولم ينحصر في واحد منهما ولا في الكل لم يكن محدودا . ( فإنهم يسترونها ) أي الآيات التي هي صفاته وتجلياته .

قال الشيخ رضي الله عنه : ( وإن عرفوها حسدا منهم ونفاسة وظلما ) كأكثر علماء أهل الكتاب فإنهم عرفوها من كتبهم ، فإنه ما جاء في جميع الكتب إلا كذلك بشهادة الذين آمنوا من علمائهم ، كعبد الله بن سلام وأحزابه .

قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما يرجع إليه تعالى إلا بالتحديد ، تنزيها كان أو غير تنزيه ، أو له العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء ، فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق ، ثم ذكر أنه استوى على العرش فهذا أيضا تحديد ، ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد ، ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا ) حيث أخبر أنه جميع قوانا وجوارحنا وهي عيننا.
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ونحن محدودون فما وصف نفسه إلا بالحد ، وقوله : " لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌ " حد أيضا إن أخذنا الكاف زائدة لغير الصفة ) أي لغير معنى المثلية يعنى لا بمعنى مثل مثله .
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )
 قال رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه ، هود ، مقالته لقومه ، بشرى لنا . وترجم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عن الله مقالته بشرى ، فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم "وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون " . )
أي ، الساترون للحق بإنكارهم عدم قبولهم ما جاءت به الشرائع من عند الله .
قال رضي الله عنه : ( فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم ونفاسة وظلما ) .
( النفاسة ) الضنة . و ( النفيس ) هو ما يضن به . أي ، لأجل الحسد والضنة والظلم الواقع في نفوسهم ، حيث أرادوا ظهور أنفسهم وإخفاء حقية الرسول والآيات المنزلة من الله ، مع أنهم عرفوا ذلك ، كعبد الله بن سلام وأضرابه من أهل الكتاب .
قال رضي الله عنه : (وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما  يرجع إليه إلا بالتحديد ، تنزيها كان أو غير تنزيه ) .
( في آية ) ، متعلق ب‍ " ما رأينا " و ( من عند الله في حقه ) بقوله : ( أنزلها ) .
فتقدير الكلام : ما رأينا في آية نازلة من عند الله في حقه ، أو خبر ، أوصله إلينا نبينا إلا وهو متلبس بالتحديد ، تنزيها كان ذلك المنزل أو تشبيها .
وهذا الكلام كأنه جواب سؤال مقدر ، كأن القائل يقول : كيف يكون الحق عين هذه الأشياء ، وهي محدودة والحق منزه عن التحديد ؟
فنقول : الآيات والأخبار التي جاءت في حق الله تعالى كلها متلبسة بالتحديد .
قال رضي الله عنه : (أوله " العماء " الذي ما فوقه هواء ولا تحته هواء . وكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق ) . أي ، أول ذلك التحديد هو المرتبة ( العمائية ) التي أشار إليها النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عند سؤال الأعرابي : ( أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق ؟ )
قال ، صلى الله عليه وسلم : " كان في عماء ما فوقه هواء ولا تحته هواء "
وإنما كان ( العماء ) أول التحديدات ، لأنه لغة عبارة عن ( الضباب ) .
وفي اصطلاح أهل الله عبارة عن أول تعين ظهر الحق بحسب اسمه الجامع الإلهي .
وكلاهما محدودان . وهذه المرتبة هي مرتبة الإنسان الكامل ، فإنه أول ما تعين .
وظهر بالصورة المحمدية ، ثم فصلها ، فخلق منها أعيان العالم علما وخارجا . وقد مر بيانه في المقدمات .
قال رضي الله عنه : ( ثم ، ذكر أنه استوى على العرش . فهذا تحديد أيضا ) . لأن ( الاستواء عليه ) ظهور الاسم الرحماني في صورة العرشية ، وهو أيضا تحديد ، لأنه يتعين فيظهر فيها .
( ثم ، ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا . فهذا تحديد ) . أي ، ذكر الحق بلسان نبيه : ( إن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ، فيقول : هل من تائب فأتوب عليه ؟
هل من مستغفر فأغفر له ؟ ) والنزول إلى المقام المعين ، تحديد .
قال رضي الله عنه : ( ثم ، ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض . كما قال : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) . وكونه في السماء وفي الأرض ، تحديد .
( وأنه معنا أينما كنا ) . أي ، وذكر أنه معنا ، كما قال : " وهو معكم أينما كنتم " .
( إلى أن أخبرنا أنه عيننا ) . أي ، حدد نفسه إلى أن جعلها عيننا ، كما قال :
( كنت سمعه وبصره . . . ) .
( ونحن محدودون ، فما وصف نفسه إلا بالحد .)
قال رضي الله عنه : (وقوله : ( ليس كمثله شئ ) . حد أيضا - إن أخذنا " الكاف " زائدة لغير الصفة ) .
أي ، لا تكون للتشبيه ليفيد : ليس مثل مثله شئ .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )
قال رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما. وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه. أوله العماء )
قال رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا) أهل الكمال (عن نبيه هود عليه السلام مقالته) تکميلا لها إذ كانت قاصرة حيث قالها لقومه القاصرين .
قال رضي الله عنه : (بشرى لنا) بأنها إذا كانت في حقهم على قصورهم فأنتم مع كمالكم أولى بذلك، (وترجم رسول الله )صلى الله عليه وسلم لغاية كماله وقيامه مقام ربه (عن الله مقالته) «كنت سمعه وبصره ويده ورجله ولسانه» .
قال رضي الله عنه : (بشرى) لكل شيء يقرب الحق منه، وإن كان منعه في التلذذ به حجبه، (فكمل العلم) بغاية قرب الحق بتوارد الأدلة (في صدور الذين أوتوا العلم) الكشف بالوهب لا الكسب، فلا يتزلزل بشبهة ("وما يجحد بآياتنا")، أي ما ثبت من الكتاب والسنة على هذا القرب ("إلا الكافرون") [العنكبوت: 47] الساترون لظواهرها بالكلية بتأويلات بعيدة وظواهرها قريبة لتأويلاتها.
قال رضي الله عنه : (فإنهم يسترونها وإن عرفوها) ببياننا أن تأويلاتها صحيحة قريبة من الظواهر، ولا حاجة إلى البعد عنها (حسدا منهم) أن يكون لنا السبق، (ونفاسة) أي: رغبة في تأييد ما سبقوا إليه.
قال رضي الله عنه : (وظلما) بإقامة التأويل البعيد الذي يأباه اللفظ من غير دليل قطعي على بطلان تأويلاتنا، بل غايته الفرار من تحديد الحق باعتبار ظهوره بالمحدودات وتلونه بألوانها، وقد شاهدوا من نور الشمس أنه غير محدود، ولا ملون في نفسه، ولا يتحدد ويتلون وراء الزجاجات المتلونة المحدودة.
ولا شك أن هذه الشبهة الواهية لا يمكن أن تتحمل تلك التأويلات البعيدة في النصوص الكثيرة بلا تعارض بينها.
وذلك أنه (ما رأينا قط) فيما وصل إلينا (من عند الله في حقه) باعتباراته وظهوراته الكثيرة سواء كان (في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله ) على لسان نبيه (إلينا).


وفيه إشارة إلى أن إظهار هذه الأسرار لأهلها غير ممنوع بل فيه متابعة النصوص کائنا تلك الآيات والأخبار .
قال رضي الله عنه : (فيما يرجع إليه باعتبار ذاته أو صفاته إلا بالتحديد)، وإن كان منزلها عنه باعتبار استقراره في مقر غيره سواء كان الوارد (تنزيها)، كقوله تعالى: "ليس كمثله شئ" [الشورى:11] على ما يأتي بيانه (أو غير تنزیه).
وفيه إشارة إلى أنه إذا لم تخل عنه آية التنزيه فغيرها أولى .
قال رضي الله عنه : (أوله) أي: أول ما يتصور في حقه من التحديد (العماء)، وهو: السحاب الرقيق والمراد حجاب الأسماء والصفات الساتر نور الأحدية .
"" أضاف المحقق قال القاشاني: العماء هو الحضرة العمائية التي عرفت بأنها هي النفس الرحماني، والتعين الثاني.
وأنها هي البرزخية الهائلة بكثرتها النسبية بين الوحدة والكثرة الحقيقتين، كما عرفت ذلك فيما مر من كونها محل تفصيل الحقائق التي كانت في المرتبة الأولى شؤونة محملة في الوحدة، فسميت بهذا الاعتبار بالعماء، وهو الغيم الرقيق.
وذلك لكون هذه الحضرة برزخا حائلا بين إضافة ما في هذه الحضرة من الحقائق إلى الحق، وإلى الخلق، كما يحول العماء الذي هو الغيم الرقيق بين الناظر وبين نور الشمس. أهـ ""

قال رضي الله عنه : ( الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد. ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا. ونحن محدودون ، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة.)

ووصفه بقوله رضي الله عنه: (الذي ما فوقه هواء، ولا تحته هواء) للإشعار بأنه ليس السحاب المتعارف، وأنه لم يكن للحق حينئذ تعلق بالعالم العلوي الروحاني، والسفلى الجسماني.
ولذلك (كان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق)، وذلك أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق؟" قال: «كان في عماء ما فوقه، وما تحته هواء ". رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
ففيه تحديد للحق أو تقييد له بالأسماء والصفات قبل التقييد في ظهوره في سائر الكائنات.
قال رضي الله عنه : (ثم ذكر أنه استوى على العرش)، قال تعالى: "الرحمن على العرش استوى" [طه: 5]، (وهذا تحديد أيضا) بظهور رحمانیته في الجسم المحيط بعد تحديده بعالم الأسماء والصفات، وهذان التحديدان كلیان.
قال رضي الله عنه : (ثم ذكر) على لسان نبيه الذي لا ينطق عن الهوى "إن هو إلا وحي يوحى" [النجم: 3 ،4] .
قال رضي الله عنه : (أنه ينزل إلى السماء الدنيا) قال صلى الله عليه وسلم : "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا ، هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه" . رواه أحمد والدارمي والطبراني في الكبير .
وهذا تحديد جزئي بظهوره في أقرب الأفلاك منا، والأفلاك هى الأسباب القريبة في عالم الكون والفساد.
فيظهر في أقربها لتقريب هذه الأمور في حق قائم الليل، وذكر تحدید آخر بظهوره في عالم الكون والفساد، وهو (أنه معنا أينما كنا) إذ قال : " وهو معكم أين ما كنتم" [الحديد: 4].
وانتهى في ذلك (إلى أن أخبرنا) على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (أنه عيننا) حيث قال صلى الله عليه وسلم مخبرا عنه سبحانه وتعالى: "كنت سمعه وبصره ويده ولسانه".
(ونحن محدودون)، وإن بلغنا من المراتب العالية ما بلغنا، فما يكون عيننا يكون محدود بالجملة فما وصف نفسه في هذه الآيات والأخبار (إلا بالحد).
فلو قيل: إنها من المشابهات؛ فلا تجري على ظواهرها، فنقول: اتفقتم على أن (قوله: "ليس کمثله شئ") [الشورى:11]  محكم وهو دال على ما ذكرنا .
إذ قوله: "ليس کمثله شئ" (حد أيضا) على كل تقدير.
لأنه (إن أخذنا الكاف زائدة) فيكون (لغير الصفة)، أي: لغير المثلية التي منشأها الاشتراك في أخص أوصاف النفس، وعبر عن النفي بلفظ الغير إشعارا بأنها لا ينبغي بحسب الظهور، بل غايتها أن يكون فيها مغايرة ما لمن منه الظهور.
وزيادة الكاف لهذا المعنى للإشعار بأنها وإن ظهرت؛ فليست بشيء في المعنى، كالحروف الزائدة، وإنما هي مشابهة للأمور الموجودة في الحس والخيال، فهو يفيد التمييز عن كل ما عدا، ويدخل فيه المحدود فيتميز عنه.
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )

قال رضي الله عنه : (فترجم الحقّ لنا عن نبيّه هود مقالته لقومه - بشرى لنا - وترجم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الله مقالته بشرى ) لأهل الخصوص منّا .
قال رضي الله عنه : ( فكمّل العلم في صدور الذين أوتوا العلم ، " وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الْكافِرُونَ ") [ 29 / 47 ]   منهم ( فإنّهم يسترونها ) بالإخفاء عن المسترشدين .
قال رضي الله عنه : ( وإن عرفوها ) وتحقّقوا بالتوحيد الذاتي ( حسدا منهم ) في أن يصل إليه غيره ( ونفاسة )
لتلك المنقبة العزيزة ( وظلما ) على الطالبين كما لا يخفى على من له أدنى تنبّه أنّ الكافر على هذا التأويل لا يمكن أن يكون كفّار أهل الكتاب كيف ذلك وقد صرف الكفر عن حقيقته الشرعيّة إلى اللغويّة ، وهو مجرّد الستر .

التنزيه في عين التشبيه
ثمّ إنّه لما بالغ في تحقيق طرف التشبيه ، إلى أنّ آل أمره إلى التحديد ، أخذ في تحقيق ذلك بما يظهر منه كمال التنزيه قائلا :
قال رضي الله عنه : ( وما رأينا قطَّ من عند الله في حقّه تعالى آية في آية أنزلها ، أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما يرجع إليه إلَّا بالتحديد ، تنزيها كان ) مؤدى ذلك الإخبار كما سيجيء بيانه في قوله تعالى : " لَيْسَ كَمِثْلِه ِ شَيْءٌ " (  أو غير تنزيه ) كما في الآيات والأخبار الدالَّة على تنزّله في المراتب.

قال رضي الله عنه : ( أوّلها العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء ) فبتبيّن الفوق والتحت منه حدّده مكانا ، وبقوله : ( فكان الحقّ فيه قبل أن يخلق الخلق ) حدّده زمانا ( ثمّ ذكر ) في مدارج تلك التنزّلات ( أنّه استوى على العرش ، فهذا أيضا تحديد ثمّ ذكر أنّه ينزل إلى السماء الدنيا ، فهذا تحديد ثمّ ذكر أنّه "في السَّماءِ " ( إِله ٌ " وَ أنّه  " في الأَرْضِ" )  إِله ٌ ) [ 43 / 84 ] .
قال رضي الله عنه : ( وأنّه معنا أينما كنّا ) وفي عبارته هذه إشارة إلى أنّ ترتيب التنزّلات الوجوديّة إلى الأرض ، ثمّ فيها ترتيب آخر على أرضها الإظهاري ، إلى أن يكون عين المظاهر ، وإليه أشار بقوله : (إلى أن أخبرنا أنّه أعيننا)  في حديث النوافل ، فهذا منتهى المراتب

 قال رضي الله عنه : ( ونحن محدودون ، فما وصف نفسه ) حيث أخبرنا بأنّه عيننا ( إلَّا بالحد ) هذا في الآيات والأخبار الدالَّة على طرف التشبيه ، وتنزّله في مراتب الظهور والإظهار .
وأمّا ما يدلّ على التنزيه منها ، فإليه أشار بقوله : ( وقوله : " لَيْسَ كَمِثْلِه ِ شَيْءٌ " [ 42 / 11 ] حدّ أيضا إن أخذنا الكاف زائدة لغير الصفة ) بمعنى المثل - كما سيجيء تحقيقه - وهو يدلّ على التحديد ، فإنّه إنّما يدلّ على أنّه ليس مثل المحدود ويمتاز عنه .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه.
أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد.
ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا.
ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة. )

قال رضي الله عنه : (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم «و ما يجحد بآياتنا إلا الكافرون» فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسدا منهم و نفاسة و ظلما. وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أو صله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيها كان أو غير تنزيه. أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء. فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق.)

قال رضي الله عنه :  (فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا) مفعول له .لقوله : ترجم
قال رضي الله عنه :  (وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ) عن الله (مقاله)، أي متانة الله التي ترجم بها عن هود عليه السلام (بشرى) أيضا تنا (فكل العلم) بهاتين الترجمتين ("في صدور الذي أوتوا العلم"  "وما يجحد بها إلا الكافرون")، أي الساترون تلك الآيات بالجحود والإنكار .
قال رضي الله عنه :  (فإنهم يسترونها)، أي تلك الآيات (وإن عرفوها حسدا منهم)، على من تظهر فيه تلك الآيات (ونفاسة)، أي ضنا و بخلا على خزائن رحمة الله وعنايته أن يعطي غيرهم ما لم يعطهم (وظلما) على تلك الآيات وعلى من أتى بها وعنى أنفسهم أيضا.
قال رضي الله عنه :  (وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها) من مقام الجمع الإلهي (إو إخبار عنه) تعالى (أوصله إلينا) من مقام الفرق النبوي (فيما يرجع إليه)، أي في بيان معنى يرجع إليه من يتصف هو به .
قال رضي الله عنه :  (إلا) متلبسا (بالتحديد) والتقييد (تنزيها كان) مما يرجع اليه (أو غير تنزيه أوله)، أي أول ما يرجع إليه من الصنات (العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء وكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق) .
""أضاف المحقق : يشير المصنف الى حديث أبي رزين العقيلي :  
قلت: "يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟
قال: هل ترون ليلة البدر القمر أو الشمس بغير سحاب؟
قالوا: نعم قال: فالله أعظم.
قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟
 قال: في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء". رواه ابن حبان في صحيحة وله شواهد وورد فى المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة  ""
 فالعماء لغة هو السحاب الرقيق الساتر لنور الشمس واصطلاحا ، التعيين الجامع لجميع التعينات على سبيل الإجمال .
قال رضي الله عنه : ( ثم ذكر أنه استوى على العرش، فهذا أيضا تحديد. ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد. ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا. ونحن محدودون، فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكف زائدة لغير الصفة.)
قال رضي الله عنه :  (ثم ذكر أنه استوى على العرش فهذا تحديد أيضا ثم ذكر أنه ينزل إلى سماء الدنيا فهذا تحديد) أيضا (ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض) كما قال تعالى، وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، فهذا تحديد أيضا .
قال رضي الله عنه :  (و) ذكر (أنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عیننا ونحن محدودون فما وصف نفسه) في الصورة المذكورة (إلا بالحد وقوله : "ليس كمثله شئ") الذي هو بالغ في التنزيه (حد أيضا إن كانت الكاف زائدة لغير الصفة) فيكون المعنى ليس مثله شيء فقد تميز عن الأشياء المحدودة .


واتساب

No comments:

Post a Comment