Sunday, July 7, 2019

السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

01 - The Wisdom Of  Divinity In The Word Of ADAM   

السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية

الفقرة الأولي :
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي : 1 - فص حكمة إلهية في كلمة آدمية
(لما شاء الحق سبحانه من حيث أسماؤه الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء أن يرى أعيانها ، و إن شئت قلت أن يرى عينه، في كون جامع يحصر الأمر كله ، لكونه متصفا بالوجود، و يظهر به سره إليه: فإن رؤية الشي ء نفسه بنفسه ما هي مثل رؤيته نفسه في أمر آخر يكون له كالمرأة، فإنه يظهر له نفسه في صورة يعطيها المحل المنظور فيه مما لم يكن يظهر له من غير وجود هذا المحل و لا تجليه له .
و قد كان الحق سبحانه أوجد العالم كله وجود شبح مسوى لا روح فيه، فكان كمرآة غير مجلوة.
و من شأن الحكم الإلهي أنه ما سوى محلا إلا و يقبل روحا إلهيا عبر عنه بالنفخ فيه، و ما هو إلا حصول الاستعداد من تلك الصورة المسواة لقبول الفيض التجلي الدائم الذي لم يزل و لا يزال.
و ما بقي إلا قابل، و القابل لا يكون إلا من فيضه الأقدس .
فالأمر كله منه، ابتداؤه و انتهاؤه، «و إليه يرجع الأمر كله»، كما ابتدأ منه.
فاقتضى الأمر جلاء مرآة العالم، فكان آدم عين جلاء تلك المرآة و روح تلك الصورة، و كانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة التي هي صورة العالم المعبر عنه في اصطلاح القوم «بالإنسان الكبير».
فكانت الملائكة له كالقوى الروحانية و الحسية التي في النشأة الإنسانية.
فكل قوة منها محجوبة بنفسها لا ترى أفضل من ذاتها، و أن فيها، فيما تزعم، الأهلية لكل منصب عال و منزلة رفيعة عند الله، لما عندها من الجمعية الإلهية مما يرجع من ذلك إلى الجناب الإلهي، و إلى جانب حقيقة الحقائق، و- في النشأة الحاملة لهذه الأوصاف- إلى ما تقتضيه الطبيعة الكلية التي حصرت قوابل العالم كله أعلاه و أسفله .
و هذا لا يعرفه عقل بطريق نظر فكري، بل هذا الفن من الإدراك لا يكون إلا عن كشف إلهي منه يعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه.
فسمي هذا المذكور إنسانا و خليفة، فأما إنسانيته فلعموم نشأته و حصره الحقائق كلها.
و هو للحق بمنزلة إنسان العين من العين الذي يكون به النظر، و هو المعبر عنه بالبصر. فلهذا سمي إنسانا فإنه به ينظر الحق إلى خلقه فيرحمهم .
فهو الإنسان الحادث الأزلي و النشء الدائم الأبدي، و الكلمة الفاصلة الجامعة ، قيام العالم بوجوده، فهو من العالم كفص الخاتم من الخاتم، و هو محل النقش و العلامة التي بها يختم بها الملك على خزانته.
و سماه خليفة من أجل هذا، لأنه تعالى الحافظ به خلقه كما يحفظ الختم الخزائن.
فما دام ختم الملك عليها لا يجسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه في حفظ الملك فلا يزال العالم محفوظا ما دام فيه هذا الإنسان الكامل.
ألا تراه إذا زال و فك من خزانة الدنيا لم يبق فيها ما اختزنه الحق فيها و خرج ما كان فيها و التحق بعضه ببعض، و انتقل الأمر إلى الآخرة فكان ختما على خزانة الآخرة ختما أبديا ؟
فظهر جميع ما في الصور الإلهية من الأسماء في هذه النشأة الإنسانية فحازت رتبة الإحاطة والجمع بهذا الوجود، وبه قامت الحجة لله تعالى على الملائكة.
فتحفظ فقد وعظك الله بغيرك، سأنظر من أين أتي على من أتي عليه .
فإن الملائكة لم تقف مع ما تعطيه نشأة هذا الخليفة، و لا وقفت مع ما تقتضيه حضرة الحق من العبادة الذاتية، فإنه ما يعرف أحد من الحق إلا ما تعطيه ذاته، و ليس للملائكة جمعية آدم، و لا وقفت مع الأسماء الإلهية التي تخصها، و سبحت الحق بها و قدسته، و ما علمت أن لله أسماء ما وصل علمها إليها، فما سبحته بها و لا قدسته تقديس آدم .
فغلب عليها ما ذكرناه، و حكم عليها هذا الحال فقالت من حيث النشأة: «أتجعل فيها من يفسد فيها»؟
و ليس إلا النزاع و هو عين ما وقع منهم.
فما قالوه في حق آدم هو عين ما هم فيه مع الحق.
فلولا أن نشأتهم تعطي ذلك ما قالوا في حق آدم ما قالوه و هم لا يشعرون. فلو عرفوا نفوسهم لعلموا، و لو علموا لعصموا. ثم لم يقفوا مع التجريح حتى زادوا في الدعوى بما هم عليه من التسبيح و التقديس.
و عند آدم من الأسماء الإلهية ما لم تكن الملائكة عليها، فما سبحت ربها بها و لا قدسته عنها تقديس آدم و تسبيحه.
فوصف الحق لنا ما جرى لنقف عنده و نتعلم الأدب مع الله تعالى فلا ندعي ما نحن متحققون به و حاوون عليه بالتقييد، فكيف أن نطلق في الدعوى فنعم بها ما ليس لنا بحال و لا نحن منه على علم فنفتضح؟
فهذا التعريف الإلهي مما أدب الحق به عباده الأدباء الأمناء الخلفاء.
ثم نرجع إلى الحكمة فنقول: اعلم أن الأمور الكلية و إن لم يكن لها وجود في عينها فهي معقولة معلومة بلا شك في الذهن، فهي باطنة- لا تزال- عن الوجود العيني .
و لها الحكم و الأثر في كل ما له وجود عيني، بل هو عينها لا غيرها أعني أعيان الموجودات العينية، و لم تزل عن كونها معقولة في نفسها.
فهي الظاهرة من حيث أعيان الموجودات كما هي الباطنة من حيث معقوليتها.
فاستناد كل موجود عيني لهذه الأمور الكلية التي لا يمكن رفعها عن العقل، و لا يمكن وجودها في العين وجودا تزول به عن أن تكون معقولة.
و سواء كان ذلك الوجود العيني مؤقتا أو غير مؤقت، نسبة المؤقت و غير المؤقت إلى هذا الأمر الكلي المعقول نسبة واحدة.
غير أن هذا الأمر الكلي يرجع إليه حكم من الموجودات العينية بحسب ما تطلبه حقائق تلك الموجودات العينية، كنسبة العلم إلى العالم، و الحياة إلى الحي. فالحياة حقيقة معقولة و العلم حقيقة معقولة متميزة عن الحياة ، كما أن الحياة متميزة عنه.
ثم نقول في الحق تعالى إن له علما و حياة فهو الحي العالم.
و نقول في الملك إن له حياة و علما فهو العالم و الحي.
و نقول في الإنسان إن له حياة و علما فهو الحي العالم.
و حقيقة العلم واحدة، و حقيقة الحياة واحدة، و نسبتها إلى العالم و الحي نسبة واحدة.
و نقول في علم الحق إنه قديم، و في علم الإنسان إنه محدث.
فانظر ما أحدثته الإضافة من الحكم في هذه الحقيقة المعقولة، و انظر إلى هذا الارتباط بين المعقولات و الموجودات العينية.
فكما حكم العلم على من قام به أن يقال فيه عالم، حكم الموصوف به على العلم أنه حادث في حق الحادث، قديم في حق القديم. فصار كل واحد محكوما به محكوما عليه.
و معلوم أن هذه الأمور الكلية و إن كانت معقولة فإنها معدومة العين موجودة الحكم، كما هي محكوم عليها إذا نسبت إلى الموجود العيني.
فتقبل الحكم في الأعيان الموجودة و لا تقبل التفصيل و لا التجزي فإن ذلك محال عليها، فإنها بذاتها في كل موصوف بها كالإنسانية في كل شخص من هذا النوع الخاص لم تتفصل و لم تتعدد بتعدد الأشخاص و لا برحت معقولة. و إذا كان الارتباط بين من له وجود عيني و بين من ليس له وجود عيني قد ثبت، و هي نسب عدمية، فارتباط الموجودات بعضها ببعض أقرب أن يعقل لأنه على كل حال بينها جامع- و هو الوجود العيني- و هناك فما ثم جامع.
و قد وجد الارتباط بعدم الجامع فبالجامع أقوى و أحق.
و لا شك أن المحدث قد ثبت حدوثه و افتقاره إلى محدث أحدثه لإمكانه لنفسه. فوجوده من غيره، فهو مرتبط به ارتباط افتقار.
و لا بد أن يكون المستند إليه واجب الوجود لذاته غنيا في وجوده بنفسه غير مفتقر، و هو الذي أعطى الوجود بذاته لهذا الحادث فانتسب إليه.
و لما اقتضاه لذاته كان واجبا به. و لما كان استناده إلى من ظهر عنه لذاته، اقتضى أن يكون على صورته فيما ينسب إليه من كل شي ء من اسم و صفة ما عدا الوجوب الذاتي فإن ذلك لا يصح في الحادث و إن كان واجب الوجود و لكن وجوبه بغيره لا بنفسه.
ثم لتعلم أنه لما كان الأمر على ما قلناه من ظهوره بصورته، أحالنا تعالى في العلم به على النظر في الحادث و ذكر أنه أرانا آياته فيه فاستدللنا بنا عليه.
فما وصفناه بوصف إلا كنا نحن ذلك الوصف إلا الوجوب الخاص الذاتي .
فلما علمناه بنا و منا نسبنا إليه كل ما نسبناه إلينا. و بذلك وردت الإخبارات الإلهية على ألسنة التراجم إلينا.
فوصف نفسه لنا بنا: فإذا شهدناه شهدنا نفوسنا، و إذا شهدنا شهد نفسه.
و لا نشك أنا كثيرون بالشخص و النوع، و أنا و إن كنا على حقيقة واحدة تجمعنا فنعلم قطعا أن ثم فارقا به تميزت الأشخاص بعضها عن بعض، و لو لا ذلك ما كانت الكثرة في الواحد.
فكذلك أيضا، و إن وصفنا بما وصف نفسه من جميع الوجوه فلا بد من فارق، و ليس إلا افتقارنا إليه في الوجود و توقف وجودنا عليه لإمكاننا و غناه عن مثل ما افتقرنا إليه.
فبهذا صح له الأزل و القدم الذي انتفت عنه الأولية التي لها افتتاح الوجود عن عدم.
فلا تنسب إليه الأولية مع كونه الأول. و لهذا قيل فيه الآخر.
فلو كانت أوليته أولية وجود التقييد لم يصح أن يكون الآخر للمقيد، لأنه لا آخر للممكن، لأن الممكنات غير متناهية فلا آخر لها.
و إنما كان آخرا لرجوع الأمر كله إليه بعد نسبة ذلك إلينا، فهو الآخر في عين أوليته، و الأول في عين آخريته .
ثم لتعلم أن الحق وصف نفسه بأنه ظاهر باطن ، فأوجد العالم عالم غيب و شهادة لندرك الباطن بغيبنا و الظاهر بشهادتنا.
و وصف نفسه بالرضا و الغضب، و أوجد العالم ذا خوف و رجاء فيخاف غضبه و يرجو رضاه.
و وصف نفسه بأنه جميل و ذو جلال فأوجدنا على هيبة و أنس.
و هكذا جميع ما ينسب إليه تعالى و يسمى به.
فعبر عن هاتين الصفتين باليدين اللتين توجهنا منه على خلق الإنسان الكامل لكونه الجامع لحقائق العالم و مفرداته.
فالعالم شهادة و الخليفة غيب، و لذا تحجب السلطان.
و وصف الحق نفسه بالحجب الظلمانية و هي الأجسام الطبيعية، و النورية و هي الأرواح اللطيفة.
فالعالم بين كثيف و لطيف، و هو عين الحجاب على نفسه، فلا يدرك الحق إدراكه نفسه .
فلا فلا يزال في حجاب لا يرفع مع علمه بأنه متميز عن موجده بافتقاره.
و لكن لا حظ له في الوجوب الذاتي الذي لوجود الحق، فلا يدركه أبدا.
فلا يزال الحق من هذه الحقيقة غير معلوم علم ذوق و شهود، لأنه لا قدم للحادث في ذلك.
فما جمع الله لآدم بين يديه إلا تشريفا.
و لهذا قال لإبليس: «ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي»؟
و ما هو إلا عين جمعه بين الصورتين: صورة العالم و صورة الحق، و هما يدا الحق.
و إبليس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعية.
و لهذا كان آدم خليفة فإن لم يكن ظاهرا بصورة من استخلفه فيما استخلفه فيه فما هو خليفة، و إن لم يكن فيه جميع ما تطلبه الرعايا التي استخلف عليها- لأن استنادها إليه فلا بد أن يقوم بجميع ما تحتاج إليه- و إلا فليس بخليفة عليهم. فما صحت الخلافة إلا للإنسان الكامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم و صوره و أنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى.
و لذلك قال فيه «كنت سمعه و بصره» ما قال كنت عينه و أذنه: ففرق بين الصورتين.
و هكذا هو في كل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقيقة ذلك الموجود.
و لكن ليس لأحد مجموع ما للخليفة، فما فاز إلا بالمجموع.
و لو لا سريان الحق في الموجودات بالصورة ما كان للعالم وجود، كما أنه لو لا تلك الحقائق المعقولة الكلية ما ظهر حكم في الموجودات العينية.
و من هذه الحقيقة كان الافتقار من العالم إلى الحق في وجوده:
فالكل مفتقر ما الكل مستغن ... هذا هو الحق قد قلناه لا نكني
فإن ذكرت غنيا لا افتقار به ... فقد علمت الذي بقولنا نعني
فالكل بالكل مربوط فليس له ... عنه انفصال خذوا ما قلته عني
فقد علمت حكمة نشأة آدم أعني صورته الظاهرة.
و قد علمت نشأة روح آدم أعني صورته الباطنة، فهو الحق الخلق.
و قد علمت نشأة رتبته و هي المجموع الذي به استحق الخلافة.
فآدم هو النفس الواحدة التي خلق منها هذا النوع الإنساني.
و هو قوله تعالى: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء».
فقوله اتقوا ربكم اجعلوا ما ظهر منكم وقاية لربكم، و اجعلوا ما بطن منكم، و هو ربكم،
وقاية لكم: فإن الأمر ذم و حمد: فكونوا وقايته في الذم و اجعلوه وقايتكم في الحمد تكونوا أدباء عالمين .
ثم إنه سبحانه و تعالى أطلعه على ما أودع فيه و جعل ذلك في قبضتيه:
القبضة الواحدة فيها العالم، و القبضة الأخرى فيها آدم و بنوه. و بين مراتبهم فيه.
قال رضي الله عنه: و لما أطلعني الله سبحانه و تعالى في سري على ما أودع في هذا الإمام الوالد الأكبر.
جعلت في هذا الكتاب منه ما حد لي لا ما وقفت عليه، فإن ذلك لا يسعه كتاب و لا العالم الموجود الآن.
فمما شهدته مما نودعه في هذا الكتاب كما حده لي رسول الله صلى الله عليه و سلم:
موضوعات فصوص الكتاب
حكمة إلهية في كلمة آدمية، و هو هذا الباب.
ثم حكمة نفثية في كلمة شيئية.
ثم حكمة سبوحية في كلمة نوحية.
ثم حكمة قدوسية في كلمة إدريسية.
ثم حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية.
ثم حكمة حقية في كلمة إسحاقية.
ثم حكمة علية في كلمة إسماعيلية.
ثم حكمة روحية في كلمة يعقوبية.
ثم حكمة نورية في كلمة يوسفية.
ثم حكمة أحدية في كلمة هودية.
ثم حكمة فاتحية في كلمة صالحية.
ثم حكمة قلبية في كلمة شعيبية.
ثم حكمة ملكية في كلمة لوطية.
ثم حكمة قدرية في كلمة عزيرية.
ثم حكمة نبوية في كلمة عيسوية.
ثم حكمة رحمانية في كلمة سليمانية.
ثم حكمة وجودية في كلمة داودية.
ثم حكمة نفسية في كلمة يونسية.
ثم حكمة غيبية في كلمة أيوبية.
ثم حكمة جلالية في كلمة يحياوية.
ثم حكمة مالكية في كلمة زكرياوية.
ثم حكمة إيناسية في كلمة إلياسية.
ثم حكمة إحسانية في كلمة لقمانية.
ثم حكمة إمامية في كلمة هارونية.
ثم حكمة علوية في كلمة موسوية.
ثم حكمة صمدية في كلمة خالدية.
ثم حكمة فردية في كلمة محمدية.
و فص كل حكمة الكلمة التي تنسب إليها. فاقتصرت على ما ذكرته من هذه الحكم في هذا الكتاب على حد ما ثبت في أم الكتاب.
فامتثلت ما رسم لي، و وقفت عند ما حد لي، و لو رمت زيادة على ذلك ما استطعت، فإن الحضرة تمنع من ذلك و الله الموفق لا رب غيره.
و من ذلك:  ).

متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم بارك علي وتممه
1. نقش فص حكمة إلهية في كلمة آدمية :
اعلم أن الأسماء الحسنى تطلب بذواتها وجود العالم .
فأوجد الله العالم جسداً مسوى .
وجعل روحه آدم عليه السلام .
وأعني بآدم وجود العالم الإنساني وعلمه بالأسماء كلها .
فإن الروح هو مدبر البدن بما فيه من القوى.
وكذلك الأسماء للإنسان الكامل بمنزلة القوى .
لهذا يقال في العالم : " إنه الإنسان الكبير " .  ولكن بوجود الإنسان فيه .
وكان الإنسان مختصراً من الحضرة الإلهية .
ولذلك خصه بالصورة فقال : " إن الله خلق آدم على صورته "
وفي رواية : " على صورة الرحمن " .
وجعل الله العين المقصودة من العالم كالنفس الناطقة من الشخص الإنساني . ولهذا تخرب الدنيا بزواله وتنتقل العمارة إلى الآخرة من أجله .
فهو عبد الله ورب بالنسبة للعالم .
ولذلك جعله خليفة وابناءه خلفاء .
ولهذا ما ادعى أحد من العالم الربوبية إلا الإنسان لما فيه من القوة .
وما أحكم أحد من العالم مقام العبودية في نفسها إلا الإنسان .
فعبد الحجارة والجمادات التي هي أنزل الموجودات .
فلا أعز من الإنسان بربوبيته . ولا أذل منه بعبوديته .
فإن فهمت فقد أبنت لك عن المقصود بالإنسان فانظر إلى عزته بالأسماء الحسنى وطلبها إياه تعرف عزته .
ومن ظهوره بها تعرف ذلته . فافهم .
ومن هنا تعلم أنه نسخة من الصورتين : الحق والعالم .
الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :
1 -  فك ختم الفص الادمى
1 - واما اختصاص هذه الكلمة الادمية بحضرة الالوهية ، فذلك بسبب الاشتراك من احدية الجمع ، فكما ان الحضرة  الالوهية المعبر عنها بالاسم الله تشتمل على خصائص الأسماء كلها وأحكامها التفصيلية ونسبها المتفرعة عنها اولا والمنتهية الحكم إليها آخرا .
ولا واسطة بينهما وبين الذات من الأسماء - كما هو الامر في شأن غيرها من بيان غير الأسماء بالنسبة إليها اعنى بالنسبة الى الحضرة الإلهية - كذلك الإنسان .
فإنه من حيث حقيقته ومرتبته لا واسطة بينه وبين الحق ، لكون حقيقته عبارة عن البرزخية الجامعة بين احكام الوجوب واحكام الإمكان ، فله الاحاطة بالطرفين .
2 - ولهذا الاعتبار قال رحمه الله فيه : انه الإنسان الحادث الأزلي والنشأة الدائم الأبدي ، فله الاولية والتقدم على الموجودات من هذا الوجه .
3 - واما سر آخريته فمن حيث انتهاء الاحكام والآثار اليه واجتماعها ظاهرا وباطنا فيه ، كانبثاثها  اولا منه وذلك انه لما كان حكم شأن الحق الجامع للشئون كلها وأحكامها دوريا وكان حكم ذلك الشأن ولوازمه من امهات الشئون ايضا كذلك وهي المعبر عنها بمفاتيح الغيب .
ظهر سر الدور في احوال الموجودات وأحكامها وذواتها ، فالعقول والنفوس من حيث حكمها بالأجسام وعلمها ، كافلاك المعنوية ، ولما كانت الأفلاك ناتجة عنها وظاهرة منها ، ظهرت هذا الوصف الاحاطى والدورة صورة ومعنى .
4 - ولما كانت العقول والنفوس متفاوتة المراتب من حضرة الحق بسبب كثرة الوسائط وقلتها وقلة احكام الكثرة في ذواتها وكثرتها ، تفاوتت الأفلاك في الحكم والاحاطة ، فاقربها نسبة الى اشرف العقول أكثرها احاطة وأقلها كثرة والامر بالعكس فيما نزل عن درجة الأقرب - كما ترى لما أشرنا اليه.
5 - ولما كان الامر كذلك في عرصة العقل المنور والشهود المحقق ، اقتضى الامر والسنة الإلهية ان يكون وصول الأمداد الى الموجودات وعود الحكم في الجناب الإلهي المشار اليه في الاخبارات الإلهية والتنبيهات النبوية والمشهود كشفا وتحقيقا ، وصولا وعودا دوريا .
6 - فالمدد الإلهي يتعين من مطلق الفيض الذاتي بالبرزخية المشار إليها ويصل الى الحضرة العقل الأول المكنى عنه بالقلم ثم باللوح ثم العرش ثم الكرسي ثم باقى الأفلاك - فلكا بعد فلك - ثم يسرى في العناصر ثم المولدات وينتهى الى الإنسان منصبغا بجميع خواص كل ما مر عليه .
7 - فان كان الإنسان المنتهى اليه ذلك ممن سلك وعرج واتحد بالنفوس والعقول وتجاوزها بالمناسبة الاصلية الذاتية حتى اتحد ببرزخيته التي هي مرتبة الاصلية ، فان المدد الواصل اليه بعد انتهائه في الكثرة الى اقصى درجات الكثرة وصورتها ، يتصل باحديتها ، اعنى احدية تلك الكثرة الى تلك البرزخية التي من جملة نعوتها الوحدانية التالية الاحدية فيتم الدائرة بالانتهاء الى المقام الذي منه تعين الفيض الواصل الى العقل.
8 - وهذا سر من لم يعرفه ولم يشهده لم يعرف حقيقة قوله تعالى : " وإِلَيْه يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه " 123 سورة هود.
9 - ومن هذا شأنه فهو الذي قيل فيه من حيث صورته العنصرية الاخرية الجامعة : انه خلق في احسن تقويم ، ومن حيث حقيقته : ان اجره غير ممنون ، ومن لم يكن كذلك فهو المنتهى الى اسفل السافلين ، لبعده بكثرته عن أصله الذي هو المقام الوحدانى الإلهي الاولى ، لأنه نزل من اعلى الرتب وهي البرزخية المذكورة الى اقصى درجات الكثرة والانفعال ووقف عندها .
بخلاف الكمل الذين تمت لهم الدائرة ، لأنهم وان انحدروا ، فهم مرتفعون في انحدارهم ، كما قال بعض التراجمة في مدح نبينا صلى الله عليه وسلم :
تخيرك الله من ادم    ..... فما زلت منحدرا ترتقى  
10 - والواقفون في اسفل السافلين ليسوا كذلك ، فإنهم لم يتجاوزوا نصف الدائرة فاعلم ذلك ، فهذا سر اختصاص آدم بالحضرة الإلهية وسبب أوليته من حيث المعنى وآخريته من حيث الصورة وجمعه بين الحقيقة الوحدانية التي هي محتد احكام الوجوب وبين الكثرة التي هي محتد احكام الإمكان ، وانتهاء الامر آخرا الى الوحدانية من حيث انه : ما جاوز الحد انعكس الى الضد .
11 - فتدبر ما سمعت فإنه من لباب المعرفة الإلهية والانسانية ، فإنك ان عرفت ما ذكرنا لك ، عرفت مراتب الأسماء وتفاوت درجاتها وتفاوت درجات الموجودات من حيثها .
وعرفت سر قوله تعالى " وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّها " 31 سورة البقرة .
وان سر الخلافة الجمع بين الوحدة والكثرة ، لكن على الوجه المذكور وعرفت سر الأمداد والاستمداد ، وعرفت سر ظهور المعلولات بصور عللها .
وعرفت سر قوله صلى الله عليه وسلم : ان الله خلق آدم على صورته ، وان تفاوت المدرك في الظهور والحكم لتفاوت الاستعدادات  القابلة ، وعرفت غير ذلك مما يطول ذكره فتدبر ترشد ان شاء الله تعالى.
سر تسمية الأنبياء بالكلمات
12 - واما سر تسمية الأنبياء بالكلمات وكذلك تسمية الحق سبحانه الأرواح بهذا الاسم - بل الموجودات - فموقوف على معرفة كيفية الإيجاد والمادة التي منها وبها وفيها وقع الإيجاد ، وهذا من اعظم العلوم واغمضها وأشرفها وبيانه يحتاج الى فصل بسيط ليس هذا موضعه ، على انه قد ذكرت أصوله في تفسير الفاتحة وفي كتاب النفحات ، وسأذكر هاهنا على سبيل التنبيه ما يحتمل هذا الالماع .
13 -  فأقول : قد كنى الحق سبحانه في الكتب المنزلة عن التأثير الايجادى بالقول ، وهو قوله تعالى : إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه . . .40 سورة  النحل .
14 - فاعلم ان فعل الحق ان كان بذاته بمعنى ان الفعل يليه لما يتوسط بين ذاته وبين المفعول الا نسب معقولة يتميز بتعينها الإطلاق الذاتي عما تعينت به ، كان اسم ذلك الفعل كلاما والظاهر به كلمة ، وان توسط بين الفاعل الحق وبين ما يوجد ، آلة وجودية او صورة مظهرية بعينها ويستدعيها مرتبة المفعول التي هي محل ايقاع الفعل ومنزل نفوذ الاقتدار كان قولا ، لان التأثير الإلهي في
كل مؤثر فيه انما يصدر ويتعين بحسب مرتبة المفعول ، وكذلك الالة والمظهر الذي هو صورة الحيثية التي من جهتها صدر ذلك الموجود .
الحروف الاصلية الإلهية
15 - وإذا عرفت هذا فاعلم ان الحروف الاصلية الإلهية عبارة عن تعقلات الحق الأشياء من حيث كينونتها في وحدانيته ، ونظير ذلك التصور النفساني الإنسان قبل تعينات صورها بعلمه في ذهنه ، وهي تصورات مفردة خالية عن التركيب المعنوي والذهني والحسي ، وهي المفاتيح الأول المعبر عنها بمفاتيح الغيب ، وهي الأسماء الذاتية وامهات الشئون الاصلية التي الماهيات هي من لوازمها ، ونتائج التعقل تعريفاتها.
حضرة الارتسام
16 - والتعقل الثاني تعقل الماهيات في عرصة العلم الذاتي من حيث الامتياز النسبي وهو حضرة الارتسام الذي يشير اليه أكابر المحققين والمتألهين من الحكماء بان الأشياء مرتسمة في نفس الحق .
والفرق بين الحكيم والمحقق في هذه المسألة هو ان الارتسام عند المحقق وصف العلم من حيث امتيازه النسبي عن الذات ، ليس هو وصف الذات من حيث هي ولا من حيث ان علمها عينها .
فتعقل الماهية من حيث افرازها عن لوازمها في حضرة العلم هي حرف غيبى معنوى ، وتعقلها مع لوازمها قبل انبساط الوجود المفاض عليها وعلى لوازمها ، هي كلمة غيبية معنوية .
وباعتبار تعقل تقدم اتصال الوجود بها قبل لوازمها يكون حرفا وجوديا ، وباعتبار انبساط الوجود عليها وعلى لوازمها الكلية تكون كلمة وجودية .
17 - وكما ان تركيب الكلمات في النسخة الانسانية ينشأ من حرفين و ينتهى الى خمسة متصلة ومنفصلة كذلك الامر هناك .
فنظير درجات التركيب هنا الأصول الخمسة المذكورة في ما بعد ، وللنفس الرحمانى السراية في هذه الأصول الخمس وامهات مخارج الحروف الانسانية ايضا خمسة ، وهي :
باطن القلب  - ثم الصدر - ثم الحلق  - ثم الحنك - ثم الشفتان
وهي نظائر مراتب الأصول ، وباقى المخارج يتعين بين كل اثنين من هذه الأمهات . فافهم
العقل الأول
18 ثم أقول : فابسط الموجودات الذي هو العقل الأول له ضرب واحد من التركيب لا غير وهو ان له ماهية متصفة بالوجود ، فله من احكام الكثرة الامكانية حكم واحد ، وهو انه في نفسه ممكن ، وهو من حيث ما عدا هذا الاعتبار الواحد واجب بسيط ، وكذا شأن بقية العقول من هذا الوجه ، لكن بسبب توسط العقل بينها وبين ذات الحق تزداد حكما واحكاما توجب تعقل كثرة ما في مرتبتها ، لكن ليست كثرة وجودية تفضي بان يحكم عليها بالتركيب .
19 - واما النفوس الفلكية : ففي ثالث مرتبة الوجود الواحد ثم يتنازل الامر في التركيب الى خمس مراتب ، فالذي يلي النفوس الأجسام البسيطة ، ثم المرتبة الخامسة الأجسام المركبة ، فهذا هي الأصول المشار إليها من قبل .
20 - وقد روعي هذا الترتيب الايجادى هذا في كل كلام الهى ينزل : فحرف ثم كلمة ثم آية ثم سورة ، والكتاب جامعها .
21 - واما الكتب ، فهي من حيث الأمهات ايضا أربعة كالاجناس :
التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وجامعها القرآن.
22 - ولما كانت الحيازة للإنسان لجمعيته احكام الوجوب الكلية والاحكام الامكانية سمى كتابا ، وتفاوت حيطة الكتب وما تضمنه يشهد ويوضح سر تفاوت الأمم المنزلة هي عليها ، وسر الرسول المبلغ ما انزل إليهم .
فاعلم ذلك تعرف سر تسمية الأنبياء بالكلمات ، وكذلك سر تسمية الأرواح والموجودات بها ولهذا الأصل فروع كلية :
منها : ما ذكرته في التفسير .
ومنها : ما ذكرته في مفتاح غيب الجمع وتفصيله .
ومنها : ما ذكرته في النفحات فمن أراد الاحاطة بأكثر اصول هذا العلم فليجمع الى هذا الأصل ما تقدم ذكره يستشرف على علوم غزيرة غامضة شريفة جدا .
والله المرشد والهادي .



كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية وفى كتاب فصوص الحكم :
قبل ان نبدأ فى السفر في هذه الأسفار وجب التعرف على الحقائق التي عليها أهل الكشف العارفين بالله فنحن الأن على شاطئ بحر الإحسان والإبحار فى مقام الإحسان من الرسالة المحمدية الخاتمة وقف على ساحله ، المرسلين والأنبياء وتابعيهم بإحسان فيمن كانوا قبلنا.
و مقام الإحسان شرطه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن "فنيت فى الله بالكلية" تراه فإنه يراك "بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله ...".
فإعلم أن الإحسان ليس هو الإيمان ولكنه يحتويه وكذلك الإحسان ليس هو الإسلام ولكنه يحتويه.
فالإسلام يكفيه شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله و الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا.
فينجو من النار ويدخل الجنة . والإحسان ليس كذلك لأنه العلم بالله من الله تعالى والنظر به والسمع به والتكلم به السعي به والبطش به "الحديث". والتعليم المباشر من الله تعالى كما علم الخضر عليه السلام فتؤتي رحمة وعلما وحكمة وترى ما لا يراه الناظرون
الإسلام ليس هو الإيمان "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (15) الحجرات.
والإيمان ليس هو الإحسان يتولاك الله بالتربية فيه  "فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا " (48) الطور ،  "وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)" طه
فالإحسان مقام التحقيق و التمكين والتمليك بحقائق ومعارف قول الله تعالى : "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) سورة الشورى".

1 - عن الخلق 
تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن ملامح ( الخلق ) عند الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي:
أبرز ملامح الخلق عند حكيم مرسيه نلخصها في النقاط التالية :
1. إن الخلق ليس من العدم ، بل من وجود علمي إلى وجود عيني ، فـ ( الله خالق ) في فكر الشيخ ابن العربي  تعني أن الله يظهر أو يخرج الأعيان الثابتة إلى الوجود الظاهر المحسوس الخارجي ، وهذا لله وحده فليس في طاقة مخلوق أن تتعلق إرادته باظهار الأعيان الثابتة .
2. إن الخلق لم يحدث في زمن معين بل هو دائم مع الأنفاس ، فالحق لا يزال دائما أبدا خالقا والعالم لا يزال دائما أبدا فانيا .
3. إن فعل الخلق لا يستدعي اثنينية الخالق والمخلوق ، ومن هنا استبدل الشيخ الشيخ ابن العربي بلفظ ( خلق ) عبارات وتمثيلات حاول ان يشرح فيها تلك العلاقة بين وجهي الحقيقة الواحدة ، فنراه أحيانا يلجأ إلى النور والظلال ، إلى الصور والمرايا ، إلى الظاهر والمظاهر .
كل ذلك ليسكب تلك الأثنينية المشهودة في الحس والمتوهمة في وحدة إيمانية أو شهودية كشفية .
فالخلق هو : تجلي الحق في صور العالم ، فهو الظاهر في كل مظهر .
"فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) سورة البقرة ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) سورة القصص "

4. نظر الشيخ الشيخ ابن العربي إلى لفظ الخلق من وجوه أربعة :
أ. الخلق = خلق إيجاد : وهو تعلق الإرادة بإظهار عين المراد إظهاره .
ب. الخلق = خلق تقدير : وهو تعيين الوقت لإظهار عين الممكن .
ج. الخلق = فعل الخلق .
د. الخلق = اسم ، بمعنى المخلوق ، وهو أحد وجهي الحقيقة الواحدة : حق خلق ، وهو يمثل كل صفات الانفعال والتأثر والفقر والمعلولية في مقابل كل صفات الفعل والتأثر والغنى والعلية ( حق ) كما أن كل مخلوق له بعد واحد هو بعد الخلق أي المخلوق ما عدا الإنسان فإنه يتميز ببعدين : خلق وحق فهو خلق حق .

يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي عن حقيقة إخراج الخلق:
" الله لم يخرجنا من العدم المحض المطلق ، بل من وجود لم ندركه إلى وجود أدركناه .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم الخَلق الجديد عند الشيخ ابن العربي :
" إن تصور الشيخ الأكبر للعالم ، تصور حي حركي يضاهي التصورات العلمية الحديثة بعد استكشاف الذرة وحركتها الدائمة ، فالعالم يفنى ويخلق في كل لحظة خلقا أزليا أبديا . "بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ" (15) سورة ق


 يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي عن حقيقة إخراج الخلق:
" الله لم يخرجنا من العدم المحض المطلق ، بل من وجود لم ندركه إلى وجود أدركناه .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم الخَلق الجديد عند الشيخ ابن العربي :
" إن تصور الشيخ الأكبر للعالم ، تصور حي حركي يضاهي التصورات العلمية الحديثة بعد استكشاف الذرة وحركتها الدائمة ، فالعالم يفنى ويخلق في كل لحظة خلقا أزليا أبديا . "بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ" (15) سورة ق

أما المقدمات التي ألزمت الشيخ ابن العربي بهذه النتيجة فهي :أولا : أن لكل ظهور في العالم أصلا إلهيا .
والأصل الإلهي القائل : كل يوم هو في شأن " يستدعي التغير والتبدل والتحول المستمر في صور الكائنات .
كما أن الأصل الإلهي الثاني : الوسع الإلهي ، يقتضي أن لا يتكرر تجل أصلا ، فكل تحول يحدث نتيجة الأصل الأول يؤدي إلى ( مثل ) نتيجة الأصل الثاني .
وثمة أصل ثالث إلهي يقول : إن الله خالق على الدوام ، وهذا يستدعي مضافا إلى الأصلين السابقين : دوام ، تحول صور الكائنات إلى أمثالها .
ثانيا : أما من ناحية الممكنات فقد ساعدت صفاتها الخاصة على تحقق الأصول الثلاثة المتقدمة وتتلخص هذه الصفات بـ:
أ. إن الممكنات والأعيان الثابتة لا تزال في العدم ما شمت رائحة الوجود ، ودوام ظهورها في الحس يقتضي دوام إيجادها في كل لحظة ؛ لأنها فانية معدومة دائما.
ب. إن الممكنات لها الافتقار الذاتي ، فلو استمرت زمنين لاتصفت بالغنى عن الخالق ، وذلك ينافي التفرقة التي شدد عليها الشيخ ابن العربي بين الصفات الذاتية للحق وللخلق ، فالخلق له دوام الافتقار إلى الإيجاد والظهور .
ثالثا : إن التفرقة بين الحق والخلق هي تفرقة اعتبارية محضة ، فالوجود واحد هو الحق الذي يتجلى في كل لحظة فيما لا يحصى عدده من الصور .
إذن : إن الخلق في تغير دائم مستمر أو هو على الدوام في خلق جديد ، بمعنى أن التجلي الإلهي الدائم لم يزل ولا يزال ، ظاهرا في كل آن في صور الكائنات ، وهذا الظهور مع كثرته ودوامه لا يتكرر أبدا ، فالمخلوقات في كل لحظة تفنى أي تذهب صورتها لتظهر مثليتها في اللحظة التالية ، ويجب ألا نقول بوجود فاصل أو انفصال زمني ، بل زمان ذهاب الصورة هو عين زمان وجودها الجديد ، وهذا الخلق الجديد يلتبس على غالبية المخلوقات فيظنون المثل الظاهر في اللحظة الثانية هو عين الأول ، ولا يخلص من هذا اللبس إلا أهل الكشف .

يقول الشيخ عبد القادر الجزائري في الفرق بين الخلق التقديري والخلق الإيجادي:
" ثم بعد ما أوجد الله تعالى الأرواح العالية إيجادا عينيا شهاديا .
عين الله تعالى مرتبة الطبيعة .
ثم عين بعدها مرتبة الهباء ، وهو المسمى بالهيولى في اصطلاح الحكماء .
ثم عين تعالى بعدها مرتبة الجسم الكل .
ثم عين الشكل الكل .
وهذه الأربعة يطلق عليها اسم : الخلق التقديري ، لا الخلق الإيجادي .
فإنها غير موجودة في أعيانها ، وإنما هي أمور كلية معقولة كالأسماء الإلهية ، ومعنى قولنا في هذه الأربعة أنه تعين كذا ثم كذا : أنه تعالى لو أوجدها في العيان لكانت هذه مراتبها مرتبة كما ذكرناها .

يقول الباحث محمد غازي عرابي :
" تنازعوا في الخلق :   فقالوا : من عدم . وقالوا : من وجود أولي هيولي .
وقال العارفون المحققون : الأمر أيسر من هذا وذاك ، فكما تعطي الشجرة ثمرها كذلك ينتج الخلق عن الله . فالفصل غير وارد ما دامت الثمار على الشجرة .
و أقول :
قال تعالى : وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) الأنعام
قال تعالى : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) سورة طه
قال تعالى : وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) سورة الفرقان

وقالوا : الخلق فعل إلهي في ديمومة ، فكأنما ذاته تقتضي أن تبرأ وتظهر بلا إيجاد من عدم ولا إيجاد من وجود ، بل تتشكل من مادة تكون هيولي ، ثم تتكون ، ثم تعود هيولي في حلقة ليس لها بداية ولا نهاية "كالدائرة" . هكذا تحقيق الأمر عند الشيخ ابن العربي ...
فالله  يدبر الأمر في دوائر فلا عدم مطلق ولا فناء مطلق ولا خلق ولا إخراج ، إذ في كل هذا فصل دون وصل  . ووصل دون فصل .
إذ ليس في الدائرة ثمة فصل ولا وصل وإن كانت كل نقطة في الدائرة قائمة بذاتها مكتملة المعالم والأركان.

يقول الشيخ الحسين بن منصور الحلاج في أصول خلق الخلق:
" خلق الله تعالى الخلق فاعتد لها على أربعة أصول :
1 - الربع الأعلى إلهية .
2 - والربع الآخر آثار الربوبية .
3 - والربع الآخر النورية بين فيها التدبير والمشيئة والعلم والمعرفة والفهم والفطنة والفراسة والإدراك والتمييز ولغات الكلام.
4 - والربع الآخر الحركة والسكون .

يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي في أنواع الخلق:
" يقول الله : " أفمن يخلق كمن لا يخلق " ، فخلق الناس التقدير ، وهذا الخلق الآخر الإيجاد .

ويقول الشيخ نجم الدين الكبرى في أنواع الخلق:" ستة أنواع من المخلوقات وهي : الأرواح والأشباح والنفوس والقلوب والأسرار وسر الأسرار .
فلا مخلوق إلا وهو داخل في جملتها .

ويقول الشيخ حسين الحصني في أنواع الخلق:
" الخلق خلقان : خلق تقدير وخلق إيجاد ، والأمر جبروت بينهما برزخ لا يبغيان"

ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري في أنواع الخلق:
" قال تعالى : " الله خالق كل شيء " ، الخلق خلقان:
خلق تقدير منفك ، عن الإيجاد ، وهو المشار إليه بقوله : " وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا " ، أي : قدرتك في العدم ، ولم تك شيئا مقدرا ثابتا في مرتبة الثبوت ، العارية عن الوجود ...
والخلق الثاني مقرون بإيجاد خارجي ، وهو المشار إليه بقوله : " ما غرك بربك الكريم . الذي خلقك فسواك فعدلك " .

يقول الشيخ نجم الدين الكبرى عن أطوار الخلق:
" الله تعالى خلق الخلق أطوارا :
فخلق طورا منها للقرب والمحبة : وهم أهل الله وخاصته إظهارا للحسن والجمال وكانوا به يسمعون كلامه وبه يبصرون جماله وبه يعرفون كماله .
وخلق طورا منها للجنة ونعيمها ، إظهارا للطف والرحمة ، فجعل لهم قلوبا يفقهون بها دلائل التوحيد والمعرفة وأعينا يبصرون بها آيات الحق .
وخلق طورا منها للنار وجحيمها : وهم أهل النار ، إظهارا للقهر والعزة ، أولئك كالأنعام لا يحبون الله ولا يطلبونه بل هم أضل ، لأنه لم يكن للإنعام استعداد الطلب والمعرفة ، وأنهم كانوا مستعدين للمعرفة والطلب ، فأبطلوا الاستعداد الفطري للمعرفة الطلب : بالركون إلى شهوات الدنيا ، وزينتها ، واتباع الهوى ، فباعوا الآخرة بالأولى ، والدين بالدنيا ، وتركوا طلب المولى ، فصاروا أضل من الأنعام لإفساد الاستعداد ، أولئك هم الغافلون عن الله .

يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني في أقسام الخلق:
" الخلق كلهم قسمان أما أهل نظر واستدلال وأما أهل كشف وعيان ".

ويقول الشيخ عبد الغني النابلسي في أقسام الخلق:
" الخلق جميعا على قسمين : موجود ومعدوم .
والمعدوم على قسمين : معدوم وجد ثم انعدم ، ومعدوم لم يوجد بعد .
والمعدوم الذي وجد ثم انعدم على قسمين : 
معدوم حضر وقت وجوده.ومعدوم لم يحضر وقت وجوده ، بل هو سابق عليه بأزمان طويلة ، فيعتقد في المعدوم الذي وجد ثم انعدم ولم يحضر وقت وجوده .

والمعدوم الذي لم يوجد بعد : إن مفعول هذين القسمين غيب عنه ، غير محكوم عنده بشيء من أحوالهما إلا ما أخبره به الصادق في القرآن أو حديث ، من إيمان أو كفر ، أو طاعة أو معصية ، أو ضلال أو هداية ، ونحو ذلك كأحوال الأمم الماضين في إيمانهم وتكذيبهم بالمرسلين.
وكأحوال ما سيحدث في الدنيا من أمور الخلق عند خروج الدجال ودابة الأرض.
وأما القسم الموجود من الخلق ، فعلى قسمين مكلفين ، وغير مكلفين .

يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي عن أجناس الخلق:
" الخلق ... على ثلاثة أجناس :
جنس من الخلق مآلهم إلى أثر الفعل الإلهي : وهو النور ، ومنه الحور والقصور والفرح والسرور ...
وجنس منهم مآلهم إلى الفعل الإلهي ، ومنه معرفة صفات الله تعالى والعلم بالموصوف والمذكور .
وجنس منهم مآلهم إلى الفاعل المختار ، فهم أهل الله وأهل بيته وآله ، فهم أهل النظر إلى وجهه الكريم .
وأهل النظر : أهل السعة الإلهية ، وأهل روح الله وبركاته ، وأهل تحياته وسلامه .

يقول الشيخ نجم الدين الكبرى " إن الله تعالى خلق الخلق على ثلاثة أصناف :
صنف منها الملك الروحاني العلوي اللطيف النوراني ، وجعل غذاءهم من جنس الذكر ، وخلقهم للعبادة .
وصنف منها الحيوان الجسماني السفلي الكثيف الظلماني ، وجعل غذاءهم من جنسهم الطعام ، وخلقهم للعبرة والخدمة .
وصنف منها الإنسان المركب من الملكي الروحاني والحيواني الجسماني ، وجعل غذاءهم من جنسهم لروحانيهم الذكر ولجسمانيهم الطعام ، وخلقهم للعبادة والمعرفة .
فمنهم : ظالم لنفسه ، وهو الذي غلبت حيوانيته على روحانيته ، فبالغ في غذاء جسمانيته وقصر في غذاء روحانيته حتى مات روحه واستولت حيوانيته " أولئك كالأنعام بل هم أضل " ..
ومنهم : مقتصد ، وهو الذي تساوت روحانيته وحيوانيته ، فغذى كل واحدة منهما غذاءها " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ".
ومنهم : سابق بالخيرات ، وهو الذي غلبت روحانيته على حيوانيته ، فبالغ في غذاء روحانيته ، وهو الذكر وقصر في غذاء حيوانيته ، وهو الطعام حتى ماتت نفسه واستوت قوى روحه : " أولئك هم خير البرية " .

يقول الشيخ أبو بكر الكلاباذي في خلق أفعال العباد:
" أجمعوا على أن الله تعالى ، خالق لأفعال العباد كلها ، كما أنه خالق لأعيانهم ، وأن كل ما يفعلونه من خير أو شر فبقضاء الله وقدره ، وإرادته ومشيئته ، ولولا ذلك لم يكونوا عبيدا ولا مربوبين ولا مخلوقين ، وقال جل وعز : " قل الله خالق كل شيء " ...
فلما كانت أفعالهم أشياء ، وجب أن يكون الله خالقها ، ولو كانت أفعال غير مخلوقة لكان الله جل وعز خالق بعض الأشياء دون جميعها ."

يقول الشيخ أبو العباس التجاني :" ما خلق الله لنفسه إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والباقي من الوجود كله مخلوق لأجله معلل بوجوده .
لولا أنه خلق سيدنا محمد ما خلق شيئا من العوالم ، فبان لك أن الوجود كله مخلوق لأجله .

يقول الشيخ عبد القادر الجزائري في أن المخلوق مرآة الخالق:" يقال في العلم الإلهي : المخلوق مرآة الخالق - تعالى - يرى فيها أسماءه ، أو قل : يرى ذاته متعينة ببعض أسمائه . والخالق تعالى النور الوجود مرآة المخلوق ، يرى المخلوق صورته في مرآة الوجود النور- تعالى - فإنه كالمرآة لظهور صورة المخلوق به.


يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي في حكمة خلق الخلق:" خلق الله الخلق ليكمل مراتب الوجود ، وليكمل المعرفة في الوجود أي ليكمل وجود تقاسيم المعرفة ، فخلق الخلق ليعرفوه ... فبقي من مراتب المعرفة أن يعرفه الكون فتكمل المعرفة ، فأوجد الخلق وأمرهم بالعلم به ، وكذلك الوجود ينقسم إلى قديم ومحدث ، فلو لم يخلق الكون ما كملت مراتب الوجود .

يقول الشيخ أبو بكر الواسطي في حكمة خلق الدنيا:
" الله تعالى خلق الدنيا إظهارا لقدرته .

يقول الشيخ ابن عطاء الأدمي في حكمة خلق العرش:" خلق تعالى العرش إظهارا لقدرته لا مكانا لذاته .

يقول الغوث الأعظم عبد القادر الجيلاني في تأويل قوله تعالى : "ثم أنشأناه خلقا آخر ":
" الخلق الأول مشترك . وهذا الخلق مفرد .
يفرده عن إخوانه وأبناء جنسه من بني آدم يغير معناه الأول ويبدله ، يصير عاليه سافله ، يصير ربانيا روحانيا يضيق قلبه عن رؤية الخلق ، وينسد باب سره عن الخلق ، يصور له الدنيا والآخرة والجنة والنار وجميع المخلوقات والأكوان شيئا واحدا ، ثم يسلم ذلك الشيء إلى يد سره فيبتلعه ولا يتبين فيه : يظهر فيه القدرة كما أظهرها في عصا موسى عليه السلام ."

يقول الإمام القشيري :
" وإنما يمتاز العوام عن البهائم بسوية الخَلق ، ويمتاز الخواص عن العوام بسوية الخُلق ."

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :وما الخلق في التمثال إلا كثلجة    ..... وما الثلج في تحقيقنا غير مائه
ولكن يذوب الثلج يرفع حكمه ......     تجمعت الأضداد في واحد إليها
وأنت بها الماء الذي هو تابع ......     وغير أن في حكم دعته الشرائع
ويوضع حكم الماء والأمر واقع  ..... وفيه تلاشت وهو عنهن ساطع

يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي :" حق الخلق : هي عبوديته ، فنحن عبيد وإن ظهرنا بنعوته ، وهو ربنا وإن ظهر بنعوتنا .

يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي في الفرق بين عالم الخلق وعالم الأمر:
" عالم الأمر ما وجد عن الله لا عند سبب حادث ، وعالم الخلق ما أوجده الله عند سبب حادث ، فالغيب فيه مستور" .

يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي عن الخُلق الإلهي :" لكل جزء من الأرض روحانية علوية تنظر إليه ، ولتلك الروحانية حقيقة إلهية تمدها ، وتلك الحقيقة هي المسماة : خُلقا إلهيا".


مصطلح : الإنسان الكبير - الإنسان الصغير

أطلق الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي اسم الإنسان الكبير على العالم ، وفي نفس الوقت أطلق لفظ العالم الصغير على الإنسان محققا بذلك ثنائية لفظية نهج عليها الصوفية مع بعض الاختلافات ، فيقول :
1- " أن العالم بأسره إنسان كبير وروحه الإنسان الكامل من نوع الإنسان الصغير الذي هو رابطة الاستمداد والإمداد  .
2- " الإنسان عالم صغير ، والعالم إنسان كبير  .
3- " الإنسان وإن صغر جرمه عن جرم العالم فإنه يجمع جميع حقائق العالم الكبير ، ولهذا يسمي العقلاء العالم إنسانا كبيرا ، ولم يبق في الإمكان معنى إلا وقد ظهر في العالم فقد ظهر في مختصره " .


يقول الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي :الإنسان الكبير من ظهر بمختلفات التقدير"  .


يقول الشيخ ابن قضيب البان عن الإنسان الكبير :: " الإنسان الكبير : هو ثمرة من عرش الشجرة الكونية ، وهو الوجه الذي به عرفت الصورة الوجودية ، وبه خص شهود معرفتها  .


تقول الدكتورة سعاد الحكيم مصطلح الإنسان الكبير عند الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي:" بماذا أغنى ابن العربي الطائي الحاتمي مفهوم هذا المصطلح الإنسان الكبير ؟
وهل فرق بين حدي التشبيه ، أي بين الإنسان الصغير والإنسان الكبير ، أم تركهما على مطابقتهما السابقة في الفلسفات التي تقدمت عصره ؟ " .
وتقول : " إن العالم أو الإنسان الكبير عند الحاتمي ، حصر في كونه جميع حقائق الخلق والإمكان ، فكان أحد وجهي الحقيقة الكبرى ( وجه الخلق في مقابل وجه الحق ) .
ولكن لا تكتمل للعالم هذه الجمعية إذا أخرجنا الإنسان من جملته ، فبه تكتمل صورة العالم . أما إذا استثنينا منه الإنسان كان كالجسد دون روح ، إذن فقد الجمعية والصورة .
إن الإنسان جزء من صورة العالم بينما العالم ليس جزءا من صورة الإنسان فالإنسان وحده عالم بذاته ، والعالم ليس عالما بذاته من دون الإنسان . يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" فإنه ( الإنسان ) مجموع العالم من حيث حقائقه ، فهو عالم مستقل وما عداه فإنه جزء من العالم ... فالإنسان روح العالم والعالم الجسد ، فبالمجموع يكون العالم كله هو الإنسان الكبير والإنسان فيه   .


يقول في خصائص الإنسان الكبير الشيخ عبد الحميد التبريزي :الإنسان الكبير : هو العالم ، بدنه : الأفلاك ، العناصر : أخلاط بدنه ، النفس الكلية : نفسه ، العقل الكلي : عقله ، حقيقة الحقائق : روحه ، سره وخفاه : الحق تعالى  .

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي في ذكر بعض خصائص الإنسان الكبير:" بالروح والجسم يتم الإنسان الكبير ومثله الإنسان الصغير ، وكما أن الروح لا تفتر عن الخواطر ليلا ونهارا فكذلك روح الإنسان الكبير لا تفتر عن نفخ الأرواح المظلمة والمنورة ، كما أن الجسم لا يخلو من عمل حسن أو قبيح ، فكذلك جسم الإنسان الكبير لا يخلو من تصوير الأجسام الحسنة والقبيحة  .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي عن الإنسان الكل :
الإنسان الكل : على الحقيقة هو القرآن العزيز"  .


يقول الشيخ عبد الحميد التبريزي عن الإنسان الكلي:
" الإنسان الكلي : هو العالم مثل الإنسان الجزئي بعينه "  .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي عن الإنسان المفرد :الإنسان المفرد هو العبد الكامل الذي يمشي في منازل الأسماء الإلهية ، وهي تسعة وتسعون ، التاسع والتسعين منها هي الوسيلة ، وليست إلا لمحمد ، والثمانية والتسعون لنا كالثمانية والعشرين من المنازل للقمر .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي عن رأس الأسماء :" رأس الأسماء الذي استوجب منه جميع الأسماء : إنما هو الإنسان الكبير ، وهو الكامل  .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم : " المطول البسيط : عند ابن العربي هو اسم آخر للعالم : الإنسان الكبير ، في مقابل الإنسان المختصر  .

ويقول كمال الدين القاشاني عن العالم  :
" العالم : هو ظل الثاني ، وليس إلا وجود الحق الظاهر بصور الممكنات كلها ، فلظهوره بتعيناتها سمى باسم السوى والغير ، باعتبار إضافته إلى الممكنات إذ لا وجود للممكن إلا بمجرد هذه النسبة وإلا فالوجود عين الحق . والممكنات ثابتة على عدميتها في علم الحق وهي شؤونها الذاتية ، فالعالم صورة الحق والحق هوية العالم وروحه .
وهذه التعينات في الوجود الواحد أحكام إسمه الظاهر الذي هو مجلى لاسمه الباطن.
ويقول : " العوالم : يعنون به عالم الجبروت وعالم الملكوت وعالم الشهادة".

يقول الشريف الجرجاني :" العالم : عبارة عن كل ما سوى الله من الموجودات ، لأنه يعلم به الله من حيث أسمائه وصفاته"  .

بقول الشيخ أحمد السرهندي العالم :"هو مرايا للكمالات الصفاتية ، ومجالي للظهورات الأسمائية ، وهذا المظهر ليس عين الظاهر ، اذ الظل ليس نفس الأصل.
ويقول : " العالم : هو عبارة عن العدمات التي انعكست عليها أسماء الواجب وصفاته في موطن العلم ، ووجدت تلك العدمات مع تلك العكوس في الخارج بإيجاد الحق سبحانه بوجود ظلي.

تقول الدكتورة سعاد الحكيم " العالم عند ابن العربي : هو الإنسان الكبير  .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :" النفس الكلي : هو النور الإلهي المنطبع فيه الموجودات"  .

يقول الشيخ عبد الحميد التبريزي :" النفس الكلية : وهي جوهرة روحانية بسيطة قابلة للصور والفضائل من العقل الفعال على الترتيب والنظام "  .
ويقول : " النفس الكلية : هي نفس الإنسان الكبير الذي بدنه جسم الكل ، فهي نور بسيط مجرد تطلع من شمس عالم الملكوت التي هي العقل الكلي على عالم الشهادة كلها عاليها وسافلها كليها وجزئيها ، ونسبتها إلى جميع الأفراد بالسوية ويتعين بالصورة الجسمية ، ويصير بها جسم كليا ، فالجسم لباسها وصورتها  .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن ميزان العالم : " ميزان العالم عند ابن العربي هو الانسان ، وذلك للمثلية .
فالعالم هو الانسان الكبير والإنسان : هو العالم الصغير .
ولهذه المثلية كان الإنسان ميزان العالم ، كما كان يحفظ العالم بوجوده من الاندراج في العدم  .


مصطلح الإنسان : الإنسان
الإنسان في اللغة : 1. كائن بشري . 2. من يتميز بسمو خلقه  .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي عن الإنسان :
الإنسان : هو سر الأعيان  .
الإنسان : هو الفاتحة التي هي الكتاب الجامع  .
ويقول : " الإنسان : هو مجموع ما عند الله  .
ويقول : " الإنسان : كتاب جامع لجميع الكتب الإلهية والكونية  .
ويقول : " الإنسان ( بالحقيقة ) : هي النفس العاقلة ، وهي جوهر واحد في جميع الناس .
يقول : " الإنسان : مخلوق في أحسن تقويم ، مردود إلى أسفل سافلين ، يعلم المجهول ويجهل المعلوم ، له التكوين والتمكين ، إن رقي فإلى الغاية ، وإن هبط فإلى النهاية .
وهو المبدأ به في العد والتعيين ، الوجود منه أخذ ؛ والكل عنه وارد  فالمطلوب أنت لو كشف لك عنك ، والسر فيك لو برز لك منك .
الحجاب أنت لو أزلته ، والنور ظاهر فيك لو شهدته . ما برز عنك إلا بما بطن فيك ، ولا بطن فيك إلا بما ظهر عنك .
نورك سابق لظلمتك ، وتوحيدك مركوز في أصل فطرتك ، مقيد أنت بتركيب صورتك ، مطلق ببسط روحانيتك . الجمال يحييك ويثبتك ، والجلال يعفيك ويمحقك .

يقول الشيخ فريد الدين العطار :
" الإنسان : هو صورة الله ، ليس ماء وطينا ولكنه سر قدسي  .

يقول الشيخ نجم الدين الكبرى :" الإنسان : هو مركب من عالمي الأمر والخلق . فله روح نوراني من عالم الأمر وهو الملكوت الأعلى ، وله نفس ظلمانية سفلية من عالم الخلق ، ولكل واحدة منهما ميل إلى عالمهما فقصد الروح إلى جوار رب العالمين وقربه ، وقصد النفس إلى اسفل السافلين وغاية البعد عن الحق  .


يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي عن الإنسان :" الإنسان : نسخة  الحق عز وجل كاملة .
ويقول : " الإنسان ... هو من له جسد وهو صورته ، وروح وهو معناه ، وسر وهو الروح ، ووجه وهو المعبر عنه : بروح القدس ، وبالسر الإلهي ، والوجود الساري  ."

 يقول الشيخ علي الخواص الإنسان :هو مجموع العقل والنفس والروح وفيه انطوى العالم الأكبر  .

يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :" الإنسان : هو اسم الله الأعظم  .
ويقول : " الإنسان : ظل الله  .

يقول الشيخ ابن قضيب البان :
" الإنسان : هو نقطة الفلك لمدار الوجود .
الإنسان : هو ثمرة شجرة الكون المبنية ، ونواتها المغروسة في الأرض البيضاء.

يقول الشيخ محمد بهاء الدين البيطار :" الإنسان :حقيقة واحدة ظهرت بحكمين مختلفين واسمين متقابلين ، فبهذا الاعتبار كان المؤمن مرآة أخيه فإن ظهر الحق فالخلق باطنه ، وإن بدا الخلق فالحق باطنه ، ولولا هذا الاختلاف الحكمي لانطمس اسم الحق واسم الخلق في عين الذات ، فلأجل هذه الحكمة لا يشهد في مرآة الذات إلا الأسماء ، ولا يشهد في مرآة الأسماء إلا الذات فنحن الإنسان الأسماء وهو الذات  .
ويقول : " الإنسان : هو حقيقة واحدة هي الظاهرة في صور مراتب الوجود "..

 يقول الشيخ أحمد بن عجيبة :
الإنسان : هو الناشئ في العالم المتوسط بين ملكه وهو بشريته ، وملكوته وهو روحانيته أو بين ملكه وهو عالم الأشباح وملكوته وهو عالم الأرواح ، فهو من ملك وملكوت  .
ويقول : " الإنسان : هو المجموع من الجسد والروح ، فهو بنفسه عالم متوسط أي مركب من ملك وملكوت  إنما يكون نسخة من العالم أو كونا صغيرا ما لم تغلب روحانيته على بشريته ومعناه على حسه ونوره على ظلمته ، وأما إن غلبت روحانيته ومعناه على حسه فقد صار ملكوتيا جبروتيا ، قد استولى على الكون بأسره ، وصار هو العالم الأكبر والكون نسخة منه  .


يقول الشيخ عبد القادر الجزائري :
" الإنسان : هو حضرة الجمع والوجود ، فليس لحضرة الجمع والوجود صورة إلا الصورة الإنسانية ، لأنها بسطت فيه ولم تنقبض عنه . إذ لا مرتبة أنزل من هذه المرتبة ، فهو غاية تنزلها ، والحق غاية عروجها . فكان الإنسان صورة حضرة الجمع والوجود فرجعت إليه حقائق الموجودات بأسرها ، رجوع الفرع إلى الأصل ... ولذلك صار مظهرا لجميع الحقائق ؛ لأن حضرة الجمع والوجود متصور بصورة كل حقيقة من حقائق الموجودات وهي الإنسان . ومن ثم كان الإنسان وجودا مطلقا لسريان حكمه في أقسام الوجود ظاهرا بظاهر ، وباطنا بباطن ، علويا بعلوي وسفليا بسفلي . ومن ثم استحق الخلافة ووجب أن يسجد له من استخلف عليهم  .


تقول الدكتورة سعاد الحكيم ( الإنسان ) في اصطلاح الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
أولا : الإنسان من جهة إطلاق اللفظ
ترى الدكتورة أن المراد بلفظة ( الإنسان ) عند الشيخ الأكبر هي المرتبة الإنسانية وهي واحدة لا غير ، تتحقق بشكلها الكامل في ( الإنسان الكامل ) ، والذي يعتبر عند الشيخ الأكبر هو الإنسان فقط ، وما عداه يطلق عليه اسم إنسان لتشابهه مع ( الإنسان الكامل ) في أمرين :

1. التشابه في الشكل
كل فرد من أفراد الجنس البشري يسمى إنسانا ، سواء تحقق بالمرتبة الإنسانية أو لم يتحقق ، ولكن تعميم التسمية بهذا الشكل غير جائز عند الشيخ ؛ لأن منطلق هذا التعميم هو الشبه الصوري بين أفراد الجنس البشري ليس إلا .
فالإنسان الكامل والإنسان الحيوان يطلق عليهما نظرا للتشابه في الشكل لفظ ( إنسان ) .

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" تقول في زيد إنه إنسان ، وفي عمرو إنه إنسان ، وإن كان زيد قد ظهرت فيه الحقائق الإلهية وما ظهرت في عمرو ، فعمرو على الحقيقة حيوان في شكل إنسان.

2. التشابه في صفة:
يطلق ابن العربي الطائي الحاتمي لفظ الإنسان على ثلاث مراتب وجودية مختلفة نتيجة لتشابهها بصفة معينة وهذه المراتب هي :
أ . مرتبة الإنسانية أو ( الإنسان الكامل ) .
ب . مرتبة العالم أو الإنسان الكبير .
ج . مرتبة القرآن أو الإنسان الكلي .
يقول ابن العربي الطائي الحاتمي : " ما في الوجود إلا ثلاث أناسي :
الإنسان الأول الكل الأقدم ، والإنسان العالم ، والإنسان الآدمي  .


ثانيا : الإنسان من جهة المضمون
الآن وبعد أن بحثنا كلمة ( إنسان ) من جهة اللفظ ، ننتقل إلى المضمون وسبب التسمية ، نبدأ أولا باستبعاد التعريف الارسطي للإنسان بأنه ( حيوان ناطق ) وبيان أنه لا يتفق مع ما يستنبط شهود أهل الكشف في القرآن والحديث .


يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" فالكل ( الجماد والنبات والحيوان ) عند أهل الكشف حيوان ناطق بل حي ناطق ، غير أن هذا المزاج الخاص يسمى إنسانا لا غير بالصورة ووقع التفاضل بين الخلائق بالمزاج ...
قال تعالى :" وإن من شيء إلا يسبح بحمده " وشيء نكرة ، ولا يسبح إلا حي عاقل عالم بمسبحه ، وقد ورد : " أن المؤذن يشهد له مدى صوته من رطب ويابس "  .
يتضح من النص أن النطق ليس صفة خاصة بالإنسان ، بل الكل حتى الجماد هو ناطق عند أهل الكشف ، ويقدم أبن عربي دليلين من القرآن والسنة .
إذن ، التعريف الارسطي لا يتفق وشهود أهل الكشف ، فلننظر ماذا يقدمون ؟

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" فأراد ( الهو ) أن يرى نفسه رؤية كمالية تكون لها ويزول في حقه حكم ( الهو ) فنظر في ( الأعيان الثابتة ) فلم ير عينا يعطي النظر إليها هذه الرتبة
( الأنانة ) إلا عين الإنسان الكامل ، فقدرها عليه وقابلها له ، فوافقت إلا حقيقة واحدة نقصت عنه ، وهي وجودها لنفسها ، فأوجدها لنفسها ، فتطابقت الصورتان من جميع الوجوه .
وقد كان قدر تلك العين على كل ما أوجده قبل وجود الإنسان من عقل ونفس وهباء وجسم وفلك وعنصر ومولد ، فلم يعط شيء منها رتبة كمالية إلا الوجود الإنساني ، وسماه إنسانا : لأنه أنس الرتبة الكمالية ، فوقع بما رآه الأنس له ، فسماه إنسانا  .
ويقول : " إن معنى الإنسانية هو : الخلافة عن الله ، وأن الخلافة عن الله مرتبة
تشمل : الولاية ، والنبوة ، والرسالة ، والإمامة ، والأمر والملك . فالكمال الإنساني بكمال هذه المراتب ، وهو مركوز في الإنسان بالقوة منذ آدم إلى آخر مولود ...  .

نخلص من النصين السابقين إلى :
1. أن حقيقة الإنسان مرآة رأى فيها ( الهو ) نفسه ، وظهر بتلك الرؤية ، وإمكانية تلك الرؤية نتجت عن حقائق أتاحت للإنسان المضاهاة ، فهو وحده اختصر في كونه الحقائق الإلهية فكان مرآة أنست الرتبة الكمالية لكمال حقيقتها الجامعة لجميع الحقائق الإلهية والكونية ، ولذلك سميت تلك الحقيقة إنسانا .

2. الإنسانية مرتبة الخلافة عن الله ، وكل من استخلفه الله حاز المرتبة والاسم ، فالخليفة يظهر بصفات من استخلفه ، لذلك ليس كل فرد من أفراد البشر خليفة ، وبالتالي ليس إنسانا حاز مرتبة الإنسانية ، بل بقي حيوانا ، فهو إنسان حيوان ، وليس إنسان خليفة  .


يقول الشيخ داود القيصري في ذكر مقامات الإنسان :
" للإنسان ثلاث مقامات كلية : مقام منها يشتمل على حجب كثيرة ظلمانية ونورانية يجب رفعها ليصل الطالب إلى الحقيقة التي هي معه أزلا وأبدا ، ما انفكت عنه ولكنه احتجب وبعد عنها بالاشتغال إلى غيرها وتلك المقامات هي : مقام النفس ، مقام القلب ، مقام الروح لا غير .
وما قيل : أن بين العبد والرب ألف مقام فلا بد أن يقطعها السالك كلها ، فهذه تفاريع هذه المقامات الثلاثة  .".

.
العودة إلى الفهرس


واتساب

No comments:

Post a Comment