Saturday, July 27, 2019

 مقدمة الشارح الشيخ عبد الرحمن أحمد الجامي .كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن الجامي

مقدمة الشارح الشيخ عبد الرحمن أحمد الجامي .كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن الجامي

 مقدمة الشارح الشيخ عبد الرحمن أحمد الجامي .كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن الجامي

كتاب الشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي نقد النصوص فى شرح نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي

الحمد لله الذي جعل صفائح قلوب ذوي الهمم قابلة لنقش فصوص الحكم.
والصلاة على المظهر الأتم لإسمه الأعظم محمد وآله الهادين إلى الطريق الأقوم.
إيضاحات مهمة :
""الاسم الأعظم : يعني به كل من الأسماء الذاتية الأولية المسمی مجموعها بمفاتيح الغيب.
ويطلق الاسم الأعظم ويراد به اسمه "الله" تعالى لكونه هو الاسم الجامع الجميع الأسماء الإلهية""
""المظهر الأتم أو المظهر الجامع : هو الإنسان الكامل الحقيقي، سمي بذلك لكون شهود الحق تعالی الكامل الأسماء إنما يكون في هذا الإنسان الكامل الحقيقي الجامع لجميع المظاهر .""
""الأقوم: الأعدل. والطريق الأقوم هو : الدين الكامل الجامع لمقامات الإسلام والإيمان والإحسان ، الملك والملكوت والجبروت، تجليات الأفعال و تجليات الأسماء والصفات وتجليات الذات .""
حقيقة الحق سبحانه وتعالى ليست غير الوجود البحت من حيث هو وجود.
وإن أردت زيادة توضيح لما صورناه من المراتب الثلاث في الموجودية ، فاستوضح الحال فيما نورده في هذا المثال.
وهو أن مراتب المضيء في كونه مضيئا ثلاث أيضا:
الأول المضيء بالغير، أي الذي استفاد ضوءا من غيره، كوجه الأرض، الذي استضاء بمقابلة الشمس. فههنا مضيء وضوء يغايره وشيء ثالث أفاده الضوء
والثاني المضيء بالذات بضوء هو غيره، أي الذي يقتضي ذاته ضوءا بحيث يمتنع تخلفه عنه ، كجرم الشمس إذا فرض اقتضاؤه لضوئه كذلك ، فهذا المضيء له ذات و ضوء يغایر ذاته.
والثالث المضيء بالذات بضوء هو عينه، كضوء الشمس؛ فإنه مضيء بذاته ، الا بضوء زائد على ذاته .
فهذا أعلى وأقوى ما يتصور في كون الشيء مضيئا.
فإن قيل، كيف يوصف الضوء بأنه مضيء مع أن معنى المضيء كما يتبادر إلى الأفهام ما قام به الضوء؟
قلنا، ذلك المعنى هو الذي يتعارفة العامة، وقد وضع له لفظ «المضيء» في اللغة ؛ وليس كلامنا فيه.
فإنا إذا قلنا، الضوء مضيء بذاته ، لم نرد أنه قام به ضوء آخر، فصار مضيئة بذلك الضوء.
بل أردنا به أن ما كان حاصلا لكل واحد من المضيء بالغير والمضيء بضوء هو غيره - أعني الظهور على الأبصار بسبب الضوء - فهو حاصل للضوء في نفسه بحسب ذاته، لا بأمر زائد على ذاته .
بل الظهور في الضوء أقوى وأكمل ؛ فإنه ظاهر بذاته ظهورا تاما لا خفاء فيه أصلا ومظهر لغيره على حسب قابليته للظهور،
وإذا انكشف لك حال هذه المراتب في الأمور المحسوسة، فقس عليها حالها في الأمور المعنوية المعقولة.
وصل "ماهيته سبحانه"
قال بعض أهل النظر، «أما البرهان الموضح تحقیق كون وجوده سبحانه عین ماهيته وأن ليست له حقيقة وراء الوجود، فهو أنه لو كان له وجود وماهية ، لكان مبدأ الكل اثنين ، وكل اثنين محتاج إلى واحد هو مبدأ الاثنين .
والمحتاج إلى مبدأ لا يكون مبدأ للكل."
"فإن قيل، الماهية موصوفة، والوجود صفة، والموصوف متقدم على الصفة القائمة به، فالمبدأ الأول واحد، وهو الماهية ؛ قيل، الماهية على تقدير تقدمها على الوجود لا تكون موجودة، فإذن يكون مبدأ الموجودات غير موجود - وهذا محال» .
"فإن قيد بالإطلاق يشترط فيه أن يتعقل بمعنى أنه وصف سلبي، لا بمعنى أنه إطلاق ضده التقييد . بل هو إطلاق عن الوحدة والكثرة المعلومتين وعن الحصر أيضا في الإطلاق والتقيد وفي الجمع بين ذلك أو التنزه عنه - فيصح في حقه كل ذلك حال تنزهه عن الجميع."


وصل "الوجود"
وهو، أي الوجود، أظهر من كل شيء تحققا وافية - حتى قيل، إنية بديهي - وأخفى من جميع الأشياء حقيقة.
وليس عبارة عن الكون والحصول والتحقق إذا أريد بها المعاني المصدرية، لأنها مفهومات عقلية اعتبارية، لا تحقق لها إلا في الذهن.

وصل "الهوية الذاتية "
الهوية الذاتية مطلقة بالإطلاق الحقيقي، وهي تقتضي بحقيقتها أن لا تعلم ولا تحاط .
وحقيقة العلم الإحاطة بالمعلوم وكشفه على سبيل التمييز عن غيره : فحقيقة العلم لا تتعلق بها، إذ حقيقة الذات تقتضي أن لا تعلم، والشيء إذا اقتضی أمرة لذاته ، فإنه لا يزال عليه ما دامت ذاته .
وليس في قوة الحقيقة العلمية أن تحيط بما يقتضي عدم الإحاطة به لذاته ، لأن العلم سواء أضيف إلى الحق أو إلى الخلق لا تخرجه الإضافة عن حقيقته ، إذ الحقائق لا تتبدل .
والعلم على كل حال نسبة من نسب الذات، متميزة عن غيرها، فلا تحيط بالذات الغير المحاطة ؛ وإلا لزم قلب الحقائق، وخرجت الذوات عن مقتضياتها الذاتية . وذلك بين البطلان.
فإن قيل، العلم الذاتي عين الذات، فلا يكون من هذا الوجه غيرها، فلا تمتنع على العلم الذاتي الإحاطة بالذات ؛ قلنا، فعلى هذا لا يكون الإحاطة للنسبة العلمية من حيث هي كذلك .
بل، يكون الإحاطة للذات. ومرادنا قصور النسبة العلمية في حقيقتها - من كونها نسبة من النسب الإلهية - عن الإحاطة بكنه الذات المطلقة تعالت وتقدست .
فعلى كل تقدير الإحاطة بالذات المطلقة محال، فلا تعلم أصلا».
هكذا قال الشيخ مؤيد الدين الجندي في شرحه لفصوص الحكم.
وفي كتاب الفكوك : «إن تعلق علم الحق بذاته على نحوين: فإن للحق تعينا في عرصة تعقله نفسه ، ولهذا التعين الإطلاق بالنسبة إلى تعين كل شيء في علم كل عالم؛ بل، وبالنسبة إلى تعين الحق في تعقل كل متعقل.
ويتعلق علمه تعالی أيضا بذاته على نحو آخر، وهو معرفته بذاته من حيث إطلاقها وعدم انحصارها في تعينها في نفسها . وهذه المعرفة هي معرفة كلية جملية».
وقال بعضهم، «من ذهب من المحققين إلى أن حقيقة الحق مجهولة، فإنما يعني بذلك أن الحق من حيث الإطلاق المشار إليه لا يتعين في تعقل ولا يتجلى في مرتبة ولا ينضبط بمدرك». .
وفي كتاب مفتاح الغيب "في التصوف للشيخ صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي"  : «إن الجهل بهذه الذات عبارة عن عدم معرفتها مجردة عن المظاهر والمراتب والتعينات لاستحالة ذلك، فإنه من هذه الحيثية لا نسبة بين الله سبحانه وبين شيء أصلا.
وأيضا فيه :"ويتعذر معرفة هذه الذات أيضا من حيث عدم العلم بما انطوت عليه من الأمور الكامنة في غيب كنهها التي لا يمكن تعينها وظهورها دفعة، بل بالتدريج».

وصل "حقيقة الحق"
"ولما كان الحق سبحانه من حيث حقیقته في حجاب عزته لا نسبة بينه وبين ما سواه، كان الخوض فيه من هذا الوجه والتشوف إلى طلبه تضييعا للوقت وطلبا لما لا يمكن تحصيله، ولا الظفر به إلا بوجه إجمالي؛ وهو أن وراء ما تعين أمر به ظهر العلمية من حيث هي كذلك .
بل، يكون الإحاطة للذات ومرادنا قصور النسبة العلمية في حقيقتها من كونها نسبة من النسب الإلهية عن الإحاطة بكنه الذات المطلقة تعالت وتقدست .
فعلى كل تقدير الإحاطة بالذات المطلقة محال، فلا تعلم أصلا".
هكذا قال الشيخ مؤيد الدين الجندي في شرحه لفصوص الحكم.
وفي كتاب الفكوك : "إن تعلق علم الحق بذاته على نحوين:
فإن للحق تعينا في عرصة تعقله نفسه ، ولهذا التعين الإطلاق بالنسبة إلى تعيين كل شيء في علم كل عالم؛ بل، وبالنسبة إلى تعين الحق في تعقل كل متعقل.
ويتعلق علمه تعالی أيضا بذاته على نحو آخر، وهو معرفته بذاته من حيث إطلاقها وعدم انحصارها في تعيينها في نفسها . وهذه المعرفة هي معرفة كلية إجمالية».
وقال بعضهم، "من ذهب من المحققين إلى أن حقيقة الحق مجهولة، فإنما يعني بذلك أن الحق من حيث الإطلاق المشار إليه لا يتعين في تعقل ولا يتجلى في مرتبة ولا ينضبط بمدرك".
وفي كتاب مفتاح الغيب "في التصوف للشيخ صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي"  : "إن الجهل بهذه الذات عبارة عن عدم معرفتها مجردة عن المظاهر والمراتب والتعينات لاستحالة ذلك، فإنه من هذه الحيثية لا نسبة بين الله سبحانه وبين شيء أصلا".
وأيضا فيه :"ويتعذر معرفة هذه الذات أيضا من حيث عدم العلم بما انطوت عليه من الأمور الكامنة في غيب كنهها التي لا يمكن تعينها وظهورها دفعة، بل بالتدريج".

وصل "تضيع الوقت فى البحث عن حقيقة الحق"
ولما كان الحق سبحانه من حيث حقیقته في حجاب عزته لا نسبة بينه وبين ما سواه، كان الخوض فيه من هذا الوجه والتشوف إلى طلبه تضييعا للوقت وطلبا لما لا يمكن تحصيله، ولا الظفر به إلا بوجه إجمالي؛ وهو أن وراء ما تعين أمر به ظهر كل متعین .
لذلك قال سبحانه بلسان الرحمة والإرشاد : " ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد" [آل عمران: 30].
فمن رأفته أن اختار راحتهم وحذرهم عن السعي في طلب ما لا يحصل و لكن لهذا الوجود الحق من حيث مرتبته عروض وظهور في نسب علمه التي هي الممكنات. وتتبع ذلك العروض أحكام وتفاصيل وآثار بها يتعلق المعرفة التفصيلية وفيها ومنها يقع الكلام.
وأما ما وراء ذلك، فلا لسان له، ولا خطاب يفضله ؛ بل، الإعراب عنه يزيده إعجاما ، والإفصاح إبهام .

وصل "عين الوجود الحق المطلق"
ما في الوجود إلا عين واحدة هي وحقيقته، وهو الموجود المشهود، لا غير.
ولكن هذه الحقيقة الواحدة والعين الأحدية لها مراتب ظهور لا تتناهي أبدأ في التعين والتشخيص.
ولكن كليات هذه المراتب منحصرة في ست :
اثنتان منها منسوبتان إلى الحق سبحانه.
وثلاث منسوبة إلى الكون.
وسادستها هي الجامعة بينها.
وذلك لأن هذه المراتب لما كانت مظاهر ومجالي، فلا تخلو إما أن تكون مجلي ومظهرة يظهر فيه ما يظهر للحق سبحانه وحده، لا للأشياء الكونية.
أو تكون مظهرا يظهر فيه ما يظهر للحق وللأشياء الكونية أيضا.
فالأول يسمى "مرتبة الغيب"، الغيبة كل شيء كوني فيها عن نفسه وعن مثله .
فلا ظهور لشيء فيها إلا للحق تعالی .
وانتفاء الظهور للأشياء يكون بأحد وجهين :
أحدهما بانتفاء أعيانها بالكلية . حيث كان الله، ولا شيء معه - فينتفي الظهور لها علما و وجدانا لانتفاء أعيانها بالكلية .
وذلك المجلى هو التعين الأول والمرتبة الأولى من الغيب.
والوجه الثاني بانتفاء صفة الظهور للأشياء عن أعيان الأشياء مع تحققها وتميزها وثبوتها في العلم الأزلي وظهورها للعالم بها .
لا لأنفسها وأمثالها - كما هو الأمر في الصور الثابتة في أذهاننا.
وهذا المجلى والمظهر هو التعين الثاني وعالم المعاني والمرتبة الثانية .
ويعمهما اسم «الغيب» لما ذكرنا.
وأما ما يكون مجلي يظهر فيه ما يظهر للأشياء الكونية أيضا علما ووجدانا ، فهو ثلاثة أقسام :
1- فإنه إما أن يكون مظهرا ومجلي يظهر فيه ما يظهر للأشياء الكونية الموجودة البسيطة في ذاتها، فذلك يسمى «مرتبة الأرواح» .
2 - أو مظهرا و مجلي يظهر فيه ما يظهر للأشياء الموجودة المركبة، فتلك الأشياء الموجودة المركبة إما أن تكون لطيفة - بحيث لا تقبل التجزئة والتبعيض و الخرق و الالتيام - فمجلاها ومحل ظهورها ومحل الظهور لها يسمى "مرتبة المثال".
3 - وإما أن تكون الموجودات المركبة كثيفة بالنسبة إلى تلك اللطائف - أو على الحقيقة بحيث تقبل التجزئة والتبعيض والخرق والالتيام - فمجلاها و محل صفة ظهور ما يظهر لها فيه يسمى "مرتبة الحس" و"عالم الشهادة" و"عالم الأجسام".
والإنسان الحقيقي الكامل جامع للجميع. وقد انحصرت أقسام المراتب الكلية بعون الله تعالی .


وصل "التعيينات العارضة للوجود "

قال بعضهم، التعيينات العارضة للوجود إن كانت في مرتبة لا تفيد نسبة الوجود إليها بأن لا تفيد التعدد الوجودي، بل التعدد العقلي فقط.
يسمى ذلك التعين بـ «شيئية الثبوت»، وتلك المرتبة حضرة المعاني والأسماء والحقائق، وهي المسماة بـ «عالم الجبروت» عند الإمام الغزالي رحمه الله .
وإن كانت في مرتبة تفيد التعدد الوجودي الإضافي، يسمى بـ «شيئية الوجود» .
فإن لم تبلغ إلى حد تدركها القوة الجسمانية من الخيال والحس - بل إنما يدركها العقل بآثارها.
كالقوى السبع الجسمانية المودعة في البدن - تسمى تلك المرتبة "حضرة "الأرواح النورية والملكية من العقول والنفوس".
وهي حضرة الملكوت الأعلى والأسفل؛ وعند الشيخ الكبير"الشيخ الأكبر" رضي الله عنه ، "عالم الجبروت عالم النفوس".
وإلا، فإن بلغت إلى حد يدركها الخيال المطلق، فهي حضرة المثال المطلق، البرزخ الجامع بين الطرفين.
وإن بلغت إلى حد يدركها الخيال المقيد بالحيوان، فهي حضرة المثال المقيد.
وإن بلغت إلى حد من شأنه أن يدركها الحس، فهي حضرة الحس والشهادة والملك.
فهذه المراتب الكلية الخمس تسمى «الحضرات الخمس».
ولكونها مرتبة التعيينات الكلية التي لا تعين فوقها تسمى «الأسماء الذاتية» و«المفاتيح الأول» .
كذا ذكره الشيخ رضي الله عنه في شرح الحديث .
.

واتساب

No comments:

Post a Comment