Monday, March 16, 2020

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر)
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإنّما فعلت به أمّه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا وهي تنظر إليه .مع الوحي الّذي ألهمها اللّه تعالى به من حيث لا تشعر . فوجدت في نفسها أنّها ترضعه .  فإذا خافت عليه ألقته في اليمّ فإنّ في المثل « عين لا ترى قلب لا يفجع » فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر ، وغلب على ظنّها أنّ اللّه ربّما ردّه إليها لحسن ظنّها به ، فعاشت بهذا الظّن في نفسها ، والرّجاء يقابل الخوف واليأس ، وقالت حين ألهمت لذلك لعلّ هذا هو الرّسول الّذي يهلك فرعون والقبط على يديه . فعاشت وسرّت بهذا التّوهم والظّنّ بالنّظر إليها ؛ وهو علم في نفس الأمر . )

 (وإنما فعلت به) أي بموسى عليه السلام (أمه ذلك) بأن ألقته في التابوت فألقته في اليم (خوفا) عليه (من يد الغاصب) له الذي هو (فرعون أن يذبحه صبرا) ، أي على وجه الصبر منه عليه السلام وهي ، أي أمه (تنظر إليه) ، أي على موسى عليه السلام ولا يمكنها الدفع عنه (مع الوحي) الإلهامي (الذي ألهمها اللّه تعالى به من حيث لا تشعر) ، أي أم موسى بأنه وحي إلهامي (فوجدت) ، أي أم موسى عليه السلام (في نفسها أنها ترضعه) ، أي موسى عليه السلام

قال رضي الله عنه :   (فإذا خافت عليه السلام ) من عدوّه فرعون (ألقته في اليم) ، أي البحر ليذهب خوفها عنها بعدم علمها بحاله ، كأنها قالت في نفسها إن كان هذا هو صاحب الشأن فهو محفوظ ، وإن لم يكن فلا يبقى فإن في المثل المشهور (عين لا ترى قلب لا يفجع) ، أي لا يشتد حزنه وأسفه (فلم تخف) ، أي أم موسى عليه السلام (عليه )، أي موسى عليه السلام (خوف مشاهدة عين) باصرة ، وإن خافت عليه في أمر مغيب عنها .

وقد (غلب على ظنها) ، أي أم موسى عليه السلام أن اللّه تعالى ربما رده ، أي موسى عليه السلام إليها في خير وعافية (لحسن ظنها به) ، أي باللّه تعالى فعاشت ، أي أم موسى عليه السلام
قال رضي الله عنه :  (بهذا الظن) المذكور (في نفسها والرجاء) ، أي المتأمل والطمع في حصول الشيء (يقابل) ، أي يضادد (الخوف) ويضادد اليأس ، أي القنوط من الشيء ، فقد جمعت بين أمرين متقابلين :
خوفها على موسى عليه السلام ، ورجائها من اللّه تعالى سلامته وحفظه وعدم يأسها من ذلك (وقالت) في نفسها (حين ألهمت) ، أي ألهمها اللّه تعالى لذلك الفعل الذي هو جعله في التابوت ثم إلقاؤه في اليم (لعل هذا) المولود

قال رضي الله عنه :  (هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط )وهم قوم فرعون (على يديه) كما اشتهر من ذلك قول الكهنة ، فقتل فرعون بسبب كل مولود ولد (فعاشت) ، أي أم موسى عليه السلام ، أي بقيت في الدنيا منتعشة وسرت ، أي فرحت (بهذا التوهم والظن) في نفسها الموجود (بالنظر إليها) مما لا يشعر به أحد غيرها (وهو) ، أي ذلك التوهم والظن (علم) مطابق للواقع (في نفس الأمر) من غير شعور بذلك منها .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر)
 
قال رضي الله عنه :  (وإنما فعلت به ) أي بموسى ( أمه ذلك ) الفعل وهو جعله في التابوت والقاؤه في اليم ( خوفا من يد الغاضب فرعون ) بدل من الغاضب ( أن يذبحه ضيرا ) وهو ضرب عظيم من الذبح ( وهي ) أي أم موسى ( تنظر إليه ) خوفا من أن يذبحه فرعون على نظر أمه فإنه أشدّ إيلاما من أن يذبحه على غيبتها قوله ( مع الوحي ) يتعلق بقوله إنما فعلت ( الذي ألهمها اللّه من حيث لا تشعر ) فعلم موسى بفعل الخضر بالسفينة أن ما فعلت أمه به ليس عن أمرها بل عن أمر اللّه وإلهامه لها وإن لم تشعر .

قال رضي الله عنه :  ( فوجدت في نفسها أنها ترضعه ) فوقعت كما وجدت في نفسها ( فإذا فعلت ) ذلك الفعل بموسى ( خافت عليه الفتنة ) أي خافت على موسى أن يصيبه الفتنة ( في اليم ) وهو خوف غيبته فقوله خافت جزاء لأذا الذي للشرط وفعل الشرط محذوف لوجود قرينة وهي فعلت.

قال رضي الله عنه :  ( لأن في المثل عين لا ترى قلب لا يفجع فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر وغلب على ظنها أن اللّه ربما يردّه إليها لحسن ظنها به ) أي باللّه .

قال رضي الله عنه :  ( فعاشت بهذا الظن في نفسها والرجاء يقابل الخوف واليأس ، وقالت حين ألهمت ) أي حين ألهمها اللّه فعل التابوت ( لذلك ) الرجاء وحسن الظن فقوله لذلك يتعلق بقالت (لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه فعاشت وسرّت ) من السرور.

قال رضي الله عنه :  ( بهذا التوهم والظن بالنظر إليها وهو ) أي ذلك التوهم ( علم في نفس الأمر). ففعل موسى بنفسه مثل ما فعلته أمه به ، فمثل فرار موسى كمثل فعل التابوت من أمه في أن صورة كل منهما خوف ومعناهما حب .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر)
 
قال رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.  فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».  فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.  فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.  فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر)

كلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث كمل العلم الإلهي، فإن بهما حصل الكمال
ثم ذكر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر)
 
قال رضي الله عنه :  ( الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا وهي تنظر إليه مع الوحي الذي ألهمها الله به ، من حيث لا تشعر ، فوجدت في نفسها أنّها ترضعه ، فإذا خافت عليه ، ألقته في اليمّ ، لأنّ في المثل « عين لا ترى ، قلب لا يتّجع » فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر ، وغلب على  قلبها أنّ الله ربما ردّه إليها ، لحسن ظنّها به ، فعاشت بهذا الظنّ في نفسها ، والرجاء يقابل الخوف واليأس ، وقالت حين ألهمت لذلك : لعلّ هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يده ، فعاشت وسرّت بهذا التوهّم بالنظر إليها ، وهو علم في نفس الأمر ) .

قال العبد : سمعت الشيخ الأكمل ، قدوة الكمّل ، أبا المعالي ، صدر الحق والدين محيي الإسلام والمسلمين ، محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف - سلام الله عليه - عن الشيخ خاتم الأولياء المحمديّين سلام الله تعالى عليه في الأوّلين والآخرين أنّه اجتمع بأبي العبّاس خضر صلوات الله عليهما فقال له : " كنت أعددت لموسى بن عمران ألف مسألة ممّا جرى عليه من أوّل ما ولد إلى زمان اجتماعه ، فلم يصبر على ثلاث مسائل منها » تنبيها من الخضر لموسى أنّ جميع ما جرى عليه ويجري بأمر الله وإرادته وعلمه الذي لا يمكن وقوع خلافه ،

وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : « ليت أخي موسى سكت ، حتى يقصّ علينا من أنبائهما » تنبيها على هذه الأسرار ، فإنّ العلم بها من خصوص الولاية التي لا ردّ فيها ولا إنكار ، فإنّ من شاهد أنّ ما يجري على أيدي العباد وعليهم إنّما هو من أمر الله الذي لا يردّ ، فإنّه مقترن بالإرادة ، مؤيّد بها ، ولا بدّ من وقوعه لا يصدر منه إنكار عليه ولا نهي عنه ولا أمر بخلافه ، ولو اطَّلع الرسول على سرّ القدر ،
فإنّ همّته ربما تفتر عن إبلاغ ما أمر بتبليغه ، فإنّه إنّما أمر بتبليغه على علم من الله بوقوع المأمور به من البعض وعدم وقوع ذلك من آخرين ، والمراد بأمره للرسول بالتبليغ هو التبليغ فقط ،
فإنّه ما على الرسول إلَّا البلاغ ، فقد ينظر المطَّلع على سرّ القدر عدم وقوع ما أمر بتبليغه فلم يقتصر على أنّه مأمور بالتبليغ فقط ، سواء وقع المأمور به ، أو لم يقع ، فربما يتقاعد عن تبليغ ما أمر بتبليغه أو يفتر أو يشقّ عليه ،
فطوى الله علم ما شاكل هذه الأسرار عن الأنبياء ، رحمة بهم ، ولا يوجب ذلك نقصا في مراتبهم النبوية ، ولا يقدح في كمالاتهم الخصيصة بهم ، فإنّ أكملهم - أعني رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقد  كشف من هذه العلوم ما لم يكشف غيره - أشار إلى هذا السرّ ،

فقال : « شيّبتني هود وأخواتها » ، لما اشتملت على الأمر بالاستقامة في الدعوة التي قد تردّ عند الكافر ولا تردّ عند المؤمن ، فيشقّ عليه أن يردّ أمر الله ، ولا يجد بدّا من الدعوة ، لكونه مأمورا بها بامتثال قوله تعالى :- ( فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ) فالمحمّديّ المشهد

لا يأخذه عند شهود ذلك فتور ولا لومة لائم ، ولم يكن غيره من الأنبياء كذلك ، فافهم ، ولا تجبن ، فإنّ المحمديين يرون ذلك ، ويدعون إلى الله على بصيرة ، وعلم هذه الأسرار للأنبياء الكمّل من كونهم رسلا ، فهكذا أمر موسى مع الخضر ومع الحق ، فاعلم ذلك .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر)
 
قال رضي الله عنه :  ( وإنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا وهي تنظر إليه مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم ، لأن في المثل عين لا ترى قلب لا يفجع فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر ، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به ، فعاشت بهذا الظن في نفسها والرجاء يقابل الخوف واليأس ، وقالت حين ألهمت لذلك : لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه ، فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها ) إنما هو توهم وظن بالنسبة إليها  ( وهو علم في نفس الأمر ) متحقق عند الله . 
ثم إنه  أي موسى لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر ، وكان في المعنى حبا في النجاة ، فإن الحركة أبدا إنما هي حبية ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر.
كالغضب والخوف والحزن والميل ، وقد يتحقق ذلك مما ذكر في الهوى ، والمحجوب عن الأصل يسندها إلى الأسباب القريبة ، ولهذا عللها لفرعون المحجوب في قوله :" فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ "  بالخوف لاحتجابه عن الأصل ، فإنه لولا حب الحياة لما خاف ، وكيف لا والخوف يقتضي الجمود والسكون لا الحركة .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر)

قال رضي الله عنه :  ( وإنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاضب فرعون أن يذبحه ضيرا وهي تنظر إليه )
قوله : "ضيرا " ب‍ "الضاد"المعجمة و "الياء" المنقوطة من تحت بنقطتين ، أي خوفا من أن يذبحه ذبحا مشتملا على الضرر العظيم لأمه ، لأن ذبح الولد على نظر أمه أشد إيلاما للأم من ذبحه على غير نظرها .

في بعض النسخ : ( صبرا ) ويلائمه قوله : ( مع الوحي ) أي ، وإنما فعلت ما فعلت بالوحي ( الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر . فوجدت في نفسها أنها ترضعه ) أي ، علمت بالوجدان بأنها ترضعه وتربيه .

قال رضي الله عنه :  ( فإذا خافت عليه ، ألقته في اليم ، لأن في المثل "عين لا ترى قلب لا يفجع " فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به . ) أي بالله .
قال رضي الله عنه :  ( فعاشت بهذا الظن في نفسها ، والرجاء يقابل الخوف واليأس . وقالت حين ألهمت لذلك : لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه . فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها . )

أي ، كون هذا المعنى توهما وظنا إنما هو بالنظر أي بالنسبة إلى أم موسى ، لا بنفس الأمر ، لذلك قال : ( وهو علم ) أي ، ذلك التوهم والظن كان علما ( في نفس الأمر . ) .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر)
 
قال رضي الله عنه :  ( وإنّما فعلت به أمّه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا وهي تنظر إليه ، مع الوحي الّذي ألهمها اللّه تعالى به من حيث لا تشعر ؛ فوجدت في نفسها أنّها ترضعه ، فإذا خافت عليه ألقته في اليمّ ؛ فإنّ في المثل « عين لا ترى قلب لا يفجع » ، فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر ، وغلب على ظنّها أنّ اللّه ربّما ردّه إليها لحسن ظنّها به ، فعاشت بهذا الظّن في نفسها ، والرّجاء يقابل الخوف واليأس ، وقالت حين ألهمت لذلك لعلّ هذا هو الرّسول الّذي يهلك فرعون والقبط على يديه ، فعاشت وسرّت بهذا التّوهم والظّنّ بالنّظر إليها ؛ وهو علم في نفس الأمر ) .

قال رضي الله عنه :  ( إذ فعلت به أمه ذلك ) الإلقاء مع ما فيه من خوف الغرق ؛ ( خوفا من يد الغاصب فرعون ) بغضبه عنها .

ثم قال رضي الله عنه :  ( يذبحه صبرا ) ، أي : فهرا ، ( وهي تنظر إليه ) ، فذاك أشد عليها من أن يهلكه اليم ، وهي لا تنظر إليه ( مع الوحي ) لا كوحي الأنبياء ، إذ لا نبوة للمرأة ، بل ( الذي ألهمها اللّه به ) ، وإن كانت ( من حيث لا تشعر ) بكونه إلها ما إلهيّا ، بل احتمل عندها كونه وسوسة شيطانية أو نفسانية ، إذ ألهمها اللّه ، ( فوجدت في نفسها أنها ترضعه ) قبل الخوف عليه ،

قال رضي الله عنه :  ( فإذا خافت عليه ألقته في اليم ) ، فإنه إن أهلكه اليم في غيبتها أهون عليها ، ( فإن المثل عين لا ترى ، قلب لا يفجع ) ، فإن فجعه حينئذ كما لا فجع ، فإن خافت من ذلك أو حزنت ، ( فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر ) ، ومع ذلك لا يعتد بهذا الخوف والحزن ، إذ ( غلب على ظنها أن اللّه ربما رده إليها لحسن ظنها به ) ، إذ علمت بالسماء من قدماء بني إسرائيل أن اللّه عند ظن عبده به ، ( فعاشت ) أي :
طاب عيشها ( بهذا الظن ) الموجب لها رجاء ( في نفسها ) مستقرا .

قال رضي الله عنه :  ( والرجاء يقابل الخوف ، واليأس ) الموجب للحزن ، فكأنها لا تخاف أصلا ولا تحزن ، وقد ازداد في شأنها هذا العيش ، إذ ( قالت حين ألهمت لذلك ) القول إلهاما تامّا ورؤية إرهاصاته من عدم احتراقه في التنور المصطلي : ( لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يده ، فعاشت ) أي زادت طيب عيش ، فزال ما تبقى فيها من أثر الخوف ،

قال رضي الله عنه :  ( وسرت ) فزال ما بقي فيها من أثر الحزن ، فصار ذلك ربطا على قلبها بعد ما كادت تبدي لما فيها من الخوف والحزن ( بهذا التوهم ) ، وقوي ما في حقها ، فصار بمنزلة الظن ، ولكنه ( ظن بالنظر إليها ) أي : إلى اعتقادها في الوقت ، ( وهو علم في نفس الأمر ) ؛ لأنه محقق عند اللّه ، إذ كان هو الواقع ؛ ولذلك سماه اللّه وحيا بمعنى الإلهام ، فقال : "وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ" إلى قوله : "وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين" َ[ القصص : 7 ] .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر )
 
وإنّما فعلت به امّه ذلك خوفا من يد الغاصب) .
أي القوّة الحيوانيّة المتفرّعة عن أصل الحيّ ، الطاغية عليه ، وهي التي عبّر عن مبدئها باسم ( فرعون ) لما يدلّ عليه مادّة كلمته من الفرع الفرقي الرفيع والعرف الظاهر الكوني ، ظاهرة بالواو والنون ، الذين من أبين دلائل التفرقة والكون ، ولذلك تراها في لغة العرب ، المعرب علامة الجمع .

الجنس السافل أجمع للكثرة 
ثمّ هاهنا نكتة حكمية لها كثير دخل فيما نحن بصدده ، وهي أنّ سلطان التفرقة إنّما استقرّت على سرير خلافته في الجنس السافل وطبيعته ، فإنّ غيره من الأجناس وإن كان أعم مفهوما وأشمل أفرادا ،

ولكن تخالف حقائق الأفراد وتباين أحكامها المتباعدة عن ربط الوحدة فيه أشدّ تضادا وأظهر حكما وبيّن أنّ ذلك التخالف والتبائن هو مرقى ظهور التفرقة الإمكانيّة ، ومستوى حكم الكثرة الكونيّة فالجنس السافل أجمع لوجوه الكثرة والأحكام الكونيّة من الكل ، ولذلك ترى حقيقته منطوية على حقائق العوالي كلها.
فإذا عرفت هذا وجدت المطابقة الطبيعيّة بين ذلك الاسم وهذا المعنى بما لا مزيد عليه .

مقتضى الكلمة الموسوية طرف العلو
ثمّ إنّه إنّما وقع التطبيق في القصّة الموسويّة بلسان أهل النظر ، وظهرت الكلمات المنزلة فيها بصور أصول الحكمة النظريّة كما عرفت لأنّ مقتضى الكلمة الكاملة الموسويّة طرف الظهور والعلو من كل مسلك وموطن ،
ومن ثمّة تراه قد طلب في موطن الشعور ومرتبة الظهور الرؤية التي هي أجلى المحسوسات وأعلاها قدرا في أمر الظهور ،
وفي موطن الإشعار ومرتبة الإظهار فاز برتبة الكليميّة التي أنهى غايات كماله ، وذروة شاهق جلاله ، وفي موطن الإنباء ومرتبة الرسالة بإنزال كتاب التوراة المشحونة بالقصص والأحكام ، المشتمل صورتها التلويحية على مادّة الرؤية ، محفوفة بتاء التفصيل والتبيين .

فكذلك في أمر تبيين الحقائق ، فإنّه ظهر فيه بما هو أبين أطرافه ، وهو مدرك القوّة النظريّة العقليّة التي تشترك فيها العامّة من أهل الظاهر ، ولذلك سلك فرعون عند مناظرته إيّاه وسؤاله عنه حقيقة الحقّ مسلكهم في إيراد " مطلب ما " في مطلع استكشافه - كما ستقف عليه - وكان اللسان المتداول والعلم المتناول بينهم في زمانهم هو الحكمة بهذه الصورة " وَما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِه ِ " .

كل حكم ولازم لا بد له من صورتين عدميّة ووجوديّة
ثم إنّ كل حكم ولازم ظهر - في أيّ مرتبة كانت لا بدّ له من الصورتين :
إحداهما عدميّة كونيّة من نفس المرتبة التي هي الظاهرة منها ،
وأخرى وجوديّة من أصل حقيقتها وكذلك ما هو مبدأ فعل امّ موسى به ، له فيها صورة ظاهرة عدميّة ، وهي الخوف من يد الغاصب ( أن يذبحه صبرا ، وهي تنظر إليه ) أي بمحضر منها ، فإنّ هذه الصورة هي أشدّ ما يكون تأثيرا في الامّ ونكاية لها ، والذبح صبرا هو أن يحبس ذو روح لأن يرمى عليه لقتله .

وفيه إشارة إلى ما بين تلك المادّة وبين اللطيفة الإنسانيّة من البعد الرتبي وقصدها بتوجيه سهام القوى واقتضاءاتها المتفرّقة المفرّقة نحوها ، وهي المهلكة لها عن صورتها الجمعيّة الكماليّة اللطيفة ، من غير ضعف ونقصان للقابل ، بل بقهر من الفاعل ، وهو المعبّر عنه بالذبح .

وإلى الصورة الأخرى الوجوديّة التي للمبدإ أشار بقوله : ( مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر ) ، فإنّه طرف خفاء ذلك المبدء ، ( فوجدت ) من حيث هذه الصورة الوجوديّة الأصليّة التي لها ( في نفسها أنّها ترضعه فإذا خافت عليه ) من حيث سريان الصورة الأخرى فيها ( ألقته في اليمّ ) ، يعني طرف المدارك المتفرقة الجسمانيّة ، ليغيب عن نظرها فيخفّ نكايته عليها ( لأنّ في المثل : « عين لا ترى ، قلب لا يفجع » ) أي لا توجع ، من أفجعته المصيبة :  إذا أوجعته .

قال رضي الله عنه  : ( فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ) هذا عند النظر وقبله ، ( ولا حزنت عليه ) بعد ذلك ( حزن رؤية بصر ) ولتقدم الخوف على الحزن في الوجود والرتبة - جارحة ومدركا - تقدّم الأصل على فرعه خصّ كلا منهما بمحله المرتّب ذلك الترتيب .

ثم إنّه من مقتضى غلبة الصورة الوجوديّة على باطنها ظهر عليها ( وغلب على ظنّها أنّ الله ربما ردّه إليها بحسن ظنها به ، فعاشت بهذا الظن في نفسها والرجاء ) الذي من أثر ذلك المبدء الوجودي ( يقابل الخوف واليأس ) الذي هو مبدأ الحزن ، مقابلة الرسول فرعون والقبط وغلب حكم هذا الرجاء حتى ظهر أمره في الكلام .

قال رضي الله عنه  : ( فقالت حين ألهمت لذلك : لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يده ، فعاشت وسرّت بهذا التوهم والظنّ )
اللذين هما مبدأ الحزن والخوف العدميين ، الحاصلين بالنظر إلى المظهر الكوني ، ولذلك قال : ( بالنظر إليها ) .

وأمّا من حيث الأمر الوجودي ( فهو علم في نفس الأمر ) ، وهذا كلَّه ظهر من الامّ التي هي الخصوصيّة الكماليّة التي للنوع الحقيقيّ الكماليّ وقد عرفت أنّ تلك الخصوصيّة هي أحديّة الجمعيّة ، فيصلح لأن يكون مولدا للكل كما نبّه إليه .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  و إنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا  وهي تنظر إليه، مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر.
فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم لأن في المثل «عين لا ترى قلب لا يفجع».
فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن في نفسها، والرجاء يقابل الخوف واليأس، وقالت حين ألهمت لذلك لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها، وهو علم في نفس الأمر )
 
قال رضي الله عنه:  ( وإنّما فعلت به أمّه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا وهي تنظر إليه . مع الوحي الّذي ألهمها اللّه تعالى به من حيث لا تشعر . فوجدت في نفسها أنّها ترضعه .  فإذا خافت عليه ألقته في اليمّ فإنّ في المثل « عين لا ترى قلب لا يفجع » فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين، ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنّها أنّ ).

قال رضي الله عنه:  ( وإنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا وهي أن تنظر إليه ) .
فإن هذه الصورة هي أشد ما يكون تأثيرا في الأم فقوله : صبرا بالصاد المهملة وبالياء الموحدة لأنه العبارة المتعارفة في مثل هذا القتل لا بالضاد المعجمة والياء المنقوطة من تحتها بنقطتين فإنه تصحيف والذبح صبرا هو أن تحبس ذو روح لأن يرمى عليه لقتله .

قال رضي الله عنه:  ( مع الوحي الذي ألهمها اللّه به من حيث لا تشعر فوجدت في نفسها أنها ترضعه فإذا خافت عليه ألقته في اليم فإن في المثل : « عين لا ترى قلب لا يفجع » ) ، أي لا يوجع من أفجعته المصيبة إذا أوجعته المصيبة ( فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر وغلب على ظنها أن).

قال رضي الله عنه :  ( اللّه ربّما ردّه إليها لحسن ظنّها به ، فعاشت بهذا الظّن في نفسها ، والرّجاء يقابل الخوف واليأس ، وقالت حين ألهمت لذلك لعلّ هذا هو الرّسول الّذي يهلك فرعون والقبط على يديه . فعاشت وسرّت بهذا التّوهم والظّنّ بالنّظر إليها ؛ وهو علم في نفس الأمر . )


(اللّه ربما رده إليها لحسن ظنها به فعاشت بهذا الظن في نفسها والرجاء يقابل الخوف واليأس)
فحين جاء الرجل انكسرت سورة الخسوف واليأس ( وقالت حين ألهمت لذلك ) ، أي لقولها ( لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها ) ، إذ لم يكن عندها دليل يفيد العلم بذلك ( وهو ) ، أي ذلك التوهم والظن ( علم ) باعتبار أن متعلقها حق مطابق للواقع متحقق ( في نفس الأمر)
.
واتساب

No comments:

Post a Comment