Monday, March 16, 2020

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.   )

قال رضي الله عنه :  ( وكذلك تكمل مراتب الوجود ؛ فإنّ الوجود منه أزليّ وغير أزلي وهو الحادث . فالأزليّ وجود الحقّ لنفسه ، وغير الأزليّ وجود الحقّ بصور العالم الثّابت . فيسمّى حدوثا لأنّه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبّية للكمال فافهم . )

قال رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود) التي هي مراتب الأسماء والصفات بظهور آثارها (فإن الوجود منه أزلي) أي قديم ومنه (غير أزلي وهو) أي غير الأزلي (الحادث فالأزلي) من الوجود (وجود الحق) تعالى (لنفسه) وهو الوجود المطلق بالإطلاق الحقيقي المنزه عن مشابهة كل شيء (وغير الأزلي) من الوجود هو (وجود الحق) تعالى أيضا لا لنفسه بل لما سواه وهو وجوده تعالى القائم (بصور العالم الثابت) ذلك العالم في العدم الأصلي (فيسمى) أي هذا الوجود المذكور (حدوثا لأنه) أي هذا الوجود (ظهر بعضه لبعضه) من حيث أنواع مراتب أسمائه وصفاته ، وترتب في الظهور بالتقدم والتأخر والزيادة والنقصان .

قال رضي الله عنه :  (فظهر) أي هذا الوجود (لنفسه) متجليا (بصور العالم) المختلفة كما هو ظاهر لها من الأزل بغير تلك الصور (فكمل الوجود) في ظهوره بمراتب أسمائه وصفاته ، وهو كامل في ظهوره بذاته لذاته من الأزل (فكانت حركة) وجود (العالم) في كل لمحة حركة (حبية) أي منبعثة عن المحبة من الحق تعالى ومن أعيان العالم أيضا كما مر ، وهي حركة إيجاد للعالم بالنسبة إلى الحق تعالى ، وحركة عمل خير أو شر أو إباحة في المكلف ،
وغير ذلك في غيره بالنسبة إلى أعيان العالم ، وهي حركة واحدة في نفس الأمر للأمر الإلهي لا لغيره ، ولكنها كثرت وتنوعت نسبتها إلى أنواع كثيرة كما كثر الأمر مع وحدته في نفسه ، وكثرت المحبة لكثرة أنواع الحركة الواحدة ، فكانت أنواع المحبة كلها (للكمال) أي لطلبه وتحصيله وهو الوجود المتنوع بالصور (فافهم) يا أيها السالك .

قال رضي الله عنه :  ( ألا تراه كيف نفّس عن الأسماء الإلهيّة ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمّى العالم فكانت الرّاحة محبوبة له .  ولم يوصل إليها إلّا بالوجود الصّوريّ الأعلى والأسفل . فثبت أنّ الحركة كانت للحبّ ، فما ثمّ حركة في الكون إلّا وهي حبيّة .  فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السّبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النّفس . )

قال رضي الله عنه :  (ألا تراه) أي لوجود الحق (كيف نفّس) بتشديد الفاء من قوله عليه السلام : " نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن " .
فكان الأنصار ، والنفس : بفتح الفاء يحصل التنفيس به أي التعريج عما في القلوب الحيوانية من حرارة الروح المنفوخ على جهة المثال للمقصود ، فإذا أراد الحيوان أخرج ذلك النفس بالتنفيس صوتا فإن كان إنسانا يظهره صور حروف وكلمات تحمل معاني مقصودة له أو غير مقصودة كما قال تعالى :فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ[ الذاريات : 23 ] .

قال رضي الله عنه :  (عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده) أي الأسماء من الكرب (من عدم ظهور آثارها) المقدرة لها (في عين مسمى العالم) على اختلافه ، فلم يزل ذلك التنفيس أبدا ، ومنه إجابة الدعاء لكل داع خصوصا المسلم والمؤمن والمحسن لانكشاف ذلك له ولو إسلاما ولو إيمانا

قال رضي الله عنه :  (فكانت الراحة) من تعب التوجه بالآثار على الظهور والتحقق كتعب الداعي في قضاء حاجة بطريق التشبيه في تقريب المعاني البعيدة عن الأفهام (محبوبة له) أي للحق تعالى (ولم يوصل) أي يتوصل الحق تعالى لاقتضاء التقدير الأزلي ذلك (إليها) أي إلى تلك الراحة المحبوبة له كمحبة الراحة بالحاجة للداعي في قضائها بل هو منه لو (عرف إلا بالوجود الصوري) أي المصوّر بالصورة المخصوصة في العالم (الأعلى والأسفل) ولا يكون غير ذلك .

قال رضي الله عنه :  (فثبت) مما ذكر (أن الحركة) الوجودية الإيجادية بالنظر إليها وإلى غيرها (كانت للحب) أي لأجل المحبة الباعثة لها من الأصل والفرع (فما ثمّ) بالفتح أي هناك (حركة في الكون) ظاهرا أو باطنا مطلقا إلا (وهي) أي تلك الحركة حركة (حبية) أي مبدؤها المحبة من القديم والحادث والمحبة واحدة أيضا وتختلف باختلاف النسب في صور الأعيان والتجرد عنها .

قال رضي الله عنه :  (فمن العلماء) باللّه تعالى (من يعلم ذلك) التعميم في الحركة الحبية ، فيعرف استقامة العالم في حالة اعوجاجه وكماله في حالة نقصه ، ويشهد الاعتبارات التي بها يظهر الكمال والنقص في العالم ، ويصدق بها لسان الشريعة والحقيقة .

قال رضي الله عنه :  (ومنهم) أي العلماء باللّه تعالى (من يحجبه) عن علم ذلك شهود (السبب الأقرب) للحركة في العالم فيعتبر داعي النية في كل حركة ويسميها باسمها المخصوص في الظاهر (لحكمه) أي لأجل حكم ذلك النسب (في الحال) الذي هو فيه (واستيلائه) أي السبب (على النفس) الإنسانية بمقتضاه المخصوص .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس. . )

قال رضي الله عنه :  ( وكذلك ) أي وكما تكمل مراتب العلم ( تكمل مراتب الوجود منه أزلي وغير أزلي وهو الحادث فالأزلي وجود الحق لنفسه ) وهو الوجود من حيث غناه عن العالمين .

قال رضي الله عنه :  ( وغير الأزلي وجود الحق بصور العالم الثابت ) والمراد منه تعلق وجود الحق إلى العالم فالحدوث وصف للتعلق لا للوجود فلا يلزم أن يكون وجوده تعالى محلا للحوادث ألا ترى أن الوجود وصف للموجود والعدم وصف للوجود فلا يلزم منه أن يكون الموجود محلا للعدم.

قال رضي الله عنه :  ( فيسمى حدوثا ) وإنما يسمى هذا الوجود وجود العالم حدوثا ( لأنه ظهر بعضه ) أي بعض العالم ( لبعضه وظهر ) الحق ( لنفسه بصور العالم فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال ) وهو الوجود والعلم.

قال رضي الله عنه :  ( فافهم ، ألا تراه ) أي الحق ( كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين يسمى العالم فكانت الراحة ) أي راحة عباده وأسمائه ( محبوبة له ) أي للحق فيجب أن يوصلها إلى عباده ( ولم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل ) فلا يتوهم أن الحق يتصف بالراحة المعلومة لنا فإنه يستحيل ذلك على اللّه فإن كانت الراحة وصفا له فلا بد من معنى لائق بحضرته كما أن حياته غير حياتنا كذلك راحته غير راحتنا.
قال رضي الله عنه :  ( فثبت أن الحركة كانت للحب فما ثمة حركة في الكون ) أي فما في العالم حركة ( إلا وهي حبية ) فقوله في الكون بدل من قوله ثمة ( فمن العلماء من يعلم ذلك ) أي كون الحركة للحب وهي أهل الكشف .

قال رضي الله عنه :  ( ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه ) أي لحكم السبب الأقرب ( في الحال واستيلائه عن النفس ) أي على نفس المحجوب فيجعلها محجوبة عن الاطلاع بالحقائق.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.   )

قال رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.  فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.  فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.  ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.  فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.  فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس. )

كلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث كمل العلم الإلهي، فإن بهما حصل الكمال
ثم ذكر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.   )

قال رضي الله عنه  : ( وكذلك تكمل مراتب الوجود ، فإنّ الوجود ، منه أزليّ ) .
يعني : إذا أضيف إلى الأزلي في غير الأزلي ، كما مرّ في الفصّ الشيثي ، فتذكَّر .

قال رضي الله عنه  : ( وغير أزليّ وهو الحادث " يعني غير الأزلي " والأزلي وجود الحق لنفسه وغير الأزلي وجود الحق بصور العالم الثابت ، فيسمّى حدوثا لأنّه ظهر بعضه لبعضه ، وظهر لنفسه بصور العالم ، فكمل الوجود ، فكانت حركة العالم حيث للكمال ، فافهم ) .

يشير رضي الله عنه  إلى أنّ حركة موسى وفراره ، وإن كانت - على ما علَّل ذلك عند فرعون بقوله : ( فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ )  " بسبب الخوف ، وكذلك حركة كل ذي خوف وفراره " من أمر مخوف وإن كان بالنظر الظاهر معلَّلا بسبب قريب وهو الخوف ،
ولكنّ التحقيق يقتضي أن لا تكون الحركة عن خوف ، فإنّ الخوف يقتضي السكون والجمود ، ولا يقتضي الحركة ،
وإنّما السبب الموجب للحركة فيمن يفرّ عن مكروه هو حبّ الحياة والنجاة ، فلمّا رأى أمرا يوجب فوت محبوبه - وهو النجاة والحياة - خاف ذلك فتحرّك وفرّ طلبا للحياة ، فموجب الحركة في الحقيقة لم يكن الخوف ، بل الحبّ للنجاة أو الحياة أو غير ذلك ممّا يحبّ وجوده ويخاف عدمه .
ثمّ بيّن  رضي الله عنه  أنّ الحركة في الأصل حبّية ، وذكر في ذلك أسرارا عالية في الجناب الإلهي والعالم ، وأنّها وإن سبقت الإشارة إليها فيما سلف ، ولكن نبحث هاهنا على ما يبقى من الأسرار ، وهو أنّ قوله تعالى على لسان أكمل مظاهره الإنسانية : « أحببت أن أعرف » ليس محتده هذه المحبّة ، وأصل هذا التجلَّي من حيث الذات ، الغنيّة عن العالمين ،
وذلك لأنّ الكمال الذاتي حاصل للذات بالذات ، ومتعلَّق المحبّة أبدا أمر معدوم غير حاصل المعرفة به ، فما يسمّى « غيره » و « سواه » فلم يكن حاصلا ، لعدم المعارف إذ ذاك ، فأحبّ حصوله ووجوده ،

فخلق الخلق وتعرّف إليهم ، فعرفوه ، فكمل مرتبة العلم والوجود ، فوضح وصحّ أنّ الكناية بتاء "أحببت " لا تعود إلى ذات الذات ، تعالت وتباركت وجلَّت عن مثل ذلك ، وإنّما تاء الكناية تعود إلى أحدية النسب الذاتية - وهي حقائق الأسماء - وإلى الشؤون الغيبية العينية ، فإنّ هذه النسب هي التي لم تكن موجودة لأعيانها ولا ظاهرة في مظاهرها ،

فإنّ الألوهية والربوبية والخالقية والرازقية وسائر النسب في حقائقها متوقّفة الوجود والتحقّق على المألوه والمربوب والمخلوق والمرزوق وجودا وتقديرا ، وحيث لم يكن عالم يكون مألوها ، مربوبا ،  مخلوقا ، مرزوقا ، موجودا في عينه وكذلك الخالقية والرازقية والربوبية والإلهية ، لم تكن  ظاهرة الأعيان ولا موجودة الآثار ،

فكانت مستهلكة تحت قهر الأحدية الإحاطية الذاتية مع النسب التي هي عليها متوقّفة كاستهلاك النصفية والثلثية والربعية والخمسية وغيرها - من النسب العددية التي لا تتناهى - في أحدية الواحد ،
فإنّ الواحد قبل أن يتعدّد وينشئ الأعداد في أحدية واحديته لا نصف ولا ثلث ولا ربع ولا خمس ولا سدس ولا غيرها بالفعل ، ولكن ثبوت هذه النسب للواحد مشروط بإنشائه العدد بنفسه ، فإذا وجد الواحد في مرتبتين أو ثلاثة أو أربعة بالفعل بنفسه ، حينئذ كان الواحد عين هذه النسب بالفعل ، وظهرت هذه النسب فيه عينها ،
فكان الواحد بالفعل نصف الاثنين وثلث الثلاثة وربع الأربعة وخمس الخمسة وجزءا من أيّ عدد فرضت بالفعل فهكذا كانت النسب الأسمائية مستهلكة الأعيان في أحدية الذات ، فـ « أحببت » أي أحبّ الواحد - من حيث هي لا من حيث هو هو ذاته الغيبية الغنيّة عن العالمين - أن يظهرها متمايزة الأعيان في الوجود ،

موجودة الآثار في عرصة الشهود كناية عن تلك النسب ، فتجلَّى تجلَّيا حبّيا منها وفيها ، فسرى سرّ التجلَّي الحقّ في الحقائق كلَّها ، فتحرّكت حقائق نسب الواحد من مقام استهلاكها إلى قوابلها ومظاهرها ، فحبّت الإلهية إلى المألوه والربوبية إلى المربوب والخالقية إلى المخلوق ،
وكذلك تحرّكت المخلوقية إلى الخالقية والمرزوق إلى الرازق والمربوب إلى الربّ ، فأحبّ الخلق من حيث هي لا من حيث ذاته ، لإسعافهم بأعيان مطالبهم وإيجاد مقاصدهم ومآربهم ، لأنّه من حيث ذاته الغنية عن العالمين لا يمكن أن يعرف أو يعلم ،
وإنّما يعرف ويعلم بأسمائه وصفاته وشئونه ونسب ذاته وإضافاته ، فهذه النسب هي الكنز الذي لم يكن يعرف ، فأحبّ الحق أن يعرف من حيث كونه هي أن يعرف ،
فتجلَّى بنفسه ونفسه الذي هو فيها هي فظهر بوجوده الحق الذي به تحقّقت المتحقّقات من الماهيات في مراتب حقائق الممكنات

التي لا تتناهى ، ويسمّى بأسماء المراتب جميعها ، وما ثمّ إلَّا هو ، والظهور والتعيّن والأسماء كلَّها نسب لا تحقّق لها إلَّا به وله ، إذ الظهور لا تحقّق له إلَّا بالظاهر ،
وكذلك التعيّن لا وجود له من حيث هو هو ، بل بالمتعيّن بذلك التعيّن ، فالواحد هو هو واحد ، في جميع هذه المراتب العددية ، فواحد وواحد اثنان ، وواحد وواحدان ثلاثة ، وهكذا إلى ما لا يتناهى ، فتسمّى الواحد بأسماء الأعداد غير المتناهية وقبل الكلّ وصحّت إضافة الجميع إليه لا من حيث ذاته ، بل من حيث ظهوراته وتجلَّياته وتعيّناته ، فافهم .

واللطيفة الشريفة الأخرى أنّ الله الواحد الأحد الحقّ يعظم ويجلّ أن يعرفه غيره ، وما ثمّ إلَّا هو ، والمعروف والعارف والمعرفة يقضي بالكثرة والكثير ، وإذا كان الله ولا شيء معه ، فلا يمكن أن يعرفه غيره ، ولكنّ الواحد إذا ظهر بوجوده ونفسه في مراتب كثيرة عددية ،
فإنّه - من حيث تعيّنه في مرتبة غيره من كونه متعيّنا في مرتبة أخرى - له أن يعرف نفسه حقيقة فلم يعرفه إلَّا هو به ، فليس الاثنان ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة ولا ستّة ولا سبعة ، فتحقّقت الغيرية النسبية والتغاير الاعتباري ،
فعرف نفسه ، فكان عارفا - من حيث ظهوره بوجود العالم في المألوه والمربوب المخلوق المرزوق - ومعروفا من كونه موجدا لها ربّا خالقا رازقا ، فحصل ما تعلَّقت به المحبّة الإلهية أن يعرف ، ولكن ما عرفه إلَّا هو ،
فهو العارف وهو المعروف من حيثيّتين متغايرتين بالنسبة والإضافة إلى التعين والظهور في مراتب عددية معقولة لا وجود لها إلَّا بهذا الواحد المنشئ بذاته للأعداد ، فسبحانه لا إله إلَّا هو الواحد الأحد الذي لا وجود لأحد في ذاته إلَّا هو ، فتحقّق هذه المباحث ، فإنّها من فيض أنوار ما دسّ الشيخ  رضي الله عنه  في متن الكتاب ، وأنّه لباب الحق في الباب ، عند ذوي الألباب ، والله الموفّق للصواب .

قال رضي الله عنه  : ( ألا تراه كيف نفّس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمّى العالم ، فكانت الراحة محبوبة له ، ولم يوصل إليها إلَّا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل ) .

يشير رضي الله عنه  إلى الوجود الظاهر بعين الحق والخلق ، فالأعلى وجود الحق المطلق بأسمائه وصفاته ، والأسفل وجود العالم المقيّد بأجناسه وأنواعه وشخصيّاته .

قال رضي الله عنه  : ( فثبت أنّ الحركة كانت للحبّ ، فما ثمّ حركة في الكون إلَّا وهي حبّية ، فمن العلماء من يعلم ذلك ، ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس)

يشير رضي الله عنه  في كل هذه الحقائق إلى أنّ قوله : "لَمَّا خِفْتُكُمْ " رعاية منه لمفهوم العموم ، فافهم ، ما ينظرون إلَّا إلى السبب الأقرب الظاهر لا إلى الحقيقة وباطن السرّ .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.  )

قال رضي الله عنه :  ( وكذلك تكمل مراتب الوجود ، فإن الوجود منه أزلي وغير أزلي وهو الحادث فالأزلى وجود الحق لنفسه ) يعنى حقيقة الوجود من حيث هو وجود لأن الحق له حقيقة غير الوجود فيضاف الوجود إليها كسائر الماهيات
( وغير الأزلي وجود الحق بصور العالم الثابت ) أي الوجود الذي هو الحق أي الوجود الظاهر بصور العالم الثابت عينه في العالم الأزلي ، ويسمى الوجود الإضافي ( فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه ) كظهور سائر الأكوان للإنسان

قال رضي الله عنه :  ( وظهر لنفسه بصور العالم فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم ، ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم فكانت الراحة محبوبة له )
لأن الراحة إنما هي بالوصول إلى الكمال المحبوب الذي يصفو به الحب عن ألم الشوق عند الفراق فهي الابتهاج الحاصل بصفاء الحب عن شوب الألم ، ولأنها كمال لذة الحب بالوصل قال ( ولم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري ) أي الظاهر

قال رضي الله عنه :  ( الأعلى والأسفل ، فثبت أن الحركة كانت للحب فما ثم حركة في الكون إلا وهي حبية ، فمن العلماء من يعلم ذلك ، ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلاؤه على النفس .)

وهو أن ظاهر الكلام بقدر أدنى الفهوم وباطنه وحقائقه ولطائفه بقدر أعلاها ، كما قال عليه الصلاة والسلام : "ما من آية إلا ولها ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع " .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.  )

قال رضي الله عنه :  ( وكذلك يكمل مراتب الوجود : فإن الوجود منه أزلي، ومنه غير أزلي، وهو الحادث. فالأزلي وجود الحق لنفسه، وغير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت، فيسمى حدوثا لأنه يظهر بعضه لبعضه، وظهر لنفسه بصور العالم. فكمل الوجود، فكانت حركة العالم حبته للكمال . فافهم. )

أي ، كما قلنا في العلم ، كذلك نقول في الوجود وجميع مراتبه ولوازمه ، لأن الوجود أزلي وغير أزلي : والأزلي هو الوجود عينه مع كمالاته ، وغير الأزلي هو الوجود المتعين بتعينات خاصة ظاهرة على صور الأعيان الثابتة . والأول قديم ، والثاني حادث ، فكمل الوجود ومراتبه بالعالم ، فظهر أن حركة العالم حبية .

قال رضي الله عنه :  ( إلا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم ) أي ، ألا ترى الحق كيف نفس عن أسمائه الإلهية ما كانت تجد الأسماء الإلهية من الكرب حين عدم الظهور بكمالاتها في أعيان العالم ( فكانت الراحة محبوبة لها ) أي ، للحق .

قال رضي الله عنه :  ( ولم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري ) أي ، الظاهر الشهادي (الأعلى والأسفل. فثبت أن الحركة كانت للحب.) أي ، ثبت أن أصل الحركة وحقيقتها حصلت من الحب ( فما ثمة حركة في الكون إلا وهي حبية . ) لأن الجزئي مشتمل على كليه .

قال رضي الله عنه :  ( فمن العلماء من يعلم ذلك ) وهو العالم بالحقائق ( ومنهم من يحجبه السبب الأقرب ) وهو العالم بالأحكام ، لا بالحقائق الناظر في الأسباب الظاهرة ( لحكمه في الحال واستيلائه على النفس ) أي ، لغلبة حكم ذلك السبب القريب واستيلائه على نفس المحجوب .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.  )

قال رضي الله عن: (  وكذلك تكمل مراتب الوجود ؛ فإنّ الوجود منه أزليّ وغير أزلي وهو الحادث ، فالأزليّ وجود الحقّ لنفسه ، وغير الأزليّ وجود الحقّ بصور العالم الثّابت ، فيسمّى حدوثا ؛ لأنّه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبّية للكمال ؛ فافهم ) .

قال رضي الله عنه :  ( وكذلك تكمل مراتب الوجود ) بظهور الصورة الجامعة لمراتبه ، فإن له أيضا مراتب ، ( فإن الوجود منه أزلي وغير أزلي ) ، وهو وإن سميناه بالكون بالنظر إلى الموجودات ، فهو وجودها باعتبار كونه صورة وجود الحق ؛ ولذلك نقول فيه هو الوجود.

قال رضي الله عنه :  ( الحادث ) مع قولنا الوجود واجد أزلي ، ( فالأزلي وجود الحق لنفسه ، وغير الأزلي وجود الحق بصور العالم ؛ فيسمى ) هذا الوجود من حيث عدم امتيازه عن الكون الذي للعالم من حيث كونه عالما ( حدوثا ) ، وإن لم يحصل للحق حدوث ، بل إنما حصل له الظهور مع ما له من الظهور الأزلي ، فحدث له الظهور للعالم ولنفسه في العالم ، أما حصول ظهوره للعالم ؛

فذلك ( لأنه ظهر بعضه ) أي : بعض العالم الذي ظهر فيه الحق ( لبعضه ) ، وأما حصول ظهوره لنفسه ؛ فلأنه ظهر لنفسه بصور العالم بعد ( ظهوره لنفسه ) بنفسه ، ( فكمل الوجود ) إذ الظهور وجود ، والخفاء عدم ، ( فكانت حركة العالم حبية ) أي : عن حب العالم لوجوده الذي هو كماله ولحب الحق ظهوره للعالم ولنفسه ، وهذا الظهور وجود ؛ لأنه صورة الوجود الأزلي والوجود كمال ، فكانت حبّا ( للكمال ) الوجودي ؛
( فافهم ) ولا تقل باستكمال الحق وجوده وعلمه ، أو بحدوث هذا الكمال له في ذاته ، بل إنه لما كان كمالا للوجود والعلم اللذين غاية كمالهما فيه ، فكان هذا الكمال حاصل له أيضا .

قال رضي الله عنه :  ( ألا تراه كيف نفّس عن الأسماء الإلهيّة ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمّى العالم فكانت الرّاحة محبوبة له ، ولم يوصل إليها إلّا بالوجود الصّوريّ الأعلى والأسفل ، فثبت أنّ الحركة كانت للحبّ ، فما ثمّ حركة في الكون إلّا وهي حبّيّة ، فمن العلماء من يعلم ذلك ، ومنهم من يحجبه السّبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النّفس ).
ثم استدل على كون الحركة حبية باعتبار هذا الظهور بقوله : ( ألا تراه ) أي : الحق ( كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده ) مما يشبه الكرب ( من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم ) أي : في الحقيقة المسماة بالعالم ، وإن كانت آثارها ظاهرة في الأعيان من حيث استعدادها حين ثبوتها ، وإنما لم يقل : وعدم ظهور صورها ؛ لأنها لما كانت معلومة ، فكانت صورها حاضرة له ، فلم يحصل لها من ذلك ما يشبه الكرب والكرب مبغوض ، ( فكانت الراحة ) التي هي ضد الكرب ( محبوبة له ) ؛ لأنها ضد المبغوض من حيث دفعه إياه محبوب ، ( ولم يصل إليها ) أي : إلى تلك الراحة
( إلا بالوجود الصوري ) أي : الذي هو صورة الوجود الحق في الأعيان ، فإن تلك الآثار عوارض تلك الصور والذات ، وإن لم يكن لها ما يشبه الكرب من عدم ظهور صور الوجود ، فالأسماء ما تشبهه ، وهي في مرتبة الذات ولا تغايره ، فكان هذا الكرب في الذات أيضا ، فهذا الوجود الصوري موجب للراحة مزيل للكرب .

وإن كان منقسما إلى ( الأعلى والأسفل ) ، فإن الأسفل ليس بنقص بل هو كمال ، وبه تظهر آثار بعض الأسماء ، كالمذل والمنتقم والقهار ، وهذا الوجود الصوري والآثار العارضة له ، إنما تحصل بحركة الذات والأسماء من الخفاء إلى الظهور ،
قال رضي الله عنه :  ( فثبت أن الحركة ) سواء كانت حركة الذات التي لا كرب فيها من حيث هي ذات أو حركة الأسماء ( كانت للحب ) ، وإذا كانت حركة الذات والأسماء للحب ، ( فما ثم ) أي : في الواقع ( حركة في الكون ) التي هي صورة تلك الحركة ، ( إلا وهي حبية ) ؛ لأن صورة الشيء في المرآة لا تخالف الشيء ، فالحب هو السبب الأصلي لكل حركة ، وإن ظهر غيره .

قال رضي الله عنه :  ( فمن العلماء من يعلم ذلك ) ؛ فإنه لوقوفه على الظواهر والبواطن يعلم ما هو باطن الأسباب الظاهرة من الأسباب الباطنة ، ( ومنهم من يحجبه السبب الأقرب ) الظاهر عن الأبعد الباطن ، وإن علم في الجملة ما في ضمنه ( لحكمه ) أي : السبب الأقرب على النفس ، وذلك من ( استيلائه على النفس ) حتى أن موسى عليه السّلام كان محجوبا حين فراره عن ملك فرعون ، إذ كان ذلك قبل النبوة ،
ثم أشار إلى سبب عدم ذكر الأنبياء عليهم السلام الحقائق بالعبارات المختصة الصريحة للخاصة فقط ،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.  )

قال رضي الله عنه  : ( فإنّ الوجود منه أزليّ ، وغير أزليّ وهو الحادث : فالأزلي وجود الحقّ لنفسه ) وعليه يطلق الكمال الذاتي ، ويلزمه الغناء المطلق من حيث علمه بنفسه فإنّه به مستغن عن العالم .

قال رضي الله عنه  : ( وغير الأزلي وجود الحقّ بصور العالم الثابت ) في المراتب الجلائيّة ، القديم بذلك الوجه إلَّا أنّ العالم بذلك الوجه له الخفاء من حيثيّة العالم ، ولذلك ما كانت أعيانه ظاهرة بصورها لنفسها ولا بعضها للبعض ، فإنّه إنما يتحقّق له ذلك في الوجود الذي له بحقّ الوهب من حضرة الجود ، ويستقلّ كل من تلك الأعيان به ظهورا وإظهارا فتحدث النسب الإدراكية التي بعضها للبعض .

وإليه أشار بقوله : ( فيسمّى حدوثا ، لأنّه ظهر بعضه لبعضه ) في أعيان العالم ، ( فظهر لنفسه ) من حيث تلك الأعيان ( بصور العالم ) ، كما ظهر لها بصورته ، ( فكمل الوجود ) بصورتيه وظهوريه .

قال رضي الله عنه  : ( فكانت حركة العالم حبّية للكمال ) الأسمائي الذي هو عبارة عن ظهور الأعيان بعضها للبعض ، ولنفسها جملة وفرادى ، وتفرقة وجمعا ( فافهم ) بل الحركة مطلقا سواء كان للعالم أو للحضرات كلها حبّية .

النفس الرحماني
قال رضي الله عنه  : ( ألا تراه )  يعني الهوية المطلقة  ( كيف نفّس عن الأسماء الإلهيّة ما كانت تجده ) في غيبه ( من عدم ظهور آثارها في عين مسمّى العالم ) ، فإنّه نفّس في عين العالم عن الأسماء الإلهيّة - المعبّر عنها جملة بالرحمن - مالها من الكرب الذي لها في عينه ولهذا يقال له النفس الرحماني (فكانت الراحة محبوبة له ، ولم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري ، الأعلى والأسفل ) يعني الحضرات والعوالم .

العلم بالحركة الحبيّة وعدمه سبب اختلاف الصوفيّة وأهل النظر
قال رضي الله عنه  : ( فثبت أنّ الحركة كانت للحبّ ، فما ثمّ حركة في الكون إلَّا وهي حبّية فمن العلماء من يعلم ذلك ) فينسب سائر ما يظهر في المراتب الكونيّة من الآثار إلى الحبّ ، باعتبار المحبيّة والمحبوبيّة ، كبعض المتأخّرين من الصوفيّة ، الذين يجعلون موضوع كلامهم العاشق والمعشوق ، ويثبتون سائر الأحكام بهما
قال رضي الله عنه  : ( ومنهم من يحجبه السبب الأقرب ) كأكثر أهل النظر من الحكماء والمتكلمين ( بحكمه في الحال واستيلائه على النفس ) ، فإنّ أعيان المراتب المحسوسة منها الآثار والأحكام ، لظهور حكمها على مدارك العامّة ، هي أقرب ما ينسب إليه تلك الآثار - ومما يتفرّع على ذلك الأصل الاختلاف بين أهل النظر في أنّ اللذة والراحة من دفع المنافي وإدراك الملائم .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وكذلك تكمل مراتب الوجود: فإن الوجود منه أزلي و غير أزلي وهو الحادث.
فالأزلي وجود الحق لنفسه، و غير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت.
فيسمى حدوثا لأنه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم.
فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبية للكمال فافهم.   
ألا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم، فكانت الراحة محبوبة له ، و لم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري الأعلى والأسفل.
فثبت أن الحركة كانت للحب، فما ثم حركة في الكون إلا و هي حبية.
فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النفس.  )

قال رضي الله عنه :  ( وكذلك تكمل مراتب الوجود ؛ فإنّ الوجود منه أزليّ وغير أزلي وهو الحادث . فالأزليّ وجود الحقّ لنفسه ، وغير الأزليّ وجود الحقّ بصور العالم الثّابت . فيسمّى حدوثا لأنّه ظهر بعضه لبعضه وظهر لنفسه بصور العالم فكمل الوجود فكانت حركة العالم حبّية للكمال فافهم . )

قال رضي الله عنه :  ( وكذلك تكمل مراتب الوجود فإن الوجود منه أزلي وغير أزلي وهو الحادث فالأزلي . وجود الحق لنفسه وغير الأزلي وجود الحق ) ، وظهوره ( بصور العالم الثابت ) في مرتبة العلم ( فيسمى ) ظهوره بصورة العالم ( حدوثا لأنه ظهر بعضه ) ، أي بعض العالم ( لبعضه ) بعدما لم يكن ظاهرا له ( وظهر لنفسه بصور العالم ) ، بعد ما لم يكن ظاهرا بها .
( فكمل الوجود ) بانضمام الوجود الحادث إلى الوجود القديم ( فكانت حركة العالم ) من العين إلى العين ( حركة حبية ) منبعثة من الحق أو العالم ( للكمال ) ، أي لظهور الكمال الإلهي أو الكوني ( فافهم) .

قال رضي الله عنه :  ( ألا تراه كيف نفّس عن الأسماء الإلهيّة ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمّى العالم فكانت الرّاحة محبوبة له . ولم يوصل إليها إلّا بالوجود الصّوريّ الأعلى والأسفل . فثبت أنّ الحركة كانت للحبّ ، فما ثمّ حركة في الكون إلّا وهي حبّيّة .  فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السّبب الأقرب لحكمه في الحال واستيلائه على النّفس. )

قال رضي الله عنه :  ( ألا تراه ) ، أي الحق سبحانه ( كيف نفس عن الأسماء الإلهية ) ، أي أزال عنها ( ما كانت تجده ) تلك الأسماء من الكروب ( من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم فكانت الراحة ) ، بزوال كرب ظهور الأسماء بآثارها واندراجها في مرتبة البطون ( محبوبة له تعالى ولم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري ) العيني الشاهدي .
( الأعلى والأسفل فثبت أن الحركة مطلقا كانت للحب فما ثمة حركة في الكون إلا وهي حبية فمن العلماء من يعلم ذلك ومنهم من يحجبه السبب الأقرب لحكمه ) ، أي حكم السبب الأقرب ( واستيلائه في الحال على النفس ) ، أي نفس المحجوب .
 .
واتساب

No comments:

Post a Comment