Monday, March 16, 2020

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة العشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة العشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة العشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

قال رضي الله عنه :  ( فسكت موسى ووقع الفراق . فانظر إلى كمال هذين الرّجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهيّ حقّه . وإنصاف الخضر عليه السّلام فيما اعترف به عند موسى عليه السّلام حيث قال له : « أنا على علم علّمنيه اللّه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علّمكه اللّه لا أعلمه أنا » . فكان هذا الإعلام من الخضر دواء لما جرّحه به في قوله :وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً [ الكهف : 68 ] مع علمه بعلوّ رتبته بالرّسالة ، وليست تلك الرّتبة للخضر ، وظهر ذلك في الأمّة المحمّديّة في حديث إبار النّخل ، فقال عليه السّلام لأصحابه : « أنتم أعلم بمصالح دنياكم » ولا شكّ أنّ العلم بالشّيء خير من الجهل به : ولهذا مدح اللّه نفسه بأنّه بكلّ شيء عليم . فقد اعترف صلى اللّه عليه وسلم بأنّهم أعلم بمصالح دنياهم منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنّه علم ذوق وتجربة ولم يتفرّغ عليه السّلام لعلم ذلك ، بل كان شغله بالأهمّ فالأهمّ . )

قال رضي الله عنه :  (فسكت موسى) عليه السلام عن الكلام معه ، وكذا الخضر عليه السلام (ووقع الفراق) بينهما بعد ذلك فلا يجتمعان أصلا (فانظر) يا أيها السالك (إلى كمال هذين الرجلين) موسى والخضر عليهما السلام (في العلم) الإلهي الظاهري في هذا والباطني في هذا (وفي توفية الأدب الإلهي حقه) من كل واحد منهما للآخر (وإنصافه الخضر عليه السلام فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له) ، كما ورد في حديث البخاري وغيره

قال رضي الله عنه :  (أنا على علم إلهي) باطني (علمنيه الله) تعالى كما قال تعالى : "وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً" (لا تعلمه) ، أي ذلك (أنت ، وأنت على علم) إلهي ظاهري (علمكه) ، أي علمك (اللّه) تعالى إياه (لا أعلمه أنا) وصدور هذا من الخضر دون موسى عليه السلام دليل على زيادة علم الخضر على علم موسى عليه السلام

وهو أعلم منه بنص الخبر في صحيح البخاري لما قال موسى عليه السلام لبني إسرائيل وقد قالوا له : هل في الأرض أعلم منك فقال : لا ، فأوحى اللّه تعالى إليه أن في مجمع البحرين رجلا أعلم منك ودله على الخضر عليهما السلام حتى وقع منهما ما وقع ، لأن الظاهر من خصائص النسبة النفسانية وهي حال الدنيا لا غير ، وعلم الباطن من خصائص النسبة الإلهية وهي حال الآخرة ، والدنيا سريعة الزوال فهي قليلة بالنظر إلى الآخرة ، والآخرة أبقى فعلمها أعظم .

قال رضي الله عنه :  (فكان هذا الإعلام من الخضر لموسى) عليهما السلام (دواء) ، أي مداواة منه لما جرّحه ، أي جرح الخضر عليه السلام به من الكلام في قوله له أوّل ما اجتمع به ("وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً") [ الكهف : 68 ] مع علمه) ، أي الخضر عليه السلام (بعلو رتبته) ، أي موسى عليه السلام عليه (بالرسالة وليست تلك الرتبة) التي لموسى (للخضر) عليه السلام (وظهر ذلك) ، أي الإعلام بأنه على علم لا يعلمه الآخر وبالعكس (في) هذه (الأمة المحمدية) ، أي المنسوبة إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم (في حديث إبار) ، أي تلقيح القوم (النخل) لما مر عليهم النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : « لو تركوها أصلحت فتركوها فلم تثمر تلك السنة وأخبروه (فقال) عليه السلام لأصحابه (أنتم أعلم) ، أي مني ("بأمور دنياكم") » . روى نحوه ابن ماجة ورواه ابن حبان في صحيحه ورواه غيرهما .

فهم على علم لا يعلمه هو كما هو على علم لا يعلموه هم (ولا شك أن العلم بالشيء) ، أي شيء كان (خير من الجهل به) ، فعلمهم خير في الجملة من الجهل به ، والأعلمية زيادة علم ، وتلك الزيادة لم تكن للنبي صلى اللّه عليه وسلم فهي علمهم الذي هو خير من الجهل بها ؛

قال رضي الله عنه :  (ولهذا) ، أي لكون العلم مطلقا صفة كمال (مدح اللّه) تعالى (نفسه بأنه بكل شيء عليم ، فقد اعترف) النبي (صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه) صلى اللّه عليه وسلم ، أي أكثر علما مع مشاركته لهم في الأصل فلا يرد أنه صلى اللّه عليه وسلم علم علم الأوّلين والآخرين كما ورد في الحديث (لكونه) صلى اللّه عليه وسلم (لا خبرة له بذلك) ، أي بمصالح الدنيا ، وإن كان له بذلك علم (فإنه) ، أي علم الخبرة (علم ذوق وتجربة) ، أي حاصل عنها (ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك) بطريق الخبرة والتجربة مثلهم حتى تثبت له الأعلمية به (بل كان) صلى اللّه عليه وسلم (شغله بالأهم فالأهم) من أمور الدين والإسلام .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

قال رضي الله عنه :  ( فسكت موسى فوقع الفراق فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهي حقه و ) إلى ( إنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى حيث قال له أنا على علم علمنيه اللّه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمك اللّه لا أعلمه أنا فكان هذا الأعلام من الخضر لموسى دواء لما جرحه به ) . أي لما جعل الخضر موسى عليهما السلام مجروحا به و

قال رضي الله عنه :   ( في قوله "وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً" مع علمه بعلو مرتبته ) أي مع كون الخضر عالما بعلو مرتبة موسى ( بالرسالة وليست تلك المرتبة ) وهي الرسالة ( للخضر ) فإن الخضر نبيّ لا رسول ( وظهر ذلك ) الانصاف ( في الأمة المحمدية ) أي من نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلّم في حق أمته ( في حديث إبار النخل فقال لأصحابه : « أنتم أعلم بأمور دنياكم ».

"" الحديث : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ بقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ، فَقالَ: لو لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قالَ: فَخَرَجَ شِيصًا، فَمَرَّ بهِمْ فَقالَ: ما لِنَخْلِكُمْ؟ قالوا: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا، قالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بأَمْرِ دُنْيَاكُمْ. رواه مسلم والبزار في البحر الزاخر و العراقيى في تخريج الإحياء وابن رجب  والهيتمي في مجمع الزوائد. شعيب الأرناؤوط في مشكل الآثار "".

قال رضي الله عنه :   (ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به ولهذا ) أي ولأجل كون العلم بالشيء خيرا من الجهل به .

قال رضي الله عنه :  ( مدح اللّه نفسه بأنه كل شيء عليم فقد اعترف عليه السلام لأصحابه بالعلم بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه). أي من الرسول وإنما كانوا أعلم بمصالح الدنيا من الرسول
 ( لكونه ) أي لكون الرسول ( لا خبرة ) أي لا علم ( له بذلك ) الأمر وهو تأبير النخل وأمثاله ( فإنه ) أي هذا العلم ( علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ ) أي لم يشغل ( عليه السلام لعلم ذلك ) الأمر الدنيوي .

قال رضي الله عنه :  ( بل كان شغله بالأهم فالأهم).

 
شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

قال رضي الله عنه :  ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا». فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر. و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم». ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

كلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث كمل العلم الإلهي، فإن بهما حصل الكمال
ثم ذكر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

قال رضي الله عنه :  ( فسكت موسى ووقع الفراق ، فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهيّ حقّه ، واتّصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى ، حيث قال : أنا على علم علَّمنيه الله ، لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علَّمكه الله لا أعلمه أنا ، فكان هذا الإعلام من الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله :" وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ به خُبْراً " مع علمه بعلوّ رتبته بالرسالة ، وليست تلك الرتبة للخضر ، فظهر ذلك في الأمّة المحمدية في إبار النخل ، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابه : « أنتم أعلم بمصالح دنياكم » ولا شكّ أنّ العلم بالشيء خير من الجهل ، ولهذا مدح الله نفسه بأنّه بكل شيء عليم ، فقد اعترف صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابه بأنّهم أعلم بمصالح الدنيا منه ، لكونه لا خبرة له بذلك ، فإنّه علم ذوق وتجربة ، ولم يتفرّغ صلَّى الله عليه وسلَّم لعلم ذلك ، بل كان شغله بالأهمّ فالأهم ).

قال العبد أيّده الله به : اعلم : أنّ الخضر صلوات الله عليه صورة الاسم « الله » الباطن ، وله علوم الولاية والقرب والغيب ، وأسرار القدر ، وعلوم الهوية والإنيّة ، والعلوم اللدنّية والأسرار ، ولهذا محتد ذوقه الوهب والإيتاء ،
قال الله تعالى - : " فَوَجَدا عَبْداً من عِبادِنا آتَيْناه ُ رَحْمَةً من عِنْدِنا وَعَلَّمْناه ُمن لَدُنَّا عِلْماً " وكما كان يشير إلى ذلك في كلماته الكاملات لموسى :
بقوله :" فَأَرادَ رَبُّكَ "  فوحد وعين إنية الربوبية ، وأخبر عن الإرادة الربانية الباطنة ،
وقال :"فَأَرَدْتُ "  فعيّن وقيّد ، وأخبر عن تعيين علمه وتخصيص إرادته بعض ما في باطنه ،
وقال :" فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْه ُ زَكاةً " فجمع في الكناية ، وهو عين التوحيد وأحدية الإرادة والتصرّف والعلم عن ذوق وخبرة ، و
كل ذلك إشارة منه صلَّى الله عليه إلى أسرار البطون والغيب وخفّيات الغيبة وأسرار المشيّة وسرائر الإرادة .

وأمّا موسى عليه السّلام فصورة الاسم « الظاهر » ، وله الرسالة والنبوّة وعلوم التشريع من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والحكم بالظاهر ، ولذلك معجزاته في كمال الظهور والوضوح ، فلمّا أراد الله تكميل موسى بالجمع بين التجليات الظاهرة والباطنة وعلوم النبوّة وما في استعداده من علوم الولاية ،
وكان موسى قد ظهر بدعوى بين قومه أنّه أعلم أهل الأرض وذلك في ملأ من بني إسرائيل ، فأوحى الله إلى موسى ، بل عبد لنا بمجمع البحرين - أي بين بحرى الوجوب والإمكان ، أو بحر الظاهر وبحر الباطن ، أو بحر النبوّة وبحر الولاية  ،
فاستحى موسى من دعواه ، فسأل الله أن يقدّر الصحبة بينهما واستأذن في طلب الاجتماع به ، حتى يعلَّمه ممّا علَّمه الله ، فلو آثر صحبة الله وأخذ العلم منه من طريق الولاية ، من حيث إنّ كلّ نبيّ وليّ وأنّ الولاية باطن النبوّة ، لأغناه الله عن اتّباع الخضر ،

ولكنّه آثر صحبة الله المتجلَّي من الحضرة الخضرية والتجليات الباطنة الخفية والأسرار العليّة الإلَّيّة الحقّية ، فلمّا وقع الاجتماع ، ظهر النزاع لما بين الظهور والبطون من المباينة والمغايرة ،
وبعد حصول ما أراد الله إيصاله إلى موسى من ذلك في صحبة الخضر - صلى الله عليهما - كما بيّنّا ، وقع الفراق ،

 لأنّ الظاهر - من كونه ظاهرا - يفترق من الباطن من كونه باطنا ولا بدّ ، ولنا بحمد الله من المقام الخضري والمقام الموسوي من الوارث المحمدي حظَّ وافر ، والحمد لله الأوّل والآخر الباطن الظاهر .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )
 
قال رضي الله عنه :  ( فسكت موسى ووقع الفراق ، فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهي حقه ، وإنصاف الخضر عليه السلام فيما اعترف به عند موسى حيث قال : أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا ، فكان هذا الإعلان من الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله :" وكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ به خُبْراً " مع علمه بعلو مرتبته بالرسالة وليست تلك الرتبة للخضر ، فظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث آبار النخل ، فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه « أنتم أعلم بأمور دنياكم » ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به ، ولهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم ، فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ، ولم يتفرغ عليه الصلاة والسلام لعلم ذلك بل كان شغله بالأهم فالأهم).

اعلم أن الخضر عليه السلام صورة اسم الله الباطن ومقامه مقام الروح ، وله الولاية والغيب وأسرار القدر وعلوم الهوية والإنية والعلوم اللدنية ، ولهذا كان محتد ذوقه الوهب والإيتاء ، قال تعالى :" فَوَجَدا عَبْداً من عِبادِنا آتَيْناه رَحْمَةً من عِنْدِنا وعَلَّمْناه من لَدُنَّا عِلْماً "
 ولكماله في علم الباطن لما بين لموسى عليه السلام تأويل ما لم يستطع عليه صبرا من الوقائع الثلاث .
قال في الأولى :" فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها " بالتقييد والإخبار عن تخصيص إرادته بعض ما في باطنه من معلوماته .
وفي الثانية : " فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْه زَكاةً " لجمع الضمير في الإرادة .
وفي الثالثة : " فَأَرادَ رَبُّكَ " بتوحيد الضمير والإخبار عن الإرادة الربانية الباطنة ،

كل ذلك إشارة منه إلى سر التوحيد وأحدية الإرادة والتصرف والعلم في الظاهر والباطن عن ذوق وخبرة ، وأن الذي ظهر في المظاهر من الصفات الثلاث هي عين الصفات القديمة الباطنة من غير تعدد بحسب الحقيقة ، وهو من أسرار علوم الولاية .

وأما موسى عليه السلام فهو صورة اسم الله الظاهر ومقامه مقام القلب ، وله علوم الرسالة والنبوة والتشريع من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والحكم بالظاهر ، ولذلك كانت معجزاته في غاية الوضوح والظهور ،
فلما أراد الله تكميل موسى بالجمع بين التجليات الظاهرة والباطنة وعلوم نبوة وما في استعداده من علوم الولاية ، فكان موسى قد ظهر بين قومه بدعوى أنه أعلم أهل الأرض وذلك في ملأ من بني إسرائيل ،

فأوحى الله إليه : بل عبد لنا بمجمع البحرين : أي بين بحرى الوجوب والإمكان ، أو بحرى الظاهر والباطن ، أو بحرى النبوة والولاية ، فاستحى موسى من دعواه فسأل الله أن يقدر الصحبة بينهما ، واستأذن في طلب الاجتماع حتى يعلمه مما علمه الله ، فلو آثر صحبة الله وأخذ علم الولاية منه لإغناء الله عن اتباع الخضر ، فلما وقع الاجتماع ظهر النزاع لما بين الظهور من حيث الظهور ، والبطون من حيث البطون من المغايرة والمباينة ، فلذلك وقع بينهما الفراق بعد حصول ما قدر الله إيصاله إليه بصحبة الخضر من العلم ، ولا بد للمحمدي من الجمع بين الظاهر والباطن اتباعا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

قال رضي الله عنه :  ( فسكت موسى ووقع الفراق . فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهي حقه ) أي ، وتوفيتهما الأدب الإلهي حقه وإلى.

قال رضي الله عنه :  ( إنصاف الخضر ، عليه السلام ، فيما اعترف به عند موسى ، عليه السلام ، حيث قال : " أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا " فكان هذا الإعلام من الخضر لموسى عليها السلام دواء لما جرحه به في قوله : "وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " . مع علمه بعلو رتبته بالرسالة ، وليست تلك الرتبة للخضر . وظهر ذلك في الأمة المحمدية ) .

أي ، ظهر مثل ذلك الإنصاف من نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، بالنسبة إلى أمته ( في حديث ( إبار النخل ) : فقال، عليه السلام، لأصحابه : "أنتم أعلم بأمور دنياكم " .

قال رضي الله عنه :  ( ولا شك أن العلم بالشئ خير من الجهل به، ولهذا مدح الله تعالى نفسه بأنه بكل شئ عليم .
فقد اعترف، صلى الله عليه وآله، لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح دنياهم منه، لكونه لا خبرة له بذلك، فإنه علم ذوق وتجربة، ولم يتفرع، عليه السلام، لعلمه ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم) فقد نبهتك على أدب عظيم تنتفع به إن استعملت نفسك فيه وتأديت بين يدي عباد الله بعدم الظهور بالدعوى والأنانية .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

قال رضي الله عنه :  ( فسكت موسى ووقع الفراق ، فانظر إلى كمال هذين الرّجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهيّ حقّه .
وإنصاف الخضر عليه السّلام فيما اعترف به عند موسى عليه السّلام حيث قال له : " أنا على علم علّمنيه اللّه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علّمكه اللّه لا أعلمه أنا "). رواه البخاري وابن حبان
( فكان هذا الإعلام من الخضر دواء لما جرّحه به في قوله :وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً [ الكهف : 68 ] مع علمه بعلوّ رتبته بالرّسالة ، وليست تلك الرّتبة للخضر ، وظهر ذلك في الأمّة المحمّديّة في حديث إبار النّخل ؛ فقال عليه السّلام لأصحابه :"أنتم أعلم بمصالح دنياكم" .) رواه ابن حبان والطبراني في الكبير والبزار في المسند

( ؛ فسكت موسى ) عند إخبار الخضر إياه بالفراق (ووقع الفراق ، فانظر إلى كمال هذين الرّجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهيّ حقّه ) ؛ فإن توفية كل منهما حق الأدب بالنسبة إلى الآخر كان للّه ، ومن اللّه فكان أدبهما إلهيّا .

قال رضي الله عنه :  وإنصاف الخضر عليه السّلام فيما اعترف به عند موسى عليه السّلام حيث قال له : «أنا على علم علّمنيه اللّه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علّمكه اللّه لا أعلمه أنا»  ؛ فكان هذا الإعلام من الخضر دواء لما جرّحه به في قوله :وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً [ الكهف : 68 ] مع علمه بعلوّ رتبته بالرّسالة ،
وليست تلك الرّتبة للخضر ، وظهر ذلك  الإنصاف الذي ظهر من الخضر من محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ( في ) شأن ( الأمّة المحمّديّة في حديث إبار النّخل ؛ فقال عليه السّلام لأصحابه : « أنتم أعلم بمصالح دنياكم ») مع كونهم دون كثير من الناس في الأمور الدنيوية ؛ لكثرة أشغالهم بالأمور الأخروية ؛ فأنصف لهم بتفضيلهم على نفسه .

قال رضي الله عنه :  ( ولا شكّ أنّ العلم بالشّيء خير من الجهل به ، ولهذا مدح اللّه نفسه بأنّه بكلّ شيء عليم ، فقد اعترف صلّى اللّه عليه وسلّم بأنّهم أعلم بمصالح دنياهم منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنّه علم ذوق وتجربة ، ولم يتفرّغ عليه السّلام لعلم ذلك ، بل كان شغله بالأهمّ فالأهمّ )

"" أضاف المحقق :
لما أظهر موسى عليه السّلام مع فرعون ما كان عليه من أمر الرسالة والخلافة واقتضى الوقت أن يظهر فرعون أيضا ما كان عليه من الكمال كما أشار إليه رضي اللّه عنه . شرح الجامي ""

وذلك لأنه ( لا شكّ أن العلم بالشيء ) ، وإن كان أدنى ( خير من الجهل به ) ، وإن لم يضره ذلك في الكمالات الإنسانية التي خلق لها ؛ ( ولهذا مدح اللّه نفسه بأنه بكل شيء عليم ) ، وإذا كان العلم بالشيء كمالا للعالم وعدمه نقصا ،

قال رضي الله عنه :  ( فقد اعترف صلّى اللّه عليه وسلّم ) لأصحابه بالكمال على نفسه ، وإن كان لا يعابه في الكمالات النبوية ، ( فإنهم أعلم بمصالح دنياهم )  مع أنه ليس بجاهل بذلك ؛ لأنه الأصل في جميع العلوم ، لكنهم فضلوا عليه بالخبرة ؛ ( لكونه لا خبرة له بذلك ) ، فكأنه لا علم له أصلا ، ( فإنه علم ذوق وتجربة ، ولم يتفرغ عليه السّلام لعلم ذلك ) ، وإن كان في قوة استعداده ، ( بل كان شغله في الأهم والأهم ) ؛ لأنه لا نهاية لما في استعداده ،
وإذا أخبرتك عن رعاية الخضر رتبة رسالة موسى ، ورعاية موسى رتبة ولاية الخضر ومشيخته ، وعن إنصاف الخضر لموسى ، وإنصاف محمد لأصحابه صلّى اللّه عليه وسلّم ،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

 ( فسكت موسى ) عند إخبار الخضر إيّاه بالفراق وإجازته ذلك عنه ، ( فوقع الفراق ) من قبل موسى وسكوته عند الإخبار والاستجازة .

الكلام متعلق بالنبوّة والكتاب بالرسالة
ثمّ هاهنا نكتة جليلة لا بدّ من التلويح إليها ، وهي أنّك قد عرفت فيما بيّن لك أنّ ما يرسل به الرسل من الحروف له طرف ظاهر كلامي يتعلَّق بخصوصيّته النبويّة ، وطرف باطن كتابيّ يتعلَّق بخصوصيّته الولائيّة .
وكما أنّ الأول إنّما يظهر عند تموّج الهواء وتكيّفه بالكيفيّات المسموعة ، كذلك الثاني لا تظهر إلَّا بتوسّط الضياء وتكيّفه بالكيفيّات المبصرة .

وإذا تقرّر هذا فاعلم إنّ موسى بناء على الأصل الممهّد آنفا له استحقاق الظهور بالخصوصيّة النبويّة ، فلذلك عيّن له منصب الكليميّة وفاز به ، فلا بدّ أن يتحقّق بإزائه في زمانه من له استحقاق الظهور بالخصوصيّة الولائيّة وتعيّن بصورته الكتابيّة - وهو الخضر - فمن تأمّل في هذه التلويح ظهر له وجوه من الحكم منها سبب تسميته « خضرا » ودوام حياته وخوضه في الظلمات - إلى غير ذلك .

مراعاة موسي وخضر عليهما السّلام كمال الأدب الإلهي في التعليم والتعلَّم
قال رضي الله عنه  : ( فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم ) بشرائط التعليم والتعلَّم وانتهاج طريق الأدب فيهما خالصا عن شائبتي الرعونة والاستنكاف ، وهو الأدب الإلهيّ المنزّه عن حكم الكون ،
ولذلك قال رضي الله عنه  : ( وتوفية الأدب الإلهيّ حقّها ) ، وهو القيام بحقوق كلّ ذي رتبة من الاتّضاع له على قدر ما عليه من الارتفاع ، كسؤال موسى مع علوّ شأنه في الرسالة والخلافة : "هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً " .

قال رضي الله عنه  : ( وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى ، حيث قال : " أنا على علم علَّمنيه الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علَّمك الله لا أعلمه أنا " ، فكان هذا الإعلام من الخضر ) الذي له رتبة التعليم والإرشاد في هذه الصحبة .

""أضاف الجامع :
حديث الحميدي: ( .... قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا فسلم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا، قال: (إنك لن تستطيع معي صبرا)، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، فقال موسى: "ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا" [الكهف: 69]، فقال له الخضر: "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا" [الكهف: 70]، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر....) صحيح البخاري و ابن حبان والبيهقي و مسند احمد ومسند الحميدي و الجامع الصغير للسيوطي ومسند ابي عوانه . ""

قال رضي الله عنه  : ( لموسى دواء لما جرحه به في قوله : " وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ به خُبْراً ") كما هو مقتضى حكم الإرشاد والتسليك من تمكين السالك الطالب أولا في مقام التخلية مطلقا ، عمّا هو بصدد طلبه من الكمالات ،
وتنبيهه آخرا على ما هو المتحلَّى به في نفسه فمكَّن الخضر موسى في مقام التخلية أولا ( مع علمه بعلوّ مرتبته بالرسالة ، وليست تلك المرتبة للخضر ) وفاء بما له من الرتبة وتعليما للعباد من الأمم الآتية .

قال رضي الله عنه  : ( وظهر ذلك ) الإنصاف ( في الامّة المحمّديّة ) بالنسبة إلى محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم على كماله الأتمّ

قال رضي الله عنه  : ( في حديث إبار النخل ، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابه : « أنتم أعلم بمصالح دنياكم » ) واعترف بأعلميّة الامّة في المصالح الجزئيّة ،

قال رضي الله عنه  : ( ولا شكّ أنّ العلم بالشيء ) مطلقا جزئيّا كان أو كليّا ( خير من الجهل به ) والاتّصاف به هو الكمال ، ( ولهذا مدح الله نفسه بأنّه :"  بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " فقد اعترف صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابه بأنّهم أعلم بمصالح الدنيا منه ، لكونه لا خبرة له بذلك ، فإنّه علم ذوق وتجربة ) يحتاج إلى تكرّر مباشرة لذلك الفعل الذي هو مبدأ استعلامه ،

قال رضي الله عنه  : ( ولم يتفرّغ عليه السّلام لعلم ذلك ) الجزئيات المستحصلة من الأفعال ( بل كان شغله بالأهمّ فالأهمّ ) مما له دخل في أمر كماله الختميّ .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفيقة الأدب الإلهي حقه وإنصاف الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له «أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت، و أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا».
فكان هذا الإعلام في الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله «وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» مع علمه بعلو رتبته بالرسالة، و ليست تلك الرتبة للخضر.
و ظهر ذلك في الأمة المحمدية في حديث إبار النخل، فقال عليه السلام لأصحابه «أنتم أعلم بمصالح دنياكم».
ولا شك أن العلم بالشيء خير من الجهل به: و لهذا مدح الله نفسه بأنه بكل شيء عليم فقد اعترف صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم )

قال رضي الله عنه :  ( فسكت موسى ووقع الفراق. فانظر إلى كمال هذين الرّجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهيّ حقّه.  وإنصاف الخضر عليه السّلام فيما اعترف به عند موسى عليه السّلام حيث قال له : « أنا على علم علّمنيه اللّه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علّمكه اللّه لا أعلمه أنا » .  فكان هذا الإعلام من الخضر دواء لما جرّحه به في قوله : وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً [ الكهف : 68 ] مع علمه بعلوّ رتبته بالرّسالة ، وليست تلك الرّتبة للخضر ، وظهر ذلك في الأمّة المحمّديّة في حديث إبار النّخل ، فقال عليه السّلام لأصحابه : « أنتم أعلم بمصالح دنياكم »  ولا شكّ أنّ العلم بالشّيء خير من الجهل به ).

قال رضي الله عنه :  (فسكت موسى ) عند إخبار الخضر إياه بالفراق ( فوقع الفراق فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهي حقه ) ، فإن توفية كل منهما حق الأدب بالنسبة إلى الآخر كان للّه ومن اللّه فكان أدبهما إلهيا .

قال رضي الله عنه :  ( وإنصافه الخضر فيما اعترف به عند موسى عليه السلام حيث قال له : « أنا على علم علمنيه اللّه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه اللّه لا أعلمه أنا ») رواه البخاري  و مسلم وابن حبان في صحيحه  والترمذي و البيهقي  ورواه غيرهما .
"" أضاف الجامع :
من حديث مسلم : (.....  فقال له الخضر: أنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ [ص:1849] قال: نعم، قال: إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه، قال له موسى عليه السلام: "هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا". قال: إنك لن تستطيع معي صبرا. وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا. قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) قال له الخضر "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا" [الكهف: 70]، قال: نعم، فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر.....) . ""

قال رضي الله عنه :  (فكان هذا الإعلام من الخضر لموسى دواء لما جرحه به في قوله :وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً( 68 ) مع علمه بعلو مرتبته بالرسالة وليست تلك المرتبة للخضر وظهر مثل ذلك ) .

الإنصاف الذي ظهر من الخضر من محمد صلى اللّه عليه وسلم ( في ) شأن ( الأمة المحمدية في حديث إبار النخل فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : « أنتم أعلم بمصالح دنياكم » ) « رواه ابن حبان في صحيحه ،  والطبراني في المعجم الكبير ورواه غيرهما » .

"" أضاف الجامع :
حديث مسلم : (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون، فقال: «لو لم تفعلوا لصلح» قال: فخرج شيصا، فمر بهم فقال: «ما لنخلكم؟» قالوا: قلت كذا وكذا، قال: «أنتم أعلم بأمر دنياكم») رواه مسلم والترمذي ومسند السراج ومسند أحمد و الجامع الصغير للسيوطي .""
فاعترف بأعلميتهم في المصالح الجزئية ( ولا شك أن العلم بالشيء ) مطلقا جزئيا كان أو كليا

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا مدح اللّه نفسه بأنّه بكلّ شيء عليم . فقد اعترف صلى اللّه عليه وسلم بأنّهم أعلم بمصالح دنياهم منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنّه علم ذوق وتجربة ولم يتفرّغ عليه السّلام لعلم ذلك ، بل كان شغله بالأهمّ فالأهمّ ).

قال رضي الله عنه :  ( خير من الجهل ، ولهذا مدح اللّه نفسه بأنه بكل شيء عليم ، فقد اعترف صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح الدنيا منه لكونه لا خبرة له بذلك فإنه علم ذوق وتجربة ولم يتفرغ عليه السلام لعلم ذلك بل كان شغله بالأهم فالأهم ) ، ما له دخل في أمر الرسالة.
 .
واتساب

No comments:

Post a Comment