Monday, March 16, 2020

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الرابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الرابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الرابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

قال رضي الله عنه :  ( ثمّ أنّه لمّا وقع عليه الطّلب خرج فارّا خوفا في الظّاهر وكان في المعنى حبّا في النّجاة ، فإنّ الحركة أبدا إنّما هي حبّيّة ، ويحجب النّاظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك .  وذلك لأنّ الأصل حركة العالم من العدم الّذي كان ساكنا فيه إلى الوجود ، ولذلك يقال إنّ الأمر حركة عن سكون : فكانت الحركة الّتي هي وجود العالم حركة حبّ . وقد نبّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ذلك بقوله : " كنت كنزا مخفيّا لم أعرف فأحببت أن أعرف" ).

قال رضي الله عنه :  (ثم إنه) ، أي موسى عليه السلام (لما وقع عليه الطلب) بالقتل من قوم فرعون حين قتل القبطي (خرج) من مصر (فارا) ، أي هاربا من فرعون وقومه لما علم بذلك قال تعالى :وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ( 20 ) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( 21 ) [ القصص : 20 21 ] .
وكان خروجه (خوفا في الظاهر) من القتل (وإن كان في المعنى حبا) ، أي رجاء وطمعا (في النجاة) والسلامة (فإن الحركة) خصوصا السريعة (أبدا إنما هي حبية) ، أي منسوبة إلى الحب بمعنى المحبة ، فإن مبدأها الشوق إلى التحرك إليه من كل أمر (ويحجب الناظر فيها) ، أي في الحركة عن معرفة كونها حبية (بأسباب أخر) غير الحب الداعي إليها تسمى بها مقاصد الحركة كالأكل والشرب والكلام والمشي ونحو ذلك (وليست تلك) الأسباب بحاجبة في نفس الأمر للمتأمل .

قال رضي الله عنه :  (وذلك) ، أي بيان كون الحركة حبية (لأن الأصل) في التكوين (حركة العالم) ، أي المخلوقات (من العدم الذي كان) ذلك العالم (ساكنا فيه) على معنى التوهم إذ العالم كان عدما صرفا في نفسه (إلى الوجود) الذي اتصف به ظاهرا وهي حركة أمر اللّه تعالى الذي قام به خلقه كلمح بالبصر وهو قوله :كُنْ فَيَكُونُ؛

قال رضي الله عنه :  (ولذلك) ، أي لأجل ما ذكر (يقال) عند المحققين (إن الأمر) الإلهي (حركة) تصدر (عن سكون) متقدم فيها فيتحرك الساكن الذي هو المأمور بالحركة التي هي ذلك الأمر ، كالانفعال الذي هو عين ظهور فعل الفاعل كقولهم : كسرت الإناء فانكسر ، فحركة الكسر هي بعينها حركة الانكسار ، ظهرت على المنفعل لها ، وكانت ساكنة فيه .

قال رضي الله عنه :  (فكانت الحركة التي هي) نفس (وجود العالم) ، لأنها عين الأمر الإلهي (حركة حب) ، أي محبة من صاحب الأمر تعالى (وقد نبّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ذلك) ، أي كون حركة وجود العالم حبية بقوله في الحديث القدسي (" كنت كنزا مخفيّا لم أعرف") بالبناء للمفعول ("فأحببت أن أعرف ") بالبناء للمفعول أيضا وبقية الحديث : " فخلقت خلقا تعرفت إليهم فبي عرفوني ".

قال رضي الله عنه :  ( فلولا هذه المحبّة ما ظهر العالم في عينه . فحركته من العدم إلى الوجود حبّ الموجد لذلك ، ولأنّ العالم أيضا يحبّ شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا ، فكانت بكلّ وجه حركته من العدم الثّبوتي إلى الوجود حركة حبّ من جانب الحقّ ومن جانبه فإنّ الكمال محبوب لذاته .   وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غنيّ عن العالمين هو له وما بقي له إلّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الّذي يكون من هذه الأعيان ، أعيان العالم ، إذا وجدت . فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين . )

قال رضي الله عنه :  (فلولا هذه المحبة) من الحق تعالى (ما ظهر) هذا (العالم في عينه) ، أي عين العالم إذ العالم ظاهر للحق تعالى من الأزل وليس بظاهر لنفسه فظهر بالمحبة القديمة (فحركته) ، أي حركة المحبة للعالم (من العدم) الذي هو فيه (إلى الوجود) الذي اتصف به ظاهرا (حركة حب) ، أي محبة (الموجد) ، أي الحق تعالى الذي أوجد العالم (لذلك) ، أي لإيجاد العالم ليعرف به .

قال رضي الله عنه :  (ولأن العالم أيضا يحب شهود) ، أي معاينة (نفسه وجودا) ، أي موجودة (كما شهدها )، أي نفسه (ثبوتا) أي ثابتة في عدمها الأصلي (فأنت بكل وجه) من الوجوه (حركته) أي العالم (من العدم الثبوتي) الأصلي (إلى الوجود) الذي اتصف به (حركة حب) أي لمحبة (من جانب الحق) تعالى (ومن جانبه) اي العالم أيضا فإن الكمال الذي هو الموجود (محبوب لذاته) أي من حيث هو وجود فيحبه الحق تعالى للعالم ويحبه العالم لنفسه .

قال رضي الله عنه :  (وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين) أي من حيث ذاته المجردة عن اعتبار مراتب أسمائه وصفاته هو أي ذلك العلم ثابت له تعالى فهو عالم بذاته أزلا أبدا ، وأما علمه تعالى بنفسه من حيث مراتب أسمائه وصفاته فقد أشار إليه بقوله (وما بقي له إلا تمام مرتبة العلم) الإلهي (بالعلم الحادث) في الظهور لا في الثبوت (الذي يكون من هذه الأعيان) الكونية بنفسها وبغيرها على قدر استعدادها في معرفة الغير ومقدار طاقتها ، فكان علمها هو علمها بنفسها عند التحقيق .

قال رضي الله عنه :  (أعيان) بدل من الأعيان (العالم) كالملك والإنس والجن ، بل كل المخلوقات ذات علم عندنا كما تقتضيه العبارة هنا (إذا وجدت) أي تلك الأعيان من عدم نفسها ، فإن العلم القديم بها من حيث إنها حضرات الأسماء والصفات يتفرق عليها بحسبها معلومة فيه (فتظهر صورة الكمال) الإلهي للحق تعالى (بالعلم المحدث) وهو علمه تعالى بمظاهر مراتب أسمائه وصفاته ، وذلك قوله تعالى :أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ[ النساء : 166 ] وقوله :ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ( 2 ) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ[ الأنبياء : 2 - 3 ] .

قال رضي الله عنه :  (و) العلم (القديم) وهو علمه تعالى بذاته المجردة من كل مرتبة (فتكمل) حينئذ من حيث الظهور إذ هي من حيث الثبوت كاملة للّه تعالى (مرتبة العلم) الإلهي (بالوجهين) وجه الذات ووجه الأسماء والصفات .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

قال رضي الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارّا خوفا في الظاهر وكان في المعنى حبا للنجاة ) ففعل موسى بنفسه مثل ما فعلته أمه به ، فمثل فرار موسى كمثل فعل التابوت من أمه في أن صورة كل منهما خوف ومعناهما حب .

قال رضي الله عنه :  ( فإن الحركة أبدا إنما هي حبية ويحجب ) مبني للمفعول ( الناظر فيها ) أي في الحركة ( بأسباب أخر ) كالخوف والغضب وغير ذلك ( وليست تلك الأسباب ) المحجبة للناظر أسبابا لها على الحقيقة بل إنما كان سببا حبا ( وذلك ) أي وبيانه أي أن الحركة لا تكون أبدا إلا حبية ( لأن الأصل حركة العالم من العدم الذي كان ) العالم ( ساكنا فيه ) أي العدم ( إلى الوجود ) يتعلق بالحركة ( ولذلك ) الأصل ( يقال إن الأمر ) أي الوجود ( حركة عن سكون فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة الحب وقد نبه رسول اللّه عليه السلام على ذلك ) الحب .

قال رضي الله عنه :  ( بقوله : « كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف » ، فلو لا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه ) أي في وجوده الخارجي ( وحركته ) أي حركة العالم .

قال رضي الله عنه :  ( من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك ) العالم أي السبب لحركة العالم حب اللّه الموجد للعالم فكان الحق يحب حركة العالم من العدم إلى الوجود ليكون مرآة لكمالاته الذاتية والاسمائية والصفاتية ( ولأن العالم أيضا يحب ) في حال عدمه ( شهود نفسه وجودا ) خارجيا ( كما شهدها ثبوتا ) أي في الأعيان الثابتة .

قال رضي الله عنه :  ( فكانت ) الحركة ( بكل وجه حركته ) أي حركة العالم ( من العدم الثبوتي إلى الوجود العيني حركة حب من جانب الحق وجانبه ) أي جانب العالم وإنما كانت الحركة حبية .

قال رضي الله عنه :  ( فإن الكمال محبوب لذاته ) يقول الحركة حبية لأنه وجود عيني والوجود كمال والكمال محبوب لذاته والحركة محبوبة لذاتها ( وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين هو له ) أي هذا العلم علمه تعالى لذاته بذاته مختص للَّه تعالى وهو تمام مرتبة العلم الأزلي القديم .

قال رضي الله عنه :  ( وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان أعيان العالم إذا وجدت فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث و ) العلم .

( القديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين ) أي تكمل مرتبة العلم بالعلم القديم الذي كان من ذاته تعالى من حيث غناه عن العالمين وهو الوجه القديم وتكمل بالعلم بالحادث الذي يكون في صور الأعيان الخارجية وهو الوجه الحادث .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

قال رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب. وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه. فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

كلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث كمل العلم الإلهي، فإن بهما حصل الكمال
ثم ذكر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

قال رضي الله عنه  : ( ثم إنّه لمّا وقع عليه الطلب ، خرج فارّا خوفا في الظاهر وكان في المعنى حبّا في النجاة ، فإنّ الحركة أبدا إنّما هي حبّية ، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر وليست تلك ، وذلك لأنّ الأصل حركة العالم من العدم - الذي كان ساكنا فيه - إلى الوجود ، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون ، فكانت الحركة - التي هي وجود العالم - حركة حبّية ، قد نبّه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على ذلك ، بقوله : « كنت كنزا لم أعرف ، فأحببت أن أعرف » فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم في عينه ، فحركته من العدم إلى الوجود حركة حبّ الموجد لذلك ، ولأنّ العالم أيضا يحبّ شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا ، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حبّية من جناب الحق وجانبه ، فإنّ الكمال محبوب لذاته .  وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غنيّ عن العالمين - هو له وما بقي له إلَّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان ، أعيان العالم إذا وجدت ، فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم ، فتكمل مرتبة العلم بالوجهين ).

يعني : إذا أضيف إلى الأزلي في غير الأزلي ، كما مرّ في الفصّ الشيثي ، فتذكَّر .

يشير رضي الله عنه  إلى أنّ حركة موسى وفراره ، وإن كانت - على ما علَّل ذلك عند فرعون بقوله : " فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ "  بسبب الخوف ، وكذلك حركة كل ذي خوف وفراره " من أمر مخوف وإن كان بالنظر الظاهر معلَّلا بسبب قريب وهو الخوف ،
ولكنّ التحقيق يقتضي أن لا تكون الحركة عن خوف ، فإنّ الخوف يقتضي السكون والجمود ، ولا يقتضي الحركة ،
وإنّما السبب الموجب للحركة فيمن يفرّ عن مكروه هو حبّ الحياة والنجاة ، فلمّا رأى أمرا يوجب فوت محبوبه - وهو النجاة والحياة - خاف ذلك فتحرّك وفرّ طلبا للحياة ، فموجب الحركة في الحقيقة لم يكن الخوف ، بل الحبّ للنجاة أو الحياة أو غير ذلك ممّا يحبّ وجوده ويخاف عدمه .

ثمّ بيّن  رضي الله عنه  أنّ الحركة في الأصل حبّية ، وذكر في ذلك أسرارا عالية في الجناب الإلهي والعالم ، وأنّها وإن سبقت الإشارة إليها فيما سلف ، ولكن نبحث هاهنا على ما يبقى من الأسرار ، وهو أنّ قوله تعالى على لسان أكمل مظاهره الإنسانية : « أحببت أن أعرف » ليس محتده هذه المحبّة ، وأصل هذا التجلَّي من حيث الذات ، الغنيّة عن العالمين ،
وذلك لأنّ الكمال الذاتي حاصل للذات بالذات ، ومتعلَّق المحبّة أبدا أمر معدوم غير حاصل المعرفة به ، فما يسمّى « غيره » و « سواه » فلم يكن حاصلا ، لعدم المعارف إذ ذاك ، فأحبّ حصوله ووجوده ،

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

قال رضي الله عنه :  ( ثم إنه ) أي موسى ( لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر ، وكان في المعنى حبا في النجاة ، فإن الحركة أبدا إنما هي حبية ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ) كالغضب والخوف والحزن والميل ، وقد يتحقق ذلك مما ذكر في الهوى ، والمحجوب عن الأصل يسندها إلى الأسباب القريبة ، ولهذا عللها لفرعون المحجوب في قوله :" فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ "  بالخوف لاحتجابه عن الأصل ، فإنه لولا حب الحياة لما خاف ، وكيف لا والخوف يقتضي الجمود والسكون لا الحركة .

قال رضي الله عنه :  ( وليست تلك وذلك لأن الأصل حركة العالم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود ، ولذلك يقال : إن الأمر حركة عن سكون فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب ، وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله « كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف » فلو لا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك ) .

أي لأن يعرف ويشهد ذاته من ذاته ومن غيره على تقدير وجود الغير بالاعتبار

قال رضي الله عنه :  ( ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا ، فكانت بكل وجه حركة من العدم الثبوتي إلى الوجود العيني حركة حب من جانب الحق وجانبه ، فإن الكمال محبوب لذاته ، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غنى عن العالمين هو له )
دون اعتبار غيره ، فإنه تعالى من تلك الحيثية ليس إلا الذات وحدها فلم يكن معه شيء

"" إضافة بالي زاده :
( حب الموجد لذلك للعالم ) أي السبب لحركة العالم حب الله الموجد للعالم ، فكان الحق يحب حركة العالم من العدم إلى الوجود ليكون مظهرا لكمالاته الذاتية والأسمائية والصفاتية بالى .
في الوقت متعلق بقوله فذكر : أي ذكر في وقت ملاقاته فرعون ، وهو قوله: "فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ " إلخ الذي أي السبب الأقرب الذي هو كصورة الجسم البشر. اهـ  بالى زاده ""

قال رضي الله عنه :  ( وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان أعيان العالم إذا وجدت ، فيظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فيكمل مرتبة العلم بالوجهين ) .
فإن العلم القديم غيب لم يكن له ظهور وانتشار ، وبالظهور في المظاهر المسمى حدوثا يكمل كمال العلم الغيبي

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

قال رضي الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع عليه الطلب، خرج فارا خوفا في الظاهر وكان في المعنى حبا في النجاة ، فإن الحركة أبدا إنما هي حبية. ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر وليست تلك.) أي ، ومن جملة العناية الإلهية أن موسى خرج فارا من خوف القتل ، وكان ذلك الفرار في الحقيقة حبا في الحياة والنجاة من الهلاك .
ثم بين أن الحركة لا تحصل أبدا إلا عن محبة، وإن كان في الظاهر لها أسباب أخر، كالخوف والغضب وغير ذلك، فيحجب من يعلم الحقائق بالأسباب الظاهرة ويسندها إليها، وليست أسبابها في الحقيقة تلك الأسباب الظاهرة . قوله : ( ويحجب ) مبنى للمفعول .

قال رضي الله عنه :  (وذلك لأن الأصل حركة العالم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة الحب. وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك . ) رواية من الله تعالى .

قال رضي الله عنه :  ( بقوله : "كنت كنزا مخفيا، لم أعرف فأحببت أن أعرف". فلولا هذه المحبة، ما ظهر العالم في عينه . ) أي ، وجوده العيني .
( فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك ) أي ، لوجود العالم ، إذ به تظهر كمالات ذاته وأنوار أسمائه وصفاته .

قال رضي الله عنه :  ( ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا ، كما شاهدها ثبوتا ، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود العيني حركة حب من جانب الحق وجانبه . ) أي ، من جانب العالم : ( فإن الكمال محبوب لذاته ) وهو لا يظهر إلا بالوجود العيني .

قال رضي الله عنه :  ( وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غنى عن العالمين هو له . وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان أعيان العالم إذا وجدت. فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم، فتكمل مرتبة العلم بالوجهين.) هذا جواب عن سؤال مقدر.
وهو أن يقال : الحق، سبحانه وتعالى، قديم، عالم بذاته وبكمالاته كلها، فهي حاصلة له قبل الظهور ووجود العالم في العين، فما فائدة الظهور؟

فقال : علمه بذاته من حيث غنائه عن العالمين حاصل له أزلا وأبدا ، لكن تمام مرتبة العلم هو العلم في صور المظاهر الذاتية، وهو العلم الحادث الذي يظهر في الأعيان عند وجودها. وهو المشار إليه بقوله تعالى : " لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ".

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

قال رضي الله عنه :  (  ثمّ إنّه لمّا وقع عليه الطّلب خرج فارّا خوفا في الظّاهر ، وكان في المعنى حبّا في النّجاة ، فإنّ الحركة أبدا إنّما هي حبّيّة ، ويحجب النّاظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك ، وذلك لأنّ الأصل حركة العالم من العدم الّذي كان ساكنا فيه إلى الوجود ، ولذلك يقال : إنّ الأمر حركة عن سكون ؛ فكانت الحركة الّتي هي وجود العالم حركة حبّ ، وقد نبّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على ذلك بقوله : « كنت كنزا مخفيّا لم أعرف ؛ فأحببت أن أعرف » ).

ولما فرغ عن بيان نجاته من غم التابوت ، وغم قتل فرعون إياه على أنه الغلام الذي هلاك ملك فرعون على يديه ، ونجاة أمه كذلك ، شرع في بيان نجاته من غمّ قتل فرعون إياه قصاصا ، فقال : ( ثم إنه وقع عليه الطلب ) من جهة فرعون ؛ ليقتله قصاصا ، ( خرج ) من ملكه ( فارّا ) من فرعون ؛ ( خوفا ) من القصاص ( في الظاهر ) ،

أي : في ظاهر قصده ، ولكن ( كان ) فراره ( في المعنى ) المطلوب بالذات مضمنا في ذلك القصد ( حبّا في النجاة ) ، إذ الفرار حركة ، ولا يطلب بها بالذات الخوف ، ( إن الحركة ) من حيث يطلب بها الوصول إلى المتحرك إليه ( أبدا ) ، أي : سواء كانت عن خوف أو غضب أو هيمان ، ( إنما هي حبية ) .

أي : راجعة إلى طلب محبوب من وجه من الوجوه ، كالاستقرار في الحيز الطبيعي في الحركة الطبيعية ، والإجراء على خلاف الطبع في القسرية ؛ ( وذلك لأن الأصل ) في الحركات طلب الكمال وهو محبوب ؛ فلذلك كان في أول الحركات ، وهو ( حركة العالم من العدم الذي كان ساكنا فيه ) ، وهو نقص ( إلى الوجود ) ، وهو كمال للعالم ، وكذا لوجود الحق ولعلمه ، لكن من حيث كونها نفس الوجود والعلم .

قال رضي الله عنه :  ( ولذلك ) أي : ولكون وجود العالم حركة عن العدم إلى الوجود ( يقال : إن الأمر ) أي : المطلوب بأمر « كن » ، ( حركة عن سكون ) ؛ فإنه إنما أمر لتحصل له ، وللمأمور الكمال المحبوب لهما ، وهو حصول الوجود للعالم ، ورتبة الوجود الحادث والعلم الحادث للوجود والعلم اللذين أعلى مراتبهما للحق ، فكان الوجود الحادث والعلم الحادث حاصلان له ،
قال رضي الله عنه :  ( فكانت الحركة التي هي ) سبب ( وجود العالم حركة حب ) من الحق ومن العالم ، وكيف لا تكون حركة حب من الحق ، ( وقد نبّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على ذلك عن اللّه بقوله : " كنت كنزا مخفيّا لم أعرف ؛ فأحببت أن أعرف " ) ؛ فالحبّ سبب هذه الحركة التي هي سبب وجود العالم .

قال رضي الله عنه :  ( فلولا هذه المحبّة ما ظهر العالم في عينه ؛ فحركته من العدم إلى الوجود حبّ الموجد لذلك ، ولأنّ العالم أيضا يحبّ شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا ، فكانت بكلّ وجه حركته من العدم الثّبوتي إلى الوجود حركة حبّ من جانب الحقّ ومن جانبه ، فإنّ الكمال محبوب لذاته ، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غنيّ عن العالمين هو له وما بقي له إلّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الّذي يكون من هذه الأعيان ، أعيان العالم ، إذا وجدت ، فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين. )

قال رضي الله عنه :  ( فلو لا هذه المحبة ) الموجبة لإرادة إيجاد العالم ، ليظهر فيه بعد كونه كنزا مخفيّا عندما ( ظهر العالم في عينه ) بالوجود الخارجي ، بل كان باقيا في خفاء العدم الثبوتي ؛ لأن الحق غير موجب بالذات ، بل فاعل بالإرادة التي منشأها المحبة ،

قال رضي الله عنه :  ( فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الوجود لذلك ) التحرك ؛ فإن حبه يحرك عن الاكتفاء بظهور ذاته وأسمائه في ذاته إلى الظهور في المظاهر ، فحرك الإرادة المحركة للأمر المحرك للعالم من العدم إلى الوجود هذا بيان حب الحق لإيجاد العالم ، وأما بيان حب العالم لذلك ؛ فذلك ( لأن العالم أيضا ) باعتبار عينه الثابتة .
قال رضي الله عنه :  ( يحب شهود نفسه وجودا ) عينيّا ( كما شهدها ثبوتا ) علميّا ، ( فكانت بكل وجه ) أي : سواء كانت قسرية ، أو طبيعية ، أو إرادية ( حركته من العدم الثبوتي ) ، أي :
له مع كونه عدما ثبوتيّا في العلم باعتباره يكون ساكنا فيه ومتحركا عنه ( إلى الوجود ) الخارجي ( حركة حب من جانب الحق وجانبه ) ، أي : جانب العالم لحصول الكمال الذي أقله الوصول إلى المتحرك إليه وهو محبوب .

قال رضي الله عنه :  ( فإن الكمال محبوب لذاته ) ، فلا تعارض في طلبه الاستغناء الإلهي ، وذلك أن ( علمه بنفسه ) قيد به ؛ لأن علمه بالأكوان المحدثة لا يوجب الاستغناء عنها ؛ ولذلك ذكر ( من حيث هو غني عن العالمين ) ؛ ليحترز عن علمه بنفسه من حيث هو موجد للعالمين ، فإنه لا يوجب الاستغناء عنها أيضا هو كمال له يستغني به عن كل علم ، لكن نفس العلم لا يكفي بها كما قال :
وما يلقى الإيمان مرتبة العلم ، وإن حصلت أكمل مراتبه ، وهو العلم القديم المتعلق بذات الحق ، فكملت ( مرتبة العلم بالعلم الحادث ) ، وليس هو العلم الإلهي المتعلق بالحوادث ، بل هو ( الذي يكون ) موجودا ( من هذه الأعيان ) لا من حيث ثبوتها في العلم الأزلي ، بل من حيث كونها ( أعيان العالم ) ؛ لأنها إنما تعلم بالعلم الحادث إذا صارت أعيان العالم ،

وذلك ( إذا وجدت ) في الخارج وقبل ذلك ، إنما يعلم بالعلم الأزلي الذي ثبت فيه لا غير في العلم الأزلي ، وإذا كان كاملا في الرتبة الأزلية ، فليس له صورة الكمال في الرتبة الجامعة للمراتب ، ( فتظهر ) بحدوث العلم في أعيان العالم ( صورة الكمال ) بجمع المراتب للعلم من حيث هو علم فقط ، إلا من حيث هو علم أزلي إلهي ( بالعلم المحدث ) ، والعلم ( القديم ) ، والصورة كمال فعلي ( فتكمل مرتبة العلم بالوجهين ) بعد ما كان له ذلك بالقوة ، وما بالقوة نقص ما دام بالقوة ، فكان العلم من حيث هو علم فقط ناقصا قبل ظهور هذه الصورة .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

الحركة الحبّية
قال رضي الله عنه  : ( ثمّ إنّه ) سرت خصوصيّات الامّ في ولدها وخلفها الحقّ ، ولذلك ( لما وقع عليه الطلب خرج فارّا خوفا في الظاهر ، وكان في المعنى حبّا في النجاة ، فإنّ الحركة أبدا إنّما هي حبّية ، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ) عدميّة قريبة إلى الصورة الكونيّة ، لكونه محجوبا بها ،

قال رضي الله عنه  : ( وليست ) الأسباب في الحقيقة ( تلك ) الأمور ، ( وذلك لأنّ الأصل ) في سائر الحركات ( حركة العالم من العدم الذي كان ساكنا فيه ) إلى العدم الإضافي الذي له بالقياس إلى كونه عالما ، وهو المسمّى بالثبوت ، فإنّه ينتقل عين العالم منه ( إلى الوجود ، ولذلك يقال : إنّ الأمر حركة عن سكون فكانت الحركة - التي هي وجود العالم - حركة حبّ ) يعني الحياة والبقاء ، كما يلوّح عليهما بحرفيه
.

قال رضي الله عنه  : (وقد نبّه رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على ذلك بقوله : « كنت كنزا لم أعرف ، فأحببت أن اعرف » ) أي أظهر ، ( فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم في عينه ، فحركته من العدم إلى الوجود حركة حبّ الموجد لذلك ) .

هذا بلسان الإجمال ، وأما لسان التفصيل : فأشار إليه بقوله رضي الله عنه  :
( ولأنّ العالم أيضا يحبّ شهود نفسه وجودا ، كما شهدها ثبوتا ) في الحضرات الجلائيّة ( فكانت بكلّ وجه حركته من العدم الثبوتيّ إلى الوجود حركة حبّ من جانب الحقّ و ) من ( جانبه فإنّ الكمال محبوب لذاته ) وساير ما ينسب إليه المحبّة فلاشتماله على الكمال كالحسن - مثلا - فإنّه كمال النسبة الاعتداليّة التي هي ظلّ الوحدة ، وكذلك كلّ ما يميل إليه القلب من المستلذّات الجسمانيّة فإنّه كمال تلك القوة المدركة لتلك اللذة فإنّ الكمال هو الظهور على نفسه بصورته الكلَّية العلميّة والجزئيّة الحسيّة .

علمه تعالى مبدأ وجود الخلق
قال رضي الله عنه  : ( وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غنيّ عن العالمين ، هو ) الظهور الكمالي الذي ( له ) لذاته ، وهو الذي يقال له الكمال الذاتي وبيّن أنّ الكمال الإلهي أعمّ من الذاتي والأسمائي ، إذ له الكمال على الإطلاق .

فإلى الأسمائيّ منه أشار بقوله : ( وما بقي ) له ( الإتمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان ، أعيان العالم ) الظاهرة بصورة الآثار من كلّ اسم ، كالعلم مثلا ، فإنّه ظاهر بصورة الكلام الذي هو أثره ، والحياة فإنّها ظاهرة بصورة الحسّ والحركة الإراديّة التي هي أثرها وكذا في سائر الأسماء .

وكأنّك قد عرفت أنّه كما أنّ في الأعيان آثارا من الأسماء - كما بيّن - كذلك في الأسماء آثارا من الأعيان ، وهي اتّصافها بالحدوث وذلك لأنّ الأعيان


قال رضي الله عنه  : (إذا وجدت ) حكمت على علمها بالحدوث ، ( فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم ، فتكمل مرتبة العلم بالوجهين ) وكذا غيره من الأسماء ( وكذلك تكمل مراتب الوجود ) وإذ كان الوجود أصل الكلّ فمرتبة كل اسم هي مرتبة الوجود ، نبّه إلى تلك الدقيقة بصيغة الجمع .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  ثم إنه لما وقع عليه الطلب خرج فارا خوفا في الظاهر، وكان في المعنى حبا للنجاة.  فإن الحركة أبدا إنما هي حبية، ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك.  وذلك لأن الأصل حركة العلم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود، ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون: فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب.
وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله «كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف
فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه.
فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك: ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود حركة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الكمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين، هو له.  وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان، أعيان العالم، إذا وجدت.  فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين (

قال رضي الله عنه : ( ثمّ أنّه لمّا وقع عليه الطّلب خرج فارّا خوفا في الظّاهر وكان في المعنى حبّا في النّجاة ، فإنّ الحركة أبدا إنّما هي حبّيّة ، ويحجب النّاظر فيها بأسباب أخر ، وليست تلك .  وذلك لأنّ الأصل حركة العالم من العدم الّذي كان ساكنا فيه إلى الوجود ، ولذلك يقال إنّ الأمر حركة عن سكون : فكانت الحركة الّتي هي وجود العالم حركة حبّ . وقد نبّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ذلك بقوله : « كنت كنزا مخفيّا لم أعرف فأحببت أن أعرف » . فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم في عينه . فحركته من العدم إلى الوجود حبّ الموجد لذلك ، ولأنّ العالم أيضا يحبّ شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا ، فكانت )

قال رضي الله عنه : (ثم أنه لما وقع عليه ) ، أي على موسى ( الطلب ) لأجل قتل القبطي ( خرج فارا خوفا ) من القتل ( في الظاهر وإن كان في المعنى فارا حبا في النجاة فإن الحركة أبدا إنما هي حبية ويحجب الناظر فيها ) ، أي في الحركة عن الأسباب الحقيقية ( بأسباب أخر ) ، غير حقيقية ( وليست ) هذه الأسباب الغير الحقيقية ( تلك ) الأسباب الحقيقية .

قال رضي الله عنه : ( وذلك لأن الأصل ) في الحركات ( حركة العالم من العدم ) الإضافي الذي هو الوجود العلمي ( الذي كان ) العالم ( ساكنا ) ، أي ثابتا ( فيه إلى الوجود ) العيني بل من مرتبة للوجود باطنة إلى مرتبة أخرى له ظاهرة ( ولذلك يقال إن الأمر ) ، أي أمر الوجود ( حركة عن سكون فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة حب وقد نبه الرسول صلى اللّه عليه وسلم على ذلك بقوله ) .
عن اللّه عز وجل : ( كنت كنزا مخفيا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلو لا هذه المحبة ما ظهر العالم في عينه ) ، أي في وجوده العيني ( فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب . الموجد لذلك ) ، أي لوجود العالم إذ به تظهر كمالات ذاته وآثار أسمائه وصفاته ( ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا كما شهدها ثبوتا ) ، أي حيث الثبوت العلمي

قال رضي الله عنه :  (
بكلّ وجه حركته من العدم الثّبوتي إلى الوجود حركة حبّ من جانب الحقّ ومن جانبه فإنّ الكمال محبوب لذاته . وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غنيّ عن العالمين هو له وما بقي له إلّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الّذي يكون من هذه الأعيان ، أعيان العالم ، إذا وجدت . فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين . )

( فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي ) ، أي العدم الذي ليس للعالم فيه إلا الثبوت في العلم ( إلى الوجود ) العيني ( حركة حب من جانب الحق ومن جانبه ) ، أي جانب العالم ( فإن الكمال محبوب لذاته ) وهو لا يظهر إلا بالوجود العيني .

ولما كان لقائل أن يقول كان علم الحق قبل وجود العالم متعلقا بذاته وصفاته وكمالاته فما فائدة وجود العالم دفعه بقوله : ( وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غني عن العالمين هو ) حاصل ( له ) أزلا وأبدا ( وما بقي له إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون ) ظاهر ( من هذه الأعيان أعيان العالم إذا وجدت . فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم فتكمل مرتبة العلم بالوجهين ) ، وكذا غيره من الأسماء والصفات كالإرادة والقدرة وغيرهما .

وفي الفتوحات المكية وجود الممكنات لكمال مراتب الوجود الذاتي والفرقاني والعلم الحادث الذي يظهر في المظاهر هو المشار إليه بقوله : ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه.
.
واتساب

No comments:

Post a Comment