Monday, March 16, 2020

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة الثانية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه :  ( فجعل اللّه تعالى ذلك لموسى في أمّ ولادته ، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلّا لأمّ ولادته لتقرّ عينها أيضا بتربيته وتشاهد انتشاءه في حجرها ،وَلا تَحْزَنَ [ طه : 40 ] .  ونجّاه اللّه تعالى من غمّ التّابوت ، فخرق ظلمة الطّبيعة بما أعطاه اللّه من العلم الإلهيّ وإن لم يخرج عنها .  وفتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقّق في نفسه صبره على ما ابتلاه اللّه به .)

(فجعل اللّه تعالى ذلك) الأمر الذي في المرضعة (لموسى) عليه السلام (في أمّ ولادته) فكانت مرضعته دون غيرها فلم يكن لامرأة أجنبية عليه ، أي على موسى عليه السلام (فضل) ومنة إلا لأم ولادته حيث جعلها اللّه تعالى ترضعه لتقر عينها ، أي أم ولادته (أيضا بتربيته) كما قرت عينها بولادته وتشاهد انتشاءه ، أي كبره شيئا فشيئا (في حجرها) الحجر مثلث الحاء المهملة فالجيم الساكنة حضن الإنسان (ولا تحزن) عليه (ونجاه) ، أي سلم موسى عليه السلام (اللّه تعالى من غم التابوت) الذي وضعته أمه فيه بإلهام من اللّه تعالى ، وأما في إشارة التابوت .

(فخرق) موسى عليه السلام حجاب (ظلمة الطبيعة) الجسمانية (بما أعطاه اللّه تعالى) لروحه النورانية (من العلم الإلهي وإن لم يخرج) ، أي موسى عليه السلام (عنها) ، أي عن ظلمة طبيعته بالكلية لأنه بشر ولكن غلب عليها بنورانيته (وفتنه) ، أي فتن اللّه تعالى موسى عليه السلام فتونا مصدر مؤكد للفعل أي (اختبره) وامتحنه (في مواطن كثيرة) من أحوال الدنيا ووقائعها ليتحقق ، أي موسى عليه السلام يصير متحققا (في نفسه) ، أي نفس موسى عليه السلام (صبره) ، أي موسى عليه السلام مفعول يتحقق (على ما ابتلاه اللّه) تعالى (به) من أنواع البلاء فيكمل فيه مقام الصبر بالتحقق به في نفسه .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأوّل ما ابتلاه اللّه قتله القبطيّ بما ألهمه اللّه ووفّقه له في سرّه وإن لم يعلم بذلك ، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقّف حتّى يأتيه أمر ربّه بذلك ، لأنّ النّبيّ معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتّى ينبّا أي يخبر بذلك .  ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكّر قتله القبطيّ فقال له الخضروَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي[ الكهف : 82 ] ينبّهه على مرتبته قبل أن ينبّأ أنّه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك وأراه أيضا خرق السّفينة الّتي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من يد الغاصب . جعل له ذلك في مقابلة التّابوت الّذي كان في اليمّ مطبقا عليه . فظاهره هلاك وباطنه نجاة . )

قال رضي الله عنه :  (فأوّل ما ابتلاه اللّه) تعالى (به) من البلاء (قتله) ، أي موسى عليه السلام (القبطي) الذي هو من آل فرعون وكزه موسى عليه السلام فقضى عليه بما ألهمه اللّه تعالى فعل ذلك ووفقه ، أي أرشده له في سره ، أي قلبه وإن لم يعلم ، أي موسى عليه السلام بذلك ، أي أنه بإلهام له من اللّه تعالى وتوفيق ؛ ولهذا قال إنه من عمل الشيطان إنه عدو مضلّ مبين

قال رضي الله عنه :  (ولكن لم يجد) ، أي موسى عليه السلام في نفسه اكتراثا بالمثلثة ، أي استعظاما ومبالاة بقتله ، أي القبطي مع كونه ، أي موسى عليه السلام ما توقف في القتل حتى يأتيه أمر ربه ، تعالى له بذلك القتل بل بادر إليه بالإلهام والتوفيق لأن النبي معصوم ، أي محفوظ الباطن خصه ، لأنه منشأ الحركة الاختيارية من حيث لا يشعر بعصمة باطنه عن جميع المخالفات حتى ينبأ أي يخبر ، مبنيان للمفعول بذلك ، أي أنه معصوم الباطن .

قال رضي الله عنه :  (ولهذا) ، أي لكون الأمر كذلك أراه ، أي موسى عليه السلام الخضر عليه السلام قتل الغلام كما قال تعالى :حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ[ الكهف : 74 ] .
(فأنكر) ، أي موسى عليه ، أي على الخضر عليه السلام قتله ، أي الغلام كما قال تعالى : قال :أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً[ الكهف : 74 ] ولم يتذكر ، أي موسى عليه السلام قتله القبطي من قوم فرعون فقال له ، أي لموسى عليه السلام الخضر عليه السلام في آخر قوله ("وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي") [ الكهف : 82].
يعني بل عن أمر اللّه تعالى بذلك في باطن (ينبهه) ، أي يوقظ موسى عليه السلام (على مرتبته) وهي عصمته لما قتل القبطي قبل أن ينبأ ، أي يخبره اللّه تعالى (أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر) عن كل مخالفة لأمر اللّه تعالى (وإن لم يشعر بذلك) ، أي بكون الخضر عليه السلام ينبهه كما ذكر .

قال رضي الله عنه :  (وأراه) ، أي الخضر أرى موسى عليه السلام (أيضا خرق السفينة التي) ركبا فيها وهي (ظاهرها هلاك) ، لكل من فيها والقياس ظاهره ، أي خرقها
وتأنيث الضمير باعتبار المضاف إليه نحو قول الشاعر الأعشى :
وتشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدّم
"" والشاهد: أن كلمة «صدر» اكتسبت التأنيث من القناة، بالإضافة ولذلك أنّث الفعل المسند إليه وهو «شرقت» لأن المضاف يكتسب من المضاف إليه عشرة أشياء:
التعريف، والتنكير، والاستفهام، والشرط، والتأنيث والتذكير، والبناء، ومعنى الظرف من الزّمان والمكان، ومعنى المصدر .
المعنى : ينقطع كلامك في حلقك، يريد أنه ينقطع كلامك حتى لا تقدر على أن تتكلم لما تسمعه من هجائي لك، بسبب ما تذيعه وتنشره من السب والشتم لي .. كما شرقت صدر القناة
، يريد: أنّ الدم إذا وقع على صدر القناة وكثر عليها لم يتجاوز الصدر إلى غيره لأنه يجمد عليه، فأراد أنّ كلامه يقف في حلقه ولا يمكنه إخراجه كما يقف الدم على صدر القناة فلا يذهب. ""

وكذلك قوله رضي الله عنه  : (وباطنها نجاة) ، أي سلامة وخلاص (من يد الغاصب) ، وهو الملك الذي يأخذ كل سفينة غضبا (جعل له) ، أي لموسى عليه السلام (ذلك) ، أي السفينة التي خرقها (في (مقابلة التابوت له) ، أي لموسى عليه السلام الذي كان في اليم ، أي البحر (مطبقا) بصيغة اسم المفعول (عليه) ، أي على موسى عليه السلام فظاهره ، أي التابوت (هلاك) ، لأنه حبس لطفل صغير في داخل صندوق مقفل ، وقد ألقى في البحر (وباطنه) ، أي التابوت (نجاة) من الهلاك.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه :  ( فجعل اللّه ذلك ) الرضاع ( لموسى في أم ولادته فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقرّ عينها أيضا ) كما تقرّ عين امرأة فرعون أو كما تقرّ عينها بعصمة اللّه عن الهلاك من فرعون لكون فؤادها فارغا من الهم .

قال رضي الله عنه :  ( بتربيته وتشاهد إنشاءه في حجرها ولا تحزن ونجاه اللّه ) أي ونجا اللّه روح موسى ( من غم التابوت ) أي موسى البدن ( فخرق ) موسى ( ظلمة الطبيعة بما أعطاه اللّه من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها ) أي عن الطبيعة بالكلية لكن نجى عن حجاب ظلمات الطبيعة

قال رضي الله عنه :  ( وفتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه اللّه به فأول ما ابتلاه اللّه به قتله القبطي بما ألهمه اللّه وو فقه له في سرّه وإن لم يعلم بذلك ) التوفيق ( ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا ) أي مبالاة ( بقتله مع كونه ما توقف ) أي ما صبر ( حتى يأتيه أمر ربه بذلك ) القتل وإنما قتله بإلهام اللّه وتوفيقه مع عدم العلم بذلك الإلهام والتوفيق (لأن النبي معصوم الباطن) عن الكبائر (من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك ) أي كونه معصوم الباطن

قال رضي الله عنه :  (ولهذا) أي ولأجل عدم شعور موسى بكونه معصوم الباطن ( أراه الخضر قتل الغلام وأنكر عليه ) أي أنكر موسى على الخضر ( قتله ) حيث قالأَ " قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً" ( ولم يتذكر ) موسى بقتل الخضر الغلام ( قتله القبطي ) فاحتاج إلى تنبيه آخر ( فقال له الخضر ما فعلته عن أمري ينبهه ) أي ينبه الخضر موسى عليهما السلام بقولهما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ( على مرتبته ) أي مرتبة موسى ( قبل أن ينبأ أنه ) أي الشأن ( كان ) موسى ( معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر ) موسى ( بذلك ) أي كونه معصوم الحركة فعلم موسى بذلك التنبيه أن قتله القبطي عن أمر إلهي ( وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من يد الغاضب جعل ) الخضر ( له ) أي لموسى

قال رضي الله عنه :  ( ذلك )أي خرق السفينة ( في مقابلة التابوت له ) أي لموسى ( الذي كان في اليم مطبقا عليه فظاهره هلاك وباطنه نجاة).

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن». ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به. فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك. ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.  جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

كلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث كمل العلم الإلهي، فإن بهما حصل الكمال
ثم ذكر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه :  ( فجعل الله ذلك لموسى في أمّ أولاده فلم يكن لامرأة عليه فضل إلَّا لأمّ ولادته لتقرّ أيضا عينها بتربيته وتشاهد انتشاءه في حجرها ولا تحزن ، ونجاها الله من غمّ التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها) .

قال العبد : الأرواح الكاملة التي للكمّل كما أنّها أبناء أرواح كاملة كلية ، فكذلك أمزجتهم العادلة الفاضلة إنّما تكون من حقائق كلية طبيعية تامّه معتدلة مشاكلة لها في مظهرية الكمالات الإلهية المطلوبة منها ، وتلك الهيئة الاجتماعية - الفاصلة بين هذه الحقائق الطبيعية العادلة التي استجلبت واستدعت تعيّن الفيض الإلهي الكامل والروح الإنساني الفاضل إن كانت تربية الروح بعد التعين فيها أيضا بها وبحسبها ، كانت التربية أنسب وبالكمالات المطلوبة منها أشكل وأكمل ، وكذلك كانت أمّ موسى من بني إسرائيل مؤمنة موحّدة أوحي إليها بشهادة الله في القرآن بقوله :   " أَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى " الآية  فأراد تكميل تربيته وانتشائه عليه السّلام على يديها رحمة وامتنانا بهما جميعا ، من حيث تشعر أمّه ولا يشعر هو إذ ذاك بذلك .

قال رضي الله عنه  : ( وفتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ، ليتحقّق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به ، فأوّل ما ابتلاه الله به قتله القبطيّ بما ألهمه الله ووفّقه له في سرّه ، وإن لم يعلم بذلك ، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله ، مع كونه ما توقّف ، حتى يأتيه أمر ربّه بذلك ، لأنّ النبيّ عليه السّلام معصوم الباطن من حيث لا يشعر ، حتى ينبّأ أي يخبر بذلك ، ولهذا أراه الخضر قتل الغلام ، فأنكر عليه ولم يتذكَّر قتله القبطيّ ، فقال له الخضر : "ما فَعَلْتُه ُ عَنْ أَمْرِي " ينبّهه على مرتبته قبل أن ينبّأ أنّه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك ) .

يشير رضي الله عنه  إلى أنّ جميع أفعاله عليه السّلام وحركاته وما جرى عليه ومنه إنّما كان بأمر الله وإرادته وعلمه وإن لم يشعر به إذ ذاك ، فكان معصوما في جميع أفعاله بما لا يشبه أفعال المعصومين ، كقتله القبطيّ فإنّه عليه السّلام لم يعلم به حينئذ أنّه كان بعلم الله وإرادته وأمره ، ولهذا ألحقه بالشيطان وأضافه إلى نفسه ،
فقال : " هذا من عَمَلِ الشَّيْطانِ "  أي بعيد عن الحق والصواب وكان الحق والصواب فيه من حيث ما أراد الله ذلك وأمره بالفعل لا بالقول ، بل فعله على يده لما كان يعلم أنّه لو بقي أفسد ما بين بني إسرائيل ، وأفضى إلى فتنة عظيمة ، فردّ الله بقتله الفتنة .

قال رضي الله عنه  : ( وأراه خرق السفينة التي ظاهرها هلك وباطنها نجاة عن يد الغاصب ، جعل له ذلك في مقابلة التابوت الذي كان في اليمّ مطبقا عليه ، وظاهره هلاك وباطنه نجاة وإنّما فعلت به أمّه ذلك خوفا من يد الغاصب )

قال العبد : سمعت الشيخ الأكمل ، قدوة الكمّل ، أبا المعالي ، صدر الحق والدين محيي الإسلام والمسلمين ، محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف - سلام الله عليه - عن الشيخ خاتم الأولياء المحمديّين سلام الله تعالى عليه في الأوّلين والآخرين أنّه اجتمع بأبي العبّاس خضر صلوات الله عليهما فقال له : " كنت أعددت لموسى بن عمران ألف مسألة ممّا جرى عليه من أوّل ما ولد إلى زمان اجتماعه ، فلم يصبر على ثلاث مسائل منها » تنبيها من الخضر لموسى أنّ جميع ما جرى عليه ويجري بأمر الله وإرادته وعلمه الذي لا يمكن وقوع خلافه ،

وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : « ليت أخي موسى سكت ، حتى يقصّ علينا من أنبائهما » تنبيها على هذه الأسرار ، فإنّ العلم بها من خصوص الولاية التي لا ردّ فيها ولا إنكار ، فإنّ من شاهد أنّ ما يجري على أيدي العباد وعليهم إنّما هو من أمر الله الذي لا يردّ ، فإنّه مقترن بالإرادة ، مؤيّد بها ، ولا بدّ من وقوعه لا يصدر منه إنكار عليه ولا نهي عنه ولا أمر بخلافه ، ولو اطَّلع الرسول على سرّ القدر ،


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه :  ( فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته ، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته ، وتشاهد انتشاءه في حجرها ولا تحزن ، ونجاه الله من غم التابوت فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي ، وإن لم يخرج عنها ) .

أي عن الطبيعة بالمفارقة الكلية بل خرق حجابها بالتجرد عنها عن غواشيها إلى عالم القدس ، كما قال تعالى :" فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ " ،  (وفتناه فتونا : أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به )
فإن أكثر الكمالات المودعة في الإنسان لا تظهر عليه ولا تخرج إلى الفعل إلا بالابتلاء

قال رضي الله عنه :  ( فأول ما ابتلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله وو فقه له في سره وإن لم يعلم بذلك ، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك ، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر ، ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ، ولم يتذكر قتله القبطي ، فقال له الخضر :" ما فَعَلْتُه عَنْ أَمْرِي " ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك ) .

فلذلك نسبه إلى الشيطان و " قالَ هذا من عَمَلِ الشَّيْطانِ " واستغفر ربه " قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي "  لأنه لم يشعر بعد أنه نبي يعصمه الله عن الكبيرة ، ولا يجرى على يده إلا ما هو خير كله

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من يد الغاصب ، جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه ، فظاهره هلاك وباطنه نجاة ،)
وإنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاصب فرعون أن يذبحه صبرا وهي تنظر إليه مع الوحي الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر فوجدت في نفسها أنها ترضعه.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته ، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته ، لتقر عينها أيضا بتربيته وتشاهد انتشائه في حجرها ، " ولا تحزن " و نجاه الله من غم التابوت . ) أي ، من هم بدنه للخلاص من الهلاك .

قال رضي الله عنه :  ( فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي ، وإن لم يخرج عنها ) أي ، خرق حجاب الطبيعة الظلمانية بالعلم الحاصل لروحه من الحضرة الإلهية ، وحصل في العالم النوراني كما أشار إليه بقوله : ( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ) .  وإن لم يخرج عن الطبيعة بالكلية وأحكامها ( وفتنه فتونا.) .

إشارة إلى قوله تعالى : (وفتناك فتونا) . ( أي، اختبره في مواطن كثيرة، ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.) ويصير ذلك سببا لكمالاته .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأول ما ابتلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره وإن لم يعلم بذلك ، ولكن لم يجد في نفسه اكترائا بقتله ) أي ، قتله القبطي إنما كان بأمر الله وإلهامه على قلبه وتوفيقه له بذلك في سره ، ولكن ما علم موسى بذلك ، لذلك نسبه إلى الشيطان بقوله : ( هذا من عمل الشيطان ) .

ولكن لم يجد في نفسه اكترائا بقتله ، أي ، مبالاة والتقاتا إليه ( مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك ) ( ما ) للنفي . أي ، ما صبر حتى يأتيه الأمر الإلهي والوحي في ذلك ، لأنه ما قتله بنفسه ، بل قتله الحق على يده من غير اختياره .
كما قال لنبيه ، صلى الله عليه وسلم : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )  وقال الخضر ، عليه السلام : ( ما فعلته عن أمري ).

وقوله رضي الله عنه  : ( لأنه النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ ، أي ، يخبر بذلك . ) دليل قوله : ( فأول ما ابتلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ) أي ، قتله  بالأمر الإلهي ، وإن لم يعلم ذلك ، لأن النبي معصوم من الكبائر في الباطن ، لكنه لا يشعر على أنه قتله بالأمر الإلهي حتى يخبر به .

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) أي ، ولهذا الشعور والاطلاع ( أراه الخضر ، عليه السلام ، قتل الغلام ، فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي . فقال له الخضر : " ما فعلته عن أمري " . ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر ، وإن لم يشعر بذلك . وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من يد الغاصب . جعل له ذلك في مقابلة التابوت الذي كان له في اليم مطبقا عليه : فظاهره هلاك وباطنه نجاة . ) أي ، الخضر إنما أراده قتل الغلام وقال ما فعلته عن أمري.

لينبه موسى عليه السلام ، على أن قتله القبطي أيضا كان كذلك بالأمر الإلهي ، لا من الشيطان ونفسه ، بل هو نبي معصوم عن الكبائر .
وأراه خرق السفينة التي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من الغاصب في مقابلة التابوت الذي كان له في اليم .
فإن خرق ظلمة هذه الطبيعة والبدن بالتوجه إلى الله وقهر النفس في الموت الإرادي ، بالأمراض والمحن في الموت الطبيعي ، وإن كان ظاهره مشعرا بالهلاك ، ولكن باطنه عين النجاة.

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه :  ( فجعل اللّه تعالى ذلك لموسى في أمّ ولادته ، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلّا لأمّ ولادته لتقرّ عينها أيضا بتربيته ، وتشاهد انتشاءه في حجرها ،"وَلا تَحْزَنَ" ) [طه: 40].

قال رضي الله عنه :  ( فجعل اللّه تعالى ذلك ) الإرضاع ( لموسى في أم ولادته ، فلم يكن لامرأة عليه فضل ) أي : منة ( إلا لأم ولادته ) ؛ تقليلا لمنة الخلق عليه ، كأنه مان غير ممنون عليه من جهة الخلق ؛ وتكميلا لسرور أمه ( لتقر عينها أيضا بعد ) تقريرها بالنجاة من الغرق والقتل بتربيته ، وإنما كانت ( تربيته ) تقريرا لعيناها ، بأن ( تشاهد انتشاءه في حجرها ،وَلا تَحْزَنَ) بغيبته ، والحزن حار ، فزواله موجب لقرة العين .

قال رضي الله عنه :  ( ونجّاه اللّه تعالى من غمّ التّابوت ، فخرق ظلمة الطّبيعة بما أعطاه اللّه من العلم الإلهيّ وإن لم يخرج عنها ، وفتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقّق في نفسه صبره على ما ابتلاه اللّه به ، فأوّل ما ابتلاه اللّه قتله القبطيّ بما ألهمه اللّه ووفّقه له في سرّه وإن لم يعلم بذلك ، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقّف حتّى يأتيه أمر ربّه بذلك ؛ لأنّ النّبيّ معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتّى ينبّأ أي : يخبر بذلك ) .

وكما نجّاها اللّه من هذه الغموم ، ( نجّاه اللّه تعالى من غمّ التابوت ) من حيث العبارة من الغرق ، والخروج عن حدّ مصر ، ومن حيث الإشارة عن ظلمة الطبيعة اللازمة لبدنه الذي هو بمثابة التابوت ، ( فخرق ظلمة الطبيعة ) اللازمة للبدن حين استنار بنور النفس المستنيرة بنور القلب المستنير بنور الروح ( بما أعطاه اللّه من العلم الإلهي ) المنير لما ذكرنا ، الجاعل للقلب ، وما دونه كأنه روحاني ، ( وإن لم يخرج عنها ) ، أي : عن الطبيعة بالكلية ، بل بقيت فيه بحيث يخاف عود ظلمتها عليه ؛ ولذلك ( فتناه فتونا ) .

"" أضاف المحقق :
غمّ التابوت إشارة إلى ظلمة الطبيعة والنجاة منها إنما يكون بالعلم ؛ والخلاص منها بالكلية لا يتيسر في هذه النشأة . ( شرح الجامي) ""

ولما توهم أنها الابتلاء بالمعصية ، وأن الفتون مصدر لا جمع إزالة بقوله : ( أي : اختبرنا ) بالفتن صبره المزيل ظلمته الطبيعية من كل وجه ( على ) كل ( ما ابتلاه اللّه به ) في تبليغ الرسالة ، ( فأول ما ابتلاه اللّه به قتله القبطي ) ؛ لتحقق صبره على مقاومة فرعون بقتل من يعترف بربوبيته ، ويعينه على ظلمه في تسخير بني إسرائيل واستعبادهم ، وكان قتله ( بما ألهمه اللّه ) بأنه قتل واحد من أعداء الدين ، ودفع الظلم العظيم ، وذلك بأن

قال رضي الله عنه :   ( ووفقه له في سره ) الذي هو باطن القلب ، ( وإن لم يعلم بذلك ) بظاهره ، فنسبه إلى الشيطان ، ( ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله ) مع أن نفوس الأنبياء أقل مراتبها أن تكون لوامة ، فلابدّ أن يلومه على ما هو معصية في الواقع ، فعلم أنه كان ملهما بما في قتله من هذه الفائدة الدينية الموجبة لقتله ( مع كونه ما توقف ) على إلهامه بالظاهر مع توقف الباطن عليه ؛ فإن ما في الباطن ، وإن كان يسري إلى الظاهر ،

فلا يكون ذلك إلا برفع الحجب عن الظاهر ، فيجوز ألا يقف ظاهر الشخص على ما وقف عليه باطنه ، ( حتى يأتيه أمر ربه بذلك ) بأن أمره برفع الحجب فيما بينه ، وبين الظاهر عند كمال تزكية النفس ، وتصفية القلب ، وإنما قلنا بأنه عليه السّلام كان ملهما في قتل القبطي مع كونه معصية في الظاهر ، وفي اعتقاد ظاهر قلبه أيضا ؛ ( لأن النبي معصوم الباطن ) الذي هو مبعث الأفعال ، لكن تكون عصمته قبل النبوة ( من حيث لا يشعر حتى ينبّأ ) .

ولما توهم من ظاهره أنه لا يشعر حتى يصير نبيّا مع أنه يجوز أن يشعر به بإخبار نبي آخر ، ويجوز أن يصير نبيّا ، ولا يعلم عصمته قبل أن يخبر به ، فسره بقوله : ( أي : يخبر بذلك ) أي : يخبره الوحي أو نبي آخر .

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا أراه الخضر قتل الغلام ، فأنكر عليه قتله ، ولم يتذكّر قتله القبطيّ ؛ فقال له الخضر : وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي [ الكهف : 82 ] ينبّهه على مرتبته قبل أن ينبّأ أنّه كان معصوم الحركة في نفس الأمر ، وإن لم يشعر بذلك ، وأراه أيضا خرق السّفينة الّتي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من يد الغاصب ، جعل له ذلك في مقابلة التّابوت الّذي كان في اليمّ مطبقا عليه ؛ فظاهره هلاك وباطنه نجاة. ( 

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) أي : ولكون الأنبياء معصومي الباطن أبدا ، وإن ظهر منهم قبل النبوة ما ينافيها ( أراه الخضر قتل الغلام ) حقّا في صورة باطل ؛ ليعلم أن قتله القبطي كان كذلك ، ( فأنكر عليه قتله ، ولم يتذكر قتله القبطي ) المقصود من هذه الإراءة ، ( فقال له الخضر :وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ؛) لأني نبي ، وكل نبي لا يفعل ما يفعل إلا عن أمر ربه بإلهام قبل النبوة ، ووحي بعدها ، كأنه ( ينبهه ) بهذا الجواب ( على مرتبته ) ، أي : مرتبة موسى

قال رضي الله عنه :  ( قبل أن ينبّأ ) ، أي : يجعل نبيّا ( أنه كان معصوم الحركة ) قيد بذلك ؛ لأنه قد لا يكون معصوم القصد ( في نفس الأمر ، وإن ) قصدها على وجه المعصية ؛ لأنه ( لم يشعر بذلك ) أي : ما هو في نفس الأمر لا بعد النبوة ولا قبلها ، أما بعد النبوة ؛ فلإنكاره على الخضر ، وأما قبلها ؛ فلإنكاره على نفسه ؛ ولذلك نسبه إلى الشيطان مع أنه من إلهام الرحمن .

قال رضي الله عنه :  ( وأراه أيضا ) فيما يخالف الباطن الظاهر ( خرق السفينة التي ) صفة للخرق بما أضيف إليه ، ( ظاهرها هلاك ، وباطنها نجاة من يد الغاصب ، جعل ) الخضر ( له ) أي :
لموسى ( ذلك ) الخرق المهلك في الظاهر ، المنجي في الباطن ( في مقابلة ) إلقاء ( التابوت ) له ، أي : لأجل محافظة موسى مع أن هذا التابوت هو ( الذي كان في اليم ) المغرق للتابوت المهلك ما فيه ، سيما مع كونه ( مطبقا عليه ) لا يمكنه الخروج إلى الساحل بخلاف ما إذا غرقت السفينة ، ( فظاهره هلاك ، وباطنه نجاة ) من غصب فرعون وقتله ، كخرق الخضر
للسفينة ،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه  : ( فجعل الله ذلك ) الرضاع ( لموسى في امّ ولادته ، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلَّا لامّ ولادته ، لتقرّ عينها أيضا ) - كما قرّت عين فرعون وامرأته  

( بتربيته ) هذا عند ظهور آثارها به في العين ، ( وتشاهد انتشاه في حجرها ) ، أي عند عروجه في مراقي أمر الإظهار أيضا يشاهد امّه أنّه في طيّ تربيتها وحجر اصطناعها ، فتنبسط به ( " وَلا تَحْزَنَ " ) ومن ثمة اختصّ بكمال الصورة الكليميّة ، ( ونجّاه الله من غمّ التابوت ) المادّة الجسميّة ، ( فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله ) عند فوزه برتبة الكمال الكليمي ( من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها ) بحسب تعيّنه الجسديّ .

فنبّه بهذا أنّ العروج في معراج الكمالات إنما هو بالعلم والخلاص من ظلمات المراتب الطبيعيّة الكونيّة لا يتحقّق إلَّا به .

قتل القبطي وتأويله
قال رضي الله عنه  : ( وفتّنه فتونا - أي اختبره في مواطن كثيرة ) ظلمانيّة عند مقابلة فرعون ، ونورانيّة عند مصاحبة خضر ، ( ليتحقّق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به فأوّل ما ابتلاه الله به قتله القبطيّ بما ألهمه الله ووفّقه له ووقى شرّه ) عند النهوض بمقابلته ، والقبط على طبق ما ذكر من التأويل كناية عن الشركة التطبيقيّة التي من قبل المادّة الجنسيّة .

وفي بعض النسخ : « ووفّقه له في سرّه » - ( وإن لم يعلم له بذلك ) الإلهام والتوفيق ، ( ولكن ) يظهر أثره عنده ، وهو أنّه ( لا يجد في نفسه اكتراثا بقتله ، مع كونه ما توقّف حتى يأتيه أمر ربّه بذلك ) الفعل ، كما هو دأب النبوّة .
وذلك كلَّه ( لأنّ النبي معصوم الباطن ) في نفسه ( من حيث لا يشعر حتى ينبّأ أي يخبر بذلك ولهذا أراه الخضر ) عندما قصد تنبيهه على ما ذهل عنه من العلوم المخزونة فيه .

قال رضي الله عنه  : ( قتل الغلام ، فأنكر عليه قتله ولم يتذكَّر قتله القبطيّ ، فقال له الخضر : " ما فَعَلْتُه ُ عَنْ أَمْرِي " ، ينبّهه على مرتبته قبل أن ينبّأ : إنّه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك ) وإنّه ما فعل ذلك عن أمره .
وقدّم هذا التنبيه لعظم شأنه وظهور آثاره على موسى ، وكمال نبوّته واختباره به ، وإلَّا فالمقدّم وجودا وذكرا أمر السفينة .

تأويل خرق السفينة
قال رضي الله عنه  : ( وأراه أيضا خرق السفينة ، التي ظاهرها هلك وباطنها نجاة من يد الغاصب ) الذي يتصرّف فيما لغيره أن يتصرّف فيه ويفسده عن مزاجه المتوجّه نحو غايته المقصودة منه ، ( جعل له ذلك في مقابلة التابوت الذي كان في اليمّ مطبقا عليه ) فإنّ إلقاء الشخص في التابوت المطبق عليه ( ظاهره هلاك وباطنه نجاة ) وإنّما فعلت به امّه ذلك خوفا من يد الغاصب . أي القوّة الحيوانيّة المتفرّعة عن أصل الحيّ ، الطاغية عليه ، وهي التي عبّر عن مبدئها باسم فرعون .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقر عينها أيضا بتربيته و تشاهد انتشاءه في حجرها، «ولا تحزن».
ونجاه الله من غم التابوت، فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي وإن لم يخرج عنها، و فتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.
فأول ما أبلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره  وإن لم يعلم بذلك، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك، لأن النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك.
ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر «ما فعلته عن أمري» ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك.  وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك و باطنها نجاة من يد الغاصب.
جعل له ذلك في مقابلة التابوت له الذي كان في اليم مطبقا عليه. فظاهره هلاك و باطنه نجاة ).

قال رضي الله عنه :  ( فجعل اللّه تعالى ذلك لموسى في أمّ ولادته ، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلّا لأمّ ولادته لتقرّ عينها أيضا بتربيته وتشاهد انتشاءه في حجرها ،وَلا تَحْزَنَ[ طه : 40 ] . ونجّاه اللّه تعالى من غمّ التّابوت ، فخرق ظلمة الطّبيعة بما أعطاه اللّه من العلم الإلهيّ وإن لم يخرج عنها . وفتنه فتونا أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقّق في نفسه صبره على ما ابتلاه اللّه به . فأوّل ما ابتلاه اللّه قتله القبطيّ بما ألهمه اللّه ووفّقه له في سرّه وإن لم يعلم بذلك ، ولكن لم يجد في نفسه اكتراثا بقتله مع كونه ما توقّف حتّى يأتيه أمر ربّه بذلك ، لأنّ النّبيّ معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتّى ينبّأ أي يخبر بذلك .)

قال رضي الله عنه :  ( فجعل اللّه ذلك لموسى في أم ولادته فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته لتقرّ عينها بتربيته وتشاهد انتشاءه في حجرها ولا تحزن ونجاه اللّه من غم التابوت ) .
غم التابوت إشارة إلى ظلمة الطبيعة والنجاة منها إنما يكون بالعلم ؛

ولذلك قال رضي الله عنه  :  ( فحرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه اللّه من العلم الإلهي وإن لم يخرج منها ) ، فالخلاص منها بالكلية لا يتيسر في هذه النشأة ( وفتنه فتونا ) ، إشارة إلى قوله : وفتناه والتلاوة وفتناك فتونا ، ( أي اختبره في مواطن كثيرة ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه اللّه . فأول ما ابتلاه اللّه به قتله القبطي بما ألهمه اللّه ووفقه له في سره ) متعلق بالهمة ( وإن لم يعلم بذلك ) الإلهام والتوفيق .

قال رضي الله عنه :  ( ولكن ) كان فيه علامة على ذلك وهو أنه ( لم يجد في نفسه اكتراثا ) يعني مبالاة ( بقتله مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك ) الفعل يعني القتل كما هو مقتضى منصب النبوة فعدم مبالاته بقتله مع عدم انتظاره الوحي علامة كونه ملهما به في السرور وألا ينبغي أن تعتريه وحشة عظيمة من ذلك الفعل .

وإنما قلنا : إنه عليه السلام كان ملهما في قتل القبطي ( لأن النبي معصوم الباطن ) ، أي باطنه معصوم عن أن يميل إلى أمر لم يكن مأمورا به من عند ربه ( وإن كان في السر من حيث لا يشعر حتى ينبأ أي يخبر بذلك ) ، أي بأن ذلك الأمر مأمور به في السر .

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا أراه الخضر قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكّر قتله القبطيّ فقال له الخضر وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي[ الكهف : 82 ] ينبّهه على مرتبته قبل أن ينبّأ أنّه كان معصوم الحركة في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك وأراه أيضا خرق السّفينة الّتي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من يد الغاصب . جعل له ذلك في مقابلة التّابوت الّذي كان في اليمّ مطبقا عليه . فظاهره هلاك وباطنه نجاة . )

قال رضي الله عنه :  ( ولهذا ) ، أي لكون النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ ( أراه الخضر ) حين قصد تنبيهه على ما ذهل عنه من كونه ملهما بقتل القبطي ( قتل الغلام فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي فقال له الخضر وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي[ الكهف : 82 ] ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ ) ، أي يخبر بأنه كان من سره مأمورا بقتل القبطي .

قال رضي الله عنه :  ( أنه كان معصوم الحركة في قتله في نفس الأمر وإن لم يشعر بذلك ) ، وقدم ذكر قتل الغلام لعظم شأنه وإلا فالمقدم وجودا وذكرا أمر السفينة ( وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها ) ، أي ظاهر خرقها ( هلاك وباطنها ) ، أي باطن خرقها ( نجاة من يد الغاصب جعل له ذلك في مقابلة التابوت الذي كان في اليم مطبقا عليه فإن ظاهره هلاك وباطنه نجاة ).
.
العودة إلى الفهرس
واتساب

No comments:

Post a Comment