Monday, March 16, 2020

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة السابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة السابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية الفقرة السابعة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر الضّعيف العقل والنّظر الّذي غلب عليه الطّمع والطّبع .
فكذا ما جاؤوا به من العلوم جاؤوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة ، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ! ويراها غاية الدّرجة . ويقول صاحب الفهم الدّقيق الغائص على درر الحكم - بما استوجب هذا - « هذه الخلعة من الملك » . فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثّياب ، فيعلم منها قدر من خلعت عليه ، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممّن لا علم له بمثل هذا . )

قال رضي الله عنه :  (فاعتبر) صلى اللّه عليه وسلم في تفريقه المال الرجل (الضعيف العقل) والضعيف (النظر) ، أي الرأي والفكر (الذي غلب عليه الطمع) في الدنيا وغلب عليه (الطبع) الخسيس ، فأعطاه وأجزل نصيبه من المال ، ولم يعتبر أهل القوة الإيمانية واليقين الصادق ، فربما حرمهم من ذلك ، كما كان عليه السلام يقسم الغنائم على بعض المهاجرين ويحرم الأنصار منها وهم أحوج منهم لمعرفته بقلوبهم.

قال رضي الله عنه :   (فكذا) ، أي مثل العطايا (ما جاؤوا) ، أي الأنبياء عليهم السلام به فبلغوه إلى الناس (من العلوم) الإلهية (جاؤوا به) من عند اللّه تعالى بالوحي (وعليه خلعة أدنى الفهوم) من الناس يعني بعبارات العامة فيما اصطلحوا عليه من الكلام (ليقف) ، أي يطلع على ذلك (من لا غوص له) ، أي لا معرفة عنده بدقائق الأمور وغوامض الأسرار .

قال رضي الله عنه :  (عند الخلعة) التي هي خلعة أدنى الفهوم المناسبة له لكونه من عامة الناس (فيقول) عند ذلك (ما أحسن هذه الخلعة) ، أي العبارة التي لبسها ذلك المعنى فظهر بها له (ويراها غاية الدرجة) فيما يمكن بالنسبة إليه من الكلام (ويقول) عند ذلك (صاحب الفهم الدقيق) من خواص الأمّة الغائص في بحر الكلم النبوية (على درر الحكم) جمع حكمة (بما) يعني بأي سبب (استوجب) ، أي استحق (هذا) المعنى العظيم أن يلبس (هذه الخلعة) التي هي أدنى منه فيظهر بها بين المكلفين من الخاص والعام (من الملك) الحق الذي منه كل شيء .

قال رضي الله عنه :  ( (فينظر) ، أي صاحب الفهم (في قدر) ، أي مرتبة (الخلعة) التي لبسها ذلك المعنى الوارد عن الحق تعالى بلسان الرسول عليه السلام (و) في (صنفها) يعني من أي نوع هي (من) أنواع (الثياب) المعتبرة عند الناس (فيعلم) ، أي صاحب الفهم (منها) ، أي من تلك الخلعة (قدر) ، أي مرتبة ومزية (من) ، أي المعنى الإلهي الذي (خلعت) تلك الخلعة (عليه) فترتفع عنده مزايا الأمور المخفوضة عند العامة لعدم علمهم بها ، ويعرف مقدار قصور العامة عن إدراك ما عندهم من الظواهر الإلهية والأحوال الربانية (فيعثر) ، أي يطلع (على علم) إلهي عظيم شريف (لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا ) العلم الرباني الشريف .

قال رضي الله عنه :  ( ولمّا علمت الأنبياء والرّسل والورثة أنّ في العالم وفي أمّتهم من هو بهذه المثابة ، عمدوا في العبارة إلى اللّسان الظّاهر الّذي يقع فيه إشتراك الخاصّ والعامّ ، فيفهم منه الخاصّ ما فهم العامّة منه وزيادة ممّا صحّ له به اسم أنّه خاصّ فتميّز به عن العامّي . فاكتفى المبلّغون العلوم بهذا .  فهذا حكمة قوله : عليه السلام :فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ [ الشعراء : 21 ] ولم يقل ففررت منكم حبّا في السّلامة والعافية . )

قال رضي الله عنه :  (ولما علمت الأنبياء والرسل) عليهم السلام والأولياء (الورثة) لعلومهم كما قال تعالى :ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا[ فاطر : 32 ] ، وقال تعالى :أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ [ المؤمنون : 10 ] .

وفي الحديث : " العلماء مصابيح الأرض وخلفاء الأنبياء وورثتي وورثة الأنبياء " أخرجه السيوطي في الجامع الصغير أخرجه أيضًا: الرافعى وأورده العجلوني في كشف الخفاء وقال رواه ابن عدي عن علي رضي اللّه عنه ، وهو حديث صحيح كما قال المناوي .  

وفي رواية : " العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة ". رواه ابن النجار عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه . وأبو نعيم، والديلمى، وابن النجار عن البراء. و روى نحوه ابن ماجة في سننه

وفي رواية العلم : " ميراثي وميراث الأنبياء قبلي ". السيوطي في الجامع الصغير ورواه أبو حنيفة في المسند ، روايته عن إسماعيل بن عبد الملك و أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن أم هانىء رضي اللّه عنها و أخرجه أبو نعيم.

قال رضي الله عنه :  (أن في) جملة (العالم) بالفتح أي المخلوقات (وفي أمتهم) ، أي اتباعهم المؤمنين بهم (من هو بهذه المثابة) من أصحاب الفهم الدقيق والذوق الأنيق (عمدوا في العبارة) التي يكشفون بها عما عندهم من العلوم الإلهية والأسرار الربانية (إلى اللسان الظاهر) المفهوم للكل الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام من الناس فيفهم منه الخاص من الناس ما فهم العامة منه وزيادة اختصوا بها دون العامة (مما) ، أي من الأمر الذي (صح له) ، أي للواحد من الخاص (به) ، أي بسبب ذلك الأمر اسم فاعل أنه ، أي ذلك الواحد منهم.

قال رضي الله عنه :  (خاص فيتميز) ذلك الخاص (به) ، أي بذلك الأمر (عن العامي) من الناس (فاكتفى المبلغون )الذين يبلغون العلوم الإلهية إلى الناس من الأنبياء وورثتهم كما مر (بهذا) بمراعاة اللسان الظاهر المفهوم للكل .

قال رضي الله عنه :  (فهذا الأمر هو حكمة قوله) ، أي موسى ("عليه السلام فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ")[ الشعراء : 21 ] والخوف من غير اللّه تعالى مذموم كما قال سبحانه :فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[ آل عمران : 175 ] . وقال تعالى :وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ[ الأحزاب : 37 ] .
وحاشا الأنبياء عليهم السلام والورثة على طريقهم من الخوف من غير اللّه تعالى في باطن الأمر كما قال سبحانه :وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ[ الأحزاب : 39 ] .

ولكن لهم لسان الظاهر كما تقرر هنا (ولم يقل) ، أي موسى عليه السلام (ففررت منكم حبا ) ، أي محبة مني (في السلامة والعافية ) ستر للمعاني الإلهية بالأمور الظاهرة الكونية .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة. ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

كلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث كمل العلم الإلهي، فإن بهما حصل الكمال
ثم ذكر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع ، وكذا ما جاؤوا به من العلوم جاؤوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ، ليقف من لا غوص له عند الخلعة ، فيقول : ما أحسن هذه الخلعة أو براها غاية الدرجة ، ويقول صاحب الفهم الدقيق ، الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا : - « هذه الخلعة من الملك » فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب ، فيعلم منها قدر ما خلعت عليه ، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممّن لا علم له بمثل هذا . ولمّا علمت الأنبياء والرسل والورثة أنّ في العالم وفي أمّتهم من هو بهذه المثابة ، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاصّ والعامّ ، فيفهم منه الخاصّ ما فهم العامّ منه وزيادة ما صحّ له به اسم أنّه خاصّ يميّز به عن العامّيّ ، فاكتفى المبلَّغون للعلوم بهذا ، فهذا حكمة قوله عليه السّلام : "فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ " ولم يقل : ففررت منكم حبّا في السلامة والعافية ) .

يشير رضي الله عنه  في كل هذه الحقائق إلى أنّ قوله : "لَمَّا خِفْتُكُمْ " رعاية منه لمفهوم العموم ، فافهم ، ما ينظرون إلَّا إلى السبب الأقرب الظاهر لا إلى الحقيقة وباطن السرّ .

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع ، وكذا ما جاؤوا به من العلوم جاؤوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ، ليقف من لا غوص له عند الخلعة ، فيقول : ما أحسن هذه الخلعة أو براها غاية الدرجة ، ويقول صاحب الفهم الدقيق ، الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا : - « هذه الخلعة من الملك » فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب ، فيعلم منها قدر ما خلعت عليه ، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممّن لا علم له بمثل هذا . ولمّا علمت الأنبياء والرسل والورثة أنّ في العالم وفي أمّتهم من هو بهذه المثابة ، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاصّ والعامّ ، فيفهم منه الخاصّ ما فهم العامّ منه وزيادة ما صحّ له به اسم أنّه خاصّ يميّز به عن العامّيّ ، فاكتفى المبلَّغون للعلوم بهذا ، فهذا حكمة قوله عليه السّلام : "فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ " ولم يقل : ففررت منكم حبّا في السلامة والعافية ) .

يشير رضي الله عنه  في كل هذه الحقائق إلى أنّ قوله : "لَمَّا خِفْتُكُمْ " رعاية منه لمفهوم العموم ، فافهم ، ما ينظرون إلَّا إلى السبب الأقرب الظاهر لا إلى الحقيقة وباطن السرّ .

 شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر ضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع ، فكذا ما جاؤوا به من العلوم جاؤوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة فيقول : ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة ، ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا : هذه الخلعة من الملك ، فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب ) وهذا ظاهر الكلام

قال رضي الله عنه :  ( فيعلم منها قدر من خلعت عليه فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا) وهو أن ظاهر الكلام بقدر أدنى الفهوم وباطنه وحقائقه ولطائفه بقدر أعلاها ، كما قال عليه الصلاة والسلام : "ما من آية إلا ولها ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع " .

قال رضي الله عنه :  ( ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم من أمتهم من هو بهذه المثابة عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص فيتميز عن العامي فاكتفى المبلغون العلوم بهذا فهذا حكمة قوله : "فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ " ولم يقل ففرت منكم حبا للسلامة والعافية ).

يعنى أن قوله لما خفتكم عليه منه عليه السلام لفهم العامة ، فإنهم لا ينظرون إلا في السبب القريب لا في الحقيقة كما ذكر .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر ) أي النبي ، صلى الله عليه وسلم : ( الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع ) بفتح ( الباء ) ، أي الرين . إشارة إلى قوله : ( وطبع الله على قلوبهم ) . كما قال : ( كلا ، بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .

قال رضي الله عنه :  ( فكذا ما جاؤوا به من العلوم ) أي ، فكذا حال ما جاء الأنبياء به من العلوم والحقائق ( جاؤوا به ) أي ، جاؤوا بما جاؤوا به (وعليه خلعة أدنى الفهوم.) أي ، وعليه خلعة ولباس يفهمه من له أدنى فهم (ليقف من لا غوص له عند الخلعة) أي ، الصورة الظاهرة .
فلما استعار لها لفظ ( الخلعة ) ، رشح بقوله : ( فيقول : ما أحسن هذه الخلعة قد ويراها غاية الدرجة . ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا ) أي ، المعطى له .

قال رضي الله عنه :  ( هذه الخلعة من الملك . فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب ، فيعلم منها قدر من خلعت عليه ، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا . ) وهذا مثال لعلماء الظاهر والباطن .
والخلعة مثال لظاهر الآيات والأخبار ، فإن صاحب أدنى الفهوم يقف على ظواهرها ، ولا
يغوص في قعر بحرها ، وصاحب الفهم الدقيق يستخرج منه لآلئ المعاني ودرر الحكم والمعارف .

قال رضي الله عنه :  ( ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وفي أمتهم من هو بهذه المثابة ، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام ، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص ، فيتميز به عن العامي . فاكتفى المبلغون العلوم بهذا . ) أي ، بلسان الظاهر .

قال رضي الله عنه :  ( فهذا حكمة قوله عليه السلام : "ففررت منكم لما خفتكم" . ولم يقل ، ففررت منكم حبا في السلامة والعافية ) رعاية لجانب الظاهر ولسان العامة .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر الضّعيف العقل والنّظر الّذي غلب عليه الطّمع والطّبع ، فكذا ما جاؤوا به من العلوم جاؤوا به ، وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة ، فيقول : ما أحسن هذه الخلعة ! ويراها غاية الدّرجة ، ويقول صاحب الفهم الدّقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا : " هذه الخلعة من الملك " ، فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثّياب ، فيعلم منها قدر من خلعت عليه ، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممّن لا علم له بمثل هذا ).

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر ضعف العقل ) في العطايا ، إذ عند ضعفه يقوى داعي الشهوات ، فلا يبالي بدلالة المعجزة على صدق النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عند فقد ما غلب على نفسه طلبه ، وهذا العقل وإن كان مفيدا للنظر الموجب للتكليف ، لكنه ( النظر الذي غلب عليه الطمع والطبع ) ، والحكم للغالب ، وإذا اعتبر في العطايا المالية ضعف العقل ، فكيف ولا يعتبره في العلوم التي الزلة

منها خرور من السماء ، وإليه الإشارة بقوله : ( فكذا ما جاءوا به من العلوم ) المشتملة على الحقائق والدقائق ، ( جاءوا به ، وعليه خلعة أدنى الفهوم ) أي : العبارة التي تدل بظاهرها على ما يفهمه من له أدنى المفهوم ، ويكون كنه الحقيقة مستورا فيها ؛ ( ليقف من لا غوص له ) في كنه الأشياء ( عند ) ظاهر "المعنى"
 قال رضي الله عنه :  ( الخلعة ، فيقول : ما أحسن هذه الخلعة ) ؛ لاشتماله على وجوه البلاغة والبديع ، ( ويراها غاية الدرجة ) التي بها الإعجاز .

قال رضي الله عنه :  ( ويقول صاحب « الفهم الدقيق » ) : وليس المراد أهل صنعة المعاني والبيان ، وإنما هو ( الغائض على درر الحكم ) ، وهي الأمور التي تحار فيها أفكار الفلاسفة والمتكلمين ، ولا يصلون أدنى حصصها بما استوجب هذا المعنى الظاهر ( هذه الخلعة ) الخاصة مع أن له خلعا كثيرة ، فلابدّ من النظر في هذا الاختصاص ؛ لكونها ( من الملك ) المطلق الذي يملك الخلع كلها ، ويعطى كل ذي حق حقه ،

قال رضي الله عنه :  ( فينظر في قدر الخلعة ) من الإيجاز والإطناب ، وتمام الألفاظ وقصورها ، ( وصنفها ) من الحقيقة ، والمجاز المرسل ، والاستعارة ، والكناية ، ومن الحروف والاشتقاقات وشبهها ، فيعلم وجه اختصاصها بهذا المعنى من بين ( الثياب ) الكثيرة التي يمكن أن تخلع هذا المعنى بكل واحد منها ، ( فيعلم منها قدر ما خلعت عليه ) ؛ لدلالته الظاهرة على الباطن ، ( فيعثر على علم ) من الحقائق بطريق التضمن ، أو الالتزام ، أو الإشارات ( لم يحصل لغيره ) ، وإن بلغ في العلوم المتداولة كلها درجة الاجتهاد ، إذا لم يكن ( ممن لا علم له بمثل هذا ) ، أي : قدر الخلعة وصنفها .

قال رضي الله عنه :  ( ولمّا علمت الأنبياء والرّسل والورثة أنّ في العالم وفي أمّتهم من هو بهذه المثابة ، عمدوا في العبارة إلى اللّسان الظّاهر الّذي يقع فيه اشتراك الخاصّ والعامّ ، فيفهم منه الخاصّ ما فهم العامّة منه وزيادة ممّا صحّ له به اسم أنّه خاصّ فتميّز به عن العامّي ، فاكتفى المبلّغون العلوم بهذا ، فهذا حكمة قوله عليه السّلام : فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ [ الشعراء : 21 ] ، ولم يقل : ففررت منكم حبّا في السّلامة والعافية )

ثم أشار إلى سبب عدم ذكر الأنبياء عليهم السلام الحقائق بالعبارات المختصة الصريحة للخاصة فقط ،
فقال رضي الله عنه   : ( ولمّا علمت الأنبياء والرّسل والورثة ) من علماء السلف ذكر الكل ؛ ليدل على أنه طريق الكل ما داموا يعلمون ( أن في العالم ) ، ولا سيما ( في أمتهم من هو بهذه المثابة ) من فهم الحقائق من الظواهر بخلاف المتأخرين ، فإنهم إنما ذكروا الحقائق بالعبارات المختصة بها ؛ لعلمهم أن ليس في العالم ظاهرا من يفهم هذه الحقائق من الظواهر ما لم يعلموها أولا بالعبارات الصريحة ( عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر ) ، إذ يحصل به الإتلاف والاتفاق بين الكل ، ولا يقع الافتراق ؛ لأن هذا اللسان هو ( الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام ) ، وإن اختلفت مراتبهم في الفهم ،

قال رضي الله عنه :  ( فيفهم منه الخاص ما فهم العام منه ) ؛ لأنه مراد منه لا كما تقوله أهل الطامّات من الصوفية ، ولا الباطنية من الشيعة ، ويفهم منه الخاص زيادة لا تخالف مفهوم العبارة لو عبر عن تلك ( الزيادة ) بعبارة صريحة لا يكون مفهوم إحدى العبارتين مناقضا لمفهوم الأخرى ،
فتلك العبارة ( مما صح له به اسم أنه خاص ) ؛ لأنه مبتدع ملحد كما تزعم الجهّال بالحقائق ، وكيف لا يكون فهمها خاصّا ، وهو ( يتميز به ) ، أي : بهذا الفهم ( عن العامي ) بعد اشتراكهما في المفهوم الظاهر ، والخصوص إنما يحصل للخاص بحصول المميز من الفصل أو الخاصة.

ولما كان هذا مقصد الأنبياء والرسل عليهم السلام من البيان باللسان الظاهر ، والورثة تابعون لهم من كل وجه ، ( فاكتفى المبلغون العلوم ) عنهم هذا قبل ظهور القصور في فهم الحقائق عن هذه الظواهر فقط ، وإذا كان الأنبياء عليهم السلام دعوا العامة من أممهم حتى علماء الظاهر منهم ، فكيف لا يزعمون به الجهّال المخالفين ،

قال رضي الله عنه :  ( فهذه حكمة قوله عليه السّلام ) في خطاب فرعون وقومه :( فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ [ الشعراء : 21 ] ، ولم يقل : ففرت منكم حبّا في السلامة ) عن قتلكم ، ( والعافية ) عن عملكم واعتقادكم ،
وإن كانت هذه الحقيقة من الظواهر التي لا يتضرر العامة بفهمها ، إلا أنهم في بيان الحقائق بطريق الإشارة على نهج واحد لا يقال : إنما يصح هذا التقرير لو قال : « لما خفتكم » بكسر اللام ، وتخفيف "ما " ،
وهو إنما قال : « لما » بالفتح والتشديد ؛ لأنّا نقول : لما كان الكلام في الاعتذار جرى مجرى التعليل ، وإنما قال : أو لأحيى في النجاة ، وهاهنا حبّا في السلامة والعافية ؛ لأن هذا تفصيل ، وذاك إجمال ، والإجمال سابق على التفصيل .
ولما فرغ عن بيان كيفية نجاته ، شرع في بيان كيفية فراره بالدرجات حتى يقرب إلى اللّه تعالى ، فجعله من المرسلين ،
وهو أنه لما فرّ من فرعون وعمله وخرج من ملكه ..

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )

قال رضي الله عنه  : (فاعتبر الضعيف العقل والنظر ، الذي غلب عليه الطمع و ) هو عين ( الطبع ) الذي طبع على قلوبهم - بميم التمام ، بدل باء الإبانة والظهور - ( فكذا ما جاؤوا به من العلوم ، جاؤوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ) أي صورة قبول من كان في أوائل درجات الفهم الذي يختصّ بنوعه ( ليقف من لا غوص له ) في الصور القشريّة التي هي لشخص المعنى - وبدن الأب بمنزلة الخلقة للشخص من الأبعدين .

قال رضي الله عنه  : ( عند الخلعة ) كعلماء الرسوم المتدبّرين فيه بما عندهم من العلوم الأدبيّة المميّزة بين الفاخرة من تلك الخلع التركيبيّة وغيرها ، والعلوم الاعتقاديّة العلميّة والعمليّة أصولا وفروعا .

قال رضي الله عنه  : ( فيقول : ما أحسن هذه الخلعة ) عند مطابقتها أصل عقيدتهم وعلى قدر نيّتهم وامنيّتهم فيما يحسنونه من العلوم ، ( ويراها غاية الدرجة ) حيث يقول صاحب علم الأدب : « إنّه حد الإعجاز » .

قال رضي الله عنه  : ( ويقول صاحب الفهم الدقيق ، الغائص على درر الحكم ) عند الخوض في بحور معانيه ولطائف حقائقه ( بما استوجب هذا ) القول ( « هذه الخلعة  - الفاخرة التي على قدر جملة النيّات والعقائد -  من الملك » ) الذي إنما يخلع على كل أحد بقدّ قابليّته .
(  فينظر في قدر الخلعة ) من الصفاء والخلوص المعبّر عندهم بالفصاحة والبلاغة  (وصنفها من الثياب ) المعمولة هي منها ، ككونها في كسوة العربيّ أو السريانيّ ، أو غير ذلك .

قال رضي الله عنه  : ( فيعلم منها قدر من خلعت عليه ) من المعاني اللطيفة الذوقيّة المستنبطة تارة من قدر تلك الخلعة وصورتها التركيبيّة وخواصّ هيئاتها الجمعيّة ، وأخرى من أصل كسوتها وموادّ حروفها ، رقميّة ولفظيّة ، ( فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا ) الانتقال والاستنباط .

قال رضي الله عنه  : ( ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أنّ في العالم وفي امّتهم من هو بهذه المثابة ) في الفهم عن الكلام المنزل إليهم ، الظاهر عنهم ، ( عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاصّ والعامّ ، فيفهم منه الخاصّ ما فهم العام منه وزيادة ، مما صحّ له به اسم أنّه خاصّ ، فيتميّز به عن العامّي فاكتفى المبلَّغون ) في إبلاغهم ( العلوم بهذا ) القدر من الإيماء والإشارة .

لا منافاة بين فهم أهل الخصوص والعموم من القرآن الكريم
ثم إنّه ممّا علم في طيّ هذه المقدّمات من الحكم أنّ فهم أهل الخصوص يشارك فهم العامّة عند الاحتظاء من الكلام النبوي ويوافقونهم عند الاغتذاء من نوال كمالهم غير أنّ الخواصّ يفهمون مع ذلك غيره من اللطائف الذوقيّة ، فلا منافاة بين المفهومين أصلا ،
والذي تسمعه من المعزوّين إلى الصوفية " إنّ ما في التفاسير من المعاني غير مراد من القرآن ، وإنّ المراد منه أمر آخر " .

فمما لا أصل له في التحقيق ، فإنّ كل ما فهم منه عند الأذكياء على أصل من أصول ، لا بدّ وأن يكون من المراد نعم - الحصر في معنى معيّن ومفهوم خاصّ من ذلك المعاني ينافي التحقيق ، كما علم أنّ غير الأنبياء من ورثتهم ، الذين لهم استحقاق إبلاغ العلوم ، لا بدّ وأن يكون كلامهم أيضا جامعا بين الطرفين ، محيطا بالفهمين .

) قال رضي الله عنه  : ال رضي الله عنه  : فهذا حكمة قوله : فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ) حيث عبر عن مبدأ فراره وحركته بالخوف ، تنزّلا إلى مدارك فهوم العامّة ، وممّا يؤيّد هذا تكرر الخطاب بصورة الجمع والتفرقة الكونيّة ( ولم يقل : « ففررت منكم حبّا في السلامة والعافية » ) .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فاعتبر الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع.
فكذا ما جاءوا به من العلوم جاءوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة.
ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا «هذه الخلعة من الملك». فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب، فيعلم منها قدر من خلعت عليه، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا.  
ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وأممهم من هو بهذه المثابة، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص، فيتميز به عن العامي. فاكتفى المبلغون العلوم بهذا. فهذا حكمة قوله عليه السلام «ففررت منكم لما خفتكم»، ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية. )


قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر الضّعيف العقل والنّظر الّذي غلب عليه الطّمع والطّبع .  فكذا ما جاؤوا به من العلوم جاؤوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ليقف من لا غوص له عند الخلعة ، فيقول ما أحسن هذه الخلعة ! ويراها غاية الدّرجة . ويقول صاحب الفهم الدّقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا « هذه الخلعة من الملك » . فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثّياب ، فيعلم منها قدر من خلعت عليه ، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممّن لا علم له بمثل هذا .)

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر ) رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في قسمة العطايا ( الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع ) إما بفتح الباء أي الذين أشار إلى قوله :طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ[ النحل : 108 ]
كما قال :بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ [ المطففين : 14 ] أو بسكونها وبه قيد النسخة المقروءة عليه رضي اللّه عنه هوى الطبع فهو بحكمه لا بحكم الشرع على الطبع فكما اعتبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الضعيف العقل في العطايا .

قال رضي الله عنه :  ( فكذا ما جاؤوا ) ، أي الأنبياء ( به من العلوم جاؤوا به وعليه خلعة أدنى الفهوم ) ، أي خلعة يصل أدنى المفهوم إلى ما تحتها في أول مرتبة ( ليقف من لا غوص له عند الخلعة فيقول : ما أحسن هذه الخلعة ويراها غاية الدرجة ) ، هذا مثال لعلماء الظاهر وإرسال إلى علماء الباطن بقوله : ( ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم ) ، عند الخوض في بحور معانيه

قال رضي الله عنه :  ( بما استوجب هذا ) ، أي بموجب استحقاقه هذا القول ( هذه الخلعة من الملك ) هذا مقول القول ( فينظر ) بعد هذا القول ( في قدر الخلعة وصنفها ) بين الخلع والفصاحة والبلاغة وغيرهما وصنفها ( من الثياب ) أعربية هي أم سريانية أو غيرهما ( فيعلم منها قدر من خلعت عليه ) من الحقائق والدقائق ( فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا ) الذي ذكر من قدر الخلعة وصنفها وقدر من خلعت عليه .

قال رضي الله عنه :  ( ولمّا علمت الأنبياء والرّسل والورثة أنّ في العالم وفي أمّتهم من هو بهذه المثابة ، عمدوا في العبارة إلى اللّسان الظّاهر الّذي يقع فيه إشتراك الخاصّ والعامّ ، فيفهم منه الخاصّ ما فهم العامّة منه وزيادة ممّا صحّ له به اسم أنّه خاصّ فتميّز به عن العامّي . فاكتفى المبلّغون العلوم بهذا .  فهذا حكمة قوله : عليه السّلام :فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ [ الشعراء : 21 ] ولم يقل ففررت منكم حبّا في السّلامة والعافية .  ).

قال رضي الله عنه :  ( ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة في العالم وفي أمتهم من هو بهذه المثابة عمدوا في العبارة ) عن مقاصدهم ( إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص فتميز به عن العامي فاكتفى المبلغون العلوم بهذا ) القدر من الإيمان والإشارة في حق الخواص ( فهذا الأمر حكمة قوله فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ) [ الشعراء : 21 ] .
حيث عبر عن سبب فراره وحركته بالخوف الذي هو السبب الأقرب المشاهد للعامة ( ولم يقل ففررت منكم حبا في السلامة والعافية).
  .
واتساب

No comments:

Post a Comment