Thursday, September 12, 2019

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

12 - The Wisdom of the Heart in the Word of Shu'aib 

الفقرة السادسة عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134هـ:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)

قال رضي الله عنه : (و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة. فهذه كثرة معقولة في واحد العين. فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها. فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته. ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)
(وصاحب التحقيق من العارفين بري الكثرة في) المنجلي (الواحد) الظاهر في الصور المختلفة المحسوسة والمعقولة من غير أن يتغير عن تنزيهه وإطلاقه الحقيقي (كما يعلم) صاحب التحقيق أيضا (أن مدلول)، أي ما تدل عليه (الأسماء الإلهية) من العين المسماة بها أزلا وأبدا.
(وإن اختلفت حقائقها وكثرت) من حيث ظهورها بمدلول كل اسم من تلك الأسماء التي بها (أنها)، أي تلك الحضرة التي هي مدلول الأسماء المذكورة (عين)، أي حقيقة وماهية وذات (واحدة فهذه) الكثرة في الحقائق المختلفة (كثرة معقولة).
أي ثابتة من حيث النظر العقلي (في واحد العين) من حيث النظر الإيماني الكشفي (فتكون في التجلي) الإلهي (كثرة مشهودة) من حيث النظر العقلي والحسي (في عين واحدة) من حيث النظر الإيماني الكشفي الروحاني (كما أن الهبولی) وهي المادة التي تصنع منها الأشياء كالخشب للباب والتخت والصندوق والمفتاح والقصعة والكرسي وغير ذلك.
والطين للأواني المختلفة التي تصنع منه، والحبر للحروف والكلمات التي تكتب به في القرطاس (تؤخذ)، أي لا بد من ذكرها (في حد)، أي تعريف (كل صورة) من صور ما صنع منها (وهي)، أي الهيولى (مع كثرة الصور) الظاهرة منها (واختلافها) في الهيئات والأحكام والخواص (ترجع) تلك الهيولى (في الحقيقة إلى جوهر واحد وهو هیولاها)، أي هيولى تلك الصور كلها، أي مادتها.
وكذلك هنا جميع الصور المحسوسة والمعقولة قائمة بالوجود الحق سبحانه، وهو قيوم عليها كلها ممسك لها بقدرته، وهو واحد لا شريك له وإن تعددت تلك الصور وكثرت واختلفت هيئاتها وأحكامها وخواصها.
(فمن عرف نفسه بهذه المعرفة) وأنه في باطنه وظاهره صورة من جملة الصور القائمة بالحق تعالی (فقد عرف ربه) سبحانه المتجلي عليه بذاته فأظهر ذاته، وبصفاته فأظهر صفاته، وبأسمائه فأظهر أسمائه، وبأفعاله فأظهر أفعاله، وبأحكامه
فأظهر أحكامه (فإنه)، أي الرب تعالى (على صورته) سبحانه التي هي مجمع ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وأحكامه والكل حضرات متعددة واعتبارات مترددة على حقيقة واحدة وعين منفردة (خلقه)، أي خلق ذلك العارف كما قال: "إن الله خلق آدم على صورته ".
رواه مسلم في صحيحه  وابن حبان في صحيحه و مسند أحمد وسنن أبي داود وسنن أبي عاصم و مسند الحميدي و الأسماء والصفات للبيهقي و التوحيد لابن خزيمة وغيرهم.
وفي رواية : "على صورة الرحمن ".   و مسند أحمد وسنن أبي داود و رواه الطبراني وابن أبي عاصم والأسماء والصفات للبيهقي و التوحيد لابن خزيمة و الشريعة للآجري 
فالعارف تفصيل إجمال الغيب المطلق، وتمييز حضرات الوجود المحقق (بل هو)، أي الرب تعالى (عين هويته)، أي هوية العارف به سبحانه (و) عين (حقيقته) الثابتة في الغيب .
ولهذا قال بعض العارفين : إن الصوفي غير مخلوق .
ونقل عن أبي يزيد أنه قال : إن الله اطلع على العالم 
فقال : يا أبا يزيد كلهم عبيدي غيرك فأخرجني من العبودية.
وقال الشبلي رضي الله عنه حيث سمع ما قاله أبو يزيد رضي الله عنه : کاشفني الحق بأقل من ذلك .
فقال : كل الخلائق عبيدي غيرك، فإنك أنا. 
ولكنه سبحانه ظهر في حضرة عالم الإمكان بصورة العارف لتكمل مراتب المعرفة بوجود عارف و معروف ومعرفة، ويظهر سر الوترية والتثليث.
ويرتبط الشفع الذي هو العارف والمعرفة ، والعابد والعبادة ونحو ذلك من حضرة الإمكان بالفرد الذي هو المعروف والمعبود.وأمثال ذلك من حضرة الوجود.
(ولهذا)، أي لأجل ما ذكر (ما عثر)، أي طلع (أحد من العلماء)، أي الموصوفين بمطلق العلم في ملة الإسلام (والحكماء) من الفلاسفة وغيرهم (على معرفة النفس)، أي ما عرف أحد نفسه (وحقيقتها) فيلزم أن لا يكون عرف ربه (إلا) العلماء والحكماء (الإلهيون)، أي المنسوبون إلى الإله تعالى (من الرسل) والأنبياء عليهم السلام (والأكابر) المحققين العارفين (من الصوفية) لا غير.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :  و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.

قال رضي الله عنه :  : (كما أن الهيولي تؤخذ في حد كل صورة وهي) أي الهيولى المأخوذة (مع كثرة الصور واختلافها ترجع) هذه الهيولى المأخوذة مع الكثرة وهي الهيولی الجزئية (في الحقيقة إلى جوهر واحد) كلي (وهو هيولاها الكلية فمن عرف نفسه بهذه المعرفة) أي من عرف أن نفسه هي حقيقة الحق ظهرت بهذه الصورة وهي حق مأخوذ في حده .
(فقد عرف ربه) لانتقاله من المفيد إلى المطلق وهو رب الأرباب كلها بمنزلة الهيولی الكلية فمن عرف نفسه بغير هذه المعرفة كما هو أهل النظر لم يعرف ربه فوجب معرفة النفس بهذه المعرفة .
قال رضي الله عنه : (فإنه) أي الحق (على صورته) أي على صفته الكاملة (خلقه) أي الإنسان (بل هو) أي بل الإنسان (عين هوينه وحقيقته) نثبت أن من عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه .
قال رضي الله عنه : (ولهذا) أي ولأجل أن حقيقة النفس عین هوية الحق (ما عثر) أي ما اطلع (أحد من العلماء والحكماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل) .
(و) الأكابر من (الصوفية) وهم الذين حصل لهم العلم عن الوحي وعن کشف إلهي لا عن نظر فكري.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :  و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.

قال رضي الله عنه :  و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.  فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها. فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.  ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.
 )

إن بعض العباد ينكشف له على حكم معتقده فيها، فيتحول الظن علما، فهذا فيه تجوز، لأنه إذا اعتقد ما لا يراه يستحيل أن يكون الرؤية مثله سواء، بل لا بد من مخالفة ما حتى يبدو له من الله ما لم يكن يحتسب. 
ثم ذكر أن الترقي قد يكون للإنسان وهو لا يشعر به وهذا لا شك فيه ، بشهود الوحدانية بالتدريج وهو لا يشعر فيظن أنه لم يفتح له.
 ثم مثل شهود الكثرة في العين الواحدة بأخذ حد الهيولى في كل صورة ، صورة من صورها وهو تمثیل حسن، لكن في مدارك الأفكار.
ثم قال: فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه، فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وصورة حقيقته ثم شرع في أن النفس ما عثر أحد من علماء الرسوم على معرفتها إلا الإلهيون من الأنبياء والصوفية خاصة. 
قال: ولا سبيل إلى معرفة النفس بطريق النظر الفكري، ثم ذكر أن الناس كل نفس يتجددون "هم في لبس من خلق جديد" [ق: 15] فهم لا يشعرون بالتجدد وهم فيه، لأنهم أوتوا به متشابها والأشباه أغيار.
قال: وما عثر أحد على تجدد الأمر كله في العالم من أرباب النظر.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :  و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.
 
قال رضي الله عنه :  (وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد ، كما يعلم أنّ مدلول الأسماء الإلهية وإن اختلفت حقائقها وكثرت أنّها عين واحدة ، فهذه كثرة معقولة في واحد العين ، فيكون في التجلَّي كثرة مشهودة في عين واحدة ، كما أنّ الهيولى تؤخذ في حدّ كلّ صورة وهي مع كثرة الصورة واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها ، فمن عرف نفسه بهذه المعرفة ، فقد عرف ربّه ، فإنّه على صورته خلقه ، بل هو عين هويته وحقيقته » ).
قال العبد : اعلم أنّ مع الآنات في الترقّي ، فإنّه دائم القبول للتجلَّيات الوجودية الدائمة أبد الآباد ، ولكنّه قد لا يشعر بذلك إن كان من أهل الحجاب ، للطافته ورقّته .
وأنّه أبدا في تجلَّيات تتوالى عليه ، وتزداد - بكل استعداد لتجلّ - تجلَّيات أخر علمية أو شهودية أو حاليّة أو مقامية أو جمعا أو أحدية جمع ، ولتشابه صور التجلَّي لا يعثر على ذلك كالأرزاق التي تؤتى بها متشابهة ، " كُلَّما رُزِقُوا مِنْها من ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا من قَبْلُ " ومعلوم أنّ هذا الرزق الآتي في زمان غير الآتي في غيره ، والكلّ رزق.
والفرق بين التعيّنات ظاهر وبيّن عند أهل الكشف ، خفيّ عند أهل الحجاب ، لأنّ الشبيهين على كل تقدير ، بينهما تغاير في التعيّن ، فهما غيران ، ولكنّ الصحيح لا يقتضي الغيرية في الحقيقة ، لكون العين واحدة مترائية ومتظاهرة في صور متشابهة غير متناهية من الكثرة .
كما أنّ مدلول القادر والخالق والرازق إنّما هو الله ، فإنّه هو الرزّاق القادر الخالق ، ولكن صور التجلَّي من جهة القادرية والخالقية والرازقية متغايرة ، والمسمّى واحد بلا خلاف .
ومثال ذلك على ما مثّله رضي الله عنه الهيولى تؤخذ ولا بد في حدّ كل صورة من حيث إنّ الصورة لا توجد إلَّا حالة في محلّ هو هيولاها ، وليست في الوجود إلَّا عينها ، لعدم امتياز أحدهما عن الآخر إلَّا عقلا لا وجودا ، فالكثرة في الصورة ، والجوهر واحد هو الأصل ، فالصورة عرض حالّ في جوهر هو محلَّه ، ولا يوجد إلَّا به وفيه بل هو هو في الوجود .
فكذلك كثرة صور التجلَّيات في عين واحدة هو حقيقة المتجلَّي الحقّ " وَلِلَّه ِ الْمَثَلُ الأَعْلى ".
فإنّ الصورة حالة في المادّة ، فهي محلَّها والفاعل لها فيها غيرهما على ما عرف في العرف الفلسفي الظاهر ، لا في نفس الأمر ، فإنّ التحقيق يقضي أنّ الكلّ في الكلّ من الكلّ عين الكلّ ، والحلول لا يتعقّل إلَّا بعد البينونة ولا بينونة ، فإنّه بإجماع الخصم لا وجود لأحدهما بدون الآخر ، فالقابلية والفاعلية والانفعال نسب في جوهر واحد هي أحكام له فيه ومنه ، فافهم ذلك واستشرف منه إلى ما نحن بصدد بيانه .
ثم اعلم : أنّ الأمر في الإنسان الكامل كذلك ، فإنّ قلبه يتقلَّب مع الحق في كل منقلب ، فيكون مع كل آن في شأن بربّه ، ومن عرف نفسه بهذه المثابة ، فقد عرف ربّه الذي هو كذلك ، لكونه خلق على صورته ، وهو هويّته .

قال رضي الله عنه : « ولهذا ما عثر أحد من العلماء والحكماء "يعني الظاهريّين" على معرفة النفس وحقيقتها إلَّا الإلهيّون من الرسل والصوفية ،"

قال العبد اعلم : أنّ حقيقة النفوس كلَّها من النفس الواحدة التي هي نفس الحق ، وأمّا صور النفوس فإنّها تجلَّيات نورية في النفس الرحماني ، تنفّس الحق بها عن الصور الجسمانية الطبيعية ، فإن كانت - أعني النفس - جزئية ، فهي صورة من صور النفس الكلية الواحدة الرحمانية متفرّجة في مادّة نفسية نورية رحمانية .
وإن كانت نفسا كلية من النفوس للإنسان الكامل ، فهي عين نفس الحق ظهرت في مرتبة حقيقة هذا العبد على نحو من الصورة ، ونفس الحق الإنسانية الواحدة هي التي خلقت منها النفوس كلَّها ، فقبلت في الصورة الذكورة والأنوثة من حيث حقيقتها ، الذاتيتين لها ، وهما الفعل والانفعال .
قال : " خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً " فتلك النفس الواحدة - التي خلقنا منها ، ومنها خلق زوجها - هي نفس الحق التي يحذّركم منها ، وقد أمرنا أن نجعلها وقاية لربّنا في معرفتنا بها .
ونجعل الربّ وقاية لها عن كل ما يخاف ويحذر ممّا يذمّ ويحمد ، ونضيف المحامد كلَّها إلى النفس من كونها عين نفس الحق ، ونضيف المذامّ كلَّها إليها كذلك من كونها نفسا .
فإنّها ذات جهتين تقبل النسبة إلينا من كونها صور حقائقها الذاتية التي هي عينها ، فهي كثيرة لا تتناهى صور جزئيّاتها ، وكذلك تقبل النسبة إلى الحق من كونها نفس الحق الظاهرة في نفسه من مقامي قرب الفرائض والنوافل التي لها من جهتيها ، فإنّ الحق هو عين هويّتنا من كونه عين سمعنا وبصرنا ويدنا ورجلنا وسائر قوانا ، وعين نفوسنا وأعياننا ، ونحن صورة التي نقول على ألسنتنا ، فنحن لسانه الذي يقول : سمع الله لمن حمده ، فنحن من هذا الوجه عين سمعه وبصره ولسانه ، فنحن بحسبه من هذا الوجه ، ومن الوجه الآخر هو ظاهرنا كما ذكرنا .

فإذا ظهر بنا لنا ، فنحن وقايته عن الكثرة المشهودة في أحديته العينية ، إذ نحن الأعضاء والجوارح .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :  و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.

قال رضي الله عنه : "وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد ، كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية وإن اختلفت حقائقها وكثرت أنها عين واحدة ، فهذه كثرة معقولة في عين الواحد ، فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة ، وهو مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد وهو هيولاها ، فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه ، فإنه على صورته خلقه بل هو عين هويته وحقيقته ".

"" أضاف بالي زادة :  ( وليس هو ) ضمير شأن اسم ليس ( الواحد ) مفسر له ( عين الآخر ) خبره أي وليس ذلك المشابه الواحد غير المشابه الآخر ( وغيران وشبيهان ) خبران في إنهما ( فهذه ) أي مدلول الأسماء ( كثرة معقولة ) أي تكون بالقوة ( في عين ) أي حقيقة ( الواحد ) الواجب الوجود المشهود ( فتكون ) هذه الكثرة المعقولة ( في التجلي ) أي في الظهور اهـ بالى زادة "".

ويجوز أن يكون أنهما في محل النصب على أنه مفعول العارف ، والألف واللام بمعنى الموصول وغير ان خبر إن بالكسر ، والمعنى فإن الشبيهين عند الذي يعرف أنها شبيهان غيران فتكون عند ظرفا للمغايرة التي دل عليها غيران ، وفي بعض النسخ عند العارف فمن حيث إنهما شبيهان فعلى هذا فالوجه هو الأول .
فالحقيقة واحدة والتعينات متعددة ، فيرى صاحب التحقيق كثرة التعينات في العين الواحدة المتظاهرة في صورة متشابهة غير متناهية ، كما أن مدلول القادر والعالم والخالق والرازق واحد بالحقيقة مع اختلاف معانيها وهو الله تعالى فاختلاف معاني الأسماء كثرة معقولة اعتبارية في مسمى واحد العين .
أي واحد عينه لا كثرة في حقيقته ، فالتجلى في صورة كل اسم كثرة مشهودة في عين واحدة ، وكذا في التارات تكون التجليات المتعاقبة المتشابهة واحدة بالحقيقة كثيرة بالتعينات على ما مثله في الهيولى ، فإنك تأخذها في حد كل صورة من الصور الجوهرية .
فتقول : إن الجسم جوهر ذو مقدار ، والنبات جسم نام ، والحجر جسم جامد ثقيل صامت ، والحيوان جسم نام حساس متحرك بالإرادة ، والإنسان حيوان ناطق ، فقد أخذت الجوهر حد الجسم ، والجسم الذي هو الجوهر في حد سائرها ، فيرجع الجميع إلى الحقيقة الواحدة التي هي الجوهر .
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة أي بأنها حقيقة الحق الظاهرة في هذه الصورة وجميع صور الأشياء إلى ما لا يتناهى فقد عرف ربه ، خصوصا الإنسان الكامل ، فإنه مع كونه غير حقيقة خلقه على صورة الحضرة الإلهية بجميع أسمائها . 

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)

قال رضي الله عنه : (وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد ، كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية ، وإن اختلفت حقائقها وكثرت ،أنها عين واحدة . فهذه كثرة معقولة في واحد العين ، فيكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة .)
لما تكلم في الفرق ، شرع يتكلم في الجمع بين الفرق والجمع . ومعناه : أن المحقق يرى الكثرة الواقعة في العالم موجودة في الواحد الحقيقي الذي هو الوجود المطلق الظاهر بصور الكثرة ،
كرؤية القطرات في البحر والثمر في الشجر والشجر في النواة ، كما يرى الكثرة الأسمائية ، مع أنها مختلفة الحقائق ، راجعة إلى تلك الذات .
فهذه الكثرة الأسمائية معقولة في الذات الواحدة الإلهية ، فعند التجلي بصور الأسماء تكون الكثرة الأسمائية مشهودة في عين واحدة معقولة . ولأجل هذا المعنى ، تسرت ( الهوية ) في صور الموجودات ، فأظهرها .
وفي القيامة الكبرى يجعل تلك الصورة مستورة ، ويظهر الحق بذاته .
ويقول : ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) . ثم يتجلى بالكثرة المشهودة في الدار الآخرة أيضا ، جلت قدرته . 

قال رضي الله عنه : ( كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة . وهي ، مع كثرة الصور واختلافها ، ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد ، وهو هيولاها . ) .
المراد ب‍ ( الهيولى ) هنا هو الهيولى الكلية التي تقبل صور جميع الموجودات الروحانية والجسمانية .
وهو الجوهر كما بينه في كتابه المسمى بإنشاء الدوائر .
ومعناه : أن الكثرة مشهودة في عين واحدة ، وتلك العين الواحدة معقولة  فيها ، كما أن صور الموجودات كلها مشهودة في عين الهيولى ، والهيولي معقولة فيها ، لذلك تؤخذ في تعريف كل من الموجودات .
كما أنك تقول العقل هو جوهر مجرد مدرك للكليات غير متعلق بجسم ، والنفس الناطقة جوهر مجرد مدرك
للكليات والجزئيات ، وله تعلق التدبير والتصرف بالجسم ، والجسم جوهر قابل
للأبعاد الثلاثة ، فيؤخذ ( الجوهر ) في تعريفاتها .
وهو في الحقيقة واحد والصور كثيرة مختلفة . والغرض التنبيه لأرباب النظر ، لئلا تشمئز عقولهم عما يقوله أهل الله في التوحيد .
( فمن عرف نفسه بهذه المعرفة ، فقد عرف ربه . ) أي ، فمن عرف أن حقيقته هي حقيقة الحق ، وهي التي تفصلت وظهرت بصور الموجودات بحسب مراتبها وظهوراتها - كما بينا في المقدمات ، هو الذي عرف ربه .
( فإنه على صورته خلقه ، بل هو عين حقيقته وهويته. ) أي ، فإن الإنسان مخلوق على صورة ربه ، كما جاء في الحديث الصحيح : ( إن الله خلق آدم على صورته ) .
وفي رواية : ( على صورة الرحمان ) . والمراد ب‍ ( الصورة ) الأسماء والصفات الإلهية .
أي ، خلقه موصوفا بجميع تلك الأسماء والصفات ، بل هويته
التي اختفت وحقيقته التي تسترت في الحقيقة الإنسانية ، فأظهرت الإنسان ، فهويته عين هوية الحق ، وحقيقته عين الحقيقة الإلهية .
وهو اسمه الأعظم الجامع لحقائق الأسماء كلها . ( ولهذا ما عثر ) أي ، ما اطلع .

قال رضي الله عنه :  ( أحد من الحكماء والعلماء على معرفة النفس وحقيقتها ، إلا الإلهيون من الرسل والأكابر من الصوفية .)
"" الإلهيون من الرسل والأكابر من الصوفية عرفوا نفوسهم  بعلوا هممهم ولسطوع أنوار الحضرات الإلهية والربانية على قلوبهم فتذكروا وعلموا ما لم يكونوا يعلمون ""

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ 
:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)

قال رضي الله عنه :  (وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة. فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها. فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته. ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)

إذ (صاحب التحقيق) لا ينفي الكثرة بالكلية كصاحب الغناء؛ بل (يرى الكثرة في الواحد) 
""أضاف المحقق :  قد يعني بجمع الجمع شهود الوحدة في الكثرة، وشهود الكثرة في الوحدة، وهذا يسمى بالفرق الثاني.""
 فله أن يرى هذه التجليات المتعددة في التجلي الواحد بحسب الصورة في بداهة النظر، (كما) يرى كثرة الإيمان في الحق الواحد إذ (يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية) من حيث دلالتها على الذات.
(وإن اختلفت) باعتبار آخر (حقائقها) أي: معانيها التي بها تحققها من حيث هي أسماء، (وكثرت) تلك الحقائق حتى وجب تکثر الأسماء المعنوية مع وحدة الذات (أنها). أي: مدلولها أنث الضمير باعتبار أن المراد بالمدلول الذات .
(عين واحدة متضمنة لهذه الحقائق المتعددة المختلفة؛ فهذه) أي: كثرة الأسماء في الذات الواحدة (كثرة معقولة في واحد العين)، والكثرة المشهودة مثل المعقولة، (فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة)، وليس هذا مجرد قياس للأمور المشهودة على الأمور المعقولة؛ بل له نظر في الأمور المشهودة أيضا.
(كما أن الهيولى ) أي: الجنس (تؤخذ في حد كل صورة) أي: ماهية تصورت بالفصول المميزة أي: قوام الماهية بالجنس والفصل.
""اضاف المحقق :  فائدة: قال سيدنا الشعراني: أن الحق لما أحب الظهور من ذاته لذاته بمقتضى ذاته قسم صفات ذاته قسمين من غير تعدد في العين.
فسمي أحد القسمين بالواجب والقديم والرب والفاعل.
وسمی القسم الثاني بالممكن والمحدث والعبد والمنفعل.
فأول ما ظهر من ذلك القسم الثاني محل حكمي سماه بالهيولى والقبولي.""
(وهي) أي: الهيولى مع كثرة الصور التي أخذت الهيولى في حدودها (واختلافها؛ ترجع في الحقيقة)، وإن تعددت بالأنواع (إلى جوهر واحد وهو هيوها) أي: والحال أنه هيولى الجميع فضلا عن حال كونها قبل ذلك، مع أن الصور أيضا جواهر.
فإذا تصور ذلك للجوهر الواحد بالنسبة إلى جواهر أخر؛ ففي الصور الفرضية أو القلبية أولى، هذا على القول بجوهريتها لكونها جزئي الجواهر، وعلى القول بكون الصورة عرضا؛ فهو عين النظر.
(فـ "من عرف نفسه" بهذه المعرفة) أي: أنها هيولى الصور («فقد عرف ربه»). رواه أبو نعيم في الحلية 
 بأنه هيولى التجليات، (فإنه) أي: الرب (على صورته) الكلية الجامعة بين التنزيه والتشبيه (خلقه) أي: النفس يعني القلب؛ (بل هو) أي: النفس عند التجلي الشهودي (عين هويته وحقيقته) أي: عين تعين الحق منه بالصورة وتحققه فيه إذ لا يجتمع صورتان متماثلتان فيه، ولا بد من تمثل القلب بما يتجلى فيه كالمرأة.
(ولهذا) أي: ولأجل أن النفس مخلوقة على صورة الحق الجامعة بين التنزيه والتشبيه؛ بل عين هويته وحقيقته (ما عثر أحد من) الطوائف على حد النفس وحقيقتها (إلا) الغرقة (الإلهيون) أي: المطلعون على الصورة الإلهية الجامعة، وعلى تجلياته الشهود به (من الرسل والأكابر من الصوفية) لاختصاصهم بالإطلاع المذكور.
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)

قال رضي الله عنه :  ( وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد ) رؤية شهود ( كما يعلم أنّ مدلول الأسماء الإلهيّة - وإن اختلفت حقائقها وكثرت - إنّها عين واحدة ) علم ذوق ويقين ، ( فهذه ) الكثرة الأسمائيّة ( كثرة معقولة في واحد العين ، فتكون في التجلَّي ) عند ظهورها على المشاهد والمشاعر ( كثرة مشهود في عين واحدة ).
وفي عبارته هاهنا لطيفة ، حيث أنّ الواحد في العلم والعقل هو متعلَّق الإدراك بعد إضافته إلى العين ووصفها به ، وفي التجلَّي والشهود إنّما يتعلَّق الإدراك بالكثرة المنطوية في الواحد ، وذلك لأنّ حكم اسم الباطن هو الغالب في الأوّل ، فالوحدة غالبة هناك ، بخلاف الثاني .
ومثال ذلك : ( كما أنّ الهيولى ) وهو عندهم كلّ ما يظهر بصورة من الصور جوهرا كان أو عرضا ، مقوّما لمحلَّه أو متقوّما به فهو أعمّ ممّا عليه كلمة

المشاءين وهو يشمل المادّة الجنسيّة - إنّها ( تؤخذ في حدّ كلّ صورة ) من الصور النوعيّة عقلا - كما يؤخذ الجوهر والجسم في حدّ الحيوان والنبات والجماد ، فهو واحد العين ذو كثرة أسمائيّة - عينا - كما يؤخذ ذلك أيضا في حدود أنواع كلّ من الثلاثة وأشخاصها - ( مع كثرة الصور ) فيها ، فمبدأ تلك الصور ( واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد ) وهو الجنس العالي ( و ) ذلك الجوهر ( هو هيولاها ) أي هيولى الصور كلَّها .
فذلك الجوهر هو واحد العين في العقل ، ذو كثرة أسمائيّة ، وهو ظاهر ، وهو العين الواحدة في الخارج التي هي ذات كثرة مشهودة فإنّ الشخص هو الجوهر في الخارج ذو كثرة مشهودة كما لا يخفى ، فهذا مثال للصورتين .

طريق المعرفة معرفة النفس
قال رضي الله عنه :  ( فمن عرف نفسه بهذه المعرفة ) - واحدة العين ذا كثرة معقولة ، وعينا واحدة ذا كثرة مشهودة محسوسة كما ظهر - ( فقد عرف ربّه ) كذلك ( فإنّه على صورته خلقه ، بل هو عين هويّته وحقيقته ) فإنّ الذي خلق على صورته هو آدم بالمعنى الذي اصطلح عليه أوّلا ، فنفس الإنسان حينئذ هو هويّته وحقيقته ( ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلَّا الإلهيّون من الرسل والصوفيّة ) إذ لا يحمل عطاياهم إلَّا مطاياهم .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)

قال رضي الله عنه : (وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة. فهذه كثرة معقولة في واحد العين.  فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل ورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها. فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته. ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.) 

قال الشيخ رضي الله عنه :  (وصاحب التحقيق) الجامع بين الفرق والجمع (يرى الكثرة) الواقعة في العالم موجودة (في الواحد) الحقيقي الذي هو الوجود الحق المطلق كرزية القطرات في البحر والثمرات في الشجر والشجر في النواة (كما بعلم أن مدلول الأسماء الإلهية وإن اختلفت حقائقها وكثرت أنها) تکرار، لأن المفتوحة مع أسمها تأكيدة وخبرها (عين واحدة فهذه) الكثرة الوجودية الخلقية والأسمائية (كثرة معقولة في واحد العين فتكون العين الواحدة في التجلي) بصور العالم أو بصور الأسماء الإلهية.
قال الشيخ رضي الله عنه :  (كثرة مشهودة في عين واحدة كما أن الهيولى) وهي عندهم كلما يظهر بصورة من الصور جوهرة كان أو عرض مقومة لمحله أو منقوم به فهو أعم مما عليه اصطلاح الحكماء، ولو حمل على مصطلح الحكماء يكفي في التمثيل أيضا (توجد في حد كل صورة وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد وهو)، أي ذلك الجوهر الواحد.
قال الشيخ رضي الله عنه :  (هیولاها)، أي هيولى الصورة فكما أن الكثرة الواقعة في العالم معقولة في واحد العين وهو الوجود المطلق كذلك كثرة الصور كثرة معقولة في الهيولى، وكما أن تجلي العين الواحدة بصور العالم كثرة مشهودة في عين واحدة ، كذلك ظهور الهيولى، في الصور كثرة مشهودة في عين واحدة هي الهيولى.
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فمن عرف نفسه بهذه المعرفة)، أي عرفها بمثل هذه المعرفة عينة واحدة ذات كثرة معقولة وكثرة مشهودة في عين واحدة (فقد عرف ربه) كذلك (فإنه تعالى على صورته خلقه)، كما جاء في الحديث الصحيح:"إن الله خلق آدم على صورته" رواه البخاري ومسلم وغيرهما .
قال الشيخ رضي الله عنه :  (بل هو عين هويته) التي اختلفت فيه (و) عين (حقیقنه) التي تسترت به (ولهذا)، أي لكون معرفة النفس ما ذكرناه وهي لا تحصل إلا بالكشف والذوق (ما عثر)، أي ما اطلع (أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية) إذ لا تحمل عطايا المنك إلا مطايا المنك.


المواقف الروحية والفيوضات السبوحية شرح الأمير عبد القادر الجزائري 1300هـ:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه :  و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)
قال رضي الله عنه : (وصاحب التحقيق بري الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية ، وإن اختلفت حقائقها وكثرت، أنها عين واحدة، فهذه كثرة معقولة في واحد العين .
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد وهو هیولاها).ومن علم الاتساع الإلهي علم أن لا يتكرر شيء في الوجود . 
ويدل على ذلك اختلاف الأحكام على الأعيان أعيان الصور في كل حال.
فلا بد أن تكون هذه العين التي لها هذا الحال الخاص ليست تلك العين التي كان لها ذلك الحال الذي شوهد مضيه وزواله. 
وانظر هل ترى فيما ترى من المخلوقات من إنسان وحيوان ونبات صورتين متماثلتين من كل وجه؟
لا ترى ذلك أبدا، فالجاهل يقول الشي، إما واحد أو كثير، وصاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد، فهو يرى العين الواحدة التي هي جوهر العالم. 
وسيأتي بيان تجدد الصور عليها في كل نفس، وكل صورة غير الأخرى، فإن التجلي الإلهي لا يشرك بين صورتين، ولا تكون صورة إلا عن تجل خاص لها، سواء في ذلك الصور الحسية و العقلية والخيالية ، يقظة ومناما . فإن فعل الحق تعالى دائم . 
فهذه رؤية صاحب التحقيق لجميع صور العالم، كما يعلم صاحب التحقيق أن مدلول الأسماء الإلهية التي لا تحصى كثرتها مع اختلاف معانيها ومدلولاتها، وإن اختلفت حقائقها ومدلولاتها ترجع إلى عين واحدة. 
فهذه الكثرة الحاصلة في الأسماء الإلهية كثرة معقولة، فإنها نسب وإضافات واعتبارات. 
فتكون الكثرة في التجلي الإلهي في الصور من كل ما يطلق عليه أسم صورة کثرة مشهودة في عين واحدة مرئية، بعين الحس والخيال والعقل، والحق من وراء ذلك كله من حيث الذات، ولا يعتام عليك أيها العاقل المحجوب کون صاحب التحقيق يرى الكثرة الحاصلة من صور التجلي في العين الواحدة.
فهذا كما تقول أنت في الهيولى إنها تؤخذ في حد كل صورة من الصور التي تحت مرتبتها إذا حددت الصورة بذاتیاتها وصفاتها النفسية، وهي مع كثرتها ترجع في الحقيقة ونفس الأمر إلى جوهر واحد، هو هيولاها.
إذ الهيولى عندكم جوهر معقول بسيط، لا تخلو منه صورة ولا يتم وجوده بالفعل دون وجود ما حل فيه من الصور. 
وهو موجود بلا کم ولا كيفية ، ولم يقترن به زمان ولا شيء من سمات الحدوث.
فالهيولى محل للجوهر، والموضوع محل للعرض، تتميم أهل الله المكاشفون بحقائق الأشياء يسمون الجوهر الحاصل لصور العالم بأسره بالهباء.
وأول من سماه بهذا الاسم علي بن أبي طالب عليه السلام لكونه رأى هذا الجوهر مبثوثا في كل صورة من صور العالم كله، أعلاه وأسفله، لا تكون صورة بدونه مع وحدته وعدم انقسامه وتجزئته.
والشيخ الأكبر يسميه بالعنقاء، لكونه يسمع بذكره ويعقل، ولا وجود له في العين، دون ما حل فيه من الصور وهو الحقيقة الكلية عند بعضهم، وحقيقة الحقائق عند بعضهم. والحق المخلوق به كل شيء عند بعضهم، وبالعماء. 
ويسمى العماء بالحق المخلوق به، لأنه عين النفس الرحماني، والنفس مبطون في المتنفس، وهو الحق تعالى ولكل تسمية وجه باعتبار، فكما رأيت أيها العاقل صور العالم كلها في جوهر العالم مع وحدته ، كذلك رأي صاحب التحقيق من أهل الله الكثرة في الواحد العين .
فول سیدنا رضي الله عنه : (فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه ، بل هو عن هويته وحقيقته).
يقول رضي الله عنه : إن المدعيين معرفة النفس الناطقة، وهم الذين تكلموا في حقيقة النفس وماهيتها كثيرون، فمن عرف نفسه منهم بهذه المعرفة، وهي أنه عين واحدة تظهر فيها الأحوال والنعوت و التبدل في كل زمان فرد، وتتجدد عليها الأحكام لا تبقى على حالة واحدة، فهي تتصور بما يرد عليها من صور التجلي، وهي باقية في عينها وحقيقتها لا تتغير ولا تتبدل. 
عرف ربه المتجلي عليه بهذه الأحوال والتبدلات والانتقالات والتغيرات، فشأنه تعالى التجلي ، وشأن الموجودات التغير والانتقال . 
فالتجلي إحدى العين في أعيان مختلفة . 
ثم اعلم أن المراد معرفة النفس الإنسانية المعرفة اللائقة بالمخلوق، لا المعرفة على وجه الإحاطة ، فإن ذلك محال، ولو عرف الإنسان على طريق الإحاطة لعرف الحق عز وجل على طريق الإحاطة وذلك محال . 
فالإنسان لا يعرف ، والحق لا يعرف. فلا يعرف النفس الإنسانية إلا الله تعالى وإنما كانت معرفة النفس الإنسانية ومعرفة الرب تعالى متلازمين، لأنه تعالى على صورته خلقه.
كما ورد: "أن الله خلق آدم على صورته". بإرجاع الضمير إلى الله، يؤيده الرواية الأخرى. 
وقد صححها بعض الحفاظ : "على صورة الرحمن". 
ولهذا كانت النفس الناطقة التي هي روح الإنسان المسماة زيدا مثلا، لا يستحيل عليها أن تدبر جسمين فصاعدا إلى آلاف من الصور الجسمية. 
وكل صورة هي زيد عينه، ليست غير زيد، ولو اختلفت الصور أو تشابهت لكان المرئي المشهود عین زید .

تنبيهان :
الأول : لا خصوصية لآدم عليه السلام بالخلق على الصورة الإلهية ، بل كل إنسان كامل من أولاده إلى يوم القيامة ، مخلوق على الصورة.
ومن كان إنسانا حيوانا فليس مخلوقا على الصورة الإلهية، وإن كان له قابلية واستعداد . 
لذلك إذا حفته العناية فلا يكون مخلوقا على الصورة الإلهية إلا إذا كان إنسانا كاملا بالفعل لا بالقوة والصلاحية .
الثاني : ليس المراد بالصورة الذات، فإن الذات العلية المقدسة لا صورة لها إلا من حيث التجلي بالمثال. 
وإنما المراد بالصورة مشاركة الإنسان الكامل للحق تعالى في الأسماء الإلهية كلها، ومشاركته للحق في التقلب في الأحوال بتقلب الحق تعالى في الأحوال. 
والإنسان تتقلب عليه الأحوال بسبب التجلي عليه بها، وما قاله بعضهم في الصورة التي خلق آدم عليه السلام عليها كونه ذاتا وله سبع صفات فقط، ليس بشيء. 
لأن "الإنسان" الحيوان كذلك له ذات وهو حي عالم مرید قادر متکلم سميع بصير . 
ولو كان المراد ذلك لكان يبطل وجه الخصوصية للإنسان. 
لأن هذه الصفة إنما جاءت له على جبهة التشريف له.
بل إذا كشفنا الغطاء وهتکنا الحجاب نقول : 
هو تعالى عين هوية الإنسان الكامل، گآدم التي بها هو هو، وحقيقته التي هو حق بها. 
فظاهر الإنسان صورة خلفية كونية، وباطنه هوية الحق غير محدودة للصورة. 
فهو من حيث الصورة من جملة العالم، ومن حيث باطنه كما ذكرنا.
قول سیدنا رضي الله عنه : (ولهذا ما عثر أحد من علماء المتكلمين والحكماء المتقدمين على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والأكابر من الصوفية وأما أصحاب النظر وأرباب الفكر من القدماء والمتكلمين، في كلامهم في النفس وماهيتها، فما منهم من عثر على حقيقتها، ولا يعطيها النظر الفكري أبدا. فمن طلب العلم بها من طريق النظر الفكري فقد استسمن ذا ورم، ونفخ في غير ضرم، لا جرم أنهم من : "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا" [الكهف: 104]. فمن طلب الأمر من غير طريقه فما ظفر بحقيقته) .
يقول رضي الله عنه : ولهذا لما كانت معرفة الرب لازمة لمعرفة النفس الناطقة، وهي الروح، فإنها نسخة من الرب تعالى، بل ومثل لصورته تعالى .
والرب غير مقيد ولا محصور، وإنما هو تعالي كل يوم في شأن. 
واليوم هنا هو الآن الذي هو حد الزمانين الماضي والمستقبل. فكانت النفس كذلك كل آن في حال. 
قال رضي الله عنه : (ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.)
ولهذا لما كان الأمر هكذا ما عثر ولا اطلع أحد من العلماء، علماء الرسوم الإسلاميين ولا عثر أحد من الحكماء الأولين الفلاسفة الإشراقيين والمشائين المتكلمين في ماهية النفس وحقيقتها على الأمر كما هو.
فما عثر على معرفة النفس إلا العلماء الإلهيون الذين معلمهم الله جل جلاله من الرسل صلوات الله عليهم وسلامه والأكابر من الصوفية، لا مطلق الصوفية . 
وأما أصحاب النظر العلي و أرباب الفكر من الحكماء القدماء والعلماء المتكلمين في كلامهم بالنظر العقلي ودليلهم الفكري على معرفة النفس الإنسانية وماهيتها، فما منهم من عثر على حقيقتها. 
فإنهم طلبوا الأمر من فصه ، وأرادوا معرفتها من طريق النظر العقلي ونصبه، وحيث كانت العقول متباينة متفاوتة.
لا جرم أنهم فيها باختلاف أقوالهم في الرب سبحانه وتعالى :
فقال قوم : النفس الإنسانية جوهر فرد متحيز. 
وقال آخرون: هي جسم لطیف متشبث بالجسم متخلله. 
وقال قوم : هي جوهر محدث قائم بنفسه غير متحيز. 
وقال قوم: النفس الإنسانية عرض إلى غير هذا. 
وقد انتهت أقوالهم في النفس الإنسانية إلى نحو ألف قول على ما ذكره بعض العلماء المطلعين. 
وما أصاب أحد منهم لأنهم طلبوا معرفتها بالنظر والاستدلال وإقامة البراهين العقلية والأقيسة الفكرية، ومعرفة النفس الناطقة الروح لا يعطيها النظر الفكري أبدا، لأن حقيقتها فوق طور العقل، وإنما یکاشف بذلك القلب السليم، ثم يفيض على العقل.
فليس للعقل فيما فوق طوره إلا القبول لما انكشف له، فمن طلب الوصول إلى العلم بها والحصول على حقيقتها من طريق النظر الفكري وأعرض عن طريق التصفية وجلاء مرأة القلب فقد أخطأ الطريق، إذ لا طريق إلى معرفة النفس الإنسانية إلا الكشف.
.

    
واتساب

No comments:

Post a Comment