Thursday, September 12, 2019

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح  الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح  الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

12 - The Wisdom of the Heart in the Word of Shu'aib 

الفقرة الأولي:
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
 12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية
اعلم أن القلب أعني قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه:
هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم ليس بمرحوم فلا حكم للرحمة فيه.
وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفيس:
وأن الأسماء الإلهية عين المسمى وليس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطيه من الحقائق وليس الحقائق التي تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهية تطلب المألوه، و الربوبية تطلب المربوب ، وإلا فلا عين لها إلا به وجودا أو تقديرا.
والحق من حيث ذاته غني عن العالمين.
والربوبية ما لها هذا الحكم.
فبقي الأمر بين ما تطلبه الربوبية وبين ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.
وليست الربوبية على الحقيقة والاتصاف إلا عين هذه الذات.
فلما تعارض الأمر بحكم النسب ورد في الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.
فأول ما نفس عن الربوبية بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإيجاده العالم الذي تطلبه الربوبية بحقيقتها وجميع الأسماء الإلهية.
فيثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت كل شيء فوسعت الحق، فهي أوسع من القلب أو مساوية له في السعة.
هذا مضى، ثم لتعلم أن الحق تعالى كما ثبت في الصحيح يتحول في الصور عند التجلي، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا يسع معه غيره من المخلوقات فكأنه يملؤه.
ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجليه له لا يمكن أن ينظر معه إلى غيره.
وقلب العارف من السعة كما قال أبو يزيد البسطامي «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحس به».
وقال الجنيد في هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقديم لم يبق له أثر، وقلب يسع القديم كيف يحس بالمحدث موجودا.
وإذا كان الحق يتنوع تجليه في الصور فبالضرورة يتسع القلب ويضيق بحسب الصورة التي يقع فيها التجلي الإلهي، فإنه لا يفضل شيء عن صورة ما يقع فيها التجلي.
فإن القلب من العارف أو الإنسان الكامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا يفضل بل يكون على قدره وشكله من الاستدارة إن كان الفص مستديرا أو من التربيع والتسديس والتثمين وغير ذلك من الأشكال إن كان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما كان من الأشكال، فإن محله من الخاتم يكون مثله لا غير.
وهذا عكس ما يشير إليه الطائفة من أن الحق يتجلى على قدر استعداد العبد.
وهذا ليس كذلك، فإن العبد يظهر للحق على قدر الصورة التي يتجلى له فيها الحق.
وتحرير هذه المسألة أن لله تجليين.
تجلي غيب وتجلي شهادة، فمن تجلي الغيب يعطي الاستعداد الذي يكون عليه القلب، وهو التجلي الذاتي الذي الغيب حقيقته، وهو الهوية التي يستحقها بقوله عن نفسه «هو».
فلا يزال «هو» له دائما أبدا.
فإذا حصل له- أعني للقلب هذا الاستعداد، تجلى له التجلي الشهودي في الشهادة فرآه فظهر بصورة ما تجلى له كما ذكرناه.
فهو تعالى أعطاه الاستعداد بقوله «أعطى كل شي ء خلقه»، ثم رفع الحجاب بينه وبين عبده فرآه في صورة معتقده ، فهو عين اعتقاده. فلا يشهد القلب ولا العين أبدا إلا صورة معتقده في الحق.
فالحق الذي في المعتقد هو الذي وسع القلب صورته، وهو الذي يتجلى له فيعرفه.
فلا ترى العين إلا الحق الاعتقادي.
ولا خفاء بتنوع الاعتقادات: فمن قيده أنكره في غير ما قيده به، وأقر به فيما قيده به إذا تجلى.
ومن أطلقه عن التقييد لم ينكره وأقر به في كل صورة يتحول فيها ويعطيه من نفسه قدر صورة ما تجلى له إلى ما لا يتناهى، فإن صور التجلي ما لها نهاية تقف عندها.
وكذلك العلم بالله ما له غاية في العارف يقف عندها، بل هو العارف في كل زمان يطلب الزيادة من العلم به.
«رب زدني علما» ، «رب زدني علما»، «رب زدني علما».
فالأمر لا يتناهى من الطرفين. هذا إذا قلت حق وخلق، فإذا نظرت في قوله : «كنت رجله التي  يسعى بها و يده التي يبطش بها و لسانه الذي يتكلم به» إلى غير ذلك من القوى، و محلها  الذي هو الأعضاء، لم تفرق فقلت الأمر حق كله أو خلق كله.
فهو خلق بنسبة وهو حق بنسبة والعين واحدة.
فعين صورة ما تجلى عين صورة من قبل ذلك التجلي، فهو المتجلي والمتجلي له.
فانظر ما أعجب أمر الله من حيث هويته، ومن حيث نسبته إلى العالم في حقائق أسمائه الحسنى.
فمن ثم و ما ثمه ... و عين ثم هو ثمه
فمن قد عمه خصه ... و من قد خصه عمه
فما عين سوى عين ... فنور عينه ظلمه
فمن يغفل عن هذا ... يجد في نفسه غمه
وما يعرف ما قلنا  ... سوى عبد له همه
«إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب» لتقلبه في أنواع الصور والصفات ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد فيحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
فما هو ذكرى لمن كان له عقل وهم أصحاب الاعتقادات الذين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرين.
فإن إله المعتقد ما له حكم في إله المعتقد الآخر: فصاحب الاعتقاد يذب عنه أي عن الأمر الذي اعتقده في إلهه وينصره، وذلك في اعتقاده لا ينصره، فلهذا لا يكون له أثر في اعتقاد المنازع له.
وكذا المنازع ما له نصرة من إلهه الذي في اعتقاده، فما لهم من ناصرين، فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد كل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذي لا ينكر.
فأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
فلهذا قال «لمن كان له قلب» فعلم تقلب الحق في الصور بتقليبه في الأشكال.
فمن نفسه عرف نفسه، وليست نفسه بغير لهوية الحق، ولا شيء من الكون مما هو كائن ويكون بغير لهوية الحق، بل هو عين الهوية.
فهو العارف والعالم والمقر في هذه الصورة، وهو الذي لا عارف ولا عالم، وهو المنكر في هذه الصورة الأخرى.
هذا حظ من عرف الحق من التجلي والشهود في عين الجمع، فهو قوله «لمن كان له قلب» يتنوع في تقليبه.
وأما أهل الإيمان وهم المقلدة الذين قلدوا الأنبياء والرسل فيما أخبروا به عن الحق، لا من قلد أصحاب الأفكار والمتأولين الأخبار الواردة بحملها على أدلتهم العقلية، فهؤلاء الذين قلدوا الرسل صلوات الله عليهم وسلامه هم المرادون بقوله تعالى «أو ألقى السمع» لما وردت به الأخبار الإلهية على ألسنة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وهو يعني هذا الذي ألقى السمع شهيد ينبه على حضرة الخيال واستعمالها، وهو قوله عليه السلام في الإحسان «أن تعبد الله كأنك تراه»، والله في قبلة المصلي، فلذلك هو شهيد.
ومن قلد صاحب نظر فكري وتقيد به فليس هو الذي ألقى السمع، فإن هذا الذي ألقى السمع لا بد أن يكون شهيدا لما ذكرناه.
ومتى لم يكن شهيدا لما ذكرناه فما هو المراد بهذه الآية.
فهؤلاء هم الذين قال الله فيهم «إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا» والرسل لا يتبرءون من أتباعهم الذين اتبعوهم.
فحقق يا ولي ما ذكرته لك في هذه الحكمة القلبية.
وأما اختصاصها بشعيب، لما فيها من التشعب، أي شعبها لا تنحصر، لأن كل اعتقاد شعبة فهي شعب كلها، أعني الاعتقادات فإذا انكشف الغطاء انكشف لكل أحد بحسب معتقده، وقد ينكشف بخلاف معتقده في الحكم، وهو قوله «وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون».
فأكثرها في الحكم كالمعتزلي يعتقد في الله نفوذ الوعيد في العاصي إذا مات على غير توبة.
فإذا مات وكان مرحوما عند الله قد سبقت له عناية بأنه لا يعاقب، وجد الله غفورا رحيما، فبدا له من الله ما لم يكن يحتسبه.
وأما في الهوية فإن بعض العباد يجزم في اعتقاده أن الله كذا وكذا، فإذا انكشف الغطاء رأى صورة معتقده وهي حق فاعتقدها.
وانحلت العقدة فزال الاعتقاد وعاد علما بالمشاهدة.
وبعد احتداد البصر لا يرجع كليل النظر، فيبدو لبعض العبيد باختلاف التجلي في الصور عند الرؤية خلاف معتقده لأنه لا يتكرر، فيصدق عليه في الهوية «وبدا لهم من الله» في هويته «ما لم يكونوا يحتسبون» فيها قبل كشف الغطاء.
وقد ذكرنا صورة الترقي بعد الموت في المعارف الإلهية في كتاب التجليات لنا عند ذكرنا من اجتمعنا به من الطائفة في الكشف وما أفدناهم في هذه المسألة بما لم يكن عندهم.
ومن أعجب الأمور أنه في الترقي دائما ولا يشعر بذلك للطافة الحجاب ودقته وتشابه الصور  مثل قوله تعالى «وأتوا به متشابها».
وليس هو الواحد عين الآخر فإن الشبيهين عند العارف أنهما شبيهان، غيران ، و صاحب التحقيق يرى الكثرة في الواحد كما يعلم أن مدلول الأسماء الإلهية، و إن اختلفت حقائقها و كثرت، أنها عين واحدة.
فهذه كثرة معقولة في واحد العين.
فتكون في التجلي كثرة مشهودة في عين واحدة، كما أن الهيولى تؤخذ في حد كل صورة، وهي مع كثرة الصور واختلافها ترجع في الحقيقة إلى جوهر واحد هو هيولاها.
فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عين هويته وحقيقته.
ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقيقتها إلا الإلهيون من الرسل والصوفية.
وأما أصحاب النظر وأرباب الفكر من القدماء والمتكلمين في كلامهم في النفس وماهيتها، فما منهم من عثر على حقيقتها، ولا يعطيها النظر الفكري أبدا.
فمن طلب العلم بها من طريق النظر الفكري فقد استسمن ذا ورم ونفخ في غير ضرم.
لا جرم أنهم من «الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا».
فمن طلب الأمر من غير طريقه فما ظفر بتحقيقه، وما أحسن ما قال الله تعالى في حق العالم وتبدله مع الأنفاس.
«في خلق جديد» في عين واحدة، فقال في حق طائفة، بل أكثر العالم، «بل هم في لبس من خلق جديد». فلا يعرفون تجديد الأمر مع الأنفاس.
لكن قد عثرت عليه الأشاعرة في بعض الموجودات وهي الأعراض، وعثرت عليه الحسبانية  في العالم كله.
وجهلهم أهل النظر بأجمعهم.
ولكن أخطأ الفريقان: أما خطأ الحسبانية فبكونهم ما عثروا مع قولهم بالتبدل في العالم بأسره على أحدية عين الجوهر الذي قبل هذه الصورة ولا يوجد إلا بها كما لا تعقل إلا به.
فلو قالوا بذلك فازوا بدرجة التحقيق في الأمر.
وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.
ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر.
والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
.
 فقد صار ما لا يبقى زمانين ، يبقى زمانين ، وأزمنة وعاد ما لا يقوم بنفسه يقوم بنفسه.
ولا يشعرون لما هم عليه، وهؤلاء هم في لبس من خلق جديد.
وأما أهل الكشف فإنهم يرون أن الله يتجلى في كل نفس ولا يكرر التجلي، و يرون أيضا شهودا أن كل تجل يعطي خلقا جديدا و يذهب بخلق.
فذهابه هو عين الفناء عند التجلي و البقاء لما يعطيه التجلي الآخر فافهم.

متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية
اعلم أن القلب وإن كان موجوداً من رحمة ٍ فإنه أوسع من رحمة الله.
لأن الله أخبر أن قلب العبد وسعه "ووسعني قلب عبدي .. " ورحمته لا تسعه.
فإنها لا يتعلق حكمها إلا بالحوادث.
 وهذه مسألة عجيبة إن عُقلت، وإذا كان الحق كما ورد في الصحيح يتحول في الصور مع انه في نفسه لا يتغير من حيث هو.
فالقلوب له كاشكال الأوعية للماء يشكل بشكلها مع كونه لا يتغير عن حقيقته. فافهم.
ألا ترى أن الحق كل يومٍ هو في شأن. كذلك القلب يتقلب في الخواطر.
ولذلك قال: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " [ق: 37].
ولم يقل، عقل، لأن العقل يتقيد بخلاف القلب. فافهم.

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :

12    - فك ختم الفص الشعيبي
12 / 1  - اعلم ان في اقران شيخنا رضى الله عنه الحكمة القلبية بالكلمة الشعيبية سرين عظيمين ، راعى في أحدهما المفهوم من لفظ الاسم وهو الشعيب ، فان شعيبا كان من العرب واسمه اسم عربى ، كذا ورد في النقل :
ان هودا وصالحا وشعيبا ويونس ولوطا كانوا من العرب .
وعلى الجملة لما كان القلب منبع الشعب المنبثة في أقطار بدن الإنسان ، بل في سائر  الحيوانات التامة الخلقة ، وهو اول ما يتكون من الإنسان والحيوان ، ناسب ذكر الإقران المذكور ، هذا مع ان ثم موجبات أخر استدعت اقران الحكمة القلبية بالكلمة الشعيبية ، وسألوح ببعض اسرارها فيما بعد بمشيئة الله وعونه
.

2 / 12 - ولما كان القلب منبع التشعب كما ذكرت ، لذلك تنبعث منه الحياة الحيوانية وتسرى في جميع أقطار الصورة فيتصل به ومنه الى الأعضاء كلها المدد الذي به بقاء الصورة ، كما  هو الامر في صورة الإنسان والحيوانات التامة الخلقة ، فكذلك هو الامر في مطلق صورة العالم علوا وسفلا ، وهذا اصل كبير ثابت شرعا وكشفا وعقلا .
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك غير مرة بالسنة مختلفة من جملتها قوله صلى الله عليه وسلم : "ان في الجسد لمضغة  إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، الا وهي القلب" .

3 / 12 - واما في مطلق صورة العالم : فقلب العالم العلوي الظاهر الشمس ، فإنها محلها قلب الأفلاك ومنها ينتشر المدد النوري ويتصل بالكواكب كلها ، هذا وان خالف بعضهم في ذلك من بعض الوجوه فخلافه لا يقدح في ما ذكرنا .

4 / 12 - واما قلب جملة الصور الوجودية : فالإنسان الكامل الحقيقي برزخ بين الوجوب  والإمكان ، والمراة الجامعة للذات والمرتبة من صفات القدم وأحكامه ، وكذلك الحدثان ، ولهذا جعل محل خلافته الأرض التي هي مركز الدائرة الوجودية ، ولمقامها المعنوي المحجوب الان بصورتها ، رتبة المبدئية في انبعاث النفس الرحمانى لتكوين النشأة الكلية الوجودية ، فناسب  من هذا الوجه الإنسان الحقيقي النازل فيها بالخلافة .
لأنه الأول بالرتبة والمنزلة وان كان أخر بالصورة ، فهو الواسطة بين الحق والخلق وبه ومن مرتبته يصل فيض الحق والمدد الذي هو سبب بقاء ما سوى الله الى العالم كله علوا وسفلا ، ولولاه من حيث برزخيته التي لا يغاير الطرفين ، لم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي الوحدانى لعدم المناسبة والارتباط ولم يصل اليه ، وكان يعنى  وانه عمد السماوات .

5 / 12ولهذا السر برحلته من مركز الأرض التي هي صورة حضرة الجمع وأحديته ومنزل خلافته الإلهية الى الكرسي الكريم والعرش المجيد المحيطين بالسموات والأرض ينخرم نظامها ، فيبدل الأرض والسموات و لهذا نبه ايضا صلى الله عليه وسلم على ما ذكرنا بقوله : "لا تقوم الساعة وفي الأرض من يقول : الله ، الله" .
واكده بالتكرير يريد : وفي الأرض من يقول الله قولا حقيقيا ، إذ لو أراد من يقول كلمة « الله » لم يؤكد بالتكرار ، ولا شك انه لا يذكر الله ذكرا حقيقيا وخصوصا بهذا الاسم الجامع الأعظم المنعوت بجميع الأسماء ، الا الذين يعرفون الحق المعرفة التامة ، وأتم الخلق معرفة باللَّه في كل عصر خليفة الله ، وهو كامل ذلك العصر .
فكأنه يقول : لا يقوم الساعة وفي الأرض انسان كامل وهو المشار اليه انه العمد المعنوي الماسك ، وان شئت فقل الممسوك لأجله . فإذا انتقل انشقت السماء وكورت الشمس وانكدرت النجوم وانتثرت ، وسيرت الجبال وزلزلت الأرض وجاءت القيامة ، ولو لا ثبوته من حيث مظهريته في الجنة التي محلها الكرسي والعرش المجيد لكان الحال فيهما كالحال في الأرض والسموات .

6 / 12  - وانما جدت ثبوته من حيث مظهريته من أجل ما اطلعنى الله عليه من ان الجنة لاتسع إنسانا كاملا ، وانما يكون منه في الجنة ما يناسب الجنة وفي كل عالم ما يناسب ذلك العالم وما يستدعيه ذلك العالم من الحق من حيث ما في ذلك العالم من الإنسان .

7 / 12بل أقول : ولو خلت جهنم منه لم تبق ، وبه امتلأت واليه الإشارة بقدم الجبار المذكور في الحديث عند قوله صلى الله عليه وسلم : ان جهنم لا تزال تقول: " هَلْ من مَزِيدٍ " [ ق / 30 ] حتى يضع الجبار فيها قدمه ، فإذا وضع الجبار فيها قدمه ينزوى بعضها الى بعض
وتقول : قط قط ، اى : حسبى حسبى
.

8 / 12   - وأخبرت من جانب الحق ان القدم الموضوع في جهنم هو الباقي في هذا العالم من صور الكمل مما لم يصحبهم في النشأة الجنانية ، وكنى عن ذلك الباقي بالقدم لمناسبة شريفة لطيفة .
فان القدم من الإنسان آخر اعضاء صورته ، فكذلك نفس صورته العنصرية آخر اعضاء مطلق الصورة الانسانية ، لان صورة العالم بأجمعها كالاعضاء لمطلق صورته الحقيقية الانسانية وهذه النشأة آخر صورة ظهرت بها الحقيقة الانسانية وبها قامت الصور كلها التي قلت انها كالاعضاء.
9 / 12 - ثم اعلم ان للقلب خمس مراتب :
1 - مرتبة معنوية
2 - ومرتبة روحانية
3 - ومرتبة مثالية
4 - ومرتبة حسية
5 - ومرتبة جامعة
ولكل مرتبة من هذه الخمس مظهر هو منبع احكام تلك المرتبة ومحتد التشعب المتفرع منها.

ولكل قلب ايضا خمسة أوجه :
1 - وجه يواجه حضرة الحق ولا واسطة بينه وبين الحق .
2 - ووجه يقابل به عالم الأرواح ومن جهته يأخذ من ربه ما يقتضيه استعداده بواسطة الأرواح. 3 - ووجه يختص بعالم المثال ويحتظى منه بمقدار نسبته من مقام الجمع وبحسب اعتدال مزاجه وأخلاقه وانتظام أحواله في تصرفاته وتصوراته وحضوره ومعرفته.
4 - ووجه يلي عالم الشهادة ويختص بالاسم الظاهر والاخر.
5 - ووجه جامع يختص باحدية الجمع ، وهي التي تليها مرتبة الهوية المعنوية بالاولية والاخرية والبطون والظهور والجمع بين هذه النعوت الأربعة .

10 / 12 - ولكل وجه مظهر من الأناسي والخصيص لشعيب عليه السلام من هذه الوجوه : الوجه المثالي ، وانه من وجه في مقامه هذا شبيه بالروح الحيواني المخزون في تجويف الأيسر من القلب الصنوبري ، فإنه برزخ بين الروح الإنساني وبين المزاج .
لأنه من حيث انه قوة بسيطة معقولة يناسب الروح ويرتبط به ، ومن حيث اشتماله بالذات على القوى المختلفة المنبثة في أقطار البدن والمتصرف فيه بالتصرفات المختلفة المتكثرة ، يناسب المزاج المركب من الاجزاء والطبائع المختلفة .
فلذلك تأتي الارتباط وتيسر المدد ، إذ لو لم يكن ارتباط الروح البسيط بالمزاج المركب ، وهذا من لطائف الحكم الإلهية المقتضية الجمع بين الاضداد في امر جامع لها بأمثال هذه المثال شتات التي يتوقف عليها الارتباط والتأثير التدبيرى .

11 / 12 - وإذا عرفت هذا فاعلم انه لما كانت التصورات المثالية من الثمرة للصور الحسية الظاهرة ، كانت تربية موسى عليه السلام اولا على يد شعيب عليه السلام ، ولذلك كان الغالب على حال موسى عليه السلام وآياته احكام الاسم الظاهر.
ولما شاء الحق تكميله لكونه اصطنعه لنفسه لذلك أرسله الى الخضر عليه السلام الذي هو مظهر الاسم الباطن وصورة الوجه القلبي الذي يلي الحق، دون واسطة المنبه عليه من القصة بـ " فَأَرَدْنا " و " فَأَرادَ رَبُّكَ " [ الكهف / 81 و 82 ]
وبقوله تعالى : " وعَلَّمْناه من لَدُنَّا عِلْماً " [ الكهف / 65 ] فافهم .

12 / 12  - وكل هذه احوال الباطن ، بخلاف الاعتراضات الموسوية ، فان مستندها الأوامر الظاهرة ، وكذلك الحسن والقبح اللازمان لها والذي هو صورة القلب الجمع والوجود كنبينا صلى الله عليه وسلم .
فان مقامه نقطة وسط الدائرة الوجودية بوجوه قلبه الخمسة تواجه كل عالم وحضرة ومرتبة ، ويضبط احكام الجميع ويظهر بأوصافها كلها بوجهه الجامع المنبه عليه آنفا .

12 / 13 -  إذا عرفت ما نبهتك عليه من النسبة الشعيبية القلبية عرفت لما كان آيته في رسالته الوفاء بالكيل والميزان ، فان المدد المنتشر من القلب في أقطار البدن انما ينتفع به البدن إذا أخذ كل عضو منه ما يحتاج اليه من غير زيادة ولا نقصان ، وكذلك الغذاء ، والكيل نظيره توزيع الغذاء ، والميزان نظيره المدد النفساني .

14 / 12 - إذا فهمت ما أشرت اليه تعديت منه معتبرا ذلك ومستقربا له في صورة العالم ، وحينئذ تفهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : بالعدل قامت السموات والأرض .
وقوله ايضا في وصف الحق : بيده الميزان يخفض القسط ويرفعه .
وتعرف ايضا - ان نور الله فهمك - معنى قوله تعالى : " إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ والأَرْضَ أَنْ تَزُولا " [ فاطر / 41 ]
وسر قوله تعالى : " وأَوْحى في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها " [ فصلت / 12 ] فتنبه ترشدوا قنع .
فلسان هذا المقام طلق ذو بسط عظيم لا تحمل هذا المختصر تفصيله ، والله الهادي .
15 / 12 - واما سر الاخر من السرين فتختص بسعة القلب ونسبه من الرحمة التي وسعت كل شيء وتشعبت مائة شعبة - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عنها - وسأشير الى طرف منه واختم به الكلام على هذا الفص ان شاء الله تعالى   .

16 / 12 - فأقول اعظم الأشياء الموصوفة بالسعة من جانب الحق : الرحمة والقلب الإنساني والعلم .
فإنه قال في سعة الرحمة : " ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " [ الأعراف / 155 ] وقال في الرحمة والعلم معا بلسان الملائكة : " رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وعِلْماً " [ غافر / 7 ] .
فقال في سعة القلب الإنساني : ما وسعني ارضى ولا سمائى ووسعني قلب عبدى المؤمن  . . . الحديث . ولا شك ان بين سعة كل واحد من هذه الثلاثة وبين الآخرين تفاوتا لا يعرف معرفة حقيقية ما لم يعرف حقيقة الرحمة وأحكامها وحقيقة العلم وكيفية تعلقه بالمعلومات وحقيقة القلب الذي وسع الحق.
فلنبدأ بتأييد الله وإمداده بذكر العلم الذاتي الإلهي وتعلقه بالحق والمعلومات .

17 / 12 - فنقول : اعلم ان تعلق علم الحق بذاته على نحوين وكذلك تعلقه بالمعلومات - :
فان للحق تعينا في عرصة تعقله نفسه ، ولهذا تعين الإطلاق بالنسبة الى تعين كل شيء في علم كل عالم ، بل وبالنسبة الى تعين الحق في تعقل كل متعقل ويتعلق علمه تعالى من حيث تعينه في نفسه ومن حيث تعينه في تعقل كل متعقل ، فعلمه سبحانه يتعلق به ايضا بذاته على نحو آخر وهو : معرفته بذاته من حيث إطلاقها وعدم انحصارها في تعينها في نفسه ، وهذه من معرفة  كلية جملية .

18 / 12 - ويتعلق علمه بالمعلومات ايضا على نحوين :
أحدهما باعتبار تعينها في علمه وتعقل امتياز بعضها عن بعض ، غير ان هذا النحو من التعلق العلمي لا يشتمل جميع الممكنات ، بل يختص بما قدر دخوله في الوجود في دور او أدوار محصورة .
"ثانيا" واما بالنسبة الى جميع الممكنات من حيث انها غير متناهية : فان العلم لا يتعلق بها الا تعلقا كليا جمليا ، كما اشترت اليه في شأن الحق من حيث إطلاقه .

19 / 12 - وعلة هذه النسبة والاشتراك التام بين الحق والممكنات هو انها في التحقيق الا وضح شئون ذاته الكامنة في إطلاقه وغيب هويته ، ولا تخلص لاحد في علمه بالحق من تجاوز التعينات التعقلية والانتهاء الى تعين الحق في تعقله نفسه وشهود اتصال ذلك التعين من وجه بالإطلاق الذاتي الغيبى العديم الوصف والاسم والرسم والحصر والحكم الا لمن كان حقيقته البرزخ الجامع بين الوجوب والإمكان وأحكامها .
فإنه يواجه باطلاقه غيب الذات باعتبار عدم ، لأنه لا تعقل له فكرى يحضره عن إطلاقه مغايرته له دون توهم تعدد وامتياز .
فافهم وتدبر غريب ما سمعت وما عليه نبهت ، تعرف انه ليس شيء اوسع من العلم بشرط معرفته على الوجه المذكور.
 
20 / 12واما سعة الرحمة المشار إليها في الكتاب والسنة : فتخصص ببعض المحدثات المتعينة في اللوح المحفوظ بكتابة القلم الأعلى وهي المتشعبة الى مائة شعبة - كما أشار صلى الله عليه وسلم  .

21 / 12 - واما سعة القلب الذي وسع الحق فهي عبارة عن سعة البرزخية المذكورة الخصيصة بالإنسان الحقيقي الذي هو قلب الجمع والوجود ، فان الإنسان الحقيقي الذي هو قلب الجمع والوجود ، قلبه برزخية وعلمه المنبه عليه آنفا ، فافهم.
فهذا روح هذا الفص والخفي من اسراره ، وقد نبهت فيما تقدم على ما يختص بشعيب من حيث حظه الذوقي وحكمه الاسمى
.

22 / 12 - واما حظه من السعة : فبحسب مرتبة قلبية المشبهة بالروح الحيواني ، وهي التي نسبت إليها وشعبها وأحكامها بمقدار حصته من مطلق القلب الجمع والوجود ، فإنها حصة متعينة نسبتها الى القلب الجمع والوجود نسبة عالم المثال المقيد الى عالم المثال المطلق ، فافهم ، وذكرت امهات القلوب فتذكر .
وإذا اعتبرت وحدة الجملة من حيث عدم تشعبها و أعرضت عن الحيثيات والاعتبارات كلها، انمحت السعة وأحكامها، فإنه لا يقال في شيء الواحد الوحدة الحقيقية المستعلية على كل وحدة متعلقة وكثرة : انه يسع شيئا او لا يسعه شيء ، إذ لا عدد ولا تفصيل ، فاعلم ذلك
.


كلمات ومصطلحات وردت في فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية

التجل - التجلي – التجليات
التجلي في اللغة تجلى الشيء: انكشف واتضح.
التجلي بالمعنى الصوفي: إشراق ذات الله وصفاته، أو ما ينكشف للقلوب من أسرار الغيوب.
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم :
منها قوله تعالى : " فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا " [الأعراف : 143]
وقوله تعالى : "وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى" سورة الليل

في الاصطلاح الصوفي
يقول الإمام علي بن أبي طالب في التجلي الإلهي وعلاقته بالرؤية:
" تجلى الله لعباده من غير أن يروه ، وأراهم نفسه من غير أن يتجلى لهم ، ومعرفة ذلك تحتاج إلى فهم ثابت وعقل وافر  .

يقول الشيخ الجنيد البغدادي :
التجلي : هو التهذيب للخواص"  .

يقول الشيخ السراج الطوسي
" التجلي : هو إشراق أنوار إقبال الحق على قلوب المقبلين عليه " .

يقول الشيخ أبو بكر الكلاباذي :
" قال بعضهم : التجلي : هو رفع حجبة البشرية ، لا أن تتلون ذات الحق جل وعز عن ذلك وعلا"  .

يقول الإمام القشيري :
" التجلي : هو إشراق أنوار الحق على قلوب المريدين  .

يقول الشيخ عمر السهروردي :
" التجلي : هو إشارة إلى رتب الحظ من اليقين ، ورؤية البصيرة  .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
التجلي : هو من مقامات الجحود ، الممتدة إلى سر العبادة ، وسر السجود ، وسر الشاهد والمشهود  .
ويقول : " التجلي : عند القوم ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب ، وهو على مقامات مختلفة .
فمنها : ما يتعلق بأنوار المعاني المجردة عن المواد من المعارف والأسرار ،ومنها : ما يتعلق بأنوار الأنوار .
ومنها : ما يتعلق بأنوار الأرواح وهم الملائكة ومنها ما يتعلق بأنوار الرياح ... فكل نور من هذه الأنوار إذا طلع من أفق ووافق عين البصيرة سالما من العمى والغشي والصدع والرمد وآفات الأعين ، كشف بكل نور ما انبسط عليه ، فعاين ذوات المعاني على ما هي عليه في أنفسها ، وعاين ارتباطها بصور الألفاظ والكلمات الدالة عليها ، وأعطته بمشاهدته إياها ما هي عليه من الحقائق في نفس الأمر من غير تخيل ولا تلبيس  .

يقول الشريف الجرجاني:
" إنما جمع الغيوب باعتبار تعدد موارد التجلي ، فإن لكل اسم إلهي بحسب حيطته ووجوهه تجليات متنوعة ، وأمهات الغيوب التي تظهر التجليات من بطائنها سبعة:
غيب الحق وحقائقه .
وغيب الخفي : المنفصل من الغيب المطلق بالتمييز الأخفى في حضرة أو أدنى .
وغيب السر : المنفصل من الغيب الإلهي بالتمييز الخفي في حضرة قاب قوسين .
وغيب الروح : وهو حضرة السر الوجودي المنفصل بالتمييز الأخفى ، والخفي في التابع الامري .
وغيب القلب : وهو موقع تعانق الروح والنفس ، ومحل استيلاد السر الوجودي ، ومنصة استجلائه في كسوة أحدية جمع الكمال .
وغيب النفس : وهو أنس المناظرة .
وغيب اللطائف البدنية : وهي مطارح أنظاره لكشف ما يحق له جمعا وتفصيلا  .

يقول الشيخ صدر الدين القونوي :
" التجلي ( من حيث تعينه ) : هو اسم دال على الغيب المطلق غير المتعين".

يقول الشيخ أحمد بن عجيبة :
" التجلي : عبارة عن كشف العبد بعظمة ربه ،وهذا قبل الرسوخ وأما بعد الرسوخ فلا غيبة له".

يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
" التجلي : عبارة عن ظهور الحق سبحانه وتعالى ".

تقول الدكتورة سعاد الحكيم :
" التجلي بتعريف عام : هو مبدأ التغير في المتجلى له ، ينقله من حال إلى
حال" .

نقول في اصطلاح الكسنزان :
في أصول الطريقة ، في أصول التصوف ، الله يتجلى في بعض الأماكن
وهي : في مكة المكرمة ، المدينة المنورة ، المساجد والتكايا ، مقامات ومشاهد الأولياء والصاحين ، وفي قلوب الصالحين .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي في تجليات الأسماء :
" إذا تجلى الله تعالى على عبد من عبيده في اسم من أسمائه اصطلم العبد تحت أنوار ذلك الاسم ، فمتى ناديت الحق بذلك الاسم أجابك العبد لوقوع ذلك الاسم عليه .
فأول مشهد من تجليات الأسماء :
أن يتجلى الله لعبده في اسمه الموجود ، فيطلق هذا الاسم على العبد ، وأعلى منه تجليه له في اسمه الواحد ، وأعلى منه تجليه في اسمه الله .
فيصطلم العبد لهذا التجلي ويندك جبله فيناديه الحق على طور حقيقته :
إنه أنا الله هنالك ، يمحو الله اسم العبد ، ويثبت له اسم الله ، فإن قلت يا الله أجابك هذا العبد لبيك وسعديك ، فإن ارتقى وقواه الله وأبقاه بعد فنائه كان الله مجيبا لمن دعى هذا العبد ...
ثم إذا قوي العبد في الترقي ، تجلى الحق له في اسمه الرحمن ، ثم في اسمه الرب ، ثم في اسمه الملك ، ثم في اسمه العليم ، ثم في اسمه القادر .
وكلما تجلى الله في اسم من هؤلاء الأسماء المذكورة فإنه أعز مما قبله في الترتيب ، وذلك لأن تجلي الحق في التفصيل ، أعز من تجليه في الإجمال .
فظهوره لعبده في اسمه الرحمن تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الله ، وظهوره لعبده في اسمه الرب تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الرحمن ، وظهوره في اسمه الملك تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الرب ...
وكذلك بواقي الأسماء بخلاف تجلياته الذاتية ، فإن ذاته إذا تجلت لنفسه بحكم مرتبة من هذه المراتب كان الأعم فوق الأخص ...
والعجب في التجليات الأسمائية : أن المتجلى له لا يشهد إلا الذات الصرف ، ولا يشهد الأسماء لكن المميز يعلم سلطانه من الأسماء التي هو بها مع الله تعالى ...
الناس في تجليات الأسماء وهم على أنواع .
فمنهم : من تجلى الحق عليه من حيث اسمه القديم ، وكان طريقه إلى هذا التجلي أن كشف له الحق عن كونه موجودا في علمه قبل أن يخلق الخلق ... فعندما تجلى له من ذاته القدم الإلهي اضمحل حدثه فبقي قديما بالله تعالى فانيا عن حدثه ...
ومنهم : من تجلى له الحق في اسمه القدوس ، ففنى من هذا العبد نقائص الأكوان ، وبقي بالله تعالى منزها عن وصف الحدثان  .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي في مقدار التجليات:
" ما يشير إليه الطائفة من أن الحق يتجلى على قدر استعداد العبد .
وهذا ليس كذلك ، فإن العبد يظهر للحق على قدر الصورة التي يتجلى له فيها الحق .
وتحرير هذه المسألة أن لله تجليين :
تجلي غيبي وتجلي شهادة ، فمن تجلي الغيب يعطي الاستعداد الذي يكون عليه القلب ، وهو التجلي الذاتي الذي الغيب حقيقته ، وهو الهوية التي يستحقها بقوله عن نفسه ( هو ) .
فلا يزال ( هو ) له دائما أبدا فإذا حصل له - أعني للقلب - هذا الاستعداد تجلى له التجلي الشهودي في الشهادة فرآه فظهر بصورة ما تجلى له كما ذكرناه .
فهو تعالى أعطاه الاستعداد بقوله : " أعطى كل شيء خلقه " ، ثم رفع الحجاب بينه وبين عبده فرآه في صورة معتقده ، فهو عين اعتقاده . فلا يشهد القلب ولا العين أبدا إلا صورة معتقده في الحق . .
 فالحق الذي في المعتقد هو الذي وسع القلب صورته ، وهو الذي يتجلى له فيعرفه.
فلا ترى العين إلا الحق الاعتقادي  .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
" التجلي الإلهي الواقع في دار الآخرة لا يكون إلا على قدر العلم الحاصل في الدنيا ، وعلى قدر صورته يقع التجلي  .
ويقول : " تجلي الحق من حيث الإطلاق عن الاستعدادات محال ، وإنما يتجلى بحسب استعداد المتجلي له ، فهو كالماء لا لون ولا شكل له ، ويظهر بالأشكال والألوان بحسب الأواني  .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" التجلي في صورة ذات روحه لا يعول عليه  .
" التجلي المتكرر في الصورة الواحدة لا يعول عليه  .
" كل تجل لا يعطيك العلم بحقيقة لا يعول عليه  .
" التجلي بالجيم إذا أبقاك لا يعول عليه  .

يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
" التجلي على ثلاث أحوال :
تجلي ذات : وهي المكاشفة .
وتجلي صفات : وهي موضع النور .
وتجلي حكم الذات : وهي الآخرة  .

يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
" التجليات أربعة : تجلي الآثار ، وتجلي الأفعال ، وتجلي الصفات ، وتجلي الذات.

ويقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" التجليات ضروب شتى يجمعها الفناء والبقاء ، فمن طلب تجلي الفناء لم يدر ما طلب ، لأن الحق يعطي التجلي ويعطي فيه فإذا أفناه التجلي لم يدر ما يعطى فيه .
ويقول : " تجلى سبحانه تجليا عاما إحاطيا ، وتجلى تجليا خاصا شخصيا .
فالتجلي العام : تجل رحماني ، وهو قوله تعالى : "الرحمن على العرش استوى".
والتجلي الخاص : هو ما لكل شخص شخص من العلم بالله ، وبهذا التجلي يكون الدخول والخروج والنزول والصعود والحركة والسكون والاجتماع والافتراق والتجاوز  .
ويقول : " التجلي الذاتي ممنوع بلا خلاف بين أهل الحقائق في غير مظهر ، والتجلي في المظاهر وهو التجلي في صور المعتقدات كائن بلا خلاف ، والتجلي في المعقولات كائن بلا خلاف : وهما تجلي الاعتبارات  .

ويقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" للحق تبارك وتعالى تجليين :
تجل في مرتبة الإطلاق من حيث لا خلق .
وتجل في رتبة التقييد بعد خلق الخلق  .

ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري :
" إن أهل هذا اللسان الواقفين في ميادين البيان قسموا التجليات : إلى تجل فعلي وتجل أسمائي وتجل صفاتي وتجل ذاتي .
فأما التجلي الفعلي : فمعلوم ، وكذا التجلي الأسمائي والتجلي الصفاتي .
وأما التجلي الذاتي فإنما يعنون به : تجلي الحق - تعالى - للعبد من حيث أنه لا يظهر لذلك التجلي نسبة إلى اسم ولا صفة ولا نعت ولا إضافة ، وإنما يعرف أنه تجلي له فقط .
ومتى ظهر شيء مما ذكر نسب ذلك التجلي إلى ما ظهر ، فالتجلي الذاتي عند الطائفة العلية هو تجلي الذات من حيث الذات الإلهية لا من حيث الذات الأحدية ، فإنه محل المحال ، ولا يقول به أحد من الناقصين فضلا عن أهل الكمال .
إذ الذات الأحدية هي الوجود المطلق عن الإطلاق والتقييد لا ظهور لشيء معها مما ينافي أحديتها .
هذا المراد بالتجلي عندهم وإن كان لفظ التجلي الذاتي ربما يوهم شيئا خلاف المراد  .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
" التجلي الخيالي نوعان : نوع على صورة المعتقد ، ونوع على صورة المحسوسات ...
لكن مطلق التجلي الصوري منشؤه ومحتده العالم المثالي ، وهو إذا اشتد ظهوره شوهد بالعين الشحمية محسوسا لكنه على الحقيقة عين البصيرة هي المشاهد ، إلا أنه لما صار كله عينا كان بصره محل بصيرته في هذا المشهد . وأما المعنوي أعني مما أعطانا الكشف في الحديث أنه واقع معنى  .

يقول الشيخ أحمد بن عجيبة :
" تجليات الحق على ثلاثة أقسام :
قسم أظهرهم ليظهر كرمه وإحسانه ، وهم أهل الطاعة والإحسان .
وقسم أظهرهم ليظهر فيهم حلمه وكرمه ، وهم أهل العصيان من أهل الإيمان .
وقسم أظهرهم ليظهر فيهم نقمته وغضبه ، وهم أهل الكفر والطغيان  .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" تجليات الحق على نوعين :
تجل يفنيك عنك وعن أحكامك ،
وتجل يبقيك معك ومع أحكامك  .

يقول الشيخ علي الخواص :
" اعلم يا أخي أن للحق تعالى تجليا في رتبة الإطلاق والتنزيه حيث لا خلق ، وتجل في رتبة تقرب من رتبة التقييد والتخيير بعد خلق الخلق ،وبكل من هذين التجليين جاءت الآيات والأخبار.
فارجع يا أخي كل كلام يعطي التنزيه إلى مرتبة الإطلاق . وكل كلام يعطي ظاهره التشبيه إلى مرتبة تقرب من رتبة التقييد يرتفع التعارض عندك من جميع الآيات والأخبار ولم تحتج إلى تأويل ، فإن الناس ما احتاجوا إلى التأويل وخالفوا ما كان عليه سلفهم إلا من ظنهم أن الحق تعالى ليس له تجل إلا في مرتبة واحدة ، أما تنزيه فقط أو تشبيه فقط ، والحق أن له مرتبتين كما أدركه الكشف وأيده الشرع ، والكامل من مشى مع الشرع حيث مشى ووقف معه حيث وقف  .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي في كيفية التجلي:
" إذا أراد الحق سبحانه وتعالى أن يتجلى عليه باسم أو صفة : فإنه يفني العبد فناء يعدمه عن نفسه ، ويسلبه عن وجوده .
فإذا طمس النور العبدي وفنى الروح الخلقي أقام الحق سبحانه وتعالى في الهيكل العبدي من غير حلول من ذاته ، لطيفة غير منفصلة عنه ولا متصلة بالعبد عوضا عما سلبه منه ، لأن تجليه على عباده من باب الفضل والجود ، فلو أفناهم ولم يجعل لهم عوضا عنهم لكان ذلك من باب النقمة وحاشاه من ذلك ، وتلك اللطيفة هي المسماة : بروح القدس .
فإذا أقام الحق لطيفة من ذاته عوضا عن العبد كان التجلي على تلك اللطيفة ، فما تجلى إلا على نفسه .
لكنا نسمي تلك اللطيفة الإلهية : عبدا باعتبار أنها عوض عن العبد ، وإلا فلا عبد ولا رب ، بانتفاء المربوب انتفى اسم الرب ، فما ثم إلا الله وحده الواحد الأحد  .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن التجلي في اصطلاح الشيخ الأكبر ابن العربي:
" يتسرب لفظ ( التجلي ) إلى كل البنيان الفكري لشيخنا الأكبر ، ويتداخل مع نظرياته كافة ، بل هو العماد الذي يبنى عليه فلسفته في وحدة الوجود .
إذ بالتجلي يفسر الخلق - وكيفية صدور الكثرة عن الوحدة دون أن تتكثر الوحدة الوجودية ، والمعرفة العلمية الصوفية ... وسنفرع التجلي إلى شقين ، نسميها أسوة بالجامي :
التجلي الوجودي والتجلي الشهودي أو بالعلمي العرفاني .
التجلي الوجودي :
إن العلم بأسره هو صور التجلي الإلهي من حيث الاسم الظاهر ، إن الحق يتجلى في الأشياء ، أي يظهر فيها فيمنحها بهذا التجلي : الوجود .
وهذا التجلي دائم مع الأنفاس في العالم ، واحد يتكثر في مظاهره لاختلاف استعداد المتجلي فيه ، يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" له تعالى التجلي الدائم العام في العالم على الدوام ، وتختلف مراتب العالم فيه لاختلاف مراتب العالم في نفسها ، فهو يتجلى بحسب استعدادهم  ...
التجلي الشهودي أو العلمي العرفاني :
إن التجلي هنا يتصل بطبيعة المعرفة من حيث أنه نوع من أنواع الكشف يفني المتجلي له ويورثه علما ، بل لا يصح العلم بالله عند ابن العربي الطائي الحاتمي إلا عن طريقه ، وهو واحد يتنوع باستعداد المحل .
 يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" لم يبق العلم الكامل إلا في التجلي الإلهي وما يكشف الحق عن أعين البصائر والأبصار من الأغطية فتدرك الأمور قديمها وحديثها ، على ما هي عليه في حقائقها
وأعيانها  ...
" التجلي ... ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب  ...  .
وقد أشارت الدكتورة إلى بعض النقاط ذات الصلة بالموضوع في الهامش اخترنا منها :
" إن التجلي الوجودي = التعين = الفيض .
" إن التجلي دائم مع الأنفاس ، فالحق لم يزل أبدا متجليا في صور العالم ، والعالم لم يزل فانيا في ذاته ثابتا في عدمه ، فالحق يتجلى مع الأنفاس ، أي أنه دوما في خلق جديد .

" درج ابن العربي في إيضاحه لتكثر وحدة التجلي في المظاهر على إيراد الصورة التمثيلية التالية بهدف تشبيهي :
النور واحد إذا انعكس على زجاج مختلف الألوان يتكثر ويتعدد ( نور أحمر ، نور أصفر ... ) ، فالنور الواحد هو تشبيه للتجلي الواحد ، أما تعدد ألوان الزجاج فهو إشارة إلى تعدد استعدادات المظاهر ( المظاهر = المجالي ) .
" إن الخلق عند ابن العربي الطائي الحاتمي ليس إيجاد من عدم مطلق بل هو في الواقع ظهور ، ظهور للغيب أو للباطن ، فالتجلي ظهور وبالتالي يكون من الاسم الظاهر .
" التجلي الإلهي الذي يكسب الممكنات الوجود هو الفيض المقدس ، ونستطيع أن نشبه هذا لتجلي الذي يخرج الممكنات من ( الغيب ) إلى ( الشهادة ) بالصورة التالية : غرفة مظلمة تحتوي على مجموعة من الأشياء ، ولكن الظلام لا يسمح بتمييز شيء آخر ، ففي الظلام تتحد كل الأشياء ، ولكن إذا أنرنا الغرفة توجد هذه الأشياء بأشكالها وذاتيتها فالنور أظهر الأشياء ، وهكذا التجلي فهو النور الذي اظهر ( محتويات الغيب ) فأوجدها .
" إن التجلي العلمي يفني المتجلي له ، بخلاف التجلي الوجودي الذي بقي .
" إن الجيلي احتفظ بلفظ التجلي في المجال العلمي العرفاني ، أما على الصعيد الوجودي فقد استبدل به كلمة ( التنزل ) ، وفسر على أساسه ( الخلق ) بالخطوات نفسها والترتيب الذي نجده عند الشيخ الأكبر  .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم :  " التجلي الدائم عند ابن العربي:
هو تجلي وجودي من ناحية ، وشهودي من ناحية أخرى.
وأضافت الدكتورة قائلة :
" إنه تجلي وجودي من حيث أن الحق هو دائم التجلي في صور الموجودات ...
وهو تجلي شهودي من حيث أن العلماء الذين علموا أن الحق عين كل صورة لا يزالون في تجل دائم .
فالعلماء بالله بشهودهم الحق في كل صورة في حال شهود دائم ، لأنه ما ثمة إلا صور محيطة بهم ، فالحق دائم التجلي بالنسبة إليهم ، على حين أن هذه الصور نفسها حجاب بالنسبة لغير العلماء بالله  .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن التجلي العام
في الكثرة :
" التجلي العام في الكثرة عند ابن العربي: هو تجلي الحق سبحانه وتعالى في الدار الآخرة ، في الكثيب على أهل الجنة عامة ، فهذا التجلي الواحد الذي يكون للجميع في آن واحد دون أن ينكره أحد وبما ينتجه من علوم تتكثر باستعدادات المحل ، وهو التجلي العام في الكثرة  .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن التجلي العام للكثرة :
" التجلي العام للكثرة عند ابن العربي هو التجلي الإلهي للجميع الذي ينتج علما واحدا ، فهو عام بنتيجته العلمية الواحدة ، وهو تجلي الحق عند أخذه الميثاق من الخلق .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي عن تجلي الفطرة :
تجلي الفطرة : هو التجلي الذي يحقق العبد بالثبات على الفطرة والسعادة ، والتي هي الهداية في أول النشأة عند ميثاق الذر .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن التجلي الأول :
 " التجلي الأول هو تجلي الذات وحدها لذاتها ، وهي الحضرة الأحدية التي لا نعت فيها ولا رسم  .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن التجلي الثاني :
" التجلي الثاني هو الذي تظهر به أعيان الممكنات الثابتة التي هي شؤون الذات لذاته تعالى ، وهو التعين الأول بصفة العالمية والقابلية ، لأن الأعيان معلوماته الأول والذاتية القابلة للتجلي الشهودي ، والحق بهذا التجلي ينزل من الحضرة الأحدية إلى الحضرة الواحدية بالنسب الأسمائية  .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن التجلي الشهودي :
" التجلي الشهودي : هو ظهور الوجود المسمى باسم النور : وهو ظهور ( الحق بصور أسمائه في الأكوان التي هي صورها وذلك الظهور هو ) النفس الرحماني الذي يوجد به الكل  .

يقول الشيخ أبو العباس التجاني عن التجلي الأخير :
"التجلي الأخير هو آدم ، وهو الموجود الأخير من الموجودات ، وهو المعبر عنه عند العارفين : باللباس الأخير " .

يقول الشيخ أبو المواهب الشاذلي في الفرق بين التجليات الذاتية والتجليات الصفاتية :
" تجلي ذات الحق تمحق الكائنات ، وتجلي صفاته توجب لها الثبات ، لذلك لم تطق رؤية الذات بالإبصار ، ولا يدرك كنهها بالعقول والأفكار . كيف وأنى لجائز حادث سقيم أن يثبت لوجوب الوجود القديم  ".

يقول الشيخ عبد القادر الجزائري عن التجلي الساري:
"التجلي الساري في جميع الذراري : هو الوجود القائم بنفسه المقوم لغيره من الموجودات في مراتبها ، كما يسميه بعضهم : بنفس الرحمن ، نظرا إلى ما حصل بالوجود من التنفيس عن الأسماء الإلهية والحقائق الممكنة ، وهو المسمى : بالروح الكل عندما تنزل إلى مراتب الإمكان " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي عن تجلي السريان الوجودي:
"تجلي السريان الوجودي هو سريان الأمر في الموجودات سريان النور في الهواء ، فظهرت به العلل والأسباب ، والأحكام والفاعلية ، وغاب كل موجود عن حقيقته وانفعاليته ومعلوليته  .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي تجلي السبحات المحرقة :
"تجلي السبحات المحرقة هو التجلي الذي ترتفع فيه الأنوار والظلم ، وتسطع على العارفين سبحات الكرم ، فيدفع سلطان إحراقها قدم الصدق " .


الرب – الربوبية – المربوب

تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن الرب :
" الرب المنعوت في الشرع عند ابن العربي هو إله المعتقدات  ".

يقول الشيخ الجنيد البغدادي عن الربوبية :
: " الربوبية : هي العلم ، والقدرة ، والقهر ، والمشيئة  .

يقول الشيخ أبو بكر الواسطي عن الربوبية :
" الربوبية : التفرد بإيجاد المفقودات ، والتوحد بإظهار الخفيات من الموافقة والمخالفة  .
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين عن الربوبية :
 " الربوبية : هي الهوية التي هي الكل " .

الشيخ عبد الكريم الجيلي عن الربوبية :
" الربوبية : هي اسم للمرتبة المقتضية للأسماء التي تطلبها الموجودات ، فدخل تحتها الاسم العليم والسميع والبصير والقيوم والمريد والملك وما أشبه ذلك.
 لأن كل واحد من هذه الأسماء والصفات يطلب ما يقع عليه .
 فالعليم يقتضي المعلوم ، والقادر يقتضي مقدورا عليه ، والمريد يطلب مرادا ، وما أشبه ذلك ...
فالأسماء التي تحت اسمه الرب : هي الأسماء المشتركة بينه وبين خلقه ، والأسماء المختصة بالخلق اختصاصا تأثيريا  .

يقول الشيخ مصطفى بالي زادة أفندي عن الربوبية:
" الربوبية : هي اسم للحضرة الجامعة لأسماء الصفات والأفعال فقط  .

يقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني عن الربوبية:
" الربوبية : هي نعت إضافي لا ينفرد به أحد المتضايفين عن الآخر.
 فهي موقوفة على اثنين ، ولا يلزم أن لا يكونا متسأويين ، فقد يكونا متباينين ، وقد يكونا غير متباينين .
فمالك بلا ملك لا يكون وجودا وتقديرا ، ومليك بلا ملك لا يكون كذلك.
 ورب بلا مربوب لا يصح وجودا وتقديرا  ".

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي عن تجلي الربوبية :
 " تجلي الربوبية : هو خلق وحق ، لوجود الحق ووجود الخلق"  .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي في أنواع تجليات الربوبية :
" للربوبية تجليان : تجل معنوي ، وتجل صوري .
فالتجلي المعنوي : ظهوره في أسمائه وصفاته على ما اقتضاه القانون التنزيهي من أنواع الكمالات .
والتجلي الصوري : ظهوره في مخلوقاته على ما اقتضاه القانون الخلقي التشبيهي وما حواه المخلوق من أنواع النقص .
فإذا ظهر سبحانه في خلق من مخلوقاته على ما استحقه ذلك المظهر من التشبيه ، فإنه على ما هو له من التنزيه والأمر بين صوري ملحق بالتشبيه ، ومعنوي ملحق بالتنزيه .
إن ظهر الصوري فالمعنوي مظهر له ، وإن ظهر المعنوي فالصوري مظهر له ، وقد يغلب حكم أحدهما فيستتر الثاني تحته فيحكم بالأمر الواحد على حجاب

يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي في عظمة تجلي الربوبية:
" جرى بين يدي الجنيد ذكر قوله تعالى : " فلما تجلى ربه للجبل فجعله دكا " ، فصاح وقال : بالجعل صار دكا لا بالتجلي ، إذ لو وقعت عليه آثار التجلي لأفناه ، فكيف بالتجلي  .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم عن الفرق بين الألوهية والربوبية :
" يظهر عند ابن العربي أن الألوهية هي طائفة الأسماء الإلهية التي يتصف بها الحق من حيث كونها إلها - أي معبودا - (قدوس سبوح ... ).
أما الربوبية فهي الطائفة الثانية من الأسماء الإلهية التي يتصف بها الحق من حيث كونه مدبرا للوجود ومتصرفا فيه (الخالق - المدبر ... ).
فالألوهية مرتبة الذات من حيث كونها إلها يعبد ويقدس .
في مقابل الربوبية المسؤولة عن المربوب ."

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن سر الربوبية  :
" سر الربوبية هو ما أشار إليه سهل رحمه الله تعالى بقوله : إن للربوبية سرا لو ظهر لبطلت الربوبية .
وتقرير ما ذكر : هو أن المربوب لما كان هو الذي يبقي على الرب ربوبيته ، لكون الربوبية نسبة بين الرب والمربوب ، وحيث أن المربوب هو عين الممكن فلو ظهر هذا السر للخلق ، لبطل عندهم ما تترتب عليه الربوبية  .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني سر الربوبية :
" سر الربوبية : هو توقفها على المربوب ، لكونها نسبة لا بد لها من المنتسبين .
وإحدى المنتسبين هو المربوب ، وليس إلا الأعيان الثابتة في العدم ، والموقوف على المعدوم معدوم  .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن سر سر الربوبية:
" سر سر الربوبية : هو ظهور الرب بصور الأعيان ، فهي من حيث مظهريتها للرب القائم بذاته الظاهر بتعيناته ، قائمة به موجودة بوجوده ، فهي ( عبيد مربوبون من هذه الحيثية والحق رب لها لما حصلت ) الربوبية في الحقيقة بالحق . والأعيان معدومة بحالها في الأزل ، فليس الربوبية سرا به ظهرت ولم تبطل  .

ويقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن سر سر الربوبية :
" سر سر الربوبية : يشيرون به إلى سر هو أعلى من هذا السر الذي ذكر للربوبية ، فهو سر السر المفهوم منها ...
لما كان سر الربوبية الذي ذكره سهل هو أن تحقق الربوبية يتوقف على العين المعدومة ، فلو ظهر هذا السر لبطلت الربوبية لبطلان ما يترتب عليه ، إلا أنه لما كان قيام الربية والمربوبية كليهما بذات الحق تعالى وتقدس لم يصح بطلان الربوبية.
 فظهور سر الربوبية يوجب بطلانها عند من لم يظهر له هذا السر الثاني المستتر في السر الأول ، ولهذا كان الثاني هو مسمى : بسر السر المفهوم من الربوبية ، فكان سر سرها موجبا لإثباتها ".

يقول الشيخ الحسين بن عبد الله بن بكر في الفرق بين العبودية والربيوبية:
" العبودية كلها شريعة ، والربوبية كلها حقيقة  .

يقول الشيخ عبد القادر الجزائري في الربوبية :
" الربوبية ... جامعة للأسماء المشتركة بين الحق والخلق ، والمختصة بالخلق .
والملكية مختصة بالأسماء المختصة بالخلق كالقادر والمريد والمعطي والمانع والضار والوهاب ونحوها ، فهو قادر على الممكنات لا على نفسه ، ومريد لها  .

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي في الفرق بين الربوبية والمعية والقيومية:
" الرب بمعنى الصاحب الملازم الذي لا يفارق أبدا ... والفرق بين الربوبية والمعية والقيومية بالاعتبار فقط ، فإن ملازمة توجه قدر الحق تعالى على الأشياء دائما ليوجدها ذاتا وصفاتا وأفعالا .  تسمى تلك الملازمة : ربوبية .
واعتبار كونه تعالى لا يفارقها أبدا فقط ، مع قطع النظر عن توقف وجودها عليه يسمى : معية .
واعتبار وجودها وثبوتها في ذاتها وصفاتها وأفعالها به تعالى يسمى : قيومية  .


يقول الشيخ ابن العربي الفيض الأقدس:
" والثبوت أمر وجودي عقلي لا عيني بل نسبي .
" تشكل الأعيان الثابتة مرتبة بين الحق في غيبه المطلق وبين العالم المحسوس .
فهي من ناحية أول تنزل من تنزلات الحق من مرتبة بطونه ، إنها ( الفيض الأقدس ) الذي يمثل ظهور الحق بنفسه لنفسه في صور الأعيان الثابتة .
وهي من ناحية ثانية ( المثال ) الثابت في علم الله المعدوم في العالم الخارجي والذي له الأثر في كل موجود بل هو أصل الموجودات أهـ


تقول د. سعاد  الحكيم عن الفيض المقدس:
" إن الخلق عند الشيخ ابن العربي ليس إيجاد من عدم مطلق بل هو في الواقع ظهور ، ظهور للغيب أو للباطن ، فالتجلي ظهور وبالتالي يكون من الاسم الظاهر .
" التجلي الإلهي الذي يكسب الممكنات الوجود هو الفيض المقدس .
ونستطيع أن نشبه هذا لتجلي الذي يخرج الممكنات من (الغيب) إلى (الشهادة) بالصورة التالية:
غرفة مظلمة تحتوي على مجموعة من الأشياء ، ولكن الظلام لا يسمح بتمييز شيء آخر ، ففي الظلام تتحد كل الأشياء ، ولكن إذا أنرنا الغرفة توجد هذه الأشياء بأشكالها وذاتيتها فالنور أظهر الأشياء ، وهكذا التجلي فهو النور الذي اظهر ( محتويات الغيب ) فأوجدها.

سرالأزل أو أولية الحق وأولية العالم - سر الأبد - سر الحال

الفتوحات المكية الباب السادس والعشرون في معرفة أقطاب الرموز وتلويحات من أسرارهم وعلومهم في الطريق

سرالأزل أو أولية الحق وأولية العالم

فأما علم سر الأزل فاعلم إن الأزل عبارة عن نفي الأولية لمن يوصف به وهو وصف لله تعالى من كونه إلها وإذا انتفت الأولية عنه تعالى من كونه إلها فهو المسمى بكل اسم سمي به نفسه أزلا من كونه متكلما .
فهو العالم الحي المريد القادر السميع البصير المتكلم الخالق البارئ المصور الملك لم يزل مسمى بهذه الأسماء وانتفت عنه أولية التقييد .
فسمع المسموع وأبصر المبصر إلى غير ذلك وأعيان المسموعات منا والمبصرات معدومة غير موجودة وهو يراها أزلا كما يعلمها أزلا ويميزها ويفصلها أزلا .
ولا عين لها في الوجود النفسي العيني بل هي أعيان ثابتة في رتبة الإمكان فالإمكانية لها أزلا كما هي لها حالا وأبدا .
لم تكن قط واجبة لنفسها ثم عادت ممكنة ولا محالا ثم عادت ممكنة بل كان الوجوب الوجودي الذاتي لله تعالى أزلا .
كذلك وجوب الإمكان للعالم أزلا فالله في مرتبته بأسمائه الحسنى يسمى منعوتا موصوفاتها فعين نسبة الأول له نسبة الآخر والظاهر والباطن لا يقال هو أول بنسبة كذا ولا آخر بنسبة كذا فإن الممكن مرتبط بواجب الوجود في وجوده وعدمه ارتباط افتقار إليه في وجوده .
فإن أوجده لم يزل في إمكانه وإن عدم لم يزل عن إمكانه فكما لم يدخل على الممكن في وجود عينه بعد أن كان معدوما صفة تزيله عن إمكانه .
كذلك لم يدخل على الخالق الواجب الوجود في إيجاده العالم وصف يزيله عن وجوب وجوده لنفسه فلا يعقل الحق إلا هكذا ولا يعقل الممكن لا هكذا .
فإن فهمت علمت معنى الحدوث ومعنى القدم .
فقل بعد ذلك ما شئت فأولية العالم وآخريته أمر إضافي إن كان له آخر .
أما في الوجود فله آخر في كل زمان فرد وانتهاء عند أرباب الكشف .
ووافقتهم الحسبانية على ذلك كما وافقتهم الأشاعرة على إن العرض لا يبقى زمانين
فالأول من العالم بالنسبة إلى ما يخلق بعده
والآخر من العالم بالنسبة إلى ما خلق قبلة
وليس كذلك معقولية الاسم الله بالأول والآخر والظاهر والباطن فإن العالم يتعدد والحق واحد لا يتعدد ولا يصح أن يكون.
أولا لنا فإن رتبته لا تناسب رتبتنا ولا تقبل رتبتنا أوليته ولو قبلت رتبتنا أوليته لاستحال علينا اسم الأولية .
بل كان ينطلق علينا اسم الثاني لأوليته ولسنا بثان له تعالى عن ذلك .
فليس هو بأول لنا فلهذا كان عين أوليته عين آخريته .
وهذا المدرك عزيز المنال يتعذر تصوره على من لا أنسة له بالعلوم الإلهية التي يعطيها التجلي والنظر الصحيح .
وإليه كان يشير أبو سعيد الخراز بقوله عرفت الله بجمعه بين الضدين ثم يتلو هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ فقد أبنت لك عن سر الأزل وإنه نعت سلبي.

سر الأبد
وأما سر الأبد فهو نفي الآخرية فكما إن الممكن انتفت عنه الآخرية شرعا من حيث الجملة . إذ الجنة والإقامة فيها إلى غير نهاية .
كذلك الأولية بالنسبة إلى ترتيب الموجودات الزمانية معقولة موجودة .
فالعالم بذلك الاعتبار الإلهي لا يقال فيه أول ولا آخر .
وبالاعتبار الثاني هو أول وآخر بنسبتين مختلفتين بخلاف ذلك في إطلاقها على الحق عند العلماء بالله.

سر الحال
وأما سر الحال فهو الديمومة وما لها أول ولا آخر .
وهو عين وجود كل موجود فقد عرفتك ببعض ما يعلمه رجال الرموز من الأسرار.
وسكت عن كثير فإن بابه واسع وعلم الرؤيا والبرزخ والنسب الإلهية من هذا القبيل والكلام فيها يطول .


الألوهة - الألوهية - الآلي - الألوهي - سر الألوهية - المألوه المطلق

في اللغة : " ألوهية: كون أو صفة الذات الإلهية " .
"
الألوهة و الألوهية: اسم مرتبة جامعة لمراتب الأسماء والصفات كلها " .

في الاصطلاح الصوفي
الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
الألوهة: توجه الذات على إيجاد الأشياء من نسبة القدرة إليها وعدم المانع .
ويقول" الألوهة: هي مرتبة للذات لا يستحقها إلا الله، فطلبت مستحقها ما هو طلبها، والمألوه يطلبها وهي تطلبه والذات غنية عن كل شيء " .
الشيخ عبد الكريم الجيلي
الألوهية: هي جميع حقائق الوجود وحفظها في مراتبها .
ويقول: " الألوهية: هي افضل مظاهر الذات لنفسها ولغيرها " .

الشيخ محمد بن يوسف السنوسي
يقول: " الألوهية: هي على معنيين:
أحدهما: استغناؤه جل وعلا عن كل ما سواه.
والثاني: افتقار كل ما سواه إليه جل وعلا " .

الشيخ أبو العباس التجاني
يقول: " الألوهية: هي المرتبة الجامعة المحيطة لله تعالى في جميع الموجودات فما في الوجود إلا داخل تحت الألوهية " .
ويقول: " الأألوهية معناها: توجه الوجود كله إليه، بالعبادة، والخضوع، والتذلل، والمعرفة، والتسبيح، والسجود، فما فيها ذرة خارجة عن هذا الميدان " .

الشيخ عبيدة بن أنبوجة التيشيتي
الألوهية هي مرتبة الحق: وهي عبارة عن معقولية نسبةكونه إلها معبودا وتنضاف إليها في كل مؤثر فيه صفات تسمى: أحكام المرتبة، كالقبض، والبسط، والاحياء، والاماتة، وغير ذلك .

الشيخ ابن علوية المستغانمي
يقول: " الألوهية: مأخوذة من لفظة (هو)، الذي هو إشارة للغائب، وهي في حقه تعالى إشارة إلى كنه الذات المقدسة التي لا يمكن مجالها في المكونات " .

الدكتورة سعاد الحكيم
تقول: " الألوهية عند ابن العربي الطائي الحاتمي : هي مرتبة للذات لا يستحقها سوى الله، تفارق الذات الغنية عن العالمين.
كما تفارق الربوبية المسؤولة عن العالم، وهي مع كونها حكما من أحكام الذات إلا إن لها أحكاما تتجلى في صورها، من خلال تجلياتها يصل العقل إلى معرفة الألوهية " .
وتقول: " الألوهية عنده : هي برزخ بين الذات والخلق، إنها الأسماء الحسنى السارية في الخلق جميعا " .

الدكتور أبو العلا عفيفي
يقول: " الألوهية عند الجيلي ... هي جميع حقائق الوجود التي هي أحكام المظاهر مع الظاهر، أعني الحق والخلق.
هي بعبارة أخرى: الحقيقة التي تشمل جميع المراتب الإلهية والكونية، وتعطي كل ذي حق حقه من الوجود وهي أعلى مظاهر الذات " .

في أوصاف الألوهية
يقول الشيخ أبو العباس التجاني:
الألوهية لها وصفان
وصف هو لجنود الحق والنور والسعادة.
والوصف الثاني جند الظلام والباطل والشقاوة.
فكلها كمالات ألوهيته  وتعلقات مشيئته لا يخرج شيء عن هذا المنوال " .

في أوجه الألوهية
يقول الدكتور أبو العلا عفيفي:
"
لكل من الحق والخلق ظهور في الألوهيةفظهور الحق في الألوهية يكون في أعلى مرتبة.
وظهور الخلق في الألوهية يكون على حسب ما يستحقه الخلق من تنوعاته وتغيراته وانعدامه ووجوده.
للألوهية إذن وجهان:
ظاهر وباطن، وظاهرها هو الخلق، وباطنها هو الحق، والفرق بين الاثنين كالفرق بين الثلج والماء: فالثلج ظاهر والماء باطن، والثلج غير الماء في ظاهره وعين الماء في حقيقته " .

نعت الألوهة الخاص الأخص
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
" النعت الخاص الأخص التي انفردت به الألوهة : كونها قادرة ، إذ لا قدرة لممكن أصلا و إنما له التمكن في قبول تعلق الأثر الإلهي به ".

في مقتضى الألوهية
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
"
الألوهية تقتضي : فناء العالم في عين بقائه ، وبقاء العالم في عين فنائه ".
من خصائص الألوهية
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الألوهية : تجمع الضدين من القديم والحديث ، والحق والخلق ، والوجود والعدم. فيظهر فيها الواجب مستحيلا بعد ظهوره واجبا ، ويظهر فيها المستحيل واجبا بعد ظهوره فيها مستحيلا .
ويظهر الحق فيها بصورة الخلق مثل قوله : "رأيت ربي في صورة شاب أمرد ".
ويظهر الخلق بصورة الحق مثل قوله" خلق آدم على صورته.
وعلى هذا التضاد فإنها تعطي كل شيء مما شملته من هذه الحقائق حقها .
فظهور الحق في الألوهية على أكمل مرتبة وأعلاها وأفضل المظاهر وأسماها وظهور الخلق في الألوهية على ما يستحقه الممكن من تنوعاته وتغيراته وانعدامه ووجوده .
وظهور الوجود في الألوهية على كمال ما تستحقه مراتبه من جميع الحق والخلق وإفراد كل منهما .
وظهور للعدم في الألوهية على بطونه وصرافته وانمحاقه في الوجه الأكمل غير موجود في فنائه المحض .
وإلى سر هذه الألوهية أشار بقوله"أنا أعرفكم بالله وأشدكم خوفا منه "فما خاف من الرب ولا من الرحمن وإنما خاف من الله .
وإليه الإشارة بقوله" وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " ، على أنه أعرف الموجودات بالله تعالى وبما يبرز من ذلك الجانب الإلهي أي لا ادري .
أي : صورة أظهر بها التجلي الإلهي ، ولا أظهر إلا بما يقتضيه حكمها ، وليس لحكمها قانون ولا نقيض له .
فهو يعلم ولا يعلم ، ويجهل ولا يجهل ".

في خاصية تجلي الألوهية
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
"
ليس لتجلي الألوهية حد يقف عليه في التفصيل، فلا يقع عليها الإدراك التفصيلي بوجه من الوجوه، لأنه محال على الله أن يكون له نهاية، لا سبيل إلى إدراك ما ليس له نهاية. الحق قد يتجلى بها على سبيل الكلية والإجمال " .

خصائص أسماء الألوهة
يقول الشيخ عبد القادر الجزائري:
"
أسماء الألوهة التي تطلب العالم، وإن كانت معاني قديمة بالنسبة إلى المسمى تعالى، وكان التعلق لها نفسيا فتأثيرها في مؤثراتها حادث، فلهذا نقول: إذا اعتبر الاسم من حيث المسمى تعالى كان قديما، وإذا اعتبر من حيث الأثر كان حادثا " .

في الألوهية وعلاقتها بالكثرة
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
"
المعول عليه:" كان الله ولا شيء معه " إنما هي الألوهية لا الذات من حيث وجودها فحسب.
وكل حكم يثبت في باب العلم الإلهي للذات إنما هو بحكم الألوهية: وهي أحكام، ونسب، وإضافات، وسلوب ترجع إلى عين واحدة لم تتعدد من حيث الإنية والهوية، وإنما تتعدد من حيث الحقائق الإمكانية والفهوانية " .
ويقول الباحث محمد غازي عرابي:
"
الألوهية وإن اشتملت على كثير، مردها إلى الله، والله بينها، أي بين مظاهرها وتعددها. فالاتجاهات كثيرة لكن المصب واحد " .
ويقول: " توجه الذات على جميع الممكنات يسمى: إلها لمعنى يسمى: ألوهية " .

في سر الألوهية
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي:
سر الألوهية: هو أن كل فرد من الأشياء التي يطلق عليها اسم الشبيه - قديما كان أو محدثا، معدوما كان أو موجودا - فهو يحوي بذاته جميع بقية أفراد الأشياء الداخلة تحت هيمنة الألوهية، فمثل الموجودات كمثل مرآة متقابلات يوجد جميعها في كل واحد منها "

الفرق بين الألوهية والربوبية
تقول الدكتورة سعاد الحكيم:
" يظهر عند ابن العربي الطائي الحاتمي أن الألوهية هي طائفة الأسماء الإلهية التي يتصف بها الحق من حيث كونها إلها - أي معبودا - (قدوس سبوح ... ).
أما الربوبية فهي الطائفة الثانية من الأسماء الإلهية التي يتصف بها الحق من حيث كونه مدبرا للوجود ومتصرفا فيه (الخالق - المدبر ... ).
فالألوهية مرتبة الذات من حيث كونها إلها يعبد ويقدس في مقابل الربوبية المسؤولة عن المربوب " .

الألوهي
الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
"
الألوهي: كل نسبة مضافة إلى الله " .

باطن الألوهية
الشيخ ابو العباس التجاني
باطن الألوهية: هي باطن أسمائه وصفاته تعالى. يتجلى بها سبحانه ويفيضها على أسرار الصديقين والعارفين الذين خرقوا حجاب الظواهر، واختطفوا عن دائرة البشرية، وصارت جميع حركاتهم وسكناتهم وجميع تقلباتهم وأحوالهم وأفعالهم وأقوالهم بالله محضا.
وحيث كانوا بالله، كانوا في جميع أمورهم لله في الله عن الله موتى عن جميع ما سواه. فهذه هي غاية الصديقين في التعريف ليس لهم مطمع في الوصول إلى ما وراء هذه المرتبة: رتبة حق اليقين. فما الكون عندهم كله إلا صفات الله وأسمائه حقيقة لا اعتقاد.

باطن باطن الألوهية
الشيخ ابو العباس التجاني
باطن باطن الألوهية: هو الباطن الثاني للألوهية، وأسرار هذا الباطن الثاني وعلومه ومنابعه لو تبدى منها لأكابر الصديقين مقدار هيئة لذابوا من هيبة الجلال، وصاروا محض العدم في أسرع من طرفة العين. وهذا الباطن الثاني للأقطاب والنبيين لا طمع لغيرهم فيه .

الباطن الرابع للألوهية
الشيخ ابو العباس التجاني
الباطن الرابع للألوهية: هو حضرته الخاصة به لا طمع للأقطاب والنبيين أن يشموا منها رائحة، ولو تبدى منها مقدار هيئة على أكابر الرسل لذابوا من هيبة الجلال، وصاروا محض العدم في أقل من لمح البصر .

حضرة الألوهية
الشيخ أحمد العقاد
يقول: " حضرة الألوهية: هي ظهور الحق بالأوصاف الكمالية، من عظمة، وتقديس، وعلو، وغنى مطلق … الله يجمع فيها بين الضدين باقتداره العالي فيظهر عبد ضعيف أصله العدم، ويظهر مولى كبير شأنه العظم " .

مرتبة الألوهة
الشيخ عبد القادر الجزائري
يقول: " من أسمائه مرتبة الألوهة: لكون التجلي الظاهر فيه، وبه أصل جميع أسماء الألوهة التي اشتمل عليها الاسم الجامع الله " .

الآلي
الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
"
الآلي: فهو كل إسم الهي مضاف إلى ملك أو روحاني " .

المألوه المطلق
الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
يقول: " المألوه المطلق: هو الإنسان الكامل الذي صحت له العبودية المحضة التي لا تشوبها ربوبية أصلا " ..
واتساب

No comments:

Post a Comment