Thursday, September 12, 2019

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثاني عشر فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

12 - The Wisdom of the Heart in the Word of Shu'aib 

الفقرة الثامنة عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134هـ:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.  ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر.  والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه : ( وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.  ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.  ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.  فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي. ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر. والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه. وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه. وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته، فقد صار ما لا يبقى زمانين يبقى زمانين وأزمنة وعاد ما لا يقوم بنفسه يقوم بنفسه. ولا يشعرون لما هم عليه، وهؤلاء هم في لبس من خلق جديد )

(وأما الأشاعرة) الذين هم قائلون بالتبدل والتجدد في الأعراض دون الأجسام (فما علموا أن العالم كله) محسوسة ومعقوله (مجموع أعراض) مختلفة لا غير كما قال الشيخ العارف عبد الهادي السودي اليمني رضي الله عنه :
ما الكون وما تراه إلا عرض …..   فإنه سيان جوهر والعرض 
يا من أنا منهم لرمي غرض   …..  في غيركم والله ما لي غرض
(فهو) أي العالم (يتبدل في كل زمان) فرد کلمح البصر مثل ما يتبدل العرض (إذ العرض) عندهم (لا يبقى زمانین) بل قال بعضهم : 
الصواب أن يقال إن العرض لا يبقى أصلا ، فإن زمان وجوده مقترن بزمان عدمه. 
والقول بأنه لا يبقى زمانين يلزم منه ثلاثة أزمنة زمان يوجد فيه وزمان يبقى فيه وزمان يعدم فيه، وهم نفوا زمانین فثبت له ثلاثة أزمنة .
(ويظهر ذلك)، أي كون العالم كله مجموع أعراض تتبدل وتتجدد في كل زمان على قولهم أيضا (في الحدود)، أي التعاريف (للأشياء فإنهم)، أي الأشاعرة (إذا حدوا)، أي عرفوا (الشيء)، أي شيء كان ما سموه جوهرة أو جسما
(يتبين)، أي ينكشف (في حدهم)، أي تعريفهم (كونه)، أي ذلك الشيء (عين الأعراض) المذكورة في حده كقولهم في تعريف الجسم إنه المركب من الأجزاء التي لا تتجزأ.
ولا وجود للجزء الذي لا يتجزأ في نفسه من غير أن يكون مركبة مع غيره، وإلا شغل الجهات الست فكان ما يلي منه هذه الجهة غير ما يلي منه الجهة الأخرى، فينقسم فلا يكون جزءا لا يتجزأ، ولا شك أن التركيب في الجسم عرض، وإذا زال التركيب زال كونه جسما.
وقولهم أيضا في تعريف الجسم: 
إنه الطويل العريض العميق والطول والعرض والعمق مجموع أعراض لا غير، فإذا زالت زال الجسم، وهكذا في تعاريف الأشياء كلها عندهم (و) يتبين أيضا (أن هذه الأعراض المذكورة) عندهم (في حده)، أي تعریف ذلك الشيء .
هي (عين هذا الجوهر) الذي أرادوا حده وتعريفه (و) هي (حقيقته) في نفسه عندهم وذلك الشيء عندهم هو (القائم بنفسه)، لأنهم يسمونه جوهرا ويسمونه جسما، ويذكرون في حده وتعريفه الأعراض المجموعة ، ويريدون بها عين ذلك الشيء وحقيقته، فيلزم منه أن ذلك الشيء من حيث هو جوهر أو جسم يقوم بنفسه.
(ومن حيث هو عرض) لأنهم ما ذكروا في حده وتعريفه إلا الأعراض المجموعة (لا يقوم) ذلك الشيء (بنفسه فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه) وهو العرض (من يقوم بنفسه)، وهو الجوهر والجسم عندهم وهو باطل، وسمعت بعض
علمائهم يقول : 
إن الأعراض إذا كانت مجموعة تسمى جوهرا أو جسما، وإذا أعتبر كل واحد منها على حدته تسمى عرضا، فلزمه على ذلك أن تكون القسمة اعتبارية .
وبطل قولهم بالجوهر الفرد ورجع الكل إلى ما عليه أهل الله تعالى من المحققين ، والحق أحق أن يتبع (کالتحيز)، أي أخذ مقدار من الفراغ (في حد الجوهر)، أي الجسم (القائم بنفسه الذاتي)، أي ذلك التحيز له لأنه لا ينفك عنه.
(وقبوله)، أي الجوهر المذكور (للأعراض حد)، أي تعريف (له ذاتي)، لأنه لا ينفك عنه أيضا (ولا شك أن القبول) للأعراض المذكورة (عرض إذ لا يكون)، أي لا يوجد إلا في جوهر (قابل) لكونه فيه وذلك مقتضى العرض عندهم أنه لا يوجد في نفسه إلا في محل هو الجوهر، فوجوده في نفسه عندهم هو عين وجوده في الجوهر (لأنه)، أي العرض عندهم (لا يقوم بنفسه) فبالضرورة أنه لا يكون إلا في قابل (وهو)، أي قبوله للأعراض أمر (ذاتي للجوهر) لا ينفك عنه أصلا ما دام موجودة .
(والتحيز)، أي أخذه مقدار من الفراغ الذي هو ذاتي للجوهر أيضا لعدم انفکاکه عنه ما دام متصفا بالوجود (عرض ولا يكون إلا في) جوهر (متحيز فلا يقوم بنفسه) من غير شبهة في شيء من ذلك عندهم أصلا .
(وليس التحيز) للجوهر والجسم (والقبول) للأعراض (بأمر زائد على عين الجوهر المحدود)، أي المعروف بالتعريف المذكور عندهم.
(لأن الحدود)، أي التعاريف الذاتية التي هي بالأمور المنسوبة إلى ذات الشيء من حيث عدم انفكاكها عنه ما دام موجودا (هي) عندهم (عين المحدود)، أي المعرف من الأشياء عندهم .
(وهويته فقد صار) على مقتضى قولهم هذا (ما لا يبقى زمانين) من الأعراض (يبقى زمانين) بل (وأزمنة) كثيرة من الجواهر والأجسام (وعاد)، أي رجع (ما لا يقوم بنفسه) من العرض (يقوم بنفسه) من الجوهر والجسم.
(ولا يشعرون)، أي الأشاعرة القائلون بذلك (لما هم عليه) من التناقض في القول والمذهب، وأيضا قولهم في تعريف الحركة والسكون اللتين لا ينفك كل موجود عندهم أن يكون منصفا بواحد منهما يقتضي التناقض أيضا فإنهم ذكروا في حدوث الجواهر والأجسام أنها لا تخلو عن الحركة والسكون وهما حادثان أما عدم الخلو، فلأن الجسم أو الجوهر لا يخلو عن الكون في حيز.
فإن كان مسبوقا بكون آخر في ذلك الحيز بعينه فهو ساكن، وإن لم يكن مسبوقا بكون آخر في ذلك الحيز بل في حيز آخر فمتحرك.
وهذا معنى قولهم: الحركة كونان في آنين في مكانين والسكون كونان في آنين في مكان واحد.

فإن قيل : يجوز أن لا يكون مسبوقا بكون آخر أصلا كما في آن الحدوث فلا يكون متحركة كما لا يكون ساكنا .
قلنا: هذا المنع لا يضر لما فيه من تسليم المدعي على أن الكلام في الأجسام التي تعددت فيها الأكوان وتجددت عليها الأعصار والأزمان. 
هذا كلام محقق الأشاعرة سعد الدين التفتازاني رحمه الله تعالى في شرح عقائد النسفي، وأنت تعرف من غير شبهة عندك أن هذا الكلام يقتضي أن الجواهر والأجسام أيضا متجددة متبدلة في كل آن عندهم أيضا، لأن قوله إنه مسبوق بكون آخر في ذلك التحيز أو في تحيز آخر.
وقوله في تعريف الحركة إنها كونان، والسكون كونان.
 والكون هو الوجود الفرد في الزمن الفرد عندهم.
وكذلك قوله في الأجسام الموجودة إنها تعددت فيها الأكوان، أي كان لها وجودات متعددة ، فهذا يقتضي أن الكل أعراض .
وليس هذا غير معنى التبدل والتجدد في جملة العالم كله ومع ذلك فإنهم لا يقولون بذلك إلا في الأعراض فقط دون الجواهر والأجسام.
وما هذا إلا تناقض منهم أيضا.
(وهولاء)، أي الأشاعرة أيضا وإن كانوا من أهل السنة والجماعة لخدمتهم الكتاب والسنة وانتصارهم لما كان عليه الصحابة والتابعون من حيث ظاهر الحال في مقابلة الرد على فرق الاعتزال وأحتفالهم بالسمعيات (هم) من حيث التحقيق والمعرفة الكشفية إذ ليس لهم فيها نصيب، لأن معرفتهم عقلية من أهل النظر الفكري لا الكشف الذوقی ("في لبس")، أي التباس أيضا ("من خلق جديد") كما سبق بیانه .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.  ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر.  والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه : (وأما الأشاعرة فلما علموا أن العالم كله مجموع أعراض) أي العالم كله عبارة عن أعراض مجتمعة في جوهر واحد قائمة به (فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين) فخطا الحسبانية في أمر واحد والأشاعرة في أمرين .
(ويظهر ذلك) أي العالم كله أعراض أو يظهر خطأ الأشاعرة (في الحدود للأشياء فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم تلك الأعراض و) تبين (أن هذه الأعراض المذكورة في حده) أي في حذ ذلك الشيء المحدود .
قال رضي الله عنه : (عين هذا الجوهر) الذي ظهر فيه الأعراض (وحقيقته) قوله (القائم بنفسه) صفة الجوهر (ومن حيث هو عرض) أي القائم بذاته من حيث هو عرض إذ العرض عين ذلك الجوهر (لا يقوم) ذلك الجوهر (بذاته فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه) وهي الأعراض (من يقوم بنفسه) الذي هو الجوهر (كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي) أي التحيز جزء لماهية الجوهر فإنهم حذوا الجوهر بأنه هو الجسم المتحيز القابل للأبعاد وهي الأعراض .
قال رضي الله عنه : (وقبوله) أي قبول الجوهر (للاعراض حد له ذاتي ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه وهو) أي القابل .
قال رضي الله عنه : (ذاتي للجوهر والتحيز عرض ولا يكون إلا في متحيز فلا يقوم بنفسه وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود .
لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود وهويته) . فكان أحدهما عين الآخر فالعالم كله عرض يتبدل في كل آن .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.  ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر.  والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين. ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.  ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.  فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.  ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر.  والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.  وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.  وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته(

وإن كان الأشاعرة قد قالوا بتجدد أعراض العالم، لكنهم ما عرفوا أن العالم هو مجموع أعراض، 
وأما الحسبانية فإنهم وإن قالوا بتجدد العالم في كل نفس جميعة ولم يخصوا الأعراض، إلا أنهم ما تحققوا وحدانية الجوهر.
وآفة الأشاعرة أنهم ظنوا أن ما لا يقوم بنفسه إذا اجتمع مع ما يقوم بنفسه لا يمكن أن يقوم بنفسه، وهو غلط فاحش.
ولا سبيل إلى معرفة النفس بطريق النظر الفكري، ثم ذكر أن الناس كل نفس يتجددون "هم في لبس من خلق جديد" [ق: 15] فهم لا يشعرون بالتجدد وهم فيه، لأنهم أوتوا به متشابها والأشباه أغيار.
قال: وما عثر أحد على تجدد الأمر كله في العالم من أرباب النظر.

قال: وأما أصحاب الكشف فيرون العالم متغيرا في ذاته دائما بتجليات إلهية، والتجليات المذكورة تعطي في كل تجل خلقا جديدا ويرون ذلك عيانا مشهودا والله الهادي.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.  ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر.  والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه : "وأمّا الأشاعرة فما علموا أنّ العالم كلَّه مجموع أعراض فهو يتبدّل في كل زمان ، إذ العرض لا يبقى زمانين "
والأشاعرة شعروا بأنّ العرض لا يبقى زمانين ، وأعراض العالم تتبدّل مع الآنات ، ولم يشعروا مع ذلك أنّها مجموع أعراض ، وأن لا شيء من العالم بجوهر قائم بنفسه ، وأنّ الموجود القائم بعينه في عينه لا في موضوع سواه هو الحق ، فأخطئوا ، فلو أثبتوا - حين أثبتوا جوهر العالم واحدا - أنّ ذلك الواحد هو الوجود الحق المتعيّن بهذه الصور كلَّها ، لكانوا من الفائزين بالأمر على الحقيقة ، فتبيّن بما ذكرنا خطأ الفريقين لمن عقل عن الله ، وما غفل عن التحقيق ، والله وليّ التسديد والتوفيق .

قال رضي الله عنه : « ويظهر ذلك في الحدود للأشياء ، فإنّهم إذا حدّوا الشيء تبيّن في حدّهم تلك الأعراض ، وأنّ هذه الأعراض المذكورة في حدّه عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه ، ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه ، فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيّز في حدّ الجوهر القائم بنفسه الذاتي » . يعني على قول الأشاعرة مثلا « وقبوله الأعراض حدّ له ذاتيّ ، ولا شكّ أنّ القبول عرض ، إذ لا يكون إلَّا في قابل ، لأنّه لا يقوم بنفسه ، وهو ذاتي للجوهر ، والتحيّز عرض ولا يكون إلَّا في متحيّز ، فلا يقوم بنفسه ، وليس القبول والتحيّز بأمر زائد على عين الجوهر المحدود ، لأنّ الحدود الذاتية هي عين المحدود وهويّته".

يعني رضي الله عنه : القائلون بأنّ الجوهر هو ما يقوم بنفسه مع تحقّق أنّ أجزاء حدّه الذاتي وحقائق حقيقته الذاتية لا تحقّق لها في أنفسها ، فإنّها أعراض ، فإنّ التحيّز للجسم - وهو الجوهر المتحيّز - والجوهرية وقبول الكمّ والكيف وغيرها من الأعراض ، كالأبعاد من الطول والعرض والعمق ، كلَّها معان لا تحقّق لها ولا قيام إلَّا في أمر هو المجموع من هذه الأعراض ، لأنّ الجوهر الطويل العريض العميق ليس بشيء زائد على مجموع هذه الأعراض ، وكونه مجموع هذه الأعراض أو أمرا غير مذكور ولا مشهور معنى أيضا معقول لا وجود له بدون هذه الأمور التي لا تحقّق لها في أعيانها ولا قيام .
فهم - مع قولهم بأنّ العرض لا يبقى زمانين ، وأنّ أجزاء هذا المحدود أعراض ، ووجوب الاعتراف بأنّ لا زائد على هذه الأجزاء ، بعدم إثباتهم أمرا زائدا قائما بنفسه - كيف لم يقولوا بأنّ العالم مجموع أعراض ، أو أنّه يتبدّل مع الآنات ، خطأ بيّن .
فلم يشعروا بتبدّل الأعراض المجموعة تبدّلا جمعيا وحدانيا ، لا يشعر به إلَّا من شعر بتبدّل صورة النور المشهود في المصباح مثلا بشهادة العقل الصحيح أنّ الجزء المشتعل من مادّة الدهن والفتيل في كلّ آن آن يفنى ولا يبقى ويتلاشى ويتعلَّق النار القائم بها النور بجزء متّصل بذلك الجزء الأوّل المنطفئ .
فباتّصال التعلَّق وتواليه وتعاقبه مع الآنات يظهر الاتّصال بين التعيّنات النورية المنطفئة والمشتعلة على الدوام بلا توقّف بحيث لا يدرك الحسّ فاصلا بين صور الاشتعال والانطفاء ، فيظنّ أنّ النور الظاهر أوّل الليل هو بعينه ذلك النور المشهود في آخره .
ومع أنّ حقيقة النور واحدة ولكنّ التعيّنات متغايرة لا شكّ فيه ولا ريب .
فمن عثر على هذا التبدّل من ذوي الحسّ السليم والعقل الصحيح ، واعترف به ، فقد يعثر على تبدّل مجموع الصور من العالم مع الآنات ، والتبدّل أيضا عرض .
فلو أطلعه الله على المادّة المشتعلة أو العين الواحدة المظهرة بتعيّنها هذه الصور من نفسها في نفسها ، للحق بأهل الحق والتحقيق ، والله وليّ التوفيق .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.  ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر. والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه : "وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان ، إذ العرض لا يبقى زمانين "
"" أضاف بالي زادة :  أي على تجديد الخلق وتبدل العالم الأشاعرة ، فإنهم قالوا : العرض لا يبقى زمانين ، وجهلهم أهل النظر من التجهيل : أي الحسبانية مع أنهم علموا الأمر في ذلك على ما هو عليه اهـ بالى . فخطأ الحسبانية في أمر واحد والأشاعرة في أمرين اهـ بالى زادة . ""
وأما الأشاعرة فلم يعرفوا حقيقة العالم ، وأن العالم ليس إلا مجموع هذه الصور التي يسمونها أعراضا ، وأثبتوا جواهر ليست  بشيء ولا وجود لها ، وغفلوا عن العين الواحدة الظاهرة في هذه الصور وحقيقتها التي هي هوية الحق ، فذهبوا إلى تبدل الأعراض في الآنات ، فظهر خطأ الفريقين من أهل هذا الشأن .

قال رضي الله عنه : "ويظهر ذلك في الحدود للأشياء ، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه " أي كون ذلك الشيء .
"" أضاف بالي زادة :  ( ويظهر ذلك ) أن العالم كله أعراض ، أو خطأ الأشاعرة في الحدود للأشياء اهـ بالى .
فإن قلت : لا نسلم أن الكون والوجود عرض ، بل هو جوهر قائم بالذات موجود في الخارج . قلت :  قد ثبت عند أهل النظر أن الوجود والجوهر والذات من المعقولات الثانية ، فكيف يكون موجودا خارجيا .
لا يقال : إن المذكورات التي هي من المعقولات الثانية مطلقاتها ، فلا كلام فيها بل البحث في المقيدات فلا نسلم أنها أعراض .
قلنا : إن حقائق وجود الممكنات لولا التوجه الإلهي الذي هو إقران الوجود للماهية تقتضي العدم والإقران نسبة عدمية ، والموجودية بمعنى هذا الانتساب نسبة غير محققة في الخارج ، فليس الوجود إلا نسبة وإضافة ، حتى إذا أدركتها حق الإدراك وجدتها أحوال ذات الأمر وأوصافه شرح . ""

قال رضي الله عنه : " الأعراض وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه ، ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه ، فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه ".
أي عند الأشاعرة ، فإن من حد الإنسان قال إنه حيوان ناطق ، ومعنى الناطق أنه ذو نطق ، ولا شك أن مفهوم ذو نسبة والنسبة عرض والنطق الثابت له بواسطة هذه النسبة عرض زائد على حقيقة الحيوان خارج عنه .
فإن الإنسان حيوان مع عرضين ، ثم حد الحيوان يقال إنه جسم نام حساس متحرك بالإرادة ، فمعناه جسم ذو نموّ وحس وحركة إرادية والكلام في النسبة وما يلحق الجسم بواسطتها كما في حد الإنسان ، فثبت أنها عوارض للجسم وأعراض عرضت له ، والجسم عندهم جوهر متحيز قابل للأبعاد الثلاثة.
كما أورده الشيخ رضي الله عنه بقوله :" كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي ، وقبوله للأعراض حد له ذاتي ، ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه ، وهو ذاتي للجوهر "  أي عرض ذاتي عندهم .
قال رضي الله عنه : " والتحيز عرض ولا يكون إلا في متحيز فلا يقوم بنفسه ، أوليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود وهويته " يعنى حد الجسر جوهر ذو تحيز وذو قبول ، والتحيز والقبول عرضان كما ذكر ذاتيان ، ولهذا قيد التحيز بقوله الذاتي .
فتبين أن الذاتيات المذكورة عندهم في الحدود كلها أعراض ، ومعنى قوله :
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود أن الجوهر المحدود عندهم هو الجسر وهما ذاتيان له والذاتي جزء الماهية فالمتحيز القابل ليس إلا نفس الجوهر مع هذين الاعتبارين أعنى التحيز والقبول ، وهما نسبتان لا وجود لهما في الخارج إذ لا عين لهما فيه.
فهما عين الجوهر في الخارج وهويته لا أمر زائد عليه فيه بل في العقل.

فالذاتيات التي هي أجزاء المحدود عندهم ليس إلا اعتبارات وعوارض ، والمأخوذ في تعريف الجوهر ليس بحد لأن الموجود لا في موضوع معناه شيء ذو وجود قائم بنفسه غير محتاج إلى محل وهو الحق نفسه ، فما توهموه أنه جوهر غير الحق مجموع أعراض ، والأعراض لا تبقى زمانين.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.  ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر.  والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه : (وأما الأشاعرة ، فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض ، فهو يتبدل في كل زمان ، إذا العرض لا يبقى زمانين . )
أي ، وخطاء الأشاعرة أنهم ما علموا أن العالم كله عبارة عن أعراض مجتمعة ظاهرة في الذات الأحدية متبدلة في كل آن .
فلو حكموا على أن أعيان الموجودات أيضا يتبدل ، كأعراضها ، فلا يبقى زمانين على
حالة واحدة ، لفازوا أيضا بالتحقيق .
لكنهم غفلوا عن وحدة الجوهر وكونه عين الحق القائم بنفسه المقوم لغيره ، وأثبتوا جواهر غير الذات الأحدية الظاهرة بالصورة الجوهرية ، فحجبوا وحرموا عن حقيقة التوحيد .

قال رضي الله عنه : ( ويظهر ذلك في الحدود للأشياء ، فإنهم إذا حدوا الشئ يتبين في حدهم تلك الأعراض.)
وفي نسخة : ( كونه الأعراض ) . أي ، كون ذلك الشئ عين الأعراض .
ويتبين أيضا ، ( أن هذه الأعراض المذكورة في حده ، عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه ، ومن حيث هو عرض ، لا يقوم بنفسه . )
( القائم بنفسه ) مجرور على أنه صفة ( الجوهر ) . أي ، ويظهر . أن العالم كله أعراض في
حدودهم للأشياء . فإنهم إذا حدوا الإنسان بالحيوان الناطق ، والحيوان بالجسم
الحساس المتحرك بالإرادة ، والجسم بأنه جوهر قابل للأبعاد الثلاثة ، يتبين أن الجوهر هو الذي مع كل واحد من الأعراض ، يصير موجودا معينا مسمى بالجوهر قائما بنفسه .
وذلك لأن مفهوم الناطق ذو نطق ، والنطق عرض .
و ( ذو ) أيضا عرض لأنها نسبة رابطة ، والحيوان جسم حساس ، والحساس ذو حس ، والحس عرض لأنه الإدراك ، وذو عرض ، والمتحرك بالإرادة أيضا كذلك ، فإن الحركة عرض ، والإرادة عرض ، وكذلك الجسم ، فإن المتحيز هو ماله التحيز ، والتحيز عرض ، والقابل للأبعاد الثلاثة التي هي الأعراض عبارة عماله القبول ، والقبول عرض ، وهكذا إلى أن ينتهى إلى الجوهر ، والجوهر موجود لا في موضوع ، والموجود هو ذو وجود ، وذو نسبة وهو عرض ، و ( الكون ) أيضا كذلك .
فبقى الوجود الحقيقي الذي يدل عليه ( ذو ) ، وهو عين الحق .
كما مر بيانه في المقدمات فتبين أن مجموع العالم من حيث إنه عالم ، أعراض كلها قائمة 
بالذات الإلهية .
وإنما قال رضي الله عنه  : ( وأن هذه الأعراض . . . عين هذا الجوهر ) لأنها كلها صفاته التي فيه بالقوة ، فهي عينه بحسب الوجود ، وغيره بحسب العقل .

قال رضي الله عنه  : ( فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه ) وهي الأعراض . ( من يقوم بنفسه . ) وهو الجوهر ( كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي ) مثال للعرض الذي يلحق الجوهر فيجعله جسما . أي ، كالتحيز الذي هو عرض ذاتي مأخوذ في حد الجوهر القائم بنفسه ، وهو الجسم .
والمراد ب‍ ( الذاتي ) جزء المهية ، فإن ( المتحيز ) و ( القابل للأبعاد ) ،فصلان للجسم.
( وقبوله للأعراض حد له ذاتي) أي ، قبول الجسم للأعراض الثلاثة أيضا حد للجسم ذاتي .
والمراد ب‍ ( الحد ) التعريف : فإنك إذا عرفت الجسم بأنه القابل للأبعاد الثلاثة ، تكون صحيحا .
ويجوز أن يكون المراد ب‍ ( الحد ) جزء الحد ، فإن كلا من الأجزاء الذاتية يحدد
المحدود ويعينه .

قال رضي الله عنه  : (ولا شك أن القبول عرض ، إذ لا يكون إلا في قابل ، لأنه لا يقوم بنفسه ، و هو ) أي ، القابل ( ذاتي للجوهر ) الذي هو الجسم .

قال رضي الله عنه : ( والتحيز عرض ، ولا يكون إلا في متحيز ، فلا يقوم بنفسه . وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود . ) أي ، بحسب الوجود .
( لأن الحدود الذاتية ) أي ، الأجزاء الذاتية . وإنما سماها ( حدودا ) ، لأن الحدود تعريفات ، وبالأجزاء تحصل التعريفات .
( هي عين المحدود وهويته . ) بحسب الخارج . وإنما جعل ( التحيز ) و ( القبول ) حدودا ذاتية ، لأن ( المتحيز ) و ( القابل ) ذاتيان للجسم ، والتحيز ذاتي للمتحيز والقبول للقابل ، وجزء الجزء جزء .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه. ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر. والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه : وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.  ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه. ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه. فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي. ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر. والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه. وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه. وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته.(
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وأما الأشاعرة) فإنهم وإن أصابوا في القول بعدم بقاء الأعراض (فما علموا أن العالم) جواهره أيضا (مجموع أعراض) من حيث هي قائمة بالعين الواحدة، وإن لم تكن حالة فيها إذ لا وجود له من نفسه.
(فهو) أي: العالم بجواهره وأعراضه (يتبدل في كل زمان) على مقتضى قولهم في العرض، إذ العرض لا يبقى زمانين) فما حصل منه أولی بذلك.
(ويظهر ذلك) أي: كون جواهر العالم من الأعراض في الحدود التي ذكروها (للأشياء) التي جعلوها قائمة بأنفسها؛ فهي من الجواهر عندهم.

قال الشيخ رضي الله عنه :  (فإنهم إذ حدوا الشيء تبين في حدهم تلك الأعراض)، فإنهم يذكرون فيها الجنس والفضل، ولا بد عندهم من أحد الأمرين، أما كون الجنس عرضا عاما للفصل، أو كون الفصل خاصة للجنس، وإلا لم يقم أحدهما بالآخر؛ لامتناع قيام الجوهر بالجوهر عندهم.
فلا يتركب منهما ماهية، إذ يكونان كحجر بجنب إنسان، وتبين أن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الشيء الذي هو (الجوهر) أي: ليس بزائد عليه، وهو تناقض إذ (حقيقته) أي:
حقيقة الجوهر هو (القائم بنفسه)، وقد أخذ في حقيقته أي: حقيقة الجوهر هو القائم بنفسه، وقد أخذ في حقيقته أمران أحدهما عرض لا محالة عندهم، وهو (من حيث هو عرض لا يقوم بنفسه)؛ فقالوا: بقيامه بنفسه من حيث هو جزء ما يقوم بنفسه.

قال الشيخ رضي الله عنه :  (فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه)، وما يقوم بنفسه (من يقوم بنفسه) على زعمهم؛ فإن قالوا: ليس شيء من الجنس والفصل بعرض؛ بل هما جوهران يقوم أحدهما بالآخر كما تقوم الفلاسفة في الهيولى، والصورة الجسمية، والنوعية.
فقد حدوا نفس الجوهر بما هو عرض إذ حدوه تارة بأنه القائم بنفسه، وفسروا القيام بنفسه بالاستقلال في التحيز، وتارة بأنه القابل للأعراض.
وإليه الإشارة بقوله: (كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه)، إذ فسر القيام بنفسه بالاستقلال في التحيز فالتحيز جزء مفهوم المتحيز (الذاتي) للجوهر على هذا القول، وأيضا (قبوله للأعراض حد له ذاتی) عندهم .
"" أضاف المحقق :
قال الشارح قال أكثر أهل النظر: إن الوجود صار متعددا بالذوات ،أنه صار متقيدا بهذه المظاهر بعد إطلاقه، ولا يعلمون أن ذلك أثر في صورة المنطبع لا في حقيقته، والصورة عرض وكثرة الأعراض وتغيراتها لا يستلزم كثرة الذات وتغيرها، على أن الصورة ليست للذات بل لظهورها في هذه المرايا عرضت لما لا ذات له سوى ذات من انطبعت الصورة في هذه المرايا بمقابلته وإلى ذلك أشار بما.""
ثم أشار إلى وجه التناقض في ذلك؛ فقال رضي الله عنه  : (ولا شك أن القبول) للأعراض ولغيرها (عرض إذ لا يكون إلا في محل قابلي)؛ لأنه علم بالضرورة (لأنه يقوم بنفسه وهو) أي: القبول (ذاتي للجوهر) عند من حده به ضرورة أن القابل ذاتي، والقبول جزء مفهومه وجزء الجزء جزء. مع أن الجوهر قائم بنفسه.
وهكذا التحيز الذي أخذه بعضهم في حد الجوهر بأنه القائم بنفسه باعتبار تفسيره القيام بالاستقلال في (التحيز عرض)؛ لأنه (لا يكون إلا في متحيز فلا يقوم بنفسه) فكيف جعلوهما ذاتيين للجوهر.
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وليس التحيز والقبول) على تقدير كونهما ذاتيين للجوهر (بأمر زائد على عين الجوهر المحدود) بأحدهما، كيف (والحدود الذاتية هي عين المحدود) مفهوما وإن اختلفا إجمالا وتفصيلا.
وعين (هويته) صدقا فكيف يكون أجزاؤها زائدة على نفس المحدود.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه. ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر. والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه :  ( وأمّا الأشاعرة فما علموا أنّ العالم كلَّه مجموع أعراض ) أي العالم كلّ ، ومجموع ما يتقوّم به ذلك الكلّ هي الأعراض المتبدّلة .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فهو يتبدّل في كلّ زمان إذ العرض لا يبقى زمانين ، ويظهر ذلك في الحدود للأشياء ، فإنّهم إذا حدّوا الشيء تبيّن في حدّهم كونه الأعراض )
فإنّهم إذا حدّوا الإنسان - مثلا - بالحيوان الناطق ، معناه أنّه جسم ذو حسّ وحركة إراديّة ونطق ، ولا شكّ أن « ذو » من الأعراض النسبية ، وكذلك الحس والحركة والنطق ( و ) لا شكّ ( أنّ هذه الأعراض - المذكورة في حدّه - عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه ) فإنّ المذكور في حدود الأشياء ذاتيّاتها ومقوّماتها .

قال رضي الله عنه :  ( ومن حيث هو هو عرض لا يقوم بنفسه ، فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه ، من يقوم بنفسه ، كالتحيّز في حدّ الجوهر القائم بنفسه الذاتي ) فإنّ الجسم يحدّ بأنّه متحيّز قابل للأبعاد الثلاثة ، فالتحيّز حدّ له ذاتىّ .
قال رضي الله عنه :  ( وقبوله للأعراض حدّ له ذاتىّ ، ولا شكّ أنّ القبول عرض ، إذ لا يكون إلَّا في قابل ، لأنّه لا يقوم بنفسه وهو ذاتىّ للجوهر ) الذي هو الجسم .
قال رضي الله عنه :  ( والتحيّز عرض ولا يكون إلَّا في متحيّز ، فلا يقوم بنفسه ، وليس التحيّز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود ، لأنّ الحدود الذاتيّة هي عين المحدود ) في العقل ( وهويّته ) في العين .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه. ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر. والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

قال رضي الله عنه :  (وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين. ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه.)

وأما الأشاعرة فما علموا، أي وأما خطأ الأشاعرة فإنهم ما علموا (أن العالم كله مجموع أعراض) يتقوم بها ذلك الكل (فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين ويظهر ذلك)، أي كون العالم مجموع أعراض .
قال الشيخ رضي الله عنه :  (في الحدود للأشياء فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه)، أي كون ذلك الشيء (تلك الأعراض وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر المحدود وحقيقته القائم بنفسه) بالجر على أنه صفة للجوهر، وذلك لأن المذكور في حدود الأشياء ذاتيانها وذائيات الشيء ومقوماته عينه في الوجود.

قال رضي الله عنه : ( ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه. فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي. ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر. والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه. وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه. وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته. )

قال رضي الله عنه :  (و من حيث هو عرض لا يقوم بنفسه فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم)، أي ما لا يقوم (بنفسه) والعرض المذكور في الحدود (کالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه) يعني الجسم (الذاتي) صفة للتحيز .
والمراد به جزاء الماهية فإن الجسم يحد بأنه متحيز قابل للأبعاد الثلاثة فالتحيز له ذاني.

قال رضي الله عنه :  (وقبوله)، أي قبول الجوهر القائم بنفسه الذي أريد به الجسم (للأعراض)، أي الأبعاد الثلاثة (حد)، أي جزء حد (له ذاتي ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل، لأنه لا يقوم بنفسه) بل بالقابل (إذ هو)، أي بالقبول (ذاتي للجوهر) الذي هو الجسم .

قال رضي الله عنه :  (و) كذلك (التحيز عرض ولا يكون إلا في متحيز فلا يقوم بنفسه، وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود) يعني الجسم (لأن الحدود الذاتية) بعین أجزائها (هي عين المحدود) في العقل (وهويته) في العين.

المواقف الروحية والفيوضات السبوحية شرح الأمير عبد القادر الجزائري 1300 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وأما الأشاعرة فما علموا أن العالم كله مجموع أعراض فهو يتبدل في كل زمان إذ العرض لا يبقى زمانين.
ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حدوا الشيء تبين في حدهم كونه الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه. ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه.
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي.
ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر. والتحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز عرض لا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه.
وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود و هويته
(

وأما خطأ الأشاعرة رضي الله عنهم : فهو أنهم وإن قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين فهو يتبدل ويتجدد في كل نفس فما علموا أن العالم كله أعلاه وأسفله من أول مخلوق أعراض مجتمعة. 
ولو علموا بذلك كشفا كأهل الله أو استدلالا كالحسبانية ومن وافقهم لقالوا في العالم كله، كما قالوا في العرض عندهم. 
فالعرض لا يبقى زمانين عند الأشاعرة، بل هي على سبيل التقضي والتجدد وينقضي واحد منها ويتجدد واحد آخر مثله أو خلافه.
قول سیدنا رضي الله عنه : ( ويظهر ذلك في الحدود للأشياء، فإنهم إذا حددوا الشيء يتبين في حدهم كونه عين الأعراض، وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين هذا الجوهر وحقيقته القائم بنفسه. ومن حيث هو عرض لا يقوم بنفسه. فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه من يقوم بنفسه كالتحيز في حد الجوهر القائم بنفسه الذاتي وقبوله للأعراض حد له ذاتي. ولا شك أن القبول عرض إذ لا يكون إلا في قابل لأنه لا يقوم بنفسه: وهو ذاتي للجوهر . والتحيز عرض ولا يكون إلا في متحيز ، فلا يقوم بنفسه، وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود لأن الحدود الذاتية هي عين المحدود وهويته).

يقول رضي الله عنه : ويظهر ويتبين لك الذي أدعيناه کشفا أن العالم بأسره مجموع أعراض من كلام المتكلمين في الحدود الذاتية للأشياء محسوسا، کان الشيء المحدود، أو معقولا فإنهم إذا حددوا الشيء يتبين وينكشف، كون الشيء المحدود عين الأعراض.
وأن هذه الأعراض المذكورة في حده عين ذلك الجوهر المحدود، وهي صفاته النفسية الذاتية، إذ الصفات على نوعين: 
1 - صفات نفسية 
2 - وصفات معنوية. 
فالصفات النفسية الذاتية هي التي إذا رفعتها عن الموصوف بها ارتفع الموصوف بها، ولم يبق له عين في الوجود الذاتي، ولا العقلي، وأما الصفات المعنوية في الموصوف فهي التي إذا رفعتها عن الذات الموصوف بها لم يرتفع الذات التي كانت موصوفة بها. 
فالمعاني هي أصل الأشياء، وهي وإن كانت معقولة غيبية فهي تظهر في حضرة الحس محسوسة، وفي حضرة الخيال متخيلة . 
هي هي، إلا أنها تتقلب في كل حضرة يحسبها كالحرباء تنتقل في الألوان التي تكون عليها، كالطبيعة التي هي أصل العالم، فهي مجموع معان حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة. وحد الجوهر وحقيقته التي هي ثبوته في الخارج عند الحكماء والمتكلمين هو القائم بنفسه ، فهو جوهر من حيث اعتباراته قائم بنفسه ، هو عرض من حيث اعتبار أنه عين مجموع أعراض لا يقوم بنفسه . 
فقد جاء من مجموع ما لا يقوم بنفسه ، وهي الأعراض الصفات النفسية للجوهر، من يقوم بنفسه وهو الجوهر الذي مجموع تلك الأعراض، إذ من المعلوم أن كل موصوف هو مجموع صفاته الذاتية والصفات لا تقوم بأنفسها لأنها معان وما لها ظهور إلا في عين الموصوف، وما لها ذات تحملها غيرها. وليست الصفات الذاتية بشيء زائد على الموصوف، فهي على الموصوف لا غيره. 
فقد صار قائما بنفسه من حقيقته أنه لا يقوم بنفسه ، کالتحيز مثلا المأخوذ في حد الجوهر، فإنهم إذا حذوه الحد الحقيقي الذي يقصد به تصور ما لم يكن حاصلا من التصور قالوا هو المتحيز، أي الآخذ قدره من الفراغ ، وهو الخلاء المتوهم. 
وقالوا: القابل للأعراض بحيث لا يمكن وجوده خاليا عن عرض، فهذا التحيز الذاتي للجوهر هو عرض، وهو مأخوذ في حد الجوهر ذاتي له. 
وقبوله للأعراض كذلك هو حد له ذاتي. فإنه قد تكون ذات الموصوف المحدود مركبة من صفتين ذاتيتين فأكثر من ذلك، وهي الحدود الذاتية للأشياء، وما من صفة ذاتية للموصوف إلا ولها صفة ذاتية فالتحيز له صفة ذاتية . 
وكذلك القبول ولا شك أن القبول الذي هو ذاتي للجوهر عرض من الأعراض، إذ لا يكون القبول إلا في قابل، وهو موضوع العرض. 
فإن العرض محتاج إلى من يقوم به الجوهر الذي هو الموضوع شرط في وجود العرض، والقبول هو عرض ذاتي للجوهر . 
وكذلك التحيز المأخوذ في حد الجوهر هو عرض. ولا يكون التحيز إلا في جوهر متحيز، لأن التحيز عرض لا يقوم بنفسه، وليس التحيز والقبول اللذان هما ذاتیان للجوهر مأخوذان في حده بأمر زائد على عين الجوهر المحدود بهما، وهويته المتعلقة المميزة له عن غيره. 
فقد عاد بما بيناه الموصوف صفة لنفسه، وصار بما قررناه ما لا يبقى زمانين عندهم يبقى زمانین، بل وأزمنة حيث أنه جوهر باق قائم بنفسه إن فهمست و أنصفت. 
ومع هذا فالمتكلمون القائلون إن العالم جواهر باقية قائمة بأنفسها وأعراض لا تبقى زمانين لا يشعرون ولا يفطنون بما هم عليه من التناقض والخلط والخبط، ويحسبون أنهم على شيء وهم في لبس وخلط من خلط جديد مع الأنفاس. 
فالعالم بأسره أعراض، وليس هناك جوهر إلا جوهرا واحدا به قيام العالم كله، فهو مقومه. 
وهذا الذي ذكرناه مما يزهد الناصح نفسه الذي أراد الله به خيرا في الاشتغال بالعلوم العقلية والانهماك فيها بأكثر من الضروري اللازم. 
ولهذا يقول محمد الشهرستاني صاحب كتاب نهاية إقدام العقول رحمه الله لما تبين له إفلاسه و استوحش مما كان به إيناسه :
لعمري لقد طفت المعاهد كلها     …… وسرحت طرفي بين تلك المعالم
 فلم أر إلا واضعا كف حائر    …….    على ذقنه أو قارعا سن نادم
وفي كتاب نهاية إقدام العقول هذا يقول فخر الدين الرازي رحمه الله وقد أنصف:
نهاية إقدام العقول عقال    ……     وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا …..  وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا  …..  سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
اللهم وفقنا واهدنا وأرشدنا و استعملنا فيما يرضيك وترضى به عنا، متوسلین في الحصول على ذلك بالمحبين فيك والمحبوبين لديك يا أكرم مسؤول وخير مأمول.
.

واتساب

No comments:

Post a Comment