Sunday, January 12, 2020

السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أنّ الشّفقة على عباد اللّه أحقّ بالرّعاية من الغيرة في اللّه .  أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا ، فكلّما فرغ منه تهدّم ، فشكا ذلك إلى اللّه تعالى فأوحى اللّه تعالى إليه أنّ بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدّماء ، فقال داود يا ربّ ألم يكن ذلك في سبيلك ؟  قال : بلى ولكنّهم أليسوا عبادي ؟ فقال: يا ربّ فأجعل بنيانه على يدي من هو منّي فأوحى اللّه تعالى إليه أنّ ابنك سليمان يبنيه.)

قال رضي الله عنه :  (واعلم) يا أيها السالك (أن الشفقة) من الإنسان (على عباد اللّه) تعالى سواء كانوا مؤمنين أو كافرين ولو في حد أو قصاص ونحو ذلك (أحق) وأولى (بالرعاية) لها (من الغيرة في اللّه) تعالى بالقتل وسفك الدم .
وأما قوله تعالى: "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ"[ النور : 2 ] ،
وذلك في غير القتل وسفك الدم من أنواع الحدود والتعازير وغيرهما وقد ورد في الخبر أنه (أراد داود) عليه السلام (بنيان بيت المقدس فبناه مرارا فكلما فرغ منه )،
أي من بنيانه تهدم ولم يستقم بنيانه على يديه فشكى ، أي داود عليه السلام ذلك ،
أي تهدم البنيان إلى اللّه تعالى فأوحى اللّه تعالى إليه قائلا إن بيتي هذا لا يقوم ،
أي يثبت بنيانه على يدي من سفك الدماء ، وذلك أن داود عليه السلام مع طالوت في بني إسرائيل غزا الجبابرة الكنعانيين وسفك دماءهم بأمر اللّه تعالى وقتل داود جالوت وآتاه اللّه الملك قال رضي الله عنه :  (فقال داود) عليه السلام (يا رب ألم يكن ذلك) ،
أي سفك دماء الجبارين (في سبيلك) ،
أي طريقك المشروع لنا بالوحي منك طلبا لمرضاتك وامتثالا لأمرك .
قال اللّه تعالى: (" بلى") ، يعني كان ذلك كذلك (ولكنهم) ،
أي المسفوك دماؤهم من الكفار الجبارين (أليسوا عبادي) ،
أي أنا خلقتهم ورزقتهم وأقمتهم فيما أردت من الأحوال وخلقت لهم ما شئت من الأعمال والأقوال .
(قال) داود عليه السلام عند ذلك (يا رب فاجعل بنيانه) ،
أي بيت المقدس على يدي من هو مني ،
أي أحد من ذريته ليكون له نصيب من الثواب ولا يحرم ذلك بالكلية (فأوحى اللّه) تعالى (إليه) ،
أي إلى داود عليه السلام (أن ابنك سليمان) عليه السلام (يبنيه) ، أي بيت المقدس ويستقيم بنيانه على يديه .
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أن الشفقة على عباد اللّه أحق بالرعاية من الغيرة في اللّه ) أي من القتل بأمر اللّه وأورد دليلا على ذلك بقوله ( أراد داود عليه السلام بنيان بيت المقدس فبناه مرارا فكلما فرغ منه تهدم ، فشكا ذلك إلى اللّه فأوحى اللّه إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يد من يسفك الدماء فقال داود عليه السلام يا رب ألم يكن ذلك ) الدماء ( في سبيلك قال اللّه تعالى بلى ولكن هم أليسوا عبادي ) فأشفق الحق عباده الذين وجب عليهم القتل بأمره فكيف على عباده الذين لم يجب عليهم القتال ( فقال ) داود عليه السلام .
قال رضي الله عنه :  ( يا رب اجعل بنيانه على يدي من هو مني فأوحى اللّه إليه إن ابنك سليمان عليه السلام يبنيه).

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قال رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله. أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أ ليسوا عبادي؟ قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قلت : أما أن الحق تعالی خلق آدم على صورته، فهو حديث نبوي ومعناه أن النشأة الإنسانية قد جمعت في ذاتها حقائق الأسماء الإلهية، فصارت بهذا على الصورة المقدسة، فلا يجوز لأحد أن يتعرض لفسادها 
قال: والشفقة على خلق الله أولى بالرعاية من الغيرة لله.
قال: فمنع الله داود، عليه السلام، فضيلة بناء بيت المقدس لأجل سفكه الدماء وإن كان غزوا لكنهم عباد الله في الجملة. 
قال: ومن شفقة الله تعالی علی الكفار قوله: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" (الأنفال: 61).

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قال رضي الله عنه :  (اعلم أنّ الشفقة على عباد الله أحقّ بالرعاية من الغيرة في الله ) .
يعني : الإبقاء على النفوس المستحقّة للقتل شرعا والكفّار وغيرهم مع ما ورد التحريض في الشرع على الغزو شفقة عليها أحقّ بالرعاية من الغيرة في الله الموجبة للقتل ، فإنّ في القتل هدم بنيان الربّ وهو الإنسان ، وفي الإبقاء والشفقة على النفوس وإن كانت كافرة ما قد يوجب استمالة الكافر على الدين كما شوهد هذا في كثير ولا سيّما إذا أبقى عليه بنيّة ذلك ، فإنّ الله يثيبه على ذلك ، ولا يؤاخذه على عدم الغيرة فيه .
والغيرة نسبة لا أصل لها في الحقائق الثبوتية ، فإنّها من الغيرية ، وبانتفائها في حقيقة الأمر تنتفي الغيرة تحقيقا لا حميّة عصبيّة عصيّة .

قال رضي الله عنه : ( أراد داوود بنيان بيت المقدس ، فبناه مرارا فكلَّما فرغ منه تهدّم ، فشكا إلى الله ، فأوحى الله إليه : أنّ بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء ،  فقال داوود : يا ربّ ألم يكن ذلك في سبيلك ؟ فقال : بلى ، ولكنّهم ليسوا بعبادي ؟ فقال : يا ربّ فاجعل بنيانه على يدي من هو منّي ، فأوحى الله إليه : أنّ ابنك سليمان يبنيه .)

قال العبد : هذه الاستدلالات والحجج على رجحان العفو والإبقاء على النفوس الإنسانية على قتلها كلَّها صحيحة واضحة رجيحة ، والسرّ ما ذكر من قبل ، فتذكَّر .
وكذلك في أنّه إنّما يسمّى بالاسم « الظاهر » بوجود الإنسان ، وأنّه على صورته ، فتذكَّر وتدبّر

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قال رضي الله عنه :  (واعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغير في الله ) .
يعنى أن الإبقاء على النفوس المستحقة للقتل شرعا كالكفار والمشركين وغيرهم أحق بالرعاية لأنها بنيان الرب من القتل غيرة في الله أي في حقه وفي دينه من أن يعبد غيره ويعصى مع أن الشرع حرّض على الغزو ،
فإن استمالة الكفار والمخالفة معهم شفقة على خلق الله بنية حرمة من خلقه الله ورزقه رجاء في أن يدخلوا الإسلام خير من تدميرهم وإهلاكهم ، كما فعل عليه الصلاة والسلام بالمؤلفة قلوبهم وغيرهم .

وقد يثيب الله على ذلك ولا يؤاخذ على عدم الغيرة ، فإن الغيرة لا أصل لها في الحقائق الثبوتية لأنها من الغيرية ، ولا غير هناك .

قال رضي الله عنه :  ( وأراد داود عليه السلام بنيان بيت المقدس فبناه مرارا فكلما فرغ منه تهدم ، فشكا ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه « إن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء ، فقال داود : يا رب ألم يكن ذلك في سبيلك ؟ قال : بلى ولكنهم أليسوا عبادي ؟ قال :  يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو منى ، (فأوحى الله إليه : إن ابنك سليمان يبنيه )،

فالغرض من هذه الحكاية مراعاة هذه النشأة الإنسانية وأن إقامتها أولى من هدمها ألا ترى عدو الدين قد فرض الله فيهم الجزية والصلح إبقاء عليهم ،

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قال رضي الله عنه :  ( واعلم ، أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله . ) أي ، من القتل بالغيرة في الله .

قال رضي الله عنه : ( أراد داود بنيان البيت المقدس ، فبناه مرارا . فكلما فرع منه تهدم فشكى ذلك إلى الله ، فأوحى الله إليه أن بيتي هذا ، لا يقوم على يدي من سفك الدماء . فقال داود : يا رب ، ألم يكن ذلك ) أي ، ذلك القتل .

قال رضي الله عنه :  ( في سبيلك ؟ قال : بلى ، ولكنهم أليسوا عبادي ؟ فقال : يا رب ، فاجعل بنيانه على يدي من هو منى . فأوحى الله إليه : إن ابنك سليمان يبنيه .)
فالغرض من هذه الحكاية مراعاة هذه النشأة الإنسانية ، وأن إقامتها أولى من هدمها .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أنّ الشّفقة على عباد اللّه أحقّ بالرّعاية من الغيرة في اللّه.
أراد داود عليه السّلام بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلّما فرغ منه تهدّم، فشكا ذلك إلى اللّه تعالى فأوحى اللّه تعالى إليه : إنّ بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدّماء ، فقال داود : يا ربّ ألم يكن ذلك في سبيلك ؟ قال : بلى ، ولكنّهم أليسوا عبادي ؟ فقال : يا ربّ فأجعل بنيانه على يدي من هو منّي فأوحى اللّه تعالى إليه أنّ ابنك سليمان يبنيه.)

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أن الشفقة على عباد اللّه ) أي : الذين يحتمل كونهم عابد به بحيث تكمل مرآتيتهم له ( الحق بالرعاية من الغيرة في اللّه ) الموجبة لإهلاكهم عند تعارض مظنتهما من غير ترجيح بخلاف ما إذا كانت مظنة الفساد الكثير ظاهرة جيدا ؛
وذلك لأن الغيرة إنما اعتبرت إبقاء لهؤلاء العابدين للحق ؛ لئلا تبطل مرآتيتهم ، وقد بطلت مرآتية من أمر اللّه تعالى بالغيرة عليهم ظنّا أو يقينا ، لكن إذا ضعف هذا الظن ، فالشفقة أولى بالرعاية عسى أن يعودوا مرآيا كاملة للحق .
واستشهد عليه بقصة داود عليه السّلام الذي ليس من شأنه إبطال مرآيا الحق بغير موجبة .
فقال رضي الله عنه :  : ( أراد داود عليه السّلام بنيان ) المسجد الأقصى من ( البيت المقدس فبناه مرارا ، فكلّما فرغ منه تهدّم ، فشكا ذلك إلى اللّه تعالى فأوحى اللّه تعالى إليه : إنّ بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدّماء ») ؛ لأن من سفكها ربما هدم بنيان من توقعت منه كمال المرآتية لظهوري فيه بالعبادة ، فهدمت أنا ما بنيت أنت للعبادة لهدمك ما بنيت أنا للعبادة ،

قال رضي الله عنه :  ( فقال داود : يا رب ألم يكن ذلك في سبيلك ) ، فالهدم إنما وقع على بنيان من لا يعبدك في الحال ؛ لئلا يهدموا بنيان من يعبدك في الحال إما بالقتل أو بالضلال ، ( فقال : بلى ) لكنه بمجرد مظنة الفساد من غير تحقق ذلك منهم ، ( ولكنهم أليسوا عبادي ؟ ) ،

فلعلهم لو تزكيهم ربما رجعوا إلى عبادتي ، وكملت مرآتيتهم ، فلم يكن ينبغي لك أن تسفك دماءهم بغير تحقق فساد مرآتيتهم بالكلية ، وإفساد من كملت مرآتيته مع أن لك قدرة على تحصيل العلم بذلك بنبوتك ، بخلاف من لا يقدر على اليقين في ذلك مع عدم ضرر الفساد ، وعمومه لو وقع فله أن يكتفي بمظنة الفساد دونك ؛

قال رضي الله عنه :  ( فقال : يا رب ! فاجعل بنيانه على يدي من هو مني ) ؛ لأنه لما كان من كسبي كان عمله من عملي بوجه من الوجوه .
وقد ورد : « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعو له » . رواه الترمذي وابن حبان وابن خزيمة.

( فأوحى اللّه إليه أن ابنك سليمان ) الذي هو أكمل أبنائك ( يبينه ) ، فيحصل لك ثواب أكمل عام من أولادك ، وهو وإن سفك الدماء فعله لم يسفك دم أحد بيده ، فإن سفك فلم يسفك إلا بالوحي الخاص الإلهي في حقّه دون العام ، كفعل داود عليه السّلام ، ولعل من قتله نبينا عليه السّلام فإنما قتل بالوحي الخاص فيه أو بما تغرس فيه من فساد مرآتيته أو إفساده المرايا الكاملة يقينا ،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

مراد الخالق إبقاء الحياة وتعميرها ، لا هدمها
قال الشيخ رضي الله عنه :  (واعلم أنّ الشفقة على عباد الله أحقّ بالرعاية من الغيرة في الله ) فإنّ الأول مبدؤه وأصله الرحمة . والثاني منشؤه القهر والغضب .
فإنّ سائر أوصاف العبد وأفعاله فرع أوصاف الحقّ وظلالها .
وقد عرفت أنّ الرحمة هو السابق حكما وإحاطة ، فهي أحقّ بالرعاية لقربها إلى الذات ، فكذلك ما يتفرّع عليها من أوصاف العبد .
ومما يؤيّد ذلك أن داود لما تمّ له أمر الخلافة والرسالة استقرّ على عرش إيالته و ( أراد داود بنيان بيت المقدس ، فبناه مرارا ، فكلَّما فرغ منه تهدّم . فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه : إنّ بيتي هذا ) أي البيت المقدس .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( لا يقوم على يدي من سفك الدماء ) وذلك لأنّ سفك الدماء مبدؤه من الغيرة ، التي إنّما تنشأ وتشتقّ من « الغير » ، وهو ينافي التقدّس .
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فقال داود : " يا رب ألم يكن ذلك في سبيلك ؟ " . قال : « بلى ، ولكنهم أليسوا بعبادي ؟ » . قال : " يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو منّي " . فأوحى الله إليه : « إن ابنك سليمان يبنيه » .
هذا ما في الأمم السالفة ، وفي شريعتنا أيضا ما يؤيّد ذلك ، ( ألا ترى عدوّ الدين ) مع كمال اهتمام واضع الدين بإقامة أحكامه ، وذلك على أنّه منوط برفع العدوّ وقمعه ، ( قد فرض فيهم الجزية والصلح.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه..)

قال رضي الله عنه :  (واعلم أنّ الشّفقة على عباد اللّه أحقّ بالرّعاية من الغيرة في اللّه.  أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا ، فكلّما فرغ منه تهدّم ، فشكا ذلك إلى اللّه تعالى فأوحى اللّه تعالى إليه أنّ بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدّماء ، فقال داود يا ربّ ألم يكن ذلك في سبيلك ؟ قال : بلى ولكنّهم أليسوا عبادي ؟ فقال : يا ربّ فأجعل بنيانه على يدي من هو منّي فأوحى اللّه تعالى إليه أنّ ابنك سليمان يبنيه .)

قال رضي الله عنه :  (واعلم أن الشفقة على خلق اللّه أحق بالرعاية من الغيرة في اللّه ) بإجراء الحد والمفضية إلى هلاكهم
قال رضي الله عنه :  ( أراد داود عليه السلام بنيان البيت المقدس فبناه مرارا فكلما فرغ منه تهدم فشكا ذلك إلى اللّه فأوحى اللّه إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء فقال داود : يا رب ألم يكن ذلك ) ، أي سفك الدماء.
قال رضي الله عنه :  ( في سبيلك قال : بلى ولكنهم أليسوا عبادي فقال : يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني فأوحى اللّه إليه أن ابنك سليمان يبنيه .) المعنى واضح.
  .
واتساب

No comments:

Post a Comment