Sunday, January 12, 2020

السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الثامنة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الثامنة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية الفقرة الثامنة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( وما يتولّى الحقّ هدم هذه النّشأة بالمسمّى موتا وليس بإعدام كلّيّ وإنّما هو تفريق ، فيأخذه إليه ، وليس المراد إلا أن يأخذه الحقّ إليهوَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ [ هود : 123 ] فإذا أخذه إليه سوّى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدّار الّتي ينتقل إليها ، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال .  فلا يموت أبدا ، أي لا تفرّق أجزاؤه . )

قال رضي الله عنه :  (وما يتولى) ، أي تولية (الحق) تعالى (هدم) بنيان (هذه النشأة) ، أي الخلقة الإنسانية (بالمسمى موتا) حيث يتولى اسم اللّه المميت على ذلك العبد بعد عزل اسم اللّه المحيي عنه (فليس) ذلك الموت (إعداما) للعبد وإرجاعه إلى ما كان فيه من العدم الأصلي ، فإن اللّه تعالى لا يكرر حالة واحدة على عبد أصلا لسعة التجلي وعدم تناهيه إلى الأبد (وإنما هو) ،

أي الموت (تفريق) بين الروح والبدن أوّلا بقصر تصرفها عنه وإظهار عجزها لها ، ثم بين أجزاء البدن ، فلا يبقى لها قدرة على إمساك تلك الأجزاء بالكلية ليكشف لها بعد الموت عن قدرته النافذة في كل شيء ، وذلك في ضعيف الروح عن الكشف المذكور في حال الحياة ، ومن كشف في حياته عن ذلك فكان متحققا في نفسه بلا حول ولا قوّة إلا باللّه لا يفنى جسده بعد الموت وتبقى روحه ممسكة لأجزائه بقدرة اللّه تعالى القائمة بها في الحياة وبعد الموت ، كرامة لها عند اللّه تعالى وهم الأنبياء والأولياء ، لتحققهم بذلك في الحياة الدنيوية ، والشهداء لتحققهم عند الموت وشهودهم له ، بذلك سموا شهداء ، ودخل في الأولياء العلماء العاملون ، والمؤذنون المحتسبون ، وغيرهم ممن لا يبلوا في قبورهم فيأخذه ، أي اللّه تعالى ذلك الميت (إليه) سبحانه ، أي حضرته ويذيقه سطوة تصرفه فيه ويغيبه عن شهود تصرف الواسطة في ظاهره وباطنه
 .
قال رضي الله عنه :  (وليس المراد) ، أي المقصود من الموت (إلا أن يأخذه الحق تعالى) ، أي يأخذ الإنسان إليه سبحانه ، فيشهده حضرته ويغيب عن نفسه بالكلية .
قال تعالى :وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ[ هود : 123 ] الإلهي الواحد الذي كل شيء صورته ، فهو من حيث ما هو قيوم واحد أمر ، ومن حيث ما هو كل شيء بالصور المختلفة في الحس والعقل خلق ، فالخلق ما ظهر والأمر ما بطن وما ظهر هو عين ما بطن ؛
ولهذا أكده من حيث ظهوره بقوله (كله) ، أي لا يبقى شيء إلا ويرجع إليه بسبب رجوع الأمر الواحد إليه ، فإن نور الشمس إذا رجع إليها رجعت جميع الشعاعات كلها إليها وانقبضت في الحال بعد انبساطها على أقطار الأرض برا وبحرا .

قال رضي الله عنه :  (فإذا أخذه) ، أي أخذ الحق تعالى ذلك الإنسان (إليه) سبحانه (سوّى) ، أي خلق اللّه تعالى (له) ، أي لذلك الإنسان (مركبا) بالتشديد ، أي بدنا آخر مؤلفا من أجزاء أخرى لطيفة برزخية غير هذا المركب بالتشديد أيضا ، أي البدن الذي كان فيه أو بالتخفيف ، أي بدنا أيضا يركبه هذا الإنسان يعني يستولي عليه ويتصرف فيه كما يستولي صاحب الدابة على دابته ويتصرف في تحريكها وتسكينها (غير هذا المركب) ، أي البدن الذي كان متوليا عليه وراكبا له في الدنيا (من جنس الدار) البرزخية (التي ينتقل إليها) هذا الإنسان بعد الموت .

قال رضي الله عنه :  (وهي دار البقاء) وعدم الزوال (لوجود الاعتدال) ، أي تساوي أجزاء تلك النشأة الأخروية بسبب القوّة الروحانية وتحققها بما هو الأمر عليه في نفسه وزوال الوهم والالتباس (فلا يموت) ذلك الإنسان بعد هذا الموت (أبدا أي لا تفرّق أجزاؤه) بعد هذا الافتراق أصلا إذ المقصود قد حصل وهو الرجوع إلى اللّه تعالى بتحقيق أن لا فاعل غيره ذوقا من نفسه . قال تعالى :لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى[ الدخان : 56 ] .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).
قال رضي الله عنه :  (وما ) موصولة ( يتولى الحق بهدم هذه النشأة بالمسمى موتا فليس بإعدام ) مطلقا حتى تفوت الحكمة ( وإنما هو ) أي الموت ( تفريق ) لأجزاء الإنسان ( فيأخذه إليه وليس المراد ) بالموت ( إلا أن يأخذه الحق إليه تعالى ) كما أن للقصاص وإن كان سببا للموت حكمة وهي إبقاء النوع الانساني كذلك للهدم وإن كان سببا للموت حكمة وهي أخذ الحق عباده به وتقريبه إلى ذاته تعالى وإنجاؤهم عن العالم الجسماني الظلماني وإدخالهم في نور ذاته وصفاته.
وهذا خير في حق الإنسان من حياته وبقائه في الدنيا ( وإليه يرجع الأمر كله ) وموت الإنسان سبب لرجوعه إلى اللّه تعالى فما فعل الإنسان إلا بأحسن الأمر في حقه .
( فإذا أخذه إليه ) بقبض روحه ( سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها وهي دار البقاء ) فكان ذلك المركب باقيا ( لوجود الاعتدال ) الذي يوجب البقاء وينافي الفناء ( فلا يموت ) بعد ذلك ( أبدا ) أي ( لا تفترق أجزاؤه )  الأخروية ،

ولما اتجه أن يقال إن هذا الكلام لا يصدق إلا في حق أهل النعيم وأما أهل الجحيم فيفترق أجزاء أبدانهم الأخروية بالنصوص كما قال اللّه تعالى :كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها[ النساء : 56 ] ،
فالنار تأكل لحومهم وعظامهم فتفرقت الأجزاء بأكل النار ثم سوى لهم مركبا من الأبدان الأخروية فلا بقاء لهم بهذا المعنى أي بمعنى عدم افتراق الأجزاء أجاب عنه بقوله :

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).

قال رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال : فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).

ثم قال: إن الذاكر من هو جليس المذكور لا غير، فمن ذكر باللسان فقط فما فيه مشاهد للحق تعالى إلا لسانه، فلسانه هو الجليس وبقية الغافل فلیس بجلیس. 
وذكر رضي الله عنه: أن الحق تعالى يخلق للإنسان نشأة تبقى مناسبة لما ينتقل إليه بعد الموت. 
ثم ذكر أهل الشقاء وأن مآلهم إلى النعيم لكن في النار بها ويصير النار بردا وسلاما على من فيها كنعيم الخليل، عليه السلام بالنار حين ألقي فيها وعين أن الحق تعالى هو عين الكل وهويته تحقيقه وإليه يرجع الأمر كله.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).
 
قال رضي الله عنه : ( وما يتولَّى الحق هدم هذه النشأة بالمسمّى موتا وليس بإعدام ، وإنّما هو تفريق ، فيأخذه إليه ، وليس المراد إلَّا أن يأخذه الحق إليه ، " وَإِلَيْه ِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه ُ " فإذا أخذه إليه ، سوّى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينقل إليها ، وهي دار البقاء ، لوجود الاعتدال ، فلا يموت أبدا أي لا تفرّق  أجزاؤه ) .

قال العبد اعلم : أنّ الموت عبارة عن افتراق جوهرك اللطيف وهو روحك عن جوهرك الكثيف ، فإذا اقترنت هذه الهيئة الاجتماعية التعيّنية ، فإنّ الله يتولَّى أخذ حقائقها المفرّق بعضها عن البعض وحفظها في موطن من مواطن الحضرات الوجودية يسمّى البرزخ ، ثم يتولَّى كذلك جمعها في موطن آخر كما يشاء .

وإنّما افترقت أجزاؤها النورية اللطيفة الروحانية عن أجزائها المظلمة الكثيفة الجسمانية ، لغلبة ما به الامتياز والمباينة بينها ، فإنّها كانت بالتضمّن والالتزام ، أعني :
هذه الهيئة الاجتماعية بين حقائق الروح وحقائق الجسم في ضمن اللطيف الوحداني من الكثرة المعنوية التي هي قواه وحقائقه وخصائصه ، فناسب الجزء الكثير منه وهو الجسم الكثيف من حيث أحدية الكثرة التي له ، أعني الجسم ، فجمع الله بينهما بهذه المناسبة الصحيحة وغيرها ممّا في تفصيله تطويل ، فكانت بينهما هذه الهيئة الاجتماعية بتضمّن كلّ واحد منهما ما يناسب الآخر ، ويصلح أن يكون متمّما لكمالاته ،
وكان الجزء الكثيف المركب وهو مركب اللطيف البسيط متحصّلا من عناصر متضادّة متباينة من وجوه ، ومتشاكلة متشاركة من وجوه ، فجمع الله بينهما بتغليب ما به المشاركة والاتّحاد على ما به المباينة والامتياز ، فلمّا بلغت أحكام ما به المناسبة والمشاركة غاياتها وانتهت إلى نهاياتها ، غلبت ما به المباينة عليها ، فافترقت لطائفها عن كثائفها .

ثم الروح اللطيف أيضا وإن كان بسيطا فهو أيضا هيئة اجتماعية نورانية من حقائق اللاهوت على وجه لا يقبل الانفكاك ، فبقيت على بقائها الذاتي الإلهي ، وقد آتاها الله قوّتين هما لها ذاتيتان : قوّة عمليّة بها يقوى على عمل الصور ، فصوّر الله بتلك القوّة للروح مركبا من المتباينات والمتنافيات والمتضادّات ، بل مركبا روحانيّا مناسبا للروح من
أكثر الوجوه ، فركَّبه في ذلك المركب الروحانيّ فتصوّر الروح فيه وتمثّل في تمثال برزخي من ملكوت السماوات وما فوقها التي يناسب الروح المفارق هيكله النقليّ من الأفلاك ، إن كان ممّن يفتح له أبواب السماء ،
وإلَّا فالأمر فيها يعود إلى العودات والتعلَّقات بالصور المناسبة لقوى ذلك الروح وحقائقه وصفاته الراسخة فيه وأحواله وخلائقه مدّة إقامته في الحياة الدنيا من المولَّدات العنصرية إلى أن يساعده سعادة الطالع الإلهي الأسمائي الذي هو طالع طالعه المولديّ العرفي ، وتحصل اجتماعات واتّصالات بين الأنوار الأسمائية الإلهية ، فيقدّر له كمال الرقيّ ، ويفتح له أبواب السماء بمفتاح الأمر ،
فإذا سوّى الله للروح المفارق هيكلا روحانيّا نوريا ، وناسبت الهيئة الثانية الروحانية لهيئة الروح النورانية ، وطابقها ، جمع الله بينهما جمعا لا يقبل الانفكاك والانفصال والاختلال بوجود الاعتدال المقتضي لدوام الانفصال . والله الموفّق .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( وما يتولى الحق هدم هذه النشأة بالمسمى موتا فليس بإعدام وإنما هو تفريق فيأخذه إليه ، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه " وإِلَيْه يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه " فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها وهي دار البقاء لوجود الاعتدال ، فلا يموت أبدا أي لا تفترق أجزاؤه ) .

يعنى ليس الموت إعداما ، وإنما هو تفريق الأجزاء المجتمعة فيقبض روحه وحقيقته إليه ، وتفرقه الأجزاء العنصرية فيجمع الله كلا إلى أصله  " وإِلَيْه يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه " 
فإذا قبضه اجتمع إليه قواه الروحانية فسوى له مركبا فعاليا وصورة جسدانية ممثلة غير هذا المركب الذي فارقه ، فإن كان من أرباب من تفتح له السماوات خالط الملأ الأعلى وأرواح القدسيين ،

كما قال : « أرواح الشهداء في قناديل معلقة تحت العرش".
 وفي حديث آخر "  في حواصل طيور خضر » هي الأجرام السماوية ، وإن لم يكن من جملة من تفتح له أبواب السماء ولا يستطيع أن ينفذ من أقطار السماوات ،
"" أضاف بالي زادة : (وإِلَيْه يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه )   وموت الإنسان بسبب رجوعه إلى الله تعالى فما فعل الله الإنسان إلا بأحسن الأمور . ولما اتجه أن يقال إن هذا لا يصدق في حق أهل النار لأن النصوص تدل على تفرق أجزائهم ، أجاب عنه بقوله (وأما أهل النار) .بالى زادة أهـ ""

كما قال :  "لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ "  فلا بد من مركب من جنس الدار التي ينتقل إليها من عودات وتعلقات بصور مناسبة لقواه وحقائقه وصفاته الراسخة فيه وأخلاقه ، ومن إقامة الدار التي انتقل منها إليها مدة إلى مساعدة الطالع الإلهي الأسمائى الذي هو طالع طالعه المولدى بعد ربوبية أسمائية من سدنة الاسم العدل فتسبقه الرحمة وتناله في الغاية إن قدر له الواقي من هذه الأطوار أن يفتح له أبواب السماء بمفاتيح الأمر ،
فيسوى الله له هيكلا روحانيا نوريا مناسبا لهيئته البهية النورية في دار البقاء لوجود الاعتدال المقتضى لدوام الاتصال ، فلا يموت أبدا ولا تفترق أجزاؤه ،
كما قال تعالى :  ( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأُولى )  
ومن جملة العودات قوله :  ( فَالْتَقَمَه الْحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ)    .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).
 
فقال رضي الله عنه  : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشأة بالمسمى "موتا " فليس بإعدام ) كلي وإفناء لعينه مطلقا . ( وإنما هو تفريق ، فيأخذه إليه . ) أي ، فيأخذ الحق روح الإنسان إليه .

قال رضي الله عنه :  ( وليس المراد ) أي ، المطلوب بالنسبة إلى الإنسان . ( إلا أن يأخذه الحق إليه . ) ليوصله إلى كماله ويخلصه من عالم الكون والفساد ونقائصه .
( "وإليه يرجع الأمر كله " . فإذا أخذه إليه ) أي ، الحق إذا أخذ الإنسان بالموت .

قال رضي الله عنه :  ( سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها ، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال . ) أي ، لوجود الاعتدال الحقيقي في الأبدان المسواة في العالم البرزخي . أو لوجود الاعتدال للمزاج الروحاني الحاصل من اجتماع القوى الروحانية بعضها مع بعض ، ومن الهيئات الحاصلة في النشأة الدنياوية ، فإنه لا يبطل ببطلان المزاج الجسماني ، كما لا يوجب فناء تعين البدن فناء النفس الناطقة .

وإنما قال : ( من جنس الدار التي ينتقل إليها ) لئلا يلزم القول بالتناسخ والمركب المسوى هو البدن المثالي البرزخي . وهو لكل من أهل الكمال بحسب درجاته ومناسباته مع الملأ الأعلى وأرواح السماوات وغيرها ، فيتنعمون .
ولكل من أهل النقصان بحسب دركاته ونقائصه ، فيتعذبون .
ولا يتوهم ( العودة ) أو التعلق بجسم من الأجسام الكوكبية أو السماوية والأرضية كما هو رأى بعض الإشراقيين من الحكماء - إذ لا مدخل للعقل فيه .
قال رضي الله عنه :  ( وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا ) . والنصوص الشرعية حاكمة بعدم العود إلى يوم القيامة . اللهم إلا أن يكون العائد من المسرحين في العوالم ، وعوده بالأمر الإلهي لتكميل الناقصين وإخراج المؤمنين وإنجائهم من نيران عالم التضاد ، أو لتكميل نفسه بما قدر له في الأزل ( ولم يحصل ذلك له في النشأة السابقة ) كظهور عيسى ، عليه السلام ، في النشأة الأولى بالنبوة ، وفي الثانية بختم الولاية .
ولهذا المقام أسرار لا يمكن هنا إظهارها . والله الهادي

قال رضي الله عنه :  ( فلا يموت أبدا ، أي لا تفرق اجزاؤه . ) أي ، أجزاء البدن الأخراوي لكونه أبديا .
قال تعالى : ( خالدين فيها أبدا ) . وقال : ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).
 
قال رضي الله عنه :  (وما يتولّى الحقّ هدم هذه النّشأة بالمسمّى موتا وليس بإعدام كلّيّ وإنّما هو تفريق ، فيأخذه إليه ، وليس المراد إلا أن يأخذه الحقّ إليهوَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ[ هود : 123 ] فإذا أخذه إليه سوّى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدّار الّتي ينتقل إليها ، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال ، فلا يموت أبدا ، أي لا تفرّق أجزاؤه ).

فأجاب عنه بقوله : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشأة بالمسمى موتا ، فليس بإعدام ) شيء من أجزائه ، وإن كان اسم الموت موضوعا لإعدام الحياة ، ( وإنما هو فريق ) بين أجزائه ، فعنايته أنه إعدام للتأليف ، لكنه ليس من الأجزاء الذاتية ، وإنما هو من العوارض المشخصة ، وإذا كان تفريقا استلزم عود كل شيء إلى طبيعته ، فتعود أجزاؤه العنصرية إلى أحيازها الطبيعية ، والأحيز للروح ( فيأخذه ) الحق ( إليه ) بقطع تدبيره للبدن بإفاضة الحياة عليه ،
وكيف لا يأخذه الحق إليه ، ( وليس المراد ) أي : مراد الحق بهدم بشأنه ( إلا أن يأخذه الحق إليه ) مع كمالاته التي اكتسبها من بدنه ؛ ليكون له مجلي كاملا من وجه آخر غير الذي كان في الحياة الدنيا ، والدليل عليه قوله تعالى :( وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ )[ هود :123] ، وهو من عالم الأمر .

ثم استشعر سؤالا بأنه لو أخذه إليه لاجتمعا في الإمكان بلا تمييز، مع أنه لا بدّ من التمييز بين القديم والحادث، وإلا لزم انقلاب أحدهما إلى الآخر، وهو محال؟
فأجاب عنه بقوله: ( فإذا أخذه إليه ) ميزه عن ذاته بأن ( سوّى له مركبا ) من عالم الأركان والمثال يتعلق به ( غير هذا المركب ) ، وإن جاز إعادة المعدوم ،
وقلنا: بأنه يعطي هذا البدن بعينه في القيمة؛ لأنه ( من جنس الدار التي ينتقل إليها ، وهي دار البقاء ) ، فلا يعود تأليفه القابل للزوال بعينه ، بل يكون تأليفه لازم البقاء ؛ ( لوجود الاعتدال ) في أجزائه على الدوام ، وهو الموجب للتأليف ولتعلق الروح ،
( فلا يموت أبدا أي : لا تتفرق أجزاؤه ) الروحانية عن الجسمانية ، وإن تفرقت بعض أجزائه الجسمانية عن البعض في حق أهل النار ، وكذا في حق أهل الجنة ؛ لخروج العرق عند الهضم منهم .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).
 
قال رضي الله عنه :  ( وما يتولى الحقّ هدم هذه النشأة بالمسمى موتا : فليس بإعدام ، وإنما هو تفريق ) .
كما يقوم به الأحديّة الجمعيّة الكليّة التي هي تشخّص الإنسان ، وذلك إنما يتقوّم بالأجزاء عند جمعيّتها .
فعند التفريق لا يمكن قيامه به ( فيأخذه إليه ، وليس المراد ) من التفريق واجتماع المتفرّقات قبل ( إلا أن يأخذه الحقّ إليه “  وَإِلَيْه ِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه ُ “  [ 11 / 123 ] فإذا أخذه إليه سوّى له مركبا غير هذا المركب ) من جمعيّة حاصلة من الحقائق التي ( من جنس الدار التي ينتقل إليها ، وهي ) لعدم بقاء قهرمان الكثرة فيه ، و عدم نفاذ حكم التضادّ المستدعي للتفريق - ( دار البقاء ، لوجود الاعتدال ) فإنّه حينئذ يظهر في تلك الدار حكم الوحدة ، والاعتدال صورتها ( فلا يموت أبدا - أي لا تفترق أجزاؤه ) .

مآل أهل النار إلى النعيم  
ثمّ إنّه يمكن أن يقال : « إنّ الأمر في الناس وبقاء صورته في تلك النشأة متفاوت : فإنّ السعداء في درجات النعيم .
والأشقياء في دركات عذاب الجحيم . فكيف يكون الكلّ مرجعه واحدا ؟
فنبّه على بيانه بقوله :رضي الله عنه 

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه : ( وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال: فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه. ).
 
قال رضي الله عنه :  (وما يتولّى الحقّ هدم هذه النّشأة بالمسمّى موتا وليس بإعدام كلّيّ وإنّما هو تفريق ، فيأخذه إليه ، وليس المراد إلا أن يأخذه الحقّ إليهوَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ [ هود : 123 ] فإذا أخذه إليه سوّى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدّار الّتي ينتقل إليها ، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال .  فلا يموت أبدا ، أي لا تفرّق أجزاؤه . )

قال رضي الله عنه :  ( وما يتولى الحق هدم هذه النشأة بالمسمى موتا فليس بإعدام ) له بالكلية ( وإنما هو ) أي الموت ( تفريق ) بين الجسم والروح ( فيأخذه ) ، أي العبد من حيث روحه ( إليه وليس المراد ) ، أي مراد العبد ( إلا أن يأخذه الحق ) ويخلصه من عالم الكون والفساد ( إليه ، وإليه يرجع الأمر كله فإذا أخذه ) الحق ( إليه ) ، أي إلى نفسه
قال رضي الله عنه :  ( سوى له مركبا ) أي بدنا يكون له بمنزلة المركب ( غير هذا المركب ) الذي هو بدنه الصغرى ( من جنس الدار التي ينتقل إليها ) ، إما بدنا مثاليا كما في البرزخ أو بدنا أخرويا بعد الحشر شبيها بالبدن العنصري في دار الجزاء الجنة أو النار ( وهي دار البقاء لوجود الاعتدال ) الحقيقي الذي يحفظ الأجزاء عن الانفكاك ( فلا يموت أبدا أي لا تتفرق أجزاؤه )، كما قال تعالى :خالِدِينَ فِيها أَبَداً[ النساء : 57 ] .
.
واتساب

No comments:

Post a Comment