Monday, December 30, 2019

16 - فص رحمانية في كلمة سليمانية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

16 - فص رحمانية في كلمة سليمانية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

16 - فص رحمانية في كلمة سليمانية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم الشيخ الأكبر ابن العربي للشيخ عبد الباقي مفتاح
المرتبة 16 : لفص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية من الاسم المحصي وسماء الكاتب وحرف الطاء ومنزلة الزبانا
المبين المتين هو الذي به تتميز الأشياء بقبضها في حدودها . ولا تتميز الأشياء إلا بمعرفة كيفياتها وكمياتها وهذا يستلزم ظهور الاسم المحصي.
فله الرتبة 16 قال تعالى :وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً( الجن ، 28 ) ،
وقال عن الكتاب :لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها( الكهف ، 49 ) ،
وقال عن اللوح المحفوظ :وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ( يس ، 12 ) ،
وقال :وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً( النبأ ، 29 ) ، والمحصي هو المتوجه على إيجاد السماء الثانية وكوكبها المسمى الكاتب ، للعلاقة بين وظيفة الكاتب وفعل الإحصاء لأن الكاتب هو الذي يحصي الحروف ويجمعها ولهذا فإن الخطباء والكتاب يستمدون من هذه السماء حسب ما نبه عليه الشيخ في عدة مواضع .
ولهذا نجده في حضرة الإحصاء من الباب 558 من الفتوحات يقول :
( وهذا مقام كاتب صاحب الديوان كاتب الحضرة الإلهية وهذا الكتاب هو الإمام المبين. . إلخ) .
وليلة هذا الكوكب هي ليلة الأحد ونهاره الأربعاء ، وقطب هذه السماء عيسى ومعه يحيى عليهما السلام وأنسب الأنبياء لنفسها الرحماني سليمان عليه السلام ولهذا جعل فصه لمرتبتها . فما السر في تطابق نفس سليمان مع عيسى في سماء الكتابة ؟
الجواب - واللّه أعلم - هو سر الجمعية من الاسم المحصي .

فلروح اللّه عيسى - مثل إسرافيل نافخ الأرواح ، ومثل الإمام المبين معدن النفوس - رقائق ممتدة إلى جميع الحضرات .
وكذلك هذه السماء الثانية تتميز عن السماوات الأخرى بكونها حضرة الجمع لكل ما تفرق في غيرها لاستمداد وجودها من جمعية المحصي التي تستلزم الإحاطة .
وأخو المحصي من الأسماء هو الاسم المحيط كما ذكره الشيخ في حضرة الإحصاء من الباب 558 حيث يقول : ( يدعى صاحبها
عبد المحصي وهي حضرة الإحاطة أو أختها لا بل هي أختها لا عينها قال تعالى :وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً( الجن ، 28 ) ، وأنسب الأنبياء لهذه الحضرة هو عيسى من حيث روحه وسليمان من حيث نفسه لأن عيسى ممتزج النشأة بين روحانية جبريل النافخ في أمه وبشرية مريم عليهم السلام .
وإليه انتهى نفس الرسالة في دورة الملك التي مهدت لظهور الرسول الخاتم صلى اللّه عليه وسلم . وإلى عيسى أيضا ينتهي نفس الولاية العامة آخر الزمان عند نزوله في مقام القربة من الأمة المحمدية .

فهو جامع لمراتب الروحانية والبشرية والرسالة والولاية ومن جمعيته بالحق تعالى أحيا الموتى بإذن اللّه الذي رفعه إليه وأسكنه السماء الثانية التي يسميها الفلكيون سماء المزج لأنها جامعة لكل الطبائع والأوصاف فهي نارية هوائية مائية ترابية وكوكبها ليلي نهاري ينقلب مع كل أمر حسب وصفه وهو أيضا ذكر وأنثى حسب تقسيم الكواكب والبروج إلى مذكر ومؤنث .
وأما سليمان فقد ظهر عليه الاسم المحصي حسا ومعنى ظاهرا وباطنا وعبر عن ذلك هو نفسه في قول القرآن :وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ( النمل ، 16 ) .
قال المفسرون في قوله وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أي من كل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات والجنود والجيوش والجماعات من الجن والإنس والطيور والوحوش والرياح والشياطين والعلوم والفهوم والتعبير عن ضمائر المخلوقات من الناطقات والصامتات.
فأحصى سليمان في ملكه ما لم يؤت أحد بعده مثله من حيث الظهور به .

وهذا ما أكده الشيخ داخل هذا الفص .
ومن سر جمعية المحصي سمي كوكب هذه السماء الكاتب ومعنى كتب في اللغة جمع وضم ، فسمي الكتاب كتابا لجمعه أنواعا من الجمل التي تضم كلمات وحروفا
 وسميت جماعة الجنود المنظمة كتيبة . . . والمنزلة الفلكية لهذه المرتبة هي الزبانا وسط برج الميزان . والميزان هو آلة الإحصاء .
والزبن في اللغة الدفع والضم والجمع ولها حرف الطاء الذي عدده تسعة آخر الآحاد فهو أنسب الأعداد للإحصاء والإحاطة .
والفلك التاسع هو المحيط العرشي وإلى إحصائه وإحاطته يشير الشيخ في تعريف حرف الطاء في الباب 2 من الفتوحات :

في الطاء خمسة أسرار مخبأة  ... منها حقيقة عين الملك في الملك
والحق في الحق والأسرار نائبة ... والنور في النار والإنسان في الملك
فهذه خمسة مهما كلفت بها ...  علمت أن وجود الفلك في الفلك
وقد اقترن سليمان بالكتاب في سورة النمل الآية 28
"اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ " وصاحبه الذي عنده علم من الكتاب أتى بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف .
ولهذا استفتح الشيخ هذا الباب بالكلام على الكتاب السليماني الذي فاتحته البسملة الجامعة لأسرار القرآن الجامع والجامعة لرحمتي الوجوب والامتنان .
ولهذا نسب الشيخ هذا الفص إلى الحكمة الرحمانية لتحقق سليمان كمال التحقق برحمانية البسملة :" إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ " ( النمل ، 28 ) ، وباسمه الرحمن استوى الحق تعالى على العرش المحيط .
والاسم المحيط أخو المحصي هو المتوجة على إيجاد العرش .

فمن هذه العلاقة : " محيط - عرش - رحمان - بسملة - سليمان - محصي " كانت حكمة سليمان رحمانية فأسبغ اللّه عليه الرحمة المعنوية والحسية وخصه بأنواع الرحمات العامة والخاصة الذاتية والصفاتية وسخر له العوالم برحمته فهو " النعمة السابغة والحجة البالغة والضربة الدامغة " واستواء سليمان على عرش ملكه يلوح لاستواء الرحمان على العرش العظيم .

ومن أتم مظاهر نفس الرحمن في عالم الإنسان كلمة اللّه عيسى قطب هذه السماء . . .
فجاءت حكمة سليمان رحمانية لكمال ظهوره بالتحقق بالاستواء العرشي وظهرت رحمة البسملة السليمانية في بلقيس حين أسلمت مع سليمان للّه رب العالمين .
فكما جمع كوكب عطارد الكاتب بين الأنوثة والذكورة جمع هذا الفص عرش بلقيس مع عرش سليمان .

وذكر الشيخ للعرش فيه إشارة لعلاقة هذا الفص بالاسمين " المحيط المحصي " .
وأكد هذه الإشارة بذكره للأعضاء الثمانية تلويحا لحملة العرش الثمانية .
وفلك هذه السماء هو الثامن بدءا من الفلك الأطلس ونزولا منه
ولهذا فإن علماء الحروف والأوفاق يخصون كوكب الكاتب بالوفق المثمن ويوم الأربعاء .

ثم ذكر الشيخ أن للكتابة مظهرها الإلهي فأورد الآية :" كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ " ( الأنعام ، 12 ) ، وتكلم على الفرق بين تصرف الجن والأنس وعلى تمثل المعاني صورا في عالم المثال كتمثل العلم لبنا لأن من الأمور المخصوصة بهذه السماء سر التصريف في الروحانيات واستنزالها والتحكم في الجن وتسخيرهم وحقيقة الخيال المنفصل والمتصل وكل ما يتصل بالتمثيل الحقيقي والوهمي والبرزخي وعلوم السحر والسيمياء والتصرف بالحروف والكلمات .

وهذا العلم أي علم أسرار الحروف هو من العلوم السليمانية والعيسوية كما ذكره الشيخ في الباب 20 من الفتوحات لأن عيسى كلمة اللّه فكان يقول للشيء كن فيكون بإذن اللّه .
وكن عند العارف السليماني هي عين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كما ذكره الشيخ في الباب 288 من الفتوحات .

ومما يؤكد مرة أخرى أن لسليمان حضرة الإحصاء الجامعة ما قاله الشيخ في تسخير الريح له فهي تجري بأمره من غير جمعية ولا همة بل بمجرد الأمر .
فهو لا يحتاج إلى جمعية لأنه هو عين الجمعية .
والذي هو متفرق في الفرق هو الذي تلزمه الجمعية . . . ولهذا أكثر الشيخ من ذكر كلمات مشتقة من " جمع " في هذا الفص فقال : " فعلمنا أنه ما اختص إلا بالمجموع من ذلك . . . وقد يختص بالمجموع والظهور . . . كالآية الجامعة للنفي والإثبات . . . نعرف أن أجرام العالم تنفعل لهمم النفوس إذا أقيمت مقام الجمعية . . . " .

وإذا كان لسليمان الإحصاء والجمع وبسملة القرآن ، فلوالده داود صاحب الفص المجاور التفرقة والإبانة ومنازل الفرقان في سماء القمر الآدمية بمنازلها الثمانية والعشرين فجاءت حروف سليمان مجتمعة وحروف داود متفرقة فالفصان متكاملان تكامل الحكم والعلم والفهم وتكامل الوجود الفرقاني الداودي والجمع القرآني السليماني .

وهو ما جمعه الكامل المحمدي في قوله في هذا الفص : " فأعطيت هذه الأمة المحمدية رتبة سليمان عليه السلام في الحكم ورتبة داود عليه السلام .
فما أفضلها من أمة " . . . وختم بالمقارنة بين المطلب السليماني والمطلب المحمدي وهما الملك والعلم وتكلم على الزيادة في العلم وفي عدة مواضع من الفتوحات يشبه الزيادة من العلم باللّه تعالى ومنازله بزيادة نور القمر
وفي هذا إشارة وتمهيد للدخول لفص سماء القمر الداودي .

16- سورة فص سليمان عليه السلام
هي سورة الهمزة التي لها الباب " 280 " في الفتوحات وبدأ الكلام فيه عن مسألة الغنى .
هذا الغنى الذي ظهر به على الكمال سليمان عليه السلام .
والغنى بالمال هو المذكور في آية الهمزة :الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ( الهمزة ، 2 ) فكلمة " عدده " مناسبة للاسم " المحصي " الحاكم على هذا الفص .
كما أن كلمة " جمع " مناسب لكلام الشيخ عن الجمعية ، كما أن كلامه حول طلب النبي صلى اللّه عليه الزيادة من العلم وطلب سليمان الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده مطابق تماما لما ذكره في الباب " 280 " المذكور أعلاه " ج ص 612 " .
وفي الفص كلام عن الحساب والمحاسبة مناسب للاسم المحصي ولآية "يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ( الهمزة ، 3 )
وقوله في آخر الفص : " لرأيت أمرا يهولك الاطلاع عليه "
يشير إلى أول السورة وآخرها : " وَيْلٌ. . .نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ( 6 ) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ( 7 ) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ( 8 ) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ " ( الهمزة : 1 - 9 ) .

علاقة هذا الفص بسابقة ولاحقه
الرابطة بين هذا الفص وسابقه العيسوي تتمثل في الكلام عن جبريل الذي تمثل لمريم عليهما السلام ، وعن الخيال وتأويل المرائي .
وكل ذلك تابع للسماء الثالثة التي لها فص عيسى عليه السلام .

* وختم الفص بجزاء يوم الدين الذي هو فاتحة سورة فص داود الموالي أي سورة الماعون الآية ( 1 ) :أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ وكل من سورتي الهمزة والماعون تشتركان في كلمة " ويل " المتوجهة على البخلاء .17 :
فالأولياء بالنسبة للمريدين وعامة الناس أمرهم كله غرابا.
.
واتساب

No comments:

Post a Comment