Monday, December 2, 2019

السفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية الفقرة الثامنة والعشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية الفقرة الثامنة والعشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية الفقرة الثامنة والعشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

15 - The Wisdom of Prophecy in the Word of Jesus

الفقرة الثامنة والعشرون :
نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
15 - فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية
قال الشيخ رضي الله عنه :  (من خصائص الروح أنه ما يمر على شيءٍ إلا حيي ذلك الشيء.
ولكن إذا حيي يكون تصرفه بحسب مزاجه واستعداده لا بحسب الروح. فإن الروح قدسيٌ.
ألا ترى أن النفخ الإلهي في الأجسام المسواه مع نزاهته وعلو حضرته كيف )

إنّما خصّت الحكمة النبوية بالكلمة العيسوية- و إن كانت جميع هذه الحكم نبوية- لأنّ نبوّته فطرية غالبة على حاله و قد أنبأ عن الله في بطن أمّه بقوله، «أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا»، و في المهد بقوله، «آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا»، إلى وقت بعثه- و هو الأربعون من سنة، لقوله عليه السلام "ما بعث نبى إلّا بعد الأربعين".
و قيل، إنّها ليست مهموزة من «النبإ»، بل ناقصة من «نبا ينبو نبوّا» بمعنى «ارتفع»، لارتفاع مقامه من أبناء البشر و لقوله تعالى، «بَلْ رَفَعَهُ الله»، و لختم الولاية عليه.
من (خصائص الروح) الذي هو نفس رحمانى من صفاته الذاتية الحياة- أنه ما يمر على شي‏ء من القوابل و لم يباشره بصورته المثالية (إلا حيي ذلك الشي‏ء) بقوّة قبوله، و ظهر فيه خاصية الحياة و أثر من آثارها بحسب تلك القوّة.
(و لكن إذا حيى ذلك الشي‏ء) الذي مرّ عليه الروح و باشره، و سرت الحياة فيه (يكون تصرفه) ، أي تصرّف الروح و تأثيره، (بحسب مزاجه)، أي مزاج ذلك الشي‏ء (واستعداده، لا بحسب الروح) نفسه، فان الروح أمر قدسي، ليس له حسب معيّن و حيثية مخصوصة.
(ألا ترى أن النفخ الإلهي)، أي الروح الإلهي المنفوخ، (في الأجسام المسواة)

قال الشيخ رضي الله عنه :  (يكون تصرفه بقدر استعداد المنفوخ فيه.
ألا ترى السامري لما عرف تأثير الأرواح كيف قبض فخّار العجل فذلك استعداد المزاج.)

لنفخ الروح فيها، (مع نزاهته) عن خواص تلك الأجسام (و علو حضرته) في حدّ ذاته عن التقيّد بصفاتها، (كيف يكون تصرفه)، أي تصرّف الروح في الجسم المنفوخ فيه أو فيما عداه بتوسّطه، (بقدر استعداد) الجسم (المنفوخ فيه) و قابليته، لا بحسب الروح في نفسه؟
(ألا ترى أن السامري لما عرف تأثير الأرواح) فيما تمرّ عليه و تباشره (كيف قبض) «قَبْضَةً من أَثَرِ الرَّسُولِ»؟ يعنى الروح الأمين- الذي هو جبرئيل- حين ظهر متمثّلا على البراق و كان البراق أيضا روحا متمثّلا.
فأثّر ذلك في التراب الذي مرّ عليه، و سرت الحياة فيه، فعرف السامري ذلك بنور باطنه و قوّة استعداده.
فقبض قبضة من أثره، فنبذها على صورة العجل المتّخذة من حلى القوم.
(فخار العجل) بعد ما حيى. (فذلك)، أي الخوار، سببه (استعداد المزاج) التابع لصورة العجل.

فلو كان صورة حيوان آخر، لنسب إليها اسم الصوت الذي لتلك الصورة، كالرغاء للإبل، و الثواج‏ للكبش، و اليعار للشاة، و غير ذلك.

.
الفقرة الثامنة والعشرون على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
واتساب

No comments:

Post a Comment