Monday, December 23, 2019

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الحادي عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الحادي عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الحادي عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

16 - The Wisdom of Compassion in the Word of Solomon

الفقرة الحادي عشر:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر :  كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  

قال رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتّحاد الزّمان انتقال ، وإنّما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر بذلك إلّا من عرفه ، وهو قوله تعالى :بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ.  ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راؤون له . وإذا كان هذا كما ذكرناه ، فكان زمان عدمه - أعني عدم العرش - من مكانه عين وجوده عند سليمان من تجديد الخلق مع الأنفاس . ولا علم لأحد بهذا القدر بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنّه في كلّ نفس لا يكون ثمّ يكون . ولا تقل « ثمّ » تقتضي المهلة ، فليس ذلك بصحيح ، وإنّما « ثمّ » تقتضي تقدّم الرّتبة العلّيّة عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشّاعر :كهزّ الرّديني ثمّ اضطرب  - وزمان الهزّ عين زمان اضطراب المهزوز بلا شكّ . وقد جاء بثمّ ولا مهلة . كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس : زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة . )

قال رضي الله عنه :  (ولم يكن عندنا) معشر المحققين من أهل اللّه تعالى (باتحاد الزمان) ، أي بسبب كونه واحدا (انتقال) للعرش من مكان إلى مكان كما يجد ذلك أهل الغفلة والحجاب في كل شيء يتحوّل من مكانه (وإنما كان) ذلك الانتقال في العرش (إعدام) له من سبأ (وإيجاد له) في بيت المقدس كما كان في سبأ كذلك ينعدم ويوجد كل لمحة من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه من المحققين الإلهيين دون الجاهلين المحجوبين .
(وهو) ، أي هذا الحكم مقتضى قوله تعالى :بَلْ هُمْ، أي الناس الجاحدون للإعادةفِي لَبْسٍ، أي التباس عليهممِنْ خَلْقٍ، أي إيجاد لكل شيءجَدِيدٍ[ ق : 15 ] غير الإيجاد الأوّل .
وقال تعالى :وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ( 50 ) [ القمر : 50 ] ، وهو باطن الخلق والخلق ظاهر الأمر . وقال تعالى :أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ[ الإعراف : 54 ] ،
وقال :خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ[ الأنعام : 73 ] ، وهو الأمر الذي قال فيه :وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ[ الروم : 25 ] ، وقال :ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ[ الطلاق : 5 ] إلى غير ذلك من شواهد الحال في هذه المسألة ولا يمضي عليهم ، أي على الذين هم في الالتباس وقت لا يرون فيه ، أي في ذلك الوقت ما ، أي الذي هم راؤون له من جميع المخلوقات المحسوسة والمعقولة .

قال رضي الله عنه :  (وإذا كان هذا) الأمر (كما ذكرناه) في الالتباس من الخلق الجديد (فكان زمان عدمه أعني) زمان (عدم العرش) ، أي عرش بلقيس (من مكانه) في سبأ عين زمان وجوده ، أي العرش (عند سليمان عليه السلام) في بيت المقدس من جملة تجديد الخلق ، أي المخلوقات دائما مع الأنفاس فكل نفس يذهب بخلق ويأتي بخلق آخر جديد مثل الأوّل بل لا مثل لكل خلق ، لأن التجليات لا تتكرر فالآثار لا تتكرر ولا علم لأحد من الناس بهذا القدر أصلا إلا من كشف اللّه تعالى عن بصيرته فأراه ربه ما لا يراه غيره ببصره ولا بقلبه بل الإنسان المحجوب لا يشعر به ، أي بهذا التجديد في الخلق من نفسه أنه في كل نفس بفتح الفاء لا يكون ، أي لا يوجد ثم يكون ، أي يوجد فكيف يشعر بذلك من غيره ولا تقل يا أيها الإنسان كلمة.

قال رضي الله عنه :  (ثم تقتضي المهلة) ، أي التراخي بين المتعاطفين بها مع الترتيب بينهما (فليس ذلك) ، أي اقتضاؤها المهلة في جميع مواضعها (صحيح وإنما) كلمة ثم تقتضي تقدم (الرتب العلية) التي بين المتعاطفين بها (عند العرب) ، أي في لغتهم من غير

اقتضاء مهلة لذلك (في مواضع مخصوصة) من الكلام كقول الشاعر من شعراء العرب .
قال رضي الله عنه :  (كهز الرديني) وهو الرمح (تحت العجاج) ، أي الغبار في الحرب (جرى) ، أي الهز (في الأنابيب) ، أي أنابيب الرمح جمع أنبوبة وهي العقدة منه ثم اضطرب ، أي ذلك الرديني ومعلوم أن زمان الهز هو (عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك) ، عند أحد في ذلك وقد جاء هذا القائل في كلامه بثم ولم يأت بالفاء المقتضية للفور ولا مهلة في الكلام هنا ، فليست ثم للمهلة دائما بل تخرج عن ذلك في مواضع مخصوصة من كلام العرب هنا ما ذكر كذلك تجديد الخلق ، أي المخلوقات مع الأنفاس من حيث ابتداء اللّه تعالى المخلوقات إلى الأبد فيكون زمان العدم ، أي عدم المخلوق هو عين زمان وجود المثل ، أي المخلوق الآخر الذي هو مثل ذلك المخلوق الأول.

قال رضي الله عنه :  (كتجديد الأعراض) جمع عرض بالتحريك وهو ما لا قيام له بنفسه (في دليل الأشاعرة) من علماء الكلام لأنهم يقولون بامتناع بقاء العرض زمانين ،
بل قال بعضهم : القول بامتناع بقاء العرض أصلا أحسن من القول بامتناع بقائه زمانين ، لأنه يلزم من انتفاء البقاء زمانين ثبوت البقاء زمانا واحدا ، فيلزم من ذلك أن يوجد العرض في زمان ويبقى في زمان ويعدم في زمان ، وهم نفوا زمانين فأين ثلاثة أزمنة . وقالوا : لو بقي العرض لكان القاء عرضا فلزم قيام العرض بالعرض وهو محال لأن العرض يقوم بالجرم لا بعرض مثله وسبق الكلام معهم في بقاء الأجسام .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر : كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  

وقد صرح به بقوله ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال ) يعني أن قولهأَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَعين فعله في زمان واحد فاتحد قوله وفعله باتحاد الزمان ولا يمكن فيه الانتقال فإن الانتقال حركة والحركة لا بد لها من زمان كما أن القول لا بد له من زمان فلا يمكن أن يكون زمان القول عين زمان الانتقال فلم يكن فعله بالعرش انتقالا .( وإنما كان إعداما وإيجادا ) .

أي وإنما كان فعله إعداما في مكانه وإيجادا عند سليمان عليه السلام فعلى هذا كان معنى قوله تعالى : مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ " أي أعدم في مكانه وأوجد عند سليمان عليه السلام من غير انتقال.
( من حيث لا يشعر أحد بذلك ) الإعدام والإيجاد ( إلا من عرفه ) أي من عرف الإعدام والإيجاد ذوقا وحالا من أهل التصرف فهو يشعر لا غير.

قال رضي الله عنه :  ( وهو ) أي ذلك الإعدام والإيجاد ( قوله تعالى ) أي بين اللّه تعالى من لم يعرف ذلك الإعدام والإيجاد في قوله ( بل هم في لبس من خلق جديد ) فمن لم يعرف معنى الخلق الجديد لم يشعر بذلك .

قال رضي الله عنه :  ( ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راؤون له ) أي إنما لم يشعروا الإيجاد والإعدام في كل آن لأن كل ما يعدم يوجد مثله في آن عدمه فاتوا به متشابها فيزعمون أن وجودهم باق في الماضي والمستقبل بدون الإيجاد والإعدام فيرون بسبب ذلك في وقت يمضي عليهم ما هم راؤون ولا يعلمون أن العالم في كل وقت في لبس جديد من خلق جديد فهم لعدم شعورهم بذلك كانوا في لبس من خلق جديد .

قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان هذا ) أي حصول العرش عند سليمان عليه السلام ( كما ذكرناه ) من أن حصول العرش عند سليمان عليه السلام بطريق الإيجاد والإعدام في زمان واحد ( فكان عدمه أعني عدم العرش من مكانه ) عين ( زمان وجوده عند سليمان عليه السلام من تجديد الخلق مع الأنفاس ولا علم لأحد بهذا القدر بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون ).

 قوله رضي الله عنه  : ( ولا تقل ثم تقتضي المهلة فليس ذلك بصحيح ) رد للاعتراض الوارد على قوله بل الإنسان في كل نفس لا يكون ثم يكون وهم أن لفظة ثم للمهلة فلا يكون زمان عدمه عين زمان وجوده .
وأجاب عن هذا الاعتراض بقوله : ( وإنما هي تقتضي تقدم الرتبة العلية ) بكسر العين من العلة ( عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر ) :
كهز الرديني ثم اضطراب  ....   وزمان الهز عين زمان
اضطراب المهزوز بلا شك وقد جاء بثم ولا مهلة )
فلا يستعمل ثم مطلقا للمهلة بل قد يكون للمرتبة العلية
كما في قول الشاعر فاستعملنا ثم في قولنا لا يكون للرتبة العلية لأن إعدامه في آن علة لإيجاده في آن آخر
فكان زمان عدمه وجوده بأن يحصل عدمه في آن ووجوده في آن آخر
لأن أقل جزء الزمان من آنين فكما أن زمان الهز زمان المهزوز في قول الشاعر
قال رضي الله عنه :  ( كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس زمان العدم عين زمان وجود المثل ) ولما كانت في إدراك تجديد الخلق صعوبة شبه بقول الأشاعرة تسهيلا لأهل النظر
فقال : ( كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة )  في الأعراض فاختص دليل الأشاعرة في تجديد الخلق بالأعراض والشيخ رضي اللّه عنه قد أثبت تبدل الجواهر والأعراض كما مر تحقيقه .

ولما كان هذا المقام مظنة أن يقال لم طوّل الكلام في حصول العرش مع أن البيان على وجه الاختصار مطلوب أجاب بصورة الاعتذار يعني إنما طوّلت الكلام في تحقيق صورة العرش.
 
شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر : كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  

قال رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد. ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له. وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس. ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر :    كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة. كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  
النص واضح و لا يحتاج  إلى زيادة شرح.

"" أضاف الجامع :
كهز الرديني بين الأكف … جرى في الأنابيب ثم اضطرب

هذا البيت لأبي دؤاد الإيادي شاعر جاهلي، من قصيدة وصف بها فرسه ... مطلعها :
وقد أغتدي في بياض الصَّباح ... وأعجازُ ليل مولي الذنْب
بِطرف ينازعني مرسنا ... سلوف المقادة محض النَّسب
طواه القنيصُ وتعداؤه ... وإرشاش عطفيه حتى شسب
بعيد مَدَى الطرف خاظي البضيع ... ممر القُوَى مُسَمَهرّ العَصَب
رفيع المعد كسيد الغاض ... تَميم الضلوع بجوف رَحَبْ
وهادٍ تقدَّم لا عيبَ فيه ... كالجذع شُذِّبَ عنهُ الكَرَبْ
إذا قيد قحَّم من قادَه ... وولَّتْ علابيُه واجْلَعَبْ
كهزِّ الرديني بين الاكفّ ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب
والرديني: الرمح. والأنابيب: أجزاء الرمح ..
يشبه اهتزاز فرسه ونشاطه وسرعته، كما يسرع الاهتزاز في الرمح.
ويقال: إذا هززت الرمح جرت تلك الهزة فيه حتى يضطرب كله وكذلك هذا الفرس ليس فيه عضو إلا وهو يعين ما يليه، ولم يرد الاضطراب ولا الرعدة.
والشاهد: استخدام "ثم" بمعنى "الفاء" للترتيب مع التعقيب دون تراخ، أما «ثم» فأصل معناها «الترتيب مع التراخي» ...
ذلك أن الهز متى جرى في أنابيب الرمح يعقبه الاضطراب ولم يتراخ عنه .. أهـ""

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر : كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  

قال رضي الله عنه  : « ولم يكن عندنا باتّحاد الزمان انتقال » .
يعني : استقرار العرش عند سليمان لم يكن باتّحاد الزمان وانتقاله .

قال رضي الله عنه  : ( وإنّما كان إعداما وإيجادا من حيث لا يشعر أحد بذلك إلَّا من عرفه وهو قوله تعالى  :  "بَلْ هُمْ في لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ " . ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راؤون له ، إذا كان هذا كما ذكرناه ، فكان زمان عدمه أعني عدم العرش من مكانه عين وجوده عند سليمان من تجديد الخلق مع الأنفاس ، ولا علم لأحد بهذا القدر ، بل الإنسان لا يشعر من نفسه أنّه في كل نفس لا يكون ثم يكون ) .

يعني : لاقتضائه من حيث إمكانه وعدميته من حيث إمكانه أن يرجع إلى عدمه الأصلي ، ولاقتضاء اتّصال التجلَّيات لتكوينه بعد العدم في زمان واحد من غير بعدية ولا قبلية زمانية توجب لبس الأمر عليهم ، بل عقلية معنوية .

قال رضي الله عنه : ( ولا تقل : « ثمّ » يقتضي المهلة ، فليس ذلك بصحيح وإنّما « ثمّ » يقتضي تقدّم الرتبة العليّة عند العرب في مواضع مخصوصة ، كقول شاعر : « كهزّ الرّدينيّ ، ثم اضطرب » وزمان الهزّ عين زمان اضطراب المهزوز بلا شكّ وقد جاء ب « ثمّ » ولا مهلة ، كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس ، زمان العدم زمان وجود المثل ، كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة ).

يشير رضي الله عنه : إلى أنّ الإيجاد - إمّا التعيّن الوجودي في صورة عرش بلقيس ، أو في صورة مثلها ، أو ظهور الصورة في الوجود الحق - إنّما هو للحق ، وليس لآصف إلَّا صورة التجديد والتجسيد في مجلس سليمان ، وتعيينه بالقصد منه ، وذلك أيضا للحق من مادّة آصف ، ولكن لسان الإرشاد يقضي بما رسم .
 
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر : كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  

قال رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال ) أي لم يكن أن يكون مع اتحاد زمان قول آصف ورؤية سليمان عرش بلقيس مستقرا عنده وعدمه في سبأ انتقال ، إذ لا بد للانتقال من زمان يتخلل وجوده في سبأ وكونه عند سليمان .
قال رضي الله عنه :  ( وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر بذلك أحدا إلا من عرفه ، وهو قوله تعالى -:" بَلْ هُمْ في لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ "  )  
وهو أي عدم الشعور بإعدامه وإيجاده معنى قوله تعالى : " بَلْ هُمْ في لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ "   - " ولا يمضى عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راؤن له " بيان لبس أي يتخلل زمان بين عدمه ووجوده حتى يروا فيه عدمه بل كان وجوده متصلا لم يحسوا بعدمه وقتا ما .

"" أضاف بالى زادة : قوله : ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال ) يعنى أن قوله - أَنَا آتِيكَ به )   - عين فعله في زمان واحد فاتحد قوله وفعله باتحاد الزمان ، وليس ذلك قوله مع الانتقال فإن الانتقال حركة والحركة لا بد لها من زمان ، كما أن القول لا بد له من زمان فلا يمكن أن يكون زمان القول عين زمان الانتقال ، فلم يكن فعله بالعرش انتقالا ( وإنما كان إعدام وإيجاد ) فعلى هذا كان معنى قوله - مُسْتَقِرًّا عِنْدَه )   - أي أعدم في مكانه وأوجد عند سليمان من غير انتقال ، فمن لم يعرف الخلق الجديد لم يشعر بذلك اهـ بالى . ""

وكذلك في كل شيء من العالم لا يحسون وقتا بعدم بين الخلقين المتعاقبين بل يرون وجودا واحدا كما ترى ( وإذا كان هذا كما ذكرناه فكان زمان عدمه أعنى عدم العرش من مكانه عين وجوده عند سليمان ) أي عين زمان وجوده ( من تجديد الخلق مع الأنفاس ، ولا علم لأحد بهذا القدر بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون ) لاقتضاء إمكانه مع قطع النظر عن موجده عدمه كل وقت على الدوام .

واقتضاء التجلي الدائم الذاتي وجوده بل اقتضاء التجليات الفعالية الأسمائية على الاتصال دائما تكوينه بعد العدم في زمان واحد من غير قبلية ولا بعدية زمانية يحس بهما بل عقلية معنوية ، لأن هناك عدما دائما مستمرا باقتضاء العين الممكنة ، ووجودا دائما مستمرا بتجلى الذات الأحدية ، وشؤونات وتعينات متعاقبة مع الأنفاس باقتضاء التجلي الأسمائى ، فإن التشخصات المعينة لهذا الوجود المعين تتجدد مع الآنات ( ولا تقل ثم تقتضي المهلة ) أي ولا تقل إن لفظة ثم تقتضي الزمان. المتراخي

قال رضي الله عنه :  ( فليس ذلك بصحيح ، وإنما هي تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة ، كقول الشاعر كهز الرديني ثم اضطراب . وزمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك ، وقد جاء بثم ولا مهلة ، كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس زمان العدم عين زمان وجود المثل ، كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة )

يعنى أن حصول التعينات المتعاقبة وظهور الوجود في صورة عرش بلقيس ، أو ظهور صورة العرش في وجود الحق ، أو تعاقب الوجودات بتعاقب التجليات كلها للحق ، وليس لآصف إلا حصول التجديد في مجلس سليمان ، وذلك أيضا إن كان يقصد منه فهو للحق في مادة آصف ، ولكن لسان الإرشاد والتعليم يقتضي بما رسمه الشيخ قدس سره

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر : كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  

قال رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال . ) أي ، لا يمكن أن يكون مع اتحاد زمان القول والفعل انتقال ، لأن الانتقال حركة ، والحركة لا بد أن تكون في زمان ، والقول أيضا واقع في زمان ، وزمان القول لا يمكن أن يكون عين زمان الانتقال ، ( وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه . ) .

أي ، أعدمه في سبا وأوجده عند سليمان ، عليه السلام ، بالتصرف الإلهي الذي خصه الله وشرفه به بحيث لا يشعر بذلك إلا من عرف الخلق الجديد الحاصل في كل آن ( وهو قوله تعالى : "بل هم في لبس من خلق جديد" . )
أي ، عدم شعورهم بذلك ، هو معنى قوله : ( بل هم في لبس من خلق جديد )  

قال رضي الله عنه :  ( ولا يمضى عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راؤون له ) أي ، إنما كانوا في اللبس من الخلق الجديد ، لأنه لا يمضى عليهم زمان لا يرون في العالم ما كانوا راؤون له وناظرون إليه ، إذ كل ما يعدم يوجد ما هو مثله في آن عدمه ، فيظنون أن ما هو في الماضي هو الذي باق في المستقبل .  وليس كذلك .

قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان هذا كما ذكرناه ) أي ، إذا كان حصول العرش عند سليمان بطريق الإعدام والإيجاد. ( فكان زمان عدمه أعني عدم العرش من مكانه ، عين وجوده ) أي ، عين زمان وجوده

قال رضي الله عنه :  ( عند سليمان من تجديد الخلق مع الأنفاس . ولا علم لأحد بهذا القدر . بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون . ) .

قيل : ذلك لاقتضاء إمكانه عدمه كل وقت على الدوام ، واقتضاء التجلي الدائم الذاتي وجوده وفيه نظر .
لأن الممكن هو الذي لا يقتضى ذاته الوجود ولا العدم عند قطع النظر عما يقتضى الوجود أو العدم ، وكونه بهذه المثابة هو الإمكان ، فالإمكان لا يقتضى العدم كمالا يقتضى الوجود ، وإلا لا فرق بينه وبين الامتناع .

وتحقيقه أن الذات الإلهية لا تزال متجلية من حيث أسمائه وصفاته على أعيان العالم ، وكما يقتضى بعض الأسماء وجود الأشياء ، كذلك يقتضى بعضها عدمه ، وذلك ك‍ ( المعيد ) و ( المميت ) و ( القهار ) و ( الواحد ) و ( الأحد ) و ( القابض ) و ( الرافع ) و ( الماحي ) وأمثال ذلك .

وإن كان لبعض هذه الأسماء معان آخر غير ما قلنا ، لكن ليس منحصرا فيها . فالحق تارة يتجلى للأشياء بما يظهرها ويوجدها ويوصلها إلى كمالاتها ، وتارة يتجلى بما يعدمها ويخفيها . ولما كان الحق كل يوم ، أي كل آن ، في شأن ، وتحصيل الحاصل محال ، كان متجليا لها دائما بالأسماء المقتضية للإيجاد ، فيوجدها ، ومتجليا عليها بالأسماء المقتضية للإعدام ، فيعدمها ، فيكون متجليا لها في زمان واحد بالإيجاد والإعدام .

وبهذا الإعدام تم حكم قوله تعالى : ( وإليه يرجع الأمر كله ) . وبه تحصل أنواع القيامات المذكورة في المقدمات .
ولما كانت ذاته تعالى مقتضية لشؤونه دائما ، يكون تجلياته دائمة وظهوراته مستمرة ، وشؤونه وتعيناته متعاقبة .

وإنما قلنا ( في زمان واحد ) كما قال الشيخ أيضا ، فكان زمان عدمه عين زمان وجوده ، لأن أقل جزء من الزمان منقسم بالآنين ، فيحصل في آن منه إيجاد وفي الآخر إعدام .

قال رضي الله عنه :  ( ولا تقل "ثم " يقتضى المهلة ، فليس ذلك بصحيح . ) أي ، لا تقل لفظة ( ثم ) الواقعة في قولك : ( بل الإنسان لا يشعر أنه في كل نفس لا يكون ، ثم يكون ) مقتضى المهلة ، فعدم الكون والكون لا يكون في زمان واحد .
لأن ( ثم ) قد تجئ للتقدم كقوله : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ) . وقوله : ( ثم كان من الذين آمنوا ) .
إذ لا مهلة بين خلق الأرض وخلق السماء ، ولا بين إطعام المسكين وبين كونه من المؤمنين .

وإليه أشار بقوله : ( وإنما هي يقتضى تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة ، كقول الشاعر : ( كهز الردينى ، ثم اضطرب ) .

وزمان الهزعين زمان اضطراب المهزوز بلا شك ، وقد جاء ب‍ ( ثم ) ولا مهلة . ) يجوز أن يكون ( العلية ) بفتح العين ، من العلو .
أي ، العالية الشريفة . وبكسرها ، مع تشديد اللام ، من العلة .
لأن ( ثم ) يقتضى الترتيب والتراخي ، والترتيب يقتضى تقدم البعض على الآخر .
وذلك قد يكون بالزمان ، وقد يكون بالرتبة والشرف ، وقد يكون بالذات ، كما في العلية المعلولية . لكن الأول أنسب ، لأن التقدم بالرتبة والشرف أعم من التقدم بالعلية ، فهو أكثر وجودا ، وإن
كان المثال الذي ذكره الشيخ فيه العلية والمعلولية .

قال رضي الله عنه :  ( كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس زمان العدم زمان وجود المثل ، كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة . ) .

أي ، كما أن زمان ( الهز ) عين زمان اضطراب المهزوز ، وكذلك زمان العدم عين زمان وجود المثل في تجديد الخلق .
وإنما شبه بقول ( الأشاعرة ) في الأعراض ، لأن قوله بالتبدل في جميع الجواهر والأعراض لا في الأعراض وحدها . وقد مر تحقيقه من قبل .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر :  كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  

قال رضي الله عنه :  (ولم يكن عندنا باتّحاد الزّمان انتقال ، وإنّما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر بذلك إلّا من عرفه ، وهو قوله تعالى :" بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ " [ ق : 15 ] .
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له ، وإذا كان هذا كما ذكرناه ، فكان زمان عدمه أعني عدم العرش من مكانه عين وجوده عند سليمان من تجديد الخلق مع الأنفاس ، ولا علم لأحد بهذا القدر بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنّه في كلّ نفس لا يكون ثمّ يكون ، ولا تقّل « ثمّ » تقتضي المهلة ، فليس ذلك بصحيح ، وإنّما « ثمّ » تقتضي تقدّم الرّتبة العلّيّة عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشّاعر : كهزّ الرّديني . . . ثمّ اضطرب
وزمان الهزّ عين زمان اضطراب المهزوز بلا شكّ ، وقد جاء بثمّ ولا مهلة ، كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس : زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة ).

قال رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان ) أي : مع اتحاده ( انتقال ) الجسم من مكان إلى آخر ؛ لافتقاره إلى تعدد الأزمنة ، وإن أمكن ذلك في انتقال البصر ورجوعه ، فكان يتخيل أنه رآه في مكانه الأول ، وآصف إنما أتى به في منظر سليمان عليه السّلام لا في مكانه .

ولما استقر عنده من غير انتقال علم أنه ( إنما كان ) لعرش بلقيس إعدام من مكانه الأول ، وإيجاد في مكان سليمان ( من حيث لا يشعر ) أحد بذلك ، فتوهموا الانتقال مع اتحاد الزمان ، وهو محال ( إلا من عرفه ) أي : وقوع الإعدام والإيجاد في جميع أجزاء العالم في كل نفس نفس ، ( وهو ) ما دلّ عليه ( قوله تعالى :"بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيد"[ ق : 15 ]) .

 في كل جزء من أجزاء العالم ؛ لأن الأصل في الممكنات العدم من ذواتها ، والوجود من إشراق نور ربها عليها ، فهي تعود في كل نفس إلى أصلها والحق يمدها بالوجود في ذلك النفس بعينه ، وكيف لا يكونون في هذا اللبس ، وهم يعتقدون أنه لا يجمع وجود شيء وعدمه في زمان واحد ، وإن المعدوم غير مرئي مع أنه ( لا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له ) ، فيتوهموا أنه لو حصل الشيء مما يرونه مستمرا الإعدام والإيجاد ، لكان غير مرئي وقت عدمه ومرئيّا وقت وجوده ، ولم يكن يرى مستمرا .

ولا يعلمون أنه يمكن اجتماع الوجود والعدم في الشيء الواحد باعتبارين اعتبار نفسه واعتبار غيره ، وإن المعدوم إنما لا يرى لو لم يكن له وجه من الوجود الخارجي أصلا ، وألا يرى من جهة وجوده .
قال رضي الله عنه :  ( وإن كان هذا المذكور ) من وقوع الإعدام والإيجاد لأجزاء العالم في كل وقت ، وامتناع الانتقال على الأركان مع اتحاد الزمان .

قال رضي الله عنه :  ( كما ذكرناه ، فكان زمان عدمه أعني : عدم العرش ) بينه ؛ لئلا يتوهم عوده إلى العالم ( من مكانه عين ) زمان ( وجوده عند سليمان ) ، وإن كان ( من تجديد الخلق مع الأنفاس ) ، وقد جرت العادة فيه بالإيجاد في مكانه الأول ، فليس ذلك من لوازمه ، فإنه من قبيل إعادة المعدوم ، ولا يجب أن يعاد بجميع عوارضه حتى يعاد مع كونه في مكانه وزمانه ، بل تكفي الإعادة بذاته وعوارضه المشخصة .

وهذا مع كونه معقولا من حيث إن الأصل في الأشياء العدم ، وهو لا يفارق أصله بحال ، وإن الوجود له من غيره فهو إنما يستمر بإمداده ؛ ولذا قال المحققون : البقاء يحتاج إلى فاعل كالابتداء ، ومنصوصا في الكتاب الإلهي ( لا علم لأحد بهذا القدر ) في أجسام العالم .

وإن قال بعضهم به في الأعراض ، ولم يقل به أحد في عرش بلقيس ، وقالوا فيه بالانتقال مع اتحاد الزمان أو تبطئ به الأرض أو بالظفرة ، ( بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل ) مقدار ( نفس ) من الزمان ( لا يكون )  لوجوب عوده إلى أصله العدم ، ( ثم يكون ) بمدد ربه ، فكيف يشعرون في عرش بلقيس .
ثم استشعر سؤالا بأن لفظه ، ثم يشعر بتعدد الزمان ، وهذا يناقض ما تقدم من كون الإعدام والإيجاد في زمن واحد ،

فقال رضي الله عنه  : ( ولا تقل ثم ) في قولنا ، ثم يكون ( تقتضي المهلة ) المستلزمة تأخير زمان المعطوف عن زمان المعطوف عليه ، وهذا التأخير يستلزم تعددهما ؛ ( فليس ذلك ) الاقتضاء ( بصحيح ) على الإطلاق ، ( وإنما ) الصحيح أن ( ثم ) تقتضي تقدم المعطوف على المعطوف عليه نوع تقدم إما بالزمان أو بالذات أو بالشرف أو غير ذلك .

فإنها ( تقتضي تقدم الرتبة العليّة ) للمعطوف عليه بها ( عند العرب ) ، وإن لم يكن لهم اطلاع على أنواع التقديم ( في مواضع مخصوصة ) من غير أن يكون لتلك الرتبة تقدم زماني ، فلا يصح إطلاق اقتضاء ، ثم التقدم الزماني للمعطوف عليه مع صحة نقيضه ، ( كقول الشاعر : كهزّ الرّديني ) سيف منسوب إلى ردينة ، والهز التحريك ، ( ثم اضطرب وزمان الهزعين زمان اضطراب المهزوز بلا شك ) ضرورة امتناع تخلف الأثر عن التأثير .
قال رضي الله عنه :  ( وقد جاء ) هذا الشاعر من العرب ( بثم ولا مهلة ) في قوله : ثم اضطرب ، فهو إنما جاء بها تقدم الهز بالرتبة العلية ، فإنها متقدمة على المعلول بالرتبة لا بالزمان .

قال رضي الله عنه :  ( كذلك ) أي : كما أن زمان الهز زمان اضطراب المهزوز مع علو رتبة الهز على رتبة الاضطراب ، ( تجديد الخلق مع الأنفاس ) لأجزاء العالم والإنسان المفهوم من قولنا لا يكون ، ثم يكون ( زمان العدم ) المشار إليه بقولنا لا يكون ( زمان وجود المثل ) المشار إليه بقولنا ، ثم تكون مع علو رتبة العدم لكونه الأصل في الممكن ، وكيف يمنع هذا التجديد في زمان واحد في أجسام العالم وأعراضه .
والمراد بالمثل المعتاد لاشتباهه بالمثل إلا أن المثلين شخصان متغايران ، وهذا شخص واحد تخلل العدم بين وجوديه كما يتخلل المرض بين صحتيه ، وهو ( كتجديد الأعراض فقط في دليل الأشاعرة ) .

فليس هذا من البدعة ، وإن اختص انتظام بالقول به ، واستدل الأشعري بأن العرض لو بقي لامتنع زواله ؛ لأنه إما بنفسه ، فيلزم أن يصير مستحيلا بعد ما كان ممكنا ، وهو قلب الحقائق المحال أو بموجب وجودي ، كطريان ضد ، وهو محال ؛ لأن طريانه مشروط بزوال الأول ، فلو كان زوال الأول لطريان الثاني لزم الدور أو بموجب عدمي كزوال شرط ، فإن كان عرضا لزم الدور والتسلسل ، وإن كان جوهرا .

فإن زال بالعرض لزم الدور ، وإلا لزم التسلسل أو بفاعل مختار ، وإلا زالت إعدام ؛ فلا يكون أثرا ، وهذا الدليل بعينه دليل النظام ؛ فإن أجبت عنه بطل مذهب الأشعري أيضا ، فيقال للسّنّي : إما أن تعترف بصحة مذهب النظام أو ببطلان مذهبك أو بالفرق ، ولم يظهر على أن تهول جميع ما في العالم كالأعراض لصورة الوجود الحقيقي الإلهي باعتبار ظهوره في حقائق العالم ، فحكمها حكم ما تسميه الأشاعرة بالأعراض بلا فرق .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر :  كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  
 قال رضي الله عنه :  (ولم يكن عندنا باتّحاد الزمان انتقال ) ضرورة أن الانتقال لا بدّ له من الزمان ، ليطابق الحركة والزمان والمسافة ، فهو ما كان من قبيل الانتقال ( وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك ) من المحصورين في حيطة القوى الجزئية ، التي إنما يدرك الأمور بإحساسها من الخارج ( إلا من عرفه ) من الداخل .

العالم في خلق دائم
قال رضي الله عنه :  ( و ) الذي يدل على أنّهم محجوبون عن هذه المرتبة ( هو قوله تعالى : بَلْ هُمْ في لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ “  ) [ 50 / 15 ] .

قال رضي الله عنه :  ( ولا يمضى عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راؤون له ) حتى يفهموا من الخارج معنى الخلق الجديد . وذلك لأنّه ليس في حيطة الزمان .

قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان هذا كما ذكرناه فكان زمان عدمه - أعني عدم العرش من مكانه - عين وجوده عند سليمان ، من تجديد الخلق مع الأنفاس . ولا علم لأحد بهذا القدر ) من الخارج ، كما سبق بيانه ، ولا من الداخل إلا بالتعريف الإلهي .

وإليه إشارة بقوله : ( بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنّه في كل نفس لا يكون ، ثمّ يكون ) .
وفي إيراد لفظة « ثمّ » هاهنا إيهام معنى التراخي وما يستتبعه من التقدّم والتأخّر الزمانيّين .

فلذلك قال رضي الله عنه  : ( ولا تقل : « ثمّ تقتضي المهلة » . فليس ذلك بصحيح وإنما ثم ) في أمثال هذه المواضع ( تقتضي تقدّم الرتبة العليّة ) وذلك فيما لم يكن للزمان دخل .
كقوله تعالى : “ ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ “  [ 41 / 11 ] أو يكون للزمان هناك دخل ، ولكن لا ترتيب فيه زمانيّ ، وذلك كما في اللغة ( عند العرب في مواضع مخصوصة ، كقول الشاعر) :( كهزّ الردينيّ   . . . ثمّ اضطرب )
قال رضي الله عنه :  ( وزمان الهزّ عين زمان اضطراب المهزوز بلا شكّ . وقد جاء ب « ثم » ولا مهلة ، كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس ، زمان العدم زمان وجود المثل ).

"" أضاف المحقق : شطري بيت لأبي دؤاد جارية بن الحجاج الشاعر الجاهلي ، من قصيدة له يصف فيها الفرس :
كهزّ الردينيّ تحت العجاج ...  جرى في الأنابيب ثمّ اضطرب
الرديني : الرمح نسبه إلى امرأة تسمى ردينة . والعجاج : الغبار . والأنابيب : جمع أنبوبة وهي ما بين كل عقدتين من القصب .
يقول : إذا هززت الرمح جرت تلك الهزّة فيه حتّى يضطرب كله
( شرح شواهد المغني للسيوطي : شواهد ثم ، 1 / 358
) . ""

وقد عثر أكثر أهل النظر على هذا الترتيب ، وهو المسمى عندهم بالتقدّم الذاتيّ والطبيعيّ وبذلك تفطَّنوا على تبدّل الأعراض .
وإليه أشار بقوله ( كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة ) فإنّ علومهم لما كانت مأخوذة من الخارج وأمر الأعراض هو الظاهر بالذات هناك دون الجوهر ، لذلك فهموا تجديدها دونه ، وذهبوا إليه .
وعرش بلقيس لما كان من الجواهر المستقرّة ، إنما يعرف من عرّفه الله من الداخل أمر ذلك التجديد .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتحاد الزمان انتقال، وإنما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه وهو قوله تعالى «بل هم في لبس من خلق جديد.
ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راءون له.
وإذا كان هذا كما ذكرناه، فكان زمان عدمه (أعني عدم العرش) من مكانه عين وجوده عند سليمان، من تجديد الخلق مع الأنفاس.
ولا علم لأحد بهذا القدر، بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ثم يكون.
ولا تقل «ثم» تقتضي المهلة، فليس ذلك بصحيح، وإنما «ثم» تقتضي تقدم الرتبة العلية عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر :  كهز الرديني  ثم اضطرب
و زمان الهز عين زمان اضطراب المهزوز بلا شك. وقد جاء بـ "ثم" ولا مهلة.
كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس: زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة.  ).  

قال رضي الله عنه :  ( ولم يكن عندنا باتّحاد الزّمان انتقال ، وإنّما كان إعدام وإيجاد من حيث لا يشعر بذلك إلّا من عرفه ، وهو قوله تعالى :بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ.  ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ما هم راؤون له .  وإذا كان هذا كما ذكرناه ، فكان زمان عدمه - أعني عدم العرش - من مكانه عين وجوده عند سليمان من تجديد الخلق مع الأنفاس . ولا علم لأحد بهذا القدر بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنّه في كلّ نفس لا يكون ثمّ يكون .
ولا تقل « ثمّ » تقتضي المهلة ، فليس ذلك بصحيح ، وإنّما « ثمّ » تقتضي تقدّم)

قال رضي الله عنه :  (ولم يكن عندنا ) ، أي لم يتحقق عندنا يعني المكاشفين بالخلق الجديد .

قال رضي الله عنه :  ( باتحاد الزمان ) ، أي بسبب وحدته وكونه آنا ( انتقال ) لأن الانتقال حركة والحركة زمانية ( وإنما كان إعدام إيجاد ) في آن واحد بأن إعدامه في سبأ ووجدانه عند سليمان عليه السلام ( بحيث لا يشعر أحد بذلك إلا من عرفه ) ، أي الخلق الجديد الحاصل في كل آن ( وهو ) .

أي عدم شعورهم بذلك ما يدل عليه ( قوله تعالى :"بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ " [ ق : 15 ] ولا يمضي عليهم وقت لا يرون فيه ) ، أي في ذلك الوقت مثل ( ما هم راؤون له ) في وقت قبله فيتوهمون أن المرئي في الوقتين واحد فلا يفهمون الخلق الجديد .
قال رضي الله عنه :  ( وإذا كان هذا ) ، أي حصول العرش عند سليمان ( كما ذكرناه ) ، أي بطريق الإعدام والإيجاد ( فكان زمان عدمه أعني عدم العرش من مكانه عين وجوده ) ، أي عين زمان وجوده عند سليمان ( من ) قبيل ( تجديد الخلق مع الأنفاس ) بأن يكون في كل نفس بل في كل آن وجود مجدد شبيه بالوجود السابق على قدر خفي من التفاوت ( ولا علم لأحد بهذا القدر ) من التفاوت فيتوهم أن الوجود المتجدد بعينه هو الوجود الزائل ، فلا يشعر بتجديد الخلق مع الأنفاس .

قال رضي الله عنه :  ( بل الإنسان لا يشعر به من نفسه أنه في كل نفس لا يكون ) لزوال وجود ( ثم يكون ) لعرض وجود آخر ، لأن زمان الزوال والعروض واحد والوجودان يشبهان من غير تفاوت ( ولا تقل ) لفظة.
( ثم ) في قولك : لا يكونان ثم يكون ( تقتضي المهلة ) أو تخلل الزمان بين العدم والوجود فلا يكونان في زمان واحد ( فليس ذلك ) ، أي القول باتحاد الزمان ( بصحيح وإنما ثمّ تقتضي).

قال رضي الله عنه:  (الرّتبة العلّيّة عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشّاعر : كهزّ الرّديني ثمّ اضطرب  وزمان الهزّ عين زمان اضطراب المهزوز بلا شكّ . وقد جاء بثمّ ولا مهلة .  كذلك تجديد الخلق مع الأنفاس : زمان العدم زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة . )
قال رضي الله عنه:  (ثمّ تقتضي الرتبة العلية ) من العلو ( عند العرب في مواضع مخصوصة كقول الشاعر" كهز الرديني ثم اضطرب " وزمان الهز متقدم على زمان اضطراب المهزوز بلا شك وقد جاء بثم ولا مهلة ) بناء على أن الهز مقدم بالذات على اضطراب المهزوز فجعل هذا التقدم بمنزلة التقدم الزماني .
واستعمل ثم فيه ( كذلك ) ، أي كما أن زمان الهز واضطراب المهزوز كذلك ( تجديد الخلق مع الأنفاس زمان العدم ) فيه ( زمان وجود المثل كتجديد الأعراض في دليل الأشاعرة ) .
حيث ذهبوا إلى تعاقب الأمثال على محل العرض من غير خلو آن من شخص من العرض مماثل للشخص الأول .
فيظن الناظر أنها شخص واحد مستمر وإنما ذهبنا إلى ما ذهبنا من تجديد الخلق مع الأنفاس.


.
الفقرة الحادي عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله 
واتساب

No comments:

Post a Comment