Monday, December 23, 2019

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

16 - The Wisdom of Compassion in the Word of Solomon

الفقرة الخامسة عشر:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )  

قال رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنّما انقادت للّه ربّ العالمين ، وسليمان من العالمين .  فما تقيّدت في انقيادها كما لا تتقيّد الرّسل في اعتقادها في اللّه .  بخلاف فرعون فإنّه قال : رَبِّ مُوسى وَهارُونَ( 48 )  وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجة ، لكن لا يقوى قوّته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد للّه .  وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال :" آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ " [ يونس : 90 ] »  فخصّص ، وإنّما خصص لما رأى السّحرة قالوا في إيمانهم باللّه :رَبِّ مُوسى وَهارُونَ( 48 ) [ الشعراء : 48 ] . )

(فما انقادت) ، أي بلقيس بإسلامها (لسليمان) عليه السلام (وإنما انقادت) بإسلامها (لرب العالمين وسليمان ) عليه السلام من جملة العالمين الذين أسلمت بلقيس لربهم فما تقيدت ، أي بلقيس في انقيادها للّه تعالى بقيد أصلا كما لا تتقيد الرسل عليهم السلام في اعتقادها ، أي طائفة الرسل في اللّه تعالى بقيد أصلا من كمال الإيمان بخلاف فرعون حين أسلم وآمن لما أدركه الغرق فإنه

قال رضي الله عنه :    آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ[ يونس : 90 ] ، وخصص إيمانه من تخصيص السحرة ، وتقدير ذلك آمنت بما آمنت به بنو إسرائيل" رَبِّ مُوسى وَهارُونَ( 122 ) [ الأعراف : 122 ] .
فإنه مرجع كلامه ، (وإن كان) ، أي فرعون ( يلحق بهذا الانقياد) ، أي الإسلام (البلقيسي) ، أي الذي فعلته بلقيس من وجه وهو ذكر ربوبيته لموسى وهارون عليهما السلام في تقدير كلامه ، فكان نظير ذكر معية سليمان عليه السلام وربوبيته للعالمين في إيمان بلقيس .

قال رضي الله عنه :  (ولكن لا يقوى) ، أي انقياد فرعون (قوته) ، أي قوّة انقياد بلقيس لصريح المعية فيه وظهور الإطلاق في ربوبيته للعالمين وإن لزم ذلك في انقياد فرعون بتقدير ذكر موسى وهارون عليهما السلام انقيادهما مطلق من القيود ، وهو ربوبية العالمين ، وذلك هو الذي آمنت به بنو إسرائيل ، وأسلم له فرعون في قوله :وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ[ يونس : 90 ]
وهم السحرة الذين آمنوا برب العالمين " رَبِّ مُوسى وَهارُونَ( 122 )"  
وقد كان قال لهم :" آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ " [ الأعراف : 123 ] ،
فبقي في نفسه ما آمنوا به ، فلما آمنوا أتى هو بذلك في كلامه فكانت ، أي بلقيس أفقه ، أي أكثر فقها ، أي فهما في الدين من فرعون في الانقياد للّه تعالى لمعرفتها كيف تؤمن لما آمنت ، وذلك لسلامتها مما وقع فيه فرعون من المهلكة في وقت الإيمان .

قال رضي الله عنه :  (وكان فرعون) داخلا (تحت حكم الوقت) الذي كان فيه (حيث قال) حين أدركه الغرق آمنت ، أي صدقت بالذي آمنت ، أي صدقت به بنو إسرائيل ، أي أولاد يعقوب وهم قوم موسى عليه السلام ، لما رآهم نجوا من الغرق بإيمانهم ، فطمع في النجاة فآمن مثل إيمانهم كي ينجو هو كنجاتهم ، فكان إيمانه إيمان طمع محقق لا إيمان يأس من الحياة ، ولهذا قبل منه وعوتب على تأخيره فخصّص ، أي فرعون إيمانه بإيمان بني إسرائيل وإنما خصص بذلك إيمانه لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم باللّه تعالى آمنا برب العالمين " رَبِّ مُوسى وَهارُونَ( 122 ) . ".

وفي موضع آخر من القرآن قالوا :"آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى"[ طه : 70 ] ، وإن كان الواو لا تقتضي ترتيبها فإنهم لما قالوا ذلك بلغتهم ترجمة اللّه تعالى لنا بالعربية فقدم في الترجمة ذكر موسى وتارة ذكر هارون ويحتمل أن بعضهم قدم ذكر موسى وبعضهم قدم ذكر هارون فقصه اللّه تعالى .
والظاهر أن تقديم ذكر هارون مراعاة لفواصل الآيات والأصل تقديم ذكر موسى وقول بعضهم ، لأن فرعون هو الذي ربى موسى فلو قدموا ذكره في إيمانهم لتوهم فرعون أنهم أمنوا به يرده ذكر هارون بعده ويبقى التوهم في تلك الآية التي قدم فيها ذكر موسى ، وقد وجد في كلام فرعون ما يرده وهو قوله :" آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ " ولم يقل بي فصرح بتحققه بإيمانهم باللّه تعالى .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )  

قال رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لرب العالمين وسليمان من العالمين فما تقيدت في انقيادها ) في اللّه برب خاص حيث لم تقل أسلمت برب سليمان عليه السلام أو لسليمان عليه السلام . إسلام بلقيس مع سليمان

كما قال السحرة " آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى" ( كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في اللّه ) فكان إسلام بلقيس عين إسلام سليمان عليه السلام في الإطلاق . وإن كانت تابعة له في الإسلام.
( بخلاف فرعون فإنه قال "رَبِّ مُوسى وَهارُونَ") حيث لم يقل رب العالمين فخصص اعتقاده برب دون رب .
قال رضي الله عنه :  ( وإن كان ) انقياد فرعون ( يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه ) وهو من حيث أن ربها رب العالمين ( ولكن ) انقياد فرعون ( لا يقوي قوته ) أي لا يساوي انقياد بلقيس في القوة لتقيده في اعتقاده اللّه برب خاص رب موسى عليه السلام وهارون عليه السلام .

قال رضي الله عنه :  ( فكانت ) بلقيس ( أفقه من فرعون في الانقياد للَّه فكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل فخصص فرعون ) إيمانه برب بني إسرائيل
وإن كان رب بني إسرائيل رب العالمين لكن لم يقل به صريحا .

قال رضي الله عنه :  ( وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم باللّه رب موسى وهارون ) فكان إيمان بلقيس لإطلاقه فوق إيمان السحرة وإيمان فرعون في القوة .
فكان إيمان فرعون كإيمان السحرة في القوة لكنه لم يقبل منه لعدم وقوعه في وقته .
وفيه كلام تتكلم إن شاء اللّه في حكمة موسوية .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )  
قال رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل». فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )  

النص واضح و لا يحتاج  إلى زيادة شرح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )

قال رضي الله عنه : ( فما انقادت لسليمان وإنّما انقادت لربّ العالمين وسليمان من العالمين ، فما تقيّدت في انقيادها كما لا يتقيّد الرسل في اعتقادها بالله ، بخلاف فرعون ، فإنّه قال : " رَبِّ مُوسى وَهارُونَ " ).
يعني : أنّ فرعون قيّد إسلامه بقوله :  ( رَبِّ مُوسى وَهارُونَ )  وإن كان ربّ موسى وهارون هو ربّ العالمين ، ولكن في لفظ فرعون مقيّد بموسى وهارون ، وفي قول بلقيس : ( لِلَّه ِ رَبِّ الْعالَمِينَ )  مطلق يعمّ سليمان وموسى وهارون وغيرهم .

قال رضي الله عنه : (وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه ،ولكن لا يقوى قوّتها).
يعني رضي الله عنه : لا تقوى قوّة إسلام فرعون قوّة انقياد بلقيس ، لما ذكرنا ، ولا سيّما وقد كان إسلام فرعون في حال الذعر والخوف من الغرق ، ورجاء النجاة بالإسلام الفرعوني لا الانقياد البلقيسي ، فإنّ كل واحد منهما أتبع إسلامه إسلام نبيّه ، فأسلم فرعون لله الذي آمنت به بنو إسرائيل وآمن موسى به ، فإيمانه وإسلامه تبع لإيمانه ،

وقوله : أنا من المؤمنين ومن المسلمين فيهما دلالة إطلاق الإيمان والإسلام ، فإنّ المؤمنين والمسلمين الذين جعل نفسه منهم آمنوا وأسلموا لله مطلقا فينسحب حكم ذلك عليهم ، ولكن إسلام بلقيس وإن كان مقيّدا بالمعية ، فإنّه يقتضي المشاركة .

قال رضي الله عنه : ( فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت ، حيث قال : آمنت بالَّذى  "آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ "  فخصّص ، وإنّما خصّص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم باللَّه :  "رَبِّ مُوسى وَهارُونَ " ) 

يعني رضي الله عنه : أنّ كوننا على الصراط المستقيم لكون نواصينا بيد الحق الذي هو على الصراط المستقيم ، فنحن معه على الصراط في ضمن كونه على الصراط المستقيم ، ككون بلقيس في إسلامها بالتضمين والتبعية لإسلام سليمان .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )

قال رضي الله عنه :  (فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لرب العالمين ، وسليمان من العالمين فما تقيدت في انقيادها ، كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله بخلاف فرعون فإنه قال " رَبِّ مُوسى وهارُونَ " وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه ، ولكن لا يقوى قوته )

يعنى قيد فرعون إيمانه بقوله "آمَنْتُ أَنَّه لا إِله إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ " .
وإنما نسب إليه الشيخ الإيمان برب موسى وهارون لأن إيمان بني إسرائيل إنما كان برب موسى وهارون فأسند إليه مجازا ، وإلا لم يقل فرعون " رَبِّ مُوسى وهارُونَ " وقيد إيمانه بإيمان بني إسرائيل ،
وأطلقت بلقيس بقولها " رَبِّ الْعالَمِينَ " وإن كان يلحق تقييده إطلاقها من وجه ، لأن رب موسى وهارون رب العالمين ، لأن كلا منهما اتبع إسلامه إسلام نبيه .
ولكن لا يقوى إسلامه قوة إسلامها لدلالة إسلامها على كمال اليقين حين قرنت إسلامها بإسلام سليمان دون إسلامه "الفرعون" ، فإن إسلامه كان في حال الخوف ورجا النجاة من الغرق بإسلامه .

قال رضي الله عنه :  ( وكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله ، وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال " آمَنْتُ أَنَّه لا إِله إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ " فخصص ، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم " رَبِّ مُوسى وهارُونَ " ).

إنما كان فرعون تحت حكم الوقت حيث كان الوقت وقت غلبة بني إسرائيل ونجاتهم وغرقه ، فخصص إيمانه بإيمانهم تقليدا ورجاء للخلاص كخلاصهم لا يقينا ، فكأنه لما رأى الدولة معهم مال إليهم ، وقايس التخصيص على تخصيص السحرة وأخطأ في القياس كإبليس ، فإن إيمان السحرة يتقيد بإيمان النبيين ، والنابع يجب أن يتقيد إيمانه بإيمان نبيه ،
وإنه قيد إيمانه بإيمان بني إسرائيل فكم بين الإيمانين ؟
وأيضا كان تخصيص السحرة بعد التعميم في قولهم " آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ " واستشعارهم أن القبط لغاية تعمقهم في الضلال يحسبون رب العالمين فرعون.
وبين إسلامه وإسلام بلقيس بون بعيد لأن المعية في قولها دالة على أنها تعتقد اعتقاد سليمان مطلقا في جميع الأشياء ، كما نحن بالتبعية مع الرب تعالى على الصراط المستقيم لكون نواصينا بيده فهو على الصراط المستقيم.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )  

قال رضي الله عنه :  (فما انقادت لسليمان ، وإنما انقادت لرب العالمين ، وسليمان من العالمين . فما تقيدت في انقيادها ، كما لا يتقيد الرسل في اعتقادها في الله . )
أي ، انقيادها كان لله حيث قالت : ( أسلمت لرب العالمين ) .
وما قالت : أسلمت لسليمان . ولا تقيدت في انقيادها لله برب دون رب ، بل بالرب المطلق ، وهو رب العالمين ، رب سليمان وغيره من أهل العالم ، كما لا يتقيد الرسل برب دون رب .

وهو المراد بقوله : ( في اعتقادها في الله ) . وذلك لأنهم أولياء كاملون عارفون بمراتب الحق
وظهوراته في المظاهر وبربوبيته بجميع الأسماء .
وتقيدهم بالشرائع المقتضية للربوبية ببعض الأسماء ، إنما هو بأمر الحق وتقييده .
فهم مقيدون بما يقتضى ظواهر الشرائع بحسب ظواهرهم وكونهم أنبياء مرسلين .
وأما بحسب بواطنهم وكونهم أولياء ، فلا تقيد لهم ، لشهودهم الحق في جميع المقامات وربوبيته في كل المواطن .

قال رضي الله عنه :  ( بخلاف فرعون ، فإنه قال : "رب موسى وهارون" . وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه ، ولكن لا يقوى قوته ،فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله.).

أي ، فرعون قيد إيمانه في قوله : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل برب موسى وهارون . لأن الذي آمنت به بنو إسرائيل هو رب موسى وهارون ، كما قالت السحرة : ( رب موسى وهارون ) .

فقول الشيخ رضي الله عنه   : ( فإنه قال ) مجاز ، إذ لم يقع هذا القول منه صريحا .
وهذا الانقياد وإن كان يلحق بانقياد بلقيس من حيث إن ربهما رب العالمين ، لكن لا يقوى بتلك القوة ، لنوع من التقييد الواقع في قوله : ( فكانت أفقه ( وأعلم ) من فرعون ) بدقائق الكلام .

قال رضي الله عنه :  ( وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال : "آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل " . فخصص . وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله : " رب موسى وهارون " . ) هذا اعتذار من جهة فرعون في التخصيص والتقييد .
أي ، كان فرعون وقت إيمانه بحكم ما يقتضى وقته من الغم والغرق والهلاك .
وكان السحرة قالوا في إيمانهم بالله : ( رب موسى وهارون ) ، وخصصوا ، لذلك خصص فرعون بقوله : ب‍ "الذي آمنت به بنوا إسرائيل وهو رب موسى وهارون " .
تذكارا لما سبق ، وعدم اعطاء وقته غير ذلك .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )  

قال رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان ) وإن آمنت بنبوته . ( وإنما انقادت ) في الإيمان بنبوته ( لرب العالمين ) ، فإنه الظاهر فيه بكماله الذي أفادته النبوة ( وسليمان من ) غير اعتبار هذا الظاهر فيه من ( العالمين ) ، فلا يجب الإيمان به إلا باعتبار هذا الظهور .
ومع ذلك ( فما تقيدت في انقيادها ) بالرب الظاهر فيه من حيث هو ربه ، ولا باعتبار ظهوره فقط ، بل أخذت في ذلك رتبة المعية .

فما تقيدت ( كما لا تتقيد ) الرسل الذين من جملتهم سليمان الذي هي معه ( في اعتقادها في اللّه ) بأربابهم المخصوصة ، ولا بظهوره فيهم أو في محل معين آخر .
قال رضي الله عنه :  ( بخلاف فرعون ، فإنه ) تقيد في إيمانه برب بني إسرائيل ، إذ ( قال : ) آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ، وإن كان الذي آمنت به بنو إسرائيل ( رب موسى وهارون ) ، فكأنه قال : آمنت برب موسى وهارون ، والظاهر فيهما المقيد لهما النبوة الرب الجامع ، وما تقيدا في الإيمان بالرب الخاص ، بل كان إيمانهما بالرب الجامع ، لكنه تقيد في الظاهر بالرب الخاص ببني إسرائيل .

ففارق ( الانقياد البلقيسي وإن كان يلحق بهذا ) أي : بكون إيمان بني إسرائيل الذي قيد فرعون إيمانه بربهم الذي آمنوا به الرب الجامع ؛ لكونه رب موسى وهارون من حيث أفادهما النبوة وآمنا به الانقياد البلقيسي لرب العالمين من وجه ، وهو كون الرب الجامع هو المقصود بالانقياد الفرعوني .
قال رضي الله عنه :  ( ولكن لا يقوى قوته ) ؛ لأنه إنما يصل إلى هذا المقصود بوسائط ومقدمات بخلاف بلقيس ؛ لوصولها إلى هذا المقصود بلا واسطة ، فكانت مع كونها امرأة من شأنها قلة التفقه ( أفقه من فرعون ) ، وإن كان مطلعا على دقائق كثيرة كما ستعرف في الفص الموسوي ( في الانقياد للّه ) أي : للاسم الجامع مع التصريح بجمعيته بقوله : " لرب العالمين " ، وفرعون إنما انقاد في الظاهر لرب بني إسرائيل .

قال رضي الله عنه :  ( وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال :" إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ " [ يونس : 90 ] » فخصّص ، وإنّما خصص لما رأى السّحرة قالوا في إيمانهم باللّه :" رَبِّ مُوسى وَهارُونَ" [ الشعراء : 48 ] .)

ثم أشار إلى وجه تخصيص فرعون رب بني إسرائيل للإيمان به ؛ فقال :رضي الله عنه   ( وكان فرعون تحت حكم الوقت ) أي : حكم الرب الذي له السلطنة في الوقت ، وهو الاسم الخاص ببني إسرائيل ، ( حيث قال :آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ )، فقيد إيمانه بالذي آمنت به بنو إسرائيل من أسماء اللّه تعالى لما رأى السلطنة له في إنجائهم من الغرق .
قال رضي الله عنه :  ( فخصص ) هذا الرب ، وإن كانوا مطلقين لما كان إيمانهم برب موسى وهارون ، وهما لا يتقيدان في الإيمان باسم دون اسم لما في التخصيص من الكفر بالأسماء الباقية .

وهو في معنى الكفر باللّه بالكلية ، ولكنه ( إنما خصص لما ) توهم أن هذا التخصيص في معنى التعميم لما ( رأى السحرة قالوا في إيمانهم باللّه ) الجامع على قولهم :" آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ . ("رَبِّ مُوسى وَهارُونَ ") [ الشعراء : 48 ، 47 ] ، وسمع من موسى وأصحابه فوزهم ، فظن أنه في معنى التعميم ، ولكنهم إنما أتوا به بعد التصريح بالتعميم وبالجملة ، فقد قصر إسلام فرعون عن إسلام بلقيس .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )  

مقارنة بين قول بلقيس وفرعون
قال رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لربّ العالمين ، وسليمان من العالمين ، فما تقيّدت في انقيادها ) . وإسلامها بتلك المعيّة ، فإنّها قارنت إسلامها بإسلام الرسل ، فلا تتقيّد .
قال رضي الله عنه :  ( كما لا تتقيّد الرسل في اعتقادها في الله ، بخلاف فرعون ، فإنّه قال : “رَبِّ مُوسى وَهارُونَ“  [ 7 / 122 ]  وإن كان يلحق بهذا ) التصريح بالرسل في إسلامه وإظهار من هو الواسطة في فوزه بهذه الكرامة شكرا لها .
قال رضي الله عنه :  ( الانقياد البلقيسي من وجه ، لكن لا يقوي قوّتها) فإنّه قد قيّد الربّ الذي أسلم له دونها .

قال رضي الله عنه :  ( فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله ) يعني الربّ المطلق .
ثمّ إنّ الذي ظهر من فرعون على ما ورد به النصّ قوله :
"آمنت بالذي "  آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ " لا  "رَبِّ مُوسى وَهارُونَ"  على ما نقل عنه .
"إشارة إلى قوله تعالى : "وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُه ُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَه ُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّه ُ لا إِله َ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِه ِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
 [ يونس: 90 ] ."

وإن كان الذي آمنت به بنو إسرائيل هو ربّ موسى وهارون ، لا تفاوت بينهما إلا بالإجمال والتفصيل.
فاستشعر بلسان تعبير فرعون مقصوده بتلك العبارة المجملة قائلا : ( وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال : « آمنت بالذي “  آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ » فخصّص ) الربّ الذي أسلم له بالذي آمنت به بنو إسرائيل (و إنما خصّص لما رأى السحرة )  الذين جعلهم مقابلين لموسى ومناظرين له توهينا لأمره وإهانة له .

وذلك لابتذال السحر بين الناس واختصاص مباشريه بين كل قوم بالخسّة والاحتقار - ( قالوا في إيمانهم باللَّه “  رَبِّ مُوسى وَهارُونَ “  ) [ 7 / 122 ] .
فمنع فرعون احتشام علوّه في الأرض وغلوّه في الاستكبار أن يتبعهم في ذلك القول استنكافا عن تقليدهم ، وإباء عن الاقتداء بهم في ذلك ، فغيّر العبارة وقال : "آمنت بالذي " آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ " .
والعجب حال من لم يتفطَّن لهذه اللطيفة المصرّح بها ، وارتكب المجاز في نسبة ذلك القول إلى فرعون .

"" أضاف المحقق :  إشارة إلى ما قاله الكاشاني في شرحه: « وإنما نسب إليه الشيخ الإيمان برب موسى وهارون ، لأن إيمان بني إسرائيل إنما كان برب موسى وهارون ، فأسند إليه مجازا ، وإلا لم يقل فرعون : رب موسى وهارون » . وقد تبعه في ذلك القيصري أيضا . ""


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين، وسليمان من العالمين.
فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله، بخلاف فرعون فإنه قال «رب موسى وهارون»، وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال «آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل».
فخصص، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم بالله «رب موسى وهارون». )  

قال رضي الله عنه :  ( فما انقادت لسليمان وإنّما انقادت للّه ربّ العالمين ، وسليمان من العالمين .  فما تقيّدت في انقيادها كما لا تتقيّد الرّسل في اعتقادها في اللّه . بخلاف فرعون فإنّه قال :"رَبِّ مُوسى وَهارُونَ"( 48 ) وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجة ، لكن لا يقوى قوّته فكانت أفقه من فرعون في الانقياد للّه .  وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال :آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ[ يونس : 90 ] » فخصّص ، وإنّما خصص لما رأى السّحرة قالوا في إيمانهم باللّه :رَبِّ مُوسى وَهارُونَ( 48 ) [ الشعراء : 48 ] . )

قال رضي الله عنه :  ( فقالت عند ذلك ) التنبيه (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) ، أي بالكفر والشرك إلى الإيمان (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ) ، أي إسلام سليمان ("لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ"[ النمل : 44 ] فما انقادت لسليمان وإنما انقادت للّه رب العالمين وسليمان من العالمين فما تقيدت في انقيادها ) برب سليمان .

قال رضي الله عنه :  ( كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في اللّه ) برب دون رب بل بالرب المطلق ( بخلاف فرعون فإنه قال :رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) ( 122 ) [ الأعراف : 122 ] ، أي قال ما مؤداه ذلك فإنه قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ، ولا شك أن الذي آمنت بنو إسرائيل هو رب موسى وهذا الانقياد الفرعوني.

قال رضي الله عنه :  ( وإن كان يلحق هذا الانقياد البلقيسي من وجه ) فإن رَبِّ مُوسى وَهارُونَ( 122 ) رب العالمين ( ولكن لا يقوى قوته ) لسراية أثر انقيادها إلى اللفظ والمعنى بخلاف أثر انقياده فإنه لم يتعد إلى اللفظ ( فكانت بلقيس أفقه من فرعون في ) بيان ( الانقياد للّه ) الرب المطلق ( وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال :" آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ"[ يونس : 90 ] فخصص ) الرب الذي آمن به بالذي آمنت به بنو إسرائيل ( وإنما خصص لما رأى السحرة الذين هم أراذل الناس ) ، ولذلك جعلهم معارضين لموسى إهانة له ( قالوا في إيمانهم باللّهرَبِّ مُوسى وَهارُونَ) ( 122 ) ، فاستنكف عما يوهم تقليدهم لاحتشامه وعلوه في الأرض فغير العبادة وقال : آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل ولم يقل بـ "رَبِّ مُوسى وَهارُونَ"( 122 ) وإن كان مؤداهما واحدا ( فكان إسلام بلقيس إسلام سليمان ) ، أي مثل إسلامه غير مقيد برب

.
الفقرة الخامسة عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله 
واتساب

No comments:

Post a Comment